السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وبدأ فيه من شاء من خلقه الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم مع من الحجاج وعلى آله وصحبه اما بعد ثلاث وثلاثين وهو المدينة الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه غفر الله لكم تقصد الترجمة. بيان فضل المدينة النبوية. وما لها والمزايا التي فضلت بها. ونسبة المدينة ان النبي صلى الله عليه وسلم اكمل وهي الموجودة في عرف الاوائل. فعمر اخبار المدينة النبوية ومثله كذلك الحسن بن زبالة في اخرين. جاهز هو لقب متأخر. لانها تضم جسدا النبي صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم بما اهداه فيها من الدين والبلاغي. انارة لا تزال اثارها باقية في كون المدينة كما سيأتي في بعض الاحاديث اللهم وسلامة قبلة المسلم على التقوى خلقنا من دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائي فقلت يا رسول الله قال فقلت اشهد اني سمعت اباك هكذا يذكرون رواه مسلم صلى الله عليه وسلم قال مكة عن ابي هريرة ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة. والدليل الاول قول الله تعالى على التقوى فلا على مقصود الترجمة في قول لمسجد اسس على وهو والمراد به مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. ومدحه مؤسسا على التقوى تربية ورفعة له. توجب فضل البقعة التي فيها وهي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. والدليل الثاني حديث ابي سلمة ابن عبد الرحمن قال ما الربيع عبدالرحمن بن ابي سعيد بن خزي؟ الحديث رواه مسلم. ودلالته عن مقصود الترجمة في قوله فاخذ كتبا من حصباها وضرب به الارض. ثم قال هو مسجدكم هذا جوابا لسؤال قبله وهو اي المسجدين الذي اسس على التقوى يعني ابو ومسجد المدينة المسجد قباء. فاجابه بقوله هو مسجدكم هذا. يعني مسجد المدينة سيكون فيه من دلالته على الفضل كسابقه في تعظيم البقعة. التي جعل فيها المسجد النبوي وكونه مؤسسا على التقوى. والدليل الثالث حديث عبد الله ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة. فمن فضل المدينة النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم حرمها. فجعلت حرما وهو اصح قول للعلماء. خلافا للحنفية من ان المدينة حرم بتحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. والاخر في قوله واني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا إبراهيم لأهل مكة ففيه من فضل المدينة ان البركة فيها ضعف ما من البركة في مكة المكرمة فان مكة بلد مبارك وجعل الله عز وجل فيها بركة بدعوة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فصار فيها من ضعف ما في مكة من البركة. فاذا كان في في مكة من واحد في المدينة ضعفاه. ولا يختص هذا بما يقع فيه الخيل المذكور في قوله في صاعها ومدها. لكنه لما كان اكثر ما ينتج من هو الثمار من النخيل وهالته في الكيل الصاع والمد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل في المدينة ضعفي مكة نادي مكة من البركة وهو حديث عام يتناول جميع الاقوال فتكون البركة في المدينة موعفة في كل شيء فوق ما في مكة المكرمة والدليل الرابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الجبال ليأتي. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في لا يأتي الى المدينة. اي يرجع وينضم اليها. فهي مفرز الايمان ومرجعه ومرده من الارض. فمنها يمتد الاسلام اذا امتد واليها ينقبض الاسلام فليداوم للاسلام حتى يرث الله الارض ومن عليها. والدليل الخامس ان ابن عبد الله ابن رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومن بيتي الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله روضة من رياض الجنة. فمن فضل المدينة النبوية ان قطعة منها هي روضة من رياض الجنة. وهذه القطعة هي البقعة بينك وبين بيته صلى الله عليه وسلم الذي صار قبرا له. وبين منبره صلى الله عليه وسلم وحجها الموجود اليوم تقريبي لا تحديدي. لطروء التغير بالبناء على القبر حفظا له بجدال بينه وبين المسجد. فذهب قدر منها بمزيدا خلف النبوية فان الجدر الذي يراها الناس اليوم ليست هي جزر الحجرة النبوية بل بينها وبين الحجرة مسافة كما ان المنبر النبوي ذهب والموجود اليوم ليس هو وانما شيء جعل في دولة بني عثمان ثم سر تقديما وتأخيرا للدول المتعاقبة على المدينة النبوية فهو يخرج ويبعد تارة واخرى. من المقام الذي كان يخطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاض المدينة ملائكة الحديث متفق عليه والألفاظ جمع نقب وهو الطريق بين بين المدينة النبوية تحاط بجبال كثيرة والمداخل التي تؤدي اليها تمر بين تلك الجبال وجلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يدخلها الطاعون والدجال من فضل المدينة النبوية ان اشد الامراض فكا وهو الطاعون واشد الطغاة المبطلين دجلا وهو الدجال لا يجدان اليها طريقا. فلا يدخلها الطاعون ولا الدجال وتشاركها مكة المكرمة بامتناع دخول الدجال فيها. وتختص المدينة لحفظها من الطاعون. فالمدينة محفوظة من آفتين عظيمتين. احداهما آفة تفسد اديان وهي السجاد. والاخرى افة تفسد الابدان. وهي الطاعون. اما مكة المكرمة فلم يأتي فيها الا حفظها من الدجال كما سلف في الباب السابق. والدليل السابع في حديث سعد ابي وقاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا يريد احد اهل المدينة بسوء حديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا اجابه الله في النار الرصاص او ذوب الملح في الماء. وهو وعيد شديد لمن اراد اهل المدينة وان من فضل المدينة ان الله عز وجل يحفظ اهلها. فمن اراد المدينة واهلها بسوء اذابه الله في النار يوم الرصاص. اذا صهر حتى تقاطر فصار سائلا بعد او ذوب الملح في الماء اذا انحل وذهب جرمه فلم يوجد في الماء بعد انحلاله وكفى بهذا فضلا ان الله عز وجل يدافع عنهم. والله عز وجل يدافع عن المؤمنين كافة قال الله تعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا بقراءة يدفع عن الذين امنوا ويختص اهل المدينة بدفع خاص فوق الدفع العام لما جعل الله لهم من فضل المكان. والدليل الثامن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول لا يصبر احد على لاهوائها الحديث. رواه مسلم والشدة والبلاء. ودلالته على مقصود الترجمة بقوله الا قلت له شفيعا او جليدا يوم القيامة. فمن فضل المدينة النبوية ان من توطنها وسكنها لها وطنا فصبر على ما يمر باهلها من البلاء والشدة فمات فيها كان النبي صلى الله عليه وسلم له يوم القيامة شفيعا او شديدا. وقيد هذا في الحديث بشرط وهو قوله اذا كان مسلما فاذا مات لمن حصل له الفضل المذكور. والدليل التاسع حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله الله عليه وسلم من استطاع ان يموت بالمدينة. الحديث رواه الترمذي وابن ماجة. واسناد صحيح ودلالته على مفصول الترجمة في قوله فاني اشفع لمن يموت بها فمن فضل المدينة حصول شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن مات فيها وتقدم كونه مقيدا بموته على الاسلام. وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تختص باهل المدينة. الا ان الاحاديث المذكورة تبين ان ارجى اهل الارض ان حظا من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل المدينة لانهم جيران المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم والجهر الكريم يشمل بكرمه جيرانه فيكون من اسباب تقديمه في حوز الشفاعة النبوية كونهم من اهل الجوار النبوي. نعم مقصود بيان فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والصحابي هو من لقي النبي مؤمنا به. ومات على الاسلام. فالصحبة مشروطة بثلاثة امور. احدها لقي النبي صلى الله عليه سلم فمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم تحصل له هذا الامر وثانيها كونه حال لقيه مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم به وثالثها موته على ذلك الايمان فمن اجتمعت له هذه المعاني الثلاثة فانه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الموت العظيم وقول لقد ولا تيأسوا من رضي الله عنهم الله عليه وسلم قال خير الناس خيركم الذين شهادة امرهم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فاذا لم قال عبدالرحمن قال ذكر المصلي وفقه الله الترجمة تسعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار الرحماء وبينهم اية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والذين معه مع ما عقبها من الاوصاف محمودة فالمراد به من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فكان معه. وما ذكر له من الاوقات الكريمة دال على فضلهم. فهم اشداء على الكفار رحماء بينهم. اخذون بما امرهم الله وامرهم به رسوله صلى الله عليه وسلم. يبتغون من ربهم فضلا. والدليل الثاني قوله تعالى الاولون من المهاجرين والانصار. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والسابقون الاولون مع قوله رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جناتها تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. فمن فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبقهم اليه والسابق في الطاعات سابق في المآلات. والسابق في الطاعات سابق في المآلات من سبق الى التصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم سبق غيره الى حسن المآل. وهو الذي حازه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما ذكره الله في الاية نفسها اذ قال رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات ان تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. والتابعون باحسان. لقب يراد به معنيان احدهما اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه بعد فتح مكة والاخر سائر اتباعه ممن جاء بعده مقتديا بما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الهدي والدين. والاول هو قالوا بالاية والدليل الثالث قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين. الاية وجلالته على مفعول الترجمة في قوله لقد رضي الله عن المؤمنين. فاخبر عن شيئين احدهما كون المذكورين فيها مؤمنين وتلك تزكية لهم في صحة في ايمانهم والاخر الاخبار بحصول رضا الله عنهم. وهؤلاء المذكورون هم اصحابه صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية لقوله اذ يبايعونك تحت الشجرة يعني الرضوان والدليل الرابع قوله تعالى لا يستوي من المؤمن من امن فقوم من قبل الفجر هذا الهدايا ودللته على مفصل الترجمة في قوله اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا منهم بعد وقاتلوا مع قومه وكلا وعد الله الحسنى ففيه بيان قول الصحابة جميعا بقوله وكلا وعد الله الحسنى والحسنى في عرف الخطاب الشرعي هي الجنة فقوله تعالى للذين احسنوا الحسنى اي ايش؟ الجنة لانها المرادة بذلك وحسن على زنة البعلى. وهي مؤلف افعل الموضوع في الدلالة على التقوى كل وهو التقدم على نظرائه وقوله فيها من قبل الفتح يعني فتح مكة باصح قول اهل العلم ويقويه ان الفتح في عرض الخطاب الشرعي والمراد به فتح مكة. ومنه قوله تعالى في سورة النصر اذا جاء نصر الله والفتح الفتح في هذا الموقع باتفاق العلماء هو فتح مكة. فيحمد المسلم المختلف فيه على المحل المتفق عليه. ويعلم منه ان المعبود في خطاب القرآن والسنة عند ذكر الفتح ارادة فتح مكة فيكون كذلك في جميع الايات والاحاديث. لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين حديث ابن عباس لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية يعني فتح مكة. والسجن الخامس حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا خير الناس قبلي. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله خير الناس قرني. والقرن اسم للجماعة من الناس الذين يشتركون في مقادير اعمالهم اسم للصدقة من الناس الذين يشتركون في مقادير اعمالهم وما تواضع عليه المؤرخون من جعل القرن مائة سنة هو حقيقة تحية تاريخية لا تعمل عليها معاني الاحاديث وانما تحمد على المعروف في الخطاب الشرعي والوضع اللغوي والعرب تطلق القرن تريد به الجماعة من الناس الذين يشتركون في مقادير اعمالهم فاذا وجدت طائفة من الناس يتقاربون في اعمالهم كانوا قرنا ولا تضر زيادة قليلة ولا نقص قليل. فمثلا ابناء الستين هم صلب واحد. ومن قاربهم من ابناء الخمسة والخمسين او ابناء السبعين هم من هذه الصدقة لما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم اعمار امتي ما بين الدين الى السبعين فجعلهم صنفا واحدا وقوله في الحديث خير الناس يعني اخير الناس وافضلهم. لما تقدم من ان خير هي الموضوعة في اللسان العربي افعل التوظيف واصلها اخير. وتقدم هذا عندنا في اول باب. في حديث ابي رجاء العطاردي اذ قال فاذا وجدنا حجرا اخير منه. فصرح به على زنا في افعل التفضيل وانما غلب اسقاط اوله لكثرة استعماله فخفف وقيل اي والله اخير خير كما قيل عوضا اشهر شرط واشار الى ذلك ابن مالك في فقال ايش؟ احسنت غالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منهم واشر. والدليل السادس حديث ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا يأتي زمان يغدو فئام من الناس. الحديث متفق عليه. ودلالته على الترجمة في قوله فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح عليه. فمن فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان البلدان ما اسرع اليهم تسليما. وافرح بهم اخذا. فكان من اسباب النصر وتعجيل الفتح وجود اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والرجال والاعمال لهم اثر في حصول فاما الرجال فالاصل فيهم هذا الحديث. فان الجيش الذي يصحب بصحب النبي صلى الله عليه وسلم يعاجل الفتح اليه. واما دليل الاعمال فما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان القسطنطينية تفسح بالتكبير والتكبير هو قول الله اكبر فالصادقون من الرجال والصالح من الاعمال تدف به الجبال. واذا صدق الناس في وكملوا في اعمالهم فان النصر ات من الله عز وجل لا يتخلف. واذا وجد النقص في الرجال للاعمال تأخر النصر عن المسلمين. وقلبهم الله عز وجل بين انواع من الفتن يطهرهم ويمحصهم بها لعلهم ان يتوبوا الى ربهم سبحانه وتعالى. والدليل السامي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي. الحديث رواه مسلم. ودللته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله لا تسبوا اصحابي لا تسبوا اصحابي تكرير النهي عن سبتهم مع ذكره دال على فضلهم. فمن توحيده صلى الله عليه وسلم وغضبه صلى الله عليه وغضبه صلى الله عليه وسلم لهم انها عن سبهم باي بنوع من انواع الشد. فكل ما سمي سبا ولو بالحركة الى القول. فقد نهى النبي عنه اشد النهي فيما يتعلق باصحابه صلى الله عليه وسلم. ومن توقين النبي صلى الله عليه وسلم وادباله وادباره حفظ الحق في اصحابه. ومن اعتقد كمال النبي صلى الله عليه وسلم ونقص اصحابه. فهو ناقص الدين والعقل في الكلمة يكون صاحب الكامل نقص. ام كيف يكون الداعي للدين الصحيح محاطا بمن يكون قائلا للرسالة فما هذه الا ترهات دينية وعقلية. فينبغي ان يحذر العبد من تعرض لجناب الصحابة ومن تكلم في جناب الصحابة فهو ساقط العدالة. ملقى والحرمة لا حظ له من التوقير والتكريم. لانه عدا بجرمه على الصحابة رضي الله عنهم. فيعدى دبا عن الصحابة وحفظا لمقامهم. ومن الاسانيد التي دبت للناس تسويغهم القول في سب الصحابة تحت طائلة ما يسمى بالنقد التاريخي. فان هذه اكذوبة كبرى وانما يريد المتسلقون بها الوصول الى غايات وراء ذلك. فهم انما يتعرضون تارة لمعاوية رضي الله عنه بالغمز في صحة القرآن لكونه كان من كتابه او لكونه رضي الله عنه او اول بيت من ملوك المسلمين وصارت به الولاية ملكا بعد ان كانت خلافا بالشورى بين المؤمنين او بتعيين من يرضونه بينهم لمن يليهم. فصار بعض الناس يتخذ معاوية رضي الله عنه ذريعة للطعن الاسلام لا لمعاوية في ذاته بل يريد وراء ذلك التسويق لدعاوى الفروج تتعلق بمآرب خفية. ومن كان كذلك فان الله سبحانه وتعالى يعجل بهتكاره وقد روى الطبراني في كتاب السنة ان رجلا كان في حلقة يتذاكرون العيد له حديثا عن ابي هريرة في المسراء. وهي الدابة التي تسر بالحفظ ليكتم فقال رادني الحديث ان ابا هريرة لم يكن فقيها فسخطت عليهم دابة من سقف المسجد على صورة الثعبان العظيم فتفرقوا هذا الدين. فقصدت هذا من بينهم فقتلته. فقصدت هذا من بينهم فقتلته. فمن تعرض لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل والنقد التاريخي محمولة نصبها المشتغلون اليهود والنصارى بتاريخ الاسلام وغذوا بها جماعة من اهل الاسلام ممن اخذ عنهم. وهم فيما عديدة فمنهم السياسي ومنهم الاقتصادي ومنهم الاخباري ومنهم المتشرع وكل هؤلاء ارباب لاولئك ويجب على المسلم ان يحذر من هؤلاء. فانه من ابناء جدتنا ويتكلمون بالسنتنا فاذا رأيت من علاماتهم التعرض التعرض للصحابة رضي الله عنهم فاياك واياهم واذا كنت تغضب اذا تكلم على اصحابك. وانهم ممن لا تصلح صحبتهم. فغضبت لذلك وسخت فلتكن غضبتك لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعظم واكبر. والاخر في قوله لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيبه. اي يبلغ من فضلهم ان احدنا لو انفق مثل احد وهو جبل عظيم ذهبا فانه لا الشيء القليل وهو قدر المسك الذي هو ربع الصاع. ولا نصيبه وهو ربع الربع اي ثمن الصاع. وذلك لمزيد فضلهم رضي الله عنهم. حديث ابي موسى علي رضي الله عنه قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه الى السماء فقال النجوم امنة للسماء. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصوده الترجمة في قوله هذه امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون. فمن فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنا ان وجودهم امن لهذه الامة. فاذا ذهب قرنهم وخرق اتى الامة ما توعد وفيه تنبيه الى ان تعظيمهم وحفظ حرمتهم امان لهذه امة وان التعدي عليهم والتسلط بالالسنة في جنابهم وهدي اسكارهم انه من علامات الشر في امة فانها تكون شيعا يقتل بعضها بعضا ويشفي بعضها بعضا. او يسلط الله عز وجل عليهم عدوا فيه استارهم ويفسد ارضهم وبلادهم فبقدر اجلال الصحابة وحفظ مقامهم تتحقق الامانة لهذه الامة. والدليل التاسع حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشرة في الجنة ابو بكر في الجنة الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله عشرة في ثم عد عشرة من اعيان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهم ابو بكر الصديق واسمه ايش؟ احسنت واسمه عبدالله بن عثمان التيمي فهو من بني تيم من قريش وعمر بن الخطاب العدوي وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن الزبير وعبد الرحمن ابن عوف وابو عبيدة ابن الجراح واسمه عامر وسعد ابن ابي وقاص. واسم ابي وقاص ما لك وكلهم من قريش. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء منبها الى فضلهم انهم من اجل اصحابه رضي الله عنهم قدرا فهم مقدم الصحابة. ولا تختص البشارة بالجنة فيهم فان النبي صلى الله عليه وسلم بشر كثيرا من اصحابه بخصوصه بالجنة. مثل كبلاد ابن رباح رضي الله عنه وثابت ابن غيث ابن شماس وعكاشة بن محصن رضي الله عنهم في اخرين وبشر الله عز وجل الصحابة كلهم الجنة وذلك في قوله وكلا وعد الله الحسنى فجميع الصحابة الى الجنة لهذه الاية. لان الله وعدهم انه يصيرون الى الحسنى وهي دار الكرامة الحقنا الله واياكم بهم وانما خص العشرة المذكورون باسم العشرة المبشرين بالجنة لانهم جمعوا في حديث واحد بل لقب مشهور العشرة المبشرون بالجنة لا يراد به حصرهم وانما خبر عن وصفه بذلك لانهم ذكروا مجموعين في حديث واحد وعاشرهم هو الحديث سعيد ابن زيد ويكنى ابا الاعور. وطوى رضي الله عنه اسمه ازراء لنفسه وحظا لها وهضما لحقها. فلما اكد عليه القوم السؤال فنشهدوه بالله ابي ان يخبرهم؟ قال ابو الاعور في الجنة. وهذا من دلائل علو الصحابة في كمال العبودية والتأله لله عز وجل. فانهم لا يرون لانفسهم حقا. ولا بانفسهم قدرا. فثبت عن ابي بكر الصديق عند ابن ابي الدنيا. ان عمر دخل عليه وهو يسجد رسالة اي يجر وهو يبكي ويقول هذا اورثني الموارد هذا اوردني الموارد. وفي الصحيح لما ذكر لعمر رضي الله عنهما له من المنافع عند طعنه. قال اني اخرج منها لا لي ولا علي. فهو لا يرى ان له شيئا. ويلتمس الى الله ان لا يكون عليه شيء وفي اخبار عثمان وعلي وسائر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انباء عظيمة في كمال عبوديتهم واقبالهم على ربهم سبحانه وتعالى. وبهذا كملوا. فانهم ثمنوا بكمال الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيح ان رافع بن خديجة رضي الله عنه لما ذكر امر المخابرات والمساقاة قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امر كان خير لنا وطواعية الله ورسوله خير لنا. وهكذا كانوا رضي الله عنهم من التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فنالوا بذلك علو الرتبة في الدارين فخصهم الله عز وجل بصحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم فكانوا عسرهم وجيشه وحملة لوائه والمشاركين في نصرة دينية فقدموا رضي الله عنهم نفوسهم واموالهم ودلاليهم واهلهم وما يملكون في سبيل الله عز وجل فمن وعى ذلك عرف علو رتبة هؤلاء واذا كانت الدول المعارضة من الدول العربية والاسلامية نكرر في بويقات من السنة ذكر اولئك العظماء من الرجال عندهم الذين شيدوا ببلادهم حضارتها وطردوا عنها اعداءها. فان فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الامة قاطبة كبيرة فبهم رضي الله عنهم نقل الينا الدين وبهم رضي الله عنهم الى الارض وصل الدين واعتبر هذا في مقابرهم رضي الله عنهم فاحدهم في بلاد تركيا والاخر في بلاد اليمن شمالا وجنوبا. والثالث في ادنى بلاد المغرب الادنى. ويقابله اخرون في بلاد الهند. فكلها اولادي عندما تركوا الارض شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فسفكوا دماءهم تقربا الى الله عز وجل لا لينالوا شهادات تاريخية ولا نصب تذكارية ولا قصائد ثنائية وانما ارادوا ان يخرجوا الناس من ضيق الاديان الى سعة الاسلام ومن جور الاديان الى عدل الاسلام كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه فطابوا احياء وامواتا ورضي الله عنهم احياء وامواتا وخير الله مزعى من سار في التعبد لجلابه والهتك لاستارهم من كان مقصود الدروجلة بيان فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واهل البيت النبوي هم المنسوبون اليه صلى الله عليه وسلم من الخلق وجماعهم ازواجه عليه الصلاة والسلام وما نزل من الذرية من هاشم بن عبد مناف فمن كان هاشميا او كانت من النساء زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء من بيت النبوة واشرت الى ذلك في ابيات من يحفظها النبي هم الذين تحرم عليهم الزكاة والحصر اعلموا عليهم الزكاة والحصر اعلموا. بهاشم ومن له من الولد وكن لزوج للنبي لم ترد اي لم تطلب فبقيت بعصمته ومذهب الاصحاب ان الال اتباع دينه فعلم قال وبيت اشارة الى سائر الحنابلة انهم يرون ان الالة هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه. والصحيح الاول من جملة اقوال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هم زوجاته ومن كان لذرية هاشم ابن عبده تعالى عن عائشة رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم ثم جاء الحسين ثم دخل معا ثم كانت فاطمة ثم قال رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء رضي الله عنه اما بعد ويا ايها الناس فانما انا بشوي وشرك ان يأتي الرسول واستمسكوا به ثم قال قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم القيامة قال عليها اشهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم واتفقنا عليه رواه الترمذي يقول ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة احد عشر الدليل الاول قوله تعالى ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا والذي تتناوله الاية اولا هم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فان الايات متعلق بسورة الاحزاب بازواج النبي صلى الله عليه وسلم وبيان اذا اتقين وما عليهن اذا عصين. حتى قال الله عز وجل انما يريد الله ليذهب عنكم الرزق اهل البيت ويطهركم تطهيرا. فاراد الله عز وجل بهم خيرا من محو الرجس وهي النجاسة بانواعها عنهم وتكميلهم. واكد التطهير بالمصدر للدلالة على تحققه فهو تطهير كامل لا يبقى معه نجس ابدا. والدليل الثاني وعائشة رواه عائشة رضي الله عنها قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود ترجمة في ادخاله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ابن علي مع امه فيهما فاطمة فاطمة وابيهما علي في مر واحد وهو نساء له صفة معروفة عند العرب. ثم قراءته صلى الله عليه وسلم الاية تصديق لذلك وقراءته صلى الله عليه وسلم الاية لا للتخصيص لهؤلاء بها. وانما لتصديق دخولهم فيها. فان الاية وقعت في سورة الاحزاب في سياق يتعلق بازواج النبي الله عليه وسلم ثم اكد دخول ما نشأ من البضعة النبوية وهي رضي الله عنها مع ابنيها وزوجها علي رضي الله عنه وهو من ذرية هاشم في جملة اهل البيت وانهم منهم والدليل الثالث حديث سعد رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الحديث ودلالته على مقصوده الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء اهل بعد دعوته عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فجعل هؤلاء كلهم من اهل بيته ونسبهم اليه في اية المباهلة مع نصارى نجران. والدليل الرابع حديث زيد ابن قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا الحديث. رواه مسلم في صحيحه ودلالته على مسترجمة من وجهين احدهما في قوله وانا تارك فيكم ثقلي مع قوله واهل بيتي اعلاما بانهم الثقل الثاني بعد كتاب الله المراد الثقل الامر العظيم. تارك الحرمة. والاخر في قوله صلى الله عليه وسلم اذكركم الله في اهل بيتي. ثلاثا وكررها تأكيدا في الطلب ان تحفظ حرمة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده الدليل الخامس حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا كل سبب ونسب. الحديث رواه البيهقي. وصححه السكن وفي تصحيحه نظر. فان اسناده ضعيف لانقطاعه. ويروى في هذا الباب عدة من الاحاديث عن جماعة من الصحابة لا تخلو احادها من ضعف ويقضي مجموعها قول الحديث حسنا فمن فضل فمن فضل ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ان كل سبب منقطع يوم القيامة. الا سبب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه فاهله صلى الله عليه وسلم هم اولى الخلق به يوم القيامة لما بينه وبينهم من القرابة ورابطة البيت. والدليل السادس حديث عبد المطلب رضي الله عنه مرفوعا ان الصدقة لا تنبغي لاهل محمد الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تنبغي لال محمد انما هي اوساخ الناس. وفي ذلك اعلام بفضلهم وكمالهم. لانهم ينزهون عما لا يليق بهم بكمال حالهم. ومن جملة ذلك الصدقة فلا يكونون من اهل والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى جبريل النبي الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله فاقرأ عليها يعني خديجة رضي الله عنها السلام من ربها عز وجل ومني. فسلم عليها الله عز وجل وسلم فعليها امين اهل السماء والاخر بقوله وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب والقصب النبات المعروف وله انابيب مرتفعة يبنى منها البيوت ويسمى نيا ومنه سميت نيسابور فان سابور والنيل هذا القصب فكانت مدينة مبنية من ذلك القصبي الفاخر في جهتهم فنسبت اليه والصخب الضوضاء والضجة والنصب الرهف والتعب ودني الثاني حديث انس رضي الله عنه مرفوعة وابن عائشة على النساء. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كفضل الدليل على الطعام والدليل اسم من خبز اذا فري وخلط بالمرء وهو من اطيب طعام العرب. فهو دال على فضل واحدة من ال البيت وهي زوجه عائشة رضي الله عنها. والدليل التاسع حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة اما ترضينا الحديث متفق عليه ودلالته على الترجمة في قوله ان تكوني سيدة لسان اهل الجنة او لسان المؤمن فمن فضل فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من نسائه اهل البيت النبوي انها تكون في الاخرة سيدة نساء اهل الجنة. او سيدة نساء المؤمنين في صلى الله عليه وسلم فالاول فضل اخروي. والثاني فضل دنيوي والدليل العاشر حديث ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة. رواه الترمذي والنسائي واسناد صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قول سيدا شباب اهل الجنة. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ان اثنين منهما وهما الحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنهما وعن ابيهما صلى الله وسلم على جدهما انهما سيدا شباب اهل الجنة في الاخرة. والدليل الحادي عشر حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعا الا ان ال ابي يعني فلانا ليسوا باولياء ليسوا لي اولياء الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان كما ولي الله وصالح المؤمنين. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم انهم مع الايمان اكد الخلق حقا لولايته صلى الله عليه وسلم فان سلبوا حظهم من الايمان سلبوا حظهم من التفضيل والانزال. كما اتفق لابي عم النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما كفر انزل الله فيه سورة تتلى الى يوم القيامة فقال تعالى تبت يدا ابي لهب وتب نداء عليه بالخسران لما كذب بالنبي صلى الله عليه وسلم فتتأكد حرمة ال النبي صلى الله عليه وسلم اذا عظم شأنهم في الدين فيجمعون جلالة الديانة مع جلالة القرب من النبي صلى الله عليه وسلم. ويحفظ اوصيهم حرمته ويعامل من حفظ الحق بما لا يعامل غيره من المسيئين. اعظاما للنبي صلى الله عليه وسلم واجلالا له. ولا يقتضي ذلك كون مسيئهم تغفر ذنوبهم. او يجوز له ما لا يجوز لغيره فان اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الديانة سواء ومن لطائف الاقدار ان رجلا من ال البيت النبوي وهو عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى كان مرة متخليا في الصحراء يحاسب نفسه ويراجع ذنبه ويتوب الى ربه. فعرظت له سحابة في السماء. وتبين له بالثعابة صلة ثم ناداه من في الصحابة يا عبد القادر انظروا سحابة في السماء بغير وقت والسحابة فيها ايش؟ صورة والصورة تناديه بماذا؟ باسمه. يا عبد القادر اني انا ربك. واني احللت لك ما حرمت على الناس. فجمع سليم البيت النبوي العارف بدين جده صلى الله عليه عليه وسلم بصاقه ثم احتفل في تلك الصورة. وقال اخشى يا عدو الله فقال عدو الله يا عبد القادر لقد اضللت قبلك سبعين عابدا. فكيف عرفت اني ابليس فقعد لاني علمت ان الله لم يكن ليحل لعبد قادر ما حرم على محمد صلى الله عليه وسلم كبير ولا صغير هذا؟ كبير في السن ام شاب؟ كبير يعذر. ولا الانسان ما يكتفي بظهره الى نعم. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على دين الله والحذر من كل ما يصد ويحول بين العبد وبين الثبات عليه. نعم ولا والله لا وقالوا صلى الله عليه وسلم يقول من خذلهم فقال صلى الله عليه وسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان امتكم هذه الجولة وسيصيب اخرها فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة ولا فان جاء وهذا صلى الله عليه وسلم فقال انفسنا والله يقول يا ايها الذين امنوا تجارة الى الله رسول الله صلى الله عليه وسلم انا كنا في الجاهلية الله يا رسول الله قال نعم وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود كما بدأ ولا يترك الله البيت بدر ولا وتر الا ادخله الله عادتهم رواه احمد وصحابه عن ابي هريرة رضي الله عنه السلام عليكم دار قوم مؤمنين اخوانك يا رسول الله يا رسول الله قال ذي القعدة في مدينة ذكر المصنف ووفقه الله لتحقيق اصول الترجمة ثمانية عشر دليلا. الدليل الاول قوله تعالى فاستقم كما امرت الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاستقم كما امرت فهو امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يستقيم عن الاسلام وان يلزمه والامر له صلى الله عليه وسلم امر لنا. قال الناظم لنا ما امر الرسول سوى ما والدليل وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان تكون استقامته وفق ما توجبه الشريعة. فهي ليست مستمدة من الاراء والاهواء. وانما هي استقامة مستمدة من امر الله عز وجل ودينه والدليل الثاني قوله تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله استمسك فهي امر له فهو امر له صلى الله عليه وسلم ان يتمسك بما اوحى الله عز عز وجل اليه والموحى الى النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة. فاما القرآن فلقول الله تعالى واوحينا اليك روحا من امرنا. واما السنة فلقوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي فالقرآن والسنة كلاهما وحي قال شيخ شيوخنا حافظ حكمي وسنة النبي وحي ثاني قل اطلق الوحيان. والدليل الثالث قوله تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. فمما يعان به العبد على الثبات على دين الله عز وجل والاستقامة عليه فعله ما امره الله عز وجل به. وتمسكه به فيورده ذلك الثبات في الامر. والدليل الرابع قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. احدها في قوله واصبر نفسك الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. فامر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو امر لغيره ان يجلس نفسه مع اولئك الذين يدعون ربهم راغبين اليه راغبين منه اطراف النهار في الغداة والعشي يريدون وثانيها في قوله ولا تعزو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. فنهاه ان يصرف عيناه عنهم الى غيرهم طلبا لمتاع الحياة الدنيا لما في الاقبال على الدنيا من قطع القلوب عن الله وعن من يحبه الله عز وجل. وثالثها في قوله ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا. واتبع وكان امره خلطا تحذيرا له صلى الله عليه وسلم من الركون الى الغافلين. المتبعين اهواء المضيعين امر الله عز وجل. فان من ركن اليهم فاطاعهم في ما هم عليه اضلوه. والدليل الخامس قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. الآية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بنيهم انقضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ففي المؤمنين رجال صادقون في عهدهم مع الله عز وجل منهم من قضى نحبه ومضى الى ربه. ومنهم من ينتظر ولم يوجد بعد في نزول تلك الاية حين ولم يبدلوا تسيلا. فلتكن من اولئك المؤمنين الصادقين. الذين عاهدوا الله فوفوا عهدهم وثبتوا على دين ربهم تصديقا لامره واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم. والدليل السادس قوله تعالى ولا لا تجدوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين فمتى بقي الايمان في النفوس؟ بقي عيوبها فشرف الدنيا والاخرة وعلو الحياة والممات بالايمان فمن كان مؤمنا رفع الله قدره واعظم اجره ودفع عنه الهوان والاهانة والحزن والاسى والدليل السادس قوله تعالى لا يغرنك تخلف الذين كفروا في البلاد ودلالته على مقصود الترجمة في لا يغرنك نهيا عن الاضطرار بما يصير اليه اهل الكفر من تسلط في الارض وعلو فيها فانهم وان ارتقوا مدة فان الله عز وجل يذلهم ويفل جمعهم ويذهب سلطانهم قال اسحاق ابن راهويه بالباطل جولة. ثم تكون للحق. فالحق منصور لكن قال ابن القيم رحمه الله تعالى والحق منصور وممتحن فلا فاجزع فهذه سنة الرحمن فمهما ظهر علو طائفة من الكفار في الارض فان علوهم هو ابتلاء للمؤمنين بهم. ان الى دينهم ويتوب الى ربهم ويستقيموا على امره. فاذا كانوا كذلك رد الله اليهم الرفعة. كما ولاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في احد فكان ما اصابهم تطهيرا وتزكية لهم. حتى اذا تابوا الى ربهم عز وجل واقلعوا عما رغبوا فيه اعلاهم الله عز وجل ونصرهم على كفار زمانهم. والدليل الثامن قوله تعالى ولن يجعل الله قول الجابرين على المؤمنين سبيلا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولن يجعل الله اي لن يصير الله عز وجل للكافرين على المؤمنين سبيلا يطؤونهم فيه. ويعلونهم فوقه. ولكن ذلك مشروط بقيد وهو اتصافهم بكونهم مؤمنين. فاذا كانوا مؤمنين فان الله عز وجل يزهق الباطل ويتبع واهله فعلى قدر الايمان تحصل الرفعة والعلو والغلبة في الدنيا والاخرة. والدليل حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا قال لا تزال طائفة طائفة من امتي الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الزوجة في خبره صلى الله عليه وسلم التام عن مقار طائفة من امتي لا تزال تقوم بامر الله ثابتة عليه مستمسكة به مقدمة له. ويكون من جزائهم انه لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله بان يرث الله الارض ومن عليها وهم ظاهرون على الاسلام. فالاسلام دين الله ولا تسقط رايته من الارض. بل اذا سقطت في ارض بوهن قومها وعدم قومها وعدم صلاحيتهم لحملها نقلها الله عز وجل الى ارض اخرى. فليس الخوف على الاسلام وانما الخوف على اهل الاسلام من ان يكون احدهم منتسبا اليه سائرا في نصره ثم يخذل فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بالذل والهوان. قال ابن القيم رحمه الله تعالى واحذر كمائن نفسك اللاتمة. خرجت عليك سرت كسر مهان فاذا برزت علل النفوس وادواؤها فاستولت على القلوب هان العبد على الله سبحانه وتعالى فاذا اهان العبد على الله عز وجل اذله الله. روى ابن عساكر بسند صحيح. انه لما فتحت قبرص انضم ابو موسى الاشعري في طرف منها يبكي فجاءه انضم ابو الدرداء رضي الله عنه بطرف منها يبكي فقال له رجل يا ابتزاء اتبكي في يوم اعز الله فيه الاسلام واهله واذل الكفر واهله فقال ابكي لهوان اهل الارض على الله. فما اهون الخلق على الله اذا عصوه؟ فانه يغلب ملكهم الى شتات. ويقل امرهم الى فرقة بعد ان كانوا اعزة قائمين. وهكذا كل احد منتسبين الى الاسلام او غيره فانه اذا ضعف قيامه بامر الله استبدله الله عز وجل بغيره واقام مقامه من يقوم بنصرة الدين وفي حديث ابي عنبة الخولاني عند ابن ماجة باسناد جيد كما قال غيره لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يحفظهم به. وهذا الغرس ليس شرطهم الاموال ولا الانساب ولا الاحساب ولا الابدان ولا الالوان وانما شرطهم ان يكونوا صادقين مع الله وتعالى والدليل العاشر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر الحديث رواه ابن ماجه وقال البزار واسناده حسن وهو كذلك ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وعلم الله لقد تركتهم على مثل بيضاء ليلها ونهارها سواء. اي ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك الناس على محجة بيضاء وطريق واضح جلي. ليله كنهاره. ليس فيه شيء اسود مبهم. بل الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر ناصع البياض يجد سبيلا الى الى القلوب ما ان يطرق الاسماع ثم ذكر الدليل الحادية عشرة وهو حديث الزبير قال اتينا انس ابن مالك الحديث رواه البخاري ودلالته على مقصود الترجمة في اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم. سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكره لهم لما ذكروا له ما يلقونه من الحجاج ابن يوسف الثقفي وكان اميرا ظالما فامرهم انس الله عنه بما امرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصبروا لانه لن يأتي عليهم زمان الا الذي بعده له شر منه فلا يزال يقلب الناس في هذه الدنيا من شر الى شر. وعند ابن ماجة بسند جيد من حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبقى من الدنيا الا بلاء وفتنة فاذا كانت السبابة الباقية من دنيا بعد بعثته صلى الله عليه وسلم حشوها البلاء والفتنة. فان البلاء والفتنة لا تدفع بما يزيده ولا ترد بما يهيجها بل ترد بما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اصبروا فهو خطاب نبوي من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى وليس خطابا سياسيا ينافق به بعض الناس لكسب الجولة فلن ينادي الخلق الى النزول شوارع والسباحة دماء بعضهم بعضا واموال بعضهم بعضا. بل قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر عند البخاري لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وليست اصابة الدم الحرام ان يأخذ سلاحه فيقتل احدا من اخوانه المؤمنين بل اولئك الذين يؤمنون بالحاظهم ويشيرون بالفاظهم ويهيجون المؤمنين على المؤمنين المسلمين على المسلمين لهم حظ من قوله صلى الله عليه وسلم لا يزال احدكم في فسحة من دينه فاذا اصابوا دما حراما ضاقت عليهم الفسحة فان فرحوا بالوصول الى الكراسي فليبشروا يوم القيامة بالمآسي فان الخصيم لهم يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم كيف خانوا عهده؟ وما امروا امته بما امرهم به صلى الله عليه وسلم. فحملوا بعضهم على بعض وتشريدا وتفريقا وتوهينا واضعافا واظلالا وتقوية لاواصر ما يفرقهم ويزيدهم طرقة والما حتى صاروا شجر مدر. فوالله لا للاسلام نصروا ولا للكفر فسروا. ولا ينتظر من المسلمين. اذا ضعفت وتبددت قوتهم وانفل جمعهم وانقلب بعضهم على بعض اسرا وسلبا وقتلا وتأليبا ان ينصرهم الله على عدوهم فان ذلك وعد الله الذي لا يتخلف. وخبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يكفي. والدليل الثاني عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم. الحديث رواه مسلم ودلالته على الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن بعد بعثته صلى الله عليه وسلم وانها قطع متكاثرة كافراد الليل واجزاءه يصبح الرجل مؤمنا. ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا. يبيع دينه في عوض من الحياة الدنيا فهو يسارع الى ان يصيب شيئا من حطام الدنيا يرتفع به في هذه الدنيا فيبيع دينه بذلك فبعد ان كان داعيا الى تحكيم الاسلام واذا به داعيا الى تحكيم الطواغيت من الديموقراطية او غيرها او غير ذلك من وجوه الاعراض عن دين الله والاستبداد بالقوانين الوضعية الارضية التي يخططها الكفرة او غيرهم. ثم ذكر الدليل الثالث عشر وهو حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبي قبلي الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ناعسا زماننا وصل اخرها بلاء وامور تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقب بعضها بعضا. وتجيء الفتنة يقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكسر وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه اي هي المهلكة فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة. يا جماهير المسلمين فلتأته منيته. وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يمينه اي عهد بيعته وثمرة قلبه في صدق السمع والطاعة له فليطعه ان استطاع اي في الطاعة على الخير والمعروف فان جاء اخر فاضربوا عنق الاخر. وهذا امر من النبي صلى الله عليه وسلم لا يراد به حفظ الحكام. وانما يراد به حفظ الانتظام في جماعة اهل الاسلام. فان ما قررته الشريعة من اصول الولاية وتدبيرها. ليس المقصود به سواد اعين الحكام فان هؤلاء امناء ائتمنهم الله عز وجل على امة محمد صلى الله عليه وسلم. فان ازؤوا العهد فلهم طوبى وان خانوا فويل لهم فان من شر الناس يوم القيامة من غش امة النبي صلى الله عليه وسلم فمن غش امة النبي صلى الله عليه وسلم من المتولين عليه فان عذابه ليس بايدي الناس. وانما عذابه بيد الناس وان اصابهم عذاب في الدنيا فهو من تخفيف من عذابه في الاخرة. ثم وقع في هذا الحديث خبر عبدالرحمن لعبد رب الكعبة عما كرهه من معاوية رضي الله عنه وانه رآه يفعل اشياء انكرها عبد الرحمن رحمه الله وهو من اعيان التابعين. وتلك الامور التي انكرها عبدالرحمن هي عند اهل العلم مما جرى فيه اجتهاد معاوية بين قال فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد فهو كغيره ممن اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن العاص في الصحيحين اذا حكى الحاكم اذا حكم الحاكم فاصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد فارشده عبدالله بن عمرو الى الواجب عليه وقال اطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله. فالذي اوجبه الله علينا لمن ولاه الله او امرنا ان نطيعه في طاعة الله. فان ارادنا على معصية الله عز وجل فلا طاعة له فيما امرنا الله عز عز وجل به ولعنا عنه. والدليل الرابع عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نعم دعاة على ابواب جهنم نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. فقال يا رسول الله صفهم لنا. قال نعم قوم من جدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت يا رسول الله فلا ترى ان ادركني ذلك. قال تلزم المسلمين وامامهم وجماعة المسلمين هم القوم المستمعون على اهل الحد والعقد من عقلائهم. هم القوم المجتمعون على اهل الحل والعطف من عقلائهم. فالجماعة شيء والامامة شيء اخر روى الدارمي عن عمر رضي الله عنه انه قال لا دين الا بجماعة ولا جماعة الا بامامة ثم قال فقلت فان لم تكن لهم جماعة ولا امام اي ليس لهم رؤوس يرجعون اليهم ويستمعون عليهم. بل هم احزاب كل طائفة بما لديهم فرحون. ولا امام لهم يسوسهم ويدمر امرهم فيكف ضعيف الهون ويرجع ظالمهم. فقال فاعتزل تلك الفرق كلها. لان الاحزاب لا تنصروا الاسلام فليس بالاسلام بين اهله الا حزب واحد. ولا جماعة واحدة ولا يجوز ان يكونوا احزابا ولا جماعات اعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يدركك الموت. وانت على ذلك. وليس وراء هذا البيان بيان ولا وراء هذا النصح نصح ولا ابلغ من هذا المقال مقال. قال ابو زرعة الرازي من لم يعظه الكتاب فلا وعظه الله انتهى كلامه. فمن لم يرضى امر النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الاحوال التي يشغب فيها فيها الامر بين المسلمين فلا ارظاه الله عز وجل الا بما يسوؤه. والدليل في الخامسة عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدأ الاسلام غريبا الحديث ودلالته على مقصود الترجم الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا كما بدأ فهو خبر عن عود الاسلام الى الغربة الاولى. ثم خبر عما يكون لاهله من الجزاء الاوفر اذ قال فطوبى للغرباء والطوبى تعلى من الطيب. وذلك جامع لكل طيب من الاقوال والاعمال والاحوال. فمن كان فطابت له الحال. وحقيقة الغربة ان يكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. والدليل حديث تميم الداري مرفوعا لا يبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار. ولا يترك الله بيت الحديث رواه احمد وصححه ابن حبان والحاكم واسناده صحيح ودلالته على مقصود ترجمة في قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ليبلغن هذا الامر اي الدين ما بلغ الليل والنهار اي ما انتهى اليه الليل والنهار. ومعنى ذلك ان الدين الاسلامي سيغلب على الارض جميعا. ولا يترك الله بيت مدني اي بناء من طين ولا وبل اي بيت مصنوع من شعر الابل او غيرها الا ادخله الله هذا الدين اي صار فيه من يدين بدين الاسلام بعز عزيز او بدون ذليل. فلا عز فوق عز الله ولا ذلا ارجى من ذل اعدائك فمهما اراد اعداءه ان يمنعوا دين الاسلام فان الله غالب على امره. ولن تقف الاعداد والعتاد والجحافل الشداد دون انتصار الاسلام على جميع الطغاة. لانه دين الله الذي رضيه ولكن الشأن في تصديقنا بالوعد وفرحنا بالموعود وحرصنا على انجاز ذلك لكوننا طاعة الله ممتثلين شرعا ناصرين دينا فاننا اذا كنا كذلك نصرنا الله عز وجل على من بغى علينا عزا يعز به الله الاسلام وذلا يذل الله به الكفر. والدليل السابع عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنهما السلام عليكم دار قوم مؤمنين. الحديث رواه البخاري ومسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم وجدت ان قد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانا يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد. فاخوان النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يكونون بعده ممن يطيعه صلى الله عليه وسلم ويتبع شرعه بامره وينتهي عن نهيه ويصدق خبره. فهؤلاء اخوان النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا فرح احد لاخوة احد فطوبى للصادقين باخوة سيد المرسلين. واذا فات احدنا ان يكون من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاياه ان يفوته ان يكون من اخوان النبي صلى الله عليه وسلم. فكونوا ايها المؤمنون لرسول اخوانا فانها من اعظم المفاخر واجل المناقذ واذا فرح الناس بالمناصب والشارات والالقاب فلنفرح باننا اخوان النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك اخوة رسولك صلى الله عليه وسلم. اللهم الحقنا به في عليين. واجعلنا من عبادك المسلمين. وتولنا في الصالحين. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم لهذه الامة امرا رشدا. اللهم ارحم امة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم الف بين قلوبهم واجمع امرهم وانصر وهم على عدوك وعدوهم وهذا اخر البيان على هذا الكتاب ويكون بحمد الله قد فرغنا منه واننا مع ختمنا هذا الدعاء نحمد الله ان نزل المطر وهو وقف ترجى فيه اجابة الدعاء فنسأله الا يخيب رجاءنا والا يرد دعائنا اكتب جواب اكتب طبقة الكتاب سمع علي جميع لمن حضر الجميع وكثير لمن حضر الكثير كتاب النورين بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلسين وجدت له روايته عني اجازة خاصة معينة معين والحمد لله رب العالمين وكتبه صالح بن عبدالله بن محمد يوم الاحد الخامس من شهر ذي الحجة ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وبهذا نكون قد ختمنا الكتاب وبقي على وقت المغرب خويقات يسيرة وبعد المغرب يكون درس الاذكار وبعده الاداب الشرعية وما بقي من الوقت انتبهوا ايها الاخوان دعاء الله عز وجل فيه فان وقت نزول المطر ترجى فيه اجابة الدعاء ونحن في الشهر الحرام في حرام فليشرب احدكم من زمزم وليدعو ربه عز وجل بما شاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله