وبعده كتاب نبدأ ولا نحن نعوض الافعال يقرأ كتاب العصر فنعوضه يقرأ كتاب العشاء وانتم تعوضكم ان شاء الله تعالى بالاجازة في كتاب العصر باسناده بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعيد رحمه الله تعالى في قصيدته بسم الله الرحمن الرحيم. سعد الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لنا استفتح المصنف رحمه الله نظمه في نعش منازل السائلين الى الله بالخبث عن سعادتهم. فجعل مدارها على امرين. احدهما تجنب سبل الردى اي طرق الهلاك. والاخر تيمموا اي قصد منازل العبادة المحققة رضوان الله. اي قصد منازل العبادة المحققة رضوان الله تعالى. فاولئك السعداء يجامعون هذين الامرين تجنب ما يهدي وامتثال ما يرضي. تجنب ما وامتثال ما يرضيه. وهذان الامران هما المشار اليهما في كلام المتكلمين في هذا الباب باسم التصفية والتحلية. باسم التحلية والتحلية. فالتخلية افراز القلب من كل ما يضره ويؤذيه. افراغ القلب من كل ما ينظر ويؤذي والتحرية ملئ القلب بكل ما ينفعه ويقويه القلب بكل ما ينفعه ويقويه. واشار المصنف الى هذين الامرين بما ذكره من حاله فانهم تخلوا عن كل ردا وتيمموا سبل الهدى. متهنين بها ومن راعى هذا في قلبه وعمره به تخلية وتحلية استقام له قلبه وقوي نفسه وادرك السعادة المرجوة. وحقيقة السعادة الحال الملائمة للعبد حقيقة السعادة الحال الملائمة للعبد. ونيلها متوقف على حظ العبد من رب وبه في الوصول اليه. ونيلها متوقف على حظ العبد من ربه في وصوله اليه المقاصد المرادة والغايات المطلوبة هي الوصول الى الله عز وجل ثقتها اصول القلب الى الله بدوام العكوف بين يديه والملازمة لامره ونهيه وتصديق خبره وصول القلب الى الله بالعكوف بين يديه وملازمته امتثال امره ونهيه وتصديقه خبره وهي التي يشير اليها المتكلمون في احوال الخلود بالسير الله فمرادهم سير القلب الى الله بسلوك الصراط المستقيم. سير القلب الى الله بسلوك الصراط المستقيم ذكره ابو الفرس ابن رجب في استنشاق نسيم الانس فالسائر الى الله عز وجل سالك الصراط المستقيم. فقد اضاف الله عز وجل الصراط المستقيم الى التاركين فقال صراط الذين انعمت عليهم وهي احدى الاضافتين الواقعتين في القرآن للصراط والثانية اضافته الى الله سبحانه وتعالى كقوله وان هذا صراطي بكونه واضعا له ذكرهم ابو العباس ابن تيمية ابو عبد الله ابن القيم في مدارس السالكين والسير الى الله عز وجل يكون بالقلب. لا بالبدن فيسير اليه الناس بقلوبهم تابع ابدانهم ذكره ابن القيم في كتاب الفوائد وفي مدارج السالكين. وغايته فوز العبد بالكرامة الدنيا والاخرة وغايته فوز العبد بالكرامة في الدنيا والاخرة. فمن سار قلبه الى الله متنقلا في منازل السير اليه ادرك فوزه في الدنيا والاخرة. والى ذلك اشرتم بقوله في ابيات بي سير القلوب الى الاله يدلها للفوز بالدارين يا اخواني ما تقدم من ذكر اضافة الصراط المستقيم الى سالكين لانهم يأخذون فيه. ويجتهدون في الوصول الى الله عز وجل بسلوكه شهرت مقامات العبادة باسم منازل السير وصلنا فيها ابو اسماعيل الهروي الحافظ كتابه منازل السائلين ابو عبد الله المخيم في كتابه مدارج السالكين. وتبعهم المصنف في هذا فنظمه مريدا كونه مبينا منازل السير الى الله عز وجل وسمى منظومته في السير الى الله والدار الاخرة. نعم متشرعين وفقه الله الى اول منازل سيرهم بقوله فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بشعة الايمان والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. تصديق قلبي من ارادة غير الله. والى ذلك اشرت بقول واخلاقنا لله صدق القلب ارادة سواه فاحذر يا فضيل. اخلاصنا لله. صفي القلب منه ارادة سواه فاحذر يا فطن. فسيرهم الى الله عز وجل المشار اليه في قول ناظم في مشيهم واقع على وجه الاخلاص فهم مخلصون متمسكون بالشرعة الايمانية اي متابعون للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا البيت من هذه القصيدة هو نظير قول ابن القيم في ذريته فلواحد كن واحدا في واحد تعني سبيل الحق والايمان. فان بيتين المذكورين جامعان للاخلاص واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. نعم بين الرجاء والخوف من السيئات وهم الذين ملأوا قلوبهم لبلاده ومحبة الرحمن الى اجل ملامح السائلين الى الله رجاء الله وخوفهم ومحبتهم. فقلوب الداعيين الى الله مملوءة برجاء الله وخوفه ومحبته. وحقيقة رجاء الله شرعا امل العبد بربه في حصول المقصود. امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. مع بذل الزهد وحسن التوكل. وحقيقة الخوف من الله فرار القلب العبد الى الله ذعرا فراق قلب العبد الى الله ذعرا وفزع وحقيقة المحبة شرعا تعلق قلب العبد بالله ودواه ملاحظته مرضاته دوام تعلق تعلق العبد بالله تعلق القلب بالله ودوام ملاحظته مرضاته. ومحبة الله مع رجائه وخوفه. هي اركان العبادة فان العبادة مشيدة على ثلاثة اركان. اولها حب الله. وثانيها رجاء الله وتاركها خوف الله. فمن عبد الله بها استكمل حقيقة العبادة ومن عبد الله بواحد او اثنين دون كمال الثلاثة فانه لن يستكمل العبادة المأمور بها. وهذه الثلاثة للعبد بمنزلة الرأس والجناحين للطائر فالمحبة رأس والخوف والرجاء جناحان فاذا كان قلبك ترأسه المحبة لله فتقوده ويعليه هل لغن الخوف والرجاء؟ فان قلبك محقق للعبادة المطلوبة منك مما امرك الله عز وجل به. فان فحز شيء من ذلك اضر بالعبد بامتثال العبادة والمطلوب من الرجاء ملء العبد قلبه باحسان الظن بالله. والمطلوب من الرجاء ملء العبد قلبه باحسان الظن بالله. مقترنا ببذل الجهد وحسن التوكل. مقتينا ببدء الجهد وحسن التوكل والمطلوب من الخوف ما حملك على اداء الفرائض واجتناب المحرمات على اداء الفرائض واجتناب المحرمات. ذكره ابو الفرس ابن رجب. واما المحبة الله فان المطلوب منها في حق العبد لا ينتهي الى حد فكلما استغرق العبد في محبة الله استغرق في الرفعة عنده. فليس لها حد تحد اليه. ولا منتهى ترد اليه بخلاف الخوف والرجاء. فان الخوف اذا تهايع فيه العبد وزاد بلغه ايش؟ القنوط. وان الرجاء اذا تهايع فيه العبد وزاد بلغهم الامن من مكر الله. واما محبة الله عز وجل فانها اذا زادت زاد العبد تعلقا بالله سبحانه وتعالى. ومتى ومتى تمت المحبة في القلب؟ انتفت المعاصي عن الجوارح وان نقص المحبة القلبية ظهرت المعاصي على الجوارح ومن احاسن شعر رابعة العدوية قولها تعصي الاله وانت تدعو هذا لعمري في القياس بذيء لو كان حبك صادقا لاطعته ان احب لمن يحب مطيعه بالستر والاعدام والاعيان. من منازل سير هؤلاء في قلوبهم والصراط دوام اللهج بذكر الله. فجميع اوقاتهم مملوءة بذكره. كما اشار اليه بقوله الاحيان اي الاوقات. ومنه ما جاء في حديث عائشة عند مسلم. انها فقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل احيانه اي اوقاته. فهم ملازمون والله في السر الخافي والعلن البين. لانه يرون ان ذكر الله غذاء قلوبهم سواء قلوبهم فيستغنون بذكره عن ذكر قال عبد الله ابن عمرو ذكر الله دواء وذكر الناس داء. قال عبدالله بن عوف ذكر الله دواء وذكر الناس داء وقال مفعول للشام ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. ذكر الله وذكر الناس لا فاذا جر العبد الى قلبه الدواء انتج الشفاء واذا جر الداء انتج البلاء فمن ترقية القلب وتقويته لهج اللسان بذكر الله. لان اللسان بالنسبة للقلب كآلة المسماة بالميراث التي تلقي في القلب فيما يدخله. وتلقي منه فيما يخرجه فاذا كان الانسان مجريا ذكر الله على لسانه حشي قلبه به وكان ذلك دليلا على ترك محبته ربه. قال بعض السلف من احب شيئا اكثر من ذكره. فالمحب لله عز وجل يكثر من ذكر الله عز وجل. فقال بعض السلف وهو ليس الخولاني اكثروا ذكر الله. حتى يقال مجنون. وروي معناه مرفوعا ولا يصح ووجهه ان العبد اذا كمل اشتغاله بذكر الله صار في حال مباينة لاحوال الناس. فيكون في انعزاله عنهم واقباله على ربه مجنونا. والا فهو العاقل حقيقة. لان من علامة عقل للعبد في اشتغاله بما ينفعه. واعظم ما ينفعك هو ذكر الله. ومن علامة حمق الرجل وقلة عقله ولعه بما يضعف قلبه. ومن جملته افشاره من ذكر الناس عيبا لهم. وتنقصا فان ذلك يعمل في قلبه كما يعمل النحات بالحجر. فان النحات يأخذ بالحجر فيضربه بالحديد ليفصل بعضه عن بعض ويرقه وكذلك امر ذكر الناس في القلب فانه كالالة التي تأخذ في اطرافه فتقطع اوصالها. فيتشتت شمله وتتبدد قوتك ويضعف وربما اورثه ذلك النفوص على عقبيه. وقد اورد القاضي عياض في ترتيب المدارس عن رجل من المالكية انه سمع رجلا من طلاب العلم يتكلم رجل فقال اذا كان اول ما يتعلم احدكم الكلام في الناس فمتى يفلح اذا كان اول ما يتعلم احدكم الكلام في الناس فمتى يفلح؟ ومن القواعد المقررة عند اهل السنة والجماعة صيانة للقلب ووقاية له. ان العثرات من صنوف الضلال والمنجزات. لا يتعرضوا بالتحذير منها وبيان خطرها والرد على دعائها ان العلماء الرافقون. ذكره ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم والشاطري في الموافقات. فينبغي ان يجتهد العبد في صيانة قلبه. وان يملأه بما ينفعه وهو ذكر الله. وان يدع الناس الا من خير. وهو السالم حقا. الغانم اقعد ولا يهوننك ما يتواطأ عليه الناس من ولعهم بذلك ومحبتهم له واجتماعهم عليه فليس العبرة بذلك. وانما العبرة بما في قلوبهم من الصدق. فان الصادق يرشده الله الى ما ينفعه. فمن كان صادقا اظهر الله الحق على لسانه. ومن كان كاذبا بمثل هذه التعاون فانه يجر قلبه الى اغلال شديدة. وقيود ثقيلة. ربما اوردته العرب والعاقل يضرب لنفسه النجاة ولا يطلب لها ما يدركها ويعقبها. نعم عصيان ذكر المصنف رحمه الله ومن مقاصدنا في سيرهم انهم يريدون القرب من الله. فمحرك قلوبهم راجع نفوسهم وباعث هممهم بالسير الى الله هو طلب القرب منه. وانما يصدق الطالبة اذا كان موافق الامر فاذا اراد احدنا ان يكون قريبا من الله فليكن ممتثلا امره فانه اذا امتثل امر الله قربه الله اليه وادناه منه. فمن لازم طاعته وباعد معصيته جعله جعله الله سبحانه وتعالى من اوليائه المقربين. وان من الغبن المستبيد الا يألو الانسان جهدا ولا يقل همة في ابتغاء القرب الى المعظمين من الناس من العلماء او الامراء ثم لا يكون له حظ ولا همة من قربه من الله سبحانه تعالى فهو قد حجب بالخلق عن الحق. واشتغل بالمخلوق عن الخالق. وسلب ما فيه منفعة ممن يقبل يقبل عليه منصرفا الى الاقبال على مخلوق مثله. فيظنه ولا ينفعه ولا يكسره ولا يقله ولا يزيده ولا ينقصه لان الامر كله بالله فمفاتيح منافع العلوم بيد الله لا بيد العلماء. ومفاتيح منافع الدنيا بيد الله لا بيد الامراء. فاذا وقر هذا في قلب لم يكن لقلبه صلبة في القرب الا القرب من الله عز وجل. ومن قربه الله اليه ابتسامة الخلق القربى منه ومن بعده الله عنه ابتعد الناس عنه ولو هملدت به البرابين وارتفعت به المراكب واعتلت به المباني. فانه اذا كان امره لغير الله فرعانا ما ينحط من فيتردى في وحل لا يخرج منه الا ان يوفقه الله عز وجل الى توبة نصوح يتوب بها الى ويراجع امره فيقوم القربى الى من بيده الامر كله. قال الله تعالى ان الحكم الا لله فالحكم في امر الدين او الحكم في امر الدنيا هبة وعطاء وقبضا ومنعا كله بيد الله سبحانه وتعالى فالعارفون به الثائرون اليه يطلبون القرب منهم. وذلك بطاعته عز كما قال المصنف فعل الفرائض والنوافل دأبهم مع رؤية التقصير والنقصان. فالطاعات كل فترجع الى هذين فعل الفرائض والنوافذ. والفرائض اسم للشرائع العبد لزوما ملزوما به. اسم للشرائع اللازمة العبد لزوما به والنوافل اثم للشرائع اللازمة العبد اللازمة العبد لزوما غير مجزوم به وهما مجموعان في الحديث الالهي الذي رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى وما تقرب اليه عبدي بشيء احب الي مما تركته عليه ولا عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. الحديث فاخبر الله عز وجل ان التقرب منه يكون بفعل فرائضه ونوافله. وهؤلاء الملتمسون التقرب الى الله عز وجل بالطاعات هم ثم للخلق اذ جمعوا بين الفرائض والنوافل وتم امرهم لما نظروا الى انفسهم بعين العيب والنقصان والتقصير عن الوفاء بما يجب لله سبحانه وتعالى من حق فهم لا ينظرون الى اعمالهم بعين الاغترار والاجلال بها على الله سبحانه وتعالى. فهم لا يرون انهم شيء انهم لا يكون منهم شيء. وانما ان وفقوا الى الطاعات فبفضل الله. وان حبسوا عنها فمن انفسهم اتوا ذكر ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ان ابا عثمان ميتابوري خرج يوما الجمعة مبكرا فلما كان في اثناء الطريق عثرت قدمه فانقطع شسع نعله فقال اعلم من اين اوتيت؟ اعلم من اين اوتيت؟ يعني من اين وقع في هذا ذلك اني تركت غسل يوم الجمعة. ذلك اني تركته يوم الجمعة يعني ترك امرا من النوافل فرأى ان ما اصابه وقع من تقصيره في جناب الله سبحانه وتعالى بل كيف يقدم عليه في مشهد عظيم واجتماع كريم ثم لا يغتسل له. قال الفضيل ابن رحمه الله تعالى اني لاعرف اثر معصيتي في خلق زوجي وذاك فكان يعلم ان ما يلحق زوجه او دابته من التغير هو بسبب ذنب اصابه. مع ما كان له من الاعمال الصالحات والمقامات العظيمات الا انهم كانوا ينظرون الى انفسهم بعين النقصان والتقصير وان مهما قدموا من عمل فانهم لا يبلغون قدر الله حق قدره. ولا يستوفون لله حقه بل هم يستكثرون من الطاعات ويسألون الله سبحانه وتعالى العفو والمسامحة. نسأله سبحانه وتعالى ان يعاملنا بعفوه وفضله شوقا نزلوا بمنزلة شكرا المصنف رحمه الله تعالى ببناته الصبر. وحقيقة الصدر شرعا هي حبس النفس على حب الله حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان احدهما حكم الله حيث القدر وحث النفس يكون ايش في اقله باقله في الصبر وحبس النفس على حكم الله القدري يكون اقله بالتجمل بالصبر. وترك التصحر على الاقدار والاخر حكم الله الشرعي يحث النفس عليه يكون اقله ماشي. بفعل المأمورات واجتناد المنهج وايش؟ وتصديق الاخلاق. وتصديق الاخبار. فما في كل هو القدر الواجب على العبد من نفسه في هذا وذاك ثم ذكر رحمه الله تعالى في البيت الثاني منزلة فوق منزلة الصبر وهي منزلة الرضا والرضا هو تلقي احكام الله بانشراح وسرور نفسه. تلقي احكام الله في انشراح وسرور نفس وهو فوق الصدد لان المنازعة لحكم الله تضمحل مع الرضا. لان المنازعة بحكم فاطمئن مع الرضا. فلا يبقى في النفس ما يجذبها الى التلوث على الاقدار او الجزع منها. ثم ذكر فقام الاعلى وهو منزلة الشكر في قوله كفروا الذي اولى الخلائق فضله بالقلب والاقوال والاركان. وحقيقة الشكر شرعا ثنائي العبد على ربه ظهور ثناء العبد على ربه في بقلبه كفوارا. في قلبه اغرارا. وفي لسانه اعترافا وفي لسانه اعترافا. وفي جوارحه طلبا وتركا. وفي جوارحه طلبا وتركا ذكره ابن القيم في مدارس السالكين. وهذه الثلاثة الصبر والرضا والشكر هي مقامات القلوب في تلقي احكام فالقلب له في تلقي احكام الله القدرية والشرعية منزلة من ثلاثة منزلة الصبر والثانية منزلة الرضا. والثالثة منزلة الشكر والناس فيها درجات فمنهم من يحبس نفسه على حكم الله فيكون صابرا. مع وجود منازعة في النفس. ومنهم من يرقى فوق ذلك فتضمحل المنازعة لحكم الله من قلبه فهو راض بما اجراه الله شرعا او قدرا. وفوق كالطائفتين طائفة ثابتة وهم الفائزون بمنزلة الرضا بمنزلة الشكر فهم فوق رضاهم يشكرون الله عز وجل على احكامك فهم يعلمون ان ما اجراه من ما اجراه الله من حكم شرعي او قدري ففيه امام المصلحة للعبد في الدنيا والاخرة. وقد ذكر هذه المراتب وافاض فيها بيانا جماعة منهم العباس ابن تيمية في قواعد متفرقة له وتلميذه ابن القيم في مدارس السالكين وابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وغيره. نعم مركز الرحمن على اعتقاد عقوله ظاهر المصلي وفقه الله رحمه الله من مقاماته توكلهم على الله عز وجل فهم يصحبون انفسهم التوكل على الله في جميع الامور صغيرها وكبيرها. وحقيقة التوكل الله شرعا هي اظهار العبد عزه الا واعتماده عليه. اظهار العبد عزه الله واعتماده عليه. وتوكلهم على الله صادق قوي. لكن فهم يتوكلون مفوضين مفوضين مع بذل الجهد وموافقة الله عز وجل في امره فعلا لما امر وتركا لما نهى وتصديقا لما اخبر. ولذلك فان انهم يعبدون الله على مقام الاحسان كما قال عبد الاله على اعتقاد حضوره فتبوأوا في الاحسان وهذا المقام هو المتقدم الاشارة اليه في حديث عمر. رضي الله عنهما. في اي كتاب في كتاب اللوامع من الكلم الجوامع وهو الحديث الثاني ففيه قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك. فالاحسان له مرتبتان الاولى مرتبة المراقبة. مرتبة المراقبة المذكورة في قوله ان تعبد الله كأنك تراه كانه يراه. بقوله فان لم تكن تراه فانه يراه في قوله فان لم تكن تراه فانه يراك والثانية منزلة المشاهدة. وهي المذكورة في قول اعبد الله كأنك تراه. ان تعبد الله كأنك تراه. والثانية اعظم من ان فالعبد في منزلة المشاهدة يعبد الله على مشاهدة اثار صفات اذ لا يشاهده سبحانه وتعالى بذاته. وانما يكون شهود قلبه بايقافه على اثار صفات الله عز المشاهدة له بعينه الباطرة فهو يجعل عينه باصرة دليلا منفذا تلك المعاني الى قلبه الا بدعوات المشاهد كلها. بالله دعوات المشاهير الا بدعوة المشاهد والزنا خوفا على كل ايمانهم والنصارى لما فرغ المصنف من ذكر هذه الخلق من السائلين الى الله في انفسهم في انفسهم مع ربهم اتبعه بذكر حالهم عن خلق فقال محبوبهم الى اخر الابيات فهذه الابيات في بيان حالهم مع الخلق فانهم ناصحون لهم في رضا الله اي فيما يقربهم الى الله سبحانه وتعالى فهم يعلمون الخلق وينشدونه ويحسنون اليهم ويتحملون ما يكون منهم من اذى لانهم يدينون لله بالنصيحة عملا بالميثاق النبوي المذكور في حديث الترميم الذريع عند مسلم الدين النصير فجماع الدين كله هو بذل النصيحة كما تقدم. ولم يزل من شعار اهل السنة بل النصيحة مع رحمتهم. قال ابن عباس ابن تيمية اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق انتهى كلامه. فهم احق الناس بالرحمة فانها صفة ربهم سبحانه وتعالى. وهي صفة رسولهم صلى الله عليه وسلم. فمن كان صادق بامتثال امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فليعظم رحمة المؤمنين في قلبه. ولينظر اليهم بعين الرحمة حتى المخالفة منهم المفارقة لما يلزمه من دين فانه يرحم باعتبار ما عليه من حكم الله القدري. ولا يباين تلك الرحمة رده عن غيه. واثابته الى رشده بنقض مقالات وتفويض برهاته فيما يتعلق بباب الاخبار او باب الطلب. ثم ذكر المصنف انهم مصاحبون للخلائق لجسومهم. اما الارواح فغير واقفة مع رسوم الخلق. بل معلقة بالله عز وجل فهم يراعون حقائق الايمان ومشاهد الاحسان في كل حين وان خوفا على ايمانهم من النقصان ايتما جمعتهم المجالس المشهودة مع الخلق فبصائرهم نافذة بالنظر الى الله سبحانه وتعالى ومراضيه فهم مع الخلق بشخوصهم ومع الله بقلوبهم فهم مع الخلق بشخوص ومع الله بقلوبهم فلا تحجروا تلك المشاهد مع الخلق قلوبهم عن الاقبال على الله سبحانه وتعالى بل هم كما قال رحمه الله عجبوا القلوب عن الشواغل كلها. قد فضغوها من سوى الرحمن وحالهم كما اشار اليه حركاتهم وهمومهم وعزومهم لله لا للخلق والشيطان. وقد رحمه الله في هذا البيت الى ثلاثة مقامات قلبية. احدها الحركة وهي هي الارادة المجردة احدها الحركة وهي الارادة المجردة وتانيها الهم وهي الارادة المقترنة بالجزم وهي الارادة المقترنة للجزم وثالثها العدل. وهي الارادة مع تهيئ فعل اسباب المراد مع تهيئ فعل اسباب المراد فهي مراتب ثلاث فهي مراتب ثلاث واحدة دون الاخرى فالحركة دون الهم والهم دون العزم فالعزم اعلاهن. ودونه الحل. وكل توجه قلبي هو حركة فاما ان يرتقي فيكون هما ثم يشتد واما ان يمتل فيكون خاطرا سرعان ما يذهب من قلب العبد. واذا كانت احوال هؤلاء على ما فيهم بما يتعلق بحالهم مع الله وحالهم مع خلقه فهم الحقيقون بالمرافقة والصحبة كما قال نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان. فاولى الخلق ان تطلب رفقته من وجدته سالكا الصراط المستقيم راغبا فيما عند الله عز وجل منصرفا عن الخلق منجمعا عنهم. مشتغلا بنفسه ذاكرا ذنبه. مقبلا على ربه. راهبا راضيا ثوابه مراقبا حاله نادما على عثرته متأسفا على زلته متحسرا على تقصيره مؤمنا ظفره من ربه بمأمونه. فاذا وجدت قلبه محركا بهذه الواردات ان مثله بالخير من يصحب واولى من يطلق. فمثله يقربك الى الله. وغيره يبعدك عن الله. قال الحسن الحسن البصري بان تصحض قوما يخوفونك النار حتى تلقى الله امنا خيرا من ان تصحب قوما يؤمنون حتى تلقى الله خائفا. وان مما يؤمنك بالدنيا الرفقة الصالحة. الجامعة لاتصال كاملة ممن نعتهم المصنف رحمه الله تعالى في ابياته هذه وهي من جوامع الاشعار في في منازل الصراط المستقيم مما ابداه علماء اهل السنة والاثر والحديث في باب السلوك والرقائق وابتغاء تحصيل مطلوبه الذي اراد فانني لما فرغت مرة من النظر في هذه القصيدة تحضيرا لاحد المجالس في تدريسها جرى على الوالد ابيات اجراها الله سبحانه وتعالى بفضله هي تابعة لما ذكره رحمه الله تعالى قلت فيها يا ايها العبد المريد نجاته جد المسير لجنة الرضوان فخر القلوب الى الاله ضرورة يا ويل قلب جاء بالحرمان. ان كان جسمك بالغذاء منعما. كيف السعادة دون الثاني من كان يفقد ربه في قلبه انى يذوق حلاوة الايمان كل المطالب قد تنال الا المصير لمنزل الاحسان فيناله من كان يملأ قلبه حب الاله معطر الاركان ورجائه ابدا مؤمل ربه ومخافة التعظيم للديان. ان الحياة حقيقة في دينه والموت كل الموت في الكفران طاعاتهم سبب يمد حياتنا وموات قلب العبد في النكران من كان يحسب انسه في ماله ويظن ان الفوز في الطغيان قطع اللئيم عن الاله وحبه فهوى به الى الخسران سير القلوب الى الاله يدلها. بالفوز في الدارين يا اخواني. قلب الموحد لا بكعبة قد دنست بمطالب الانسان. فطوافه شوقا بحضرة قدسه. ومنازل تفضي الى الايمان قال الله اولى ان اردت عبادة خاب المشرك والجحود الوالي فاربأ بقلبك ان يكون بنجاسة الاهواء والشيطان طهر القلوب وقيت من اضرانها. اولى من الاثواب والابدان نظر الاله الى القلوب محله. لا صورة كلا ولا للثاني. فاذا اردت سلامة من في نكسة او شمة الانتان. فاخشى الاله بان يراك موسخا في لجة تغلي كالعصيان واطلب هديت منازلا تعلو بها فوق العباد بجنة الرحمن ان فات زوج او لقمة ما فات الا منعم الحيوان. خسر الخليقة ان تكون بمعزل. عن ملة التوحيد ايمان هذا الطريق الى الاله فشمروا. لا تحبسوا في خندق حرمان. هتف المنادي حاديا في جمعكم جد المسير الجنة الرضواني. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبلغنا جميعا اياها. وان يجعلنا من اولياءه الصالحين وان يبارك لنا في فعل الطاعات واتيان الحسنات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعلنا من عبادك الراشدين. وبتمام هذا الكتاب اكتبوا طلاقته سمع علي جميع لمن حضر الجميع قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة لقراءة غيره والقارئ يكتب بقراءته. صاحبنا فلان فلان ابن فلان ابن فلان اجزت له روايتها عني اجازة خاصة لمعين معين في معين باسناد مذكور في عقود الاجتهاد لاجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد بن عصيمي ليلة ليلة الاحد الخامس من ذي الحجة سنة ثلاث بعد الاربعينات والالف. في المسجد الحرام في مكة المكرمة. وبتآمر خلقا فرغن من الكتاب الرابع في تدوير الجدول ونسأل الله الاعانة على بقيته ومن يحصل له صوت يكتب كثيرا ولو كان المقدمة فان المقدمة لكتاب من جملته فان لكتاب من جملته ولعله يستجيبها في مقام اخر. غدا ان شاء الله تعالى بعد الفجر كتاب ماشي. احسنت. النورين في شرف المصطفى وفضل المدينتين عندكم جدول في الكتاب ولا غير موجود؟ موجود في اول الكتاب جدول فيه تدبير هذا حتى البرنامج حتى ننهيه. ومن كان له سؤال يكتبه في ورقة لاحقا ونجيب عنه ان شاء الله تعالى بعد درس لاحق والحمد لله رب العالمين رسول محمد واله وصحبه اجمعين ايوة كلها تصح بمعنى اصح