شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه وفد الحاج اما بعد فهذا شرح الكتاب الحادي عشر من برنامج تعليم الحجاج في سنته الرابعة خمس ست وثلاثين واربعمئة والف. وهو كتاب الحث على اجتماع كلمة المسلمين. وذم التفرق والاختلاف للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن السعدي رحمه الله. المتوفى سنة ست وسبعين وثلاثمئة والف. نعم. الحمد لله وكفاه والصلاة والسلام على النبي المصطفى اللهم اغفر لنا ولشيخنا وزده علما وبصيرة. قال بسم الله رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه اتوكل الحمد لله رب والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه اجمعين. اما بعد فان الله تعالى خلق خلقه من العدم واوجدهم بعد ان لم يكونوا شيئا مذكورا. يعبدوه وحده لا شريك له ويطيعوه ويتقوه ومدار ومرجعه على اداء حقوقه وحقوق عباده اللازمة والمستحبة التي شرعها في كتابه وعلى لسانه لرسوله صلى الله عليه وسلم وهي شعب كثيرة واقسام فمنها ما هو اصول ومنها ما هو احكام ومنها ما هو قواعد ومنها ما هو قواعد كلية تندرج تحتها كثير من الاحكام الجزئية ومنها ما اليها موصل. ومنها ما هو موصل اليها وكلها ترجع الى تحصين المصالح وتكميلها اعطي وتعطي للمفاسد وتقليلها. فمن اعظم الاوامر الالهية والشرائع السماوية والوصايا النبوية بحبل الله جميعا واتفاق كلمة المسلمين واجتماعهم وائتلافهم والحث على هذا بكل طريق موصل اليه من الاعمال والاقوال والتعاون على ذلك قولا وفعلا والنهي عن التفرق والاختلاف وتشتيت شأن المسلمين والزجر عن جميع الطرق الموصلة اليه بحسب القدرة والامكان فقد دل على هذا الاصل العظيم الكتاب والسنة واجماع الانبياء والمرسلين واتباعهم الى يوم الدين قال تعالى امر عباده بالتمسك بحبل الذي هو دينه والاجتماع عليه. ناهيا لهم عن التفرق والاختلاف ممتنا توفيقه لهم لذلك يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله الجميع ولا يتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمة وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون وقال تعالى نهيا عن التنازع للاختلاف مخبرا انه سبب للفشل وعدم النصر على الاعداء. ولا تنازعوا وتذهب ريحكم وقال مذكرا عباده بنعمته التي لا يقدر عليها الا العزيز الحكيم والف بين قلوب لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. وقال المنافقين تفرق قلوبهم لو ولو اجتمعت اجسامهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. وقال جل جلاله ممتن على رسول بلينه للمخالطين الداعي لتأليفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم. فبما رحمة من الله لنت لهم ولو وتبابا غليظ القلب لانفضوا من حولك ووصف الله المؤمنين بانهم رحماء بينهم ووصف بانه رؤوف وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. ومن اعظم البر السعي في جمع كلمة المسلمين واتفاقهم بكل طريق كما ان السعي في كان مثل المسلمين من اعظم التعاون على الاثم والعدوان. وقد قص الله علينا في كتابه سيرة سيرة كسيرة الرسول الذين بعثهم لتبليغ لتبنيغ رسالاته وذكر نصحهم لاممهم وحرصهم على اجتماعهم على الاسلام ونهيهم عن التفرق والاختلاف مما هو كثير في القرآن وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد ابدى في هذا الاصل واعاد وامر باجتماع العباد ونهى عن التفرق والمفضي الى الفساد فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لا تحاسدوا ولا تنهجوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا لا يظلمه ولا لا يخذله ولا يكذبه وفي صحيح مسلم وفي صحيح مسلم يعني انت من الدارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال الله ولكتابه ولرسوله وليمة المسلم وعامته ومن اعظم النصيحة للمسلمين السعي وبالتالي في قلوبهم واجتماعهم ونهيهم عن التفرق. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لانصاري منبها لهم بمنة بمنة الله عليهم بهدايتهم واجتماعهم وغناهم بسببه. يا معشر الانصار الم اجدكم في ظلالا فهداكم الله به فاغناكم الله كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا لاصحابه عن تبليغه المغير القلوب لا لا يبلغني لا يبلغني لا يبلغني احد عن احد لا لا يبلغني لا يبلغني احدكم عن احد شيئا فاني احب ان اخرج اليكم وانا سليم الصدر. وقال لما شاوره بعض اصحابه في قتل بعض بعض المنافقين لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه اي لما فيه من التنفير عن الاسلام لمن يسلم من يسلم فتركهم وهم مستحقون للقتل تأليفا. وكان صلى الله عليه وسلم يوصي من يبعثه للدعاية لدين الاسلام وتعليم الشرائع فيقول بشروا ولها تنفروا ويسروا ولا تعسروا وتطاوعوا ولا تختلفوا وقال ولا تختلفوا وتختلفوا اخبر ان ان الاختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن. وقال صلى الله عليه وسلم انما اهلك الذين قالوا من قبلكم كثرة مسائلهم واختلاف على انبيائهم واختلافهم على انبيائهم وكل هذه الاحاديث في الصحيح وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن الخروج عن قال عن ولاة الامور والسمع والطاعة لهم وان ظلموا وعصوا وما ذاك الا لما في الخروج عليهم من الشر العظيم. وقد امر الله رسوله باجتماعه لاقط منك قرب اللاقط كثيرا. احسن الله اليك. وقد امر الله ورسوله باجتماع المسلمين في كثير من العبادات كالحج والاعياد والجمعة والجماعة لما في اجتماعه من التوادد والتواصل وعدم التقاطع ونهى الله ورسوله عن والنميمة والسعاية والتقاطع والخيانة والحسد والحقد ونحوها لما فيها من الفساد لما فيها من نحوهما ونحوهما ولا ونحويان؟ ونحوها. ونحويها لما فيها من الفساد وتشتت العباد وامر بالاصلاح بين الناس بكل طريقة حتى انه اباح الكذب الكذب المتوصل به للاصلاح لما فيه من صلاح وبالجملة فمن تأمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملاته للخلق مسلمهم وكافرهم قريبهم وبعيدهم من ليل الجانب الجنين والسماحة التامة والخلق العظيم بالعفو عن اهل الجرائم وتأليف الخلق للدخول في الاسلام واعطاء المؤلفة قلوبهم ويقوى ايمانهم وتركه كل ما فيه تنفير حتى انه صلى الله عليه وسلم يترك الافظل الاكمل ويفعل يفعل ما دونه مراعاة لقلوب الخلق وقد كان هم في وقد كان هم في بنيان الكعبة على قواعد عائشة لولا ان قومك حديث عهد بجهالة لنقضت قواعد الكعبة وجعلتها على قواعد إبراهيم فمن تأمل هذا عرف انه صلى الله عليه وسلم بعث بالحنيفية السمحة. فاذا علمت ذلك فاذا علمت عرفت ان من اهم قواعد الدين واجل شرائع المسلمين النصيحة لكافة الامة والسعي في جمع كلمة المسلمين وحصول بينهم وازالة ما بينهم من التباغض والتشاحن والاحن وان هذا وان هذا الاصل من اعظم معروف يؤمر به ضاعته من اعظم المنكر نهى عنه. وان هذا من فروض الاعيان اللازمة لكل الامة وعلمائها وولاتها وعوامها. بل هي قاعدة لا الايمان الا بها فتجب مراعاتها علما وعملا. وانما كان الامر كذلك لما في ذلك من المصالح الدينية والدنيا التي لا يمكن حصرها في اضاعة وفي اضاعته من المضاد الدنيوي من من المضار الدينية والدنيوية ما لا ما لا يمكن عدها فلذلك عقدت لهذا فصلين ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة ثم ثنى بحمد الله رب العالمين مثلثا بالصلاة والسلام على محمد واله وصحبه اجمعين ثم بين مبتدأ خلق الله الخلق بايجادهم من العدم وتغذيتهم بالنعم ليعبدوه وحده لا شريك له ويطيعوه ويتقوه. ثم بين ان مدار ذكره على اداء حقوقه سبحانه وحقوق عباده فان الحقوق التي تتعلق بذمة العبد نوعان احدهما لله والاخر حقوق لعباد الله وتفاصيل هذه الحقوق مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية. وبيان القرآن والسنة تلك الحقوق جاء منوعة عن في طرائق شتى تارة بذكر اصول وتارة بذكر احكام وتارة بذكر قواعد كلية بذكر مقاصد ومطالب وكلها ترجع الى ديوان جامع هو المذكور في قوله تحصيل صالح وتكميلها وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. فالشريعة تدور على اصلين تحصيل المصالح وتكميلها والاخر وتقليلها فمطلوب الشريعة ايجاد المصلحة ودفع المفسدة والايجاد المتعلق بالمصلحة تارة يكون من جهة التحصيل وتارة يكون من جهة التكميل. وما يتعلق وبالمفسدة تارة يكون متعلقا بالدرء والمنع ويكون تارة اخرى متعلقا بالتقليل ثم بين رحمه الله ان من اعظم الاوامر الالهية والشرائع السماوية والوصايا النبوية الاعتصام بحبل الله جميعا واتفاق كلمة المسلمين واجتماعهم وائتلافهم والحث على هذا بكل طريق موصل اليه والنهي عن التفرق والاختلاف وتشتيت شمل المسلمين. وهذا الاصل الذي ذكره المصنف يجمع امرين احدهما الحث على الاجتماع. والاخر النهي عن الافتراء. احدهما الحث على الاجتماع والاخر النهي عن الافتراق وذكر المصنف رحمه الله تعالى من دلائل الشرع ما يبين ذلك كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته حتى قال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. فقوله اعتصموا بحبل لله واعتصموا بحبل الله جميعا امر بالاجتماع. وقوله ولا تفرقوا نهي عن التفرق. ومثل قوله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم فانه نفي عن المنازعة لما تورثه من الفشل الريح وهي القوة. ثم ان الله عز وجل انعم على عباده المسلمين بنعمة عظيمة وهي تأليف قلوبهم. قال تعالى الف بين قلوبهم وبلوغ هذا الامر لا يدرك بالمال وانما يدرك وحي ومن هنا قال الله لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم وتأليفه بينهم سبحانه بجمعهم على دين واحد. اذ لما اجتمعوا على دين واحد حصلت الالفة بينهم. بخلاف غيرهم من المشركين والمنافقين فان دين المشركين والمنافقين مبناه على التفرق كما قال تعالى تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى. ثم ذكر رحمه الله ان الله امتن على رسوله صلى الله عليه وسلم بلينه للمخالطين الداعي لتأليفهم واجتماعهم فقال فبما رحمة من الله لنت لهم ولو فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ففي الاية بيان امرين. احدهما ان رحمة الخلق ان رحمة الخلق تعين على تأليفهم. ان رحمة الخلق تعين على تأليفهم وهدايتهم الى الحق. والاخر ان الفظاظة وغلظة القلب تفرقهم وتحول بينهم وبين الحق ان الفظاظة وغلظة القلب تفرقهم وتحول بينهم وبين الحق ثم ذكر ان من صفات المؤمنين انهم رحماء بينهم وان الله وصف رسوله في اخر سورة التوبة بقوله بالمؤمنين رؤوف رحيم. ونحن مأمورون بان نتأسى نحن مأمورين بان نتأسى به صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. اي قدوة حسنة اغراء باتباعه. فالاسوة الحسنة في هذه الامة هو محمد صلى الله عليه وسلم. وذكر ذلك على الاقتداء به واتباعه صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر مما امرنا به قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فالمؤمنون مأمورون بالتعاون على البر والتقوى ومنهيون عن التعاون على الاثم والعدوان. فالحوادث التي تكون في الناس احدهما حوادث ترجع الى البر والتقوى. حوادث ترجع الى البر والتقوى والاخر حوادث ترجع الى الاثم والعدوان فما كان من النوع الاول فنحن مأمورين بالتعاون فيه وما كان من الامر الثاني فنحن منهيون عن التعاون عليه. ثم ذكر رحمه الله ان من اعظم البر السعي في جمع كلمة المسلمين بكل طريق كما ان السعي في تفريق كلمة المسلمين من اعظم التعاون على الاثم والعدوان ثم ذكر رحمه الله ان الله عز وجل ذكر هذا في سيرة الرسل جميعا وانهم كانوا ينصحون اممهم بالاجتماع على الحق والاختلاف وانتهى كمال دعوة الانبياء الى دعوة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قام وقعد هذا الاصل واعاد وامر باجتماع العباد ونهى عن التفرق المؤدي الى الفساد في احاديث كثيرة منها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى مما يثمر النهي عن كل شيء ينشأ منه التفريق بين المسلمين والامر بكل شيء ينشأ منه تأليف قلوب المسلمين بعضهم مع بعض. ولاجل تحري الشرع اقامة الجماعة وابطال التفرق جاء الشرع بلزوم السمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا وبالنهي عن الخروج عليهم لما فيه من تفريق شمل المسلمين وفض اجتماعهم وجعل الجماعة مبنى كثير من العبادات كالصلاة والحج والاعياد والجمعة لما يتمره اجتماع من المحبة والوداد والالفة والوصال والصلاح والاصلاح وكان هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم في معاملاته الخلق مسلمهم وكافرهم قريبهم وبعيدهم فكان لين الجانب سمحا عفوا كريما راغبا في جمع الخلق على الحق مباعدا لكل لما يحول بين الناس وبين جمعهم على الحق بالحق. ثم قال المصنف وان فمن تأمل هذا عرف انه صلى الله عليه وسلم بعث بالحنفية السمحة فاذا علمت ذلك عرفت ان من اهم قواعد الدين المرسلين النصيحة لكافة الامة والسعي في جمع كلمة المسلمين وحصول التألف بينهم وحصول التآلف بينهم وازالة ما بينهم من التباغض التشاحن والاحن اي المكائد و المشاق ثم قال والمشاققة. قال وان هذا الاصل من اعظم معروف يؤمر به. واضاعته من اعظم منكر ينهى عنه وان هذا من فروض الاعيان اللازمة لكل الامة وعلمائها وولاتها وعامها حتى قال بل قاعدة لا يتم الا بها. فلا تبقى بيضة المسلمين. ولا يظهر دينهم. ولا يقوى جانبهم الا باجتماعهم. وحذر من التفرق ثم قال فتجب مراعاتها علما وعملا لما فيها من المصالح الدينية والدنيوية لا يمكن حصرها وفي اضاعتها من المضار الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره. ولاجل بيان هذا الاصل قال المصنف فصلين فيما يستقبل. نعم. فصل في بعض مفاسد الاختلاف والتنازع والتباغظ والتهاجر يا ما مضى بها لا يستريب عاقل ان الله تبارك وتعالى لم يهن عن امر من الامور الا وفيه من المفاسد من المفاسد الا وفي من المفاسد العامة والخاصة ما اوجبته حكمته ورحمته. فاول مضار التشاحن والاختلاف اضاعة هذا الاصل عظيم معصيته الله ورسوله له الموجب لعقاب وحرمان الثواب ونقصان ايمان وحصول الحسرة والخسران اهمال اهمال اهمال ما دلت عليه الايات القرآنية حادث نبوية ومنها ما يترتب عليها من الاقتتال والاختصام والموالاة والمعاداة التي تجعل المسلمين فراقا. كل فريق يريد الذي جاء فيوجب قوله بحق او باطل فيحصل بذلك من من ارتكاب الخطأ والضلال والهوى من من المفاسد من المفاسد العامة قاصد ما لا يعلمه الا الله ويترتب على ذلك ترك الحق الذي مع المنازع نصرة للهوى وبغضا للشخص الذي جاء به فيجيب له يوجب له بغض ما معه من حق ويحصل بسبب ذلك من من الغيبة والنميمة والسعاية والسعاية ما هو اكبر من المعاصي ويتحير حسن القصد اذا كان قليل البصيرة فلا يهتدي لسبيله ولا يدري اي الطائفتين يتبعه في قيله ويجد سيء القصد المتبعون المتبعون لهواه مجالا يجول فيه باعراض العلماء والصالحين وولاة امور المسلمين. فينتسب بقوله لطائفة ويتلبس بلباسها على قلب منافق مكارم مخادع فيتوصل بذلك فيتوصل بذلك الى مقاصد الى مقاصد خبيثة ويبذل في قلوب من انتسب اليهم ما وليس الاسف على هلاك من من هذا شأنه وهذا غاية قصده فانه بسبيل من هلك. وانما للاسف كل الاسف كل الاسف على لم ان يلقى اليه لمن يلقي اليه سمعه لمن يلقي اليه سمعه ويمكنه من قلبه ولبه. ويصغي اليه ظانا نصحه وهو في الحقيقة اكبر عدو غاش هذا بعض ما انتجه الاختلاف ومنها انه يستدرج بالمتفرقين الى المباعدة والمهاجرة حتى لا يتعلم بعضهم من بعضهم ولا ينصح بعضهم بعضا فيضيع من المصالح التي هم بصددها لو كانوا مجتمعين. ما هم ما هو ما هو من اهم الواجبات واكبر القربات واجل الطاعات الى غير ذلك من طمع اعدائهم بهم لتفرق كلمتهم وتشتت امرهم فصل ذي فوائد لما فرغ المصنف من بيان تأصيل قاعدة الامر بالاجتماع عن الافتراق شرع في فصل وعد به ترجم له بقوله فصل في بعض مفاسد الاختلاف والتنازع والتباغظ والتهاجر ومضارها ثم جعل بين يدي هذا الفصل تقرير قاعدة كلية في المنهيات. خلاصتها ان كلا منهي عنه فهو مشتمل على مفاسد. ان كل منهي عنه فهو مشتمل على مفاسد علمها من علمها وجهلها من جهلها. ومن جملة المنهيات الاختلاف والتنازع والتباغض اجر والتفرق. وقد ذكر المصنف رحمه الله طرفا من تلك المفاسد فيه. فذكر من مفاسد التشاحن والاختلاف اضاعة هذا الاصل الاجتماع ومعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما امر به من الاجتماع ونهى ونهي عنه من الافتراق والتنازع. فينشأ في المسلمين اذا شجر بينهم الافتراق والتنازع اضاعة ما امروا به من الاجتماع. ويقعون في معصية الله ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر من ايضا ما يترتب عليها اي على تلك المشاحنات والاختلافات من الاقتتال والاختصام والموالاة والمعاداة التي تجعل المسلمين فرقا كل فرق كل فرق فريق يريد نصرة قوله بحق او فان الناس اذا تنازعوا تعصب كل قوم لقول من تلك الاقوال التي يتنازعون فيها. فاذا فاذا تحزبوا وقعت بينهم الخصومات وربما ترقت هذه الخصومات حتى يقع بينهم القتال فمن اعظم مفاسد الافتراق ما ينشأ عنه من الخصام والفرقة الموقع في امر عظيم كسف في الدماء واستحلال الاعراض والاموال وغيرها. ثم قال رحمه الله ويترتب على ذلك ترهك الحق مع المنازع نصرة للهوى وبغضا للشخص الذي جاء به. فيوجب له بغض ما معه من الحق. فيكره شيء من الحق لانه عند مخالفه. فامعانا في مباعدة ومنافرة مناقضه من المسلمين لما افترقا صار لا يقبل منه عدلا ولا صرفا. فاذا جاءه بحق يعلم هو انه حق لم يقبله. لئلا يكسر في منافرته ومباعدته ثم قال ويحصل بسبب ذلك من الغيبة والنميمة والسعاية ما هو من اكبر المعاصي يتحير مريد الهدى حسن القصد اذا كان قليل البصيرة فلا يهتدي في سبيله ولا يدري اي الطائفتين يتبعه في قيله ثم قال ويجد سيء القصد المتبع لهواه مجالا يجول فيه باعراض العلماء والصالحين وولاة امور المسلمين فينتسب بقوله لطائفة يتلبس بلباسها على قلب منافق مكار مخادع فيتوصل ذلك الى مقاصده الخبيثة ويبذل في قلوب من انتسب اليهم ما يقدر عليه من البذور التي تنتج الخزي والفظيحة قال وليس الاسف على هلاك من هذا شأنه وهذا غاية قصده فانه بسبيل من هلك وانما الاسف كل الاسف يلقي اليه سمعه ويمكنه من قلبه ولبه ويصغي اليه ظانا نصحه وهو في الحقيقة اكبر عدو غاش هذا بعظ ما انتجه اختلاف وهذا الامر الذي كتبه المصنف رحمه الله تعالى رأينا حقائقه في تصاريف الايام. فمن عجائب والعجائب جمة ان شيخنا صالح ابن فوزان حفظه الله كتب اليه كاتب يطلبه الحل فيما اقترفه في حقه وحق غيره من خطيئة واثم. فانه ذكر انه كان يجتمع هو ونفر يتصلون به وبغيره من العلماء ليضربوا كلام بعضهم ببعض. ولا ريب ان هؤلاء عندما يتصلون بالعلماء يظهرون لهم اكرامهم واعظامهم وانهم يريدون منهم معرفة الحق. ثم يعمدون الى ضرب كلام هؤلاء بهؤلاء الا عمل من ساء قصده واظلم قلبه على النحو الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى. ثم قال ذاكرا اخرى ومنها انه يستدرج بالمفترقين اي يقربهم ويدرجهم مدنيا شيئا فشيئا الى المباعدة اجره فانهم اذا افترقوا وتعصبوا وتحزبوا واختصموا تباعدوا فلم تجري بينهم المنافع. قال حتى لا يتعلم بعض بعضهم من بعض ولا ينصح بعضهم بعضا فيضيع من المصالح التي هم بصددها لو كانوا مجتمعين ما هو من اهم الواجبات واكمل القربات واجل الطاعات الى غير ذلك من طمع اعدائهم بهم لتفرق كلمتهم ولتشتت امرهم. فيحرم وبعضهم بعضا فيحرم بعضهم بعضا الخير الذي هو معه. وموجب حرمان بعضهم بعضا هي العصبية بينهم وابتغاء كل واحد منهم نصرة نفسه وان سماها نصرة الحق. نعم فصل في فوائد اتفاق المسلمين وتحابهم وتحابهم والسعي في ذلك. وهذا هو المطلوب المقصود الذي جرى علي جرى الكلام لاجله وهو المقصد الذي فيه فيه رغب المصلحون واليه جمر المشمرون وبه تنافس المتنافسون ولمثله فليعمل لما اشتمل عليه من المصالح العظيمة والمهمات الجسيمة وبالجملة فجميع المفاسد التي ذكرت والتي لم تذكر في ازد التهاجر والتباغض والتدابر بهذا الامر تزول وتصل بصاحبها الى كل خير وتؤول فيه فيه تحصل الخيرات وتنزل البركة فبه عندكم فبه فبه تحصل الخيرات وتنزل البركات وتستجاب الدعوات وتبدل حسنات وباتفاق كلمة المسلمين يجتمع يجتمع شمل الدين ويحصل لهم بذلك بالارض العز والتمكين وبه يزيد الاسلام والاسلام الايمان لان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والسعي بهذا من اكبر الطاعات من اكبر الطاعة فيزيد به الايمان درجاتهم بالتألف وبالاجتماع يحصل التعاون على جميع خصال البر والتقوى والخير. قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف اصلاح بين الناس. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل بافضل من بافضل من درجة الصيام والقيام قالوا بلى يا رسول الله. قال اصلاح ذات البين فان فساد ذات البين هي الحالقة. وفي رواية لا اقول حالقة الشعر ولكن الدين فاي درجة اعظم من هذه الدرجة التي زاد بها على التي زاد بها على امهات الفضائل الصلاة الصلاة والصيام والصدقة صلى الله عليه وسلم والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا. افلا اخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم فرتب صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على وجود الايمان ورتب وجود الايمان على حصول التحاب الذي هو سبب الائتلاف. ونبه على الدواء لهذا بافشاء السلام لان دين لان لين الكلام الذي من اجله افشاء السلام من اكبر من اكبر الدواعي لذلك لما فرغ المصنف من الفصل الذي عقده في مفاسد الاختلاف قابله بعقد فصل ثان وعد به ترجم له بقوله اصل في فوائد اتفاق المسلمين وتحابهم والسعي في ذلك. ثم ذكر رحمه الله قاعدة جامعة بقوله وبالجملة فجميع المفاسد التي ذكرت والتي لم تذكر من مفاسد التهاجر والتباغض والتدابر بهذا الامر اتصلوا بصاحبها الى كل خير وتؤول. فما تقدم من مفاسد الاختلاف والتفرق يمحى ويزول بالاجتماع تحابي والتواصل والتوادد والسعي في ذلك بين المسلمين. قال فبه تحصل الخيرات وتنزل البركات وتستجاب الدعوات وتبدل السيئات بالحسنات. ثم قال وباتفاق كلمة المسلمين يجتمع شمل الدين. لانهم اذا اجتمعوا بينهم فقد اجتمعوا على الامر الذي جمعهم وهو دين الله عز وجل فقوي دين الله فيهم وحصل لهم العز تمكين وزاد الايمان واليقين. ثم قال والسعي في هذا من اكبر الطاعات فيزيد به الايمان درجات. وبالتآلف يحصل التعاون على جميع خصال البر والتقوى والخير. ثم قال رحمه الله تعالى فاي درجة اعظم وهي السعي فيما يكون فيه اجتماع المسلمين وصلاحهم قال التي زاد بها على امهات الفضائل والصيام والصدقة فكل خير هو في اجتماع المسلمين وكل شر هو في افتراق المسلمين ويكفي في بيان سوء الافتراق وخير الاجتماع قوله صلى الله عليه وسلم الجماعة رحمة عذاب رواه الحاكم وغيره فيندرج في ذلك كل افراد الرحمة ويندرج في العذاب كل افراد العذاب فاذا اجتمع المسلمون حلت بهم الرحمات واذا افترق المسلمون بهم النقم والبلايا والمصائب. نعم فصل اذا علم هذا فصل اذا الواجب على المسلمين عموما وهو على اهل العلم خصوصا ان يسعوا في هذا الامر ويتحملوا من اجله المشاق ويبذلوا جهدهم وطاقتهم بحصول توادد وعدم التقاطع والتهاجر ويرغب غيرهم فيه امتثالا لامر الله وسعيا في محبوبه وطلبا لزلفة لديه فيوطنوا انفسهم على ما يناله من الاذية القولية والفعلية مع انها ستنقلب ان شاء الله راحة وموصلة دينية ومواصلة دينية ويقابلون اليهم بالعفو عنهم بالعفو عنه والصفح وسلامة النفس. ولا يعاملهم بما عاملهم به بل اذا عاملهم بالبغض عامله بالمحبة وان عاملهم بالاذان تعاملوا بالاحسان وان عاملهم بالاجر بالهجر وترك السلام عاملوا ببذل السلام ببذل السلام والبشاشة ولين الكلام والدعاء له بظهر الغيب ليطيعوا انفسهم ولا يطيعوا انفسهم الامارة بالسوء. بمعاملته من جنس ما عمل من جنس ما عاملهم به فليست هذه حالة اللهم اغفر لقومهم واتباعهم بل حالهم العفو والصفح عن اهل الجرائم كما كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال النبي الذي الذي ضربه وقوموا حين دعاهم الى الله حتى ادموا فجعل فجعل يمسح الدم عن نفسه عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومه فانهم لا يعلمون هذا والله الفخر الكامل الذي يبني الذي يبني لصاحبه في الدنيا الثناء. الذي يبني لصاحبه الدنيا في الدنيا الثناء الجميل وفي الاخرة ثواب قال تعالى ولا يجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا ويحثوا على مقابلة المسلم بالعفو في قوله تعالى ولا ان صبرتم لهو خير للصابرين. وقوله تعالى وان تعفوه اقرب للتقوى. وقوله تعالى فمن عفا واصلح هذا اجره على الله. وقوله تعالى ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم لهذه الحالة جمع الله شملهم والف بين قلوبهم وهداهم سبل السلام. واخرجهم من ظلمات الجهل والظلم والظلال الى ان نور العلم والعدل والايمان والضلال بالضاد. احسن الله اليك. عندكم مكتوبة بالظاء؟ والضلال. نعم. احسن الله اليكم. واخرجهم ظلمات الجهل والظلم والضلال الى نور العلم والعدل والايمان. ويجب عليهم اذا رأوا صاحب هوى يريد ان يشق عصا ويفرق بينهم لنيل لنيل غرض من اغراظه الفاسدة ان يقمعه وينصحه ولا ولا يلتفت لقوله ان فان من هذا حاله اكبر الاعداء وان يحرصوا غاية الحرص على ستر على ستر عورات المسلمين. وعدم تتبعها خصوصا ما يصدر من ما يصدر من رؤساء الدين والعلماء وطلبة العلم الذين لهم الحق الاكبر على جميع المسلمين بما قاموا به من علم شرع وتعليمه الذي لولاهم ما ما عرف الناس امر دينهم ومعاملاتهم فلولا لم فلولاهم لم يعرفوا كيف يصلون ويزكون ويصومون يحجون بل لا يعرفون بل لا يعرفون يبيعون ويشترون بل لولاهم لكان الناس كالبهائم لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ولا حلالا ولا حراما. الواجب على المسلمين احترامهم وكف الشر عنهم وقمع وقمع من يريدون باذى والتغاظي مما يصدر منهم بستره وبستره وعدم نشره لان نشره فساد عريض واعلم ان واعلم ان للخير والشر على ما يعرف بها العبد فعلى فعلامة فعلامة سعادة الانسان ان تراه قاصدا للخير لكافة المسلمين حريصا على هدايتهم ونصيحتهم بما يقدر عليه من انواع النصح مؤثرا لستر مؤثرا لستر عوراتهم وعدم قاصدا بذلك وجه الله والدار الاخرة. وعلامة شقاوة العبد ان تراه يسعى بين الناس بالغيبة والنميمة ويتتبع عثراتهم ويتطلع على عوراتهم فاذا سمع بشيء صدر منهم من المكروه اشاعه واذاعه بل ربما نشر معه وش ارحم من ابتداعه فهذا العبد فهذا العبد فهذا العبد فهذا العبد بشر المنازل عند الله مقيت متعرض لمساخطه يوشك ان يفضحه في دنياه قبل في دنياه قبل اخراه ان لم يتدارك نفسه بتوبة توحي وتبديل السيئات بالحسنات فحقيق فحقيق بمن لنفسه عنده قيمة ان يربأ بها عن هذه الخصلة ويتأمل معنى قوله صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستر الله ستره الله في الدنيا والاخرة. وقوله وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه لا تؤذوا لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فان بينه من يتبع عورة اخيه يتبع الله عورته. ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته هذا الوعيد الشديد في في عموم المسلمين واما العلماء والصالحون فالوقوع بهم اقبح واقبح. فهو هو علامة على معاداة ومحاربته لان الله قال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب وقد قال بعض السلف ان لم يكونوا العلماء واولياء الله فلا ادري من هم اولياؤه. وصدق رحمة وصدق رحمه الله وصدق رحمه الله فان ولاية الله انما تنال بحسب قيام العبد باوامر الله تعالى ولاهل العلم من هذا اكبر نصيب فانه لا يكاد ينال العبد من العلم يصير فيه رئيسا حتى يجتهدوا ويجدوا ويمضي عليه زمن طويل وهو متجرد لطلب العلم تاركا لما عليه الدنيا مستغرقا لاكثر اوقاته واشرف ساعاته بالاشتغال بالعلم الذي هو بنفسه الذي هو بنفسه اجل الطاعة وهم احرى بولاية الله من غيرهم فكيف فكيف يمكن بالقدح؟ فكيف يمكن بالقدح فيهم من غلبة؟ ان غلبت عليه الشقاوة وافنى زمنه بالقيل والقال ولم مع الصالحين بسهم من نفائس الاعمال فلا تراه باحثا عن امر دينه ولا مجالسا للعلماء على وجه الاستفادة منهم بل لو سئل عن ادنى مسألة من امر دينه لم ينطق ببنت ببنت شفته ومع هذا فقد اطلق لسانه بسلب العلماء واهل الدين زاعما فيما قاله انه مصيب؟ نعم قد اصاب طريق اهل الشر والتحق الحيوانات الخسيسة التي الطيبة وتذهب الى الجيفة ونحوها من الاطعمة الخسيسة لتركه المحاسن واقباله على ما على ما ظنه مساوئ وانحرف عن طريق اهل الخيرية فليسوا بكفر فليسوا بكفئ ان يذكر. فليس فليس بك. فليس بكفئ احسن الله اليكم. فليس بكفئ ان يذكر معهم وانما ايذكر لان لا يغتر به المغترون ويقع بشبكته الجاهلون. ولعل ولعله يرتدع ويتوب ويقلع ويقلع الى ربه فليس على طريق التوبة حجاب ولا ذنب الا وراءه مغفرة الملك الواهب. ولا ولا ذنب الا وراء مغفرة الملك الوهاب لمن تاب واناب. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من الفصلين المقدمين الذين جعلهما توطئة بين يدي المقصود الاعظم ذكر في هذا الفصل طرائق بها اجتماع كلمة المسلمين ويبرؤون من التفرق والاختلاف والتشاحن. فذكر فيه مع طرائق اولها ان يسعى المصلحون من العلماء وحملة العلم الى تحقيق هذا الاصل. ان يسعى المصلحون من العلماء واهل العلم الى تحقيق هذا الاصل. وهو لزوم الجماعة وترك التفرق فيجتهدوا في الحث عليه ويتحملوا فيه المشاقه ويبذلوا جهدهم وطاقتهم في تحصيل التواجد والتحاب بين المسلمين. وثانيها ان يجتهدوا في مقابلة الاساءة التي يلقونها بالاحسان ان يجتهدوا في مقابلة الاساءة بالاحسان فاذا عاملهم احد بسوء عاملوه بالاحسان فاذا عاملهم بالهجر وترك السلام عاملوه للسلام والبشاشة ولين الكلام. وثالثها انه يجب عليهم اذا رأوا صاحب هوى يريد ان يشق عصا المسلمين انه يجب عليهم اذا رأوا صاحب هوى يريد ان يشق عصا المسلمين ويفرق بينهم وان يقمعوه ويردوه عن غيه كفا لشره وحفظا للمسلمين منه ورابعها ان يحرصوا غاية الحرص على ستر عورات المسلمين وعدم تتبعها ان يحرصوا غاية الحرص على ستر عورات المسلمين وعدم تتبعها. خصوصا الرؤساء الدين والعلماء وطلبة العلم. والمراد بالعورات الزلات فيجب ان يحفظ لهم ان تحفظ لهم حرمتهم وان يعرف لهم قدرهم وان يكفى الشر عنهم فلا يتعدى ولا يتطاول عليهم بما يقع منهم من زلة واذا بدر من احدهم شيء يخالف الحق رد عليه بالحق دون مجاوزة. والرد بالحق جماعه كما ذكر ابن رجب هو حسن الخطاب وموافقة الصواب. فاذا سلك حسن الخطاب ووافق الصواب لم يثرب عليه انه رد زلة فلان ابن فلان. فان عدل عن شيء من هذا كان مستحقا. لللوم تجيب من الله عذابا على ما اقترفه. ثم ذكر رحمه الله تعالى علامات الخير والشر التي يتميز بها العبد ليبين الفرقان بين المتكلمين في الدين بانه يفرق بين من يعرف ارادة الخير ومن تعرف عنه ارادة الشر. ثم ذكر رحمه الله تعالى احاديث تشتمل على الوعيد الشديد في حق من تتبع عورات المسلمين وهذا عام فيهم. وهو في ساداتهم من اولي الامر من العلماء والرؤساء اشد واشد وفي العلماء اعظم واعظم لما فيهم من ولاية الله سبحانه وتعالى فانهم اجدر الخلق ان يكونوا اولياء لله وقد قال الله في الحديث القدسي عند البخاري من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب اي اعلمته بالمحاربة ذكر كلاما عظيما في كيفية تحصيل ولاية الله عز وجل وقيامها باتباع امره واجتناب نهيه. نعم فصل ومن اعظم ما يجب الاعتناء به فصل وما ومن اعظم ما يجب الاعتناء به على اهل العلم الا يجعلوا الاختلاف بينهم في المسائل الدينية التي لا يخرج المخالف فيها الى البدع او الشرك سببا وداعيا الى التفرق وتشتيت القلوب وموجبا للقدح والطعن بسببها والموالاة والمعاداة عليها فان هذا ظلم وتعدي لا يحل باجماع المسلمين فما زال السلف الصالح من الصحابة والتابعين. فمن فمن بعدهم يختلفون في مسائل الدينية ولا ينكر بعضهم على بعض ولا يوجب بعضهم على بعض ان يتبعه والا ضلله. فان هذه مرتبة لا تصح الا لرسوله فهم الذين فهم الذين فهم الذين يضلل مخالفهم. واما من عاداهم فلم تضمن فلم تضمن لهم ومن رحمة الله بعباده ان جعل اختلاف هذه الامة رحمة ليثيب المصيبة ويعفو عن المخطئ واتفاقهم واتفاقهم حجة حجة ونجاة وعصمة فالواجب على اهل العلم ان يبذلوا جهدهم لتحري الحق والصواب والا يضللوا المخالف لهم مثلهم باخطاء واصاب وهذا في المسائل التي تعارضت بها اقوال سلف الامة بحسب ما اداهم اليه اجتهادهم وذلك مثل من يرى ان الماء لا ينجس الا التغير به الا بالتغير بالنجاسة لا يجوز له القدح في من يرى ان ما لم يبلغ قلتين ينجس بمجرد الملاقاة وبالعكس. وكذلك من يرى ان الماء المع استعمل في رفع الحدث يصير طاهر غير مطهر لا يضل لا يضلل من يراه طاهرا مطهرا وبالعكس ولا من يرى ان الصلاة في ثوب النجس ناسيا يعاد على من لا يرى اللي عاذوا بالعكس ولا من يرى وجوب صوم صوم ليلة بالغيم على من يرى استحباب الفطر او اباحته ولا العكس ولا من يبيح فعل نوافل ذوات الاسباب في اوقات النهي على ما يمنعها وبالعكس وامثال هذه التي لم يزل الخلاف فيها بين السلف والى الان فلا يحل لمن يرى احد احد القولين فيها ان ينكر على غيره على وجه القدح به فان هذا الظلم لا يجوز بل وظيفة اهل العلم فان هذا ظلم لا يجوز. بل وظيفة اهل العلم اهل العلم في مثل هذه المسائل الخلافية ان يبينوا وان يبينوا ما يرون انه انه صحيح بحسب قدرتهم بالدليل الشرعي الذي هو الكتاب والسنة والاجماع والاعتبار بالقياس والحكم بضعف القول الاخر بالدين الشرعي وان يردعوا من جعل هذا هذا الخلافة سلما للاختلاف انه بعيد عن انصاف نعم ان ان ظهر من احد ان ظهر من احد من اهل العلم مخالفة بينة لدليل شرعي لدليل شرعي صريح فانه يجب نصحه النصيحة بينوا له الدليل الشرعي لاقرب الطرق ولا يجعل تأنيبه او غيبته في المجالس بدلا من نصحه فليست هذه اهل الانصاف بل طريقتهم النصيحة سرا وعدم اشاعة الفاحشة وبالجملة فالواجب على اهل العلم وغيرهم السعي في معرفة الحق والاجتهاد في تنفيذ التنبيه والعمل به والتعاون على ذلك وان يحب احدهم لاخيه ما يحب لنفسه سواء وافقه او سواء وافقه وخالفه او خالف فكما انه اذا وقع منه خطأ وزلل لم لم يحب لم يحب اطلاع احد عليه بل يحرص على ستر نفسه فكذلك ينبغي ان ينزل ان ينزل اي ان ينزل اخاه منه بهذه المنزلة وان يحمل ما يصدر منه على احسن محمل فان الجزاء من جنس العمل فمن كان عمله مع اخوانه هكذا ستر الله عليه باسباب يعلمها واسباب لا يعلمها سترا لا ستر الله عليه باسباب يعلمها واسباب لا يعلمها واسباب لا يعلمها معطوف ايضا نعم احسن الله اليك انزل الله عليه باسباب يعلمها واسباب لا يعلمها سترا لا يحصل لمن لم يمكن بهذه المثابة لم يكن لم يكن سدرا لا يحصو لمن لم يكن بهذه المثابة فكما تدين فكما تدين تدان جزاء وفاقا. تدين فكما تدين تدان. احسن الله اليك. فكما تدين تدان جزاء وفاقا. فنسأل الله ان يوفقنا واخواننا لما يحبه ويرضاه وان يصلح احوال المسلمين ويؤلف بين قلوبهم. ويهديهم سبل السلام والحمد لله رب رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وسلم. ختم المصنف رحمه الله تعالى بهذا الفصل الذي بين فيه ان من اعظم ما يجب الاعتناء به على اهل العلم ان لا يجعلوا الاختلاف بينهم في المسائل الدينية على قانون واحد فالمسائل التي يتنازع فيها الناس مختلفة فما اخرجت الى كفر او بدعة او شرك فهذه لها حال وما لم تفظي الى ذلك فلها حال اخرى فالمسائل المتنازع فيها بين اهل السنة والحديث والاثر هي من جنس المسائل التي وقع فيمن قبلهم من ائمتهم المهتدى بهم المنازعة والاختلاف فيها فما زال السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم يختلفون في مسائل الدين ولا ينكر بعضهم على بعض ولا ايجيب بعضهم على بعض ان يتبعه والا ضلله فان الاتباع الكامل هو للرسول وحده صلى الله عليه يضلل مخالفه. واما غيره فلم تضمن له العصمة كما قال المصنف. ثم قال ومن رحمة الله بعباده ان جعل اختلاف هذه الامة رحمة ليثيب المصيبة ويعفو عن المخطئ ومحل كون اختلاف الامة رحمة في حق المجتهدين فقط فالمجتهدون هم الذين يكون اختلافهم رحمة لانهم بين اجر واجرين واما اصل لا في فانه منهي عنه شرعا ومذموم بدلائل الكتاب والسنة. لكن ما وقع في كلام اهل العلم من اطلاق ان الاختلاف اي في حق المجتهدين لا في حق المتبعين المقلدين. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الواجب على اهل العلم ان يبذلوا جهدهم بتحري الحق والصواب والا يضللوا المخالف لهم مثلهم اخطأ واصاب. ومحل هذا كما قال وهذا في جميع التي تعرضت فيها الاقوال اقوال اقوال سلف الامة بحسب ما اداهم اليه اجتهادهم. فمحل هذا المسائل الاجتهادية والمسائل الاجتهادية هي التي تقبل الاجتهاد. لتنازع الادلة فيها وتباين انظار المجتهدين. فلا على مجتهد قال بقول فحين اذ يقال لا انكار في مسائل الاجتهاد لكن لا يصح ان يقال لا انكار في مسائل الاختلاف. لان دائرة الخلاف او اوسع من دائرة الاجتهاد. فالمسائل التي لا اجتهاد فيها لا يجوز الخلاف فيها. واما المسائل الاجتهادية فهي التي يقال وفيها لا انكار في مسائل اجتهاد. ثم قول اهل العلم لا انكار في مسائل الاجتهاد محله العمل لا العلم فمن عمل في مسألة باجتهاد به فهذا لا انكر عليه في العمل. واما في العلم ببيان ضعف قوله ورده فهذا سائغ لا شيء فيه. اشار الى ذلك ابن تيمية الحفيد وعبد اللطيف ابن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب رحمهما الله ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من ظهر منه من احد العلم من اهل العلم مخالفة بينة لدليل شرعي صحيح فانه يبذل له النصح ويرد الى الرشد باقرب طريق ولا يجعل تأنيبه او غيبته في المجالس بدل عن نصحه فان هذه ليست طريقة اهل الانصاف بل طريقة اهل الانصاف بذل النصح له ان امكن ذلك بسر فهو اولى وان لم يمكن بين خطأه مع حفظ حرمته بذكر الدليل الدال على خطأه في قوله بلا تعسف لكلامه ما لا يحتمل. والحكم بين هذا وذاك هو الله سبحانه وتعالى. قال وبالجملة فالواجب على اهل علم وغيرهم السعي في معرفة الحق والاجتهاد في تنفيذه والعمل به والتعاون على ذلك. وانه انه وان احدهم لاخيه ما يحب لنفسه فكما يحب العبد اذا زل ان لا يطلع على زلله واذا اطلع عليه الا يباشر التعنيف باللطف فكذلك ينبغي ان يعامل ان يعامل به اخوانه. فانه اذا كان كذلك هيأ الله له اسباب الحفظ والصيانة فمن حفظ امر الله في الناس حفظه الله عز وجل في الناس ومن لم يحفظ امر الله سبحانه وتعالى في الناس ضيع نفسه بين الناس. ولهذا فالمتمسكون بالطريقة الشرعية والجادة السوية امنون على اعراضهم لا يبالون بشيء يتعلق بذلك. لانهم يتعبدون الله عز وجل بما يحبه ويرضاه. ولا يتعبدون الله بمراداة انفسهم واهوائها ومحابها وما تميل اليه. فمن مال الى نفسه مالت به الى ثم ختم رحمه الله تعالى بالدعاء ان يوفق الله اياه واخوانه المسلمين لما يحبه ويرضاه وان يصلح احوال المسلمين ويؤلف بين قلوبهم ويهديهم سبل السلام فنسأله سبحانه وتعالى ان يوفقنا الى سبل الخيرات وان يباعد بيننا وبين المعاصي والسيئات وان يؤلف بين قلوب المسلمين وان ينصرهم على اعدائهم من الفسقة والمبتدعة والكافرين وهذا اخر البيان على هذا اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميع الحث على اجتماع كلمة المسلمين والقاضي يكتب بقراءته صاحبنا فلان بن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد في الميعاد المثبت من محله في نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد المذكور في عقود الابتهاج لاجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي ليلة الاربعاء الثاني من ذي الحجة سنة ست وثلاثين واربع مئة والالف واربع مئة والف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة. لقائنا غدا ان شاء الله تعالى بعد صلاة الفجر في كتاب التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة. وفق الله الجميع لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين