بركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انك حميد مجيد. اما بعد فلا يزال القول موصولا في بيان باب ما جاء في الكهان ونحوهم. قد ذكرنا ان المصنف رحمه الله تعالى ذكر لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة وفرغنا من بيان وجه دلالة بدليلين منهما على مقصود الترجمة والدليل الثالث الدليل الثالث حديث ابي هريرة ايضا وبيض المصنف لراويه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول الحديث وقال المصنف في عزوه قل الاربعة والحاكم وهذا الحديث رواه الحاكم بهذا اللفظ دون الاربعة وهم اصحاب السنن لكن عزوه اليهم صحيح باعتبار وجود اصل الحديث عندهم وقد عزاه اليهم قبل المصنف الحافظ ابن حجر في فتح الباري واسناد هذا الحديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه في قوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه مثله مرفوعا اخرجه ابو يعلى الموصلي في مسنده واسناده حسن وله حكم الرفع لان خذل الصحابي عن كون شيء ما كفرا او شركا لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع ودلالته على مقصود الترجمة كالحديثين السابقين والدليل الخامس حديث عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له الحديث رواه البزار واسناده ضعيف والاحاديث الاخرى في الباب تقويه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فصرح بكفره والاخر في قوله ليس منا وعد اشياء ذكر منها او تكهن او تكهن له فالمتكهن هو الكاهن والمتكهن له ووسائله ومعنى ليس منا نفي الايمان الواجب عنهما وما نفي الايمان عن فاعله فهو محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب والدليل السادس حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الطبراني في الاوسط نحو حديث عمران السابق دون قوله في اخره ومن اتى كاهنا الى اخره واسناده ضعيف لكن يتقوى فيعضد احدهما الاخر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس منا مع قوله فيها او تكهن او تكهن له والقول فيه كالقول في نظيره المتقدم بان نفي الايمان الواجب عنهما دال على كون فعلهما كبيرة من كبائر الذنوب والدليل السابع اثر ابن عباس رضي الله عنه ايضا انه قال يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله خلاق رواه البيهقي في السنن الكبرى بسند صحيح وروي مرفوعا ولا يصح وكتابة حروف التهجي ابجد هوز الى اخرها مع تقطيعها والنظر في النجوم للاستدلال بها هو المراد في هذا الاثر ويسميه اهله بعلم الحرف فانهم يستدلون بحرف من حروف التهجي بعد تقطيع الكلمة المشتملة عليه والنظر في النجوم يجعلونه دليلا على ما يريدونه من ادعاء الغيب اما فعل ذلك لتعلم الهجاء وحساب الجمل فلا بأس به وليس هو المراد في هذا الاثر وانما المراد ما ذكرت لك من اقتران تقطيعه بالنظر في النجوم للاستدلال على المغيب فكان من سحرة الجاهلية الرمالين من يعمد الى ذلك في الرمل في قسموا حروف الكلمة ويجعل هجاء كل حرف مفردا عن غيره ثم ينظر في النجوم باعتبار معان اصطلحوا عليها زينتها لهم الشياطين هذا هو المراد في الاثر المذكور ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق فنفى عنهم الخلاق وذلك مستفاد من كونهم لا خلاق لهم في الاخرة ونفي الخلاق يراد به الحظ من الخير في الاخرة كما تقدم فحيث نفي الخلاق في القرآن او السنة فاعلم ان المراد نفي حظ من ذكر متعلقا الخبر به نفي حظه من الخير في الاخرة والذي لا حظ له في الاخرة من الخير هو الكافر وهذا التركيب كما سبق موظوع في الشرع لمن كان كافرا ومعرفة مقاصد التركيب في الشرع يعين على فهم النصوص فان الخطاب الشرعي له ابنية رسم عليها كما ان العرب اصطلحت على سنن تلزمها في كلامهم وقد تقدم لهذا نظائر سالفة من اطلاقات الكتاب والسنة تحمل على معنى مطرد فيها وقد نقل المصنف رحمه الله تعالى كلام البغوي وابن تيمية في بيان حدود الاسماء المتعلقة بهذا الباب كالكاهن والمنجم والظمال والعراف وفيما قالاه اجمال يعوزه تفصيل ليس هذا محل بيانه. لكن قدمنا فيما سلف بيان اسماء بيان معاني اسماء هذه الاجناس بما دل عليه الوضع العربي وان هذه الالقاب جعلت لمن يدعي علم الغيب لكن خولف بينها باعتبار الطريق التي يسلكها كل واحد منهم لمعرفة المغيب وينبغي ان يعلم ان ما ورد من الاخبار في ذم احدهم فانه واقع على غيره منهم فاذا جاء في الاحاديث ذكر العراف لم يكن الذم مختصا به بل يشمل غيره ممن يشاركه في ذنبه الذي اصابه وهو ادعاء علم الغيب فالعراف والرمان والكاهن والمنجم مشتركون في الحقيقة التي علق بها الحكم وهي ادعاء علم الغيب. نعم احسن الله اليكم في مسائل الاولى انه لا يجتمع تصديق الكاهن مع الايمان بالقرآن الثانية التصريح بانه كفر الثالثة ذكر من كهن له الرابعة ذكر من تطير له الخامسة ذكر من سحر له السادسة ذكر من تعلم ابا جاد قوله رحمه الله السادسة ذكر من تعلم ابا جاد اي لادعاء علم الغيب بتقطيعها وربطها بحركة النجوم لا لارادة التهجي وحساب الجمل المعروفان عند العرب نعم السابعة ذكر الفرق بين الكاهن والعراف باب ما جاء في النشرة مقصود الترجمة بيان حكم النشرة والنشرة اصطلاحا حل السحر بسحر مثله حل السحر بسحر مثله وربما جعلت اسما لكل ما حل به السحر ولو بالرقى الشرعية لملاحظة المعنى اللغوي فانها سميت نشرة لانها تنشر عن المريض ما اعتراه فينكشف عنه الداء ويزول تأل بالنشرة الواردة في الترجمة للعهد والمراد بها النشرة التي تعرفها العرب في الجاهلية وهي حل السحر بسحر مثله وما سوى ذلك فانما سمي نشرة باعتبار الوضع اللغوي لا باعتبار الحقيقة الاصطلاحية نعم الله اليكم عن جبين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النصرة فقال هي من عمل الشيطان رواه احمد بسند جيد وابو داود وقال سئل احمد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة قلت ابن المسيب رجل به طب او يؤخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر؟ قال لا بأس انما يريدون به الاصلاح. فاما ما ينفع فلم ينهى عنه انتهى وروي ان وروي عن الحسن انه قال لا يحل السحر الا ساحر. قال ابن القيم رحمه الله تعالى النشرة حل السحر يعني المسحور وهي نوعان احدهما حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان بما يحب. فيبطل عمله عن المسحور. والثاني بالرقية والتعوذات والدعوات والادوية المباحة فهذا جائز ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة الحديث رواه ابو داود جيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله هي من عمل الشيطان لانهم يحلون السحر عن المسحور بتسخير الشياطين وسحرهم والسحر حلا وعقدا كله من عمل الشيطان كما قال تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وعمل الشياطين محرم منهي عنه وكل شيء اضيف الى الشيطان فانه محرم فهذا الترتيب موضوع في خطاب الشرع للدلالة على الحرمة وان تخلف في بعض افراده عند الفقهاء لوجود ما يزيل معنى الحرمة الى الكراهة والدليل الثاني ان ابن مسعود رضي الله عنه يكره هذا كله كما ذكره الامام احمد رحمه الله ومراده بذلك ما روي عن اصحابه فقد روى ابن ابي شيبة بسند صحيح ان ابراهيم النخاعي كان يقول كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر وتقدم ان الكراهة موضوعة في عرف المتقدمين للتحريم هو قول ابراهيم كانوا يكرهون يريد بذلك اصحاب ابن مسعود والعلم الذي كان عند اصحاب ابن مسعود هو العلم الذي حملوه عنه فنسب هذا القول بالاعتبار المذكور اليه فيكون من العلم الشائع المستفيض عندهم فينسب الى ابن مسعود باعتبار ان علومهم مستفادة منه رضي الله عنه وهذه طريقة لجماعة من الائمة منهم احمد وغيره وفي هذا الاثر بيان حكم النشرة بالتصريح بكراهتها المفيدة للحرمة على عرف المتقدمين انهم يريدون بالكراهة التحريم كما ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين وابن رجب في جامع العلوم والحكم والدليل الثالث اثر سعيد بن المسيب لما قال له قتادة رجل به طب اي سحر وتقدم ان اصل السحر عند العرب انه نوع من انواع المداواة والتطريب ثم توسعوا فيه وهذا وجه قول قتادة رجل به طب يريد به سحر او يؤخذ عن امرأته اي يحبس عنها فلا يصل الى جماعها ايحل عنه او ينشر اي اتفك عنه عقد سحره ويرقى لكشف علته فقال لا بأس به اي لا بأس بحل السحر انما يريدون به الاصلاح اي بدفع الداء عنه فاما ما ينفع من الرقى فلم ينه عنه وانما نهي عما لا نفع فيه من الرقى لانه من جنس الرقى الشركية. اما الرقى الشرعية فانها جائزة كما تقدم. هذا هو معنى انا كلامي للمسيب وتتبع الفاظ هذا الاثر يدل عليه فمن ظنه في حل السحر بسحر مثله فقد اخطأ على ابن المسيب في فهمه فان ابن المسيب انما اراد الرقى المشروعة ولم يرد السحر لانه قال فاما ما ينفع والذي ينفع هو الرقى الشرعية اما السحر والرقى الشركية فانها لا تنفع ولا يجهل ابن المسيب رحمه الله تعالى ذلك وهذا الاثر قد علقه البخاري مجزوما به ووصله الاثرم في كتاب السنن بسند صحيح والنجرة المذكورة في اثر ابن المسيب سميت نشرة باعتبار اللغة لا باعتبار المعنى الاصطلاحي لان المعنى الاصطلاحي مخصوص بحل السحر بسحر مثله لكن قوله ها هنا او ينشر عنه يعني يطلب كشف علته وما اعتراه من الداء. فسماها نشرة قوله او ينشر عنه سماه نشرة باعتبار المعنى اللغوي والدليل الرابع اثر الحسن البصري لا يحل السحر الا ساحر ولم يعزه المصنف وهو عند ابن ابي شيبة بسند حسن عن الحكم ابن عطية قال سمعت الحسن وسئل عن النشر فقال سحر هذا هو المروي عن الحسن في الكتب التي بايدينا اما اللفظ الذي ذكره المصنف فقد اورده ابن الجوزي في جامع المسانيد بلا اسناد ودلالته على مقصود الترجمة هو ان النشرة لا تتحقق الا بكون الناشر متعاطيا للسحر حتى يحل سحر غيره ولهذا قال الحسن لما ذكرت له سحر ثم ذكر المصنف رحمه الله كلام ابي عبد الله ابن القيم في تحرير حكم النشرة وجعلها قسمين اولهما مختص بالنشرة الاصطلاحية المحرمة وهي حل السحر بسحر مثله والثاني سمي نشرة باعتبار مأخذه اللغوي وهو حل السحر بالاذكار والادعية والتعويذات المشروعة والادوية المباحة فقول ابن القيم رحمه الله تعالى في النشرة حل السحر عن المسحور اي باعتبار وضعها اللغوي لا باعتبار وضعها الاصطلاحي فان معناها اصطلاحا حل سحر بسحر مثله هذا هو المعنى الذي اصطلح عليه سحرة العرب وورد به خطاب الشرع كما في حديث جابر الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى في الباب. نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى النهي عن النشرة الثاني قوله رحمه الله الاولى النهي عن النشرة اي المعهودة عند اهل الجاهلية وهي من عمل الشيطان كما سبق لانها تتضمن حل السحر بسحر مثله. والسحر من عمل الشيطان نعم احسن الله اليكم الثانية الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الاشكال قوله رحمه الله التانية الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الاشكال فالمنهي عنه حل السحر بسحر مثله والمرخص فيه هو حله بالرقية والتعوذات والدعوات والادوية المباحة وهذا انما يسمى نشرة باعتبار الوضع اللغوي لا باعتبار الوضع الاصطلاحي احسن الله اليكم باب ما جاء في التطير مقصود الترجمة بيان حكم التطير وهو تفعل من الطيرة والمراد بها ما يقصده ما يقصده العبد ما يقصده العبد للحمل على الاقدام او الاحجام ما يقصده العبد للحمل على الاحجام او الاقدام في امر ما والمراد بالاقدام الاقبال على الشيء والتمادي فيه والاحجام ضده بالكف عنه واكثره عند اهل الجاهلية بالطير ومن ثم نسب اليها فقيل الطيرة ولا تختص بالتشاؤم بل هو فرد من افرادها فالطيرة قصد ما يحمل على الاقدام او الاحجام بطير او بغيره وهي شرك اصغر لانها تتضمن ركون القلب الى المقصود فيها وضعف التوكل على الله مع الاخذ بما ليس سببا شرعيا ولا قدريا ومن قواعد الاسباب التي تقدمت ان كل سبب لم يثبت كونه نافعا بطريق الشرع او القدر فان الذي فان اتخاذه من الشرك الاصغر والطيارة من هذا الجنس والاصل فيها عند العرب اتخاذها سببا اما اذا اعتقد احد انه مستقلة بالتأثير بنفسها فذلك شرك اكبر لكنه ليس مناط المسألة وانما صار شركا اكبر باعتبار ارادة الفاعل ونيته اما الفعل في نفسه فهو شرك اصغر والمتكلمون بالعقائد قد يطلقون على مسألة ما بانها شرك اكبر او كفر اكبر لا باعتبار اصلها وانما باعتبار معنى زائد يقترن بالفاعل فصار المذكور منها اكبر والاصل في تشييد القواعد وبنائها ملاحظة قصد وضع الشرع للاحكام والموضوع شرعا في حكم الطيارة انها شرك اصغر فلا يقال فيها ان الطيرة تكون شركا اكبر اذا اريد كذا وكذا لان هذا معنى زائد يقترن بارادة فاعل ما والاحكام انما توضع باعتبار تعلقها بالمسائل نفسها لا باعتبار تعلقها بالفاعلين فان لكل فاعل حكما ينفرد به وقد لا يوجد في تقريرات اهل العلم وانما استجدت واقعة تتعلق بذلك الفاعل فاستجد حكم باعتبار ما اقترن به لا باعتبار حكم المسألة نفسها نعم. احسن الله اليكم وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقوله قالوا طائركم معكم الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر اخرج زاد مسلم ولا ولا نوء ولا غول. وله معنى انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة ولابي داوود بسند صحيح عن عقوبة ابن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل. اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت لا حول ولا قوة الا بك. وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. الطيرة شرك. الطيرة شرك. وما منا الا ان الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من من قول ابن مسعود رضي الله عنه ولاحمد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان يقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضاك او ردك. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود ثمانية ادلة فالدليل الاول في قوله تعالى الا انما طائرهم عند الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا انما طائرهم عند الله اي ما قضي لهم فهو عند ربهم وهؤلاء ال فرعون كانوا يتطيرون بموسى ومن معه ويجعلونهم سببا لاصابة السيئة لهم فابطل الله اعتقادهم ورد الامر الى قدره وقضائه المشاري اليه بقوله انما طائرهم عند الله فالطائر هو القدر المقضي وفيه ابطال الطيرة بانه لا تأثير لها في القدر والدليل الثاني قوله تعالى قالوا طائركم معكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله قالوا طائركم معكم اي قدركم الملازم لكم كما قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه اي ما قدرناه عليه فهو ملازم له وهذا المذكور هو قول المرسلين في سورة ياسين لما قال لهم اهل القرية انا تطيرنا بكم فردوا عليهم بقولهم قالوا طائركم معكم ففيه ابطال الطيرة والايمان بالقدر وان الطيرة لا تأثير لها في القدر فالايتان المذكورتان مما قدم به المصنف من الادلة تتظمنان اثبات القدر الدال على ابطال الطيرة اذ لا تأثير لها في قدر الله سبحانه وتعالى والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا طيرة فنفى الطيارة التي كانت اهل الجاهلية تعتقدها والنفي دال على بطلانها وعدم تأثيرها. وهذا ابلغ من النهي فهو نهي وزيادة عليه بالتأكيد في نفي الوجود والدليل الرابع حديث انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا طيرة على ما سبق بيانه من معنى النفي والدليل الخامس حديث عروة بن عامر لا عقبة ابن عامر الذي رواه ابو داوود وعروة تابعي على الصحيح فيكون هذا الحديث مرسلا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا ترد مسلما فمن كمل دينه لم يعتقد بها ولا اثرت فيه ومن اثرت فيه نقص دينه وكل فعل اختياري يرجع على العبد بنقصان دينه فهو محرم ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان المسلم لا ترده الطيرة فعلم ان الركون اليها راجع على اسلامه بالنقص فتكون محرمة وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث احسنها الفأل ليس معناه ان الفأل من الطيرة والا تناقضت الاحاديث لان النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث المتقدمة عليه نفاها فقال ولا طيرة ثم قال ويعجبني الفأل كما في حديث انس السابق والطيرة كلها لا خير فيها ومحال ان يكون شيئا منها معجبا للنبي صلى الله عليه وسلم فقوله في هذا الحديث احسنها الفأل لا يراد بها حقيقة التفظيل المقتضية للمشاركة من كل وجه بل بين الفأل والطيرة قدر مشترك صح منه باعتبار اللسان العربي الاتيان بصيغة التفضيل في قوله احسنها الفأل والقدر المشترك بينهما هو وجود التأثير فالطيرة فيها وجود تأثير وكذلك الفأل فيه وجود تأثير لكن الطيرة تحمل على الاحجام او الاقدام فتؤثر في صاحبها اما الفأل فانه لا يؤثر في الاقدام او الاحجام وانما يكون فيه تيمنا بما وقع من كلمة او فعل او غير ذلك والغالب ان الفأل يكون بالكلمة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبني قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة فالكلمة الطيبة هي اكثر انواع الفأل وقد يتيمن الانسان بصورة شخص او هيئة شيء لكن الفأل لا يكون محركا على الفعل بخلاف الطيرة. فالطيرة تحرك عليه بالاحجام او الاقدام اما الفال فانه لا يحرك وانما يقوي العبد ولذلك فان الفأل مختص بما يسر وفي حديث الصلح المشهور انه لما قدم سهيل بن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم سهل امركم فهذا فأل حمل على ما يسر لم يحمل على طلب فعل او تركه وانما تيمن باسم القادم في طلب الصلح وهو سهيل بن عمرو ابان يوم الحديبية فقال النبي صلى الله عليه وسلم سهل امركم فالفرق بين الطيرة والفأل ان الطيرة حاملة على الاقدام او الاحجام اما الفأل فانه لا يحمل بنفسه الا انه يقوي روح متعاطيه فيشجعه على مراده. والدليل السادس حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا قال الطيارة شرك. الحديث رواه الاربعة الا النسائي واسناده صحيح واخره وهو قوله ولكن الله يذهبه بالتوكل مدرج من كلام ابن مسعود على الصحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم الطيارة شرك والتكرار للتأكيد وهي شرك لما فيها من تعلق القلب بغير الله واعتقاد تأثير سبب متوهم لا حقيقة له كما سلف والدليل السابع حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك الحديث رواه احمد واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم شركا ومعناه في الحديث المتقدم عن ابن مسعود وهو حديث صحيح فيه التصريح بان الطيرة شرك والدليل الثامن حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما الطيرة ما امضاك او ردك الحديث رواه احمد ايضا باسناد ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انما الطيرة ما امضاك او ردك وهو في بيان حقيقة الطيرة وقد سبق ان ذكرت لك ان الطيرة هي قصد ما يحمل على الاحجام او الاقدام وهذا هو معنى الامضاء والرد المذكور في هذا الحديث الا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الجملة على ارادة التبرؤ من الطيرة فان سياق الحديث عند احمد عن الفضل ابن عباس قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما فبرح ظبي فما لا صلى الله عليه وسلم في شقه فقال الفضل تطيرت فقال صلى الله عليه وسلم انما الطيارة ما امضاك او ردك فالفضل رضي الله عنه ظن ان النبي صلى الله عليه وسلم تطير لما برح الظبي وكانت العرب بهذا ومعنى برح الظبي اي ولاه مياسره فلما مال الظبي موليا النبي صلى الله عليه وسلم مياسره اتفقا ميل شق النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه الفضل ظانا انه صلى الله عليه وسلم وقع في الحال التي تعرفها العرب اذا برح الظبي مواليا مياسره. فقال ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بما يبين حقيقة الطيارة وينفيها عنه لانه صلى الله عليه وسلم لم يعتد لم يعتد بهذا العارظ الذي عرظ ولا اثر فيه فقال للفضل مبطلا ظنه انما الطيارة ما امضاك او ردك والمعنى انه صلى الله عليه وسلم لم يمضه هذا ولم يرده عما اراد وفي نفيها ابطال الطيرة كما تقدم نعم الله اليكم في مسائل الاولى التنبيه على قوله الا انما طائر عند الله مع قولي طائركم معكم الثانية نفي العدوى الثالثة نفي الطيارة الرابعة قوله رحمه الله الاولى التنبيه على قوله الا انما طائرهم عند الله مع قوله طائركم معكم معنى طائركم اي قدركم ومنه يستفاد نفي الطيرة فان الطيرة لا تؤثر في قدر الله بل قدر الله الذي كتبه على كل احد هو مقارن له. لا تؤثر فيه امضاء او ردا المتوهمة كالطيرة نعم احسن الله اليكم ثانية نفي العدوى الثالثة نفي الطيارة الرابعة نفي الهامة الخامسة نفي السفر السادسة ان الفأل ليس من ذلك بل مستحب السابعة تفسير الفأل الثامنة ان الواقع في القلب من ذلك مع كراهته لا يضر. بل يذهبه الله بالتوكل قوله رحمه الله الثامنة ان الواقع في القلب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل ووقوعه مع عدم الاعتقاد دال على عدم استقراره في القلب بل هو عارض ووالد قلبي لا يحكم به ومن قوي توكله لم تؤثر فيه مثل هذه العوارض فلا يلام العبد على ورود هذا العارظ القلبي لان باب الخطرات والوساوس مفتوح على ابن ادم بكيد الشيطان وتلبيسه لكنه اذا ركن الى هذا العارض القلبي واستسلم له كان ملاما لركونه الى امر جاءت الشريعة بنفيه وابطاله وهو الطيرة نعم احسن الله اليكم التاسعة ذكر ما يقول من وجده العاشرة والتصريح بان الطيرة شرك الحادية عشرة تفسير الطيرة المذمومة قوله رحمه الله الحادية عشرة تفسير الطيرة المذمومة وصف المذمومة في حق الطيرة وصف كاشف فكل طيارة مذمومة وليس وصفا احترازيا يقتضي ان من الطيرة ما يذم ومنها ما لا يذم بل المعنى الطيرة مذمومة على كل حال كقوله تعالى وقتلهم الانبياء بغير حق فان قتل الانبياء على اي حال كائن بغير حق فيكون الوصف المذكور وصفا كاشفا لا احترازيا نعم باب ما جاء في التنجيم مقصود الترجمة بيان حكم التنجيم وهو النظر في النجوم للاستدلال بها على التأثير او التسيير هو النظر في النجوم بالاستدلال بها على التأثير او التسيير فالتنجيم نوعان احدهما تنجيم تأثير وهو اعتقاد تأثير النجوم بالحوادث الكونية والاخر تنجيم تسيير تنجيم تسيير وهو الاستدلال بحركات سيرها على مطلوب ما كجهة او حال والنوع الثاني جائز في قول الجمهور اما النوع الاول فانه ينقسم الى ثلاثة انواع احدها اعتقاد كونها مستقلة بالتأثير مدبرة للكون بحركاتها وهذا كفر باتفاق اهل العلم والثاني اعتقاد كونها مرشدة الى الغيب دالة عليه موضحة له بالائتلاف والافتراق وهذا كفر باتفاق اهل العلم ايضا والثالث اعتقاد كونها سببا غير مستقل بالتأثير بل تابع لتقدير الله اعتقاد كونها سببا غير مستقل بالتأثير بل تابع لتقدير الله وهذا النوع مما جرى في حكمه الخلف بين علماء اهل السنة فمنهم من يرى صحته وان النجوم من الاسباب القدرية التي تؤثر بائتلافها وافتراقها في حركات الكون كوقوع المد والجزر في البحر باعتبار بعد القمر وقربه من الارض او وقوع الكسوف والخسوف باعتبار الائتلاف والاختلاف في حركة الشمس والارض والقمر ومنهم من لم يرى صحة ذلك والاشبه والله اعلم اثبات صحة ذلك كما اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لكن على الوجه الذي يدل عليه دليل قدري مقطوع به ان الحركة الواقعة في النجوم تؤثر بوقوع كذا وكذا كما علم من تأثير القمر في حركة المد والجزر البحرية اما ما كان من جهة التخرص او التوهم او الظنون فلا يعول عليه ولمن انكره من علماء الدعوة فانما ارادوا حسم المادة لئلا يسترسل الناس مع الظنون والنجوم عندهم تطلق على الافلاك ولا يحصرونها بما سوى الشمس والقمر بل اذا ذكروا في هذا الباب اسم النجوم ارادوا ما يعم الافلاك جميعا نعم احسن الله اليكم قال البخاري في صحيحه وعلاقت هذا خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة في السماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها. فمن فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ وضع نصيبه وتكلف ما لا علم له به انتهى وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص بتعلم المنازل احمد واسحاق وعن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر رواه احمد وابن حبان في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول اثر قتادة رحمه الله قال خلق الله هذه النجوم لثلاث الاثر علقه البخاري في صحيحه وواصله عبد بن حميد في تفسيره بسند صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في حصره مقاصد خلق الله النجوم في ثلاثة اشياء ثم قوله بعد ذلك فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به ويريد بذلك ابطال الاستدلال بها على التأثير فهو خطأ يضيع به العبد نصيبه وهو حظه وهذا في معنى لا خلاق له المتقدم وان المراد بذلك نفي حظه من الخير في الاخرة كما هو حال الكافرين وجعله قتادة من تكلف ما لا علم له به لان الله يقول ولا تقف ما ليس لك به علم فمدعي هذا متكلف ما لا علم له به والدليل الثاني اثر قتادة ايضا انه كره تعلم منازل القمر رواه حرب الكرماني في مسائله ودلالته على مقصود الترجمة في كراهته تعلم منازل القمر فان الكراهة في عرف السلف للتحريم ومنازل القمر هي مواضع نزوله المقدرة في سيره هي مواضع نزوله المقدرة في سيره وعدتها ثمانية وعشرون منزلة وتختلف باختلاف الاحوال والاهوية وهذا من علم التسيير فقتادة رحمه الله يمنع الاستدلال بالنجوم حتى في علم التسيير وهذا احد قولي اهل العلم في المسألة والقول الثاني جوازه وهو الصحيح والدليل الثالث اثر سفيان ابن عيينة انه لم يرخص في تعلم منازل القمر رواه حرب الكرماني ايضا في مسائله ودلالته على مقصود الترجمة في عدم الترخيص اي الاباحة بل هي عنده ممنوعة محظورة والجمهور كما سلف على خلاف هذا القول وسفيان يريد به علم التسيير كما اراد قتادة فيما سلف والدليل الرابع حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الحديث رواه احمد وابن حبان واسناده ضعيف ويروى في معناه احاديث عدة باسانيد ضعاف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومصدق بالسحر لان التنجيم على اعتقاد التأثير هو من السحر كما تقدم في حديث ابن عباس عند ابي داوود بباب بيان شيء من انواع السحر من اقتبس علما من النجوم فقد اقتبس فقد اقتبس شعبة من السحر وتوعد في هذا الحديث بعدم دخول الجنة الدال على كونه محرما فان الوعيد بعدم دخول الجنة من ادلة كون الشيء محرما على وجه التعظيم ولم نذكر قول احمد واسحاق دليلا في قول المصنف ورخص في تعلم المنازل احمد واسحاق لان عادة المصنف فيما ساق من الادلة في هذا الكتاب هي الاقتصار على الايات والاحاديث واثار الصحابة والتابعين واتباعهم فمن زاد عن ذلك فهو لا يريده دليلا وهي جادة اهل العلم الغالبة فانهم ينتهون في قصر ايراد اقوال الرجال على وجه التقوي بها في الاحكام الى الاثار المروية عن اتباع التابعين لما للقرون الثلاثة من الفظيلة المستقرة في الشريعة فليس ذكر المصنف لترخيص احمد واسحاق دليلا من الادلة المدرجة في الباب بل من نقل كلام اهل العلم كما نقل هو فيما سلف عن البغوي وابن تيمية رحمهما الله نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى الحكمة في خلق النجوم الثانية الرد على من زعم غير ذلك الثالثة ذكر الخلاف في تعلم المنازل قوله رحمه الله الثالثة ذكر الخلاف في تعلم المنازل اي لارادة معرفة علم التسيير المتعلق بالاحوال والاهوية اي احوال الجو فهذا هو الذي اختلف فيه اهل العلم والصحيح جوازه وانما الممنوع فيما يتعلق بعلم النجوم هو علم التأثير نعم واليكم الرابعة الوعيد في من صدق بشيء من السحر ولو عرف انه باطل باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع مقصود الترجمة بيان حكم الاستسقاء بيان حكم الاستسقاء بالانواع والمراد نسبة السقيا بنزول المطر اليها نسبة السقيا بنزول المطر اليها والانواء هي منازل القمر اذا سقط واحد منها سمي نوءا تهوى نوء باعتبار المسقط لا باعتبار باعتبار المسقط لا باعتبار المطلع نعم الله اليكم. وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. رواه مسلم وله وما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال اصبح من عباده مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر من كوكب واما من قال مطرنا بنوي كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ولهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا فانزل الله هذه الايات فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله تكذبون ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انكم تكذبون فالرزق المذكور فيها هو المطر كما دل عليه سبب نزولها وتكذيبهم هو في استسقائهم بالانواع لما قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا ونسبة المطر اليها من الاعتداد بما ليس سببا شرعيا ولا قدريا وهو شرك اصغر كما سبق في بيان قاعدته مع ما فيه هنا من نسبة النعمة الى غير مسديها وهو الله سبحانه وتعالى والدليل الثاني حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في عد الاستسقاء بالنجوم من امر الجاهلية واضافتها اليها خرجت مخرج الذم المفيد للتحريم والجاهلية هنا اسم لما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سمي به اهلها لفرط جهلهم وكل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو جاهلية وكل ما نسب الى الجاهلية في القرآن والسنة من قول او فعل فهو محرم وهذا من جنس التراكيب الخطابية التي سلكت في خطاب الشرع على نسق واحد بحيث اضيف القول او الفعل الى الجاهلية فهو محرم. والدليل الثالث حديث زيد بن خالد رضي الله عنه. قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة توحي بالحديبية الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في تسمية من قال مطرنا بنوء كذا وكذا كافرا فالاستسقاء بالنجوم كفر بالله فان اعتقد ان النوء هو مسببه يعني هو الذي قام به فهو كفر اكبر لانه شرك في الربوبية وان لم يعتقد كونه مسببا بل جعله سببا من الاسباب واعتقد ان المنزل للمطر هو الله فهو من الشرك الاصغر طيب في هذا الحديث هل هو من الكفر الاصغر ام الاكبر في قوله عز وجل في الحديث القدسي اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ما الجواب ما الدليل ايش هل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافل مؤمن وكافر هذا الكافر منسوب الى الكفر الاصغر ام الكفر الاكبر يقول الاخ هو كفر اصغر لانه قال من عبادي وهذا فيه نظر فقد وقع في خطاب الشيخ شرع على خلاف هذا المعنى فليس فليست الاظافة للعباد الى الله على كل وجه مفيدة مدح بل قد لا يراد بها الا معنى الملك باظافتهم اليه سبحانه وتعالى يعني انهم عبيد له باعتبار الربوبية لا باعتبار الالوهية وهذا وقع في القرآن في موضع واحد داخل منين جبت هذا؟ اني اعتقد انه السبب ان الذي نحن نعتقد انك ما كنت حاضر معهم فاخرج لنا من الحديث ما يدل على هذا المعنى اخر كيف يعني بعظهم يكون مسلم وبعظهم يكون كافر ها اي فهذا الذي حصل ما هو كفر اكبر ام كفر اصغر فما الدليل هب ان حديث ابن عباس ما هو بعندنا نحن نقول هذا الحديث لا يلزم صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يلزم ما الدليل فجعله ندا لله عز وجل. كل الذي يجعل لله ند يكون كافر كفر اكبر. سيأتي معنا استدلال بهذه الاية. على الكفر الاصغر والشرك الاصغر ما قالوا بفضل الله فمنهم من قال ومنهم من قال الجواب المذكور في هذا الحديث هو كفر اصغر لانهم قالوا مطرنا بنوء يعني بسبب نوء كذا وكذا ولو كانوا يقصدون انه مسبب لقالوا امطرنا نوء كذا وكذا فهم لم يعتقدوا فيه التسبيب المطلق المستقل بالتأثير وانما اعتقدوا انه سبب ولذلك قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا اي بسبب كذا وكذا فالكفر هنا كفر اصغر لا مصير لا محيد عن ذلك للدلالة اللغوية وهذا هو الذي جزم به حفيد المصنف سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد خلافا لما عليه بعض شراح الكتاب لانه لو كان مرادهم انه مستقل بالتسبيب لما قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا. وانما قالوا امطرنا نوء كذا وكذا فعبارتهم دالة على انهم ارادوا كونه سببا جار تحت قدر الله سبحانه وتعالى والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما بمعنى حديث زيد وهو عند مسلم وحده دون البخاري ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية الواقعة الثانية ذكر الاربع التي من امر الجاهلية الثالثة ذكر الكفر في بعضها الرابعة ان من الكفر ما لا يخرج من الملة الخامسة قوله اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بسبب نزول النعمة السادسة التفطن للايمان في هذا الموضع السابعة التفطن للكفر في هذا الموضع الثامنة التفطن لقوله لقد صدق نوء كذا وكذا قوله رحمه الله الثامنة التفطن لقوله لقد صدق نوء كذا وكذا لانهم لا يريدون ان النوء انزل المطر بل نزل بسببه وهذا معنى ما في اللفظ الاخر مطرنا بنوء كذا وكذا فالباء للسببية ولو ارادوا معنى الخلق والايجاد لقالوا امطرنا نوء كذا وكذا وبه تعلم كما سلف ان كفرهم وشركهم من الاصغر لا من الاكبر واضافة الاحوال والاهوية الى الانواء تقع على ثلاثة انحاء الاول اضافة تثبيد وهذا كفر اكبر فاذا اضيف امر ما معتقدا مضيفه الى الانواء ان الانواء مسببة له مستغلة بالتأثير فيه فذلك شرك في الربوبية وهو كفر اكبر والثاني اضافة سبب وهذا كفر اصغر كالوالد في هذا الحديث فانهم اعتقدوا ان سبب امطارهم هو نوء كذا وكذا والثالث اضافة ظرف اي نسبة ما وقع من الاحوال الجوية والاهوية الى نوء ما على ارادة انه ظرف زماني له كقول العامة اذا طلع سهيل فقد برد الليل فهم يرون ان مطلع سهيل مؤذن ببرود الليل وقدوم المطر من بعده ومثل هذا جائز نعم. احسن الله اليكم التاسعة اخراج العالم للمتعلم مسألة بالاستفهام عنها. لقوله اتدرون ماذا قال ربكم العاشرة وعيد النائحة باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. الاية مقصود الترجمة بيان ان محبة الله من عبادته بل هي اصلها فبكمالها يكمل توحيد العبد وبنقصها ينقص والمراد بالمحبة هنا المحبة المقتضية لتأليه القلوب لله وتعظيمها له وقوله قل ان كان اباؤكم وابناؤكم. الى قوله احب اليكم من الله ورسوله. الاية عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين اخرج ولهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. ان يكون الله ورسوله واحب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما اكرم ان يقذف في النار وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله ووادى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبده طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر دنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. رواه ابن جرير. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتقطعت بهم الاسباب قال المودة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فذكر ان من حال المشركين اتخاذهم الهة يحبونها كحب الله فيسوون بالله في المحبة والتعظيم ومن احب غير الله محبة تأليه وتعظيم فهو من المشركين وعمله شرك اكبر والاخر في قوله والذين امنوا اشد حبا لله فذكر ان المؤمنين يخلصون محبتهم لله فلا يشركون فيها فمدحهم بكمال المحبة والاخلاص فيها والدليل الثاني قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيها من الوعيد في جعل الاباء والابناء والاخوان والازواج والعشيرة والاموال والتجارة والمساكن احب الى النفوس من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد في سبيله فتوعدهم الله بقوله فيها فتربصوا حتى يأتي الله بامره اي انتظروا ما يحل بكم من العقاب فالتربص موضوع للدلالة على الوعيد بالعقاب فمن احب هذه الاعراض المذكورة من الاباء والابناء والاخوان والازواج الى اخرها محبة يتأله فيها القلب لها ويعظمها كمحبة الله فليس له الا العقاب الشديد لانه اشرك في محبته لربه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وما امر الله به من الاعمال مندرج في محبة الله ولذلك ذكر في الاية معه لانه مما يتأله به القلب لله ويتعبد لله بذلك فحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الجهاد في سبيل الله مندرج في حب الله عز وجل والحب فيه حب تأله وتعظيم باعتبار ان الله عز وجل امر بذلك والدليل الثالث حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق وجدان الايماء حلاوة الايمان بان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقدم تابعة لمحبة الله ففيه التنبيه على ما يكمل به الايمان من محبة الله عز وجل والدليل الخامس حديث ابن عباس رضي الله عنه قال من احب في الله وابغض في الله الى اخره رواه ابن جرير في تفسيره واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين احدهما في قوله من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله بذلك تعد اعمالا تتحقق بها ولاية الله المتضمنة لمحبته عبده ومرد جميع هذه الاعمال الى محبة الله لانه هو الذي امر بها وثانيهما في قوله ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك تعلق وجدان طعم الايمان عليها فهي مما يكمن به الايمان لتقويتها محبة الله عز وجل في القلب والدليل السادس اثر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره قول الله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة رواه ابن جرير في تفسيره بسند صحيح ومعناه تقطعت بهم المحبة التي كانت بين المتبوعين واتباعهم ممن كان يزعم في الحياة الدنيا ان محبتهم تنفعهم واتخذوهم اولياء من دون الله فلم ينتفعوا بتلك المحبة بل تبرأوا منهم وتقطعت بهم الاسباب التي توصلهم الى النجاة ففيه ابطال محبة غير الله لانها لا تنفع في الاخرة بل لصاحبها عذاب عظيم لحديث انس اقرا هجرة الدليل الثالث ولا كم والدليل الثالث وهو حديث انس رضي الله عنه لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين اخرجه في الصحيحين دلالته على مقصود الترجمة بان فيه ذكر ما يندرج في محبة الله فالمذكورات من محبوبات الله التي امر بها وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا القدر المذكور في هذا الحديث نعم اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية تفسير اية براءة الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال الرابعة قوله رحمه الله الثالثة وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال اي تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على الناس والاهل والمال نعم احسن الله اليكم الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام قوله رحمه الله الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام لكنه يدل على وجوب المذكور في المنفي فقوله صلى الله عليه وسلم مثلا لا يؤمن احدكم يدل على وجوب المذكور فيه من الاعمال كما نص على ذلك ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وابو الفرج ابن رجب في فتح الباري ولا يدل على قروج من نفي عنه على كل حال. ولكنه يدل على ان ما تضمنه النفي امر واجب كما سبق وهذا من التراكيب الخطابية مطردة المعنى في القرآن مطردة المعنى في السنة فحيث جاء في حديث لا يؤمن احدكم فاعلم ان ما بعده واجب نعم الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان حلاوة احسن الله اليكم ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها سادسة اعمال القلب الاربع التي لا تنال ولاية الله الا بها ولا يجد احد طعم الايمان الا بها السابعة فهم الصحابي للواقع ان عامة المؤاخاة على امر الدنيا الثامنة تفسير وتقطعت بهم الاسباب التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا العاشرة الوعيد على من كانت الثمانية عنده احب من دينه الحادية عشرة الم ان من اتخذ ندا تسعا ان من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الاكبر. قوله رحمه الله التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا لقوله تعالى يحبونهم كحب الله فهم يحبون اندادهم مثل محبة الله وفيهم من يظهر لتلك الانداد محبة شديدة ويسوي محبتهم في محبة الله. فتكون محبته لله شديدة كما ان محبته لاولئك كالانداد شديدة نعم باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوا ان كنتم مؤمنين الاية عندك كذا ايه مقصود الترجمة بيان ان خوف الله من العبادة وخوف الله شرعا هو غروب القلب الى الله ذعرا وفزعا وقوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله الا وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله الاية وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتي الله ان رزق الله لا يجرؤ حرص حريص ولا يرده كراهية كاره وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضا وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة الدليل الاول قوله تعالى انما ذلكم الشيطان الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تعليق الايمان على الخوف منه بقوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وما علق عليه الايمان فهو عبادة والدليل الثاني قوله تعالى انما يعمر مساجد الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولم يخش الا الله فالخشية خوف مقرون بعلم وجعلها الله عز وجل من وصف عاملي مساجد الله مدحا لهم بعد ان نفاها عن المشركين فهي من عبادات المؤمنين والدليل الثالث قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله الاية ودلالته على مقصود الترجمة انه يتضمن ذم من جعل فتنة الناس كعذاب الله لخوف منهم ان ينالوه بما يكره وذلك من جملة الخوف من غير الله وهذا الترتيب في القرآن ومن الناس من يقول امنا موضوع للدلالة على المنافقين فدل هذا ان الخوف فدل هذا على ان الخوف المذكور هنا خوف تأله وتعظيم فهم خافوا لحوق الضرر وجعلوه بمنزلة خوف التأليه والتعظيم اعتقدوا فيهم كمال القدرة على الحاق الضرر بهم. وجعل ذلك لغير الله شرك اكبر والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين الحديث ولم يعزه المصنف وهو عند ابي نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء واسناده ضعيف جدا والصواب انه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه اخطأ فيه بعض الرواة فرفعه والموقوف لا يسلم من ضعف لكن المروي اشبه بالوقف منه بالرفع ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وهو كقوله تعالى فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس في عذاب الله وضعف اليقين يكون بضعف الايمان وانما يضعف الايمان بترك واجب او فعل محرم والمؤثر فيه هنا هو فعل محرم لانهم اثروا رضا المخلوقين على رضا الله فيدخل في نوع من الشرك والدليل الخامس حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله الحديث رواه الترمذي والعزو اليه اولى من العزو الى ابن حبان واختلف في رفعه ووقفه والوقف اصح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس وهو في معنى الحديث السابق لتضمنه ذكر عقوبة من اثر رضا المخلوق على رضا الخالق وهو سخط الله عليه واسخاط الناس عليه فعاقبه الله بنقيض قصده والعبد ينبغي عليه ان يخلص خوفه المشتمل على تأله القلب لله وحده فاذا صرفه وجعله الى غيره فاذا صافه الى غيره وجعله له كان في ذلك نوع شرك ومنه ملتمس رضا الناس بسخط الله عز وجل فانه واقع في نوع تشريك باعتبار هذا المعنى لميل قلبه الى ملاحظة هذا الشأن نعم فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران الثانية تفسير اية براءة الثالثة تفسير اية العنكبوت الرابعة ان اليقين يضعف ويقوى الخامسة علامة ضعفه ومن ذلك هذه الثلاث السادسة ان اخلاص الخوف لله من الفرائض السابعة ذكر ثواب من فعله الثامنة ذكر عقاب من تركه وبهذا ينتهي شرح هذه الجملة من ابواب الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق ونكمل بقية الكتاب غدا ان شاء الله في اوقاته المرتبة بعد الفجر والعصر والمغرب والعشاء ونختمه في مثل هذا الوقت من الليلة القابلة باذن الله على والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين