وحيث بلغ القول الختام فانني انبه على امور ثلاثة قبل الاجابة عن الاسئلة اولها ليعقل ان المقصود من الاقراء على هذا النحو هو ان يستفتح المبتدئون بذلك تلقيه ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون على تحقيق مسائل العلم فلا ينبغي ان يكون اخر المطاف في قراءتك لهذه المتون على الاشياء بل اجعلها مفتاحا للاستزادة بالقراءة والنظر في الشروح المقيدة على هذه الكتب. وادب مراجعة هذه الدروس التي امنيت في شرح هذه المتون فاننا نؤمن بتيسير العلم امتثالا لامر الشريعة وعملا بهديه صلى الله عليه وسلم الا اننا لا نقول ان الانسان يدرك العلم في مدة يسيرة بل لابد من افراغ الوسع والعمر في قلابه وتنويع مسالك العلم تيسر الوصول اليه فهذا مسلك من المسالك التي يحصل بها احراز العلم وانتم تحفظون عن عمر ابن عبد العزيز قوله يحدث للناس اقضية بقدر ما يحدثون من الفساد ومراده بقدر ما يحدث من الاحوال ومن المقطوع به ان الاحوال اليوم تغيرت في اخذ العلم الشرعي من المساجد اذ زاحمته الدراسة النظامية والاعمال الوظيفية. فلا بد من رعاية هذا الامر في تلقين الناس العلم والا ضاع العلم. هذا وسيلة من وسائل حفظ العلم على وجه المعاونة والمساعدة فيه فاحذروا ان يكون اخر خبركم بهذه الكتب قراءة على الاشياخ في تفهمها هو هذه المجالس بل اجعلوها استفتاحا مباركا باذن الله للاستكثار من العلم ثمان الوصول الى هذا المقصود اقتضى ان نلتزم بيان المقاصد الكلية والمعاني الاجمالية. دون تفاصيل الجمل فان تفاصيل الجمل تحتاج الى افراغ وقت اكثر من هذا الوقت فبيان مقاصد هذه المتون كان على النحو الذي ذكرته لكم وهذا النحو منفعته ايقاف الطالب على الاهم فانه يطلع بهذا على اهم ما تشتمله هذه المتون وربما جرى في نفس الدرس مسامحة او سبق لسان او شرود ذهن فالمسئول من الله العفو والمسؤول منكم المسامحة والامر الثاني التنبيه على الحرص على التلقي عن الاشياء فان العلم لا يؤخذ من الكتب وانما يؤخذ من اهله وقد روى ابو داوود بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطب كما حققه الشاطبي في الموافقات. فعلم هذه الامة موروث يأخذه الخلف عن السلف فلا يكون في علم هذه الامة شيء مستأنف يبتدأ به المرء دون تلقيه واذا اخذ العلم عن الكتب حصل العطب كما عظم به المصاب في هذه الامة باخرة والقائمون على صيانة العلم هم الاشياخ المتهيئون لذلك فان اخذ العلم يكون عنهم ولا يمكن اخذه عنهم بالاقتصار على القراءة بل لابد من الحفظ والرحبي يقول في ارجوزته الفرضية والثلثان وهما التمام فاحفظ فكل حافظ امام وقال شيخ شيوخنا محمد بن عبد العزيز بن مانع لا شك عند العقلاء ان العلم لا ينال الا بالحفظ فمن رام انتهى كلامه. فمن رام ان ينال العلم بلا حفظ فلا يتعنى. فانه لا يدركه بل لا بد من العناية بحفظه واولى ما اعتني بحفظه هو اصله من كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. ويستعان بذلك على المتون التي جمعها اهل العلم رحمهم الله تعالى في تقريب مقاصد علوم الكتاب والسنة وقد انشد الى هذين الموردين الزبيدي في الفية السند اذ قال سماح والغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصحي تبين ان ادراك العلم يكون بشيئين اثنين. احدهما حفظ متن جامع للراجح اي متن معتمد. والمتن المعتمد هو الذي تواطأ اهل العلم في فن ما على العناية به وكتب المتون في الفنون كثيرة. لكن المقدم منها هو المعتمد. وما عدا ذلك فلا ينبغي ان تشغب على نفسك بالعناية به فانه حظ المرء عند الانتهاء واما في المبادئ والتوسط فانه يضر به. والثاني ان يكون اخذك له على مفيد ناصح. اي على معلم جامع لوصفين اثنين احدهما الافادة والمراد بها الاهلية في الفن الذي تتلقاه عنه. في ان يكون عارفا له محققا لمسائله ومراتب العلم والتحقيق بالفنون في الفنون تختلف بحسب ما يفتح الله سبحانه وتعالى لعباده من رحمة واحذر ان يكون وكدك طلب المحقق الذي يبلغ الغاية فهذا شيء نادر. لا يكون الا لواحد بعد واحد ولكن استعن بمن يكون مدركا لمسائل الفن يهيئ لك الطريق الى فهمه والصفة الثانية ان يكون ناصحا لك. ونصحه ان يكون عارفا بطرائق التعليم فالشيخ الناصح للمتعلمين هو الذي يرقب فيهم رب العالمين بارادة نفعهم واقافهم طريق عبودية الله سبحانه وتعالى وتنبيههم الى ما فيه منفعتهم وتحذيرهم عما فيه فان وجدت شيخا على هذا النعت فتمسك به ثم اعلموا ان التلقي عن الاشياخ وحفظ المتون لن ينفعك حتى تكون متأدبا. فان العلم لا ينال الا لا بأدب قال يوسف بن الحسين بالادب تفهم العلم والمراد بهذه الجملة شيئان اثنان احدهما ان الله سبحانه وتعالى لا يفتح الفهم في العلم سيء الادب فان سوء الادب علامة بواري العبد وشقائه كما ذكر ابن القيم في مدارس السالكين والثاني ان المعلم لن يضع علمه عند سيء ادب فان العقلاء من المعلمين يعظمون العلم ان يجعلوه نهبا لكل متطفل عليه ولا سيما من لم يكن له ادب وان من اسباب حرمان العلم عند الناس باخرة سوء الادب فيه ومظاهر ذلك في الامة كثير ولا اريد ان اعدد شيئا مما كان من بعض الاخوة في مجلس الدرس لاني ارجو ان يكون لهم بصيرة بعد هذا في الحرص على ادب العلم. وتعلمه والعمل به والاهتمام له فان الانسان اذا تأدب صلح ان يكون من اهل العلم وان لم يكن فانه لن ينال العلم مهما اوتي من جودة فهمه وقوة حفظه فان العلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف وسيء الادب عمر قلبه بنجاسات من الشهوات والشبهات اظهرته للخلق على هذه الصورة ثم انبه ثالثا لمن رام التواصل مع البرامج العلمية ل المتحدث ان يرسل رسالة فارغة الى هذا الرقم صفر خمسة صفر ستة اثنان ستة ستة اثنان خمسة خمسة صفر خمسة صفر ستة اثنان ستة ستة اثنان خمسة خمسة وانبه الاخوان الملازمين للدروس لان برنامج منتخب الفصول سيبدأ ان شاء الله تعالى الثالث سيبدأ ان شاء الله تعالى مغرب يوم السبت ويستمر الى الثلاثاء ثم الاربعاء نكمل برنامج التعليم المستمر