السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين القويم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وفد الحاج اما بعد فهذا شرح الكتاب الثالث من برنامج تعليم الحجاج في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين اربع مئة والف وهو كتاب اللوانع من الكلم الجوامع. لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قلتم غفر الله وعفا عنكم ونفع بكم في كتابكم اللوامع من الكلم الجوامع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله ربنا الحمد لله رب اجمعين وصلى الله وسلم على رسوله محمد الامين. وعلى اله وصحبه وسائر المهتدين ما بعد فان عبد الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم نال من ربه المقام الاسمى وبلغ وعنده المنزلة الاسمى رفعه فاعلى هو اتاه فاغناه. فمما اتاه جوامع الكلم صلاح صلاح الدارين وطيب النشأتين وفي هذا المكتوب اللطيف عشرة احاديث من قوله وصفت بانها من جوامع الكلم متبعة بدوامع من الحكم. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة وهي قوله بسم الله الرحمن الرحيم ثم ثنى بالحمدلة وهي قوله الحمدلله رب الخلائق اجمعين. ثم ثلة بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى اله وصحبه في وسائل المهتدين وهؤلاء الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا. فمن صنف كتابا استحب له ان يستفتحه بهن وقوله وسائر المهتدين اي بقية المهتدين فالثائر هو البقية ولا يقع بمعنى جميع في اصح قولي اهل العربية ثم ذكر المصنف ان الله سبحانه وتعالى اتى محمدا صلى الله عليه وسلم مقاما عظيما. ومنزلا بما ذكره عنه في قوله نادى من ربه المقام الاسمى وبلغ عنده المنزل الاسمى فالمقام الاسماء اي الارفع فالمقام الاسمى اي الاضواء فهو من الثناء وهو الضياء والمقام والمنزل الاسمى اي الارفع فالثناء من الضياء والسمو من الرفعة ومما رفع الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ما اتاه الله اياه فمما اتاه الله محمدا صلى الله عليه وسلم واغناه به جوامع الكلم والجامع من الكلم هو ما كان قليل المبنى عظيم المعنى فما قل مبناه وجل معناه يسمى جامعا وجوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر ما صدق عليه الوصف المتقدم من حديثه صلى الله عليه وسلم. من صدق عليه الوصف المتقدم من حديثه صلى الله عليه وسلم مما يكون فيه اللفظ قليلا ويكون المعنى جليلا وقد اشتغل اهل العلم بجمع الاحاديث التي وصفت بهذا وابتدأ ذلك ابو عمرو بن الصلاح فاملى مجلسا اسمه الاحاديث الكلية. ذكر فيه ستة وعشرين حديثا من جوامع الكلم التي اوتيها النبي صلى الله عليه عليه وسلم ثم اخذها عنه النووي وزادها فبلغت اثنين واربعين حديثا ثم جاء بعده من زاد عليه كالطوفي وابن رجب وابن سعدي رحمهم الله اجمعين. وحقيقة الامر ان تلك الاحاديث الاربعة ترجع الى عشرة احاديث جوانع. هي هذه الاحاديث العشرة المذكورة في هذه الرسالة فقد جمعت تلك الاحاديث الجامعة بما تفرق مقرونة بدوامع من الحكم اي مصحوبة بذكر اصول عظام ومسائل جسام تستفاد من تلك الاحاديث واصل اللامع هو ما اشتهر بضيائه. فاصل اللامع هو ما اشتهر بضيائه. وتلك الاحكام والاصول عظمت حتى صارت بتلك المنزلة في الاسلام نعم قلتم الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب القرشي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية وانما لكل وانما لامرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها. او وجهها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين. ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري في الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه. وابو الحسين ابن الحجاج وقشيري في المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هما اصح الكتب المصنفة واللفظ للبخاري فيه لوامع. الاولى وضع ميزان الاعمال الباطنة الثانية بيان ما يعتد به من الاعمال وبيان ما يترتب عليها الثالثة فظل فضل الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الرابعة ضرب الامثال لارادة تبيين المعاني ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة الحديثة الاول من جوامع الكلم النبوي المعدودة في فيها وهو حديث النية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى والحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ للبخاري فهو مما يقال فيه متفق عليه والحديث الذي يكون في الصحيحين اتفاقا هو بالمحل الاعلى في الصحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث صحيح باتفاق المسلمين وقد ذكر المصنف اربع لوامع اي اصولا عظاما ومسائل جثام مستفادة ومسائل جساما مستفادة من هذا الحديث فاللامعة الاولى قوله وضع ميزان الاعمال الباطنة اي ان هذا الحديث ميزان للعمل الباطن فيحكم على العبد في باطنه بنيته. فاذا حسنت نيته حسن عمله. واذا ساءتني ساء عمله والنية هي قصد القلب العمل تقربا الى الله. والنية هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله عز وجل فالاعمال توزن في باطن العبد بما يكون له من النية. واللامعة الثانية هي قوله بيان ما يعتد به من الاعمال وبيان ما يترتب عليها. اي ان المعتد به المحكوم بصحته من العمل هو ما صحت نيته ويكون للعبد من الثواب على قدر نيته. واذا ساءت نيته ساء عمله وكان عليه من العقاب بقدر نيته وهذان الامران في قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى اعمال معلقة بنياتها والعاملون لهم من الاعمال على قدر نياتهم واللامعة الثالثة هي قوله فضل الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا الفضل مستفاد من الجزاء المذكور في الحديث. في قوله صلى الله عليه وسلم فمن كانت هجرته الى الله الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله فالجملة الاولى في بيان العمل والجملة الثانية في بيان الجزاء وطوبق بين الجزاء والعمل تحقيقا لوقوعه. وطوبق بين الجزاء والعمل تحقيقا لوقوعه. اي ان ان من كانت هجرته لله ورسوله عملا فقد تحقق جزاؤه ووقع اجره على الله. واذا كان كذلك فالمذكور في الحديث له فضل امتاز به عن غيره. والهجرة الى الله ورسوله نوعان احدهما هجرة القلوب والاخر هجرة الابدان ذكره ابن القيم في الرسالة التبوكية والكافية الشافية فهجرة القلوب الى الله بالاخلاص والى الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع فهجرة القلوب الى الله بالاخلاص والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع وهجرة الابدان الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالخروج من البلد الذي يشتمل على ما على ما لا يحبه الله ويرضاه الى بلد فيه ما يحبه الله ويرضاه. واعظمه الهجرة من بلد الكفر الى بلد الاسلام. هذه هجرة يحبها الله ومنه الهجرة من بلد الجهل الى بلد ايش العلم فهذا مما يحبه الله ويرضاه ثم ذكر اللامعة الرابعة وهي قوله ضرب الامثال لارادة تبيين المعاني اي ان من طرائق العرب في ايضاح كلامها ضرب المثال فبالمثال يتضح المقال. والنبي صلى الله عليه لما ذكر قاعدتين في قوله انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى ذكر عملا واحدا هو الهجرة اختلف جزاء عامله باعتبار نيته. فمن هاجر الى الله ورسوله عملا وقع اجره. وصار مهاجرا الى الله ورسوله جزاء. ومن هاجر لاجل دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه اي انه لم ينل من اجر هجرته الا ما ذكر من اعراظ الدنيا تحقيرا لها فالعاملان اشتركا في صورة عمل واحد هو الهجرة وافترقا في النية فلما افترقا في النية افترقا الجزاء وذكر هذا المثال لبيان المقال واختار النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المثال بالهجرة لان العرب لم تعتد ترك بلدانها والتحول عنها الى غيرها فان العربي شديد اللصوق بارضه محب لها لا يكاد يخرج عنها الا لغلبة عدو او لاجل طلب طبيعي ثم يرجع اليها. فجاء الشرع بامر المؤمنين بالخروج من بلدانهم واهليهم واموالهم الى الارض التي امرهم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة اليها. فتثبيتا لقلوبهم وحثا لنفوسهم وتعظيما لاجورهم ظرب النبي صلى الله عليه وسلم المثال بهذا ليعرفوا قدر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فتهون على نفوسهم نعم قلتم غفر الله لكم. الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض ثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا محمد واخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. قال فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت قال عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن اماراتهم. قال ان تلد فاخبرني. احسن اليك. قال فاخبرني عن امارتها قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في قال ثم انطلق فلبث فلبث مليا. ثم قال لي يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله هو اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم وفيه لوامع. الاولى بيان الاسلام واركانه الثانية بيان حقيقة الايمان واركانه. الثالثة بيان حقيقة الاحسان واركانه طبيعته خفاء موعد الساعة على اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم. الخامسة ذكر علامتين من علامات الساعة هسا السادسة تسمية ذلك كله دينا ذكر المصنف وفقه الله الحديث الثاني من الاحاديث العشرة المعدودة من جوامع الكلم في هذه الرسالة وهو حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم هو من افراده عن البخاري ويسمى حديث جبريل ويسمى ايضا ام السنة لانه بمنزلة الاصل الجامع لها كما ان الفاتحة تسمى ام القرآن لانها تجمع ما فيه من المعاني. وذكر المصنف ست لوامع في هذا الحديث فاللامعة الاولى هي قوله بيان حقيقة الاسلام واركانه اي في قوله صلى الله عليه وسلم ان تشهد ان لا لا اله الا الله الحديث ففيه بيان ان الاسلام يطلق بمعنى الشرائع والاعمال الظاهرة ان الاسلام يطلق بمعنى الشرائع والاعمال الظاهرة وان اركانه هي الخمس المعدودة في هذا الحديث. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان رمضان وحج بيت الله الحرام. واللامعة الثانية هي قوله بيان حقيقة الايمان واركانه. اي في قوله صلى الله عليه وسلم ان تؤمن بالله وملائكته الحديث. ففيه ان الايمان يطلق شرعا ويراد به الاعتقادات باطنة واركانه هي الستة المعدودة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. واللامعة الثالثة هي قوله بيان حقيقة الاحسان واركانه. اي في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كانك تراه لم تكن تراه فانه يراه ففيه بيان ان الاحسان يطلق في الشرع ويراد به اتقان الباطن والظاهر اي اتقان الاعمال الظاهرة والاعتقادات الباطنة. واركانه هي المعدودة في قوله صلى الله عليه وسلم ان تعبد الله كأنك تراه الحديث. فله ركنان احدهما عبادة الله والاخر فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والمراد بالمشاهدة ان يعمل المرء مع ظاره ان الله ان مع استحضار كونه يشاهد الله عز وجل فيقع في خياله انه يشاهد الله الله عز وجل واما مقام المراقبة فهو ان يعمل المرء مع استحضاره اطلاع الله عليه ومراقبته له ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري وجامع العلوم والحكم واللامعة الرابعة هي قوله قفاء موعد الساعة على اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم اي في قوله صلى الله عليه وسلم ما المسئول عنها اعلم من السائل فان امين اهل السماء وهو جبريل عليه الصلاة والسلام سأل امين اهل الارض وهو محمد صلى الله عليه وسلم عن ساعة تعتذر عن علمها قائلا ما المسؤول عنها باعلم من السائل اي انها خفية لا يعلم بها ولا يحيط بها علما قل لامعة الخامسة هي قوله ذكر علامتين من علامات الساعة اي القيامة. في قوله صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة الحديث. فالمذكور في الحديث من علامات الساعة اثنتان العلامة الاولى في قوله صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها. والامة هي الجارية المملوكة والربة مؤنث الرب والربة مؤنة الرب اي المالكة فتلد الامة ابنة تكون مالكة لها. والعلامة الثانية في قوله صلى الله عليه وسلم وان ترى حفاة العراة العالة رعاء رعاء الشاي يتطاولون في البنيان. اي ان تفتح الدنيا على من كان من اهل الفقر حتى يتنافسوا فيها. فان قوله صلى الله عليه وسلم الحفاة العراة العالة رعاء الشاة خبر لاوصاف اهل الفقر. فالحفاة جمع حاف والحافي هو الذي لا ينتعل اي لا يلبس نعلا وقوله العراة جمع عار والعاري هو الذي لا يجد من الثياب ما يلبس ما عورتهم وقوله العالة اي الفقراء جمع عائل وقوله رعاء الشاء حفظتها القائمون عليها في مراعيها الشاة كانت عند العرب مال الفقراء. وكان مال الاغنياء عندهم الابل ثم قال يتطاولون في البنيان اي يتنافسون في رفع البناء عاليا في السماء لما وسع الله عز وجل عليهم في الدنيا وهذا كناية عن الاشتغال بما لا نفع فيه هم لا يضطرون الى رفع البناء لاجل حاجتهم وانما لاجل التفاخر بينهم. واللامعة السادسة هي قوله تسمية تدارك كله دينا. اي انما ذكر في الحديث من الاسلام والايمان والاحسان كله من دين الاسلام. فهذا الحديث جامع مراتب دين الاسلام الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فالاسلام الذي هو الدين المبعوث به محمد صلى الله عليه وسلم له ثلاث مراتب. المرتبة الاولى مرتبة الشرائع الظاهرة وتسمى اسلاما والمرتبة الثانية مرتبة الاعتقادات الباطنة وتسمى ايمانا. والمرتبة الثالثة مرتبة اتقان للباطن والظاهر وتسمى احسانا. نعم قلتم الحديث الثالث عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة بنت ابي بكر القرشية رضي الله عنها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقد علقها البخاري فيه لوامع الاولى وضع ميزان الاعمال الظاهرة الثانية ابطال المحدثات في الدين الثالثة قالوا ما خالف الدين عدم قبولها جميعا ذكر المصنف في هذه الجملة الحديث الثالث من الاحاديث العشرة المعدودة جوامع الكلم في هذه الرسالة وهو حديث عائشة رضي الله عنها وعن ابيها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم فهو متفق عليه عندهما بهذا اللفظ. ورواه مسلم وحده بلفظ اخر وهو من عمل عملا ليس عليه امرنا. وهذه الرواية معلقة عند البخاري اي انه لم يروها باسناده. اي ان انه لم يروها باسناده. فلا يقال في مثله انه من المتفق عليه. ثم ذكر المصنف اربع مستفادة من هذا الحديث فلامعة الاولى هي قوله وضع ميزان الاعمال الظاهرة اي ان الحديث المذكور يتضمن ميزان الاعمال الظاهرة والميزان هو المعيار. فالمعيار الذي تقاس به الاعمال الظاهرة هو قوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وهذا الحديث مع حديث عمر المتقدم يجمعان ميزان الشريعة فميزان الشريعة نوعان احدهما ميزان الباطن. وهو المذكور في حديث عمر رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات الحديث. والاخر ميزان الباطن وهو المذكور في حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه والشريعة اغنت الخلق عن ان يضعوا موازين يزنون بها الناس باطنا وظاهرا فميزان العدل بين لهم ميزان الشريعة فاذا فزع الناس الى موازين اخرى وقع بينهم الظلم واللامعة الثانية هي قوله ابطال المحدثات في الدين. اي الاعلام بكون ما احدث في الدين باطلا. والمحدث في الدين تمته الشريعة بدعة فالبدعة في الشرع هي ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد. ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد واللامعة الثالثة هي قوله ابطال ما خالف الدين اي من المنكرات الواقعة في قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا اي في الرواية اي في الرواية الاخرى فحديث عائشة رضي الله عنها اصل عظيم في بابين احدهما باب ابطال البدع الحادثة باب ابطال البدع الحادثة والاخر باب ابطال المنكرات الواقعة باب ابطال المنكرات الواقعة. فحديث عائشة رضي الله عنها سيف الشريعة في ابطال بدع المحدثات والمنكرات الواقعة فيسل هذا السيف لابطال البدع والمنكرات على حد سواء. واللامعة الرابعة هي قوله عدم قبولها جميعا اي انها ترد على اصحابها فما يفعله العبد ويكون محدثا هو مردود على صاحبه. فالبدع لا تقبل من اصحابها ولا اجر لهم عليها. وكذلك المنكرات المخالفة امر الشريعة كشرب الخمر او غيره هي مردودة على اصحابها فهم لا اجر لهم عليها بل عليهم اثام. نعم قلتم الحديث الرابع عن ابي عبدالله النعمان ابن بشير الانصاري رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات قل لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقعت في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي وقلب رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وفيه فيه لوامع. الاولى ان الحلال بين والحرام بين الثانية خفاء المشتبه من الاحكام على كثير من الناس. الثالثة فضل اتقاء الشبهات. الرابعة عاقبة الوقوع في الشبهات الخامسة ان حمى الله محارمه. السادسة عظم شأن القلب لان مدار صلاح الجسد وفساده عليه ذكر المصنف وفقه الله للحديث الرابع من الاحاديث العشرة المعدودة في جوامع الكلم في هذه الرسالة وهو حديث النعمان رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين. الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ له فهو من المتفق عليه. ثم ذكر المصنف ست لوامع مستفادة من هذا الحديث. فاللامعة الاولى هي قول ان الحلال بين والحرام بين. اي واضح جلي لا يخفى. كحل شرب الماء وحرمة شرب الخمر واللامعة الثانية هي قوله خفاء المشتبه من الاحكام على كثير من الناس والمشتبه هو ما لم يتضح معناه ولا عرفت دلالته. فيخفى الحكم على كثير من الناس فمن الناس من يعلم حكمه ومن الناس من لا يعلم حكمه واللامعة الثالثة هي قوله فضل اتقاء الشبهات اي ما في اتقاء الشبهات واجتنابها من الحسن في قوله صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات رأى لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام فاتقاء الشبهات له فضيلتان عظيمتان. فاتقاء الشبهات له فضيلتان عظيمتان الاولى براءة العبد في دينه وعرضه. براءة العبد في دينه وعرضه فيبرأ دينه عند الله ويسلم عرضه عند الناس والفظيلة الثانية الحفظ من الوقوع في الحرام الحفظ من الوقوع في الحرام فان من اتقى الشبهات بنى شدا منيعا وحصنا وثيقا بينه وبين الحرام كما ان من هتك جدار الشبهات فقد فتح على نفسه باب الحرام واللامعة الرابعة هي قوله عاقبة الوقوع في الشبهات وهي الوقوع في الحرام فان الله عز وجل جعل بين الحلال والحرام حجابا هو الشبهات. امرنا بان نتقيه فالشبهة يجب اجتنابها ولا يحل تناولها فاذا اشتبه عليك شيء من امورك فانه لا يجوز لك ان تدخل فيه وتتناوله لاشتباه الحكم واذا دخلت فيه فقد وقعت في الاثم وقد جعلت المشتبهات جدارا بيننا وبين الحرام فمن اتقى الشبهات فانه يحفظ من الحرام. ومن يتجرأ على الشبهات ومن يتجرأ على الشبهات فانه يتجرأ على الحرام فتناول الشبهة محرم. فاذا سمعت في شيء من الامور انه مشتبه فاعلم انه يجب عليك ان تتقيه ولا يجوز لك ان تتناوله واللامعة الخامسة هي قوله ان حمى الله محارمه. اي ان الذي حماه الله عز وجل عنا ومنعنا منه هو الحرام. فالحرام حمى لله اي شيء حماه الله ان لا نتناوله واللامعة السادسة هي قوله عظم شأن القلب لان مدار صلاح الجسد وفساده عليه. في قوله الله عليه وسلم اذا صلح الصلاح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ثم قال الا وهي القلب فمدار صلاح وفساده على قلبه. فان صلح صلح بدنه وان فسد فسد بدنه. والى ذلك اشار ابن تيمية الحفيد بقوله في الفتاوى المسلية القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده انتهى كلامه. القلب ملك البدن والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبثت جنوده. فما تراه من كلام خبيث من احد او او فعل خبيث منه فمنشأه اشتمال قلبه على خبث. اذ لو طاب القلب لطاب اللسان والاعضاء نعم قوله الحديث الخامس عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواهم مسلم فيه لوامع الاولى رجوع الدين كله الى النصيحة. الثانية ان قوة دين العبد وضعفه بحسب حظه من النصيحة. الثالثة الامر بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة وعامتهم اه الحديث الصحيح رواه مسلم اللوامع؟ ايه ذكر المصنف وفقه الله الحديث الخامس من الاحاديث العشرة من جوامع الكلم المعدودة في هذه الرسالة وهو حديث تميم الدارية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة الحديث رواه مسلم وهو من افراده عن البخاري ثم ذكر المصنف ثلاث لوامع مستفادة من هذا الحديث فاللامعة الاولى هي قوله الدين كله الى النصيحة في قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة فان تعريف طرفي الجملة يدل على الحصر فان تعريف طرفي الجملة وهما الدين والنصيحة يدل على الحصر فانهما جاء مقرونا مقرونين الدالة على التعريف فجماع الدين هو النصيحة وحقيقة النصيحة قيام الناصح بمال المنصوح منها. قيام الناصح بمال المنصوح من حق واللامعة الثانية هي قوله ان قوة دين العبد وضعفه بحسب حظه من النصيحة اي ان دين المرء يقوى متى قويت منه النصيحة لنفسه ولغيره وانه يوضعه على قدر ما يكون من نقص في النصيحة لنفسه ولغيره واللامعة الثالثة هي قوله الامر بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين من وعامتهم فهذه الخمس المذكورة في الحديث هي جماع من تبذل له النصيحة. جماع من تبذل له النصيحة فتبذل لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين وعامتهم. وهذه الانواع الخمسة مقسومة اثنين وهذه الانواع الخمسة مقسومة قسمين. احدهما ما ترجع فيه منفعة النصيحة للناصح دون المنصور ما ترجع فيه منفعة النصيحة للناصح دون المنصوح وهي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والاخر ما ترجع فيه النصيحة للناصح والمنصوح معا ما ترجع فيه النصيحة للناصح والمنصوح معا وهي النصيحة لائمة المسلمين نعم قوله الحديث السادس عن ابي محمد الحسن ابن علي القرشي رضي الله عنهما صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما دع ما يريبك الى اما لا يريبك فان فان الصدق اطمأنينة والكذب ريبة. رواه الترمذي في الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعدول وما عليه العمل. والنسائي في المجتبى من السنن المسندة واللفظ للترمذي وقال حديث صحيح فيه لوامع الاولى الامر بترك ما فيه ريب الى ما لم يكن كذلك. الثانية حفظ بالاحتياط فيه الثالثة ان الصدق يورث الطمأنينة. الرابعة ان الكذب يورث الريبة ذكر المصنف وفقه الله الحديث السادس من الاحاديث العشرة المعدودة جوامع الكلم النبوي في هذه الرسالة وهو حديث الحسن بن علي رضي الله عنه انه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. الحديث رواه النسائي رواه الترمذي والنسائي ناده صحيح وذكر المصنف رحمه الله تعالى اربع لوامع مستفادة من هذا الحديث فاللامعة الاولى هي قوله الامر بترك بترك ما فيه ريب اذا ما لم يكن كذلك. اي ان العبد مأمور بان يترك المريب الى غير المريب والمريب هو الامر الذي يولد الريب. والمريب هو الامر الذي يولد الريب. فيكون غير المريب والامر الذي لا يولد ريبا والريب هو قلق النفس واضطرابها. هو قلق النفس واضطرابها. ذكره ابن تيمية وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابي ابو الفرج ابن رجب في جماعة اخرين فالعبد مأمور ان يترك الامر الذي ينشأ منه قلق واضطراب الى الامر الذي لا يكون فيه ذلك واللامعة الثانية هي قوله حفظ الدين بالاحتياط فيه بان العبد يترك ما نشأ في قلبه ريب منه حفظا لدينه. فالعبد مأمور بحفظ دينه اعظم من الاعتناء بحفظ نفسه. لان فساد الدين وضياعه يذهب بخير الدنيا والاخرة. واما فساد وضياعها فقد يذهب به خير الدنيا ويبقى به ما يبقى به فضل الاخرة اعظم واللامعة الثالثة هي قوله ان الصدق يورث الطمأنينة واللامعة الرابعة ان الكذب يورث الريبة وهاتان اللامعتان تبينان ما يثمره الصدق والكذب في النفس فالصدق ثمرته الطمأنينة والكذب ثمرته الريبة. فاذا كان الانسان صادقا اطمئن قلبه واذا كان كاذبا لم يطمئن قلبه. فمن صدق مع الله ومع خلقه اطمئن قلبه مع الخالق دخلوا ومن كذب مع الله ومع خلقه لم يزل قلبه مشوشا مضطربا ضيقا الصدر فينبغي ان العبد الصدق في امره كله فان شأنه عظيم. والله سبحانه وتعالى قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا ايش مع الصادقين فالعبد مأمور بلزوم الصادقين ليسري الى نفسه صدقهم فان النفس تتأثر باخدانها واقرانها الذين تقارنهم وتصحبهم فمن صحب الصادقين صار صادقا ومن صحب الكاذبين صار كاذبة صح ولا لا صح ولا هم صحيح صحيح ولذلك كثر الكذب في الناس لانه كثرت صحبتهم للكذابين كما يسمى اليوم بمواقع التواصل اكثرها كذب فصار الكذب هينا على الناس شائعا فيهم لان قلوبهم سرى الداء من هذه الاجهزة اليها فصار الانسان يتهاون في هذه المسائل فتجده ينقل خبرا ويشيع امرا لا حقيقة له ولا ينتهي الامر عند خبر واحد بل هو كالبذرة التي تكون في القلب فتنبت في قلبك شجرة الكذب. وليس الخوف كذبك مع الخلق ولكن الخوف كذبك مع الخالق. فان الكذب مع الخلق عيب ونقص ديني ودنيوي. لكن اعظم ان يكذب العبد مع ربه سبحانه وتعالى قوله الحديث السابع عن ابي عبد الرحمن عبد الله ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. رواه البخاري ايها المسلم واللفظ له فيه لوامع الاولى عظم حرمة دم المسلم الثانية ان الاصل في دمه التحريم فلا يستباح الا ببرهان من الله. الثالثة ان مما يبيح دمه زناه بعد احصانه. وقتله نفسا مكافئة بغير حق وتركه دينه مفارقا الجماعة ذكر المصنف الحديث السابع من الاحاديث العشرة جودة من جوامع الكلم النبوي في هذه الرسالة وهو حديث عبدالله ابن مسعود انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الحديث رواه البخاري ومسلم ثم ذكر ثلاث لوامع مستفادة من هذا الحديث فاللامعة الاولى هي قوله عظم حرمة دم المسلم. اي ان رتبة دم المسلم عند الله عظيمة بما جعل لها من الحرمة. فتحيم دم المسلم بامر الله لا بامر الخلق مما يدل يدل على واللامعة الثانية في قوله ان الاصل في دمه التحريم فلا يستباح الا ببرهان من الله. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ امرئ مسلم اي كل مسلم فدمه حرام ولا يستباح اي لا يكون مباحا الا ببرهان من الله عز وجل واللامعة الثالثة هي قوله ان مما يبيح دمه زناه بعد احصانه الى اخر كلامه فمما قام البرهان الشرعي على ان الواقع فيه من المسلمين يستباح دمه هو زناه بعد احصان فاذا زنا من احسن وهو من نكح في نكاح صحيح او قتل نفسا مكافئة بغير حق او ترك دينه مفارقا الجماعة فانه يقتل. ووظيفة قتله مفوضة الى ولي امر المسلمين فهو الذي ينفذ حكم الله سبحانه وتعالى فيه دون غيره. نعم قوله الحديث الثامن عن ابي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك. قال قل امنت بالله فاستقم. رواه مسلم. فيه لوامع الاولى وجوب الايمان بالله. الثانية وجوب الاستقامة على دين الله. الثالثة معرفة سبيل النجاة ذكر المصنف وفقه الله الحديث الثامن من الاحاديث العشرة المعدودة من جوامع الكنب الكلم النبوي في هذه الرسالة. وهو حديث سفيان ابن عبدالله رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك فقال قل امنت بالله فاستقم رواه مسلم وهو من افراده عن البخاري ثم ذكر ثلاث لوامع مستفادة من هذا الحديث. فاللامعة الاولى هي قوله وجوب الايمان بالله فقوله صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله اشارة الى الامر بان يؤمن بالله سبحانه وتعالى اي قولا معتقدا اياه. واللامعة الثانية هي قوله وجوب الاستقامة على دينه. والاستقامة هي اقامة العبد نفسه على دين الاسلام. اقامة العبد نفسه على دين الاسلام. فمن اقام نفسه وعلى دين الاسلام صار مستقيما واللامعة الثالثة هي قوله معرفة سبيل النجاة. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم نعث في هذا الحديث المختصر سبيل النجاة لمن ارادها. انه يؤمن بالله ويستقيم على شرعه. فمن اراد ان ينجو في المدلهمات فعليه ان يلزم هذا الحديث من الايمان بالله والاستقامة على دينه. نعم قوله الحديث التاسع عن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم اقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد الينا؟ فقال اوصيكم تقوى الله والسمع والطاعة وان عبد حبشي فانه من يعش منكم فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود سليمان ابن الاشعة السجستاني في السنن وابو عيسى الترمذي وابو عبدالله محمد ابن يزيد الربعي المعروف بابن ماجة في السنن انظر يا ابي داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح فيه لوامع الاولى الانتفاع بالمواعظ وابلغها موعظة مودع الثانية الوصية بتقوى الله. الثالثة الوصية بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان عبدا حبشيا. الرابعة كثرة الاختلاف بعده صلى الله عليه وسلم. الخامسة ان طبعا جاي من فتنة الاختلاف هو اتباع سنة النبي. هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين ومجانبة محدثات الامور السادسة ذم المحدثات في الدين. ذكر المصنف وفقه الله التاسعة من الاحاديث العشرة المعدودة من جوامع الكلم النبوي في هذه الرسالة وهو حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اوصيكم بتقوى الله. الحديث رواه اصحاب السنن الا النسائي هم الاربعة وهو حديث صحيح. ثم ذكر المصنف ست لوامع فيه فاللامعة الاولى هي قوله الانتفاع بالمواعظ والمواعظ جمع موعظة وهي الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب. الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابن ابي العز في شرح العقيدة الطحاوية وابلغوا المواعظ موعظة مودع اي المفارق فان من عزم على مفارقتك يجمع لك الخير كله لانه يتخوف الا يلقاك بعد فحقيقة موعظة المودع هو شديد الحرص عليك. فاعظم من يعظك من هو شديد الحرص على ايصال الخير اليك واللامعة التانية هي قوله الوصية بتقوى الله وحقيقة التقوى اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. واعظمها والله قال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم واللامعة الثالثة هي قوله الوصية بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وان كان عبدا حبشيا اي من لاه الله تدبيرنا في الحكم والولاية. فنحن قد امرنا بالسمع والطاعة له. والفرق بين السمع الطاعة ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال. ان السمع هو القبول والطاعة هي الامتثال. واللامعة الرابعة هي قوله كثرة الاختلاف بعده صلى الله عليه وسلم. اي ما سيكون من التنازع والتخاصم بين اهل الاسلام بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام. واللامعة الخامسة هي قوله ان المخرج من فتنة الاختلاف هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ومجانبة محدثات الامور. فالاختلاف الذي ينشأ في الامة مدار النجاة منه على امر امرين احدهما اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين وهم الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان عثمان وعلي رضي الله عنهم والاخر الحذر من محدثات الامور وهي البدع. الحذر من محدثات الامور. فمدار النجاة اه على لزوم الاتباع وترك الابتداع. فمدار النجاة على لزوم الاتباع وترك الابتداع واللامعة السادسة هي قوله ذم المحدثات في الدين. وهي المسماة بدعا فانها مذمومة لما تثمره من انتشار الشر وعظم الاختلاف والتفرق بين المسلمين. نعم قوله الحديث العاشر عن ابي صفوان عبد الله ابن بسر المازني رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول والله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاخبرني فاخبرني بشيء اتشبث به. قال لا يزال لسانك كرطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وابن ماجه واللفظ للترمذي. وقال حسن غريب من هذا الوجه. وهو صحيح وهو حديث صحيح فيه لوامع الاولى كثرة شرائع الاسلام الثانية الحظ على ما يتمسك به العبد منها الثالثة فضل ذكر الله ذكر المصنف وفقه الله الحديث العاشرة المكمل عدة الاحاديث العشرة المعدودة من جوامع الكلم النبوي في هذه الا وهو حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وابن وهو حديث صحيح. ثم ذكر المصنف ثلاث نوامع فيه فاللامعة الاولى هي قوله كثرة شرائع الاسلام اي اعماله كثرة شرائع الاسلام اي اعماله. واللميعة الثانية هي قوله الحظ على ما يتمسك به العبد منها اي الحث الشديد على ما يكون متمسكا للعبد من هذه الشرائع وهو المذكور في اللامعة الثالثة وهي قوله فضل ذكر الله. لوصية النبي صلى الله عليه وسلم به فاعظم ما يتمسك به العبد من تلك الشرائع هو ذكر الله. وذكر الله شرعا اسم جامع لما يذكر الله به تعظيما. اسم لما يذكر الله به تعظيما. فيندرج في ذلك الصلاة والتسبيح ومجالس العلم فكلها مما يدخل في ذكر الله سبحانه وتعالى. نعم الخادع قوله الخاتمة في اشارات الى افادات الاولى قوله في خطبة الكتاب وسائر المهتدين اي بقيتهم الثانية قوله فيها ايضا المضمنة صلاح الدارين وطيب النشأتين الداران الدنيا والاخرة والنشأتان الاولى بالخلق والاخرى بالبعث بعد الموت الثالثة قوله فيها ايضا جوامع الكلم اي ما قل لفظه وجل معناه الرابعة قوله فيها ايضا متبعة بلوامع من الحكم لوامع الحكم ما استفيد ما استفيد منها احكى ما استفيد منها من الاحكام جعل له اسم اللامعة لان اللمعان اسم لما اشتهر بنوره وهذه المسائل المذكورة هي من الاصول العظام والمسائل الجسام فهي حقيقة بهذا الوصف. نعم قوله الخامسة قوله في الحديث الاول ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأتي يتزوجها باب الزوج المرأة من الدنيا وافرد بالذكر تعظيما له لشدة الولع به او مخافة سوء عاقبته في عن طاعة الله السادسة قوله في الحديث الثاني ووضع كفيه على فخذيه اي جعل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم اي جعل الرجل الداخل وهو جبريل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم فمد يديه حتى جعل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم. ثبت هذا الوصف في حديث جبريل من رواية ابي هريرة وابي ذر مقرونين عند النسائي. والحامل له على هذا الفعل اظهار شدة طلبه وحرصه فيما يسأل عنه طار شدة طلبه وحرصه فيما يسأل عنه. فان العرب اذا اشتدت في طلب شيء انطرحت على المسؤول ومن مد الكفين ووضعهما على الفخذين. نعم قوله السابعة قوله في الحديث الثاني ايضا فاخبرني عن امارتها اي علامتها الدالة عليها الثامنة قوله في الحديث الثاني ايضا ان تلد ربتها الامة المرة المملوكة بالرق وربتها المرأة التي تملكها التاسعة قوله في الحديث الثاني ايضا وان ترى الحفاة العراة العالة رعا اشياء يتطاولون في البنيان معناه غنى من معناه وقوع غنى من كان حافيا عاريا فقيرا. وتفاخره وتفاخرهم بالتطاول في البنيان العاشرة قوله في الحديث الثاني من احدث في امرنا هذا وكذلك قوله في الرواية الاخرى ليس عليه امرنا اي ديننا الحادية عشرة قوله في الحديث الرابع وبينهما مشتبهات المشتبه ما لم يتبين للعبد حلاله ومن حرامه الثانية عشر قوله في عليكم. الثانية عشرة قوله في الحديث الرابع ايضا. استبرأ لدينه وعرضه. اي طلب براءتهما فلم اسلم دينه ولم يطعن في عرضه ولم يطعن في عرضه. فلم يثلم دينه ولم يطعن في عرضه مم قوله الثالثة عشرة قوله في الحديث الرابع ايضا الا وان في الجسد مضغة المضغة هي القطعة من اللحم بقدر ما امضغه الاكل في فم في فيه الرابعة عشرة قوله في الحديث السادس دع ما يريبك الى ما لا يريبك الريب قلق النفس واضطرابها فمعنى الحديث دعم فولد فيك القلق دع ما ولد فيك القلق والاضطراب الى ما لم يكن كذلك. الخامسة عشرة قوله في الحديث السابع هكذا هو في نسخ صحيح مسلم من غير ياء بعد النون وهي لغة صحيحة قرئ بها في السبع في قوله تعالى الكبير المتعالي الكبير المتعال وغيره والاشهر باللغة اثبات الياء في كل هذا قاله النووي في شرح مسلم. السادسة عشرة قول في الحديث التاسع والسمع والطاعة وان عبد حبشي ايوصيكم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امركم وان كان عبدا حبشي يعنف الاحرار من ولايته في حال الاختيار والسمع والقبول والطاعة الامتثال السابعة عشرة قوله في الحديث التاسع وعضوا عليها بالنواجذ اي شدوا عليها اضراسكم اشارة الى قوة التمسك بها. الثامنة عشرة قوله في الحديث العاشر قوله في الحديث العاشر اتشبث به اي اتعلق به واستمسك. التاسعة عشرا قوله في الحديث العاشر ايضا لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله اي طريا به وهو كناية عن المداومة على الذكر. تم بحمد الله ظحوة الاحد الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف اكتبوا طبقة السماع علي جميع اللوامع من جوامع لقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما تم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت بمحله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة دم معين لمعين في معين الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الاحد الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف في المسجد الحرام لمدينة مكة المكرمة موعدنا غدا ان شاء الله تعالى بعد صلاة الفجر فهذه الدروس تنعقد من يوم السبت الى يوم الاربعاء بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب ممكن الحصول على الكتاب الذي تدرس فيه هذه الكتب من التوجيه والارشاد وهو باسم مقررات برنامج تعليم الحجاج وفق الله الجميع والحمد لله رب العالمين