وبركاته. الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ايه ده اما بعد فحدثني جماعة من المسندين وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس فمولى عبد الله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحم من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين للمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم في اقراء اصول المتون وتبين معانيها الكلية وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلاقيهم. ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع مؤمنه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب السادس من برنامج مهمات العلم في مرحلته الاولى وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله متوفى سنة ست بعد المائتين والالف وما بقي من بقية في كتاب الاربعين فاننا ان شاء الله تعالى سنقضيها في وقت اخر. معتذرا عن تخلف في درس بسبب ماضي احد ابنائي. والله يعلم اني حريص جدا ان لا ان لا اغيب عن درس لي. واني احفظ بحمد الله اني لم اغب وخلال عشر سنوات الا في غات لا تزيد عن اصابع اليد الواحدة. لكن ليقضي الله امرا كان مفعولا. وسنستدرك ان شاء الله تعالى في وقت لاحق بقية كتاب الاربعين والاصل دائما اذا وضع جدول ان نبقى على هذا الجدول. فاليوم في الجدول موضوع ان كتاب التوحيد يبدأ من العصر فنبدأ فيه ان شاء الله تعالى ثم نهتبر من فرص الاوقات القادمة ما نقرأ فيه بقية كتاب الاربعين مم نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم. كتاب التوحيد مقصود الترجمة بيان وجوب التوحيد والمراد به اصالة توحيد العبادة اي الالهية ومتعلقه افعال العباد التي يتقربون بها الى الله وما سوى ذلك من انواع التوحيد تابع له لاحق به فاصل وضع الكتاب هو بيان توحيد الالهية وفيه تراجم تتعلق بانواع التوحيد الاخرى الا انها وقعت موقع التابع للاصلي نعم وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله او اجتنبوا الطاغوت وقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. الاية وقوله اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الايات قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الى قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. الاية وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمى فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله عليك العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا والعباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا اخرجه في الصحيحين ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة والدليل الاول قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا ليعبدون فالعبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد ولها معنى اخر عام كما تقدم وهو امتثال خطاب الشرع المقترن المقترن بالحب والخضوع فالاية دالة على ان الحكمة من خلق الخلق هي توحيد الله عز وجل وما خلقوا لاجله فهم مأمورون به والامر للفرظ والايجاب فظهرت دلالة الاية على مقصود الترجمة والدليل الثاني قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله تعالى ان اعبدوا الله فالعبادة التوحيد والامر للايجاب كما تقدم والاخر في قوله واجتنبوا الطاغوت اي باعدوا عبادة سوى الله ولازم مباعدة عبادة غيره ان تكون العبادة كلها لله وحده واجتناب الطاغوت معنى واسع ومن افراده ترك عبادة غير الله عز وجل والدليل الثالث قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى وقضى ربك لان ما قضاه الله تهوى مأمور به هو الامر موضوع للفرد والايجاب والقضاء المراد هنا هو القضاء الديني الشرعي لا القضاء الكوني القدري والدليل الرابع قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله تعالى واعبدوا الله فالعبادة هي التوحيد والامر للايجاب كما تقدم والاخر في قوله تعالى ولا تشركوا به شيئا فنهاهم عن الشرك نهي تحريم وهذا يدل على الامر بمقابله الذي هو توحيد الله ومقابل نهي التحريم امر الايجاب فيكون الشرك منهي عنه نهي تحريم ويكون مقابله وهو التوحيد مأمورا به امر ايجاب والدليل الخامس قوله تعالى قل تعالوا اكل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الاية اي وصاكم الا تشركوا به شيئا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا تشركوا به شيئا فالنهي عن الشرك نهي تحريم يستدعي الامر بمقابله امر ايجاب وهو التوحيد فيكون التوحيد مأمورا به امر ايجاب والدليل السادس اثر ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الترمذي باسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في جعله رضي الله عنه ما تضمنته هذه الايات من النهي عن الشرك والامر بالتوحيد وصية محمد صلى الله عليه وسلم فالوصية اسم موضوع لغة وشرعا لما يؤمر به على وجه التعظيم اسم موضوع اللغة وشرعا لما يؤمر به على وجه التعظيم فرضا او نفلا والموصى به هنا مأمور به امر ايجاب بدلالة الاية التي قرأها التي امر ابن مسعود رضي الله عنه بقرائتها وليس معنى كلام ابن مسعود رحمه الله في وصفه هؤلاء الايات بالوصية ان النبي صلى الله عليه وسلم كتبهن في كتاب ختم عليه وجعلها بمنزلة الوصية منه لامته ولكن المراد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصى امته بكتاب الله عز وجل ومن اكد ما في كتاب الله من الامر ما في هؤلاء الايات اللواتي ذكرهن ابن مسعود رضي الله عنه. والدليل السابع حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار الحديث متفق عليه وهذا معنى قول المصنف اخرجه اي البخاري ومسلم ومن العرف الجاري عند المحدثين ان التثنية غالبا عند ذكرها في كلامهم تنصرف الى الصحيحين وعليه جرى العراقي في الفيته ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فالحق اسم موضوع شرعا لما يجب اسم موضوع شرعا لما يجب ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد والصنعاني في بغيت الامل فما جاء من نصوص الوحيين مشتملا على ذكر الحق فما فيه مأمور به امر ايجاب لا ينقل عنه الا بدليل اخر مخرج للايجاب عن حقيقته من الامر الى مشاركه فيه وهو النفل والمذكور في هذا الحديث من الحق واجب لم يخرجه شيء عن هذه الحقيقة نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى الحكمة في خلق الجن والانس الثانية ان العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه الثالثة ان من لم يأت به لم يعبد الله ففيه معنى قوله ولا انتم عابدون ما اعبد الرابعة الحكمة من ارسال الرسل الخامسة ان ان الرسالة عمت كل امة السادسة ان دين الانبياء واحد السابعة المسألة الكبيرة ان عبادة الله لا تحصل الا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الاية الثامنة ان الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله. قوله رحمه الله الثامنة ان الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله اي ولو كان غير راض به والطاغوتية حينئذ وصف لعبادته وليست وصفا له فاذا قيل ما عبد من دون الله فهو طاغوت كالمعنى ان العبادة لا تصلح له والذم انما يتوجه الى من عبد وهو راض اما من عبد وهو غير راض فانه لا يسمى طاغوتا بالنظر اليه هو وانما يكون طاغوتا باعتبار فعل غيره ممن رفعه فوق حده وجعله معبودا من دون الله عز وجل فان اصل الطاغوتية هي مجاوزة الحد المأذون به شرعا فان الطاغوت في الشرع يقع على معنيين احدهما خاص وهو الشيطان وهذا هو المراد عند الاطلاق في القرآن الكريم والاخر عام وهو المراد اذا ذكر معه فعله بصيغة الجمع وفي بيان حقيقته قال ابن القيم في اعلام الموقعين الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع انتهى وهذا احسن ما قيل في حده قاله عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد نعم التاسعة عظم عظم شأن ثلاث الايات المحكمات في سورة الانعام عند السلف وفيها عشر مسائل اولها النهي عن الشرك العاشرة الايات المحكمات في سورة الاسراء وفيها ثمانية عشر مسألة. فداها الله بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما من مخذولا وختمها بقوله ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة قوله رحمه الله العاشرة الايات المحكمات في سورة الاسراء وفيها ثمانية عشر مسألة هكذا هو في الاصول العتيقة للكتاب والجادة النحوية ثماني عشرة مسألة والاصول العتيقة هي النسخ الخطية القديمة له ومنها نسختان بخط احد تلاميذه يقال له ابن حبشان نعم الحادية عشرة اية سورة النساء التي تسمى اية الحقوق العشرة فداها الله تعالى بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الثانية عشرة التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته. قوله رحمه الله الثانية عشرة التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته اي الوصية بكتاب الله لان النبي صلى الله عليه وسلم لم تحفظ له وصية خاصة مكتوبة واخبر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن وصيته باشياء متفرقة كلها ترجع الى وصية بكتاب الله ومنها خبر ابن مسعود هنا نعم الثالثة عشرة معرفة حق الله علينا الرابعة عشرة معرفة حق العباد عليه اذا ادوا حقه الخامسة عشرة ان هذه المسألة لا يعرفها اكثر الصحابة. قوله رحمه الله الخامسة عشرة ان هذه المسألة لا هو اكثر الصحابة اي جزاء من لم يشرك بالله عز وجل الا يعذبه فهم جهلوا الجزاء ولم يجهلوا المأمور به من العمل وفوت علم الجزاء لا يخل بكمال العمل نعم السادسة عشرة جواز كتمان العلم للمصلحة السابعة عشرة استحباب بشارة المسلم بما يسره الثامنة عشرة الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله التاسعة عشرة قول المسؤول عما لا يعلم الله ورسوله اعلم. قوله رحمه الله قول التاسعة عشرة قول المسؤول عما لا يعلم. الله ورسوله اعلم اي في حال حياته وبعد موته صلى الله عليه وسلم في الشرعيات مطلقا دون الكونيات فان علم النبي صلى الله عليه وسلم باحكام الشرائع لا فرق فيه بينما كان موجودا في زمانه حكمه ولا ما كان حادثا بعده صلى الله عليه وسلم لم يبين حكمه اذ المقطوع ان اعلم اذ المقطوع به ان اعلم الخلق بالشريعة واحكامها هو محمد صلى الله عليه وسلم اما المقدرات الكونية فان النبي صلى الله عليه وسلم لا علم له بها فلو ان انسانا سئل عن حكم معاملة عصرية من المعاملات المالية من جهة بيان حكمها الشرعي احلال هي ام حرام فقال الله ورسوله اعلم كان قوله صحيحا لان النبي صلى الله عليه وسلم هو اعلم الخلق باحكام هذه الشريعة فان قال قائل في جواب مسألة كونية متى تهب الريح او ينزل المطر ونظائرهما؟ فاجاب بقوله الله ورسوله اعلم كان مخطئا. لان النبي صلى الله عليه وسلم لا علم له بالوقائع الكونية. وانما علمها عند الله سبحانه وتعالى نعم العشرون جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض. الحادية والعشرون تواضع تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوبه الحمار مع الارداف عليه الثانية والعشرون جواز الارداف على الدابة الثالثة والعشرون عظم شأن هذه المسألة الرابعة والعشرون فضيلة معاذ ابن جبل باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب مقصود الترجمة بيان فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وما هنا يجوز ان تكون موصولة او مصدرية فاذا كانت موصولة كان تقدير الكلام باب فضل التوحيد والذي يكفره من الذنوب واذا كانت مصدرية فانها تشبك مع ما بعدها في تأويل المصدر فيكون تقدير الكلام باب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب والثاني اولى لدفع توهم وجود ذنوب لا يكفرها التوحيد فالتوحيد يكفر الذنوب جميعا ودلالة ما المصدرية على ذلك اقوى من دلالة ما الموصولة والمراد بالتوحيد في قول المصنف فضل التوحيد اي توحيد العبادة ذكره حفيده عبدالرحمن بن حسن في قرة عيون الموحدين نعم وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم. وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. اخرجه وله ما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا رب يا رب علمني شيئا اذكره وادعوك به. قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع دعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله رواه ابن حبان والحاكم وصححه وللترمذي وحسنه عن انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى اولئك لهم الامن وهم مهتدون فمن امن ولم يلبس ايمانه بظلم فجزاؤه تحصيل الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة وهذا من فضل التوحيد والظلم المذكور ابطال الالباس الايمان به هو الشرك ثبت تفسيره بذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثاني حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اي ادخله الله الجنة على ما كان فيه من صلاح او فساد فمآل الموحد هو الجنة. وان كان مقصرا له ذنوب فمن فضل التوحيد انه يؤول بصاحبه انتهاء الى دخول الجنة والمصير اليها والدليل الثالث حديث عتبان ابن مالك رضي الله عنه فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فان الله حرم على النار ثم ذكر المحرم عليها موصوفا بما يدل على توحيده فقال من قال لا اله الا الله بذلك وجه الله فمن فضل التوحيد انه يحرم صاحبه على النار وتحريم التوحيد اهله على النار نوعان احدهما تحريم دخول تحريم دخول وهذا حظ من كمل توحيده فانه وان كان له ذنوب عفا الله عنه وحرم عليه دخول النار والاخر تحريم خلود وهذا حظ من كانت له ذنوب استحق بها التطهير بالنار من الموحدين فيدخلها ليطهر فيها ثم يخرج منها ويدخل الجنة فلا يخلد في النار ابدا والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا رب الحديث رواه ابن حبان والحاكم في المستدرك وهو عند من هو اولى منهما بالعزو اذ اخرجه النسائي في السنن الكبرى واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في الحديث القدسي مالت بهن لا اله الا الله ففيه بيان رجحان كلمة التوحيد بجميع المخلوقات وهذه الجملة من الحديث لها شواهد تثبت بها وهي محل المراد منه في الترجمة والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم الحديث رواه الترمذي بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في الحديث القدسي لاتيتك بقرابها مغفرة ففيه تكفير التوحيد الذنوب لان الاتي بقراب الارض خطايا وصف بكونه موحدا اذ في الحديث ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا. وهذا وصف الموحد وقراب الارض ملؤها تضم قافه وتكسر فيقال قراب وقراب نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى سعة فضل الله الثانية كثرة ثواب التوحيد عند الله الثالثة تكفيره مع ذلك للذنوب. الرابعة تفسير الاية التي في سورة الانعام الخامسة تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرور قوله رحمه الله السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين اي تبين لك المقصود من لا اله الا الله انه التكلم بها مع اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها. انه التكلم بها مع اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها فمن لم يعقل هذا مكتفيا بالقول دون اعتقاد جازم ولا عمل لازم فانه من المغرورين لانه تمسك بشيء لا مستمسك فيه ولا ينفع صاحبه فان الكلمة الطيبة ليست كلمة جوفاء لا تتضمن عقيدة جازمة ولا عملا لازما بل هي كلمة مملوءة بانواع الكمالات في العبودية فلا تنفع قائلها حتى يكون مصاحبا قوله اعتقاد جازم وعمل لازم نعم السابعة التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان الثامنة كون الانبياء الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله التاسعة التنبيه لنجحانها بجميع المخلوقات. مع ان كثيرا ممن يقولها يقف ميزانك. قوله رحمه الله التاسعة التنبيه وجهانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه اي لعدم تحققه بها اعتقادا ولا عمله بمقتضاها فخف ميزانه لفراغه مما يثقل به فان كلمة التوحيد انما تثقل بالميزان اذا كان قائلها معتقدا لها عاملا بمقتضاها نعم العاشرة النص على ان الاراضين سبع كالسماوات الحادية عشرة ان لهن عمارا الثانية عشرة اثبات الصفات خلافا للاشعرية الثالثة عشرة انك اذا عرفت حديث انس عرفت ان قوله في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ان ترك الشرك ليس قولها باللسان الرابعة عشرة تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي الله ورسوليه الخامسة عشرة معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله. قوله رحمه الله الخامسة عشرة معرفة اختصاص عيسى آآ بكونه كلمة الله اي وجد بكلمة الله تعالى كن فليس هو كن ولكنه كان بامر الله اذ قال له كن فكان فليس هو الكلمة وانما وجد عليه الصلاة والسلام بالكلمة فيكون وجدانه بعد الكلمة لما تكلم الله عز وجل بها وبهذا يعلم ان قول القائل يا من امره بين الكاف والنون صحيح ام غير صحيح لماذا ويكون بعدكم احسنت لان امر الله يكون بعد كن ولا يكون بين الكاف والنون متوسطا بين الحرفين نعم ما شاء الله عليك السادسة عشرة معرفة كونه روحا منه السابعة عشرة معرفة فضل الايمان بالجنة والنار. الثامنة عشرة معنى قوله على ما كان من العمل التاسعة عشرة معرفة ان الميزان له كفتان. العشرون معرفة ذكر الوجه باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. مقصود الترجمة بيان ان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وهذا من جملة فضل التوحيد المتقدم ذكره في الترجمة السابقة لكنه افرد لبيان جلالته وعظم موجبه فالفضل هو دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب والموجب هو تحقيق التوحيد وتحقيق التوحيد يحصل بالسلامة مما يضاد اصله او كماله وجماع مضادات التوحيد ترجع الى ثلاثة اصول احدها الشرك وثانيها البدعة وثالثها المعصية فالشرك ينافي التوحيد بالكلية والبدعة تنافي كماله الواجب والمعصية تقدح فيه وتنقص ثوابه فيكون تحقيق التوحيد المطلوب شرعا هو السلامة من الشرك والبدعة والمعصية والمراد بالانفكاك من المعصية من بين قرينيه هو عدم المبالغة هو هو المبالغة في شدة اجتنابها لان كل عبد كتب عليه حظه من المعصية فتقدح في توحيده وتنقص ثوابه اذا لم يبادر بالتوبة منها واضح المسألة يعني قلنا التوحيد تحقيق التوحيد السلامة من ثلاثة اصول وهي الشرك والبدعة والمعصية والمعصية لازمة للجبلة الانسانية بخلاف الشرك والبدعة فليس لازم ان ما الدليل على ان المعصية لازمة للجبلة الانسانية حديث عام وغيره قال انه السلاح يقول الاخوان يقولون حديث كل بني ادم خطاء لكن هذا الحديث فيه ضعف ومقال. لكن فيه حديث مشهور كلكم تحفظونه. حديث ابي ايوب في صحيح مسلم. لا في حديث في الاربعين النووي ايش ارفع صوتك لا نحن نقول حديث في الاربعين نووية في الاربعين نووية تذنبون حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه القدسي وهو الحديث الرابع والعشرون من الاربعين النووية يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار وانا اتخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا هذا يدل على ان الخطيئة ملازمة للجبلة الانسانية فالانسان مطبوع على الخطيئة. فحينئذ يكون الذي يقدح في توحيده من جهة المعصية صدورها منه او بقاؤه عليها وعدم التوبة منها بقاؤه عليها وعدم التوبة منها قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد في التدمرية ان ادم اذنب فندم فتاب ومن شابه اباه فما ظلم انتهى كلامه. يعني من شابه اباه في صدور الذنب ثم الندم عليه والتوبة منه فانه تابع له لا يكون ملاما على ما وقع منه. فالمعصية تقدح في التوحيد وتنقص ثوابه اذا بقي عليها ولم يتب منها وبه يعلم ان تحقيق التوحيد له درجتان احداهما درجة واجبة جماعها السلامة من المضادات المذكورة درجة واجبة جماعها السلامة من المضادات المذكورة والاخرى درجة نافلة جماعها امتلاء القلب بالاقبال على الله واللجوء اليه والانطراح بين يديه وخلع كل رق في القلب لسواه اذ لا ينبغي ان يكون في قلب العلب عبد ارادة بس والله سبحانه وتعالى نعم ان شاء الله وقول الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين وقال والذين هم بربهم لا يشركون وعن حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت؟ قلت ارتقيت. قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي. قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة ابن الحصيب انه قال لا رقية الا من عين او حمى. قال قد احسن من انتهى الى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرفض والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد. اذ رفع اليهم هي سواد عظيم فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امته ومعهم معهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك. فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعل لهم الذي الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا. وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن ابن محصن فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. قال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم فقال سبقت بها عكاشة. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله ولم حنيفا ولم يك من المشركين ودلالته على مقصود الترجمة في اوصاف ابراهيم عليه الصلاة والسلام اذ وصفه الله عز وجل باوصاف تدل على كونه محققا توحيد الله سبحانه وتعالى واضح واظح ام غير واظح فالجواب واضح ام غير واظح تحقيق التوحيد ذكرنا فيما سبق انه السلامة من مضادات ثلاثة الاية هذه تدل على ان ابراهيم سلم ام لم يسلم سلم فهي دالة على ان ابراهيم قد حقق توحيد طيب تمت دلالته على مقصود الترجمة ام لم يتم الترجمة ايش من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. طيب اين بلا حساب ولا عذاب الان حقق التوحيد اين باقي الترجمة واضح هذا الكلام الذي قلناه انما فيه انه حقق التوحيد لكن اين الدليل على انه دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب سم يا اخي اللي عند العمود وانه في الاخرة فمن الصالحين. الجواب هذه المسألة كل شروح التوحيد التي بايدي الناس فيما اعلم لم تذكرها مع انها لازم الترجمة لان الشيخ قال من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب فالاول وهو بيان ان ابراهيم حقق التوحيد بهؤلاء والصفات ظاهر. لكن اين انه دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ والجواب ان في تمام الايات من سورة النحل بعدها وانه في الاخرة لمن الصالحين طيب واذا صار في الاخرة من الصالحين هذا معناه ايش قال الزجاج الصالح في الاخرة هو الفائز الصالح في الاخرة هو الفائز. انتهى كلامه. وغاية الفوز في الاخرة دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب فصارت الاية دالة على مقصود الترجمة على هذا الوجه الذي ذكرت لك والدليل الثاني قوله تعالى والذين هم بربهم لا يشركون فدلالته على مقصود الترجمة في مدح المؤمنين بهذا مع قول الله تعالى بعدها في حقهم اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فالسابق في الخيرات سابق في المآلات فاهل التوحيد المحققون له هم السابقون السابقون وسبقهم يقتضي الا يكون احد اكمل منهم منزلة في الاخرة. واكمل منازل الاخرة هو دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب والدليل الثالث حديث ابن عباس الطويل وهو حديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهذا صريح فيما ترجم به المصنف والصفات المذكورة في قوله هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون من تحقيق التوحيد والمتصفون بها محققون للتوحيد وجزاؤهم ان يدخلوا الجنة بلا حساب ولا عذاب نعم فيه مسائل الاولى معرفة مراتب الناس بالتوحيد. الثانية ما معنى تحقيقه الثالثة ثناؤه سبحانه على ابراهيم بكونه لم يكن من المشركين رابعة ثناؤه على سادات الاولياء بسلامتهم من الشرك الخامسة كون كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد. قوله رحمه الله الخامسة كون ترك الرقية والكي من تحقيق اي ترك طلبها لا ترك فعلها فان النبي صلى الله عليه وسلم رقى وكوى نعم السادسة كون كون الجامع لتلك الخصال والتوكل. السابعة عمق عمق علم الصحابة لمعرفتهم انهم هم لم ينالوا ذلك الا بعمل الثامنة حرصهم على الخير التاسعة فضيلة هذه الامة بالكمية والكيفية العاشرة فضيلة اصحاب موسى الحادية عشرة ارض الامم عليه عليه الصلاة والسلام الثانية عشرة الثانية عشرة ان كل امة تحشر وحدها مع مع نبيها. الثالثة عشر قلة قلة من استجاب للانبياء الرابعة عشرة ان من لم يجبه احد ياتي وحده الخامسة عشرة ثمرة هذا العلم وهو عدم الاغترار بالكثرة وعدم الزهد في القلة. السادسة عشرة الرخصة في الرقية من العين والحمى قوله رحمه الله السادسة عشرة الرخصة في الرقية من العين والحمى الحمة سموا كل شيء يلدغ او يلسع. سم قل لشيء يلدغ او يلسع ويطلق على ابرة اللدغ او اللسع نفسه نعم السابعة عشرة عمق علم السلف لقوله قد احسن من انتهى الى ما سمع ولكن كذا وكذا فعلم ان الحديث الاول لا يخالف الف الثاني الثامنة عشر بعد السلف عن مدح الانسان بما لا بما ليس فيه. التاسعة عشرة قوله انت منهم علم من اعلام النبوة العشرون فضيلة عكاشة الحادية والعشرون استعمال المعاريض. قوله رحمه الله الحادية والعشرون استعمال المعاريض المراد بالمعاريض الكلام المتضمن اطلاق لفظ وارادة غيره الكلام المتضمن اطلاق لفظ وارادة غيره وهو شبيه بالتورية عند علماء نعم الثانية والعشرون حسن خلقه صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم باب الخوف من الشرك مقصود الترجمة ابعاد النفوس عن الشرك بتخويفها منه ابعاد النفوس عن الشرك بتخويفها منه وان على الموحد ان يخاف منه ويحذره فكأن تقدير الترجمة باب وجوب الخوف من الشرك ومعرفة الشرك توجب الحذر منه لان الشرك شر والشر يحذر منه ويخاف نعم وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسئل عنه فقال وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. رواه البخاري ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقي انه يشرك به شيئا دخل النار ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به فالشرك لا يغفره الله لمن لم يتب منه وما دونه من الذنوب فهو في مشيئة الله ان شاء غفر وان شاء لم يغفره والمصدر المؤول من قوله ان يشرك مسبوق في تقديري شركا يعم الشرك صغيره وكبيره لان تقدير الكلام حينئذ ان الله لا يغفر شركا به فتكون كلمة شركا نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي تفيد العموم واذا كان الشرك لا يغفره الله ابدا اذا لم يتب العبد منه وجب علينا الخوف منه والدليل الثاني قوله تعالى واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ودلالته على مقصود الترجمة في كون الداعي به هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي تقدم وصفه بصفات عظيمة دالة على انه حقق التوحيد ففي الباب السابق قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ومع ذلك عظم دعاء ابراهيم ان يجنبه الله وبنيه عبادة الاصنام التي هي من اعظم الشرك وانما يدعى بالتجنيب مما يخاف فان الانسان اذا قال اللهم اجنبني كذا وكذا فانه يكون خائفا مما سأل الله عز وجل ان يجنبه اياه واذا كان هذا دعاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام مع ما له من المقام الحميد في تحقيق التوحيد فان غيره اولى بالخوف قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد إبراهيم رواه ابن جرير في تفسيره ومن وعى هذا علم ان من اعظم الخوف الذي ينبغي ان يكون بين جنبيه الخوف من الشرك لانه اذا وقع فيه استحق العذاب الاليم. والدليل الثالث حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر الحديث رواه احمد بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر وهو مطابق لما ترجم به المصنف ففيه التصريح بالخوف من الشرك والشرك الاصغر هو جعل شيء من حقوق الله لغيره مما يتعلق بكمال الايمان هو جعل شيء من حقوق الله لغيره مما يتعلق بكمال الايمان لماذا قلنا جعل شيء من حقوق الله لغيره ولم نقل صرف شيء من حقوق الله لغيره ما الجواب ها يا اخي في الاخير ارفع صوتك احسنت والثاني نقول قلنا فيما سبق ان لفظ الجعل اختير لامرين احدهما موافقة الخطاب الشرعي الوارد في قوله تعالى فلا تجعلوا لله زاده وانتم تعلمون. وحديث ابن مسعود في الصحيح وفيه ان تجعل لله ندا وهو خلقه والثاني ان فعل الجعل فيه معنى الاقبال القلبي والتأله بخلاف فعل الصرف فانما يدل في الوضع عربي على تحويل الشيء من موضع الى موضع دون ملاحظة المحل المصروف اليه والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم دخل النار فانما كان موجبا لدخول النار وجب الخوف منه وادخال الشرك العبد الى النار نوعان وادخال الشرك العبد الى النار نوعان الاول ادخال تأميد ادخال تأميد فيدخلها الى امد ثم يخرج منها فيدخلها الى امد ثم يخرج منها. وهذا حظ من لم يكن من اهل الشرك الاكبر ممن له سيئات استحقاق بها دخول النار فيدخلها الى امد منقطع ثم يخرج منها والثاني ادخال تأبيد ادخال تأبيد فلا يخرج منها بل يبقى خالدا فيها ابدا وهذا حظ اهل الشرك الاكبر والدليل الخامس حديث جابر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار وما كان موجبا للنار كان مستحقا للخوف منه نعم تهلاو فيكم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى الخوف من الشرك الثانية ان الرياء من الشرك. الثالثة انه من الشرك الاصغر الرابعة انه اخوف ما يخاف منه على الصالحين الخامسة قرب الجنة والنار السادسة الجمع بين قربهما في حديث واحد السابعة انه من لقيه يشرك به شيئا دخل النار ولو كان من اعبد الناس. الثامنة المسألة العظيمة. سؤال الخليل له ولبنيه ووقاية عبادة الاصنام التاسعة اعتباره بحال الاكثر لقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس العاشرة فيه تفسير لا اله الا الله كما ذكره البخاري الحادية عشرة فضيلة من سلم من الشرك باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله مقصود الترجمة بيان وجوب الدعوة الى التوحيد واشار اليه المصنف بقوله شهادة ان لا اله الا الله لانها كلمة التوحيد فقوله الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله بمنزلة قولنا الدعاء الى التوحيد لانه جاء بالدال مكتفيا به عن المدلول فالدال هو كلمة التوحيد لا اله الا الله والمدلول عليه هو توحيد الله عز وجل نعم وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله فان هم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد الى فقرائهم. فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. اخرجاه ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه. فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها. فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه. فارسلوا اليه به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع. فاعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعوهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من النعم يدوقون اي يخوضون خير لك خير لك من حمر النعم يذوقون اي يخوضون ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة والدليل الاول قوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله قل هذه سبيلي اي سبيل محمد صلى الله عليه وسلم والسبيل التي كان عليها هي الدعوة الى توحيد الله عز وجل والثاني في قوله ادعو الى الله على بصيرة فالدعوة الى الله على بصيرة مفتاحها التوحيد وكل دعوة الى الله بلا توحيد فهي دعوة مقطوع بطمس بصائر اهلها لفقدهم التوحيد فدعوتهم بلا توحيد دعوة بلا بصيرة والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما في بعث معاذ رضي الله عنه الى اليمن. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فليكن اول ما تدعوهم اليه وهو صريح في المقصود لاقتران الفعل المضارع فيه بلام الامر الدالة عليه والامر كما سلف للفرد والايجاب والدليل الثالث حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما في فتح خيبر رواه البخاري ومسلم فهو من المتفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ثم ادعهم الى الاسلام فان حقيقة الاسلام هي الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله فامرهم ان يدعوه فامره ان يدعوهم الى التوحيد والثاني في قوله صلى الله عليه وسلم واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه اي في الاسلام واعظم حق الله في الاسلام هو التوحيد بل قد يطلق الحق في الخطاب الشرعي ولا يراد به الا التوحيد كما في حديث معاذ ابن جبل المتقدم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فجعله الحق المتمحض وما سواه من حقوق الله تابع له فلا يقبل من عبد ان يقيم الصلاة او يؤتي الزكاة او يصوم رمضان او يحج البيت حتى يكون اتيا باصل الحق الالهي فهو توحيد الله سبحانه وتعالى وهؤلاء الادلة هي عند الاصوليين تقتضي العموم التام في الزمان والافراد والاحوال كما يقولون فتكون المطالبة بالدعوة الى التوحيد غير مختصة بزمن دون زمن بل هي امر واجب لازم في كل زمان ومكان وحال فلا تتغير هذه المطالبة الشرعية بتقديم الدعوة الى التوحيد بتغير ازمان الناس وامكنتهم واحوالهم وما يظنه بعض الناس من عدم احتياج الخلق اليوم الى توحيد الله سبحانه وتعالى لما الت اليه علومهم ومعارفهم الظاهرة وصار الشرك مستقبحا مستردلا في نفوس الخلق دعوا باطلة فان كثيرا ممن هو مقدم في علوم المعرفة البشرية كالطب او الهندسة او الفيزياء او غيرها ربما رأيته مترديا في حمأة الشرك ظانا ان في ذلك قربة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى كما يدندن حوله بعض الخلق من ارتقاء العقل البشري اليوم وعدم احتياجه الى الدعوة الى التوحيد من الجهل البالغ العظيم بحقيقة دين الله سبحانه وتعالى فان المرء لا يزال مفتقرا الى توحيد الله عز وجل في كل لحظاته. والا فما معنى قوله في صلاته مرة بعد الله اهدنا الصراط المستقيم. وهل في الصراط المستقيم شيء اعظم واعلى واجلى واحلى من التوحيد؟ كلا. ولكن اكثر الناس ظنوا ان الدعوة الى التوحيد هي الدعوة الى مسائل وفاتهم ان الدعوة الى التوحيد هي الدعوة الى حقائق ايمانية ينبغي ان تكون مضيئة مشرقة في القلوب والنفوس فاذا خبى نورها وضعف وضعف ضياؤها استحكم في القلوب غيرها ومن عرف حلاوة التوحيد عرف ان ارضاءه به تعليما وتلقينا وتفهيما ودعوة انه يزيده ثباتا على هذا الطريق حتى يلقى الله سبحانه وتعالى. وهذه الدعوة الى التوحيد هي ميراث دعوة النبوة. فهي ليست دعوة منسوبة الى رجل او اخر. ولكنها الدعوة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان اعظم رحى دعوته بل قطب رحى دعوته هو دعوة الخلق الى توحيد الله سبحانه وتعالى ولن تنهض امة بدعوة حتى يكون التوحيد معظما فيها. وليس هذا كما يدندن اخرون. من ميراث السياسي بل هو دين الله سبحانه وتعالى الذي فاضت به دلائل القرآن والسنة. فانه ليس في القرآن والسنة شيء اعظم ذكرا ولا اكثر رواجا من ذكر توحيد الله سبحانه وتعالى. فينبغي ان يعقل المرء هذا المعنى وان في تعلم التوحيد والتفقه فيه وان يبذل من نفسه ووقته شيئا في دعوة الناس الى توحيد الله سبحانه وتعالى واعتبري هذا في ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انزل عليه الوحي وامر بتوحيد الله عز وجل في مكة ثم امر بالدعوة الى التوحيد في مكة ثم بقي مدة مديدة في الدعوة الى توحيد الله في مكة فلما كان في المدينة انزل عليه ايضا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. فان هذه الاية من سورة هي سورة محمد وتكرير الامر فيها للنبي صلى الله عليه وسلم تنبيه الى الحاجة الى تكرير الامر اين نحن من بعده؟ فان الاصل في الخطاب بالامر اشتراك الامة مع النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال الناظم لنا ما امر الرسول سوى ما خصه الدليل واذا كان اكمل الخلق تحقيقا للتوحيد واعظمهم مرتبة فيه حتى بلغ الخلة منه يؤمر بتحلم التوحيد ويذكر به فان حاجتنا نحن الى ذلك اعظم واكثر قال امام الدعوة في كتاب كشف الشبهات واما قولهم التوحيد فهمناه فمن اعظم مكايد الشيطان وهي كما قال شيطانية يصد الله يسد بها الشيطان من قدر عليه من الخلق لئلا يعتنوا بتوحيد الله عز وجل علما ودعوة واصلاحا نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فيه مسائل. الاولى ان الدعوة الى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثانية التنبيه على الاخلاص لان كثيرا من الناس لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه الثالثة ان البصيرة من الفرائض الرابعة من دلائل حسن التوحيد كونه تنزيها لله تعالى عن المسبة الخامسة ان من قبح الشرك كونه مسبة لله السادسة وهي من اهم وهي من اهمها ابعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك. قوله رحمه الله السادسة وهي من همها ابعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك اي اذا لم يتبرأ من المشركين صار منهم ولو لم يشرك فان من عقائد التوحيد البراءة من المشركين وحقيقة البراءة اعتقاد بطلان دينهم وبيان ذلك فمن ساكنهم دون اعتقاد بطلان دينهم فقد صار منهم ولو لم يشرك نعم السابعة كون التوحيد اول واجب الثامنة انه يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة التاسعة ان معنى ان يوحد الله معنى شهادة ان لا اله الا الله العاشرة ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها. او يعرفها ولا يعمل بها. قوله رحمه الله العاشرة ان الانسان انا قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها او يعرفها ولا يعمل بها لان النبي صلى الله عليه وسلم امر معاذا ان يدعوهم اليها مع كونهم اهل كتاب ولو كانوا يعرفونها ويعملون بها لما احتاج الى امرهم بذلك بل هم بين جاهل بها لا يعرفها او عارف بها لا يعمل بمقتضاها. وكلاهما محتاج الى الدعوة توحيد نعم الحادية عشرة التنبيه على التعليم بالتدريج. الثانية عشرة البداءة بالاهم فالاهم الثالثة عشرة الثالثة احسن الله اليك الثالثة عشرة مصرف الزكاة الرابعة عشرة كشف العالم شبهة عن المتعلم الخامسة عشرة النهي عن كرائم الاموال السادسة عشرة نحن نعلق يا اخوان على مسائل الكتاب فيما يحتاج ويلزم والا فهذا الكتاب مسائله مباركة لا لان مؤلفه هو فلان ابن فلان. لكن لانه بناها على دلائل الكتاب والسنة. وهذه المسألة كشف العالم الشبهة عن المتعلم فيها مسائل كثيرة ترجمة على بعضها البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه. واقل ما تخرج بها من العلم ان تعلم انه اذا عرضت لك شبهة فلا تذهب لفلان ولا فلان ولكن اذهب الى العالم والعالم هو المتمكن المشهود له بالعلم. ليس من امثالنا ولكن من العلماء الكبار الذين ظهر فظلهم وبنى علمهم وشابت لحاهم في العلم. اما اذا جعل الانسان حل شبهاته بين فلان وفلان ضاع عليه دينه واختلط عليه امره وانتقل من حيرة الى حيرة ومن محنة الى محنة ومن فتنة الى فتنة حتى تذهب منه لذة العلم والايمان نعم الخامسة عشرة النهي عن كرائم الاموال السادسة عشرة اتقاء دعوة المظلوم السابعة عشر الاخبار بانها لا تحجب الثامنة عشرة من ادلة التوحيد ما جرى على سيد الرسل وسادات الاولياء من المشقة والجوع والوباء التاسعة عشرة قوله لاعطين الراية الى اخره علم من اعلام النبوة العشرون تفله في عينيه علم من اعلامها ايضا الحادية والعشرون فظيلة علي علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الثانية والعشرون فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن عن بشارة الفتح الثالثة والعشرون الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى الرابعة والعشرون الادب في قوله على رسلك. الخامسة والعشرون الدعوة الى الاسلام قبل القتال. السادسة والعشرون انه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا. السابعة والعشرون الدعوة بالحكمة لقوله اخبرهم بما يجب عليهم الثامنة والعشرون المعرفة بحق الله في الاسلام التاسعة والعشرون ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد. الثلاثون الحليف على الفتيا باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. مقصود الترجمة بيان حقيقة التوحيد بتفسيره وايضاح معنى لا اله الا الله والمراد بالتوحيد هنا توحيد الالهية والعبادة لانه المقصود بالذات في تصنيف الكتاب ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته على كتاب التوحيد وعطف الشهادة على التوحيد من عطف الدال على المدلول فان هذه الكلمة دالة على ان التوحيد مقتضاها فالدال هو شهادة ان لا اله الا الله والمدلول هو توحيد الله نعم وقول الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. الاية وقوله واذ قال ابراهيم ابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني. الاية وقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله الاية وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله الاية. وفي الصحيح عن النبي صلى صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز عز وجل وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى اولئك الذين يدعون الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب فالمعبودون من الانبياء والملائكة والصالحين يطلبون ما يقربهم الى الله وذلك بعبادته ففيه ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة والدليل الثاني قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فكلمة التوحيد لا اله الا الله تنطوي على نفي واثبات فعبر عن المنفي بها في قوله تعالى انني براء مما تعبدون وعبر عن المثبت بها بقوله الا الذي فطرني ففيه تفسير التوحيد باثبات العبادة لله وحده ونفيها عما سواه والدليل الثالث قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تتيمتها وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون فجعل عز وجل عبادته افراده بالتوحيد لقوله الها واحدا فالمطلوب افراده بالعبادة واكد هذا المطلوب اولا بقوله لا اله الا هو ثم اكده ثانيا بتنزيهه عن فعلات المشركين في قوله سبحانه عما يشركون والدليل الرابع قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فتسوية المشركين محبتهم للانداد بمحبة الله شرك وافراد المؤمنين ربهم بالمحبة توحيد فمن عبد الله وعبد غيره فقد اشرك ومن عبده وحده فقد وحد ففيه تفسير التوحيد بافراد العبادة والدليل الخامس حديث طارق ابن اشيم الاشجعي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وكفر بما يعبد من دون الله فلم يكتفي باللفظ المجرد عن المعنى في قول لا اله الا الله بل لابد من قولها واعتقاد معناها والعمل بمقتضاها. والكفر بما سوى الله من المعبودات. وهذه هي حقيقة التوحيد فقوله صلى الله عليه وسلم وكفر بما يعبد من دون الله اشارة الى ان حقيقة لا اله الا الله هي ابطال سائر بالمعبودات دون الله عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى وهي من اهمها وهو تفسير التوحيد وتفسير الشهادة وبينها بامور واضحة منها اية الاسراء بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ففيها بيان ان هذا هو الشرك الاكبر. ومنها اية براءة بين فيها ان اهل الكتاب اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وبين انهم لم لم يؤمروا الا بان يعبدوا الها واحدا. مع ان تفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعائهم اياهم ومنها قول الخليل عليه السلام للكفار انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني لا تقرأ القصر المتصل جزاك الله خير. انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. الاية فاستثنى من المعبودين ربه. وذكر سبحانه ان هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة ان لا اله الا الله. فقال وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ومنها اية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم وما هم بخارجين من النار. ذكر انهم يحبون اندادهم كحب الله. فدل على انهم يحبون الله حبا عظيما ولم يدخلهم في الاسلام. فكيف بمن احب الند حبا اكبر من حب الله؟ وكيف بمن لم يحب الا الند وحده او لم يحب ولم يحب الله ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وهذا من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها لفظها بل وللاقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك الكفر ما يعبد من دون الله فان شك او توقف لم يحرم ما له ولا دمه. فيا لها من مسألة ما اجلها ويا له من بيان ما اوضحه وحجة ما اقطعها للمنازع باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء ودفعه مقصود الترجمة بيان ان لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه من الشرك والفرق بين الدفع والرفع ان الرفع طلب ازالة البلاء بعد وقوعه ان الرفع طلب ازالة البلاء بعد وقوعه وان الدفع منع نزوله والاصل في التعاليق من الحلق والخيوط انها من الشرك الاصغر لتضمنها اعتقاد سببية ما ليس سببا بطريق الشرع ولا القدر ومن فروع قاعدة الاسباب ان جعل شيء لم يعرف كونه سببا بطريق شرعي او قدري شرك اصغر ومن جملة ما يندرج تحت هذا الفرع تعليق الحلق والخيوط نعم وقول الله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله نار ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره. الاية عن عمران ابن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة؟ فقال انزعها فانها لا اتزيدك الا وهنا فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. رواه احمد بسند لا بأس به وله عن عقبة ابن عامر مرفوعا من تعلق تميمة فلا اتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. وفي رواية من تعلق تميم فقد اشرك ولابن ابي حاتم عن حذيفة انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى هل هن كاشفات ضره ففيه ابطال ما لم يثبت كونه سببا قدريا او شرعيا ومنه لبس الحلقة والخيط اذ لم يثبت كونهما من الاسباب النافعة فيكون ذلك شرك فيكون ذلك شركا لانه من جنس دعوة المشركين اصنامهم كشف الضر والدليل الثاني حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يده حلقة الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة الحديث رواه احمد وهو عند ابن ماجة مختصرا واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فانك لو مت ما افلحت ابدا لان نفي الفلاح وهو الفوز على وجه التأبيد لا يكون الا بالشرك وحينئذ فان نفي الفلاح عنه هنا بما يقتضي كون ذلك من الشرك محمول على ما عهد في تصرف عرب الجاهلية من اعتقاد بعضهم ان هذه التعاليق سببا مستقلا فخاطبه النبي صلى الله من اعتقاد ان هذه التعاليق مسببا مستقلا فخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بنفي الفلاح المقتضي ان يكون ما فعله من الشرك المخرج من الملة فلعل هذا الرجل جرى على عرف من كان من العرب يعتقد ان تلك التعاليق تستقل بالضر والنفع. فحينئذ نفي عنه الفلاح بالكلية ونفي الفلاح بالكلية يقتضي دخول العبد النار وخلوده فيها او يكون نفي الفلاح هنا ليس على حقيقته وانما المراد بنفي الفلاح عنه تأخره عن غيره ممن يدخل الجنة فيكون المراد انه واقع فيما دون الشرك الاكبر وهو الشرك الاصغر الذي يستحق به تأخر فلاحه والواهنة المذكورة في الحديث هي عرق يضرب في المنكب او اليد او العضد منها والدليل الثالث حديث عقبة ابن حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه مرفوعا من تعلق تميمة الحديث رواه احمد بسند جيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من تعلق تميمة فلا اتم الله له والتعاليق من جنس التمائم والدعاء عليه مؤذن بحرمة فعله لانه شرك كما فسره الحديث الاتي بعده والمطابقة بين الحديث والترجمة ظاهرة بهذا. والدليل الرابع حديث عقبة رضي الله عنه ايضا مرفوعا من تعلق تميمة فقد اشرك رواه احمد بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقد اشرك وهذا صريح فيما ترجم به المصنف فان لبس الحلقة والخيط من التمائم وقول المصنف وفي رواية يوهم تعلقها بالحديث السابق كما جرى عليه اصطلاح اهل العلم فانه اذا قال قائلهم بعد ذكر حديث وفي رواية كذا وكذا فانه يريد ان القطعة المذكورة هي من الحديث المتقدم عليها وما ها هنا فليس كذلك بل ما اشار اليه المصنف بكونه رواية هو حديث مستقل عنه وليس قطعة من الحديث السابق فلا يسوغ حينئذ اطلاق كونه رواية نبه الى ذلك حفيد المصنف سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد والدليل الخامس اثر حذيفة رضي الله عنه انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى الحديث رواه ابن ابي حاتم رواه ابن ابي حاتم في تفسيره بسند ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قراءة حذيفة رضي الله عنه للاية المصدقة للحال وان ذلك من الشرك فان حذيفة قطع الخيط وتلا الاية التي فيها وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فالحال التي انكرها هي حال اهل الشرك فيكون فعله من افعالهم نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى التغيير في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك الثانية ان الصحابي لو مات وهي عليهما افلحت ما افلح. فيه شاهد لكلام الصحابة ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر الثالثة انه لم يعذر بالجهالة قوله رحمه الله الثالثة انه لم يعذر بالجهالة لكونه لم يستفسر مستفصلا عن حال هذا الرجل اكان جاهلا ام لا وكون المسألة مشتهرة في الدين ظاهرة جلية بين المسلمين يمنع العذر بها فان العلماء يفرقون بين افراد المسائل باعتبار الظهور والخفاء ومحل العذر هو المسائل الخفية التي يغمض دليلها نعم الرابعة انها لا تنفع في العاجلة بل تضر. لقوله لا تزيدك الا وهنا قوله رحمه الله الرابعة انها لا تنفع في العاجلة بل تضل لقوله لا تزيدك الا وهنا اي ضعفا لان السبب متوهم والعبد اذا جرى مع الاوهام ضعفت روحه وخارت قواه ومن الاحوال التي تنبغي مراعاتها في اصلاح النفس عدم الاسترسال معها بما يفتح عليها من الخواطر والاوهام فان العبد اذا فتح هذا الباب على نفسه استولت عليه فاضعفته فخرجت روحه عن قوتها وانقطع في سيره الى ربه ومن اسرار الحقائق التوحيدية تقوية التوحيد للروح البشرية فان التوحيد له اثر عظيم في الروح تندفع معه الخيالات والاوهام نعم الخامسة الانكار والتغليظ على من فعل مثل ذلك السادسة التصريح بان من تعلق شيئا وكل اليك. قوله رحمه الله السادسة التصريح بان من تعلق شيئا وكل اليه لقوله صلى الله عليه وسلم فانها لا تزيدك الا وهنا وسيأتي التصريح بهذا في حديث عبدالله ابن عكيم رضي الله عنه في الباب الاتي نعم. السابعة تصريح بان من تعلق تميمة فقد اشرك الثامنة ان تعليق الخيط من الحمى من ذلك التاسعة تلاوة حذيفة الاية دليل على ان الصحابة يستدلون بالايات التي في الشرك الاكبر على الاصغر كما ذكر ابن عباس في اية البقرة قوله رحمه الله التاسعة تلاوة حذيفة الاية دليل على ان الصحابة يستدلون بالايات التي في الشرك الاكبر على الاصغر كما ذكر عن ابن عباس في اية البقرة اي في قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وسيأتي كلام ابن عباس رضي الله عنه في ترجمة مستقبلة من تراجم الكتاب. وهذا اخر بيان هذه جملة على نحو مختصر يبين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله توفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين