وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات وجعل للعلم به اصولا وهم الهمات. واشهد ان لا اله الا الله حقا واشهد انه محمدا عبده ورسوله صدقا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من يوخي باسناد كل الى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمات المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية بذلك المبتدئون تلقيهم ويجدوا فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج مهمات العلم في سنته الاولى وهو كتاب التوحيد لامام الدعوة تحيتي في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب قول الله تعالى فلم ما اتاهما صالحا الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب قول الله فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما الاية مقصود الترجمة بيان ان تعبيد الاسماء لغير الله شرك في الطاعة وهو شرك اصغر ان كان المقصود مجرد التسمية اما ان كان المقصود تعبيد التأله لغير الله المشتمل على الحب والخضوع فانه شرك اكبر احسن الله اليكم قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاشا عبد المطلب وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الاية قال لما تغشاها ادم حملت فاتاهما ابليس. فقال اني صاحبكما الذي اخرجتهما من الجنة لتطيعني او لاجعلن او لاجعلن له قرني ايل فيخرج من بطنك فيشقه ولا افعلن ولا افعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فابيا ان يطيعه فخرج ميتا ثم حملت فاتاهما فقال مثل قوله فابيا ان يطيعه فخرج ميتا ثم حملت فاتاهما فذكر لهما فادركهما حب الولد. فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى جعلا له شركاء فيما اتاهما. رواه ابن ابي حاتم. وله بسند صحيح عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله لئن اتيتنا لئن اتيتنا صالحا. قال اشفقا الا يكون انسانا وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى فلما اتاهما صالحا الاية وهذه الاية في ادم وحواء فقد صح ذلك عن سمرة بن جندب رضي الله عنه موقوفا عند ابن جرير وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا من وجوه يشد بعضها بعضا ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع لانه خبر عن امم سابقة لا يطلع عليه الا بخبر صادق من طريق الوحي وملخص ما ذكره سمرة وابن عباس رضي الله عنهما ان ادم وحواء عليهما الصلاة والسلام اتاهما الله ولدا صالحا في خلقته فجعلا له شركاء فيما اتاهما اذ سمياه عبد الحارث فاضاع الشيطان في ذلك كما اطاعه من قبل في اكل الشجرة وهما لم يقصدا مجرد التسمية ولا حقيقتها وانما اجاب داعي الشيطان الى ما دعاهما اليه استبقاء للولد فاجاباه في معصية الله وما من معصية الا ومنشأها طاعة الشيطان او طاعة هوى النفس فالعاصي اما ان يقع في نفسه تعظيم امر الشيطان فيطيعه او يجيب داعي الهوى فيقارف المعصية ففعل ادم وحواء عليهما الصلاة والسلام من صغائر الذنوب وهي جائزة على الانبياء ولا يقرون عليها ولا يقرون عليها بل يوفقون للتوبة منها ويصدق هذا قول قتادة رحمه الله تعالى الذي اخرجه ابن ابي حاتم بسند صحيح عنه قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته ودلالة الاية على مقصود الترجمة في قوله جعل له شركاء فيما اتاهما. اي بتسمية الولد عبد الحارث وهما كما تقدم وهما كما تقدما لم يقصد التسمية حقيقة التعذيب. ولكن حملهما حب الولد كما في الاثر الذي ذكره المصنف عن مجاهد اذ قال اشفق الا يكون انسانا وذكر معناه عن الحسن البصري وسعيد بن جبير فان سعيدا اذا اطلق في نقل التفسير فهو ابن جبير فالواقع منهما انما هو صورة الشرك لا حقيقته وصورة الشرك لا يحكم على فاعلها بانه قد اشرك وانما يكون قد وقع في فعل محرم وانا اضرب لكم مثالا يتبين به دفع اشكال هذه المسألة ذلك ان التعاليق كما تقدم من الخيوط وغيرها هي من الشرك الاصغر وذلك اذا تعلقها العبد ناظرا اليها سببا من الاسباب المؤثرة تحت قدر الله عز وجل فيكون فعله شركا اصغرا فان كانت نيته متوجهة الى هذا المعلق على ارادة كونه مسببا مستقلا بالتأثير خارجا عن قدر الله فهو شرك اكبر فان لم يوجد هذين المعنيين فان لم يوجد هذان المعنيان فان فان ما يكون من التعليق موافق للشرك في صورته لا في حقيقته فاذا تعلق انسان خيطا معتقدا انه مسببا مؤثرا فهذا شرك اكبر وان تعلقه لا على اعتقاد كونه مسببا مؤثرا بل على اعتقاد انه سبب يستعمل في مثل هذا فهذا شرك اصغر فان علقه لا على ارادة هذا ولا ذاك فان التحليق حينئذ يكون محرما ولا يكون شركا لموافقته للشرك في صورته وهذا هو الذي وقع من الابوين ادم وحواء عليهما الصلاة والسلام فانهما انما وقعا في صورة الشرك. ولم يقع في حقيقته وقد سلف ان تعبيد الاسماء لغير الله عز وجل يكون تارة شركا اصغر وتارة اخرى يكون شركا اكبر فان لم يلحظ في الاسم ما تقدم من معنى فيهما فانه يكون صورة للشرك لا حقيقة له وصور الشرك محرمة وليست منه واضرب مثالا ثالثا وهو ان بعض البيوت يوجد عليها لاجل طرقها حديدة على صورة حذاء الفرس واهلها الذين جعلوا عليها هذه القطعة من الحديد المصورة على حذاء الفرس لم يعتقدوا فيها دفع العين فهي عندهم لا يراد بها انها مسبب مؤثر بنفسه في دفع العين ولا سبب كذلك له ولكنهم وقعوا في موافقة اهل الشرك في صور تعاليقهم التي يريدونها بهذا المعنى فمن فعله على هذا النحو وقلبه خلو من هذا المعنى فانه قد يكون قد وافق اهل الشرك في صورته وموافقة اهل الشرك في صور افعالهم محرمة اذا لم يرد الانسان المعنى الذي ارادوه وهذا هو الذي وقع منهما فانهما قصدا استبقاء الولد ولم يقصدا تعبيد الولد للشيطان لا في لا في صورة لا في حقيقة الاسم ولا في ارادة فلم يتخذاه اسما له ولا قصد ايضا ان يكون عبدا للشيطان فانهما منزهان عن ذلك كما ذكر ابو عبيد القاسم ابن سلام في كتاب الايمان وهذه المسألة المشكلة مبنية على تفسير الصحابة رضي الله عنهم فان الصحابة رضي الله عنهم ثبت عنهم تفسير الاية بادم وحواء كما قدمت عزوة ذلك الى اثنين منهما هما سمرة بن جندب هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فلا التفات الى الاقوال التي حدثت بعد قولهما وقد نقل ابن جرير في تفسيره اجماع الحجة على هذا المعنى الا ان ابن جرير يريد بالاجماع قول الاكثر وكيفما كان فانه لا يعلم مخالف من الصحابة لتفسير هذين الصحابيين رضي الله عنهما لهذه الاية بما ذكرنا ومما يدل على ما ذكرت لك في تحرير هذا الموضع المشكل ما وقع في صحيح البخاري ان عبدالرحمن بن عوف ان عبدالرحمن بن عوف وامية بن خلف كانت بينهما مصانعة في حفظ كل واحد منهما لحق صاحبه في بلده فكان امية يحفظ حق عبدالرحمن في مكة وكان عبدالرحمن يحفظ حق امية في المدينة اي ما بقي له من الحقوق المالية عند اهلها ثمان عبد الرحمن ثمان عبد الرحمن بن عوف رظي الله عنه كتب اليه من عبد الرحمن ابن عوف فلما ذكر له الرحمن قال لا اعرف الرحمن فاكتب لي باسمك الذي كان في الجاهلية فكتبا اليه من عبد عمرو بن عوف الى امية بن خلف وقد استروح الحافظ ابن حجر ان هذه المكاتبة لا تخلو من اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولو كان هذا شركا لم يقره النبي صلى الله عليه وسلم. وانما كان هذا موافقة لصورته وهو وقوع في محرم حملت عليه الضرورة في استنقاذ ماله الذي بقي في مكة ثم ذكر الدليل الثاني وهو الاجماع الذي نقله ابن حزم في كتابه مراتب الاجماع فقال اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله الى اخره وانما خص عبد المطلب بجريان الخلفي فيه لان من من سمي من المسلمين به فقد سمي على قصد موافقة اسم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو لم يعبد لغير الله. وانما اصله عبودية الرق فان اسمه شيبة وكان مقيما عند اخواله بني النجار في المدينة فلما اصطحبه عمه المطلب الى مكة ورعاه الناس على حال شعث واثر سفر ظنوه عبدا للمطلب فسموه عبد المطلب فغلب عليه هذا مم ومن هنا جرى الخلاف فيه من بعده. لان التسمية به لا يراد بها حقيقة التعديد لغير الله عز وجل وانما الموافقة في اسم لم ترد فيه حقيقة التعبيد. وان كان الصحيح القول بتحريم هذا الاسم من بعد وان كان مسوغه هو الذي ذكر. والدليل الثالث حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير الاية قال فلما تغشاها ادم حملت الحديث رواه ابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما من وجوه فيها ضعف يشد بعضها بعضا وهو في تفسير الاية المتقدمة وقد سلف بيان معناها. فدلالته على مقصود الترجمة هو ما تقدم في تفسيرها نعم السلام عليكم فيه مسائل الأولى تحريم كل تحريم كل اسم معبد لغير الله الثانية تفسير الاية الثالثة ان هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها قوله رحمه الله ثالثة ان هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها هذا في حق غير ادم وحواء اما هما فلم يقصد التسمية ولا ارادا حقيقتها وانما كان مقصودهما استبقاء الولد وظنا ان طاعة الشيطان فيما دعاهما اليه تبقيه فاجابوه اليه. فهو منهما صغيرة نعم. احسن الله اليكم. الرابعة ان هبة الله للرجل البنت السوية من النعم الخامسة ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعات والشرك في العبادة باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه الاية مقصود الترجمة بيان ان الالحاد في اسماء الله مما ينافي التوحيد والالحاد في اسماء الله هو الميل بها عما يجب فيها هو الميل بها عما يجب فيها وهو ثلاثة انواع ذكرها ابن القيم في الصواعق المرسلة احدها جحد معانيها احدها جحد معانيها والثاني انكار المسمى بها وثالثها التشريك فيها وهذه القسمة اصح مأخذا واسلم من الاعتراض من كلام ابن القيم نفسه في بدائع الفوائد اذ سيره خمسة اقسام وتبعه من تبعه فالقسمة المعتد بها السالمة من الاعتراظ مع صحة المأخذ هي القسمة الثلاثية لا الخماسية نعم احسن الله اليكم ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يلحدون في اسمائه يشركون وعنه سموا اللات من الاله والعزى من العزيز. وعن وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اثنين. احدهما في قوله وذروا الذين يلحدون في اسمائه فاتركوهم واعرضوا عنهم فلا تأبهوا بهم وذلك احتقار لهم وانما احتقروا لمقالتهم التي ادعوها والثاني في تمام الاية سيجزون ما كانوا يعملون فهو وعيد شديد وتهديد اكيد يفصح عن قبح جرمهم واورد المصنف رحمه الله ثلاثة اثار في تفسير الاية اولها اثر ابن عباس يلحدون في اسمائه قال يشركون رواه ابن ابي حاتم لكن عن قتادة السدوسي لا عن ابن عباس فهو انتقال نظر او انتقال ذهن من المصنف رحمه الله اذ جعله عن ابن عباس كما نبه عليه حفيده سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ومعناه ان الشرك ليكونوا في الاسماء والصفات كما يكون في الربوبية والالهية ومنه الاشتقاق كما سيأتي وثانيهما اثر ابن عباس رضي الله عنهما قال سموا اللات من الاله والعزى من العزيز رواه ابن ابي حاتم ومعناه انهم اشتقوا من اسماء الله اسماء لالهتهم الزائفة من الاصنام وثالثها اثر الاعمش قال يدخلون فيها ما ليس منها والمراد بذلك ما يقع منهم من الاسماء التي يخترعونها وينسبونها الى اسمائه سبحانه كتسمية النصارى له ابا وتسمية الفلاسفة له بالعلة الفاعلة نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى اثبات الاسماء الثانية كونها حسنى الثالثة الامر بدعائه بها الرابعة ترك من عارض من الجاهلين الملحدين الخامسة تفسير الالحاد فيها السادسة وعيد من الحد قوله رحمه الله السادسة وعيد من الحد اي في تمام الاية سيجزون ما كانوا يعملون احسن الله اليكم. باب لا يقال السلام على الله مقصود الترجمة بيان النهي عن قول السلام على الله لاستغناء الله عن دعاء المخلوقين وجيء بالنفي المتضمن للنهي وزيادة لتأكيد المبالغة في التحريم تحقيقا لمقام التوحيد نعم. احسن الله اليكم في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة الترجمة دليلا واحدا وهو حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا رسول الله مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تقول السلام على الله فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن القول المذكور والنهي للتحريم وعلله بقوله صلى الله عليه وسلم فان الله هو السلام اي السالم من كل نقص الموصوف بصفات الكمال فهو مستغن عن دعاء الخلق له بان يحصل له الكمال لاتصافه عز وجل به من قبل نعم الله اليكم. فيه مسائل الاولى تفسير السلام الثانية انه تحية الثالثة انها لا تصلح لله الرابعة العلة في ذلك الخامسة تعليم متحية التي تصلح لله قوله رحمه الله الخامسة تعليمهم التحية التي تصلح لله اي قوله التحيات لله والصلوات والطيبات كما في تمام الحديث نعم احسن الله اليكم باب قول الله تعالى باب قولي اللهم اغفر لي ان شئت مقصود الترجمة بيان حكم قول اللهم اغفر لي ان شئت نعم الله اليكم في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له ولمسلم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت هو النهي للتحريم وانما نهي عنه لما يوهمه من النقص في حق الخالق والمخلوق فاما ما يوهمه من النقص في حق الخالق فهو الايهام بان ما وقع منه عز وجل من الفعل يجيء على وجه الاكراه له ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فان الله لا مكره له فهو يفعل ما يشاء ولا موجب لتقييد الداعي دعاءه بقوله ان شئت واما ما يوهمه من نقص المخلوق فلما يشعر به دعاؤه من فتور العزيمة وضعف الرغبة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه ويصح في هذا الحرف ان يكون على ضبط وليعظم الرغبة. فانه يجيء بالتشديد والتخفيف معا فلما اشتمل عليه هذا الدعاء من الايهام في حق الخالق والمخلوق وما يورثه ذلك من ظن النقص نهي عنه نعم. احسن الله اليكم به مسائل الاولى النهي عن الاستثناء في الدعاء الثانية بيان العلة في ذلك الثالثة قوله ليعزم المسألة الرابعة اعظام الرغبة الخامسة التعليل لهذا الامر باب لا يقول عبدي وامتي مقصود الترجمة بيان النهي عن قول عبدي وامتي لما في ذلك من ايهام المشاركة لله في الربوبية والالوهية فنهي عنه تأدبا مع الله وحماية لجناب التوحيد نعم احسن الله اليكم. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك وضأ ربك فليقل سيدي ومولاي ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولا يقل احدكم عبدي وامتي والنهي للتحريم كما وضع له في الشرع لكن حكي الاجماع انه للكراهة وفي دعوى الاجماع نظر والصحيح انه قول الجمهور ولا اجماع فيه كما ذكره ابن القيم في زاد المعاد وابن حجر في فتح الباري وهو الصحيح لقوله تعالى والصالحين من عبادكم اي رقيقكم الذين تملكون فلما لم يلاحظ معنى العبودية نسبوا اليهم كما في الاية مما يدل على ان النهي للكراهة الا ان يلاحظ فيه معنى التعبيد فيتعين حينئذ الحمل على التحريم حفظا لجناب التوحيد ولم يترجم المصنف رحمه الله تعالى على صدر الحديث فلم يقل باب لا يقول اطعم ربك وضئ ربك ولا يقول عبدي وامتي وانما اقتصر في الترجمة على اخره دون اوله مع انهما مردودان الى اصل واحد وذلك لقلة استعمال الاول فترجم بالاشهر واقتصر عليه وهو الجملة الثانية نعم. احسن الله اليكم. فيه مسائل الاولى النهي عن قول عبدي وامتي الثانية لا يقول لا يقول العبد ربي ولا يقال له اطعم ربك قوله رحمه الله ثانية لا يقول العبد ربي ولا يقال له اطعم ربك والذي في الحديث هو الثاني دون الاول لكن علة النهي موجودة فيه فنص عليه المصنف رحمه الله تعالى احسن الله اليكم الثالثة تعليم الاول قول فتاي وفتاة وغلام الرابعة تعليم الثاني قول سيدي ومولاي الخامسة التنبيه للمراد وهو تحقيق التوحيد حتى في الالفاظ باب لا يرد من سأل بالله مقصود الترجمة بيان حكم رد من سأل بالله وصرح به على صورة النفي في قوله لا يرد من سأل بالله لان النفي يقتضي النهي وزيادة والزيادة تفيد معنى تأكيد النهي وانما نهي عنه اعظاما لله واجلالا له ان يسأل به في شيء ثم لا يجاب السائل الى مطلوبه وعدل المصنف عن النهي الى النفي مع كونه مرادا لانه ليس منطوق الحديث الذي استدل به بل مفهومه نعم. احسن الله اليكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيذوه ومن سأل بالله فاعطوه ومن دعاكم فاجيبوا ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئه فادعوا له. حتى تروا انكم قد كافئتموه وهو ابو داوود والنسائي بسند صحيح. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بالله فاعيذوه. رواه ابو داوود اي باسناد صحيح كما قال المصنف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من سأل بالله فاعطوه فامر باعطائه ومفهومه النهي عن رده كما ترجم به المصنف فالحقيقة المترجم بها مستنبطة بطريق المفهوم من الدليل المذكور لا بطريق النطق والامر هنا للايجاب بخمسة شروط الاول ان يعلم صدق السائل وتكفي غلبة الظن الاول ان يعلم صدق السائل وتكفي غلبة الظن الثاني ان يكون السائل متوجها في سؤاله لمسئول معين ان يكون السائل متوجها في سؤاله لمسؤول معين الثالث ان يكون توجهه اليه في امر معين ان يكون توجهه اليه في امر معين والرابع قدرة المسؤول على الاجابة فيما سئل فيه قدرة المسؤول على الاجابة فيما سئل فيه بالله والخامس امن المسئول الضرر على نفسه امن المسؤول الضرر على نفسه فمتى وجدت هذه الشروط مجتمعة وجب الاعطاء وحرم الرد لمن سأل بالله فان تخلف شرط منها لم يجب الاعطاء نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى اعادة من استعاذ بالله الثانية اعطاء من سأل بالله الثالثة اجابة الدعوة الرابعة مكافأة على الصنيعة الخامسة ان الدعاء مكافأة لمن لم يقدر لمن لم يقدر الا عليه السادسة قوله حتى تروا انكم قد كافأتموه احسن الله اليكم باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة مقصود الترجمة بيان حكم السؤال بوجه الله وصرح بحكمه على صيغة النفي المتضمنة للنهي وزيادة فقال لا يسأل بوجه الله الا الجنة وانما نهي عنه اجلالا واكراما لوجه الله ان يسأل به ما هو حقير من اعراض الدنيا وانما يسأل بالعظيم غاية المطالب وهي الجنة وما اوصل اليها من اعمال الاخرة فانه تابع لها في الحكم وعدل المصنف رحمه الله عن النهي الى النفي متابعة للفظ الحديث الوارد نعم. احسن الله اليكم. عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة. رواه ابو داوود ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث جابر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة رواه ابو داوود واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة هي في الحديث تاما اذ قال لا يسأل بوجه الله الا الجنة والنفي يتضمن نهيا وزيادة كما تقدم وهو مفيد التحريم ويشهد له حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سأل بوجه الله اخرجه الطبراني في المعجم الكبير باسناد حسن فاللعن يدل على التحريم بل يدل على انه كبيرة من كبائر الذنوب ومعنى قوله في حديث ابي موسى من سأل بوجه الله اي طلب شيئا من حوائج الدنيا فان السؤال اذا اطلق لم يرد به الا طلبوا حوائجها ولابد من المصير الى هذا للجمع بين هذا الحديث الحسن ملعون من سأل بوجه الله وبين الاحاديث الثابتة التي سئل فيها النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله فقد سأله افراد من الصحابة رضي الله عنهم عن امور دينهم بوجه الله ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كقول معاوية بن حيدة رضي الله عنه اني اسألك بوجه الله بم بعثك الله بما بعثك ربك الينا رواه النسائي باسناد حسن وبوب عليه النسائي رحمه الله من سأل بوجه الله والامور الدينية هي الاسباب الموصلة الى الجنة فاذا اذن في السؤال بوجه الله في الوسيلة المفضية الى الجنة اقتضى ذلك الادنى في سؤال الله عز وجل به المقصد المراد وهو الجنة وبهذا يندفع الاشكال المتوهم في مخالفة الاحاديث بعضها بعضا بل يكون قوله صلى الله عليه وسلم ملعون من سأل بوجه الله اي شيئا من حوائج الدنيا لان اسم السؤال يقع عليها واما ان كان السؤال بوجه الله للاسباب المفضية الى الجنة او للجنة فذلك جائز للاحاديث المذكورة ومنها حديث معاوية رضي الله عنه وبه يعلم ان ما يعرض في ذكر بعض المرويات الضعاف في كتب الاعتقاد عند اهل السنة كالعقيدة الواسطية او كتاب التوحيد لامام الدعوة او كتاب التوحيد لابي بكر ابن خزيمة او كتاب الابانة لابن بطة او كتاب اصول السنة للهلكاء فاعلم ان ادخاله فيها لا على وجه الاعتماد المستقل وانما على وجه الاعتضال التابع ولم تزل هذه طريقة اهل السنة فإدخال الضعاف من المرويات في مسائل الاعتقاد تابعة للاصول الصحاح طريقة سنية سنية مسلوكة وانما يعاب ذلك اذا تضمن المروي عقيدة مستقلة مع ضعفه لم تأتي الاحاديث الصحاح بها فذلك هو وجه العيب واما ان خلا من ذلك فلا بأس به فان باب الاعتظاد واسع واهل السنة على اعماله ومن ظن انهم لا يصنعون هذا فقد اتي من جهله فانه لو طالع كتب اهل السنة القدماء كابي بكر ابن خزيمة لوجد ان ابا بكر رحمه الله تعالى يبين ضعف شيء من هذه المرويات التي يذكرها في كتاب التوحيد فمن المحال ان يكون عالما بضعفها ثم يدخلها في كتب الاعتقاد وهو انما صنف لنصرة الاعتقاد السني. لكن بابتها عندهم هي كما ذكرت لك من انهم يدخلون الضعاف في ابواب الاعتقاد تابعة لما دلت عليه المرويات الصحاح ومن جملتها هذا الكتاب. فانما ورد فيه من احاديث ضعاف ترجع الى اصل وثيق صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الباب مثلا الذي توهم من توهم انه مبني على حديث ضعيف هو حديث جابر رضي الله عنه لا يسأل بوجه الله الا الجنة فقد اتي من جهله بالسنة فان الباب فيه حديث حسن هو حديث ابي موسى الاشعري رحمه الله رضي الله عنه ملعون من سأل بوجه الله الا انه لما كان في اصل بعيد وهو الطبراني تركه اهل العلم وجاءوا بحديث مشهور مختلف في صحته. وهو حديث جابر لانه مروي عند سنن ابي داود وهذا فيه ايضاح انه لا ينبغي لطالب العلم ان يكون هجاما على تصرفات العلماء فان بلوغ الشادي للعلم درك طرائقهم والوقوف على مناهجهم يحتاج الى عمر مديد وذكاء وفطنة فاذا اشكل عليه شيء من تصرفهم فليلزم السلامة فانهم عن علم كامل تكلموا وببصر نافذ تصرفوا فاذا كنت خلوا من ذلك فاياك ان تناطح تلك الجبال ولا ولا سيما اذا كان هذا صنيعة سني فانه قبيح بالمنتسب الى السنة والحديث والاثر ان يكون عائبا لكتب اهل السنة في الاعتقاد بهذه الوصمة التي ظنها عيبا وهي في الحقيقة مبنية على جادتهم فانهم يتوسعون في باب الاعتظاد حتى يذكرون حتى يذكروا الحكايات عن البهائم العجماوات كما ذكر من صنف في العلو كابن قدامة والذهبي وابن القيم من حكايات الحيوانات فهم لم يوردوها على وجه الاعتماد عليها في اثبات عقيدة مستقلة. ولكنهم جعلوها ابيعة للادلة الصحيحة والفقهاء رحمهم الله تعالى يقولون التابع تابع اي يثبت للشيء تبعا ما لا يثبت له مستقلا وهذا من جنس هذه القاعدة. نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى النهي عن النهي عن ان يسأل بوجه الله الا غاية المطالب الثانية اثبات صفة الوجه الله اليكم. جميل. باب ما جاء في اللوء مقصود الترجمة بيان حكم قول لو الداخلة على جملة واداة التعريف فيها لا تفيد تعريفا لان المراد هنا هو اللفظ اي باب ما جاء في هذا اللفظ لو وليس مراد المصنف بيان جميع احكامه بل اراد المصنف بيان شيء واحد هو حكم قولي لو على وجه التندم والاسى على ما فات والمفيد لهذا هو الادلة التي اوردها فالشيخ قصد ان يبين في هذا الباب حكم لو اذا قيلت على وجه التندم والاسى دون بقية الاحكام المتعلقة بها نعم احسن الله اليكم. وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا الاية. وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدونا واطاعونا ما قتلوا الاية في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تفتح عمل الشيطان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يقولون لو كان لنا وهذا قول المنافقين يوم احد معارضة منهم للقدر فرد الله عليهم مبطلا مقالتهم فقال قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم والدليل الثاني قوله تعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لو اطاعونا ما قتلوا وهذا من قول المنافقين ايضا يوم احد عارضوا به القدر ورد الله عليهم ايضا مبطلا مقالتهم فقال قل فجرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين فمعارضة القدر بلو كما في هاتين الايتين من مقالات المنافقين ومقالات المنافقين من جملة المحرمات فدل هذا على حرمة قولها على قصد التندم والاسى والاعتراض على القدر والدليل الثالث هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا والنهي للتحريم لما في قولها من الاشعار بعدم الصبر والاسى على ما فات وملامة القدر والاعتراض عليه فينفتح بذلك باب الشيطان من التسخط والجزع وعدم التسليم لاقدار الله وقول لو على وجه التندم والاسى على ما فات يجيء على ثلاثة انواع وقول لو على وجه التندم والاسى على ما فات يجيء على ثلاثة انواع اولها ان يقولها متندما معارضا لحكم الشرع ان يقولها متندما معارضا لحكم الشرع كما في قوله تعالى لو اطاعونا ما قتلوا اي لو اطاعونا في عدم الخروج الى الجهاد وثانيها ان يقولها متندما معارضا للحكم القدري كما في قوله يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وثالثها ان يقولها متندما لا معارضا للحكم الشرعي ولا القدري وانما يقولها تسخطا وجزعا وهذه الانواع كلها محرمة تنافي كمال التوحيد الواجب نعم احسن الله اليكم فيه مسائل هذي انواع قول لو متى الاسى على وجه الاسى والتندم الذي ترجم لاجله المصنف فان المصنف لم يقصد فروعا اخرى للو يذكرها اهل العلم فمن بسطها من الشراح على ارادة ان المصنف قصدها فانه لم يقصد هذا. ومن ذكرها على ارادة استيفاء الباب فهذا سائغ لكن مناط تعلق الباب بالتوحيد واذا كان قولها على وجه الاسى والتندم. نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير الايتين في ال عمران الثانية النهي الصريح عن قول لو اني اذا اصابك شيء الثالثة تعليم المسألة بان ذلك يفتح عمل الشيطان الرابعة الارشاد الى الكلام الحسن الخامسة الامر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله السادسة النهي عن ضد ذلك وهو العجز يا رب باب النهي عن سب الريح مقصود الترجمة بيان النهي عن سب الريح اي شتمها ومنه اللعن لانها مأمورة لا اختيار لها فنهي عن سبها لتضمنه سب امرها وهو الله عز وجل فسبها من جنس سب الدهر لان الريح فرد من افراد تقلباته هو النهي للتحريم لما في ذلك من تنقص الله وعدم اجلاله والتسخط من قضائه نعم احسن الله اليكم عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا اسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به صححه الترمذي ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلا واحدا هو حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح رواه الترمذي والنسائي واختلفا في رفعه ووقفه والصواب انه موقوف من قول ابي ابن كعب لكن في الباب شاهد مرفوع من حديث ابي هريرة رواه ابو داوود وابن ماجة بسند صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تسبوا الريح فالنهي للتحريم نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى النهي عن سب الريح الثانية الارشاد الى الكلام النافع اذا رأى الانسان ما يكره الثالثة الارشاد الى انها مأمورة الرابعة انها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله. الاية مقصود الترجمة بيان حكم ظن الجاهلية واجمعوا ما قيل في معناه قول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد الذي ذكره المصنف هنا اذ قال وهو ظن غير ما يليق بالله وهو ظن بغير ما يليق بالله انتهى كلامه تظن الجاهلية هو ظن العبد بربه ما لا يليق به فظنوا الجاهلية هو ظن العبد بربه ما لا يليق به وتقدم ان الجاهلية اسم لحال العرب قبل الاسلام وكل ما اضيف اليها فهو محرم وهذا الظن ينافي اصل التوحيد او كماله فهو نوعان اثنان احدهما ظن العبد بربه ما لا يليق مما يخرج به من الملة ظن العبد بربه ما لا يليق مما يخرج به العبد من الملة كمن يظن ان لله ولدا فهذا كفر اكبر والاخر ظن العبد بربه ما لا يليق مما لا يخرج به العبد من الملة كمن يظن ان الله يؤخر نصره عن اوليائه مع استحقاقهم له وهذا كفر اصغر احسن الله اليكم وقوله الظانين بالله ظن السوء. عليهم دائرة السوء. الاية قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الاية الاولى فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيضمحل. وفسر بان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته ففسر ففس ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر. وانكار ان يتم امر الله ان يتم امر الله ورسوله وان يظهره على الدين كله. وهذا هو ظن السوي الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح وانما كان هذا ظن السوء لانه ظنوا غيري ما يليق ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق. فمن ظن انه يدين الباطل عن الحق ادانة مستقرة يضمحل معها الحق. او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره لحكمة يستحق عليها الحمد بل زعم ان ذلك بمشيئة مجردة. فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم. ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده. فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب الى الله ويستغفره من ظنه بربه ايضا نسوا ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له. وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا ومستقل ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم؟ فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا ناجيا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين فالدليل الاول قوله تعالى يظنون بالله غير الحق الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية وذلك من ثلاثة وجوه احدها ان هذا الظن غير الحق فهو باطل وثانيها انه ظن الجاهلية وكل مضاف اليها فهو حرام وثالثها ان هذا ظن المنافقين وكل قول او فعل كان شعارا للمنافقين فهو من المحرمات والدليل الثاني قوله تعالى الضانين بالله ظن السوء. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله عليهم دائرة السوء اي دائرة العذاب وذلك من ثلاثة وجوه اولها تسمية ظنهم ظن السوء وثانيها ان عليهم دائرة السوء اي العذاب وثالثها ان هذا ظن المنافقين والمشركين وكل شيء اضيف الى هاتين الطائفتين من قول او فعل فهو محرم وقد ذكر المصنف رحمه الله كلام ابن القيم في زاد المعاد في تفسير الاية الاولى وفي ضمنه تفسير الاية الثانية وكله من ظن السوء في حكم الله القدري ويلحق به الحكم الشرعي لاشتراكهما في كونهما حكما لله فمن ظن ظن السوء في حكم الله الشرعي فهو كمن ظن ظن السوء في حكمه القدري الوارد في الايات واكثر ظن السوء عند المنافقين الاولين في الحكم القدري واكثر ظن السوء عند المنافقين المتأخرين هو في حكم الله الشرعي نعم الله اليكم فيه مسائل الاولى تفسير اية ال عمران الثانية تفسير اية الفتح كارثة الاخبار بان ذلك انواع لا تحصر الرابعة انه لا يسمع من ذلك الا من عرف الاسماء والصفات وعرف نفسه احسن الله اليكم. باب ما جاء في منكر القدر مقصود الترجمة بيان حكم منكر القدر وقدر الله شرعا هو علمه بالكائنات اي الوقائع وكتابته لها وخلقه ومشيئته اياها وانكار القدر من ظن الجاهلية الذي سبق وال في قوله في الترجمة القدر للاستغراق اي القدر كله فهو مراد الترجمة اما انكار تفاصيله فليست مرادة بها نعم احسن الله اليكم قال ابن وقال ابن عمر رضي وقال ابن عمر رضي الله عنه والذي نفس ابن والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل مثل ذهبا ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه. حتى يؤمن بالقدر ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم. الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. رواه مسلم. وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك سمعت النبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غيرها الا فليس مني وفي رواية لاحمد ان اول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره احرقه الله بالنار وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال اتيت ابي ابن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر. فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي فقال لو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من اهل النار. قال فاتيت عبد الله ابن مسعود وحذيفة ابن اليمان ابن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة فالدليل الاول حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال والذي نفس ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله وتؤمن بالقدر خيره وشره فجعل من الايمان الايمان بالقدر خيره وشره فهو احد اركانه واصوله ومن انكر ركنا من اركان الايمان كفر فمن انكر القدر كفر والاخر في قول ابن عمر ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر فعلق قبول عمله على كونه مؤمنا بالقدر فان لم يؤمن لم يقبل الله سبحانه عمله كله ومن رد عمله كله فهو كافر فدل هذا على ان انكار القدر كفر لكونه موجبا لرد العمل كله. ورد العمل كله لا يكون الا بمكفر والدليل الثاني حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان الحديث. رواه ابو داوود والترمذي باسنادين يقوي احدهما الاخر اما رواية احمد في مسنده وهي ان اول ما خلق الله القلم الحديث بهذا التمام فاسنادها ضعيف وكذلك رواية ابن وهب التي ذكرها المصنف وهي في كتاب القدر له اسنادها ضعيف ايضا ودلالة هذا الحديث على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله من مات على غير هذا فليس مني اي فانا بريء منه وهو بريء مني وانما يبرأ صلى الله عليه وسلم من الكبائر فدل هذا على كون انكار القدر كبيرة من كبائر الذنوب وثانيها في قوله في الرواية الاخرى احرقه الله بالنار فان الاحراق بالنار انما يكون جزاء على ترك الواجبات وفعل المحرمات والايمان بالقدر واجب وانكاره محرم ورتبته الكفر على ما تقدم. وثالثها في قوله انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم كن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فوجدان طعم الايمان متعلق بالايمان بالقدر والدليل الثالث حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الذي عند ابن وهب فانه اصل مستقل وحديث برأسه ودلالته هي على ما تقدم في الوعيد باحراق الله له بالنار والوعيد بالاحراق من نار لا يكون الا على كبيرة فعذاب الحريق في القرآن جزاء الكافرين ففيه اشارة الى كفر منكر القدر والدليل الرابع حديث ابن الديلمي قال اتيت ابي ابن كعب رضي الله عنه فقلت في نفسي شيء من القدر الحديث اخرجه ابو داوود وابن ماجة والعزو اليهما اولى من العزو للحاكم واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لو مت على غير هذا لكنت من اهل النار فمن انكر القدر فهو من اهل النار الذين هم اهلها وهم الكفرة فمنكر القدر كافر نعم احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى بيان فرض الايمان بالقدر الثانية بيان كيفية الايمان الثالثة قوله رحمه الله ثانيا وبيان كيفية الايمان اي بان تعلمي بان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك نعم الله اليكم ثالثة احباط عمل من لم يؤمن به الرابعة الاخبار والاخوان الذين يتحدثون في الحلقة ليخرجوا ويبعدوا عن الاخوان حتى لا يشوشوا عليهم ان لم يريدوا ان يستمعوا للدرس نعم اليكم الرابعة الاخبار ان احدا لا يجد طعم الايمان حتى يؤمن به الخامسة ذكر اول ما خلق الله السادسة انه جرى بالمقادير في تلك الساعة الى قيام الساعة السابعة براءته صلى الله عليه وسلم ممن لم يؤمن به الثامنة عادة السلف في ازالة الشبهة بسؤال العلماء التاسعة ان العلماء اجابوه بما يزيل عنه الشبهة وذلك انهم نسبوا الكلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط نعم الله اليكم باب ما جاء في المصورين مقصود الترجمة بيان حكم المصورين وليس المراد ذواتهم بل فعلهم وهو التصوير لانه من الوسائل المفضية الى الشرك وانما لاحظ المصنف الفاعل فترجم به فقال ما جاء في المصورين دون الفعل فلم يقل ما جاء في التصوير اتباعا للاحاديث الواردة فان الاحاديث جاءت معلقة بالمصورين. نعم احسن الله اليكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلقك خلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة اخرج ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة بكل صورة صورها نفس عذبوا بها في جهنم ولهما رضي الله عنهما ولهما عنه مرفوعا من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ في فيها الروح وليس بنافخ ولمسلم عن ابي الهياج قال قال لي علي رضي الله عنه الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي الحديث ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق فخلقي اي لا احد اظلم فان هذا التركيب موضوع لهذا المعنى في خطاب الشرع في القرآن والسنة وانما يوصف بالظلم على ترك واجب او فعل محرم وهو هنا على فعل محرم لما سيأتي من الاحاديث المصرحة بالتحريم وقد يكونوا كفرا وقد يكون وقد لا يكون كذلك كما سيأتي والاخر في قوله فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة تبكيتا لهم واظهارا لعجزهم وهو دال على ذمهم. والذم لا يكون الا في ترك واجب او فعل محرم وهو هنا متعلق بفعل المحرم لما سيأتي والدليل الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الحديث رواه احمد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا يوم القيامة ثم عينهم بقوله الذين يضاهئون بخلق الله والمضاهاة هي المشابهة وكونهم اشد الناس عذابا يدل على ان فعلهم محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب والدليل الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كل مصور في النار ثم فسره بذكر عذابه في قوله يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم والوعيد بالنار لا يكون الا على كبائر الذنوب والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما ايضا مرفوعا من صورة في الدنيا الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فان الله يكلفه تعذيبا لاظهار عجزه وترتيب هذا العذاب دال على ان فعله محرم بل من كبائر الذنوب. والدليل الخامس حديث ابي الهياج الاسدي. قال قال علي قال فقال لعلي رضي الله عنه الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا تدع صورة الا طمستها فالامر بالطمس يقتضي حرمة الصورة وهذه الاحاديث دالة على ان المصور له حالان الاولى الكفر عياذا بالله اذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله وتشبيه صنعه القاص الناقص لخلق الله التام الكامل والاخرى الفسق اذا خلا من القصد المذكور لان التصوير من كبائر الذنوب وهذه الاحاديث عامة في جميع انواع التصوير. فمن قد يد شيئا منها افتقر الى دليل دال على التخصيص ولا دليل وهي عامة ايضا في ذوات الارواح وغيرها لكن في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا انه قال لمصور فان كنت لابد فاعلا فصور الشجر وما لا روح له وهو قول صحابي لا يعلم له مخالف من الصحابة فعرف ان هذه الاحاديث العامة مخصوصة بذوات الارواح ومن القواعد التي يحتاج اليها في هذا المحل ان ما حرم للذريعة جاز للحاجة كما اختاره جماعة من المحققين منهم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في حاشيته على تهذيب سنن ابي داود والحاجة تقدر بقدرها فالتحريم فالتصوير محرم وانما يجوز لضرورة او لحاجة والفرق بينهما ان الضرورة لا يقوم غيرها في مقامها اما الحاجة فانه يقوم غيرها في مقامها مثال ذلك ان الملف المدني في البلدان اليوم يحتاج الى صورة شخصية لصاحبه وهذا امر اضطر اليه لمعرفة اهل الشر والجرم ومتابعتهم فدعت اليه الضرورة فاذن فيه لها واما الحاجة فاذا استدعي توثيق امر ما بالتصوير لحاجة داعية كما تطالب بعض الجهات التعليمية في بعض البلدان مسؤولين نشاط الطلابي ما يدل على قيامهم بما اوكل اليهم ومثل هذا حاجة لا ضرورة. اذ يقوم مقامه اذ يقوم مقامه الخطاب والتقرير البياني كتابة محررا الا انهم احتاجوا اليه لتكميل ضبط مثل هذه المسائل فيجوز للحاجة وما عدا ذلك فانه لا يجوز بل يبقى على حرمته وتسويغ التصوير ونشره وافشاؤه والدعوة اليه تحت دعوى حاجة العصر لا دليل عليها في الكتاب والسنة بل نشر صور المعظمين بلا حاجة يورث الخلق شرا. نعم. احسن الله اليكم فيه مسائل الاولى التغريظ الشديد في التغريظ الشديد في المصورين الثانية التنبيه على العلة وهو ترك الادب مع الله لقوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ثالثة التنبيه على قدرته وعجزهم لقوله فليخلقوا ذرة او شعيرة الرابعة التصريح بانهم اشد الناس عذابا الخامسة ان الله يخلق بعدد كل صورة نفسا يعذب بها في جهنم السادسة انه يكلف ان ينفخ فيها الروح السابعة الامر بطمسها اذا وجدت قوله رحمه الله السابعة الامر بطمسها اذا وجدت اي بتغطيتها فان الطمس هو التغطية ويكفي في ذلك الرأس كما صح عن ابن عباس رضي الله عنه عند البيهقي وغيره قال انما الصورة الرأس وروي مرفوعا ولا يصح فاذا طمس الرأس كان ذلك كافيا في ازالة حكم التحريم وانما يكون الطمس كما ذكرنا بالتغطية فوضع الخط وما في معناه على الرقبة ليس طمسا اذ حقيقة الطمث ان يغطى الرأس بالكلية ولا تغطية له في مثل هذه الفعلة التي يفعلها بعض الناس ضانا انها رافعة للتحريم وهذا اخر شرح هذه الجملة من ابواب الكتاب على نحو مختصر يوقف على مقاصده الكلية ويبين معانيه الاجمالية. اللهم انا نسألك علما في المهمات ومهما في المعلومات وبالله التوفيق سنستكمل ان شاء الله تعالى تتمة الدرس بعد الصلاة مباشرة وهذا احد الاخوان كتب الي يقول ليتكم تنبهون الطلب على ان من اراد نسخة مقدمة التفسير يجدها في مواقف السيارات رقم خمسة الف قبل صلاة المغرب والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين