الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله تعالى في كتابه في كتابه تفسير الفاتحة وقصار المفصل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله خلق كل شيء فقدره تقديرا وانزل الكتاب ليكون للعالمين نذيرا صلى الله على عبده ورسوله محمد المبعوث داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان معرفة معاني كلام الله والاشراف على مكنون هداه. هي اولى ما ادين فيه النظر وحركت نحوه فبه تحصل النفوس راحتها وتحوز القلوب طمأنينتها. قوله والاشراف قوله والاشراف على نوني هداه اي الاطلاع على الهدى المحفوظ فيه والمراد به ما تضمنه من البيان والارشاد وهداية القرآن نوعان احدهما هداية عامة للعالمين والاخر هداية خاصة للمؤمنين والفرق بينهما ان الاول يتناول اقامة الحجة والثاني يتناول ايضاح المحجة فالقرآن بالنسبة للعالمين مقيم الحجة عليهم وهو بالنسبة للمؤمنين موضح لهم المحجة. اي الطريق الموصلة الى الله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله واليكم الاوان قصار مفصله اللطيف من الضحى الى اخر المصحف الشريف محل عناية جمهور المسلمين حفظا لقصر اياتها او عذوبة سياقها ولكل فضائل مخصوصة ومقاصد منصوصة فهي حقيقة بالتفهم وجديرة بالتعلم غير مرة ان خطاب الشرع نوعان احدهما الخطاب الشرعي الخبري المقتضي للامتثال بالتصديق والثاني الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للامتثال بفعل الامر وترك النهي واعتقاد حل الحلال ومرد معرفة جوامع هذين النوعين الى قسمين من القرآن احدهما المفصل عامة وقصاره خاصة واكثر ما فيها يتعلق بالخطاب الشرعي الخبري والاخر سورة البقرة واكثر ما فيها يتعلق بالخطاب الشرعي الطلبي فاستفتاح تلقي التفسير بمعرفة هذين القسمين يوفق يوقف على جوامع البيان للنوعين معا. فمن رام التفسير اشتغالا وتحصيلا فانه ينبغي له ان يشتغل بتفهم مفصل القرآن ثم اذا فرغ منه تحول الى معرفة تفسير سورة البقرة فان المحيط بهاتين الجملتين من القرآن يسهل عليه فهم كثير من كلام الله عز وجل وان لم يقف على المنقول عن المفسرين فيه اذ تصير له بذلك ملكة جيدة في التسيير. تنطبع في نفسه وقوة تلك الملكة بحسب قوة تحصيله للجملتين المذكورتين من القرآن نعم احسن الله اليكم وهذا تفسير مختصر للسؤال المذكورة يقرب تناوله ويسهل تأمله. قيدته راجيا من فعل التامة وملتمسا بركته العامة مستفتحا بتفسير الفاتحة لما لها من مقام عظيم ومنزل كريم. والله نسأل السلامة من الزلل واتقاء سوء القول والعمل. امين تفسير سورة الفاتحة عن ابي سعيد ابن المعلى رضي الله عنه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم موجبه قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم ثم قال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج من المسجد فاخذ بيدي فلما اردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم سورة من القرآن قال هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته رواه البخاري. قوله صلى الله عليه وسلم هي السبع المثاني هو اسم من اسماء الفاتحة سميت به لامرين احدهما يتعلق بالالفاظ فبها تستفتح القراءة في الصلاة وتتبع اياتها بعضها بعضا ويتلو بعضها بعضا والثاني يتعلق بالمعاني لاقتران جملة من المعاني المتناسبة فيها كالخبر المقترن بالانشاء في قوله تعالى الحمد لله رب العالمين مع قوله اهدنا الصراط المستقيم فالاية الاولى خبر والاية التانية انشاء وكاقتران صفات الجلال مع صفات الجمال كقوله تعالى رب العالمين وقوله مالك يوم الدين مع قوله الرحمن الرحيم فان الايتين الاوليين تتعلقان بصفات الجلال والاية الاخيرة هنا الرحمن الرحيم تتعلق بصفتي الجمال وقوله والقرآن العظيم لهذه الجملة معنيان احدهما انه وصف للفاتحة فهي قرآن عظيم بمعنى مقروء عظيم يدل على ذلك كونها اعظم سورة في القرآن والاخر ان العطف فيها من عطف العام على الخاص فيكون انشاء لجملة جديدة يراد بها القرآن كله نعم احسن الله اليكم فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم. قال الله تعالى اثنى علي عبدي. واذا قال ما لك يوم الدين. قال مجدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم. قوله تعالى في الحديث القدسي هذا بيني وبين عبدي اشارة الى عهد وقوله ولعبدي ما سأل اشارة الى وعد والعهد والوعد المذكوران في سورة الفاتحة هما المرادان هما المرادان في حديث سيد الاستغفار الذي رواه البخاري عن شداد ابن اوس اوس رضي الله عنه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وانا على عهدك ووعدك ما استطعت فان العهد والوعد المذكورين في سيد الاستغفار هما المأمور بقولهما في كل صلاة من الصلوات والاحالة في حديث سيد الاستغفار الى عهد ووعد ينبغي ان تكون الى عهد ووعد معروف مستفيض وليس الى وعد وعهد خفي لا يعرف وقد خفي هذا المعنى على شراح الحديث فتكلف معاني متعددة للعهد والوعد ليس في دلائل الشرع ما يقويها لكن القول بان العهد والوعد المذكوران في سورة الفاتحة هما الوعد والعهد المرادان في سيد الاستغفار هو الذي يقتضيه النظر الاثري اذ كيف يكرر القول بتجديد عهد ووعد يخفى معناه؟ ويكون مجهولا عند القائلين الذاكرين الله عز وجل بهذا الذكر والقرآن والسنة شديد الاتصال ببعضهما لكنهما يحتاجان الى دوام الصلة بهما والتغرغر بحلاوتهما حتى ينفتح للمرء باب الفهم فيهما اما ان يكون المرء اجنبيا عنهما قراءة وسماعا ونظرا وتأملا ثم يريد ان يحل ويفك المغلقات بمجرد النظر فيما يتكلم به الشراح وغيرهم فهذا لا يمكن لكن من كانت هجيراه السنة النبوية تعلما وتفهما وعملا فتح الله عز وجل لها لفتح الله عز وجل له ابواب الفهم فيها وفي كتابه ومن القواعد النافعة لك في العلم ان تعلم ان ما تعبدك الله به فهو قريب الفهم اليك لا يمكن ان يكون غائرا غائصا لا يطلع عليه الا الحذاق الاذكياء. فان الدين يسر وهذه الشريعة حنيفية سمحة. والمناسب ليسرها وحنيفيتها وسماحتها ان تكون قريبة من الافهام سهلة التناول. لكن لما بعد الناس عنها بعد بعدوا عن فهمها. فاذا اقتربوا منها اقتربوا من فهمها. نعم. احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك اياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا بسم الله اقرأ القرآن فمقصود المبسم في فاتحة القراءة بسم الله الرحمن الرحيم يقرأ والاسم الاحسن فمقصود المبسم في فاتحة القرآن الكريم بسم الله اقرأ لان الباء فيه للاستعانة فان الباء فيه للملابسة فان الباء فيه للملابسة اي ملابسة اسم الله عز وجل جميع اجزاء الفعل وهذا المعنى للباء هو الذي ترد اليه بقية المعاني التي ذكرها المتأخرون وعليه اقتصر سيبويه سيبويه في الكتاب فقول القائل بسم الله الرحمن الرحيم له متعلق يدل على هذه الملابسة وهذا المتعلق في اصح اقوال اهل العلم هو فعل خاص متأخر وتقديره المناسب للحال هنا اقرأ فان الشارع في القراءة يريد الاستعانة بالله في القراءة والشارع في الاكل يريد الاستعانة بالله في الاكل وعلى هذا فقس نعم احسن الله اليكم. والاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل ومعناه المألوف المستحق لافراده بالعبادة. قوله والاسم الاحسن الله مأخوذ من خبره سبحانه عن اسمائه فان الله قال ولله الاسماء الحسنى وهذا خبر عنها جميعا فيكون الخبر عن واحد منها الاسم الاحسن اما ما شاع في لسان المتأخرين من قولهم عند ذكر اسم الله لفظ الجلالة كذا وكذا فانه لا يخلو من اعتراضات ليس هذا محلها اقلها ان هذا التركيب الذي ولدوه وهو لفظ الجلالة غير مرعي في الكتاب والسنة واللفظ المعتد به المعبر به عن هذا المقصود في الكتاب والسنة هو الاسماء الحسنى واذا كنت تقول ذلك في الجمع فانك تقول ذلك في الواحد منها فتقول الاسم الحسن الرحمن الاسم الاحسن الرحمن والاسم الاحسن الرحيم. وهلم جراء. نعم. احسن الله اليكم اسماني من اسمائه تعالى دالان على رحمته فاولهما دال عليها حال تعلقها به في في سعتها والاخر دال عليها حال تعلقها بالخلق في وصولها اليهم. واول هذه السورة الحمد لله رب العالمين فالحمد والاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. ورب العالمين اسم اضافي فالرب في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء والعالمين جمع عالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات فكل جنس منها يطلق عليه عالم فيقال عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة الاسم الاضافي الذي ذكره هو احد نوعي الاسماء الالهية باعتبار الافراد والتركيب فان الاسماء الالهية باعتبار لا للافراد والتركيب نوعان احدهما الاسماء الالهية المفردة مثل الله والرحمن والرحيم. والاخر الاسماء الالهية المركبة او المضافة تبيينا لمعنى التركيب. الاسماء المضافة مثل رب العالمين ومالك يوم الدين ومالك الملك ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية وما ذكره من ان العالمين جمع عالم وانه اسم لجميع الخلق من مبدأهم الى منتهاهم ثم قوله وكل جنس منها يطلق عليه عالم عدول عن القول مشهور ان العالمين اسم لما سوى الله. لان هذه الجملة المحكومة بها وهو ان العالمين اسم لما سوى الله ليست من الوضع العربي وانما هي من دخائل علماء المنطق والفلسفة التي سرت الى العلوم اللغوية والعلوم الشرعية نبه الى ذلك الطاهر ابن عاشور وتقدم بيانه في شرح ثلاثة الاصول نعم. احسن الله اليكم. وربوبيته عز وجل لما لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمتهم. ولهذا وصفنا نفسه بقوله الرحمن الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم. قوله هو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم مبني على المحقق في الفرق بين هذين الاسمين الرحمن والرحيم وان الرحمن اسم دال على الله بملاحظة تعلق الصفة وهي صفة الرحمة به سبحانه وان الرحيم اسم دال على الله بملاحظة تعلق صفة الرحمة بالمرحومين من الخلق ولذلك قال في الاول فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق وقال في الثاني رحيم يوصل رحمته اليهم. ذكر هذا المعنى ابو عبد الله ابن القيم في بدائع وسبق ان ذكرت لكم نظمه وهو ورحمة لله مهما علقت ذكرت لكم ان منشدكم ربطها في قوله ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت او علقت بخلقه الذي رحم تسمه الرحيم فاز من سلم ثمان هذه الكلية في التفريق بين الرحمن والرحيم مطردة في نظائر اخرى وليست مخصوصة بهذا المحل بل من نظائلها ايضا ايش العلي والاعلى فالعلي باعتباره تعلق صفة العلو بالله سبحانه وتعالى والاعلى صفة لله باعتباره تعلق ذلك بالمخلوقين ونظيره ايضا الكريم و الاكرم نعم احسن الله اليكم ثم اكد ربوبيته بقوله مالك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفسك لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهو يوم القيامة وخصه بالذكر لانه يظهر في للخلق كمال ملك الله تمام الظهور. لانقطاع املاك الخلائق والا فهو مالك فهو مالك يوم الدين وغيره من الايام وقوله اياك نعبد واياك نستعين. اي نخصك وحدك بالعبادة ونستعين بك وحدك في جميع امورنا وعبادة الله تأله القلب له بالحب والخضوع. والمأمور به فيها امتثال خطاب الشرع الاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود. ثم قال اهدنا الصراط المستقيم. اي دلنا وارشدنا اليه وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الاسلام. هذا الذي ذكره في معنى الهداية المطلوبة دال على ان الهداية المطلوبة نوعان الاول هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم والاخر هداية ثبات عليه وتمسك به. هداية ثبات عليه وتمسك به نعم احسن الله اليكم. صراط الذين انعمت عليهم. المتبعين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم غير صراط المغضوب الذين عرفوا الحق ولم يعملوا غير صراط المغضوب عليهم هذه ساقطة غير صراطي المغضوب عليهم صححوها الحقوا كلمة عليهم نعم غير صراط المغضوب عليهم غير غير صراط المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم عن علم ففيه شبه منهم الضالين الذين تركوا الحق عن جهل فلم يهتدوا وضلوا الطريق وهم النصارى ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذا دين امتي عن جهل ففيه شبه منهم تفسير سورة الضحى عن جندب ابن سفيان رضي الله عنه قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين مئة وثلاثة فجاءت امرأة فقالت يا محمد اني لا ارجو ان يكون شيطانك قد تركك لم اره قربك منذ ليلتين او فانزل الله عز وجل والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. متفق عليه. قوله رضي الله عنه فلم يقم ليلتين او ثلاثة اي لم يصب حظه من صلاة الليل فانقطع عن دأبه في العبادة ليلا بالصلاة ليلتين او ثلاثا نعم احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من اولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. الم يجدك يتيما فاوى وجدك كلا فهدى ووجدك عائلا فاغنى فاما اليتيم فلا تقهر فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدث. اقسم الله تعالى بالضحى وهو اسم ضوء الشمس اذا اشرق وارتفع والمراد به هنا النهار كله. تصرف لفظ الظحى بالقرآن واقع على معنيين احدهما عام يراد به النهار كله عام يراد به النهار كله وذلك اذا ذكر مقابلا لليل كقوله تعالى واغطش ليلها واخرج ضحاها. فالضحى هنا هو النهار كله والاخر خاص يراد به اول النهار وذلك اذا لم يقابل بذكر الليل كقوله تعالى كأنهم لم يلبثوا كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها نعم. احسن الله اليكم. وبالليل اذا سكن بالخلق وثبت ظلامه على اعتنائه برسوله صلى الله عليه وسلم. فقال جواب بل للقسم ما ودعك ربك وما قلى اي ما تركك ربك وما ابغضك ببطاء الوحي وتأخره عنك له من ربه في الدنيا ثم بشره بماله في الاخرة فقال وللاخرة خير لك من الاولى فلا الدار الاخرة خير خير لك من دار الدنيا ولسوف يعطيك ربك من مظاهر الانعام ومقامات الاكرام في الاخرة فترضى. والى هنا تمت جواب القسم بمثبتين بعد منفيين. اما المنفيان فالاول منهما في قوله تعالى ما ودعك ربك اي ما تركك والثاني في قوله تعالى وما قلى اي وما ابغضك واما المثبتان فالاول في قوله تعالى وللاخرة خير لك من الاولى والثاني في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى نعم احسن الله اليكم ثم شرع يذكره بما امتن به عليه في الدنيا فقال الم يجدك استفهام تقرير؟ اي وجدك لا ام لك ولا بل مات ابوه وهو حمل وماتت امه وهو صغير لا يقدر على القيام بمصالح نفسه فاوى ينضمك الى من يكفلك وجعل لك مأوى تأوي اليه فكفله جده عبدالمطلب. ثم لما مات كفله عمه طالب حتى ايده بنصره وبالمؤمنين. كفنه مضاعفا ابلغ من كفله لان الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى فذكر كفالة عبدالمطلب وابي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم بقولنا كفله لا كفله ابلغ لاظهار امتنان الله عليه بتسخيرهما له كما قال الله تعالى عند ذكر مريم وكفلها زكريا لاشهادها امتنانه عليها اذ كفلها زكريا فاضاف الفعل الى نفسه المقدسة سبحانه وتعالى اما القراءة الاخرى بهذا المحل وكفلها زكريا فمعلمة بوقوع الكفالة من زكريا لانه اضاف الفعل الى زكريا نعم احسن الله اليكم. ووجدك ضالا لا تدري ما الكتاب ولا الايمان. فهدى وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم هذه الاية ووجدك ضالا فهدى فسرتها ايتان بمقتضى ما ذكره صاحب الكتاب تأمل قوله تعالى ووجدك ضالا اي لا تدري ما يراد بك ففسرها قوله تعالى ما انت تدري ما الكتاب ولا الايمان واما قوله تعالى فهدى ففسرها قوله تعالى وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما فان اجل هداية نالت النبي صلى الله عليه وسلم هي هدايته الى مقام النبوة والرسالة نعم احسن الله اليكم فوجدك عائلا فقيرا فاغنى بما ساق اليك من الرزق وقنعك به فمن اواك وهداك واغناك فحقه مقابلة نعمته بالشكر ومنه ما ذكره الله عز وجل في قوله فلا تقهر اي لا تغلبه مسيئا معاملته. السائل عن دين او دنيا فلا تنهر اي تزجر بل اقض حاجته او رده برفق واما بنعمة ربك فحدث مخبرا عنها فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها وسبب في محبة القلوب لمن اسداها. فان القلوب مجبولة على محبة المحسن اليها. قوله في بتفسير فاغنى بما ساق اليك من الرزق وقنعك به بيان ان الغنى التام مركب من شيئين احدهما رزق يحصل به العبد مصالحه رزق يحصل به العبد مصالحه والثاني قناعة تقطع قلبه عن الطمع فيما سواه قناعة تقطع عن قلبه الطمع فيما سواه والعبد ان رزق ما به مصلحته ومنفعته ولن تتهيأ له القناعة لم يكن غنيا عن الحقيقة ولاجل هذا رد الغنى الى غنى النفس كما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الغنى غنى النفس وهذا اخر بيان هذه الجملة ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة المغرب مباشرة. ويكون توزيع الكتاب بعد عشاء باذن الله تعالى في الموضع المذكور ثم نكمل بقية المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين