ننتقل لاهل الكتاب الرابع وهو قصيدة السير الاخرة. بسم الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. اللهم اغفر لنا لجميع المسلمين. قال المصنف عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدين رحمه الله تعالى المتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة رحمه الله رحمة واسعة في قصيدته في السير الى الله والدار الاخرة. بسم الله الرحمن سعد الذين تجنبوا سبل الرداوة لمنازل الرضوان. تفتح المصلي رحمه الله نومه في دعم منازل السائرين الى الله بالخبل عن سعادتهم فجعل مدار سعادتهم على امرين. احدهما تجنب سبل الردى اي طرق الهلاك. والاخر كيوم منازل رضوان تيمموا منازل الرضوان اي قصد منازل العبادة. اي قصد منازل العبادة المحققة رضوان الله عز وجل. فاولئك سعداء لجمعهم بينهم واولئك سعداء بجمعهم بين امرين. احدهما تجنب ما يرضيه النبو ما يرضيه والاخر امتثال ما يرضي والاخر امتثال ما وهدان الامران يشار اليهما. في ابواب السلوك والرقائق باسم التخلية والتحلية يشار اليهما في باب السلوك والرقائق باسم التغطية والتحلية. فالتخلية تفريط القلب من كل ما يضره ويرديه. تفريغ القلب من كل ما يضره والتحلية ملء القلب بكل ما ينفعه ويقويه. والتحلية مدح القلب بكل ما ينفعه ويقويه. واشار المصنف الى هذين الامرين بما ذكره من حالهم فانه تخلوا عن كل ردى وتيمموا سبل الهدى فتخلوا وتحلوا وتخلوا وتحلوا ومن راعى هذين الامرين في قلبه فعمر قلبه بالتحلية نال السعادة. والسعادة هي الحال الملائمة للعبد. والسعادة هي الحال الملائمة للعبد. ونيلها يكون بالسير الى الله ونيلها يكون بالسير الى الله وحقيقته سلوك الصراط المستقيم وحقيقته سلوك الصراط المستقيم ذكره ابو الفرج ابن مفرجة ذكره ابو الفرج ابن فاذا ذكر السير الى الله فالمراد به سلوك صراطه المستقيم في الدنيا وهو الاسلام فالسائر الى الله سبحانه وتعالى سالك صراطه المستقيم والصراط كما تقدم انصوهم في الدنيا بالاستقامة دون الاخرة لان الطرق المدعاة مما يزعم انها توصل الى الله لا يصح منها شيء الا طريق واحد وهو الطريق المستقيم الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لنا. وهذا الطريق المستقيم وهو الصراط وقعت اضافته في القرآن على نوعين. وقعت اضافته بالقرآن على نوعين. احدهما اضافته الى الله. احدهما اضافته الى الله. قال الله تعالى وان صراطي مستقيما. وان هذا صراطي مستقيما. والاخر اضافته الى الخلق المنعم عليهم اضافته الى الخلق المنعم عليها. قال الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم والفرق بين الاضافتين ان اضافته الى الله لكونه واضعه وشارعه. ان اضافته الى الله لكونه واضعه وشارعه واضافته الى الخلق لكونهم سالكيه وقباعة قولهم سالكيه وتباعه. ذكره ابن القيم في صدر مدارج السالكين ذكره ابن قيم في صدر مدارج السالكين احسن الله اليك هشام المصنف وفقه الله الى اول منازل السائلين الى الله في قوله فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بالشرعة الايمانية والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. فهو جامع لامرين. محلهما تصفية القلب احدهما تصفية القلب وهو تخليصه وتنقيته وهو تخليصه وتنقية من كل ما يشوبه ويكدره. والاخر افراطه من ارادة غير الله. فهي تعلق التصفية افراغه من ارادة غير الله فهي متعلقة بالتصفية. والى هذا شرط بقولي اخلاصنا لله صفي القلب منه ارادة سواه فاحذر يا فضيل. وهذا البيت من قصيدة ابن سعدي رحمه الله تعالى نظير قول ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان. فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان فان هذين البيتين جامعان اعظم ما ينبغي من العبد وهو الاخلاص لله سبحانه وتعالى. وهذا الاخلاص لا ينفع صاحبه الا بالاتباع عن الاخلاص لا ينفع صاحبه الا بالاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول المصنف متشرعين بشيعة الايمان اي متخذين ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم دينا وشرعا فلا يكمل الاخلاص الا بالاتباع. ولا يكمل الاتباع الا بالاخلاص. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكم في سنن الاصول شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص معه. الاصابة اتباع والاخلاص تصفية القلب من ارادة غير الله. نعم. وهم الذين بنوا يوم منازل سيرهم بين الرجاء والخوف للديان. وهم الذين ملأ قلوبهم بعباده ومحبة الرحمن. من اجل منازل السائرين الى الله. رجاء الله وخوفه ومحبته. فقلوب السائلين الى الله مملوءة برجاء الله وخوفه ومحبته ورجاء الله شرعا هو امل العبد بربه في حصول المقصود. امل العبد بربه في حصول المقصود مع بذل الجهد وحسن التوكل. مع بذل الجهد وحسن التوكل خوف الله شرعا هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا. هو فرار القلب الى الله ذعرا وفزعا. ومحبة الله شرعا هي التعلق القلب بالله ودوام ملاحظة الى الله دوام تعلق القلب بالله وملاحظة رضاه وهذه الامور الثلاثة محبة الله وخوفه ورجاءه هي اركان العبادة. فالعبادة لها ثلاثة اركان. العبادة لها ثلاثة اركان اولها المحبة وتانيها الخوف وتارجها الرجاء فلا تتحقق عبادة الله عز وجل الا باستكمالها. ومن عبد الله بواحد او اثنين منها لم يستكمل حقيقة العبادة المعمول بها. ذكره جماعة منهم ابن تيمية الحبيب وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم والمقيسي في تجريد التوحيد المفيد. واول فرج ابن رجب باستنشاق وغيره من تصانيفه. وهذه الثلاثة للعهد بمنزلة الرأس جناحين من الطائف فمحبة الله رأس. والخوف والرجاء جناحان فلا يقدر العبد على العبادة الا باجتماع الرأس والجناحين. فاذا ملئ القلب بمحبة الله وخوفه ورجائه حلق القلب عاليا في عبادة الله. واذا ضعف واحد من هذه تلاتة ضعفت عبادة الله عز وجل في القلب. والمطلوب من الرجاء شرعا ملء قلب العبد باحسان الظن بربه. والمطلوب من الرجاء شرعا. ملء قلب العبد باحسان الظن بربه. مقترنا ببذل الجهد وحسن التوكل. مقترنا ببذل الجهد التوكل والمطلوب من الخوف شرعا ما حجز عن المحارم وحمز على الفرائض ما حجز عن المحارم وحمل على الفرائض. نشره ابو الفرج ابن رجب. واما المطلوب من محبة الله سبحانه وتعالى فانه لا انتهاء له. واما المطلوب من محبة الله تعالى شرعا فانه لا انتهاء له. فان محبة الله عز وجل لا تنتهي الى قدر يملأ به القلب ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى. نعم اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان. ذكرا المصنف رحمه الله من منازل سيد السعداء في سلوكهم الصراط المستقيم. الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر الله شرعا هو اعظام هو اعظام الله وحضوره في القلب واللسان او احدهما هو عظام الله وحضوره في القلب واللسان او احدهما فالعبد يكون ذاكرا لقلبه ولسانه ويكون تارة بقلبه ذاكرا بقلبه فقط ويكون تارة بلسانه فقط واكمل الذكر ما كان باللسان مع موافقة الجنازة. واكمل الذكر كان باللسان مع مواطئة الجنان. والحال الممدوحة من سير هؤلاء في ذكر الله هي كثرة لهجهم به لقوله في السر والاعلان والاحيان وهم يذكرون الله سرا ويذكرون الله علنا ويذكرون الله في احزانهم كلها وهي الحال الذي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح مسلم من حديث محمد البهي عن عروة الزبير عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل احيانه والحامل على ملازمة العبد ذكر ربه ان دواء قلبه شفاءه هو بذكر الله. ومرضه واعتلاله هو بذكر الناس. قال عبد الله رحمه الله ذكر الله دواء وذكر الناس داء ذكر الله دواء وذكر الناس داء. وقال مكفول للشام ذكر الله شفاء. ذكر الله شفاء وذكر الناس دائما. ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. فاذا اكثر العبد ذكر به حصل لقلبه الدواء والشفاء. فيكون ذكره ربه دواء بالشفاء. واذا اكثر العبد من ذكر الناس صار داء يعد قلبه ويمرضه فالسعيد من عمر وقته بذكر الله. والمحروم من شقي لعمارة قلبه بذكر احد من دون الله سبحانه وتعالى. فالمنقطع الى ذكر الله يكفيه الله عز وجل كلما اهم والمنقطع الى ذكر الخلق لا يقدرون له على شيء الا ما اراد الله ان يوصله اليه قال بعض السلف من انقطع الى احد من الملوك واشتغل بخدمته انتفع به. فكيف بمن الى ملك الملوك سبحانه وتعالى. كيف يحصل له من الانتفاع وصلاح الحال؟ فلا يكون لغيره من الخلائق احسن الله اليك عصيان فعل الفرائض والنوافل مع رؤية التقصير والنقص ذكر المصنف رحمه الله من مقاصد سير السعداء في منازل سلوكهم الله عز وجل ارادتهم قرب الله عز وجل فمحرك قلوبهم. وواسع نفوسهم وباعثوا لبميهم هو ارادة التقرب الى الله عز وجل. اي القرب منه فلا يحملهن على هذه المنازل التي يقطعونها في السير ارادة اصابة شيء من حظ الدنيا واحترامها ولا ذكر الناس وثنائهم بل الحادي لهم الحامل لهم هو التقرب الى الله سبحانه وتعالى وتقربهم كائن بفعلهم طاعاته والترك للعصيان. فمريد من الله عز وجل هو الممتثل طاعاته سبحانه وتعالى. والطاعة هي موافقة امر الله الشرعي. والطاعة هي موافقة امر الله الشرعي وهي نوعان احدهما طاعة واجبة. وهي التي تسمى الفضائل والاخ ساعة مستحبة وهي التي تسمى ايش؟ النوافل ولهذا عن الفرائض والنوافل تأمر اي عادتهم التي لزموها. فهم يتقربون الى الله عز وجل بفعل الطاعات من الفرائض والنوافل. ولا تتم هذه القربى عندهم الا بتركهم معصية الله سبحانه وتعالى. فان الصادق في محبة الله هو المنتزع طاعته التارك معصيته. واما المجازف بارتكاب المحرمات وترك المأمورات فهو كاذب في دعواه محبة الله عز وجل. انشدت رابعة العدوية اعصي الاله وانت تزعم حبه. هذا لعمري في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته المحب لمن يحب مطيع. فالصادق في المحبة هو المتقرب الى الله بامتثال طاعاته وترك معاصيه ولا تكمل حاله حتى يرى عينه حتى يرى نفسه بعين النقص والعيب كما قال المصنف مع رؤية بالتفصيل والنقصان فهم لا يغترون باعمالهم ولا يدلون بطاعاتهم. فاذا فعلوا شيئا من اعمالها الصالحة رجوها خبيئة عند الله عز وجل. ولم تورث قلوبهم اغترارا. بل اورثته انكسارا والعاملون للصالحات بين حالين. والعاملون للصالحات بين حالين لهما حال الاغترار. احداهما حال الاغترار. وهي الاعجاب بالعمل. وهي الاعجاب بالعمل والاخرى حال الانكسار. حال الانكسار. وهي الخوف من عدم العمل وهي الخوف من عدم تقبل العمل. والمرتبة الجملى ان يعمل العبد الصالح ثم ينكسر بين يدي الجبار. والحال جملة من يعمل من يعمل العبد الصالحات ثم ينكسر بين يدي الجبار خوفا الا يتقبل الله سبحانه وتعالى منه عمله. فليس الشأن ان تعمل ولكن الشأن ان يرضى ويتقبل. قال الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين. فقال ابن عمر رضي الله وعدهما لو اعلم ان الله تقبل مني ركعتين لقلت اني من اهل الجنة. قال الله تعالى انما تقبل الله من المتقين وجيء عامر ابن عبد قيس الكوبي وكان من الرؤوس عباد اهل الكوفة حال احتضانه تلاه بعض اصحابه لما رأى حالهم مشفقا عليه بذكر ما كان له من الاعمال الصالحة. فعدد له ما كان عليه من الصلاة والصيام والصيام. فالتفت اليه وقال فاين قول الله تعالى انما يتقبل الله من المنتظرين يخاف العبد ان يكون عملا عاملا الصالحات لكن الله سبحانه وتعالى لا يتقبلها منه. نعم احسن الله اليكم نزلوا بمنزلة قد اصبحوا في جنة شكروا الذي اولى الخلائق فضله بالقلب والاقوال والاركان ذكر المصنف رحمه الله من منازل خير السعداء الى الله الصبر. وحقيقة الصبر شرعا حبس النفس على حكم الله حبس النفس على حكم الله. وحكم الله نوعان احدهما حكم الله القدري. حكم الله القدري. وحبس النفس عليه وحبس النفس عليه بالتجمل بالصبر. وترك التسخط من القدر. بالتجمل بالصبر وترك التسخط من القدر. والاخر حكم الله الشرعي. حكم الله الشرعي وحبس النفس عليه بتصديق الخبر. وامتثال الامر واجتناب النعم وحبس النفس عليه بامتثال تصديق الخبر وامتثال الامر وترك النهي ثم ذكر رحمه الله في البيت الثاني منزلة فوق منزلة الصبر وهي منزلة الرضا وهو تلقي احكام الله بانشراح وسرور نفس. تلقي احكام الله انشراح وسرور نفس والرضا فوق الصدر. لان الصبر تبقى معه في منازعة لان الصبر تبقى معه في النفس منازعة. اما الرضا فتضمحل معه تلك المنازعة اما الرضا فتضمحل معه تلك المنازعة. فلا يبقى في النفس ما يجذبها الى لوم والجزع منه ثم ذكر في البيت الثالث مقاما اعلى منهما وهو منزلة الشكر في شكروا الذي اولى الخلائق فضله بالقلب والاقوال والاركان. وحقيقة الشكر شرعا ظهور ثناء العبد على ربه ظهور ثناء العبد على ربه. في قلبه اقرأ في قلبه اقرارا. وفي لسانه اعترافا. وفي لسانه اعترافا وفي طلبا وتركا. وفي جوارحه طلبا وتركا. ذكره ابن القيم في مدارج السالكين وهذه المقامات الثلاثة الصبر والرضا والشكر هي المقامات المطلوبة شرعا في تلقي الاحكام الالهية قدرا وشرعا. وهذه المقامات الثلاثة هي المقامات شرعا في تلقي الاحكام الالهية شرعا او فجرا فادناها الصبر وفوقه الرضا وفوقهما الشكر. فالصبر يتلقى فيه العبد حكم الله شرعا او قدر بحجز النفس عليه مع وجود منازعة فيها لكنها مرغمة مكرهة واما رضا فمعه تضمحل تلك المنازعة. فلا يبقى في قلب العبد منازعة لحكم الله الشرعي او القدري واما الشكر فان العبد يتلقى فيه احكام الله القدرية او الشرعية معترفا بفضله مقرا بنعمته. والشكر اعلى هذه المراتب الثلاثة. وهذه المراتب الثلاثة هي المراتب التي تطلب شرعا لتلقي الاحكام الشرعية او القدرية. فمثلا الحج الواجب عليك شرعا ان تتلقاه بالصبر. فان زدت فتلقيته بالرضا بان تفعله مع انشراح وسرور صارت حالك اعلى. فان تلقيته بالشكر بان منشرحا طيب النفس مثنيا على الله سبحانه وتعالى بفضله ونعمته فيه فقد بلغت اعلى المراكب وكذا بالحكم القدري فلو ان احدا فقد حبيبا له من اولاده او غيرهم فان اقدم ما يجب عليه ان يصبر بان يحبس نفسه على هذا القدر النازل به. فاذا رضي به وتلقاه بانشراح وسرور صار اعظم ازدحامه واكمل فان شكى الله عز وجل وعلم ان الله لا يجري عليه شيئا من القدر المطلوب الا منفعة اعظم صار في حال اجل وارفع. نعم. احسن الله اليك. صاحب تكفل في جميع امورهم. مع بذل جهد في رضا الرحمن. عبد الاله اعتقاد حظور فتبوءوا في منزل الاحسان ذكر المصنف وفقه الله من منازل سير السعداء الى الله سبحانه وتعالى توكلهم على الله في امورهم كلها وصغيرها وكبيرها. والتوكل على الله شرعا واظهار العبد عزه لله واعتماده عليه. هو اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه. وتوكل هؤلاء صادق قوي. لا كاذب لان الامر كما اخبر المصنف مع بذل جهد في رضا الرحمن فهم يتوكلون على الله مفوضين الامر مع بذل الجهد موافقين امر الله عز وجل. ولذلك فانهم يعبدون الله على مقام الاحسان كما قال قال عبد الاله على اعتقاد حضوره فتبوأوا في منزل الاحسان. وهذا المقام مقام الاحسان هو مذكور في قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. فالاحسان له مرتبتان الاحسان له مرتبتان. المرتبة الاولى مرتبة المشاهدة. المذكورة في ان تعبد الله كأنك تراه. والمرتبة الثانية مرتبة المراقبة وهي المذكورة في قوله فان لم تكن تراه فانه يراك. فان لم تكن تراه فانه يراك والمرتبة الاولى اعظم من الثانية. فالعبد مأمورا شرعا ان يعبد الله كأن انه يراه اي بمشاهدة اثار صفاته. اي بمشاهدة اتان صفاته. فان ذاته محجوبة عنا. وصفاته التي نصدق بها ولا نعلم. كنهها يتبنى لنا من اثارها ما لا يخفى على كل ذي عينيه. فانك اذا اردت ان تعرف رحمة الله فانظر رحمة الله بك اذا اجلسك في بيته الحرام ولم يجلس ولم يجلسك عند الحرام فان هذا مما جاهد رحمة الله عز وجل لك. واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان. لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن. فلو شاء الله كنت الان تشاهد الحرام. ولكنك الان تجلس في البيت الحرام فالله سبحانه وتعالى احاطك برحمته اذ بوأك هذا المقام الكريم فاعرف لله سبحانه وتعالى فضله فاعبده كأنك تراه. فان لم تقدر على ذلك فاعبده على انه يراك اي فلا يغيب عنه سبحانه وتعالى شيء منك فلا تظن ان الله يغفل عن ساعة ولا ان ما تخفيه عن الله سبحانه وتعالى يخفى عليه. فان سرك عنده علانية. نعم. احسن الله اليكم. هنا صاحب الخليقة في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان. صاحب الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقاني. بالله دعوات المشاهد كلها خوفا على الايمان منا نصراني. عجب القلوب عن الشر كلها قد تقربوها من سوى الرحمن. حركاتهم وهمومهم وعزومهم لله لا للخلق والشيطان. نعم الرفيق لطالب السبل التي الخيرات والاحسان. لما فرغ المصنف رحمه الله من جهة ذكر حال السعداء من السائرين الله مع ربهم سبحانه وتعالى اتباعه بذكر حالهم مع الخلق. فقال نصحوا الخليقة في رضا محمود بهم الى اخر تلك الابيات. فالابيات التي ختم بها نظمه في بيان حالهم مع الخلق. وهم ناصحون هم في رضا الله اي بما يقربهم الى الله عز وجل فهم يعلمون الخلق ويرشدونهم ويحسنون اليهم يتحملون ما يصل اليهم منهم من اذى لانهم يدينون لله بالنصيحة. امتثالا للميثاق النبوي في حديث تميم رضي الله عنه الذي اخرجه مسلم من حديث عمر ابن دينار عن عطاء ابن عن عطاء ابن يسار عن تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة. فهم يمتثلون هذا الامر الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم فيبذلون النصيحة للخلق لا يريدون منه جزاء ولا شكورا. ولا يخافون منهم ذما ولا كفورا. لانهم لا يريدون ببذل النصح الا وجه الله. فان جمع لهم اجر الدنيا مع الاخرة فرحوا. وان حبس اجرهم في الدنيا وغفر في الاخرة فرحوا لانهم يعلمون ان ما عند الله خير وابقى وان الناس لو لموك وكفروا لسانك لم ينزل غضبتك عند الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف انهم مصاحبون للخلق بجسومهم. اما ارواحهم فغير واقفة مع رسوم الخلق بل هي مشغولة بعبادة الله سبحانه وتعالى فهم يراعون حقائق الايمان شاهد الاحسان في كل حين وان بالامتثال لامر الله سبحانه وتعالى. ولا يحجبون بالخلق. فهم بالظاهر ومع الله سبحانه وتعالى بالباطن. فامرهم كما قال عزفوا القلوب عن الشواغل كلها قد فرغوا من سوى الرحمن وحالهم كما اشار اليها حركاتهم وهمومهم وعزومهم لله لا للخلق والشيطان واشار في هذا البيت الى ثلاثة مقامات قلبية. واشار في هذا البيت الى ثلاثة مقامات قلبية احدها حركة وهي الارادة المجردة. احدها الحركة وهي ارادة مجردة وثانيها العزم وهي الارادة بالجزم وتانيها الهم وهي الارادة المقترنة بالجزم. وثالثها العزم وثالثها العزم وهي الارادة المقترنة بالجزم مع تهيؤ الفعل اسباب مراد وهي الارادة المقترنة بالجزم مع تهيئ فعل اسباب مع تهيئ اسباب فعل المراد والحركة دون الهم. والهم دون العزم. الحركة دون الهم والهم دون العزم فاعلى المقامات الثلاثة هو مقام العزم. وهذه الحال التي هي عليهم في معاملة الله سبحانه وتعالى ومعاملة خلقه جعلتهم اسعد الخلق فهم الحقيقون بمرافقتهم للانتفاع بهم كما قال نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان فهم اولى الخلق في المرافقة واحسنهم مع الموافقة لانتفاع العبد بصحبتهم في الدنيا والاخرة. قال الحسن حسن البصري لان تصحب قوما يخوفونك الله حتى تلقاه امنا خير لك من ان تصحب قوما يؤمنونك حتى تلقاه خائفا. فينبغي للعبد ان يضرب امرين. فينبغي للعبد ان يطلب امرين احدهما ان يدرك هذه المقامات الكاملة من منازل السير في نفسه. ان يدرك هذه المقامات الكاملة من منازل السير في نفسه. والاخر ان يرافق اهلها. والاخر ان يرافق اهله وهم ما مجموعان في اية واحدة وهما مجموعان في اية واحدة وهي قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله كونوا مع الصادقين. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. فقوله اتقوا الله امر بانزال العبد نفسه منازل السير اليه. وقوله وكونوا مع الصادقين امر بان يرافق العبد الصادقين من خلق الله هم الصادقون من خلق الله هم الصادقون معهم الصادقون مع خلقه. هم الصادقون معهم الصادقون مع خلقهم ولا يكون هذا الا بان ينزل العبد نفسه منازل العبادة التي جعلها الله سبحانه وتعالى سبلا للوصول اليه فنسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا جميعا من عباده المخلصين. وان يتولانا بالصالحين. وان يرينا الحق حقه يرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وهذا اخر هذا الكتاب الرابع خذوا طبقة سماعه سمع علي جميع قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة غيره والقارئ يكتب بقراءته. صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد في الميعاد المذكور او في ميعاد المدقق لمحله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة بمعين معين معين باسناد المذكور في عقود الاجتهاد في اجازة وفود الحجاج والحمد لله رب العالمين واسنادي لها انشدناها بقراءة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل قال انشد المصنف باللفظ منشدناها بقراءة عبد الله بن عبد العزيز. ابن عقيل قال انشدناها المصنف بلفظ وهو شيخ شيوخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الضرب على كلمة ليلة الخميس غرة ذي الحجة. غرة ذي الحجة سنة خمس وثلاثين بعد اربع مئة والالف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة. بمدينة مكة المكرمة. واشير هنا الى او المهم احدها اننا غدا يكون هنا درس الفجر في كتاب النورين في شرف المصطفى وفضل المدينتين. وتانيها ان من اراد الحصول على الكتاب الجامعي لهذه الكتب يراجع ادارة التوجيه والارشاد الكائنة عند باب اجيال. ادارة التوجيه والارشاد الكائنة عند باب اجيال وتردها ان من كان له سؤال فانه يكتبه في ورقة ثم نجيب عنه بحسب ما يتسع من الوقت ويمكن من العلم. اما ان يكون الوقت ضيقا واما ان يكون العلم قليلا فلا نجيب عليه وما عدا ذلك فليس محلا بالسؤال. وبين يدي البداءة كقراءة هذه الاسئلة. اذكر حالا عوضا في اول هذا المجلس سمعها بعض الاقربين منه. وهو ان رجلا جاء الي فقال لي عندي سؤال. فقلت اكتبه في ورقة ثم اجيب عنه فقال ليس عندي وقت كي اكتبه في ورقة. فقلت له فانتظره حتى تجد وقته فتكتبه في ورقة وتعرفون بهذا الحال التي ينبغي ان يخاطب بها صاحب العلم الناس من اعظامه واجلاله. فاذا كان محتاجا للفقه في الدين لا يجد وقتا كي يكتب ورقة فليس حقيقة بان يجاب في الدين. فان علم الدين شريف وليس حمى المستباحة لكل ساخط ناقد يتعدى عليه بما يشاء. بل يجب على صاحب العلم ان يحفظه ويكرمه. وكان شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم ابن عبد اللطيف ابن ابراهيم رحمه الله تعالى لا يجيب احدا اذا سأل حتى يجلس. فاذا تمكن في جلوسه وجمع فكره اجاب بعد ذلك السائل عن سؤاله