السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين القويم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه طفوة وفد الحاجة. اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الثالث عشر من برنامج تعليم حجاج في سنته الخامسة سبع وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب التحقيق قوى الايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة للعلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله المتوفى سنة واربع مئة والف وقد انتهى بنا البيان الى قوله فصل في احكام الزيارة وادابها. نعم بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى وغفر له واعلى درجته. فصل في احكام الزيارة وادابها تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج وبعده. لما ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام عن ابن عمر رضي الله عنه ان المسجد الحرام وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صادوا في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام رواه مسلم وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الى المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام افضل من مئة صلاة في مسجدي هذا. اخرجه افضل من مئة صلاة في مسجدي هذا اخرجه احمد وابن خزيمة وابن حبان وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام من مئة الف صلاة فيما سواه. اخرجه احمد ابو داوود وابن ماجة والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. فاذا وصل الزائر الى المسجد الحرام صعب له ان يقدم رجله اليمنى عند دخوله ويقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله والصلاة والسلام على رسول الله اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. اللهم افتح لي ابواب رحمتك. كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد وليس لدخول مسجده صلى الله عليه وسلم ذكر مخصوص ثم يصلي ركعتين فيدعو الله فيهما فيهما بما احب من خيري الدنيا والاخرة وان صلاهما في الروضة الشريفة فهو افضل قوله صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ثم بعد الصلاة قد يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبي ابي بكر وعمر رضي الله عنهما فيقف تجاه تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بادب وخفض صوت. ثم يسلم عليه عليه الصلاة والسلام قائلا السلام عليك يا رسول الله رحمة الله وبركاته. لما في سنن ابي داوود باسناد حسن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من احد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام. حتى ارد عليه السلام وان قال الزائر في سلامه. السلام عليك يا نبي الله. السلام عليك يا خير يا خيرة الله من خلقه. السلام عليك يا سيد المرسلين ما من المتقين اشهد انك قد بلغت الرسالة واديت الامانة ونصحت الامة وجاهدت في الله حق جهاده فلا بأس بذلك. لان هذا كله من اوصافه صلى الله عليه وسلم. ويصلي عليه عليه الصلاة والسلام ويدعو له لما قد تقرر في شريعة لما قد تقرر في الشريعة من شرعية الجمع بين الصلاة والسلام عليه عملا بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. ثم يسلم على ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ويدعو لهما ويترضى عنهما وكان ابن عمر رضي الله عنهما اذا سلما على على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه لا يزيد غالبا على قوله. السلام عليك يا رسول الله سلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابا تاه ثم ينصرف. وهذه الزيارة انما تشرع في حق الرجال خاصة. اما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لعن زوارات القبور من النساء والمتخذين عليها المساجد والسرور. واما قصد المدينة للصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والدعاء فيه. ونحو ذلك مما يشرع في سائر المساجد فهو مشروع في حق الجميع لما تقدم من الاحاديث في ذلك. ويسن للزائر ان يصلي الصلوات الخمس في المسجد مسجد رسوله في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وان يكثر فيه من الذكر والدعاء وصلاة النافلة اغتنام لما في ذلك من الاجر الجزيل احب ان يكثر من صلاة النافلة في الروضة الشريفة لما سبق من من الحديث الصحيح بفضلها وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. اما صلاة الفريضة فينبغي للزائر وغيره ان يتقدم اليها ويحافظ على الصف الاول ما استطاع وان كان في الزيادة وان كان في الزيادة القبلية لما جا في الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث والترغيب في الصف الاول مثل قوله صلى الله عليه عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدون لا يستهموا عليه لاستهاموا. متفق عليه. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم لاصحابه تقدموا فاهتموا بي ولاتم بكم من بعدكم ولا يزال الرجل يتأخر عن الصلاة حتى يؤخره الله اخرجه مسلم واخرجه ابو داوود عن عائشة رضي الله عنها بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الرجل يتأخر عن صفين المقدمة حتى يؤخره الله في النار. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لاصحابه الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال قال يتمون الصف يتم قال يتمون الصفوف الاول ويتراصون في الصفوف رواه مسلم. والاحاديث في هذا هنا في الصف رحمة الله عليه. قال يتمون الصفوف الاول ويتراصون في الصف. رواه مسلم. والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. وهي تعم مسجده صلى الله عليه وسلم وغيره قبل الزيادة وبعدها. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يحث اصحابه على ميامن الصفوف ومعلوم ان يمين الصف في مسجده الاول خارج الروضة. فعلم بذلك ان العناية بالصفوف الاول وميامن الصفوف مقدمة كن على العناية بالروضة الشريفة وان المحافظة عليهما اولى من المحافظة على الصلاة في الروضة وهذا بين واضح لمن لا حديثا واردة في هذا الباب. والله الموفق. ولا يجوز لاحد ان يتمسح بالحجرة. او يقبلها او يطوف بها لان ذلك لم ينقل عن السلف الصالح بل هو بدعة من كرة. ولا يجوز لاحد ان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة او تفريج كربة. او شفاء مريض او نحو ذلك لان ذلك كله لا يطلب الا من الله سبحانه. وطلبه من الاموات شرك بالله وعبادة وطلبه من الاموات شرك بالله وعبادة لغيره ودين الاسلام مبني على اصلين احدهما الا يعبد الا الا يعبد الا الله وحده. والثاني الا يعبد الا بما شرع الله والرسول صلى الله عليه وسلم وهذا معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهكذا لا يجوز لاحد ان يطلب من الرسول صلى الله عليه عليه وسلم الشفاعة لانها ملك الله سبحانه فلا تطلب الا منه كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا اقول اللهم شفع في نبيك اللهم شفع في ملائكتك وعبادك المؤمنين. اللهم شفع في افراطي ونحو ذلك. واما لو فلا يطلب منهم شيء الا الشفاعة ولا غيرها سواء كانوا انبياء او غير انبياء لان ذلك لم يشرعوا لان الميت قد انقطع عمله الا مما استثناه الشارع وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له؟ وانما جاز طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ويوم القيامة لقدرته على ذلك فانه يستطيع ان يتقدم فيسأل ربه للطالب اما في الدنيا فمعلوم فمعلوم وليس ذلك خاص به بل هو عام له ولغيره. فيجوز للمسلم ان يقول لاخيه اشفع لي الى ربك في كذا وكذا بمعنى ادعو الله لي. ويجوز نقول له ذلك ان يسأل الله ويشفع لاخيه اذا كان ذلك المطلوب مما اباح الله طلبه. واما يوم القيامة فليس لاحد ان يشفع الا بعد اذن الله سبحانه كما قال تعالى عند الذي يشفع عنده الا باذنه. واما حالة الموت فهي حالة خاصة فلا يجوز الحاقها بحال الانسان قبل الموت ولا بحاله بعد البعث والنشور انقطاع عمل الميت وارتهانه بكسبه الا ما استثناه الشارع وليس طلب من الاموات مما استثنوا الشارع فلا يجوز الحاقه بذلك. لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته حي حياة برزخية اكمل من حياة الشهداء ولكنها ليست من جنس حياته قبل الموت ولا من جنس حياته يوم القيامة بل حياة لا يعلمها وحقيقتها وكيفيتها الا الله سبحانه. ولهذا تقدم في الحديث الشريف قوله عليه السلام ما من احد يسلم علي الا رد الله علي حتى ارد عليه السلام فدل ذلك على انه صلى الله عليه وسلم ميت وعلى ان روحه قد فارقت جسده لكنها ترد عليه عند السلام والنصوص الدالة على موته صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة معلومة وهو امر متفق عليه. وهو امر متفق عليه بين اهل العلم ولكن ذلك لا يمنع حياته البرزخية كما ان موت الشهداء لم يمنع حياتهم البرزخية المذكورة في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. وانما بسطنا الكلام هذه المسألة تريد دعاء لدعاء الحاجة اليه بسبب كثرة ما يشبه في هذا الباب. ويدعو الى الشرك وعبادة الاموات من دون الله فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين السلامة من كل ما يخالف شرعه والله اعلم. واما ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه سلم وطول القيام هنالك فهو خلاف المشروع لان الله سبحانه نهى نهى الامة عن رفع اصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وعن الجهرية له بالقول كجهر بعضهم لبعض وحثهم على غض الصوت عنده في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم وصوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض اعمالكم وانتم لا تشعرون ان الذين يغضون اصواتهم رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى. لهم مغفرة واجر عظيم ولان طول القيام عند قبره صلى الله عليه وسلم والاكثار من تكرار السلام يفضي الى الزحام وكثرة الضجيج وارتفاع الاصوات وارتفاع الاصوات عند قبر صلى الله عليه وسلم وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه الايات المحكمات. وهو صلى الله عليه وسلم محترم حي وميتا فلا ينبغي للمؤمن ان يفعل ما ان يفعل عند قبره ما يخالف الادب الشرعي. وهكذا ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من الدعاء عند قبره مستقبلا القبلة رافعا يديه يدعو فهذا فهذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم باحسان. بل ومن البدع المحدثة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي. وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. اخرجه ابو داوود النسائي باسناد حسن وقال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ورأى علي ورأى علي ابن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما رجلا يدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك وقال الا احدثك حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا تتخذوا قبري بيوتكم قبورا وصلوا علي فان تسليمكم يبلغني اينما كنتم. اخرجه الحافظ محمد ابن عبد الواحد المقدسي في كتابه الاحاديث المختارة وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم من وظع يمينه على شماله فوق صدره او تحته كهيئة المصلي فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم. ولا عند السلام على غيره من الملوك والزعماء وغيرهم لان هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح الا لله كما حكى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح عن العلماء والامر في ذلك جلي واضح لمن تأمل مقام وكان هدفه اتباع هدي السلف الصالح واما من غلب عليه التعصب والهوى والتقليد الاعمى وسوء الظن بالدعاة الى هدي السلف الصالح فامره الى الله. ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق لايثار الحق على ما سواه انه سبحانه خير مسؤول. وكذا يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف. من ما للقبر الشريف من بعيد وتحريك شفته بالسلام او الدعاء فكل هذا من جنس ما قبله من المحدثات ولا ينبغي للمسلم ان يحدث في بدينهما لم يأذن به الله فهو بهذا العمل اقرب الى الجفاء منه الى الموالاة والصفاء. وقد انكر الامام مالك رحمه الله هذا العمل واشباهه وقال لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. ومعلوم ومعلوم ان الذي اصلح اول هذه الامة هو السير على منهاج صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وصحابته المرضيين واتباعهم باحسان ولن يصلح اخر هذه الامة الا الا الا تمسكهم بذلك وسيرهم عليه وفق الله المسلمين لما فيه نجاتهم وسعادتهم وعزهم في الدنيا والاخرة انه جواد كريم تنبيه ليس ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ولا شرطا ولا شرطا في الحج كما يظن بعض العامة واشباههم بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم او كان قريبا منه. اما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحال لقصد زيادة في قبري ولكن يسن له شد الرحل بقصد المسجد الشريف اذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين ودخلت الزيارة لقبره عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه تبعا لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم. وذلك لما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى. ولو كان اشد الرحال ولو كان اشد الرحال الى لقصد قبره عليه الصلاة والسلام او قبر غيره مشروعا لدل الامة عليه. وارشدهم الى فضله لانه انصح الناس بالله واشدهم لو خشية وقد بلغ البلاغ المبين ودل امته على كل خير وحذرهم من كل شر. كيف وقد حذر من حذر من الرحلي لغير المساجد الثلاثة. وقال لا تتخذوا قبري عيدا. ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم وقوله بشرعية شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. يمضي الى اتخاذه عيدا وقوع المحذور الذي خاضه النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو والاطراء كما قد وقال لكثير كما قد وقع الكثير. من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام واما ما يروى في هذا الباب من الاحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال الى قبره الى قبره. عليه الصلاة والسلام فهي احاديث ضعيفة الاسانيد بالموضوعة. كما قد نبه على ضعفه الحافظ الحفاظ كدار قطني والبيهقي والحافظ والحافظ ابن حجر وغيرهم فلا يجوز ان يعارظ بها الاحاديث الصحيحة. الدالة على تحريم شدة على تحريم شد الرحال لغير المساجد ثلاثة واليك ايها القارئ شيئا من الاحاديث الموضوعة في هذا الباب لتعرفها وتحذر الاغترار بها. الاول من حجني ولم يزرني فقد جفاني الثاني من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي والثالث من زارني وزار ابي ابراهيم في عام واحد ظمنت له على الله الجنة والرابع من وجبت له شفاعتي فهذه الاحاديث واشباهها لم يثبتنا همنا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ قال الحافظ ابن في التلخيص بعدما ذكر اكثر الروايات طرق هذا الحديث كلها ضعيفة. وقال حافظ العقيلي لا يصح في هذا الباب شيء. وجزم شيخ اسامة ابن تيمية رحمه الله ان هذه الاحاديث كلها موضوعة وحسبك به علما وحفظا واطلاعا. ولو كان شيء منها ثابتا لكان الصحابة رضي الله عنهم اسبقوا اسبقوا الناس اسبق الناس الى العمل به وبيان ذلك للامة ودعوتهم اليه لانهم خير الناس بعد الانبياء. واعلمهم بحدود الله وبما شرعه لعباده وانصحهم لله ولخلقه فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دل ذلك على انه غير مشروع ونصح منها شيء لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس فيها اشد الرحال لقصد قبره لقصد القبر وحده ووحده. جميعا جمعا بين الاحاديث والله سبحانه وتعالى اعلم. ذكر المصنف رحمه الله فصلا اخر من فصول كتابه ترجم له بقوله فصل في احكام الزيارة وادابها اي احكام زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والاداب المتعلقة بذلك. فذكر انه تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج او بعده. ولا تعينوا بزمن الحج فله ان يزور مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في غير وقت الحج. للفضائل الكثيرة الواردة في ذلك واعظمها كون الصلاة فيه مضعفة فالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم افضل من الف صلاة فيما سوى صح هذا من ابي هريرة وابن عمر وجابر وغيرهم رظي الله عنهم. قال فاذا وصل الزائر الى المسجد اي النبوي استحب له ان يقدم اليمنى كغيره من المساجد ويأتي بالذكر الذي تقدم بيانه وليس لدخول مسجده صلى الله عليه وسلم ذكر مخصوص ثم يصلي ركعتين فيدعو الله فيهما بما احب من خيري الدنيا والاخرة يصليهما في اي موضع شاء من المسجد وان صلاهما في الروضة الشريفة وهي ما بين بيته صلى الله عليه وسلم الذي هو حجرة عائشة ومنبره فهو افظل لانها من المسجد عتيقة وجاء فيها حديث في الصحيح ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. ثم ذكر انه بعد الصلاة يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ابي بكر وعمر. وهذا الموجود اليوم تسميته زيارة على وجه التوسع والا افصله مرور بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه. فحقيقة زيارة القبور الدخول عليها. فانت اذا قصدت مدى مقبرة فدخلت على اهلها صرت زائرا واذا مررت خارج حدودها ولو اتيت بالاذكار المشروعة حينئذ لم تسمى زائرا وانما تسمى مارا تسميتها اليوم زيارة باعتبار اصلها الذي كان فان النبي صلى الله عليه لما قبر في بيته وكان اصحابه يدخلون عليه فيسلمون عليه. فالاثر الوارد ان ابن عمر كان اذا جاء سلم على النبي صلى الله عليه فقال السلام عليك يا رسول الله ثم قال السلام عليك يا ابا بكر ثم قال السلام عليك يا ابتاه يعني عمر اذا دخل عليهم الحجرة لا انه يكون من خارجها ثم يقول ذلك فتسميته اليوم زيارة على وجه التوسع في ذلك والا فحقيقته انه يمر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم صاحبيه واذا مر سلم عليهما كما سلم عليهم كما يسلم على القبور لكن لا فظيلة تختص بقصدهم في الموضع القريب منهم فالمسلم عليهم في اي مكان كالمسلم عليهم عند ذلك لان حقيقة الزيارة غير موجودة حين اذا وذكر ان الاتي يأتي بعد الصلاة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه فيقف تجاه قبر النبي بادب ثم يسلم عليه قائلا السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته بما في سنن ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من احد يسلم عليه الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام. اي انه صلى الله عليه وسلم قد مات لانه قد رد الله علي روحي فقد فارق الروح بدنه صلى الله عليه وسلم لكن يحصل لها رد مناسب لحال البرزخ حينئذ. فحاله التي عليها هو صلى الله عليه وسلم لا تشبهوا حاله في الحياة الدنيا ولا تشبهوا حاله الكامل اذا بعث في الاخرة وصار من اهل الجنة جعل الله واياكم من اهلها ثم ذكر ان الزائر ان عظم النبي صلى الله عليه وسلم في سلامه باي لفظ شاء جاز ذلك. كان يقول السلام عليك يا امام المتقين او عليك يا سيد المرسلين او غير ذلك من الفاظ التعظيم. ثم يسلم على ابي بكر وعمر ويدعو لهما ويترضى عنهما ثم ذكر المصنف ان هذه الزيارة انما تشرع في حق الرجال خاصة اما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور وعلى ما تقدم فهو مرور بهن وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم علم عائشة ما تقوله عند القبور يعني اذا مرت باهلها فهذا من جنس ذلك ان نساء ان يمررن ازاء قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه فيسلمن عليه وعلى صاحبيه ويدعون بالذكر ويدعين بالذكر عند المرور بالمقابر. ثم قال رحمه الله واما قصد المدينة للصلاة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء في ونحو ذلك مما يشرع في سائر المساجد فهو مشروع في حق الجميع لا فرق بين الرجال والنساء. قال ويسن للزائر ان يصلي الصلوات الخمس في ان يصلي الصلوات الخمسة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وان يكثر فيه من الذكر والدعاء وصلاة النافلة اغتناما لما فيه لذلك من الاجر الجزيل. ثم ذكر انه يستحب ان يكثر من النافلة في الروضة الشريفة لانها من جملة المسجد العتيق والصلاة فرضا ونفلا في اصح قولي اهل العلم تظعف في المسجد النبوي كما تظعف في المسجد الحرام. ثم ذكر ان صلاة الفريظة ينبغي للزائر ان يتقدم اليها يعني بان يأتي في الصفوف الاولى وان كان المسجد العتيق صار وراء ظهره للاحاديث الكثيرة في فضل الصفوف الاول فالصف الاول والثاني والثالث والرابع والخامس مما هو متقدم عن المسجد القديم الان هو افظل من ان يتأخر الانسان فيصير في الصفوف مؤخرة ثم ذكر المصنف رحمه الله انه لا يجوز لاحد ان يتمسح بالحجرة او يقبلها او يطوف بها لان ذلك لم ينقل عن السلف الصالح بل هو بدعة من كرة انكرها اهل العلم ولا يجوز لاحد ان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة او تفريج كربة او شفاء مريض. لان الذي يسأل هو الله وحده. وعند الترمذي باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس اذا استعنت فاستعن بالله. واذا سألت فاسأل الله. فالعبد مأمور ان يسأل الله سبحانه وتعالى ومنهي عن دعاء المخلوقين ولو كان ذلك المدعو هو الرسول صلى الله عليه وسلم وعند الاربعة باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دعاء هو العبادة اي حقيقة توجهك الى احد بان تدعوه هو عبادة له فهو منهي عنه اشد النهي. ومن جملة ذلك انه لا يجوز لاحد ان يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة لانها ملك لله. قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا. فيسأل الله وحده الشفاعة فتقول اللهم شفع في محمدا صلى الله عليه وسلم او تأتي بالاعمال الصالحة التي تستحق بها اتى النبي صلى الله عليه وسلم كالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعد الاذان وسؤالي الوسيلة له فان من قال ذلك حلت له شفاعة شفاعة النبي كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. واما دعاؤه الشفاعة كان يقول القائل يا رسول الله او يا نبي الله اشفع لي او كن شفيعا له فهذا من الشرك الذي نهينا عنه. ثم قال رحمه الله وانما جاز طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ويوم القيامة لقدرته على ذلك. اي انه في حال الحياة كان يسأل ذلك وفي يوم القيامة يكون له قدرة على ذلك. ففي الدنيا معلوم ذلك وليس خاصا به بل كل احد تقدر على ان تأتيه وتقول له اشفع لي عند الله يعني ادعوا الله لي فحقيقة الشفاعة سؤال الشافعي الله شيئا للمشفوع له بان يدعي الله له ويتحرى في ذلك رجلا طالعا وان كان الاكمل ان يسأل العبد ربه سبحانه وتعالى ولا يلتمس ان يسأل غيره الدعاء له عند الله سبحانه وتعالى فان اكابر الصحابة كابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء وانما سأله احاد من الصحابة دونه في الرتبة فالدرجة الكاملة ان تدعو الله سبحانه وتعالى بنفسك. وقد قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله الله عنه ادع الله لي فقال كالمغضب انحن انبياء؟ وقال رجل للطاووس ادعوا الله لي. قال ادعو من يجيب المضطر الى اذا دعاه وذكر ابراهيم النخعي ان اصحاب ابن مسعود كانوا لا يقولون اذا قاموا بمجلسهم ادعوا لي ادعوا لي فالاولى تركوا هذا لكن ان فعله فذلك جائز مر فيه رجلا صالحا قال واما حالة الموت فهي حالة خاصة لا يجوز الحاقها بحال الانسان قبل الموت. فسؤال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء كان في حياته. فلما مات صلى الله عليه وسلم نهينا عن دعائه صلى الله عليه وسلم ولو بان نلتمس منه ان يدعو لنا عند الله سبحانه وتعالى وان يشفع لنا عنده. واما في يوم القيامة فان الله عز وجل يقول له اشفع تشفع وسل تعطى فالله يأذن له بالشفاعة حينئذ لقدرته صلى الله عليه وسلم عليها. ثم قال المصنف واما ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم وطول القيام هناك فهو خلاف مشروع. يعني لا ينبغي للانسان ان يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه عند البخاري ان الاصوات لا ترفع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وان لا تشعرون فينبغي ان يتحرى الانسان الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم حيا وميتا ولا يطيل القيام عنده لان المقصود هو السلام يسلم ثم ينصرف. وذكر المصنف ان ما يفعله بعض الزوار من تحري الدعاء عند قبره مستقبلا القبلة مستقبلا القبر. رافعا يديه كله خلاف ما عليه السلف الصالح فقد انكره الائمة والعلماء رحمهم الله من كل مذهب ونص على ذلك ابو محمد ابن عبد سلام الشافعي في مناسكه وغيره من اهل العلم. فالمرء اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ينصرف. واذا قصد الدعاء يذهب ويستقبل القبلة ثم يدعو بما شاء في المسجد النبوي. ثم قال وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند السلام من وضع يمينه على شماله فوق وصدري او تحته او تحت او تحت كهيئة المصلي يعني تجده واقف امام القبر وقد جعل نفسه كهيئة المصلي فهذا لا يجوز فعله عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند احد من الخلق لان هذه هيئة تختص بكونها بين يدي الله في الصلاة. قال الامام احمد وضعوا على الشمال ذل بين يدي عزيز. ويقتصر ذلك على فعله لله عز وجل. وقد انكره العلماء كما ذكره ابن حجر الشافعي المصري ان يفعل ذلك لاحد سوى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف من بعيد وتحريك شفتيه بالسلامة والدعاء فكل هذا من جنس غيره من المحدثات. ولا ينبغي للعبد ان يحدث في دين الله ما لم يأذن به الا يصلح هذه الامة الا ما كان عليه اولها. ثم ذكر ان زيارة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده اذا زار العبد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليست واجبة ولا شرطا بل اذا رجع العبد الى بلده ولم يزر المسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلم عليه حجه وكان تاما باتفاق اهل العلم لكن اذا احب بعد الحج ان يزور المسجد النبوي زار المسجد النبوي وصلى فيه ما شاء وسلم النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه. ثم ذكر ان البعيد عن المدينة ليس له شد الرحال لقصد زيارة القبر وانما يسن شد الرحال لقصد المسجد. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. وذكر منها مسجد ومعنى هذا الحديث لا تشد الرحال تعظيما لبقعة من الارض الا ان يشد ان يشد الانسان الرحال الى هذه المساجد ثلاثة فلو اراد الانسان ان يخرج الى مصر او الى الشام او الى العراق لاجل بقعة يعظمها هناك كان هذا غير جائز لكن ان ذهب اجل الزيارة او طلب العلم او التجارة فهذا جائز وهذا ليس داخلا في الحديث. الحديث المذكور معناه لا تشد الرحال تعظيما لبقعة اي لارادة تعظيم البقعة من الارض الا الى هذه المساجد الثلاثة. وقد انكر شد الرحال الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اهل العلم المحققين من كل مذهب كالنووي الشافعي رحمه الله وكعياظ المالكي رحمه الله وكاب الوفاء ابن عقيل الله في اخرين من اهل العلم. ثم ذكر المصنف ان الاحاديث التي تروى في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح شيء نبه على ذلك الحفاظ قديما كالدار قطني والبيهقي وابن حجر العسقلاني رحمهم الله تعالى فكل هذه الاحاديث التي تسمعونها من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني وحديث من زارني في بعد مماتي كمن زارني في حياتي وحديث من زار قبري وجبت له شفاعتي فكل هذه احاديث لا تصح. قال ابن حجر المصري الشافعي قال طرق هذه الاحاديث اذ كلها ضعيفة. وقال الحافظ العقيري لا يصح منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولو كان منها شيء ثابتا لسبقنا اليه الصحابة ولو صح منها شيء لحمل على زيارته صلى الله عليه وسلم بعد زيارة مسجده. فالاحاديث المتواترة الصحيحة هي التي يا فيها فضل المدينة وفيها فضل زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع يستحب لزائر المدينة ان يزور مسجد قباء ويصلي فيه كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور مسجد قباء راكبا وماشيا صلي فيه ركعتين وعن سهل ابن عن سهل ابن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طهر في بيته ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كاجر عمرة ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور شهدائي وقبر حمزة رضي الله عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم ولقوله صلى الله عليه وسلم القبور فانها تذكركم الاخرة. اخرجه مسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا زاروا القبور يقول السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية اخرجه مسلم من حديث سلمان ابن سلمان ابن بريدة عن ابيه واخرج الترمذي سليمان احسن الله اليك من حديث سليمان ابن بريدة عن ابيه واخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة اقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا اهل القبور يغفر الله لنا ولكم وانتم سلفنا ونحن بالاثر ومن هذه الاحاديث يعلم ان الزيارة الشرعية للقبور يقصد منها تذكر الاخرة والاحسان الى الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم فاما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم او العكوف عندها او سؤالهم قضاء الحاجات او شفاء المرضى وسؤال الله بهم او بجاههم ونحو ذلك فهذه زيارة بدعية من كرة. لم يشرعها الله ولا رسوله ولا فعلها السلف الصالح رظي الله الله عنهم بل هي من بل هي من الهجر الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال زوروا القبور ولا قولوا هجرا. وهذه الامور وهذه وهذه الامور المذكورة تجتمع في كونها بدعة. ولكنها مختلفة مراتب فبعضها البدعة وليس بشرك دعاء الله سبحانه وعند القبور وسؤاله بحق الميت وجاهه ونحو ذلك وبعضها من الشرك الاكبر كدعاء الموتى والاستعانة بهم ونحو ذلك. وقد سبق بيان هذا مفصلا فيما تقدم فتنبه واحذر. واسأل واسأل ربك التوفيق والهداية للحق فهو سبحانه الموفق والهادي لا اله غيره ولا رب سواه هذا اخر ما اردنا املاءه والحمد لله اولا واخرا وصلى الله وسلم على عبده ورسوله. وخيرتي من خلقه محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان ان الى يوم الدين ختم المصنف رحمه الله بفصل ترجم له بقوله فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع هو كالمتمم للفصل بالمتقدم فذكر ان زائر المدينة يستحب له ان يزور مسجد قباء ويصلي فيه لما ثبت من الفضل في لذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه راكبا وماشيا وكان يعتاد زيارته كل سبت يعني كل سبوع فيصلي فيه ركعتين وفضل ذلك يبلغ اجر العمرة. قال ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء قبر حمزة رضي الله عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم. فمن اتى المدينة وزار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم استحب له ان يزور البقيع وقبور الصحابة رضي الله عنهم وخاصة حمزة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم. والمقصود من الزيارة هو تذكر الاخرة والدعاء لهم رضي الله عنهم. ويدعو لهم بما جاء في الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السلام على اهل القبور كقوله السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين الى تمامه ولا يقصد هذه القبور لاجل دعاء الله عندها ولا لاجل دعاء اهلها فلا يتعمد ان يذهب الى هذه القبور ليدعو الله هناك ان هذه بدعة فانه لا يقصد فانه لا تقصد القبور ابتغاء بركتها لدعاء الله عندها. واما دعاء اهل واما دعاء اهلها من دون الله سبحانه وتعالى فهذا شرك اكبر. لا يجوز ان يفعله العبد المسلم ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى بسؤال الله التوفيق والهداية للحق انه سبحانه الموفق والهادي لا اله غيره ولا فسواه وهذا اخر البيان على معاني هذا الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع التحقيق والايضاح لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب كثيرا بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك في ثلاثة مجالس بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في عقود الابتهاج لاجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الخميس الثاني من شهر ذي الحجة ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف المسجد الحرام بمدينة مكة مكرمة وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من برنامج تعليم الحجاج وهو برنامج يعقد كل سنة في خمسة ايام في المسجد الحرام في هذا المكان باذن الله تعالى