السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين القويم. واشهد ان لا اله اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وفد الحاج اما بعد فهذا شرح الكتاب الرابع من برنامج تعليم الحجاج في السنة الخامسة سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين مئة والف وهو كتاب النورين في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضل المدينتين لمصنفي صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي نعم بسم الله والحمدلله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قلتم غفر الله لكم ونفع بكم واعلى ذكركم في كتابكم النورين في شرف المصطفى وفضله في المدينتين في بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اتى محمدا فوق ما اتاه كل نبي وملك. وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه ما جرى فلك ودار فلك. اما بعد فان اعلى الخلق مرتبة وارفعهم رتبة هو الرسول المصطفى الكريم والنبي الرؤوف الرحيم. القرشي محمد بن عبدالله الحائز وابن غش ترى في من مولاه الفائز منا بعوالي الشمائل الشريفة وغوالي خصائص المنيفة. وان من الايمان ومقويات الايقان علم العبد شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم. وما جاء به من الدين والكتاب المبين وفضل المدينتين العظيمتين وما لاله واصحابه من المناقب المأثورة والخصال الحميد فحملني الداعي الى احسن المساعي على تقييد طرف جامع لوصول ما تقدم ذكره. مترجم اب تد مترجم بابواب تدل عليه ودلائل ترشد اليه منتزعة من مشكاد النورين والسنة ولله بما فتح ولله بما فتح من تعليمه علي اعظم المنة فله وافر الشكر هو مسؤولي لنفسي ولمطالعه تقبل والجنة ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم ثلث بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وهؤلاء الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا فمن صنف كتابا استحب له ان يستفتحه بهن وقوله عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله وصحبه ما جرى فلك ودار فلك اي ما جرى السفينة في البحار ودار نجم في الافلاك ثم ذكر المصنف ان النبي صلى الله عليه وسلم هو اعلى الخلق مرتبة وارفعهم رتبة وان من بواعث الايمان ومقويات الايمان علم العبد شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم. وما جعل الله عز وجل للمدينتين العظيمتين من الفضل الشاب وما اقترن بذلك من فضل الالي والصحاب فان العبد اذا احاط علما بذلك زاد ايمانه وقوي ايقانه بمعرفة ان الرسول الذي بعث وهو محمد صلى الله عليه وسلم له من الخصائص المنيفة والشمائل الشريفة ما ليس وقد جعل الله للمدينتين اللتين تبوأهما حظا عظيما من الفضل وهما مكة والمدينة وفاض هذا الفضل حتى اكتسى به اله واصحابه رضي الله عنهم ثم ذكر ان مما يبين للمرء ما ينبغي في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضل المدينتين وما التحق بذلك من فضل الاهل والصحبة ما ذكره في هذا الكتاب مترجما في عشرة ابواب. كل باب منها يتعلق بواحد من هذه المطالب المذكورة وفي ضمنه من دلائل الكتاب والسنة ما يبين حقائقه ويجلي معانيه. نعم قلتم باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الجاهلية. وقوله مقصود ترجمة بيان ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مقصود الترجمة بيان ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانهم كانوا في جاهلية جهلاء وضلالة ظلماء فالجاهلية اسم لما قبل النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما اضيف اليها من اعتقاد او قول او فعل فهو محرم. لانها حال نقص. اخرجنا الله ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم من ظلماتها الى نور الاسلام. نعم قلتم وقوله تعالى واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا. وقوله تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين. وقوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام. وقوله تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت وعن عياض ابن حمار المجاشعي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته اني عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما احللت لهم من يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا. وان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا قال من اهل الكتاب رواه مسلم. وعن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قالت لقد رأيت زيد ابن عمر ابن نفيل قائما مسندا ظهره الى الكعبة يقول يا معشر قريش ما منكم اليوم احد على دين ابراهيم غيري وكان ويقول للرجل اذا اراد ان يقتل ابنته مهلا لا تقتلها انا اكفيك مؤونتها فيأخذها اذا ترعرعت قال لابيها ها ان شئت دفعتها اليك وان شئت كفيتك مؤونتها علقه البخاري ووصله الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه. وعن ابي رجاء العطاردي قال كنا نعبد الحجر فاذا وجدنا حجرا هو اخير منه القيناه واخذنا الاخر. فاذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها فحلبناه عليه ثم طفنا به فاذا دخل شهر رجب قلنا منصل الاسنة. فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة. الا انا هو القيناه شهر رجب رواه البخاري. وعن مجاهد قال حدثني مولاي ان اهله بعثوا معه بقدح فيه زبد ولبن الى الهتهم قال فمنعني ان اكل الزبد لمخافتها. قال فجاء كلب فاكل الزبد وشرب اللبن ثم بالع على الصنم وهو ايساف ونائلة. رواه احمد والدارمي واللفظ له وزاد. قال هارون ابن معاوية وهو شيخ الدارمي كان الرجل في الجاهلية اذا سافر حمل معه اربعة احجار ثلاثة لقدره. والرابع يعبده ويربي كلبه ويقتل ولده وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه ناس من عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امركم باربع وينهاكم عن اربع اعبدوا الله لا تشركوا به شيئا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وصوموا رمضان واعطوا الخمس من من الغنائم وينهاكم عن اربع عن الدبان والحنتم والمزفت والنقير قالوا يا نبي الله ما علمك بالنقير؟ قال بلى جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطعان او قال من التمر ثم تصبون فيه من الماء. حتى اذا سكن غليانه شربتموه حتى ان احدكم او ان احدهم ليضرب ابن عمه بالسيف قال وفي القوم رجل اصابته جراحة كذلك. قال وكنت قال وكنت حياء من من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وعن عروة ابن الزبير ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته اخبرته ان النكاح كان في الجاهلية على اربعة انحاء فنكاح منها نكاح الناس اليوم الرجل الى الرجل وليته وابنته فيصدقها ثم ينكحها. نكاح ونكاح اخر. كان الرجل يقول لامرأة اذا طهرت ارسلي الى فلان فاستطيعي منه ويعتزلها زوجها. ولا يمسها ابدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه الا تبين حملها اصابها زوجها اذا احب؟ وانما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستفظاع ونكاح اخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فاذا حملت ووضعت ومر عليها ليالي بعد ان تضع حملها ارسلت اليهم فلم يستطع رجل منهم ان يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من امركم وقد ولدت فهو ابنك يا تسمي من احبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع يمتنع به الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس كثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا. كن ينصبن على ابوابهن رايات تكون على من فمن ارى دخل عليهن فاذا حملت احداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم الحقوا ولدها بالذي فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك. فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله الا نكاح الناس اليوم. رواه البخاري ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة عشرة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى واتخذوا من دونه الهة الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيها من اوصاف النقص في الهتهم المزعومة فان المشركين اتخذوا الهة لا يخلقون ولا يملكون وهذان المشهدان الخلق والملك كما تقدم من اعظم مشاهد الربوبية فالذي لا يخلق ولا يملك لا يصلح ان يكون ربا معبودا. ففيه ابطال الهة المشركين وزيف ما كانوا عليه من الالهة التي يدعون والدليل الثاني قوله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا. الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وما نحن بمبعوث فان اكثر اهل الجاهلية كانوا ينكرون البعث وكان منهم من يؤمن بالبعث وغاية من يؤمن منهم بالبعث انه يصير الى امر اعظم مما كان عليه في الدنيا. فاعتقاد في البعث على كل حال اعتقاد باطل فاسد فهم بين نفي البعث تارة وبين اثبات بعث ينعم فيه الكافر والدليل الثالث قوله تعالى ما جعل الله من من بحيرة ولا سائدة. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة وجائبة الاية في عد هؤلاء الاربع اللاتي كانت من مظاهر تضييع المشركين اموالهم. فان المشركين كانوا يضيعون اموالهم في الجاهلية بما جعلوه لالهتهم الباطلة. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الاية اربعة مشاهد من مشاهد تضييعهم الاموال اولها مشهد ما كانوا يجعلون من البحيرة وهي الناقة التي التي يمنع درها للطواغيت اي يجعل حليبها لالهتهم الباطلة. اي يجعل حليبها لالهتهم الباطلة فكانوا يمنعون انفسهم وغيرهم من الانتفاع بما يكون فيها من الحليب. ويزعمون ان هذه الناقة مرسلة بحليبها تعظيما لالهتهم فلا يمسونها بشيء وثانيها جعلهم السالبة وهي الناقة السائبة التي يسيبونها. اي يتركونها تعظيما لالهتهم فلا يحملون عليها شيئا ولا ينتفعون بها ولا ينتفعون منها بشيء. والمشهد الثالث مشهد الوسيلة وهي الناقة التي يكون اول نتاجها انثى ثم تأتي باخرى فتصل انثى بانثى. والعرب تعظم من الابل الاناث لما يرجى من بركة ما ينتج منها من تكاثر ما لهم من اموالهم في الابل فكانت اذا جاءت الناقة بانثى ثم اتبعتها باخرى جعلوها وسيلة ان تركوها تعظيما لال هديهم. والمشهد الرابع مشهد الحامي. وهو الفحل الذي اضرب ضرابا معدودا اي اذا ارسل في الابل ثم اظربها يعني اتاها ونتج منه نتاج من صلبه من ولده فبلغ عددا عندهم فانهم يعظمونه تفخيما لما خرج من ظهره من نسل ثم يرسلونه ويمنعون الخلق من الانتفاع به وكل هذه المشاهد من مشاهد تضييع اهل الجاهلية اموالهم والدليل الرابع قوله تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت. ودلالته على مقصود الترجمة في بقوله واذا الموؤدة سئلت والموؤدة هي البنت كانت تدفن حية في الجاهلية والموؤدة هي البنت كانت تدفن حية في الجاهلية فكانوا يدسونها ويخفونها في التراب براءة من عارها تارة مما يتخوفون وخوف مشاركتهم والرزق تارة اخرى والدليل الخامس حديث عياض بن حمار المجاشع رضي الله عنه اني خلقت عبادي حنفاء كلهم. الحديث رواه مسلم وهو حديث الهي. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وانهم اتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم اي ازالتهم عن دين الحنيفية الذي كانت عليه العرب. فغيروا وبدلوا وعبدوا الاصنام من دون الله سبحانه وتعالى والدليل السادس حديث عمرو بن نفيل انه كان يقول يا معشر قريش ما منكم اليوم من احد علقه البخاري من كلام زيد ابن عمرو زيد ابن عمرو ابن نفيل ووصله الحاكم في المستدرك باسناد صحيح. والمعلق في اصطلاح المحدثين هو ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر. ما سقط من مبتدأ اسناد فوق المصنف واحد او اكثر. فما كان معلقا يطلب وصله. اي يطلب معرفة من رواه باسناده فمثلا اذا قدر ان البخاري اخرج حديثا قال فيه حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا ابن ابي ذئب عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه. وذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم. فانه اذا اسقط في البخاري فيه صار ايش معلقا وكذا لو اسقط هو وشيخه او من فوقه الى النبي صلى الله عليه وسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قول اسماءه اخبارا عن زيد بن عمرو انه كان يحيي الموؤود ده اي يحفظها ويبقيها حية فكان يلتمس من ابيها ان يهبها له لينفق عليها ويحفظها فاذا بلغت وترعرعت ان شاء دفعها اليه وان شاء ابقاها عنده انا زيد بن عمرو بن نفيل ممن يمنع وأد البنات انكارا له وتقبيحا لفعل اهل الجاهلية الذي كانوا يفعلون والدليل السابع حديث ابي رجاء العطاردي انه قال كنا نعبد الحجر. الحديث رواه البخاري مقطوعا من كلامه فان ابا رجاء العطاردي رحمه الله من كبار التابعين وكان ممن ادرك عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره واسلم فعد في التابعين لانه لقي الصحابة رضي الله عنهم مع ادراكه الجاهلية ودلالته على مقصود الترجمة في ما ذكره من عبادتهم الاحجار في قوله كنا نعبد الحجر فاذا وجدنا حجرا اخر الحديث فكان من شأنهم عبادة الاحجار وتحكم تلك الحال فيهم فكانوا يعظمون ويتوجهون اليها بقلوبهم. وكان من رداءة اعتقادهم وقباحته انهم كانوا اذا وجدوا حجرا افضل من الحجر الذي يعبدونه تركوا ما كانوا يعبدون واقبلوا يعبدون هذا حجر وهذا يدل على ما كانوا عليه من بطلان عبادتهم وضعف اقبالهم على معبوداتهم فكانوا يتعلقون بصور عظمها في نفوسهم عمرو بن لحي لما جلب الاصنام من الشام واتخذها اهل مكة ثم تبعتهم العرب انتشرت الاصنام في العرب ثم نشأ بعد تعظيم الاصنام تعظيمهم الاحجار والاشجار وغير ذلك من انواع التعظيم التي تدل على شدة تعلقهم بالاوهام والخيالات. فكانوا في حال مجزية مزرية رديئة. والدليل الثامن حديث مجاهد قال حدثني مولاي الحديث رواه احمد والدارمي واللفظ له. واسناد حسن وهو مقطوع فان مولى مجاهد كان من التابعين ممن ادرك عهد النبي صلى الله الله عليه وسلم واسلم بعده فلقي الصحابة رضي الله عنهم. واخبر عما اخبر عنه مما كانوا وعليه في الجاهلية وانه كان في الجاهلية يأتي بالزبد واللبن فيجعله لهذه الالهة عند صنم وناء عساف ونائلة. ثم كان لا يصيب منه شيئا. فيجيء الكلب فيأكل منه ويبول عند صنمه فكانت حالهم على هذا السوء. من انهم يبذلون اطعماتهم لتلك الالهة مع كونها لا تصيب منها شيئا فتجيء هوام الارض ودوابها كالكلاب فتصيب تلك الاطعمة الموضوعة لتلك الالهة وهم لا يصيبون منها شيئا وكان الرجل يربي كلبه اي يحفظه معتنيا به ويقتل ولده. خشية مشاركته له في الرزق ففي الجاهلية كان قتل الاولاد. تارة الذكور خوف المشاركة بالرزق. وتارة الاناث خوف المشاركة برزق او خوف العاري الذي يلحق العبد منهن. والدليل التاسع حديث امركم باربع عن اربع الحديث رواه مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله اعنه وهو حديث وفد عبد القيس وروي في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من خبر عن الحال التي كانوا عليها اذا شربوا الخمر. فانهم كانوا يشربون الخمر حتى تذهل عقولهم فيرجع الرجل على معزه من الناس من بني عمومته فيقتله او يسخن فيه بالسيف وهذا دليل على سفاهيم وقلة عقولهم وشدة ما كانوا يجدونه من زوال العقل بشرب الخمر. ان الرجل يعود على ابن عمه الذي هو قطعة منه وهو ناصره ومعزه فيدخل فيه بسيفه. فينقلب الصديق عدوا والعدو صديقا والدليل العاشر حديث عائشة رضي الله عنها انها اخبرت عروة وهو ابن اختها ان النكاح في الجاهلية كان على اربعة انحاء. الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من خبر عن انواع النكاح التي كانت في الجاهلية. كنكاح الاستبضاع ونكاح الاجتماع ونكاح الاجور. فهدم النبي صلى الله عليه وسلم تلك الانكحة وابقى النكاح المشهور بين الناس الى يومنا هذا. ومن تأمل هذه الادلة من الايات والاحاديث ادرك سوء الحال التي كان عليها اهل في اديانهم وارزاقهم واحوالهم الاجتماعية والعلمية وانهم كانوا بحق في جاهلية جهلها وظلمة ظلماء وعماية شديدة افسدت شأناهم كله. فكان بعث النبي صلى الله عليه وسلم اليهم اخراج لهم من انواع كثيرة من الظلمات الى نور الاسلام. نعم قلتم باب فضل الاسلام مقصود الترجمة بيان فضل الاسلام وفضل الاسلام هو ما اختص به من وجوه المحاسن والكمالات ما اختص به من وجوه المحاسن والكمالات فاصل الفضل الزيادة اي ما زاده الاسلام على غيره من الاديان. اي ما زاده الاسلام على غيره من الاديان من وجوه الحسن والكمال قال نعم قلتم وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم ما اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من وقوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيل وعنين عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان ممن رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا رواه مسلم. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه ثم قرأوه ولا تتبعوا السبل. رواه النسائي في السنن المعروفة بالكبرى واحمد واللفظ له. واسناده حسن. وعن معاوية ابن سفيان رضي الله عنهما انه قال قام فينا قام فينا فقال فقال الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ففينا فقال الا ان من قبلكم من اهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة. وان هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثاني وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة. وانه سيخرج من امتي اقوام تجارى بهم تلك الاهواء. كما والكلب بصاحبه. رواه ابو داوود واسناده حسن. وعن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ادعى بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا دعوة الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. رواه الترمذي واسناده صحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه رواه البخاري ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة فالدليل الاول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه الوجه الاول في قوله اليوم اكملت لكم دينكم فمن فضل دين الاسلام انه كامل وان المكمل له هو الله فمن فضل دين الاسلام انه كامل. وان المكمل له هو الله وبلوغ الكمال فضل وكون مكمله الله غاية الفضل وبلوغ الكمال فضل. وكون المكمل لله غاية الفضل. وثانيها في قوله واتممت عليكم نعمتي واعظم نعمة الله التامة هي نعمته الدينية بالاسلام. واعظم نعمة الله التامة هي نعمته الدينية بالاسلام. فمن فضل الاسلام انه النعمة الدينية التامة فمن فضل الاسلام انه النعمة الدينية التامة والوجه الثالث في قوله ورضيت لكم الاسلام دينا. فمن فضل الاسلام انه الدين الذي رضيه الله لنا فمن فضل الاسلام انه الدين الذي رضيه لنا فلم نرضه نحن لانفسنا ولا اخترناه عادة ولا وراثة عن عن ابائنا. وانما لان الله سبحانه وتعالى رضي لنا وهو سبحانه وتعالى اعلم بما يصلح بنا ونصلح به والدليل الثاني قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دين الاية. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله تعالى فلن يقبل منه فكل دين سوى الاسلام مردود والاسلام وحده هو المقبول فكل دين سوى الاسلام مردود والاسلام وحده هو المقبول فمن فضل دين الاسلام انه الدين الذي يقبله الله ولا يقبل غيره فمن فضل الاسلام انه الدين الذي يقبله الله ولا يقبل غيره والاخر في قوله وهو في الاخرة من الخاسرين اي من ابتغى غير الاسلام دينا خسر في الاخرة فيكون من ابتغى الاسلام دينا رابحا فائزا في الاخرة فمن فضل دين الاسلام ان العبد يحرز به الفوز في الاخرة فمن فضل دين الاسلام ان العبد يحرز به الفوز في الاخرة. والدليل الثالث قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما. الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه الوجه الاول في قوله صراطي فان الله اضافه الى نفسه تعظيما له فان الله اضافه الى نفسه تعظيما له وهذا الصراط هو الاسلام فمن فضل دين الاسلام انه صراط الله فمن فضل دين الاسلام انه صراط الله. والاضافة للتشريف والاضافة للتشريف والوجه الثاني في قوله مستقيما فمن فظل ديني فمن فضل دين الاسلام انه دين مستقيم وغيره معوج. فمن فضل دين الاسلام دين مستقيم وغيره معوج والوجه الثالث في قوله فاتبعوه وهو امر بلزوم الاسلام والدخول فيه. وهو امر بلزوم الاسلام والدخول فيه يدل على فضله لان الامر من الله سبحانه وتعالى يدل على فضله لان الامر من الله سبحانه وتعالى وانما يأمر الله سبحانه وتعالى بما فيه الخير العظيم والاجر الوفير. والجزاء الجليل. والدليل الرابع حديث عباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه مرفوعا ذاق طعم الايمان. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود للترجمة في قوله ذاق طعم الايمان. فمن فضل الاسلام انه يحصل به العبد الايمان انه يحصل به العبد ذوق الايمان. وهو اعظم ذوق يدركه العبد فان العبد لا يذوق شيئا يكون احلى من الايمان وقد اتفق اهل العلم على ان الايمان يذاق واختلفوا في حقيقة ذوقه. هل هي معنوية ام حسية على قولين اصحهما انه يحس بما يجده العبد من طمأنينة قلبه وانشراح صدره. انه يحس بما يجده العبد من طمأنينة قلبه وانشراح صدره. وهو اختيار ابي الفرج ابن رجب رحمه الله. والدليل الخامس ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده. الحديث رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند هو اسناده حسن. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله هذا سبيل الله فمن فضل دين الاسلام انه سبيل الله والاضافة للتشريف واذا كان الناس يفتخرون بسلوكهم طريق معظم من الخلق فان الشرف الذي يناله العبد بسلوك طريق الله اعظم واعظم والاخر في قوله مستقيما. والاخر في قوله مستقيما فمن فظل دين الاسلام انه مستقيم غير معوج انه مستقيم غير معوج. فمن استقام عليه استقام له شأنه كله في كل دقيقة والدليل السادس حديث معاوية رضي الله عنه انه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابو داوود. واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واحدة في وواحدة في الجنة. وهي الجماعة فمن فظل دين الاسلام ان العبد يدخل به الجنة فمن فضل دين الاسلام ان العبد يدخل به الجنة واعظم الاسلام الذي يحقق للعبد هذا هو الاسلام الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان امته ستفترق وستكون ثلاثا وسبعين فرقة وتلك الفرق كلها منسوبة الى الاسلام والفرقة التي هي على الاسلام الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم هي فرقة واحدة وهي الجماعة فمن اندرج فيها كان اعظم المسلمين حظا واوفرهم نصيبا في دخوله الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها والدليل السابع حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ومن ادعى دعوى جاهلية الحديث رواه الترمذي واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله فمن فضل دين الاسلام ان الله اختار له ولاهله اسماء. فمن فضل دين الاسلام ان ان الله اختار له ولاهله اسماء فسماه الاسلام والايمان والاحسان والحنيفية والصراط المستقيم وسمى اهله منين والمسلمين وعباد الله والمحسنين. فالاسماء التي اختارها الله عز وجل لهذا الدين ولاهله دالة على فضله فانه من شرفه وعظمة وعظمة قدره ان الله اختار اسماءه واسماء اهله والاسماء الدينية نوعان والاسماء الدينية نوعان احدهما اسماء دينية شرعية وهي الموافقة للشرع. اسماء دينية شرعية. وهي الموافقة للشرع والاخر اسماء دينية غير شرعية وهي المخالفة للشرع وهي المخالفة للشرع والعبد مأمور باتباع الاسماء الشرعية الموافقة الشرع وتلك الاسماء نوعان ايضا. وتلك الاسماء نوعان ايضا. فالنوع الاول اسماء شرعية اسماء شرعية اصلية وهي التي سمانا به بها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كالاسلام والمسلمين والايمان والمؤمنين والاحسان والمحسنين والعبادة وعباد الله والنوع الاخر اسماء شرعية تابعة وهي الاسماء التي لم ترد في القرآن ولا في السنة وهي الاسماء التي لم ترد في القرآن ولا في السنة وصارت شعارا لاهل الحق في مقابل الباطل. وصارت شعارا لاهل الحق في مقابل الباطل قيل كاهل السنة في مقابل اهل البدعة كاهل السنة في مقابل اهل البدعة واهل الاثر في مقابل اهل النظر واهل الاثر في مقابل اهل النظر واهل الحديث في مقابل اهل الرأي واهل الحديث في مقابل اهل الرأي والسلفيين في مقابل الخلفيين فهذه الاسماء الاربعة لم ترد في القرآن والسنة وهي اسماء شرعية باعتبار صدقها على اهل الحق. فان الحق يكون في السنة لا في البدعة ويكون في الحديث لا في الرأي. ويكون في الاثر لا في النظر. ويكون في اتباع السلف لا في اتباع الخلف. والدليل الثامن حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ابغض الناس الى ثلاثة الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية اي ملتمس في الاسلام شعائر الجاهلية اي ملتمس في الاسلام شعائر الجاهلية وجعل الساعي في ذلك من ابغض الناس لكمال دين الاسلام واستغنائه عن غيره. وجعل الساعي في ذلك من ابغض الناس لكمال دين الاسلام في غنائه عن غيره. فدين الاسلام غير مفتقر. الى شعائر تؤخذ من غيره. من اهل الجاهلية من الكافرين سواء كانوا من اهل الكتاب او من غيرهم. نعم قلتم باب قول الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك مقصود الترجمة بيان فضل القرآن الكريم وما يجب فيه بيان فضل القرآن الكريم وما يجب فيه نعم قلتم وقوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وقوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجر كبيرا وقوله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الاية وقوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا ارى الاية وعن ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابشروا ابشروا اليس تشهدون ان لا اله الا الله واني رسول الله؟ قالوا نعم. قال فان هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فتمسكوا به. فانكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده ابدا. رواه ابن نحبان وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ان الله يرفع بهذا الكتاب اقوام ومن ويضع به اخرين رواه مسلم. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري. وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثلا وترجت ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمنين الذين يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافقين الذي يقرأ القرآن مثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافقين الذين يقرأون القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر متفق عليه واللفظ لمسلم. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكنها حرف ولام حرف وميم حرف. رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب. وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره الى السماء ثم قال هذا اوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدر منه على شيء. فقال هادو منو لابيد الانصاريين كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن. فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نسائنا وابناءنا فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت لا اعدك من فقهاء اهل المدينة هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ رواه الترمذي وقال حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها قالت تلى رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قوله تعالى هو الذي ينزل عليك الكتاب من هو ايات محكمات هن ام الكتاب واخر فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا اه اولوا الالباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه اولئك الذين سمى الله فاحذروهم. متفق عليه واللفظ لمسلم ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وانه لذكر لك ولقومك. اي لشرف لك ولقومك قاله ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد ابن جبر رحمه الله واختاره ابن جرير فالقرآن شرف للنبي صلى الله عليه وسلم وشرف لقومه الذين انزل عليهم القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم فيهم وشرف الانسان على قدر ما له من القرآن. وهذه المرتبة من الشرف عند الله سبحانه وتعالى. فالاية كقول تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فتقدير هذا المعنى ان اشرفكم عند الله من عظم حظه من القرآن. والدليل الثاني قوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق الاية. ودلالته على مقصود ترجمتي من ثلاثة وجوه اولها في قوله بالحق فهو نازل بما ثبت ولزم الخلق. فهو نازل بما ثبت ولزم الخلق. فليس في اعاني شيء من الباطل وثانيها في قوله مصدقا لما بين يديه من الكتاب اي موافقا لما تقدمه من الكتاب الذي جاء به الانبياء عن الله اي موافقا لما تقدمه من الكتاب الذي جاء به الانبياء عن الله عز وجل وثالثها في قوله ومهيمنا عليه اي مستعليا عليه لجلالته وعظمته اي مستعليا عليه لجلالته وعظمته. فهو بالغ في الفضل غايته. فاستحق ببلوغ هذه الرتبة ان له العلو على سائر كتب الله التي انزلها على انبيائه وبلغ من علوه انه نسخ ما تقدمه من الكتب فكل الكتب الالهية النازلة على الانبياء قبل القرآن مزالة بما انزله الله في القرآن والدليل الثالث قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب الاية ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه اولها في قوله تبيانا لكل شيء اي ايضاحا لكل شيء وما كان موضحا كل شيء فلا يحتاج معه الى شيء. وما كان موضحا كل شيء فلا يحتاج مع الى شيء وثانيها في قوله وهدى فالقرآن هاد للخلق وهداية القرآن نوعان وهداية القرآن نوعان احدهما هداية عامة باقامة الحجة هداية عامة باقامة الحجة كما قال تعالى هدى للناس وثانيها هداية خاصة بايضاح المحجة كما قال تعالى هدى للمتقين والفرق بين الهدايتين ان هداية القرآن للمؤمنين هداية انتفاع وهدايته لغيرهم هداية انقطاع فالمؤمنون ينتفعون بالقرآن في العاجل والاجل. واما غيرهم فتنقطع حججهم. وتبطل بيناتهم بالقرآن الكريم. وثالث في قوله ورحمة فالقرآن الكريم رحمة انزلها الله سبحانه وتعالى على خلقه وحظ العبد من هذه الرحمة على قدر حظه من القرآن ولذلك فان الله لما استفتح سورة الرحمن بقوله الرحمن قال ايش علم علم القرآن فمن اعظم رحمة الله الخلق انه علمهم القرآن فمن اعظم اسباب الرحمة القرآن الكريم. فمن اخذ منه حظا وافرا رجي له القدر الاعظم من رحمة الله سبحانه وتعالى. ورابعها في قوله وبشرى للمسلمين. فهو يبشر المسلمين بما لهم في الدنيا والاخرة من المقام الكريم والمنزل العظيم والدليل الرابع قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. الاية ودلالته على مقصود الترجمة مين وجهين احدهما في قوله يهدي للتي هي اقوم. فمن فضل القرآن انه يهدي للسبيل الاقوم في انتقادات والاقوال والاعمال. فمن فضل القرآن انه يهدي للسبيل الاقوم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. فمن اخذ به هدي الى الامر والدين الحكيم وثانيها في قوله ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا. فمن فضل القرآن انه مبشر المؤمنين بما لهم من الاجر الكبير. اذا قرن اذا قرنوا ايمانهم بالاعمال الصالحات فالقرآن كما تقدم بشرى للمسلمين. والدليل الخامس قوله تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل ودلالته على مقصود الترجمة في قوله خاشعا متصدعا من خشية الله فمن فضل القرآن عظم هيبته وجلالة شأنه. فمن عظم القرآن فمن فضل القرآن عظم وهيبته وجلالة شأنه حتى لو قدر انه نزل على جبل لصارى ذلك الجبل خاشعا اي متصدعا متشققا من خشية الله فاذا كان هذا اثر القرآن على الجبل الاصم فكيف ينبغي ان يكون اثره على القلب الذي هو من لحم ودم ولكن الامر كما قال عثمان رظي الله عنه لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا اي من القرآن رواه الامام احمد في فضائل الصحابة. فيبلغ من شؤم النجاسة التي تكون في القلوب انها تمنع خشوع القلب عند سماع القرآن الكريم. ولصفاء الجبل من امور تفسده عند نزول كلام الله عليه لو قدر ذلك انه يكون خاشعا متصدعا من خشية الله. فمن طهر قلبه رق قلبه بالقرآن وعظم انتفاعه به. ومن فسد قلبه لم يزل القرآن يقيم عليه الحجة بعد الحجة فان القرآن يكون لقوم هاديا يهديهم الى جنات النعيم ويكون لاخرين شيئا يخزهم يزخهم في ظهورهم الى نار الجحيم اعاذنا الله واياكم من ذلك والدليل السادس قوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كمثل الحمار يحمل اسفارا وهو مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لمن كذب بايات الله. فمن الواجب على العبد ان صدق بايات الله وتصديقها بالاعتقاد القلبي والعمل بالجوارح فانه اذا كان كذلك انتفع بالقرآن الكريم. واما ان كان يعرف ايات القرآن ولا يعتقد معانيها ولا يعمل بما فيها فهذا له حظ من الوصف الذي ذكره الله سبحانه وتعالى لاهل الكتاب من اليهود في قوله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا. والدليل السابع حديث ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابن حبان. واختلف في وصله وارساله والمحفوظ انه مرسل عن نافع ابن جبير رجحه ابو حاتم الرازي في كتاب العلل لابنه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فان هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم والسبب هو الشيء الواصل بين اثنين. والسبب هو هو الشيء الواصل بين اثنين. ومنه القرآن حبل الله لانه يصل بين الخالق والمخلوق. وهذا المعنى ثابت بالقرآن والسنة والاجماع قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا اي اعتصموا بكتاب الله الذي انزله عليكم ولا والدليل الثامن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرفع بهذا الكتاب الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين فمن فضل القرآن حصول الرفعة لاهله. فمن فضل القرآن حصول الرفعة لاهله. فمن اخذ قرآن رفعه الله. ومن لم يبالي وضعه الله وهذا عام في الافراد والدول. فمن اخذ بالقرآن تصديقا وعملا واتباعا رفعه الله في دنيا والاخرة. ومن اعرض عنه وضعه الله في الدنيا والاخرة. وفي الحديث ان الرفعة والوضع بيد الله سبحانه وتعالى. فمن شاء الله رفعه ومن شاء الله وضعه والدليل التاسع حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن قال وعلمه. رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه اي افظلكم واعظمكم فمن فضل القرآن ان من قام في تعلمه وتعليمه يكون افضل هذه الامة وفي البخاري عند هذا الحديث ان راويه عن عثمان واسمه ابو عبدالرحمن السلمي قال فهذا الحديث اجلسني هذا المجلس ثلاثين سنة وكان ابو عبدالرحمن من اوعية العلم والقرآن وجلس لتعليم الناس القرآن اكثر من ثلاثين سنة وهو ومن شيوخ عاصم ابن ابي النجود الذي هو شيخ حفص ابن سليمان والناس يقرأون بروايته المشهورة. والدليل العاشر حديث ابي موسى الاشعري مرفوعا مثل المؤمن الذي اقرأوا القرآن الحديث رواه البخاري ومسلم. ودلالته على مقصود الترجمة فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الكمال والنقص الحادث باخذ القرآن وتركه. فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الكمال والنقص الحادث من اخذ بالقرآن وتركه. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر انواع الناس مع القرآن وانهم اربعة انواع فالنوع الاول المؤمن الذي يقرأ القرآن فهذا كالاترجة وهي نوع من الفاكهة ريحها طيب وطعمها طيب والنوع الثاني المؤمن الذي لا يقرأ القرآن لا يقرأ القرآن فهذا كالتمرة ريحها طيب طعمها طيب ولا ريح لها والنوع الثالث المنافق الذي يقرأ القرآن فهذا كمثل الريحانة. ريحها طيب وطعمها مر والنوع الرابع المنافق الذي لا يقرأ القرآن فهذا كمثل الحنظلة ليس لها ريع وطعمها مر ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الكافر في هذه الانواع لماذا الجواب لمن اراد ان يرفع يده نعم لان الكافر لا يقرأ القرآن ادركنا اناسا منهم يحفظون القرآن يحفظون القرآن لا يؤمن بالقرآن ايش ظاهره الكافر الكافر ها لا يعد من لا يعظم القرآن ها ايش لا يؤجر لان الكافر لا يعد من اهل القرآن ظاهرا ولا باطنا. اما المؤمن فيعد من اهل القرآن باطنا وظاهرا والمنافق يعد من اهله ظاهرا لا باطنا واما الكافر فلا يعد من اهله لا ظاهرا ولا باطنا فلا يدخل في هذه انواع ولهذا اعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكره. فمهما بلغ حظه من القرآن ولو حفظه فانه لا يعد من اهله. والدليل الحادي عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا من قرأ حرف فمن كتاب الله الحديث رواه الترمذي. واختلف في رفعه ووقفه. والمحفوظ انه موقوف من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وله حكم الرفع اي انه يحكم بان المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما اللفظ فانه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه. فما كان من هذا الجنس قالوا فيه موقوف اللفظ مرفوع حكما. اي باعتبار المعنى لا يقال الا عن وحي لان ابن مسعود رضي الله عنه اخبر في كلامه عن اجر على عمل وترتيب الاجور على الاعمال لابد فيه من وحي من كلام الله او كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة. والحسنة بعشر امثالها. فمن فضل القرآن ان حرف منه تكون حسنة والحسنة تضاعف عشر حسنات في اقل مرتبتها كل حسنة تضعف عشرا وما فوق العشر يختلف فيه الناس فمنهم من منتهاه الى العشر ومن ومنهم من منتهاه اعظم من ذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فالحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة. باعتبار حسن اسلام العبد والمراد بالحرف في الحديث الكلمة والمراد بالحرف في الحديث الكلمة كما قال ابن مسعود لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف يعني كلمة الف ولام ولام حرف وميم حرف فمثلا قوله تعالى انا اعطيناك الكوثر كم فيه حرف باعتبار هذا المعنى ثلاثة احرف يعني ثلاث كلمات فالحرف في كلام العرب هو الكلمة واما هذه الحروف الهجائية فهي صناعة للتهجي فهي صناعة للتهجي فمن قرأ كلمة من القرآن فله بها حسنة الى عشر حسنات الى ما فوق ذلك من اضعاف كثيرة للعبد. والحديث الثاني او الدليل الثاني عشر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال كن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الترمذي واسناده قوي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا زياد ومعنى ثكلتك امك اي ايش ما الجواب اي فقدتك وهذا دعاء يجري على السنة العرب يريدون به المبالغة في الحث يريدون به المبالغة في الحث. لا حقيقته من موته وفقد امه له. لا حقيقته من موته وفقد امه له فاذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لاحد ثكلتك امك فمراده حثه على ما يذكر له من العلم كقوله هنا ثكلتك امك يا زياد وقوله في الحديث الاخر ثكلتك امك يا معاذ ودلالتك على مقصود الترجمة بقوله ان كنت لاعدك من فقهاء اهل المدينة الى تمام الحديث فالقرآن انما ينفع المرء اذا كان عاملا به. اما مجرد معرفته حروفه واداءه فهذا لا ينتفع به العبد. فمن فضل القرآن نفعه اهله اذا اخذوه بحقه. فمن فضل القرآن نفعه اهله اذا اخذوه بحقه. ومن قصر في حقه قصر حظه من الانتفاع بالقرآن. والدليل الثالث انتشر حديث عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انزل عليك الكتاب الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سماهم سمى الله فاحذروهم. فمن حق القرآن الاعراض عن المتبعين ما تشابه منه فمن حظ القرآن فمن حق القرآن الاعراض عن المتبعين ما تشابه منه. لان هؤلاء هم من اهل الزيغ. فعلامة المؤمنين انهم يؤمنون بالقرآن على كل حال. واما الزائغين فان انهم يتبعون ما تشابه منه. وقد حذرنا الله سبحانه وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فقال فاحذروهم وهذا التحذير يشمل امرين احدهما التحذير من شخوصهم فلا يصحبون. اي لا يتخذون اصحابا والاخر التحذير من نصوصهم فلا يسمعون ولا يتبعون. التحذير من نصوصهم فلا يسمعون ولا يتبعون. وهؤلاء قد كثر سوادهم باخرة فمثلا لو سألتكم الان هل الايمان بالقدر من اركان الايمان ام لا ما الجواب نعم ما الدليل من القرآن؟ نريد من القرآن ايش ان قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر ان كل شيء خلقناه بقدر في اية اخرى فيصير العبد مأمورا بان بان لله قدرا. قال تعالى وكان امر الله قدرا مقدورة. وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا فالايمان بالقدر مما امرنا من الايمان به بالايمان به ام لا ها امرنا نعم طيب لو قال قائل ان من اخطاء الناس عدوهم الايمان بالقدر من اركان الايمان لان الله ذكر اركان الايمان في مواضع من القرآن مقرونة كاخر سورة البقرة وكسورة النساء ولم يذكر الايمان بالقدر كلامه صحيح ام غير صحيح لماذا غير صحيح الجواب ان كلامه غير صحيح لان الايمان بالقدر مذكور في الايمان بالله فالقدر قدرة الله فالقدر قدرة الله فهو تابع في الحقيقة لايمان العبد بقدرة الله سبحانه وتعالى وافرد ذكر القدر في القرآن تعظيما له. وافرد ذكر القدر في القرآن تعظيما له فان من اثقل ما يقع على النفوس ولا سيما عند نزول المصائب الاقرار بالقدر. فهؤلاء كثروا باخرة وصاروا يزيفون كلامهم زينونه باشياء باطلة فيجب على المسلم ان يحفظ دينه بالحذر من هؤلاء والا يتلقى الدين والعلم الا من عرف بدين وعلم. اما من كان لقيطا في الدين لا يعرف له اصل فيه باخذه عن اهله ولا هو ممن نشأ في بلاد الاسلام ولا درس في مدارس المسلمين فانى له وللدين المتين نعم قلتم باب قوله باب باب باب قول الله تعالى لقد جاءكم رسول من ان انفسكم الاية. مقصود الترجمة بيان فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه العظيم. بيان فضل الرسول صلى الله عليه سلم وشرفه العظيم. نعم وقوله تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلم الكتاب والحكمة الاية وقوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاخذناه واخذا وبيلا. وقوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم. وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال ما سمعت لشيء قط ويقول اني لاظنه كذا الا كان كما يظن. بينما عمر جالس اذ مر به رجل جميل. فقال قد اخطأ ظني او ان هذا على دين في الجاهلية او لقد كان كاهنهم. علي بالرجل. فدعي له فقال له ذلك فقال ما رأيتك اليوم استقبل به رجل مسلم قال فاني اعزم عليك الا ما اخبرتني قال كنت كاهنهم في جاهلية قال فما اعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال بينما انا يوما في بينما انا يوما في السوق. جاءتني فيها الفزع فقالت الم تر الجن وابلاسها ويأسها من بعد انكاسها ولحوقها بالقلاص واحلاسها قال عمر صدق بينما انا عند الهتهم اذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صائغ. لم اسمع صارخا قط اشد صوتا منه يقول يا جليح امر نجيح رجل فصيح يقول لا اله الا انت فوثب القوم. قلت لا وراحوا حتى اعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح امر نجيح رجل فصيح يقول لا اله الا الله فقمت فما نشبنا ان قيل هذا نبي رواه البخاري. وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا محمد وانا احمد وانا الماحي الذي يمحي بيمحى يمحى بي الكفر. وانا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي. وان عاقبوا والعاقب الذي ليس بعده نبي متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن اثرة ابن الاصقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله اصطفى كنانة ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش من بني هاشم واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد لادم يوم القيامة واول من واول من ينشق عنه القبر. واول مشفع رواه مسلم. وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطيت ما لم يعطى احد من الانبياء فقلنا يا رسول الله ما هو؟ قال بالرعب واعطيت مفاتيح الارض وسميت احمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت امتي خير الامم رواه احمد واسناده حسن وعن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله بن عاصي رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقولوا ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة. فانها منزلة الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون هو. فمن سألني الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله زواليا الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغها ملكها ما زوي لي منها واعطيت الكنزين الاحمر والابيض واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة بعامة والا عليه معدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. وان ربي قال يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا املكهم بسنة بعامة. وان لا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم يستبيحوا بيضتهم. ولو اجتمع باقطارها وقال من بين اقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. رواه مسلم ايضا ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة اثني عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم. الاية ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه اولها في قوله رسول من انفسكم فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرفه ان الله سبحانه وتعالى بعثه من خيرة الخلق وهم العرب كما سيأتي في الاحاديث بعده وثانيها في قوله عزيز عليهما عنتم ان يعزوا عليه ما يشق عليكم فمن شرفه صلى الله عليه وسلم وفضله ما اوتيه صلى الله عليه وسلم من الشفقة بنا حتى يشق على نفسه ما حتى يعز على نفسه ما يتخوفه علينا من المشقة وثالثها في قوله حريص عليكم. اي على هدايتكم. فمن فضله صلى الله عليه وسلم شدة حرصه على بداية الخلق ورابعها في قوله بالمؤمنين رؤوف رحيم. فمن فضله صلى الله عليه وسلم وشرفه ما ناله من الحظ الاوفى في صفة الرأفة والرحمة والدليل الثاني قوله تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه اولها في قوله تعالى رسولا منهم فهو من العرب الذين هم خيرة ذرية ادم كما تقدم وثانيها في قوله يتلو عليهم اياته فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرفه ان الله جعله تاليا اياته على الناس فما يتلوه على الخلق هو ايات انزلها الله سبحانه وتعالى عليه. وخصه بها دون سائر خلقه وثالثها في قوله ويزكيهم. فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم انه كان يزكي النفوس بما اتاه الله عز وجل من الوحي والرسالة ورابعها في قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة فمن شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضله انه كان معلما الكتاب والحكمة. وقد امتن الله سبحانه وتعالى عليه بذلك فقال وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك ايش؟ عظيمة والدليل الثالث قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله شهيدا عليكم. فمن فظل محمد صلى الله عليه وسلم انه شاهد عند الله على هذه الامة فهو الشاهد الذي ارتضاه الله وفي ذلك بيان عدالته صلى الله عليه وسلم فان الله لا يرضى من شهود الا عدولهم. والدليل الرابع قوله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. ودلالته على مقصوده للترجمة في قوله الا رحمة للعالمين. فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم انه هو الرحمة المهداة فكان صلى الله عليه وسلم رحمة للخلق اجمعين فهو رحمة للمؤمنين بما يبين لهم من الحق المرقي لهم في مقامات الكمالات. وهو رحمة للكافرين بما يبينه لهم من الحق المانع لهم من السقوط في الافات فان من امتثل منهم امر النبي صلى الله عليه وسلم ردعه عن الشرور التي يتقحمها. والدليل الخامس قوله الاوانك لعلى خلق عظيم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لعلى خلق عظيم فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرفه انه او كان على دين عظيم انه كان على خلق عظيم والخلق المذكور في الاية له معنيان احدهما معنى عام وهو الدين فانه يسمى خلقا ومنه قول مجاهد وغيره في تفسير هذه الاية وانك لعلى خلق عظيم اي دين عظيم والاخر انه اسم لما يجري بين العبد وغيره من انواع المعاملة. اسم لما يجري بين العبد وغيره من انواع المعاملة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم في اخلاقه بالغا العظمة والدليل السادس حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه انه قال ما سمعت عمر لشيء قط يقول الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في قوله رجل فصيح يقول لا اله الا انت يعني النبي صلى الله عليه وسلم واصل الفصاحة في اللغة الظهور والبيان. وفصاحته صلى الله عليه وسلم نوعان وفصاحته صلى الله عليه وسلم نوعان. احدهما فصاحة دينه بظهوره وجلائه فدين النبي صلى الله عليه وسلم لا خفاء فيه ولا سر فصاحة دينه بظهوره وجلائه. فدين الرسول صلى الله عليه وسلم لا خفاء فيه ولا سر. والاخر راحة لسانه ببلاغته وبيانه. فصاحة لسانه ببلاغته وبيانه. فكان النبي صلى الله عليه وسلم افصح الناس وقوله في الحديث يا جليح الجريح الوقح المكافح بالعداوة والدليل السابع حديث جبير ابن مطعم رظي الله عنه مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا محمد وانا احمد. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على شرفه وفضله. فكل اسم من هذه الاسماء فيه من المعاني ما يدل على فضله صلى الله عليه سلم وعظم شرفه. والدليل الثامن حديث واثلة بن الاصقع بن الاصقع رضي الله عنه مرفوعا ان الله اصطفى انا من ولد اسماعيل. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله واصطفاني من بني هاشم فهو صلى الله عليه وسلم صفوة من صفوة من صفوة من صفوة. وهذا يدل على عظيم شرفه فان الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة. واصطفى بني هاشم من قريش. واصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من بني هاشم فهو صلى الله عليه وسلم صفوة صفوة الاصفياء وغاية المختالين نجباء صلى الله عليه وسلم. والدليل التاسع حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم الحديث. رواه مسلم ايضا ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه. اولها في قوله انا سيد ولد ادم يوم القيامة بلغه صلى الله عليه وسلم السيادة على ذرية ادم اجمعين. وثانيها في قوله واول من ينشق عنه القبر فالنبي صلى الله عليه وسلم هو اول من يخرج من قبره. فمقدم الخلق في الخروج من الظلمات الى النور بما كان عليه من دين الحق يكون مقدمهم عند الله سبحانه وتعالى بالخروج من ظلمة القبر الى نور البعث. والوجه الثالث في قوله واول شافع اي اول مبتدأ الشفاعة فاول من يشفع عند الله عز وجل هو النبي صلى الله عليه وسلم ورابعها في قوله واول مشفع اي اول مكرم بامضاء شفاعته صلى الله عليه وسلم. والدليل عاشر حديث علي رضي الله عنه مرفوعا اعطيت ما لم يعط احد من الانبياء. الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما لم يعطى احد من الانبياء فمن فضله صلى الله عليه وسلم ان له من المواهب الربانية والمنح الالهية والاعطيات حمانية ما لم يكن لغيره من الانبياء الذين هم صفوة خلق الله من ذرية ادم. ومن جملة ما رضي ما ذكر في هذا الحديث في قوله نصرت بالرعب واعطيت مفاتيح الارض الى اخر ما ذكر الله عليه وسلم. والدليل الحادي عشر حديث عبدالله بن عمرو. حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مرفوعا اذا سمعت ثم المؤذن الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها في الجنة. الحديث ففيه ان اعظم الخلق يرجى ان يكون فائزا بالوسيلة هو محمد صلى الله عليه وسلم لما كان عليه من احوال الكمال التي ترشح بها الى هذه المرتبة العظيمة والدليل السادس عشر حديث ثوبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله زوى الارض. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة من اربعة وجوه اولها في قوله وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ففيه سعة ملك امته الذي هو سعة ملكه صلى الله عليه وسلم فانه امام هذه الامة والملك الذي كان له صلى الله عليه وسلم لا كملك الملوك فان الملوك يملكون الارض والابدان. واما النبي صلى الله عليه وسلم فان الله سبحانه وتعالى اتاه ما اتاه من اتباع الخلق بما في قلوبهم من الايمان وتعظيمه صلى الله عليه وسلم فانقادوا له وثانيها في قوله واعطيت الكنزين الاحمرا والابيظ. اي الذهب والفضة ففيه بيان سعة ما يفتح على امته صلى الله عليه وسلم من بعده من امر الدنيا. وثالثها في قوله واني سألت ربي لامتي الا يهلكها بسنة عامة فمن فضل النبي صلى الله عليه وسلم وشرفه انه اوتي ان امته لا يأخذها هلاك جامع. ان امته لا يأخذها هلاك جامع فلا تهلك اجمع بامر واحد. ورابعها في قوله والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم يعني جماعتهم بان يستحلها بما يسفك من الدماء ويصيب من الاموال والنساء والاولاد. فاوتي النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فمن شرفه وفضله ما اوتيه وفي امته من حفظهم وعدم تسليط عدوهم عليهم. نعم قلتم باب حق النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي عليه وسلم. مقصود الترجمة بيان حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا بيان حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا. والحق اسم لما ثبت ولزم اسم لما ثبت ولزم. واعلاهما ثبت ولزم بطريق الشرع ومن جملته ما ثبت في شرعنا ولزمنا لنبينا صلى الله عليه وسلم. نعم قلتم وقول الله تعالى فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم يهتدون وقوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ليجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. وقوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وقوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وعن انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى رواه البخاري. وعن انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن رغب عن سنتي فليس مني متفق عليه وفيه قصة. وعن تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا فصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود واسناده حسن. وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تضروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله رواه البخاري وعن انس رضي الله عنه ان اناس قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا خيرنا خيرنا ويا سيدنا وابن سيدنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايها يا ايها الناس عليكم بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان اني لا اريد ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلنيها الله انا انا محمد ابن عبد الله عبده ورسوله. رواه النسائي في السنن واسناده صحيح ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة عشر دليلا. فالدليل الاول قوله تعالى بالله ورسوله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فامنوا بالله ورسوله. فمن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نؤمن به والدليل الثاني قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله لتؤمنوا بالله ورسوله فمن حقه صلى الله عليه وسلم الايمان به. وثانيها في قوله وتعزروه اي وتنصروه فمن حقه صلى الله عليه وسلم نصره. وثالثها في قوله وتوقروه اي تعظموه. فمن صلى الله عليه وسلم تعظيمه فهذه الاية من اجمع الايات في بيان حقوق النبي صلى الله عليه وسلم فانها جمعت اصول حق صلى الله عليه وسلم علينا والدليل الثالث قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله خذوه وقوله فانتهوا. فمن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نأخذ ما اتانا ان ننتهي عما نهانا. والدليل الرابع قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حتى يحكموك فيما شجر بينهم. اي فيما جرى بينهم من الاختلاف فمن حقه صلى الله عليه وسلم رد الامر الى حكمه عند الاختلاف. رد الامر الى حكم به عند الاختلاف. والدليل الخامس قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاتبعون. فمن حقه صلى الله عليه وسلم اتباعه في قوله فاتبعوني فمن حقه صلى الله عليه وسلم علينا اتباعه اتباعه المورث محبة الله سبحانه وتعالى والدليل السادس قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره. فمن حقه صلى الله عليه وسلم علينا ان نتبعه. ومن خالف امره فانه محذر بما ذكر الله في هذه الاية. في قوله ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. قال الامام احمد اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك الله اذا رد بعض امره ان يزيغ قلبه فيهلك. رواه ابن بطة في كتاب الابانة الكبرى والدليل السابع قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قول يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فمن حقه صلى الله عليه وسلم علينا ان نصلي ونسلم عليه فيما وقت شرعا من الصلاة والسلام عليه عند ذكره. ونصلي ونسلم عليه صلى الله عليه وسلم كما علمنا صلى الله عليه وسلم وكما يحب هو صلى الله عليه وسلم فاعظم الفاظ الصلاة والسلام هو ما علمنا صلى الله عليه وسلم واكمل الصفات هي ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم طيب سؤال الله سبحانه وتعالى قال في هذه الاية ان الله وملائكته ايش؟ يصلون على النبي ثم قال بعد ذلك يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ما ذكر في الاية ان الله وملائكته يسلمون وانما ذكر انهم يصلون ثم لما امرنا امرنا بالصلاة والسلام لماذا نعم ايش ارفع صوتك لان الله هو السلام واذا كان هو السلام ها الحديث لا تقولوا السلام على الله. نحن لا نقول الان السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لماذا لم يقع من الله وملائكته الجواب لان اصل السلام هو السلامة من التعرض له بنقص او عيب. وهذا لا يكون من ولا من الملائكة واما من الخلق فانه يكون منهم ذلك فانهم عابوه صلى الله عليه وسلم وانتقصوه. فلما كان الاذى متصورا من الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا منه فامرنا بان نصلي عليه صلى الله عليه وسلم وان نسلم عليه صلى الله عليه وسلم والدليل التاسع حديث والدليل الثامن حديث انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. فمن حقه صلى الله عليه وسلم تقديم محبته. على محبة غيره حتى تبلغا تقديم محبته على محبته الولد والوالد والناس اجمعين. بل في حديث عمر وجوب تقديم بمحبته صلى الله عليه وسلم على محبة النفس. والدليل التاسع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اطاعني دخل الجنة فمن حقه صلى الله عليه وسلم طاعته. والدليل العاشر حديث انس رضي الله عنه مرفوعا من فمن رغب عن سنتي فليس مني. متفق عليه وفيه قصة. وهي قصة الثلاثة الذين قال احدهم اصوم ولا اكل الطعام وقال الثاني اقوم ولا انام. وقال الثالث وانا لا اتي النساء انكحوا النساء فانكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم وقال فمن رغب عن سنتي فليس مني. والرغبة عن السنة هي العدول عنها الى غيرها فمن حق المصطفى صلى الله عليه وسلم الرغبة في سنته لا الرغبة عنها. فمن حقه صلى الله عليه وسلم الرغبة في سنته اي طلبها مع اقبال القلب ورجائه لا الرغبة عنها بالعدول والعزوف عنها والرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان. والرغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان. احدهم الرغبة عنها مع اعتقاد ان غيرها مثلها او افضل منها. الرغبة عنها مع اعتقاد ان غيرها مثلها او افظل منها. وهذا كفر يخرج به العبد من الملة فلا شيء مثل سنته صلى الله عليه وسلم فضلا ان يكون افضل منها. والاخر الرغبة عنها دون اعتقاد ذلك الرغبة عنها دون اعتقاد ذلك. فهو يعدل عنها ولا يعتقد ان ما عدل اليه هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم فضلا ان يكون مثله. والدليل الحادي عشر حديث تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم آآ لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فمن حقه صلى الله عليه وسلم النصح له وحقيقة النصيحة كما تقدم قيام ناصح بما للمنصوح من حق. قيام ناصح بما للمنصوح من حق فمن نصح العبد للرسول صلى الله عليه وسلم ان يقوم بكل حق له صلى الله عليه وسلم. والدليل الثاني عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا تجعلوا بيوتكم قبورا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ولا تجعلوا قبري عيدا. فمن حقه صلى الله عليه وسلم الا يجعل قبره عيدا اي موضعا يعتاد للتعظيم اي موضعا يعتاد للتعظيم. لئلا يفضي كما هو اعظم من ذلك والاخر في قوله وصلوا علي. فمن حقه صلى الله عليه وسلم ان نصلي ونسلم عليه صلى الله عليه وسلم. والدليل الثالث عشر حديث عمر رضي الله عنه مرفوعا لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. الحديث رواه البخاري فمن حقه صلى الله عليه وسلم ترك اطرائه والاطراء هو المجاوزة في المدح بما هو كذب هو المجاوزة في المدح بما هو كذب طيب لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه لاستغنائه صلى الله عليه وسلم بما له من مدائح الصدق. لاستغنائه صلى الله عليه وسلم بما له من مدائح فان الذي يفتقر الى المدح الكاذب هو الذي لا حظ له من مدائح الصدق او مدائح الصدق فيه قليلة. واما النبي صلى الله عليه وسلم فله من المدائح اصدقها واكملها فقد مدحه الله ومدح النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالحق ومدحه اصحابه رضي الله عنهم ومدحه المسلمون فمدحه صلى الله عليه وسلم بمدائح الصدق مأذون به واقع في القرآن والسنة وانعقد عليه الاجماع وان النهي عن مدائح الكذب التي كلف بها المتأخرون ووقعوا فيها فصاروا يذكرون من مدائح الكذب ما لا تصح نسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم. واذا كان احد من معظم الخلق يفرح بمديحة كذب فان النبي صلى الله عليه وسلم متنزه عنها. فمن صدق محبته صلى الله عليه وسلم ان يمدح بالصدق ما مدحه الله عز وجل ومدحه به نفسه ومدحه به اصحابه رضي الله عنهم. والدليل الرابع عشر حديث انس رضي الله عنه ان اناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا خيرنا. الحديث رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اني لا اريد ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني انزلنيها الله تعالى. فمن حقي النبي صلى الله عليه وسلم علينا الوقوف خوفوا الى المنزلة التي انزلها الله سبحانه وتعالى بالا نتجاوزها. فمن تجاوزها فقد وقع فيما يغضب النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم انتهى الى قدر فانه لما قرب الى ربه فصعد به الى السماء انتهى النبي صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى. فكانت سدرة المنتهى هي المنتهى. ولم يرفع النبي صلى الله عليه وسلم فوق ذلك وكذلك في الحياة الدنيا فيما امرنا واخبرنا به جعل له صلى الله عليه وسلم حد لا يتجاوزه. فهو عبد لا يعبد. ورسول لا يكذب بل يصدق الله عليه وسلم ويتبع. وليس من محبته صلى الله عليه وسلم ان ترفعه فوق الرتبة التي انزله الله عز وجل اياها فانه صلى الله عليه وسلم بنفسه اعلم وما امرنا به احكم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة العصر باذن الله تعالى