السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من الى الدين القويم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى آله وصحبه خيرة وقت الحاج. اما بعد فهذا شرق الكتاب الخامس لبرنامج تعليم الحجاج في السنة الاولى بعد الاربعينات والالف هو كتاب النورين في الشرف المصطفى وفضل المدينتين اللهم اغفر لنا ولوالدينا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اما بعد الغاشية وان من دوائر صلى الله عليه وسلم ولله ولا ذكر المصنف ووفقه الله في عبادة كتابه ان مقتضى ان مقتضي وضعه هو قول المصطفى صلى الله عليه وسلم اعلى الخلق مرتبة وارفعهم رتبا. وانما وان مما يجلي ذلك باعثا للايمان ومقويا للايمان. علم العبد به وبما جاء به من الدين والكتاب المبين ومغفرنا بذلك من فضل المدينتين العظيمتين وما لاله واصحابه صلى الله عليه وسلم من المناطق المأجورة والخصائل الحميدة. فان مجموع هؤلاء المذكورات من العلوم اللازمة للعبد وانتفاعه بها انتفاع عظيم. ويتأكد هذا في حق من وفد الحرمين الحرمين حاجا او معتمرا ثم ذكر ان المتقدم ذكره حملهم على تقييد كتاب جامع باصول انفا ترجم بابواب تدل عليه فعقد عشرة في الكتاب كل ترجمة تفصح عن واحد من مضامين تلك الاصول دلائلها معقودة من مشكاة القرآن والسنة ولله عليه وعلى الآخرين عنه اعظم الملة في ذلك. وهو المسؤول سبحانه وتعالى لنفس وضعه ولمطالعه التقبل والجنة والتقبل درجة فوق القبول. فالمراد بالتقبل هو سقوط الطلب على عن العبد ببراءة همته سقوط الطلب عن العبد ببراءة ذمته مع اقتران ذلك بمحبة العبد ورضا الله عنه. مع اقتران ذلك بمحبة العبد ورضا الله عنه. ولاجل هذا كان التقبل هو دعاء الانبياء. فلم يدعو احد الى قائلا ربنا اقبل منا. لان القبول يقتصر على حصول الاجزاء. المثمر سقوط الطلب وبراءة واما التقبل فانه يزيد درجة عن ذلك. تلك الدرجة متعلقها محبة الله العبد ورضاه عنه. فمن تقبل الله عز وجل عمله فقد احبه ورضي عنه. قال الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين مقصود الترجمة بيان ما كان عليه واعطنا نبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانهم كانوا في جاهلية وضلالة عمياء. فالجاهلية اصبر لما كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نصبت الى الجهل من طماس عالم التوحيد وصفاء دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام في العرب. ومن قواعد الاحكام ان المضاف اليها من قول او فعل فهو محرم. فما ذكر في دلائل الوحيين من قول او فعل منسوبا الى الجاهلية افادت تلك النسبة حرمته وقول وقول ان رسول الله صلى الله اني يا معشر عن ابي رجاء ثم شهر رجب. رواه البخاري قال ثمانية رواه احمد رواه احمد صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه صوم رمضان قال بلى حتى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم هذا هو حديث صلى الله عليه وسلم فكان العشرة محمد صلى الله عليه هدم نداء الجاهلية الا نجاح الناس ذكروا وفقه الله الترجمة عشرة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى الاية ورجل دلالته على مقصود الترجمة لانهم كانوا يعبدون الهة من دون الله. وتلك الالهة صماء لا تضر ولا تنفع. عاجزة لا تقدر على شيء. بين الله عزها بقوله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. الا يملكون لانفسهم ظلا ولا نفعا ولا يملكون هوسا ولا حياة ولا نشورا. وذلك متضمن النفي الخلق والملك عنهم وهما اظهر مشاهد الربوبية. فان مشاهد ضرورية كبرى ثلاثة احدها الخلق. وثانيها الملك وثالثها الرزقة. فنفى الله سبحانه وتعالى في هذه الاية اثنين منها مبينا وهاء الهتهم وسقوطها اشير الى عبادتهم خير الله عز وجل في الاية بالاتخاذ. ويأتي في القرآن ايضا ذكر ذلك بالجهل لقوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وجعلوا لله شركاء وخلقهم. الاية والفرق بينهما ان الاتخاذ باعتبار الظاهر والجعل باعتبار الباطل. ان الاتخاذ باعتدال الراكب والجعل باعتبار الباطل. فبالنظر الى ظاهر الامر فانه نصبوا الهة من دون الله وبالنظر الى بواطنهم فان قلوبهم مقبلة بالحب والتعظيم خضوعي لتلك الالهة. والدليل الثاني قوله تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا الاية وجلالته على الترجمة في قوله وما نحن بمبعوثين ووجه دلالته على ذلك ما كانوا عليه من جاهلية من انكارهم البعث فانهم كانوا ينكرون البعث. الا قليلا منهم ومنهم من يجعل الامر مردودا الى انهم يمتعون في الحياة الدنيا كما قال تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا نخوض ونلعب ثم اتفقوا على كونهم لا يبعثون. فمنهم من يجعل الدنيا مجالا للخوض التوسع فيها باللعب ومنهم من يجعلوها ميدانا للعمل لكنهم يتفقون على انكار البعث الا قليلا منهم كانوا يزعمون انهم يبعثون فيكونون في حال ام الخير هي من خير في الحال الذي هم عليها مع كونهم كفارا. والدليل الثالث قوله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا لا اله الا ودلالته على مقصود الترجمة في ما جعل الله من بحيرة الى تمام المذكور هنا فان من مشايخ جهدهم حينئذ ما كانوا عليه من تضييع اموالهم لما كانوا يجعلونه من دينهم افتراء وكذبا. فان انهم كانوا يجعلون من اموالهم البحيرة والمصيبة والهم والبحيرة هي الناقة التي يمنع درها للطواغيت لا يهزمها احد. هي الناقة التي يمنع درها للطواغيس فلا يحلبها احد ان يحبس حليبها على جعله قربة يتقرب بها للطواغيت فيحلبون حديدها ثم يصبونه لالهتهم الزائفة تعظيما لها بزعمهم. ولا يمكنون احدا من الانتفاع به في الشرب. ومن ذلك جعلهم السائبة. والثائبة هي الناقة. التي يسيرونها ان يتركونها لالهتهم تعظيما فلا يحملون عليها شيئا ومن ذلك الوسيلة وهي الناقة التي يكون اول نتاجها انثى من الابل اذا اتبعتها باخرى لا ذكر بينهما فاذا وصلت انثى بانثى عظموها وجعلوها وسيلة فتركوها تعظيما لالهتهم. والعرب تعظم اناث الابل اكثر من ذكورها ومن ذلك الحالي وهو البحر من الابل. يضرب عندهم ضرابا معزودا والضراب هو اتيانه الابتداء فاذا ضرب ضرابا معينا بعدد عندهم تركوه عظيما له فلم يتعرض له ولا حمل عليه شيء ويسمونه الحامي والدليل الرابع قوله تعالى واذا الموقودة سئلت الاية والتي قبلها ودلالته على الترجمة في قوله واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت موجودة هي البنت تدفن حية. فالوأد الدفن بخفاء. الوأد الدفن بخفاء. والدليل خالص حديس اني خلقت عبادي حزاء لهم. الحديث رواه مسلم مسلم عن عياض ابن حبال رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وانهم اتتهم الشياطين فجزالتهم عن دينهم. الحديث ومعنى اذ سالتهم اي حولتهم وازالتهم عن دينهم فكان من تحويلهم عن دين الفطرة ان حرموا ما احل الله. واشركوا بالله وقوله فنقتهم عربهم وعجمهم اي ابغضهم بشدة فالمغص شدة بغض وقوله الا بقايا من اهل الكتاب اي الا الباقون على التمسك اي الا الباقون بالتمسك على دينهم من غير قاله النووي في شرح مسلم والدليل السادس حديث يا معشر ما منكم اليوم احد على دين ابراهيم غير الحديث بل من كلام زيد ابن عمرو ابن نوفيل علقه البخاري في صحيحه والمعلق باصطلاح المحددين من سقط فوق مبتدأ اسناده فوق واحد او اكثر ما سقط فوق مبتدأ اسناده من المصنف واحد او اكثر. فعلقه البخاري في صحيحه ومعلقاته اصح المعلقات ورواه موصولا باسناده الحاكم في صحيحه المسمى بالمستدرك على الصحيحين صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة. في قول زيد ابن عمرو في قول اسماء خبرا عن زيد ابن عمرو وكان يحيي الموؤدة اي يمنعها ويحفظها ان تقتل. فكان يقول للرجل اذا اراد ان يقتل اليهود مهلا لا تقتلها انا ابيك مؤونتها. اي كلفتها فيأخذها ويأخذها فاذا ترعى بعض قال لابيها ان شئت دفعتها اليك وان شئت كفيتك والدليل السابع حديث ابي رجاء قال كنا نعبد الحجر فاذا وجدنا حجرا الحديث رواه البخاري مقطوعا من كلامه. فان ابا رجاء للعقائدية كان من كبار وهو من صدقة المخضرمين. الذين ادركوا الجاهلية والاسلام ولم يلغوا النبي صلى الله عليه وسلم وانما اخذوا عن اصحابه وزبالته على مقصود الترجمة في قوله كنا نعبد الحجر فاذا وجدنا حجرا هو اخير منه. الحديث فاخبر عن جهلهم في امرين احدهما عبادة الاحجار والاخر تحكمهم في الحال التي يكونون عليها في الشهر الحرام لما لم يأمرهم الله به. فاما الاول فكانوا يعبدون دون حجارة من دون الله عز وجل. فيتخذون حجرا يتألقون له بالحب والتعظيم فاذا وجدوا حجرا هو اخير منه اي اكمل في صفته واعظم في شكله تركوا حجرهم الاول الذي يعبدونه فالقوه واخذوا الحجر الثاني. والا يجد حجرا جمعوا جسوة من تراب. اي جماعة من تراب. فالنخوة الجماعة من الشيء ودينه مثلثا. فيقال جزوة وجثوة ثم يجيئون بالشاة فيحلبونها عليه له ليتماسك. فان التراب اذا جعل بعضه على بعضه ان هذا. متساقط ما لم يقوى بما يسده. ومن جملة ما يشده مقويا له صب الحليب عليه فكانوا يصنعون ذلك فاذا استصلب وقوي طاقوا به عابدين له. واما الامر الاخر وهو تحكمهم بصنيعتهم في الشهر الحرام فيما لم يأمر به الله فانهم كانوا اذا دخل عليهم شهر رجب قالوا منصلوا الادلة اي مزيلها عن محارمها يزيلها عن محالها. فكانوا لا يدعون رمحا في ولا زهما في حديدة الا نزعوا تلك الحديدة. والغوها في شهر رجب. توهما انهم يعظمون الشهر المحرم من بعدهم والدليل الثامن مجاهدا صالح جسدي مولاي ان اهله بعثوا معه في قدح. الحديث رواه احمد والجانبي واللفظ له. واسناده حسن وهو مقطوع فان مولى كمجاهد اي مالكه الذي اعتقه كان رجلا كبيرا ادرك الجاهلية جزاء ثم ادرك الاسلام فاسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. وكان مما خبراء عنه من خبرهم في الجاهلية ان اهلهم كانوا يبعثون معهم بقدح اي اناء فيه زبد ولبن الى الهتهم تعظيما لها فيمتنع من اكل الزبد وشرب اللبن مخافة الالهة. فيجيء الكلب ويأكل الزوج ويشرب اللبن ثم يبول على الصنم الذي يعبدون. فيكون محروما ظاهرا وباطنا. فاما حرمانه الظاهر فبفوات اللبن والزبح اذا اكله كلب ولم ينصب منه حظا. واما حرمانه الباطل فليتشتت لقلبه بخوف مزيف مكذوب لا ينتفع به العبد. فان الخوف ينتفع يدعو العبد به تارة اذا كان للاله الحق ويضر به تارة اخرى اذا كان لغيره فتأله القلب بالخوف لله يجمعه. وتألهه به لغير لله يفرقه. قال بعض السلف من خاف شيئا هرب منه. ومن خاف الله هرب اليه. انتهى كلامه. لان الخائف من غير الله يطلب من جاته باحراز نفسه في مأمن من هلكة تلحقه واما الخائف الله فانه يقبل عليه رجاء ان يؤمنه الله. قال الله تعالى ففروا الى الله. ولم يقل ففروا من الله. لان الفرار الى الله جامع لقلب العبد مقو له. مؤمن له في الاولى والاخرة ثم وقع عند زيادة عن شيخه هارون ابن معاوية عن شيخه هارون معاوية انه قال مخبرا عن اهل الجاهلية كان الرجل في الجاهلية اذا سافر معه اربعة احجار. ثلاثة ثلاثة لقدره البدنية ثلاثة بحجر ان يرفعوا عليها قدرة. فان البدر الذي الطعام يقوم عند العرب على ثلاثة احجار. فكانوا يأخذونها معهم في السفر ليرقوا عليها الاناء اذا طبقوا طعامهم. واما الرابع فانه يعبده من دون الله عز وجل. فهو يحمل معه الهه. ويربي كلبة اي يحفظه ويغذيه بما يقويه. ويقتل ولده ان كان ذكرا مخافة ان يشركه برزقه. وان كان انثى مخافة ان يلحقه بعينه. فكان من بالغ جهله وعظيم سفائهم. ان يعظموا البهائم العلماء كالكلاب في تغذيتها. ويقتل الانفس المحترمة من والدليل التاسع حديث امركم باربع والهاكم عن اربع الاحاديث رواه مسلم وحده من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه. وحديث القيس في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما الا انه ليس فيه مقصود الترجمة فدلالته على موصول الترجمة في قوله جذع تنقرونه فتضربون به من البقيعاء او قال من التمر. ثم تصبون فيه من الماء حتى اذا من سكن غليانه شربتموه حتى ان احدكم او ان احدهم ليضرب ابن عمه بالسيف. اي بفرض ذهاب عقله وشدة سكره ان يرجع الى معزه من الناس وننصره منهم وهو ابن عمه فيضربه بسيفه وكانت العرب تشد ازرها وتقوي اعصرتها بابناء عمومتها. فالنصرة بينهم متأكدة. والحال الذي يقولون عليها في السكر حال تفارق ما كانوا عليه. فمن شدة جاهل كانوا يشربون الخمر شربا شديدا حتى تذهل عقولهم. سيعود الصديق عدوا والعدو صديقا. والدليل العاشر حديث ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اخبرت عروته ابن اختها ان النكاح في الجاهلية كان على اربعة انحاء الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في خبثها ان النكاح في الجاهلية كان على اربعة انحاء. الحديث حتى قالت فلما محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله. الا نكاح الناس اليوم فكان من جاهليتهم تواطؤهم على انوعة على انواع من الانجحة الباطلة الفاسدة كنجاح ونكاح الفجور. مما ذكرته عائشة رضي الله وعلى هذه خبرهم عن اهل الجاهلية. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم هدم الجاهلية ولن يبقى منها الا النكاح المعروف المشهور بين الناس وفي هذا الحديث اعلام بان النكاح المعتد به شرعا هو النكاح الذي النبي صلى الله عليه وسلم وان مما يضعفه ان يسلي اليه شبه من اسلحة الجاهلية كالانجحة التي استجدت عند الناس اليوم. فان الانشحة التي تضاف الى نكاح الشرع مما تواطؤوا عليه في اثناء متباينة كنكاح الاسدال او المصياف او او غيرها فيها شبه من اجنحة الجاهلية. تقوي القول بحرمتها. فان مقصد الشرع من النكاح هو تحسين السكينة والطمأنينة. واختلاف القلوب. وشفقة الرجل على المرأة ورحمته اياها. وقيام المرأة بتعظيم حقه. وخدمته وهذه الانسحة التي ذكرنا مما يتخذ فيها كثيرا واولى الناس بالاحتراق منها من نسب نفسه الى الشريعة تمسكا بها. فاذا قرن ذلك بكونه طالبا العلم فليحفظ حرمة الدين والعلم. ولا يرقها فان من صان العلم صانه. ومن يبالي بالعلم لم يبالي به الله في اي واد هلك مقصود الترجمة بيان فضل الاسلام وما يجب فيه مقصود الترجمة بيان الفضل الاسلام وما يجب فيه وفضل الاسلام هو ما خص به من المحاسن المحمودة هو ما اختص به من المحاسن المحمودة. واصل الفضل الزيادة فتلك المحاسن مما زاد بها دين الاسلام رتبة وعظم فجرا فلم يشاركه دين فيها. نعم فقوله انه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم ثم وان هذه الدنيا الكذب بصاحبه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فقال رجل يا رسول الله والمؤمنين عباد الله رواه مسلم سنة ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق اصول الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله اليوم اكملت لكم دينكم. فمن فضل الاسلام فضله دينا كاملا. واقتران ذلك بان المكمل له ابلغ بكماله فهو كمال فوق كمال. دال على غاية الفضل وثانيها في قوله واتممت عليكم نعمتي. وهي النعمة الدينية. فمن فضل الاسلام ان الله اتم به على الخلق نعمة وثالثها في قوله ورضيت لكم الاسلام دينا من فضل الاسلام ان الله رضيه لنا دينا. فلم نختره لانفسنا ولا اختاره لنا غيرنا من ابناء جنسنا. وانما اختاره الله عز وجل لنا وهو بكل شيء عليم. والدليل الثاني قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله فلن يقبل منه وصفا لما سوى الاسلام. فيكون الاسلام فلن من العبد وهذا دال على فضله. فانه يقبل من العبد ولا يرد عليه. بخلاف غيره من الاديان. وثانيها في قوله وهو في الاخرة من الخاسرين. وصل بغير اسلام. ان من انتسب سواه يكون خاسرا. اما من انتسب الى الاسلام فانه يكون رابحا فدل على فضله لان الذبح سبيله الاسلام والرزق المذكور يشار اليه في الخطاب الشرعي. ليش؟ للبلاء يشار اليه بالخطاب الشرعي في الفناء. وهي ابلغ كلمة في الوضع العربي للدلالة على الفوز ذكره جماعة من اهل العربية. والدليل الثالث قوله تعالى وان الصراط المستقيم. الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدها في قوله صراطي. فنسبه الله سبحانه وتعالى الى نفسه نسبة تعظيم فاختص بوضعه اعظاما له والصراط هو الاسلام. ثبت هذا في حديث ثروات ابن سمعان عند احمد بسند حسن وثانيها في قوله مستقيما. ومما يمدح الشيء كونه مستقيما اعوجاج فيه. فمن فضل الاسلام انه دين مستقيم اي ملائم لما يحتاجه الناس في امورهم كلها فاذا اقاموا انفسهم عليه حصلت لهم الاستقامة التامة. في الباطن والدنيا والاخرة. وثالثها في قوله فاتبعوه. وهو امر بلزوم الاسلام وسلوك طريقه. والمأمور به شرعا ممزوح قطعا. والمأمور به شرعا ممدوح قطعا. فالمأمورات شرعية تشتمل على فضائل جمة اوجبت مدحها والامر بها. ومنه الاسلام والدليل الرابع حديث العباس ابن عبد المطلب مرفوعا ذاق طعم الايمان الحديث رواه مسلم وجلالته على المقصود الترجمة في قوله ذاق طعم الايمان. فان طعم الايمان يحرز بالاسلام. المشار اليه بقوله من رضي ربه بالاسلام دينا وبمحمد رسولا. فان هذه هي اصوله العظام وذوق طعم الايمان قلبي باتفاق اهل العلم الا انهم خلقوا هل توجد مذاقته حقيقة ام لا؟ على قولين اصحهما انه ذوق حقيقي يجده الانسان في قلبه بما يظهر من اثاره. في انشراح وقوة روحه وسمو نفسه اختاره ابو فوز ابن رجب في فتح الباري ولطائف المعارك. والدليل الخامس حديث خص رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده. الحديث رواه النسائي في سننه الكبرى واسمها السنن المسندة. اما الصغرى فاسمها المجتهد من السنن المسندة وبذلك سمى النسائي كتابين ورواه ايضا احمد في مسنده واللفظ له. ولاجل هذا عزي الحديث اليه والا فالقاعدة المفروخة في الصناعة الحديثية ان الحديث اذا كان في السنن لم يعزى الى مسند احمد ذكره الدمياطي بمتجر الرابع اذا عزي الى مسند احمد فينبغي ان يكون عزله اليه زيادة عليهم بمعنى افاده ككمال لفظه او قوة سنده او نقل كلام لاحمد يتعلق بالحديث رواية او دراية. واسناد هذا الحديث حسن ودلالته على المقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله هذا سبيل الله الاسلام سبيل الله. وما عداه سبل الشيطان قال الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. فالسبيل المؤدية الى الله عز وجل واحدة واما الطرق المغوية المضلة عنه فهي كثيرة. كما قال تعالى ولا تتبعوا السبل واضح؟ واضح وغير واضح؟ فما تسمعون بقول الله عز عز وجل يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. فذكرها مجموعة ماشي قوله تعالى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. اي ابواب الخير في سبيل الاسلام. ابواب الخير في سبيل الاسلام ولا تقل طرق الخير لان لا يتوهم تعدد الطرق وانما هي ابواب الخير وشعائر بالاسلام كما تقدم في حديث عبد الله بن بزر عند الترمذي وغيره انه قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه الحديث. فهي ابواب الخير من شرائع الاسلام في هذا السبيل فجمعت بهذا الاعتبار. وذكرت لكم امسي ان النووية ترجم في رياض الصالحين فقال ايش؟ سباب كثرة ابواب الخير وثانيها في قوله مستقيما. على ما تقدم في سابقه من وصف الاستقامة والدليل السادس حديث معاوية ابن ابي رضي الله عنهما انه قال فينا فقال الحديث رواه ابو داوود في سننه واسناده حسن دلالته على مقصود الترجمة في قوله وواحدة في الجنة وهي الجماعة فمن فضل الاسلام انه ينجي صاحبه اذا هلك الناس فان الجماعة اسم للمجتمعين على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهم باقون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم متمسكون به مجتمعون عليه. مفارقون للمفارقين دين ولن يسموا فرقة الا باعتبار مقابلهم والا فهم لم يتركوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. بل التاركون هم سائر الفرق التي خرجت عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. فلما تفرق هؤلاء عما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم سمي الباقون فرقة. ولكونهم على الدين الحق خصوا باسم الجماعة. فلا يقع اسم الجماعة على شيء من الفرق الاسلامية. الا على من بقي منها على الدين المصطفى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهم اهل الحديث والسنة والافاضل. الاخذون بالقرآن والسنة المعظمون شرع الله المقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم العارفون فضله وفضل ال بيته واصحابه واليهم اشار بقوله في الدرة المضية اعلموا لي كأنه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر ان للامة سوف تجترح بضعا وسبعين اعتقادا والمحق. فكان في نهج النبي المصطفى من غير زيغ او جفاف ما كان بين هدي النبي المصطفى وصحبه من غير زيغ او جفاء وليس هذا الوصف جزما في ثقة الا على اهل الاثر. والدليل السابع حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه ومن دعا بدعوى الجاهلية الحديث رواه الترمذي واسناده صحيح. ودلالته على مقصود ترجمة في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. فمن فضل دين الاسلام ان الله اختار اسماء الاخرين بك فسماهم مسلمين ومؤمنين وعباد والاسماء الدينية نوعان. احدهما اسماء دينية شرعية. وهي الموافقة للشرع والاخر اسماء دينية غير شرعية وهي مخالفة هي المخالفة للشرع طبعا والاسماء الدينية الشرعية المأمور بها نوعان عرضان احدهما اسماء شرعية اصلية وهي الاسماء التي جعلها الله او رسوله صلى الله عليه عليه وسلم لاهل هذا الدين. فالمسلمين والمؤمنين لله والجماعة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة. والاخر باء دينية شرعية تابعة. وهي التي صارت شعارا لاهل الاسلام الحق على وجه المقابلة للباطل. وهي التي صارت شعارا لاهل الاسلام الحق على وجه المقابلة للباطل. كاهل السنة او اهل الحديث او اهل الاثر او السلفيين فان هذه اسماء وقعت تابعة لانها صارت شعارا لاهل الحق في مقابل فلما ظهر زيف البدعة اشرق نور الحديث ولما تجلى باطل الرأي ارتفع حق الاثر. ولما صرخ داعي الخلف زمجر داعي السلف فوقعت مقابلة للباطن والمأمور به شرعا الاعتناء بالاسماء المؤكدة في الشرع من الاسماء الدينية والاستغناء بها لانها وقعت اصلية كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله والجماعة فلا يحتاج الى غيرها الا على وجه المقابلة لازهاق الباطل. فان لم تكن داعية فما سمانا الله به او سمانا به رسوله صلى الله عليه وسلم خير وافضل من غيره واضح؟ طيب ما تقولون في اسماء الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي. ما منزلتها من هذه الاسماء طيب مداهش فقهية لكن الانسان يتسمى الحنبل الحلال والشافعية والحنفي والحنفية والمالكي والمالكية احسن الجواب ان يقال ان هذه ليست نسبة الى الدين وانما هي نسبة الى العلوم فمن العلوم الاسلامية علم الفقه. ومن مسالكه التمذهب بواحد من المذاهب عند اهل السنة والجماعة. بالنسبة اليها بالنسبة لسائر العلوم. كما يقال لمن اشتغل بالنحو نحوي ولمن اشتغل بالاخبار الاخباري. وهلم جر النسبة اليها جائزة لانها نسبة الى العلوم المتعلقة بالاحكام الطلبية المسماة فقها فموارد ذلك عند اهل السنة متعددة. منها الاربعة المذكورة ومنها ما كان في المضمحل في الاوزاعي والليثية السفيانية والجريرية وغيرها. والدليل الثاني حديث ابغض الناس الى الله الثلاثة الحديث رواه البخاري من حديث ابن عباس دلالته على اليمن في قوله ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. اي ملتمس بالاسلام سنة الجاهلية يبتغي احيائها ورفع لوائها فهو من ابغض الخلق الى الله لاستغناء الاسلام وشعائره عن طلب امداده بسنن الجاهلية. فمن فضل الاسلام كونه مغنيا عن غيره من سنن الجاهلية ولكن حصر سنن الجاهلية فيما كان عليه اهل الجاهلية قبل الاسلام. بل كل سنة تخالف شرع الله فهي جاهلية. ومن جملة ذلك ما جد في الخلق. من الانظمة والقوانين الطاغوتية المباينة للشرع الحكيم والدين القويم. فان من سنن الجاهلية ومن ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فهو من ابغض الناس الى الله وراء السراب الشرق او الغرب. من دعاة التنوير او التحرير او الديموقراطية او العدالة او الحرية او غير ذلك هم من ابغض الخلق الى الله. فان هم يبتغون بالاسلام سنة الجاهلية. والقائل منهم ان الديموقراطية هي الانموذج الامثل لاصلاح الناس اليوم هو من اكذب الخلق وابغضهم الى الله. فان الدين الذي رضيه الله عز وجل لنا مغن عما سواه. وما وقع بالالماظ المتعلقة بالحياة في الشر والغرب فما فيها من شيء ينفع فهو في الاسلام واضعافه. فلا حاجة اليها. ومن كمال دين العبد وصحة اسلامه اعتزازه بدينه. واستقواه به. ورضاه له ووقوفه عنده واعتقاده ان دين الاسلام هو الدين الاكمل في اصلاح الناس فاقامة العدل ودفع الظلم ونشر العلم ووأد الجهل وتقوية صلة الناس بعضهم ببعض لا يكون بشيء كالاسلام. وما عداه فانه صور زائفة ديمقراطية ثوب يلبسه كل احد. ليصير طاغوت. فهي لا تختص بطاغوت فقط بل هي تشتمل على طاغوت المحكومين ايضا. كما قالت احدى الهالكات من دعاة خرجنا من استبداد الحكام الى استبداد الغوغاء. وهي هذه الديموقراطية التي يدعون اليها فمن لهت وراء هذا السراب واجرى لسانه وقلمه في الدعوة الى مثل هذه الدعاوى المذكورة فهو ممن يبتغي في الاسلام سنة الجاهلية. وحقيق باهل العلم وطلابه ان يجودوا عن دينهم والا يخدعوا من دعايات كاذبة فما لهس احد وراء الكرسي الا كذب حتى اذا استوى على سدته خرج منه خلاف ما كان يدعي. فانظر الى كثير زعموا انهم يصلون بالاسلام بالحكم الى الاسلام فوصلوا بالاسلام الى الحكم فكانوا ينادون بانهم ينصرون الاسلام واذا هم اليوم لا للاسلام نصروا ولا الكفر فسروا فالمنجاة هي في التمسك بالقرآن والسنة ودعوة الخلق كافة حكاما ومحكومين صغارا وكبارا الى الاخذ بدين الله عز وجل وتحكيم شرعه والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فيما كانوا عليه بانماط الحكم في الدولة الاسلامية. فانما اصلحوا وصلحوا به هو الذي نصلح ويصلح لنا وفي طلقات ابن سعد ان رجلا من اهل الكوفة جاء الى حذيفة وهذه مسعود ذي الانصاري رضي الله عنهما وهما في المسجد فقال لهما اتجلسان في اتقعدان في المسجد وقد اخرج الناس اميرهم اي خلعوه وطردوه. والله انا لعلى ان منتشيا بما وصل اليه. خرج فرحا بما صار عليه. فقال والله لا تكونون على السنة حتى يشفق الراعي وتنصح الرعية. والله لا تكونون على السنة حتى يشرك الراعي وتنصح الرعية. فهذا هو الذي دعا اليه الاسلام. فتفقهوا ايها الطلاب في واعرفوا ما فيه من المحاسن العظيمة المغرية عما سواه. ولا تخدعوا بالطبوليات. فان في كل زمن قبولا تضرب. وقبل خمسين سنة ضربت طبول الاشتراكية حتى صنف دعاتها من المتشرعة استرافية الاسلام. وابا ذر الاشتراكي. والاشتراكية في حكم صاروخ الى اخر تلك الفقاعات التي طارت في الهواء بلا عودة لسقوط سادة الشيوعية روسيا وكل هيشة يقبل الناس عليها ستسقط بسقوط دعاتها ويبقى الاسلام عزيزا شاء الناس ان ابوا في عز عزيز ام بذل دليل. لانه دين الله سبحانه وتعالى. فلا ينبغي ان ان يتسرب الشك الى قلوبكم ولا ان ترتضوا بغير ما في الكتاب والسنة منهاجا مقصود الترجمة بيان فضل القرآن الكريم. وما يجب فيه مقصود الترجمة بيان فضل القرآن الكريم وما يجب فيه. نعم ويبشر المؤمنين صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى بهذا الكتاب رواه مسلم خيركم من تعلم القرآن وانت رواه البخاري لكن رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسنة رسول الله صلى الله حتى لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم متشابهات ولا يلتزم صلى الله عليه وسلم ذكر المصحف وفقه الله لتحقيق الترجمة ثلاثة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى وانكم لذكر لك ولقومك وجلالته على مقصود الترجمة في قوله لذكر لك ولقومك. يعني القرآن بان تشربوا به ويظهر فضلكم معنى وانه لذيذ لك ولقومك اي لشرف لك ولقومك. قال قم ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعبدالرحمن ابن زيد ابن جرير والدليل الثاني قوله تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. احدها في قوله بالحق فهو نازل بما ثبت ولزم الخلق فهو نازل بما ثبت ولزم الخلق وثانيها في قومه مصدقا بين يديه من الكتاب فهو موافق ما تقدم دمه من الكتب فيما يدعو اليه وثالثها في قوله ومهيمنا عليه اي مستعليا. عليه لجلالته وعظمه وهذا دال على بالغ فضله. فهو فوق ما تقدمه من الكتب ناسخ لها. والدليل الرابع قوله تعالى ان هذا قوله والجزء الثالث وقوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب الآية ودلالته على الترجمة في قوله من ثلاثة من اربعة وجوه اولها في قوله تبيانا لكل شيء. واستبيان الموضح. فمن فضل القرآن انه موضح كل شيء يفتقر اليه الناس في اصلاح احوالهم وثانيها في قوله وهدى فالقرآن هاد للخلق وهذا من فضله وهداية القرآن للخلق نوعان احدهما هداية خاصة. ومنه قوله تعالى هدى للمؤمنين والاخر هداية عامة. ومنه قوله تعالى هدى للناس والفرق بينهما ان هدايته للمؤمنين هداية شفاعة. هداية شفاع. وهدايته للناس عامة هداية في طاعة اذ تنقطع دونه حججهم المدعاة. فمن كان مؤمنا انتفع بالقرآن ومن لم يكن قرآنا انقطعت حجته دون بينات القرآن. فلم يكن معه من البينات ما يرد الحق الواردة في القرآن ورابعها او وثالثها بقوله ورحمة فالقرآن رحمة انزلها الله سبحانه وتعالى على الخلق واثار هذه الرحمة فيهم ظاهرة فاخرة القرآن والعامل به والمتحاكم اليه لهم حظ عظيم من تلك الرحمة بما يبدو من اثارها عليهم في خبر عمر رضي الله عنه في الصحيح لما اراد ان يبطش باحدهم من رؤساء الاعراب فقال له عامر ابن قيس يا امير ان الله يقول خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين هذا من الجاهلين وكان عمه. فتركه عمر قال وكان عمر وقافا عند كتاب الله وهذا من اثار الرحمة الكائنة في القرآن. رابعها في قوله وبشرى فهو يبشر المسلمين بما لهم. في الدنيا والاخرة فهو يبشر المسلمين بما لهم في الدنيا والاخرة. من المقام الكريم والمنزلة الرفيعة. فالبشارة التي تسر المؤمنين هي البشارة القرآنية وما عداها فانها لا تبلغ مبلغها. والدليل الخامس قوله الرابع قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله يهدي للتي هي اقوم. فبفضل القرآن كونه هاديا للسبيل الاهون. في الاعتقادات والاقوال والاعمال وثانيها في قوله ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم هجرا كبيرا فمن فضله كونه مبشرا للمؤمنين. كما تقدم وبشرى للمسلمين. ومن آحاد تلك بشرى بشارته للصالحين ان لهم عند الله اجرا كبيرا. والدليل الخامس قوله تعالى لو انزلنا هذا القرآن الاية ودلالته على اصول الترجمة في قوله خاشعا متصدعا من خشية لله فمن فضل القرآن عظم هيبته وجلالة قدره حتى لو قدر انه نزل على الجبل الاصم لانهدم بثقل القرآن والدليل السادس قوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها. الاية ودلالته على المقصود الترجمة في قوله كمثل الحمار يحمل اسفارا وهو ملة ضربه الله من كذب بآياته فمن الواجب على العبد في القرآن ان يصدق بآياته لئلا يكون القوم الظالمين والدليل السابع حديث ابي شريف الخزاعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه ابن خلفان في صحيحه واختلف في وصفه ورساله والمحفوظ انه مرسل عن نافع بن الزبير. رجحه ابو حاتم في كتاب العلل. وحقيقة المرسل ما رفعه التابعي الى النبي صلى الله وعليه وسلم وحكمه الضعف للجاه بالذات فيه هذا العراقي في الفيته ورده جماهير النصر الجهل بالشاقة بالاسناد. وذكرت لكم قبل بيتا جامعا حتى المرسل وحكما. وهو ومرسل الحديث ما قد وصف برفع التابعين له وضعف ومرسل الحديث ما قد وصف برفع التابعين له وضعف ودلالته على مفصول الترجمة في قوله فان هذا القرآن سبب شرفه بيد الله وطرفه بايديكم. والسبب هو الشيء الواصل بين اثنين هو الشيء الواصل بين اثنين ومنه سمي القرآن حبل الله. ومنه سمي القرآن حبل الله. لانه يصل بين الله وخلقه. والدين الثامن حديث عمر رضي الله عنهما مرفوعا الى الله ترفع بهذا الكتاب الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يرفع بهذا الكتاب ويضع به اخرين. فمن فضل القرآن اصول الرفعة لاجله ووجود الضعة لغيرهم فمن اخذ القرآن رفعه الله. ومن لم يأخذ القرآن وضعه الله والذي يضعه القرآن وضعا بالغا هو المعرض عنه بالكلية. فان نهاه اسفل سافلين. قال الله تعالى ثم رددناه اسفل الكافرين. اي الى نار جهنم فباعراضه الكلي عن القرآن وضع في اسفل السافلين. والناس بين ذلك درجات متزاوجة فبقدر اخذ القرآن يشرف العبد وبقدر تضييعه توضع وبناء صلاح الخلق في الدنيا على العلم والعدل. قال الله تعالى انا عوضنا الامانة على السماوات والارض والجبال. فابين ان يحملنها واشفقن منها هذا الانسان انه كان ظلوما جهولا. فالخروج من معرة الظلم بالعدل والخروج من الجهل بالعلم. واعظم ما يكون به احراز العلم والعدل هو القرآن الكريم. فاعظم العلم العلم بها. واعظم العدل الحكم به من اراد ان يكون عالما فعليه بالقرآن. ومن اراد ان يكون عادلا فعليه بالقرآن والدليل التاسع حديث عثمان بن عفان مرفوعا خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري وحده دون مسلم ودلالته على الترجمة في قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه اي اخجلكم وافضلكم فمن فضل القرآن احراجه الأفضلية لمن تعلمه وعلمه والدليل حديث ابي موسى الاشعري مرفوعا مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن الحديث متفق عليه وجلالة على مقصود الترجمة فيما يحدثه القرآن من الكمال والنقص في فمن اخذه بحقه الوافر بلغ الكمال الداخل. ومن لم يأخذه بحقه فمن قرأ القرآن وعمل به كانت وهي فاكهة معروفة من الثمار ذكرها طيب وطعمها طيب. ومن قرأ القرآن من المؤمنين فتى التمرة لا ريح لها وطعمها حلو. ومن كان فليقرأوا القرآن فهو كالريحان ريحها طيب وطعمها مر. ومن كان منافقا لا يقرأ القرآن فهو كمثل الحنظلة وهي ثبات من نبات الصحراء. ليس لها ريح وطعمها ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكافر في القرآن لماذا؟ لانه ليس من اهل القرآن لا باطلا ولا ظاهرا. فالمؤمنون من اهل القرآن بالباطن والظاهر. والمنافقون من اهل القرآن في الظاهر دون الباطن. واما الكفار فليسوا من اهله. لا ظاهرا ولا باطنا. والدليل في عشر حديث ابن مسعود حديث ابن مسعود مرفوعا من قرأ حرفا من كتاب الله الحديث. رواه الترمذي وقال حسن صحيح الغريب انتهى الكلام ورجاله ثقات الا انه اختلف في رفعه ووقفه والصحيح انه موقوف من كلام ابن مسعود انه قال من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ان يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم ومثله يجعل له حكم الرفع موقوفا لفظا مرفوعا حكما. اي ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم في الحكم لماذا؟ ايش كيف لا مجال للراغبين؟ هذا الحديث لان الحديث المذكور يتضمن خبرا عن الجزاء في الحسنات. والجزاء بالحنان حسناته موقوف على خبر من الوحي فلا سبيل اليه الا بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فمثله يقال لا مجال للرأي فيه اي ليس هو مقاما يدخله الرأس. قال العراقي في اذربيته وما ادى عن صاحب يقال رأي الحكم والرفع على مقالة المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفع لهذا اثبت الا ان هذه القاعدة مشروطة عندهم بكون القائل صحابيا لم يعرف بالاخذ عن معالي الكتاب لانه اذا عرف من ذلك تطرق احتلال كونه مما اخذه عنه. والى ذلك الالفية لكن ما اطلقه العراقي مقيد بشتم الاتفاق. بكون قائل به لا يعرف عن الكتاب فاعرفوه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من قرأ حرفا من كتاب الله فلهم به حسنة والحسنة بعشر امثالها. فمن فضل القرآن ان قارئه يكون له بالحرف الواحد حسنة وبكل حسنة عشر امثالها. والمراد بالحرف الكلمة. فان الحرف في لسانه العرب هو الكلمة. كما قال ابن مسعود ولكن الف حرف يعني كلمة الف فان الفا هي اسم الحرف وليست الحرف فالمشهور عند الناس مما يذكرون انه الحروف انما هي اسماء الحروف. فمثلا الجيم والحاء والخاء هي اسماء الحروف. وليست هي الحروف. اما الحرف من الاول فهو جهل. ومن الثاني حا. ومن الثالث خص. اشار الخليل ابن احمد. فبسطه ابو العباس ابن تيمية في الرد على المنطقيين. فيكون القارئ في كلمة واحدة من القرآن له حسنة. الحسنة بعشر امثالها. واذا قرأ ذلك الكتاب ريب فيه يكون قد قرأ خمس كلمات وهي خمسة احرف على ما اريد في هذا الحديث فله بكل كلمة حسنة والحسنة بعشر امثالها. الثاني عشر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره الحديث رواه الترمذي قال حسن غريب انتهى كلامه واسناده قوي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثكلتك امك يا زياد جوابا على قوله رضي الله عنه كيف منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه فانه نسائنا وابنائنا. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت لاعدك بالفقراء اهل المدينة هذه الثورات والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ فالقرآن انما ينتفع به بالاخذ به ايمانا وتصديقا وعلما وعملا وحكما وتحاكما فاذا اخذ بالقرآن حق الاخذ انتفع به الناس. واحصنوا انفسهم من الضلال وصاروا في منعة وحسن حصين من الوقوع فيما لا يحبه الله ويرضاه فان تركوا ذلك لحقهم الضلال وان كان القرآن بين اظهرهم. فليس المقصود بيننا مكتوبا. ولا دريانه فينا مقروءا. بل المقصود ان القرآن اماما يهتم به الناس. بالعلم والعمل والحكم والتحاكم. فاذا جعلوه اماما اخذوه بحقه واذا ركنوه في صفوف الادراج او تفاخروا به في محارب القراءة دون علم ولا عمل ولا حكم ولا تحاكم بين هؤلاء يسلمون منفعة القرآن. كما سلب اليهود والنصارى منفعة قلوبهم. التي بين اظهرهم والدليل الثالث عشر حديث عائشة رضي الله عنها قالت بلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب الاية وجلالته على المقصود الترجمة في قوله اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين هؤلاء الذين سمى الله فاحذروهم. فمن حق القرآن ان الاعراض عن المتبعين المتشابهة منه. والمتشابه من القرآن نوعان احدهما متشابه خبري وهو ما واجبه التصديق والاخر متشابه طلبي وهو ما واجبه الامتثال بالامر والنهي اذا غمض كل وخفي فاذا تفرق الخفاء والغموض الى واحد منهما صار متشابها لا يوقف عليه. فمثلا الى الاول ما يجيه الله عز وجل فيه من خبر عنه او عن نعيمه وعذابه او عن الامم السابقة ومن الداني ما يجريه الله فيه من خطاب الامر او النهي الذي لا تشترك جميع الافهام في القطع بدلالته وافتضاح معناه. فمتى رأى الانسان من القرآن بعضه ببعض اتباعا لمتشابهه فليحذره. كما قال صلى الله عليه وسلم فاولئك ويروى ايضا فاولئك فالكسر خطاب للانثى وهي عائشة والفتح باعتبار المذكورين هؤلاء الذين سماهم الله. وامر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر منه. فاذا طلع نجم احدهم فان المأمور به شرعا هو ان يحذر الانسان تلك النجوم عجل الله بغرورها من سماء المسلمين. فانها تضل الخلق ممن اتاه الله عز وجل بلاغة بلسانه فيسلب الخلق بفصاحة لسانه بما يرسله من القول في المتشابه في القرآن مما يضرب به بعض القرآن ببعض حتى يوقعه ذلك بالنيل من الاصول العظيمة في الاسلام. كأن النبي صلى الله عليه وسلم او اصحابه او كمال الدين او الاستغناء به. او كون القرآن جامعا لمنافع الدارين. فانه نبتت في الاسلام نابتة من اقوام يزعمون انهم يبينون الدين ويفسرون القرآن لكنهم يخرجون من متشابهي الدلائل ما يغضون به من قدر رتب المعظمين في الاسلام. فالرسول صلى الله عليه وسلم او اله او اصحابه او العقائد الاسلامية الصحيحة او الاحكام الشرعية الكاملة. فمثل هؤلاء مما ينبغي ان يحذرهم وكان من سلف يميزون هؤلاء باصول جامعة من اعظمها ما جاء عند ابي داوود من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم. اي ان الدين يجري فيكم بالتلقي. فمن اراد ان يأخذ دينه عن احد ينظر عمن تلقى دينه. قال عبدالله بن عوف لا يؤخذ العلم الا عن من عرف بالطلب اما من كان ربيبا للغرب والشرق حبيسا لخزانة كتبه او اخذا عن اساتذته من الكفار الشرقيين او الغربيين مبهورا بهم فان هذا ولو تكلم في الحرام والحلال واعتقاد اهل الاسلام. فانه لا يؤخذ الدين عنه. لان الدين لا يؤخذ الا عن مأمون ويعرف امن العبد على الدين بكونه اخذا له بالطريقة الشرعية التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم انفا. فان علامة الدين في هذه الامة كونه موروثا بالتلقي بسطه الشاطبي في الموافقات. فمن ينبت محلقا لا يعرف عمن اخذ دينه ولا عن من تلقى علمه. ثم يأتي بالامر الكبار مما يزيف الناس دينهم فهذا مما ينبغي ان يحذر منه الانسان. وان يحذر منه فان هؤلاء يلقون شرطات وينصبون حذائل يجرون بها الناس الى الباطل في صورة الحق. قال ابن القيم في عبد الله فان كل صاحب باطل. لا يتمكن من اظهار باطله الا في ثوب حق. انتهى كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطنه الا في ثوب حق. انتهى كلامه لان المسلمين لو ابرز لهم باطل محض ما قبلوه. فاذا قيل لهم شيء من الباطل ثم ذكر لهم ما يوهم كونه دليلا على ذلك من القرآن او السنة اذعن له بتعظيمهم الكتاب والصدق السنة والحصن الواقي من شر هؤلاء الا اخذ العلم الا عن من عرف باخذه عمن قبله من العلماء الموثوقين. وان تبني هذا الاصل وفي نفوس الناس صغارا وكبارا حكاما ومحكومين. فانه لا يؤمن على تدبير دنيا الناس من يؤمن على دينه واذا لم يؤمن على دينهم فكيف يؤمن على دنياهم ابن تيمية سلام نافع في هذا في كتاب الجهاد من الاختيارات العلمية وحصله انه لا على الجهاد الا من يعرف ما به صلاح الدين والدنيا معه. اما من يعرف ما به صلاح الدنيا دون الدين او من يعرف صلاح الدين دون الدنيا فانه لا يكون اهلا له. وهي صورة من صور من يؤمن قوله في الدين والدنيا. نعم مقصود الترجمة بيان فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه العظيم فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه العظيم. نعم وقول فقال لقد ذلك قال تعالى فقال قال ثم رواه البخاري قال رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش بني هاشم يوم القيامة رواه مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واسناده النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى وان ربي قال يا محمد والاسلط عليهم ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة اثنى عشر دليلا بدليل قوله تعالى لقد جاء المقصود من انفسكم. فدلته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الآية عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فمن فضله صلى الله عليه وسلم كونه رؤوفا رحيما. يشق عليه لا يلحق بنا العدد وهو الضيق والحرج. وهو صلى الله عليه وسلم حريص على قوله تعالى هو الذي بعثه للاميين رسولا منهم الاية ودلالته على مقصود في قوله يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فبيشرف النبي صلى الله عليه وسلم وفضله ان الله اقامه مبلغا اياته مزكيا نفوسا بالحق معلما الكتاب والسنة الخلطة. والدليل الثالث قوله تعالى انا ارسلنا اليكم رسولا هداية. وجلالته على مقصود الترجمة في قوله شاهدا عليكم. فمن فضل المصطفى صلى الله عليه وسلم انه شاهد على هذه الامة. كما قال تعالى ليكون شهيدا عليكم. والدليل الرابع قوله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين دلالته على الترجمة في قوله الا رحمة للعالمين. فهو صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للخلق كافة. الموافق والمخالف المؤمن والكافر. فرحمته للمؤمن بما وصل اليه من الحق ببلاغه صلى الله عليه وسلم. رحمته للكافر بقطع الحجة عنه. وتبيين الحق له. وتخفيف كفره بالتعجيل ما نسير اليه في الدنيا من وجوب قتاله حتى يسلم او يقتل. فيخف شره بذلك والدليل الخامس قوله وانك لعلى خلق عظيم. اي دين عظيم قاله المجاهد وغيره فمن شرف النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث بدين عظيم وقيل الخلق ما يجري بينه وبين غيره من المعاشرة والمعاملة فكانت معاشرته ومعاملته غيره منسوجة على الكمال فهو عظيم فيها. وكلا المعنيين فيه حق فهو صلى الله عليه وسلم مبعوث بدين عظيم وهو فيما يعامل به الخلق على امر قويم. والجانب السادس حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما قال ما سمعت عمر للشيخ قد يقول رواه البخاري ودلته على مقصود الترجمة في قوله رجل فصيح يقول لا لا اله الا انت يعني النبي صلى الله عليه وسلم واصل الفصاحة هو هي الظهور والبيان ومنه سمي اللبن فصيحا اذا فصلت عنه زبدة وفصاحته صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما فصاحة دينه بظهوره وجلائه. والاخر فصاحة لسانه لبلاغته وبيانه وقوله فيه يا الجريح الوقح المكافح بالعداوة الوقح المكافح بالعداوة. والدليل السابع حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه مرفوعا ان محمد وانا احمد الحديث متفق عليه فدلالته على مقصود الترجمة فيما ذكر له صلى الله عليه وسلم من الاسماء في هذا الحديث فكلها دال على شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وعظم فضل والدليل الثامن حديث واصلة ابن الاسرع رضي الله عنه مرفوعا ان الله وفاء كنانة الوادي اسماعيل. الحديث رواه مسلم. دلالته على منصور الترجمة في قوله وصفانه هذه فهو خطوة. من صفوة من صفوة من وفرض واحد الذي اصطفى الله اسماعيل المصطفى ومنشأ من تلك حرية امتنان ثم اصطفى من قريش بني هاشم. ثم اصطفى من بني هاشم محمدا صلى الله الله عليه وسلم فهو صفوة الصفوة صلى الله عليه وسلم. حديث ابي هريرة مرفوعا المزيد الحديث الترجمة في جمل الحديث الاربع في مثل ما له من الفضل انه سيد ولد هذا المعوج من ينشف عنه القبر واول شافع اي مبتدأ بالشفاعة واول مشفع اي مكرم بامضاء شفاعته في غيره. والدليل العاشر حديث علي رضي الله عنه مرفوعا اعطيك ما لم يعطى احد من الرياء الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اعطيته ما لم يعطى احد من الانبياء فمن فضله صلى الله عليه وسلم ان له من المواهب الربانية والمنح الالهية ما لم يكن لغيره من الانبياء ومن جملته المذكور في هذا الحديث في قوله نصرت بالرعب وارضيت مفاتيح الارض الى اخره. فقوله واعطيت مفاتيح الارض اي مفاتيح خزائنها صرح بذلك في عدة احاديث في الصحيح وغيره. الحادي عشر عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا اذا سمعتم المؤذن رواه مسلم. وجلالته على مقصود الترجمة في قوله. ثم سلوا الله هذه هي الوسيلة فانها منزلة في الجنة. الحديث ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم مما يتشوف ويرجى من الله ان يكون هو الحائز في تلك المنزلة في الجنة ولن ولو لم يكن حقيقة بها لما طمعت نفسه فيها ولا امرنا بدعاء الله عز وجل ان ندعو له بذلك بان نسأل له الوسيلة بعد الاذان. والدليل الثاني عشر حديث ثوبان مرفوعا ان الله زواليا الارض الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان الله زوى لي الارض الحديث. ففيه جملة من الفضائل التي تدل على شرفه صلى الله عليه وسلم ومعنى كونه ان الله زوى الى الارض من جمع لي اطرافها وقوله اعطيت الكنزين الاحمر والابيض اي الذهب والفضة فالذهب يوصف بانه احمر يوصف بانها فضة وهذا اشارة الى كنز قيصرة وكنز سفرة فان عظم مال الروم الذهب وعضو ما لي الفرس الفضة. وقوله وقوله هزت ريح بيضتهم ان يستأصلوا شأبتهم فيفنيهم ويقضي عليهم ويخرج جمعهم ويقل جماعتهم. نعم مقصود الترجمة بيان حق النبي صلى الله عليه وسلم والحق اسم لما ثبت ولزم. والحق اسم لما ثبت ولزم واعلاه ما ثبت بطريق الشرع واعلام ما ثبت بطريق الشرع ومن جملته ما للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما متفق عليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رواه ابو داود عن عمر رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وذكر المصلي هو ورضه الله لتحقيق المقصود الترجمة اربعة عشر اربعة عشر دليلا الدليل الاول وقوله تعالى لا امنوا بالله ورسوله الاية فدلته على الترجمة في قوله لله ورسوله فمن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نؤمن به والدليل الثاني قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه احدهم بقوله ورسوله. فمن حقه صلى الله عليه وسلم الايمان به وثانيها في قوله وتعذروه اي تنصروه. فمن حقه صلى الله عليه وسلم نصرته وثالثها في قوله وتوقروه اي وتعظموه فمن حقه صلى الله عليه وسلم تعظيمه فانتظم في هذه الاية الامر بالايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وعزمه حيا وميتا. فيجب على العبد ان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم حيا وميتا. انه نبي ارسله الله عز وجل الينا بالدين الحق فهو عبد لا يعبد لا يكذب بل يتبع ويصدق صلى الله عليه وسلم. ومن حقه كذلك اهلها تعذيره اي نصرته صلى الله عليه وسلم حيا وميتا. فينصر صلى الله عليه وسلم انا في حياته بالكون معه والمجاهدة في صفه ويوصل صلى الله عليه وسلم بعد موته باتباع دينه ونصرة شرعه والدب عن صلى الله عليه وسلم ويوقر صلى الله عليه وسلم حيا وميتا اي يعظم صلى الله عليه وسلم حيا وميتا. بكل ما يندرج في اسم التعظيم. وهو مردود الى العرف وكل ما سمي تعظيما كان له منه صلى الله عليه وسلم الحظ الاوفى فمن تعظيمه صلى الله عليه وسلم مثلا في العلم ان يحرص طالب العلم على تعلم احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وحفظها والتفقه في معانيها فيكون معظما النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. ولا يراد من كلام غيره من الخلق الا ان يكون كل من يرزق به لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. والامر في ذلك كله عن الايمان والنصرة والتوقير مرجعه الى ما اليه الشرع فهو مقيد بخيل عظيم. وهو وفق ما توجبه الشريعة فاذا دعي شيء من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم او تعظيمه او اسرته ولم تأتي به الشريعة او كان مباينا للشريعة فانها دعوة كاذبة لا حقيقة لها ولا رواء تحتها. فمثلا من يعقد العزم على انتاج فيلم سينمائي يجسد فيه النبي صلى الله عليه وسلم رغبة في دعوة الكفار الى الدخول في دينه ليؤمنوا به. زاعما ان هذا مما يندرج في الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته وتوحيده فانه صادق في دعواه ام كاذب في دعواه ما الجواب؟ كاذب في دعواه لان قيد ذلك وفق ما توجبه الشريعة. والشريعة لا تأذن بهذا بل تحضره وتمنعه وتزجر عنه اشد الزجر وعلى هذا فقس فاذا ان تسلك طريقة ما بالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. او نصرته او توطينه فلتكن وارقى ما اوجبته الشريعة. واياك ان تكون مقيدا بقيد الاهواء والاراء. التي يخرجها الانسان فعال في ثوب من تلك الاثواب ولا تمت بصلة الى الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم او نصرته او توحيده. والدليل الرابع الثالث قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. الآية مجالته على مقصود الترجمة في قوله فخذوه. وقوله فانتهوا من حق النبي صلى الله عليه وسلم ان نأخذ ما اتانا فلا نرد شيئا منه. وان ننتهي عما نهانا فلا نتجرأ على شيء منه. قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون الاية. ودللته على مقصود الترجمة في قوله حتى يحكموك فيما شجر بينهم. اي جرى بينهم من الخلاف الاشتباه. ومنه سميت الشجرة شافقة لاشتباك اوصالها. واوراقها فمن حقه صلى الله عليه وسلم ان يحكم بما يقع من الاختلاف ويكون ذلك في حياته بالرد اليه. وبعد موته بالرد الى سنته وجلل مقامه كنتم تحبون الله الاية ودلالته على فاتبعوني. فمن حقه صلى الله عليه اتباعه المورث محبة الله. مغفرة ذنوب العبد والدليل السابع قوله تعالى فليحذر الذين يطالبون عن امر الاية ودلالته على اصوله الترجمة في قوله فليحذر الذين طالبون عني لان من حقه اتباعه صلى الله عليه وسلم ومخالفته توقع العبد ان تصيبه فتنة او يصيبه عذاب اليم. روى ابن بطة في كتاب العبادة الكبرى عن الامام احمد في هذه الاية انه قال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ فيهلكه فيهلكه اي الزيد والدليل السابع قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما الله عليه وسلم فمن حقه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام في المواضع مؤقتة شرعاء. ومن جملتها عند ذكره صلى الله عليه وسلم. ويكون ذلك بالالفاظ الشرعية بينها الاكمل. فاذا صلى عليه الانسان او سلم بما لا محظور فيه كان ذلك جائزان. ومن الجهل ولع الناس في الصلوات والتسليمات المشروعة. وهي جائزة وتركهم للافضل وهو ما صح عنه صلى الله عليه وسلم. وامر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم يتبع فيه من كل وجه. فما فكما يتبع فيه في صيغته على يتبع فيه في ادائه. فلا يصلى عليه صلى الله عليه وسلم في هيئة من الاذان الا بما عرف في طريق الشرع واقره. فالذي يصلي عليه صلى الله عليه وسلم بما يعرف بالابتهالات الدينية غير مصل عليه صلى الله عليه وسلم بما ينبغي معه من الادب فحقه ان تكون الصلاة والسلام عليه كما عرف في شرعه. واما المنغم المترنم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهو وان نال فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم الا انه كما لغة لايقاع كيديتها على غير ما جاء النبي صلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن دقائق الحكايات ان احد علماء الحرم وهو العلامة احمد ابن ابراهيم ابن عيسى المتوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بعد وثلاثمائة بعد الالف. دخل على قوم في حلقة في المسجد الحرام عند الكعبة وهم يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ عصاه وطرده وكان معظما عند الناس. ومنهم امير مكة فاستدعاه امير مكة من الاشراف لما بلغته شفاية الناس فقال ان الناس يقولون انك تنهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال قال اني لا انهى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن هؤلاء لا يصلون على جدهم وانما يصلون على رجل يسمونهم حبيب محمد. وليس هذا دين فجدكم فاقر له بصدق ما قال. لان التنغيم يؤدي الى زيادة حروف. فاشباع الضمة يجعلها واو وليس باسمه صلى الله عليه وسلم واو والدليل الثاني حديث انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه الحديث جلالته على مقصود ترجمته في قوله حتى دون احب اليه من والده ولده والناس اجمعين. فمن حقه صلى الله عليه تقديم محبته على سائر الخلق. فلا يحب احد من الخلق كحبه صلى الله عليه وسلم لان حبه صلى الله عليه وسلم من اصل الايمان. اما حب غيره مهما عظم فهو من كمال فمحبة المرء والديه او غير ذلك ممن يعوض في نفسه لا تتعلق باصل والدليل حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف امتي يدخلون الجنة. الحديث رواه البخاري وجلالته عن الترجمة في قوله من اطاعني دخل الجنة. فمن حقه الله عليه وسلم طاعته والدليل العاشر حديث انس مرفوعا فمن رغبت عن السنة فليس مني متفق عليه وفيه قصة وهي قصة الثلاثة الذين امتنع احدهم عن الطعام فصام وامتنع امتنع احدهم عن النوم فقام وامتنع احدهم عن النساء فلم ينكح امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال فمن حقه صلى الله عليه وسلم عدم الرغبة عن سنته والرغبة عن سنة النبي صلى الله الله عليه وسلم نوعان احدهما الرغبة عنها مع اعتقاد ان هدي غيره كهديه او افضل من هديه الرغبة عنها مع اعتقاد ان هدي غيره كهديه او افضل من الهدية. ومن كان كذلك فهو كافر خارج من الملة. والاخر رغبة عن سنته دون اعتقاد شيء من ذلك. بل اما بشهوة او شبهة ونوع بل اما لشهوة او شبهة بنوع التأويل. فلا يكفر ولكنه يكون قد اصاب ذنبا عظيما. والدليل الحادي عشر حديث التميمي الدارين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة الحديث رواه مسلم ودلالته على نصوص الترجمة في قوله ولرسوله صلى الله عليه وسلم علينا النصيحة له حيا وميتا. وحقيقة النصيحة شرعا قيام ناصح بمال نصوح بالحق. قيام الناصح بمال النصوح بالحق فكل قيام للنبي صلى الله عليه وسلم بحقه هو نصح له ودليل الثاني عشر حديث ابي هريرة مرفوعا لا تجعلوا بيوتكم قبورا ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ولا تجعلوا قبري عيدا ومن حقه صلى الله عليه وسلم الا يجعل قبره الشريف عيدا. والعيد اسم ما قصد اعتياده تعظيما. اثم لما خصد اعتياده تعظيما من او مكانا. من زمان او مكان ذكره ابن القيم في اغاثة اللهفان فليس لاحد ان يجعل خمر النبي صلى الله عليه وسلم عيدا يقصده تعظيما لنهيه صلى الله وسلم عن ذلك والاخر في قوله وصلوا عليه. فمن حقه صلى الله عليه وسلم ان يصلي نسلم عليه صلى الله عليه وسلم حديث عمر مرفوعا لا تصوني كما وفي النصارى ابن مريم الترجمة في قوله لا تطوني. فمن حقه صلى الله عليه وسلم ترك الطوائف والاطراء هو المجاوزة في المدح بما هو كذب. والمجاوزة في المدح بما هو كذب ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه باستغنائه صلى الله عليه وسلم بما له من المحامد الصادقة التي يمدح عليها بما لا يحتاج معها الى غيره فليس الحديث نهيا عن مدحه صلى الله عليه وسلم بل هو صلى الله عليه وسلم اجل ممدوح بعد ربنا عز وجل وقد مدحه ربه عز وجل ومدحه اصحابه رضي الله عنهم ومدحه السلف الصالحون هنا نثرا ونظما فلا يعاب مدح النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يفرض على القاء القصائد بمدحه صلى الله عليه وسلم. بل هذا من جملة الايمان به صلى الله عليه وسلم والتعريف بحقه. وان الذي يعاب وينهى عنه هي المدائح الكاذبة التي تجعل للنبي صلى الله عليه وسلم فليس له فمن مدح النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كاذب فيه. فان النبي صلى الله عليه وسلم هو اول الخلق بالبراءة من مديحته واستراحها لان الكامل لا يحتاج يحتاج الى تثمين والفاضل لا يحتاج الى فلكمال حكمه وكمال فضله لا يحتاج الى ان يقول احد فيه مدح لا يسقط فيه ومن الجفاء الا يكون للعبد حظ من مدح النبي صلى الله عليه وسلم ان كان شاعرا فان لم يكن شاعرا فلا اقل من ان يحفظ شيئا من مدافعه صلى الله عليه وسلم واحسنها قصيدة بان الدعاة لكعب ابن زهير فانها قصيدة عظيمة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وبيان فضله. وهذه قصيدة عند جماعة من الالف باء المعلمين الادب والعربية هي اول ما يستفتح فيه حفظا وفهما فيحفظها الطالب ثم يستشرحها وصنف فيها كثر كتبا فيها من احسنها شرح ابن هشام الانصاري رحمه الله وهو صاحب النحو المشهور والدليل الرابع عشر حديث انس رضي الله عنه قالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يا خير الناس رواه النسائي في السنن المسندة وهي الكبرى واسناده صحيح قومه اني لا اريدكم ان تردعوني فوق منزلتي المدينة انزل فيها الله تعالى فمن حقه صلى الله عليه وسلم الوقوف به عند منزلة التي الله عز وجل له لا يرفع عنها ولا يحفظ منها بل يجعل له جعله الله عز وجل له فهو عبدالله ورسوله مقصود الترجمة بيان قول البلد الحرام مكة المكرمة بيان فضل البلد الحرام مكة المكرمة. ووصف بالتكريم وصف طارئ عند المتأخرين وليس هو مما قرن بذكر بالقرآن والسنة ومثله جائز. لانها مكررة حقيقة بما لها من الفضائل وقالوا رضي الله عنه قال قال المسجد الحرام متفق عليه واقفا على الحشرة فقال والله وقال ولا انه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه الصلاة المسجد صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق محمود الترجمة احد عشر دليلا. والدليل الاول قوله تعالى وهذا البلد الامين فمن فضل البلد الحرام كونه امينا ان يأمن فيه والاشارة في قوله وهذا للتعظيم. والدليل السابق تعالى حينما نصر لنعبد رب هذه البلدة اية فدلته على مقصود الترجمة في قوله الذي حرمها فمن فضل مكة كون محرمها هو الله سبحانه وتعالى والدليل الثالث قوله تعالى ان اول بيت وضع للناس الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله ان اول بيت وضعت للناس للذي ببكة فهو اول بيت وضع ليعظم الله سبحانه وتعالى بقصده وبكى للباب اسم من اسماء مكة. سميت مكة لانها تب اعناق اي ترقص وترفعها وثانيها مباركة. فمن فضل مكة انها بلد مبارك. ففيها بركة وثالثها في قوله وهدى للعالمين. فمن فضل مكة ما جعل الله فيها من الهداية واعظمها الكعبة المشرفة. فلا تلتف اعلام الهداية عنها فهي دار اسلام ومأرج. حتى يجد الله الارض ومن عليها. والدليل قوله تعالى في قوله نذق من عذاب اليم فمن الحد بالبلد الحرام اذاقه الله عذابا اليما عند ارادته ان ذلك والالحاد هو الميل عما يجب شرعا فكل ما شمله هذا المعنى ان درجة في الالحاد وهذا امر عظيم يخول من حال العبد التي ينبغي ان تعبنيه صار في البلد الحرام ان يحفظ نفسه ان يقع في شيء يتعمده جميل فيه عما اوجب الله سبحانه وتعالى الشدة الوعيد الوالد. والدليل الخامس وحديث ابي ذر قال قلت يا رسول الله وضع في الارض اول متفق عليه وثباته على الترجمة في قوله المسجد الحرام. فهو اول بيت وضعه الله عز وجل مسجدا للعرض وهذا من فضله. وتجد عبدالله بن علي مرفوعا والله انك لغير بفضل الله الحديث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة واسناده صحيح ودللت على قوله والله انك لخير اظلائي واحب ارض الله الى الله. وذلك من فضل مكة انها خير ارض الله. اي وانها احب الارض من البقاع الى الله. والدليل حديث ابن عباس رضي الله عنهما مطبوعا في قوله صلى الله عليه وسلم لمكة مع الطيابة من بلد الحديث رواه ايها النسائي وابن ماجة واسناده صحيح. دلالته على مقصود الترجمة في قوله ما اطيبك من بلد. واحب الي فهي بالغة من الفضل كونها اطيب البلاد واحبها الى صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ايضا مرفوعا ان هذا البلد يعني مكة حرمه الله في قوله ان هذا البلد حرمه الله وقوله فهو حرام بحرمة الله فمن فضل مكة ان محرمها هو الله. تقدم وسليم التاسع حديث ابي هريرة ولا الحديث متفق عليه الترجمة في قوله الا المسجد الحرام. فمن فضل الصلاة في المسجد الحرام انها افضل من الصلاة في غيره من الصلاة فيه تكون مئة الف صلاة في غيره وتضعيف الصلاة يشمل الفرض والنفل. في اصح قولي اهل العلم. لان ذلك وقع في سياق الامتنان والنكرة في سياق الامتنان والانعام تعم لاجل هذه القضية فاختاروا ابو عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد ومحمد ابن اسماعيل الامير الصنعاني ومحمد الامين رحمهم الله وهذا التضعيف كائن في المسجد نفسه والبلد كله فان المسجد الحرام اسم خاص وعام. فخصوصه للفقعة الملعونة مسجدا وعلومه في البلدة المزعولة سكنا. وهو قول الجمهور. والدليل العاشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا لا تشد الرحال الا ذات المساجد في الحديث متفق عليه. فمن فضل مكة المكرمة ان الرحال لا تشك الى بقعة بقصد تعظيمها الا اذا بصاع مقدمها المسجد الحرام. فالمسجد النبوي المسجد الاقصى. والدليل الحادي عشر عن معاذ رضي الله عنه مرفوعا ليس من بابي الا استحقار دجال. فالحديث متفق عليه الترجمة في قوله الا مكة والمدينة. فمن فضل مكة ان الدجال لا يقرأها. فقد احرزها الله عز وجل في منعة منه فلا يتجرأ عليها الدجال الاكبر. بل يحال بينه وبينها ولا يتمكن منها مع تمكنه الى الارض كلها. سوى ما كان من اخت مكة وهي فهاتان المدينتان العظيمتان الفاضلتان لا يطأهما الدجال ولا منهما فليكونان في حرز واق وحزن مانع من شره. وهذا اخر بيان فهذه الجملة من الكتاب والسهل وقيته باذن الله سبحانه وتعالى بعد صلاة العصر العصر ونؤخر ونقدم بحسب ما تستدعيه المصلحة فان الاختصار يؤدي الى الاخلال مع كوننا نجري في البيان عن الاختصار لكن من المعاني فالحاجة اليها تقتضي الافصاح عن ذلك مما يساق من القول فنسأل الله عز وجل والاعانة والله الموفق للجميع ما يحب ويرضاكم لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين