عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج ميلادا للتعليم. وهدى فيه من شاء من خلقه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم اما بعد فانا من برنامج تعليم الحجاج في السنة الاولى بعد الاربعين وهو كتاب البيان المفيد لمن سبق عليه من عقائد التوحيد رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ونساء المسلمين. قال الشيخ قال الشيخ عبد الله بن سليمان بن سعود بن سعود بن رحمه الله تعالى رحمه الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم. بعد حفظ الله والثناء عليه بصفات كماله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وعلى اله. ان الله ارسل رسولنا محمد صلى الله عليه وانزل عليه الكتاب تبيانا لكل شيء. ودع الناس الى ما كتبت له من عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وتبارك جميع الرسل جاروا بذلك. كما قال تعالى دخل المصلى رحمه الله تعالى صدر كتابه بعد استفتاحه للبسملة وحمد الله الصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه. ان الله سبحانه وتعالى ارسله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. وانه دعا الناس الى ما خلقوا له فان الناس مخلوقون للعبادة. قال الله تعالى وما خلقت الجن والجن الا ليعبدون والناس في وضع الفرق العربية اسم للجن والانس جميعا. وصدق ان تكون الاية المذكورة ما اداه المصنف من كون الناس جميعا مخلوقين لعبادة الله سبحانه وتعالى. وبذلك بعث الله كما قال تعالى ابراهيم وموسى وعيسى هل اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ورأس اقامة الدين هو الاعلان بعبادة الله سبحانه وتعالى. وبالمذكورة بقوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فما من امة الا خلا فيها رسول مرسل. ونبي منبه يدعو الخلق الى عبادة الله سبحانه وتعالى. فاتفقت دعوة الانبياء جميعا على ان للخالق بعبادة الله عز وجل. واصل دعوتهم هي دعوة الخلق الى عبادة الله وحده لا شريك له وهو ثلاثة انواع توحيد الربوبية وهو الايصال بان الله هو الخالق الرزاق المدبر لجميع الامور. وهذا ما ذكرت به اهل الكفار. وتوحيد الاسماء والصفات الرب تعالى وسنن به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. هنا الاسماء الحسنى وعظمته لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان جميع الرسل دعوا الى عبادة الله بين ان الكلية التي تتناوله عبادة الله هو توحيده. فما وراء ذلك تابع له. فان الانبياء لم اقامة الصلاة. ولا الى الصيام ولا الى الحج الا على وجه تبع اصل العبادة وهو توحيد الله عز وجل لانه اذا الاصل لم تنفع سائر العبادات فان من اشرك بالله عز شيئا وصلى وحج وتصدق فذكر المصنف رحمه الله على ان يعظم دين الانبياء هو توحيد الله عز وجل. وشاهده ما في صحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء اخوة لعلامات. دينهم واحد وشرع والاخوة لعلات هم الاخوة بامهات متعددات فيكون الاب والام متعددة والاصل قوة المشتركة بين الانبياء الاضحية اصل دينهم وهو توحيد الله عز وجل. واما افراد ذلك من الشرائع فان كل نبي له في دينه شرائع كل ما شاركه غيره فيها وربما انفرد في بعثته تلك الشرائع. ومما يستفاد من هذه الجملة كطريق ان دين الانبياء واحد. فالدين الالهي الذي يشار اليه بالسماوي دين واحد من الغرض الجاري على الالسنة قولهم الاديان السماوية. فالجمع للاديان السماوية لا يصح انتهاء التعدد فقوله صلى الله عليه وسلم دينكم واحد اعلام بان الانبياء كافة يجمعون دين واحد هو الدين الالهي السماوي وهو توحيد الله عز وجل. ثم يكون بينهم تباين وخلاف فيما يجري من الشرائع على ما تقدم. وهذا الذي اتفقوا عليه قاطبة من اصل الدين هو المسمى بتوحيد الله عز وجل. وتوحيد الله عز وجل وشير اليه في هذا اللفظ بالقرآن السنة فاما في القرآن فقول الله تعالى قل هو الله احد وحلف المتعلق يفيد العموم فهو احد في كل ما يستحق فيه الوحدانية. فهو احد في ذاته واحد افعاله واحد باسمائه واحد من صفاته واحد في عبادته. والجامع بهذه الاحاديث هو المعبر عنه بالمصدر التوحيد. واما السنة فما في الصحيح في حديث جابر رضي الله عنهما ان النبي انه قال لما ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم فلبى بالتوحيد يعني قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الى ثمانين في الفاظ اخرى في الصحيح فيها التعبير عن هذه الحقيقة بالتوحيد. وما وقعت في كلام بعض الائمة السنة متقدمين من انشاء هذا فانهم لم يريدوا اللغو كالبهني وغيره وانما ارادوا حقيقة باطلة الدعاء تنسب اليه كما ادعته المعتزلة فيما يقولون به من التوحيد وهو انكار صفة فانهم يسمون هذا توحيدا فما وقع في كلام ائمة السلف بذلك الزمن من انكار التوحيد لا يريد اللفظة وانما يريدون الحقيقة التي صلح عليها عند المتكلمين في ذلك الزمان وهي تسمية وامكانها توحيدا والا فلفظ مفهوم ثابت بدلائل القرآن والسنة على المعنى تفضل شرعه والتوحيد شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو اخراج الله بحقه والاخر خاص وهو اخراج الله بالعبادة. فبالمعنى الاول يتناول كل ما لله من حق والله عز وجل له حقان. احدهما حق في المعرفة والاثبات تنطوي فيه الربوبية والاسماء والصفات. والاخر حق بالفصل والارادة والطلب. ينطوي فيه اخراجه عز وجل بالاله والعبادة. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان التوحيد ثلاثة وانواعه ودليل هذه الفتنة هو استقراء دلائل القرآن والسنة. فان تصفح افراد الخطاب الشرعي الفزع. فتنة التوحيد الى هذه الانواع الثلاثة. وقسم التوحيد اليها قديم في كلام الاوائل. كابي حاتم الشبان في صدر نزهة الفصلاء عن عبدالله ابن منجة في كتاب التوحيد. وابي جعفر المجارية في تفسيره. في اخرين من السلف والخلف ذكروا هذه القسمة. وهذه الانواع الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية توحيد الاسماء والصفات هي انواع التوحيد باعتبار ما فيجب لله انواع التوحيد باعتبار ما يجب لله واما انواع لا ما يجب على العبد فنوعان احدهما توحيد في المعرفة والاثبات والاخر توحيد بالارادة والقصد والطلب. فتكون القسمة مختلفة عن الخطبة الثنائية. فتكون القسمة الثلاثية مختلفة مع القسمة كيف تكون مختلفة نعم صحيح الاسماء والصفات تكون المعرفة والاثبات والجنائية تكون ائتلافها بان يقال هو اختلاف عبارات باختلاف هو اختلاف عبارات لاختلاف الاعتبارات. فالقسمة الثلاثية متعلقها النظر الى ماشي. الى ما يجب لله سبحانه وتعالى. والقسمة الثنائية متعلقها ما يجب على العدل نفسه فتكون القسمتان مختلفتان مختلفتان ما الجواب؟ مختلفتان متفقتان ان كل واحد منهما يدل على الاخر وما وقع في كلام بعض المتأخرين من ان اهل السنة اختلفوا في قسمة التوبة على مذهبين قول ضعيف. بل هذا اختلاف تنوع موجبه اختلاف الاعتماد قسمة التوحيد خاصة باعتبار النظر الى ما يجب لله وتارة الاخوة في النظر الى ما يجب على العبد وذكر المصنف رحمه الله تعالى القسمة الثنائية التي مردتها الى فيجب لله سبحانه وتعالى. فاولها توحيد الربوبية. وثانيها توحيد الاسماء والصفات. وتاركها النية والعبادة. فذكر المصنف في هذه الجملة اثنين من الثلاثة. فالاول هو توجيه الربوبية وذكر انهم اقراروا بان الله هو الصادق الرازق المدبر لجميع الامور. والمذكور ها هنا بعض حقيقة توحيد الربوبية الا ان كثيرا من المتكلمين بالتوحيد يقع ينتصرون غالبا على اجل مشاهد الربوبية وهي الخلق والملة فان هذه الثلاثة هي افعال الربوبية. واما بالنظر الى السمط الجامع لحقيقة توحيد الربوبية فان توحيده شرعا وافراد الله عباده وافعاله. هو افراد الله وافعاله. واختصار جماعة على جعل توحيد الربوبية هو افراد الله بافعاله غفلة عن الثواب الذاتي. لان الافراد الذات لا يتعلق بتوحيد الاسماء والصفات ولا بالتوحيد الالهية اما عدم تعلقه بتوحيد الاسماء والصفات فذلك ان الاسماء والصفات دالة على الدالة لان فان لله سبحانه وتعالى اسماء تدل على صفات تبين كمال الذات. واما عدم دلالته عدم دلالة التوحيد الالهية على الذات لانه تعلق توحيد الاسلامية هو افعال العباد للرب سبحانه وتعالى فلا بد من ذكر افراد الله بذاته وافعاله في توحيد الربوبية. ثم قال المصنف وهذا اقر به طالب الكفار فجمهور الكفار على الاقرار بتوحيد الربوبية كقرارات اجمالية لا يساوي اقرار الموحدين باقرار المشركين لا يكون بمنزلة اقرار الموحدين ولكن يوجد وعندهم عصر الاحتراف ولهذا نسب اليهم. والنسبة اليهم اغلبية. بوجود طغاة منهم ينكرون توحيد الربوبية ظلما وعلوا. ثم ذكر الثاني وهو توحيد الاسماء والصفات. وذكر انه اثبات ما الرب تعالى وسمى به نفسه بكتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات انجازا يليق بجلاله الى اخره. وهذه الجملة معربة عما يجب في توحيد الاسماء اما حقيقته فتوحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى هو اخراج الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى كيفية هذا الاصرار هي المذكورة في كلام المصنف باثبات ما اثبته الله عز وجل لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم الى اخره. فان قال القائل فاين الدليل على والصفات من القرآن والسنة. فما الجواب؟ تأمل اسماء قول الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى تدعو بها. واما دليل الصفات واما دليل الصفات فقوله تعالى ونهائي المثل الاعلى. قال ابن عباس الوصف الاعلى واختاره ابو عبد الله ابن جرير. وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في قصة رجل الذي كان يقرأ السورة الاخلاص عقب كل شرف يقرأ بها المريضة لما سئل عنها قال انها صفة الرحمن فسماها صفة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك على اثبات هذه المقدمة. وهي ان الله تعالى موصوف بصفاته يتنزلون عن صفات النفس. فمنهم من ظن ان نسأل الله تعالى الله تعالى لنفسه وعطل اسماءه وصفاته وارشد فيها قلبه الكتاب والسنة تعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات العلى لما توحيد الله باسمائه لان ذلك يتضمن اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ذاتا يليق بجلاله وعظمته ويختص به ذكر ان جميع اصحاب المقالات الى الفرق الاسلامية متفقون على اثبات هذه المقدمة بما يتعلق بالصفات الالهية وهي ان الله تعالى الا موثوقون لصفات موصوفون لصفات الحماية. ونزهوا من عاصفات النقص فلا يختلف المسلمون بان الله عز وجل له الكمال. وانه منزه عن النقص. الا انهم يختلفون كيفية اثبات ما له من الكمال ودرء ما ينسب اليه من النقص. فاختلفوا في تلك الليلة على فرائض والسعيد منهم من تمسك بالطريقة السنية والمسلك السني باتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلف الامة وائمتها فانها من الفرق من غلا في الاثبات حتى الله تعالى عما يقولون جسما ومنهم من غلى التي حتى سير الله سبحانه وتعالى عدم واما الموحد الصادق في اتباع جاء في كتابه وسنتي في هذا الباب فانه يعبد واحدا صمدا. قال بعض الائمة المعطل ليعبدوا عدم والمجسم يعبد صنما. والموحد يعبد الها صمدا. فان من ينفي عن الله عز وجل كمالته يجعله يجعله كالعدل. ومن يبالغ الاثبات يجعله في الصنم. واما المؤمن الموحد فانه يعبد ربا واحدا صمدا له جميع الجمالات اللائقة لجلاله سبحانه وتعالى. وهؤلاء المهديون الى هذا المهدي السارقون هذه هم اهل السنة والجماعة الذين صاروا بذلك وسطا الامة وانما ان الامة وسط بين سائر الامم. فالواجب على العبد ان يثبت ما اثبته الله ولنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. ويجد علم ما خفي عليه الى الله عز وجل وهذا المصنف في قومه وامراره هكذا جاءت. اي اثبات معانيها ورد الحقائق الى الله عز وجل. الامراء يتضمن امرين احدهما اثبات ما اثبته الله عز وجل بنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. والاخر رد حقائق تلك الاسماء والصفات الى الله عز وجل بخفاء علمها عنا. فكما اننا نمسك عن القول في الذات تفصيلا فاننا نمسك عن حقائق الصفات تفصيلا. فعلمنا بالذات فكذلك علمنا بحقائق الصفات محجوب عنا. وانما يتجلى لنا منها ما بالوضع العربي. والوضع العربي يتقاضى اثبات تلك المعاني على الحقيقة وقد نقل ابو عمر ابن عبدالبر المالكي المتوفى بقرن الرابع اجماع سلف الامة على ان صفات الله عز وجل ثابتة له على الحقيقة لا المجاز. في كتاب والمراد بالحقيقة لا تعرفه العرب في كلامهم. لان الحقيقة المرادة هنا هي الحقيقة اللغوية وهذا اجماع عتيقة قبل تأخر الجماعة من الامة من الائمة بنصرة التوحيد في هذا الباب حتى توهم فبعض الناس ان هذه الاقوال لم يقل بها الا فلان وفلان من المتأخرين وهي العقائد الاسلامية التي جاءت الكتاب والسنة وتواطأ عليها السلف الأمة وكان عليها العلماء الأئمة من كل مذهب من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة فلا تختصوا بمذهب من المذاهب. نعم. ومن ذلك الايمان بلا في كتابه وتواكب عن رسوله صلى الله عليه وسلم. واجمع عليه ساق الامة من ان الله فوق سماواته على عرشه وهو سبحانه معه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من جملة ما يندرج الايمان بمن اخبر به تعالى في كتابه وتواتر عن رسول صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة من ان الله فوق سماواته على عرشه على خلقه وهو سبحانه معه اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. فجمعت هذه الجملة لامرين عظيمين احدهما الايمان بعلو الله. والاخر الايمان بمعية ما هو سبحانه وتعالى عال على خلقه مستوي على عرشه وهو سبحانه وتعالى معهم بعلمه. محيط بهم احاطة تامة. فلا يخرج عن علمه شيء ثم هم عليه وقد ذكر ابو عبدالله ابن القيم في اجتماع البيوت الاسلامية ان الادلة على علو عز وجل فوق الف دليل. وهذا امر ظاهر فان النفوس ضرورة للتوجه الى جهة العلو. وان وجدان هذه الضرورة من ادلة الفطرة النفسانية التي لا يمكن ذبحها. وقد قال ابو العلاء الهمزاني باب الجويني كما كان على مذهبه القديم قبل تصحيح كتاب الانشاد. قال دعني من الجوهر فاخبرني عما يجده الداعي في نفسه من التوجه الى العلو اذا دعاه فضرب برأسه وقال حيرني همداني حيرني الهمدان. فإن اول الفطرة لا يمكن رده وهذه المسألة وهي مسألة قلوب الله عز وجل من ابين مسائل الصفات في القرآن والسنة فنؤمن بها مصدقين ولا نتكلم فيها متأولين بالنظر الى حقيقتها فعلمها. كما ان ذاته خافية عنا. والى ذلك اشار ابن عزوز وما نقول في صفات قدسه او عن الذين نقوله في نفسه فان يقل جميعهم بما استوى فقل له كيف هو؟ اي كيف ذاته؟ فانه يمتنع الجواب عن الذات فكما يمتنع الجواب عن كيفية الذات يمتنع القول في كيفية الصفات ومن قلب الانسان وعمل القلب واللسان والجهارح. وان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ومع ذلك ولا معتزلة او المؤمن كما يكون من بعد اهل السنة. ذكر ان الشيخ رحمه الله تعالى في هذه الجملة ان مما يعتقد وادين الله به وبحسب ما استجعلته الادلة ان الدين والايمان قول وعمل. والسلف مجمعون الشافعي وغيره فهم مجمعون على ان الايمان قول وعمل ثم تفصيل هذه الجملة لاهل السنة فيه مسالك متفقة والى اختلفت العبارات ومن تلك العبارات ما ذكره المصنف في قوله قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح الايمان بحسب ما اداه المصنف ترجع حقيقته الى خمسة اصول. احدهم قول القلب. ثانيها قول لساني. وثالثها ورابعها عمل اللسان. وخامسها عمل الجوارح فاما الاول وهو قول القلب فالمراد به اعتقاده واقراره. فمثلا اعتقاد القلب ان الله في السماء يسمى قولا للخلق والثاني وهو قول اللسان هو نطقه بالشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله. واما ثالثها وهو عمل القلب فهو حركاته فان عمل القلب يقترب بحركة تتوجه الى مراد ما فاذا قيل مثلا ان من عمل القلب الخوف من الله عز وجل. فليس المراد بالخوف ما يراد في قول الخلق. وانما المراد بالخوف هنا معنى وهو فراق قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا. فرار قلب العبد الى الله ذعرا وفزعا. فقول ظن مباين لعمله. لان القول اعتقاد واقرار مجرد. فيجتمع القلب على اثبات معنى ما او نفيه. فان القلب على اثبات معلم ما او نفيه. واما عمل القلب فهو حركات وتوجهاته ايراداته التي تكون متجهة نحو مراد ما بحسب الاعمال الغربية كالخوف والمحبة والتوكل والانابة والتوبة والخشوع والخشية. وانما من توهم ان قول القلب هو عمله وان عمله هو قلبه لخفاء معاني الاعمال القلبية عنه وهذا باب الجهل فيه كثير حتى عند طلاب العلم. فتجد احدهم لا يميزه بين الخوف والخشوع والخشية والمودة. والانابة مع كونها ترجع الى اصل واحد. ويقع اختلاف بحسب ما بها من المعاني. واما رابعها وهو قول اللسان وهو عمل اللسان فهو ما لا يؤدى الا به. فهو ما لا تؤدى الا به ذكره ابو العباس ابن تيمية محافظ الحكم من معالمه مثل ايش ايش؟ يقول الاخ لا اله الا الله ما تقولون ما تقولون بقوله قل لا اله الا الله. هل تقدمت عينه لقول النساء واما عمل اللسان فهو ما لا يؤدى الى به كقراءة القرآن وذكر الله وتسبيحه. فهذه اعمال لا تؤدى الا به والفرق بينها وبين القول القلب وان اشترك في كون حدوثهما لللسان ان القول القلبي يختص بالشهادة. والعمل ما زاد عنها. ان القول اللسانية ان القول الانساني يختص بالشهادة والعمل اللسانية ما زاد عنها. واما خامسها وهو عمل الجوارح فالمراد بها اركان الإنسان التي يعمل بها كيديه وغيرها. سميت لان الانسان بها يعني يكتسب بها. لان الانسان يجترح بها يبتسم بها ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في الايمان ان الايمان يزيد وينقص وزيادته للطاعة ونقصه بالمعصية. فاذا اطاع الانسان ربه وامتثل امره زاد ايمانه واستولى عليه الشيطان فاطاعه نقص ايمانه وقد ذكر رواه البخاري رحمه الله تعالى انه كتب على الرجال كلهم يقول الايمان بقوم وعمل يزيده وينقص ثم قال ومع ذلك لا يكفر اهل القبلة بمجرد المعاصي. والمعاصي اسم للذنوب التي تقع دون الكفر. خصها الاستيلاء العقدي عند اهل السنة بهذا المعنى. والا فاصل المعصية كل مخالفة لامر الله الكفر لكن اصطلح عند علماء اهل السنة عند ذكر المعاصي في هذا الباب ارادتهم بها ما دون الكفر والشرك. فلا يكفرون احدا بمجرد وقوع المعصية منه ولو كانت كبيرة فالكبائر لا يذكر بها من اصابها من اهل الاسلام. ثم قال ولا تسلب الفاسق النية اسم الايمان بالكلية. اي لا نخرجه من اسم الايمان. فاستلف اخراج من اسم الايمان. والفاسق هو فاعل كبيرة. اختصاص الفسوق شرعا لا قال الله تعالى وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. فذكر في هذه الاية اصول الذنوب فاولها الذنوب المكفرة. وهي المذكورة في قوله تعالى الكفر والثاني الذنوب المفسرة وهي الكبائر المذكورة في قوله تعالى الفسوق. والثالث الذنوب التي لا يكفر بها الانسان ولا ولا في قوله تعالى والعصيان هو المسلم الذي ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب. فنسب الى الفسق باعتباره ما اصابه ونسب الى الملة باعتبار كونه باقيا على اصل الملة وهي ملة الاسلام فلا يسلبون عنه اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار فلا يحكمون عليه بانه باقي ابد الاماني في النار كما يقوله المعتزلة. ولا نكفره في الكبائر كما قاله الخوارج. وهاتان اجتمعت في شيء وافترقتا في اخر فيما يتعلق اما ما اجتمع فيه فانهم يقولون ان الفاسق المني المرتكب للكبيرة هو في الاخرة خالق مخلد في نار جهنم. واما ما يختلفون فيه فهو قولهم فيه الدنيا فان الخوارج تجعله كافرا كفرا اكبر يخرج به من دائرة لا واما المعتزلة فانهم يخرجونه من دائرة الاسلام ولا يدخلونه في دائرة الكفر فاين يذهب؟ فيذهب عنده واقفا بين المنزلتين وهي التي اصطلحوا عليها باسم المنزلة بين المنزلتين فهو خارج عن دائرة الاسلام لكنه غير الدائرة الاولى. فليس مسلما وليس كافرا. وكلا ان تذهبان مذهب رديء مبال لما في القرآن والسنة. وطريقة اهل السنة والجماعة هي التي ذكرها المصنف بقوله. ونقول هو مؤمن وبايمانه فاسق بكبيرته. او مؤمن ناقص الايمان. والجنس بنقصان ايمانه باصابته الكبيرة لقطعه لان المعاصي تنقص الايمان. فاذا كانت كبيرة كان اشد انقاصه او مسلم وليس بمؤمن فيثبتون له اصل الاسلام ويمحون عنه كمالا عنده حسن الكمال بكونه مؤمنا. لان مراتب عباد الله ثلاثة. ثلاث الاولى مرتبة المسلم. والثانية مرتبة المؤمن والثالثة مرتبة المحسن فهم يجعلونه في ادنى المراتب فيقولون مسلم وليس بمؤمنين. فكل هذه الالفاظ المذكورة مما يعبر به اهل السنة والجماعة عن من اصاب كبيرة وهم يتفقون في الحقيقة التي تؤول اليها هذه الالفاظ فهو عندهم مسلم لم يخرج من الاسلام مهما بلغت كبيرته لان الكتاب لا يخرج به العبد من الاسلام. نعم. النهي عن المنكر على الشريعة كما صحت ذلك الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونعتقد اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد وندين بالسمع والطاعة لهم في خير في غير المعصية. عدد اوجاد واقاموا الصلاة عامة ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ان باعتقاد اهل السنة والجماعة انهم يعتقدون وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن اصولهم العظيمة القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهم اولى الناس بالانتهاض به والذود عنه والقيام بهذا المقام حقه. وهو من جملة عقائدهم من وجود المخالف فيه من المعتزلة. فان المعتزلة يرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنهم يجعلونه محصورا في السيف اي في الخروج على ائمة المسلمين اذا ظلموا وجاروا فلما كان ذلك من عقائدهم صار شعار المخالفة لهم ان اهل السنة والجماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن بالهول عن المنكر لكنهم لا يقومون بهذه الفريضة وفق ما تدعو اليه الاهواء او تتطلبه الاراء وانما كما قال المصنف على ما جاءت به الشريعة. كما صحت بذلك الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وهو معنى قول ابي العباس ابن تيمية الحديث الواسطية على ما توجبه الشريعة اي على المبين المأمور به في الشريعة. والناس اليوم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث فوائد والطائفة الاولى تنهض للقيام به. فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر الا انها لا تقيمه وفق ما تجيبه الشريعة. بل وفق ما توجبه الاراء والاهواء وما تستدعيه المصالح والمقاصد مما يسمى بالمواقف طائفة الثانية طائفة اخلدت الى الارض. واهملت القيامة بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا ترى في جمعهم به قائما ولا ترى من بينهم من هو بحقه والطائفة الثالثة طائفة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وفق ما امر الله عز وجل به وهم لا يرون لانفسهم حظا ولا يلتمسون لذواتهم مقاما وانما ينجون الامر بالمعروف اقامته وبالنهي عن المنكر هدمه. ولا يأكلون جهدا في ذلك نصحا للمسلمين من والمحكومين فهم يجعلون الشرع حاكما عليه ولا يجعلون انفسهم حكاما على الشرع ومما بلي به المسلمون في كثير من البلدان انهم يظهرون الغضبة الدينية والحماسة الاسلامية في ثوب ينسب الى الشريعة والشريعة منه براءة. فمن اراد ان يغضب لله فليغضب لله بما يريد الله. اما من يغضب لله بما لا يريده الله فهذا جامع بين الحق والباطل والضرب والحوت. ومثل ذلك لا ينفخ عن الاصول الشرعية. وانما الذي يعتز به شرعا ان يقوم الانسان بالغضب لله امرا بالمعروف والنهي عن المنكر ونهيا عن المنكر بما اذنت به الشريعة وانجبته. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من جملة اعتقادهم اقامة الحج والجهاد والجمع والاعياد. وهي المواضع المشهودة التي يجتمع بها الناس ولهذا خصت بالذكر لا تخصيصا لها بل لانها من اجمل المقامات التي يقع فيها والاجتماع العام يفتقر الى امام يختم به ولذلك قال ويعتقد اقامة الحج والجهاد والجمعة مع الامراء اي الذين يتولون تدمير امور المسلمين اي الذين يتولون الاكاديمية امور المسلمين بالحكم. فهؤلاء هم الامراء. سواء سموا امراء او وملوكا او او رؤساء او شياطينا فان هذا الاسم يجمعهم جميعا فهو مردود الى اصل التأمل وهو التحكم فهو بالناس بما تبدله مما يراه مما يوافق الشرع او لا هل يوفقه لكنه يسمى اميرا بهذا الاعتذار؟ ومن لصائف الاشتقاقات ان كان عبد الخالق الزجاجي كما في تاج العروس لما سمي الرئيس رئيسا فقال لانه يأخذ برؤوس الخوف يعني يأخذ برؤوس القوم يعني ان الناس يذعنون به فهو يأخذ بالرأس فيذعن هو انقاذنا له تسليما له بالولاية والتدبير. ثم قال ابرارا كانوا او فجارا فليس من شرط المتولي ان يكون برا وانما هذا هو كمال المطلوب شرعا فان كان تاجرا صحت ولايته مع ما يلحقه من النقص في نفسه فيما تولاه من امر المسلمين. وذلك اعظم عليه بالوزر. واشد عليه في الذنب لان من تولى من المسلمين شيئا وجب عليه ان يقوم عليهم كما كان يقوم النبي صلى الله عليه وسلم لان النيابة النبي صلى الله عليه وسلم لا وراثته لان نيابة النبي صلى الله عليه وسلم تقع في مواقع عدة منها نيابته في الولاية العظمى ومنها ولاية نيابته في الصلاة العامة ومنها نيابة الافتاء ومنها نيابتهم في القضاء ومنها نيابتهم في التعليم. كما هو مبين في موضعه من مطولات الاصول بافعال الرسول صلى الله عليه وسلم فالمتولي تدبير امر المسلمين بالحكم من من الامراء له حظ من النيابة متعلقة بالحكم. فيجب عليه ان يكون مكملا نفسه مقضيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حكمه. ثم قال وندين بالسمع والطاعة لهم بغير المعصية. فمن دين اهل السنة والجماعة انهم يسمعون ويطيعون لامرائهم ابرارا كانوا وفجارا. وتقدم ان السمع هو ايش؟ القبول وان الطاعة هي الامتثال فهم يسمعون لهم ويطيعون في غير المعصية. اذ لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق فاذا امروا من معصيته فانهم لا يطاعون لمعصية الله سبحانه وتعالى الحرية نبه المصنف رحمه الله تعالى على من ينبغي معاملته بها قائلا عدم او جار اي اقاموا العدل فينا او جاروا وظلموا ما اقاموا الصلاة اي ما بقي عليهم الاسلام وانما اقتصر على ذكر الصلاة لانها شعار الاسلام الاعظم. وفي حديث عبادة رضي الله عنه عندما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم بما يكون؟ قال افلا نقاتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ما صلوا. والمراد ما بقي عليهم اسم الاسلام. وشعار الاسلام الاعظم بالاعمال ظاهرة هو الصلاة. وهذه الكلية المذكورة. لم تدرج الى عقيدة اهل السنة والجماعة بالايحاءات السياسية او المصالح الشخصية او المكاسب المشتركة او المطالب المنتظرة وانما درجت الى عقائدهم عبادة واخلاصا لله واتباعا لرسوله صلى الله عليه فهم لا يريدون من الحكام شيئا ولا يلتمسون منه قليلا ولا كثيرا. وود احدهم انه يعيش يعلم الناس دين الله ولم يدخل على احدهم ولا رأى وجهه. وانما يريد ان يقيم امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وتدبير الولاية لا ينظر فيه الى حفظ السلاطين. وانما ينظر فيه الى حفظ المسلمين فان اقامة هذه الاصول الشرعية يرقب فيها حظ الجماعة المسلمة في اموالهم ودمائهم واعراضهم ولذلك قال المصنف بعده واحسن ونحافظ على الجماعة فان من اصول المحافظة على الجماعة اقامة امر الامام لانه اذا اختل امر الامامة اختل امر الجماعة. وقل ان تنتظر جماعة من لا اله ينبغي ان يعلم المسلم ان اعظام هذا الاصل هو اتباع لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وهو اصل شرعي لا يتغير بتغير المتولين وتنوع الحاكمين واختلاف مدارسهم ومآربهم ومقاصدهم وطرائقهم فان الله سبحانه وتعالى امرنا بهم بامر هو خير لنا وخير لهم لا يراد به خيرية تتحقق بها مصالح شخصية او مكاتب مشتركة او كعكة كلا وانما المقصود خيرية تتعلق بجماعة المسلمين كلها. ولذلك فان الصادقين من اهل العلم والايمان انما ينظرون في مثل هذه المسائل الى امر الله عز وجل وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهم يتكلمون فيها بما امر به الشرع. قضي حاكما او غضب. ورضي المحكوم او غضب. لانهم لا هل يريدون من الخلق شيئا وانما يبينون الحق فمن اراده واجاب اليه حاكما ومحكوما؟ فذلك ضاية هنا ومن اعرض عنه من حاكم او محكوم فلنفسه الهوان ارتضى فان لم يعادله في الدنيا فانه يعاجله في الاخرة جزاء وفاقا ثم قال المصنف مبالغا في بيان هذا العصر وبيان الحامل عليه وندين الله للائمة خاصة وللأمة عامة. فمن طريقة اهل السنة والجماعة انهم يدينون بالنصيحة. ولهذا ذكر جماعة منهم في عقائدهم ومنهم شيخ شيوخنا ابن شعريا في عقيدته الوجيزة هو منهم شيخ شيوخنا ابن بريدة رحمه الله على في هذه العقيدة فمن شعار اهل السنة والجماعة انهم ينصحون كما قال ابو العباس ابن تيمية واهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق. ومراده برحمة الخلق بذل النصح لهم فهم ينصحون للخلق. لا يريدون بذلك تكبير الثواني ولا لم اطراف الجمع ولا الرئاسة والجاه وانما يريدون الوفاء بالميثاق النبوي الذي عهد النبي صلى الله عليه وسلم به اليهم. فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث عن ابن دينار عن ليزيد عن سمير الداري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال لله. ولرسوله لله وللاسلام ولرسوله وللائمة المسلمين وعامتهم. ثم قال ونبرأ الى الله من طريق الخوارج الذين يرون الخروج على الائمة بمجرد الجور او المعصية. لاننا امرنا بان نسمع ونطيع مع الجوف وليس كل من يتولى امر المسلمين يكون عادلا بل لو اراد العادل ان يحملهم على العدل لا هلك وفي اخبار عمر ابن عبد العزيز ان ابنه عبد الملك وكان صالحا قال يا ابتي لم تحمل لما لا تحمل الناس على الامر كله فاني لا ابالي لو غليت بي وبك القبور. يعني لا يهمني لو انني واياك في سبيل هذا ختمنا وبلغ من سوء القتلة ان نغلى في الماء الحار في القدور. فقال يا بني اني اخاف ان حملتهم على الامر كله ان يرزقوا كلهم. اني اخاف ان حملتهم على الامر كله ان يرجوهم كلهم. فاذا كان مثل الخليفة العادل يتخوف هذا في زمانه الظن بغيره مما ممن لا يبلغ عشر محشار ما كان عليه رحمه الله تعالى من الديانة والعدل وكما سبق فان الخير على هذه الجادة المباينة لطريقة الخوارج والمعتزلة يراد منها حفظ جماعة مسلمين. واما دعاة القروج على ولاة كلماتهم او غمزاتهم او تغريداتهم او حركاتهم او غير ذلك فهؤلاء مباينون لطريقة اهل السنة والجماعة. وهؤلاء غالبا يريدون دون حظوظ انفسهم فاذا وصلوا الى هذا تغير ذلك. وهذا حال معروفة في كثير من البلاد الاسلامية ولا ادل على ذلك من ان جميع العروش التي تهاوت قريبا انما قامت على طريق الجماهير وسقطت على طريق الجماهير وستقوم عروش على صريخ الجماهير وتسقط ايضا على طريق الجماهير. لان ما لم يقم لله يسقط سريعا يسقط سريعا. ففي القرن الماضي صاح الناس في بنغازي وطرابلس. ابليس ولا ابليس فسلط عليهم الله عز وجل ابليس من الابالسة. ولا ينتظر الا ان يحكم الناس شرع الله عز وجل. ويعود الى دينه الله عز وجل ان تحكمهم الملائكة الطاهرة كلا وانما سيقبض الله عز وجل لهم ما يذيقهم ما يصلح لهم فان تابوا وتابوا ورشدوا وتابوا الى عقولهم هيأ الله عز وجل لهم ان يتولاهم بالعدل والخير وان بقوا على ما هم عليه ورضوا بالقوانين الطاغوتية الوضعية من الديمقراطية والعدالة والحرية والتنمية والمساواة وغير ذلك من البالونات الاعلامية فانهم لن يحصدوا الا العصا. وهذا شيء لا نقوله استشرافا للمستقبل وانما اقتباتا للحقائق الشرعية مما جاء في الكتاب والسنة. ولن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها فاذا اراد الناس ان يروا العدل بينهم منشورا. والحق فيهم مذكورا. فان كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم فليأخذوا بها فسيرفعهم الله عز وجل بها وسينصرهم على عدوهم وسيخرجهم من الذلة الى القوة من الذلة الى الكرامة ومن الضعف الى القوة ومن جميع شروط الردى الى الوان من الكمال تخطر على بالهم لكن ذلك مشروط بان يتبعوا ما في القرآن والسنة فهذا دين الله الذي لا يتبدل وحكمه الذي لا يتحول وهو حقائق مشهودة لمن قرأ التاريخ. وقد احسن شاعر مصر اذ قال اقرأ التاريخ اذ فيه العبر ظل قوام الناس يدعون الخبر. نعم. العبادة وهو مقتضى الشهادات ان لا اله الا الله وان لا اله الا الله بالعبادة والكفر بما يعبد سواه. وهذا هو المعنى النفي والاثبات في اي كلمة وهو الذيار قريش لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى قول لا اله الا الله. كما قال تعالى فجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. وقال تعالى ان الرجال اذا قيل لهم لا اله الا الله يستغفرون ويقولون ائمة السؤال لفتنا لشاعر مجنون فعرفوا اننا ان الله تقتضي ترك كل معبود من دون الله. وهذا الذي دلت عليه لا اله الا الله من اخلاص العبادة لله وحده عبادة ما صراطك الا من كان هو حقيقة التوحيد التي دعت به جميع الرسل. وهو حق على جميع عباده كما قال النبي صلى الله عليه في الحديث الصحيح فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا تشركوا به شيئا. وهو في الصحيحين. والعبادة اسمى جامع الله تعالى ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة كالحب والدعاء والفرح والرجاء والتنقل وغير ذلك من انواع العبادة التي الاخلاص لله تعالى وتخصيصه بما دون ما سواه. فمن ترك شيئا لغيره سواء كان ملكا او نبيا او نبيا او نية قد عدده بجاره وجعله شريكا لله في عبادته. كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم اقسم بالله وقال عند المشركين انهم يقتلونهم في النار والرزق والتدبير وانما سموهم به في الحب والتعظيم وهذا هو حقيقة الشرك وكذلك من دعا غير الله دعاء عبادة او دعاء استعانة في شدة او رخاء فقد عبثه بذلك وجعله شريكا لله في عبادته فان الدعاء هو العبادة وسواء دعاة على دفع الضر اي دعاة تقييدا لابائه واسلافه الميتات في كتاب الله تعالى كثيرة جدا. مما قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت من الظالمين. وقال تعالى ومن يدعو مع الله الى من فانما عند ربي ان لا يشرك الذاكرون. هذا نص في كل داعي غير الله. وقوله تعالى وقوله تعالى والذين تدعون ان تدعون لا يسمعوا دعاءكم لو لم سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشيءكم ولا تنبهك مثل خبير. فهذا وصف شريف امن دعاء غير الله شيء وقال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. يعني ذلك من الايات الدالة على هذا المعنى. نعم كما اختار المصنف رحمه الله تعالى من الاستقرار الذي سبق بعد ذكره نوعية التوحيد الاولين رجع الى النوع الثاني المهتم بالقسمة الثلاثية للتوحيد فقال ثابت توحيد العبادة هو المسمى بتوحيد الالهية. وحقيقته افراد الله بالعبادة. وحقيقته افراد الله بالعبادة. واضح؟ واضح من غير واضح؟ واضح. طيب. ماذا فيما يذكر من ان توحيد الالهية هو افراد الله بافعال العبادة يعني ليس نفس الشيء. يقول الاخ يقول منبها انه لابد من زيادة قيد المتقرب بها الى الله. والذي دعا الى هذا القيد ان افعال العباد لا تنحصر في القرى. لان من افعال الاكل والشرب والنوم ولا تعلق لها بتوحيد العبادة. فاذا قيل توحيد العبادة هو افراد الله بافعال العباد المتفرد بها كان تخصيصا لتلك افعال هذا تقييدا بالنسبة لافعاله لاخراجها من اطلاقها. وجعلها مقيدة بالافعال المتفرد بها ومن قواعد الحدود اجتناب التضليل من قواعد الحدود اجتناب التطوير السيوطية في تدريب الراوي كذلك اشرت ببيت اصلحت به بيتا في السنة المنورة. فقلت وعنده من جملة المردود الطول والاحكام الحدود وعندهم من جملة المردود الطول والاحكام من حدود فيقال اختصارا توحيد الالهية وافراد الله بالعبادة. ثم قال المصنف وهو يعني توحيد العبادة مقتضى شهادة ان لا اله الا الله وبين وجه اقتضائه بقوله فان لا اله الا الله تأخذ هذه افراد الله بالعبادة والكفر بما يعبد سواه. وهذا هو معنى النفي والاثبات في هذه الكلمة. فهذه الجملة لا اله الا الله مركبة بين لك من نفي واباده. فاما النفي فهو في قوله في اولها لا اله واما الاثبات فقوله في اخرها الا الله. والنفي المراد فيها هو نفي جميع ما يعبد من دون الله. والاثبات المراد فيها هو اثبات العبادة لله هذه وحده لا شريك له. ثم بين رحمه الله تعالى ان هذا النفي والاثبات هو الذي فهمه قريش لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ان قول لا اله الا الله فقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب حتى قال فعرفوا ان لا اله ان لا اله الا الله وتقضي تركها كل معبود من دون الله ولا يجوز هذا وفق اعتقادنا وهم يثبتون العبادة لله ويثبتونها لغير الله. فكانوا يقولون في تربيتهم صحيح لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهم وجود شريك لله سبحانه وتعالى. فيمتنع عندهم الكفر بما سواه من الالهة. ثم قال هذا الذي دلت عليه لا اله الا الله من اخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه الا من كان هو حقيقة التوحيد الذي دعت اليه الابواب فان الرسل جميعا جاؤوا بدعوة الامم الى توحيد كما قال تعالى ولقد جعلنا لكل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهذا هو توحيد العبادة. ثم قال وهو يعني توحيد عبادة حق الله على جميع عباده كما في الصحيحين في حديث معاذ ابن جبل من رواية انس عنهم وفيه فان حق الله على العباد ان يعبدوه. ولا يشركوا به شيئا ففيه فان حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقة العبادة الشرعية فقال العبادة اسم جامع لما يحبه الله تعالى ويرضاه الى اخره. وهذا هو نص كلام ابي العباس الحبيب في رسالة العبودية. وهو تعريف للعبودية للعبادة باعتبار المفعول وهو تعريف للعبادة باعتبار المفعول الذي يكون فيها. ولذلك قال من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة كالحب والدعاء الى اخره. فليس دعاء فليس تعريفا خاطئا للعبادة كما تفوه به بعضهم لنقص فهمهم. انما هذا تعريف للعبادة بالنظر الى المفعول فيها الاجمل ان تعرف العبادة بالنظر الى الفعل لا الى المفعول. وحين اذ يقال العبادة هي تألق القلب بالحب والتعظيم. هي تألف القلب بالحب والتعظيم فان العبادة تدور على هذين الاصلين الحب التام والخضوع التام. تأله القلب بالحب الخضوع تألف القلب بالحب والخضوع. فان العبادة تقوم على هذين الاصلين. الحب التام والخضوع التام فان كان تأدب القلب لله صار عبادة توحيدية وان كان لغيره صار عبادة شركية ولذلك اذا قيل ما تعرف العبادة قيل تألف القلب بالحب والتعظيم. فاذا قيل ما عبادة الله قيل تألف الظن بالله. من الحب والتعظيم. وبهذا تباين العبادة الشرعية عبادة الشركية بهذا يبين العبادة الشرعية العبادة الشركية ثم ذكر المصنف ان من صرف شيئا لغير الله اي من جعل شيئا من العبادة لغير الله سواء كان ملكا او نبيا او وليا فقد عبده بذلك وجعله شريكا لله كما قال ومن الناس من يتخذ من دون الله امدادا يحبونهم كحب الله وقال عن المشركين انهم يقولون اذ تالله ان كنا لكي الضلال المبين لرب العالمين وهم يسمونهم في اصل الحب والتعظيم لا في درجته فان الدرجة متفاوتة. فمنهم من يحب الله ويحب الامجاد حبا متساويا. ومنهم من يحب الامداد اشد من محبة الله. ومنهم من يحب الله اشد من محبة الالداد لكنه يشتركون في اصل الشرك. ثم قال رحمه الله تعالى وكذلك من دعا غير الله دعاء عبادة او دعاء استعانة ففي شدة او رخاء فقد عبده بذلك وجعله للمال في العلم شرك المال بعبادته. وحقيقة دعاء العبادة ما اشتمل الحب التام والخضوع التام. وذلك يتجلى لارادة التعظيم والخوف من الظرر والسجن النفع فان من تقوم في غيره هذه المعاني فان دعاءه واستعانته دعاء عبادة واستعادة عبادة من كان الامر في قلبه على ما ذكر فقد اشرك بالله سبحانه وتعالى والادلة على ذلك كثيرة ومنها قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. ومعنى الظالمين المشركين قال الله تعالى ان الظلم ان الشرك لظلم عظيم. وفي الصحيحين من حديث عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الظلم الشرك الذي يسمع قول العبد الصالح يعني لقمان ان الشرك ظلم عظيم. ثم قال وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عن عند ربه انه ليضرب الكافرون. فوصف اولئك الداعين مع الله الها اخر بانهم كافرون وكفرهم بدعوة غير الله عز وجل. وقوله في الاية لا برهان له به. اي لا حجة له عليه. اي لا حجة له عليه وهي صفة كاشفة لا تفيد تخصيصا فان كل من يعبد من دون الله لا حجة عابده عليه. وهذا كقول الله عز وجل الذين يقتلون النبيين بغير حق ليس المراد ان قتل الذين يكون منهما هو في حق ومنهما ليس كذلك وانما المراد الكشف عن حقيقة قتل النبيين وانه يقول دائما بغير حق. فكذلك دعوة غير الله هي دائما تكون بغير برهان. وكذلك قوله تعالى والذين تدعون من دونه ما حتى قال في اخره ويوما القيامة يكفرون بشرككم فجعل عملهم نصه شريف ان دعاء الله دعاء غير الله ثم قال وقال تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا والمساجد تقع على معنيين. احدهما مواضع العبادة. مواضع العبادة التي يعظم فيها المعبود. والاخر اعضاء العلم التي يوقع بها عبادته اعضاء العبد التي يرجع فيها عبادته كالاعضاء السبعة في السجود. فالمساجد تشمل هذا وهذا. وكلها تتناولها الاية في المساجد المعدة لعبادة الله لا يجوز ان يكون فيها عبادة غيره. والعبد لا يجوز له ان يؤدي فضائل عبادة الا لله سبحانه وتعالى. نعم. فان قال قائل اننا ندعو النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة من الاولاد لا يعتقد ان ولا يترك ذلك منه. وان قوله عند قيامه او دخوله او خروجه او اذا اراد مني طلب النفع وان كان في حكم العدلة او السفير او لمجرد او انه يشفع له عند الله فيقال المشركين صلى الله عليه وسلم هو في تعلقهم على الانبياء والصالحين. بطلب الكعبة والشفاعة كما قال تعالى والذين اتخذوا منه دون ان الله ان الله لا يهدي من هو كافر تشار. لا يعتبر الا للقربون الى وقال تعالى هؤلاء عند الله ولا ترجون الله بما لا يعلم في السماوات وما في الارض. سبحانه وتعالى عن ما يشركون فسبح نفسه سبحانه عن شيء وعطانيهم هؤلاء السحراء ما عند الله. ودل على ان دعائهم لطلب الشفاعة في يد الله. كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا. ولا يشفع احد عندكم الا بإذنه. كما قال تعالى من ذا الذي يشفع فاذا ثبت ان الشفاعة بيده وانه لا يشفع احد الا باذنه فحين اذ تعين ان فنقول اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك او شفيع نبينا. فاما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم لان الدعاء عبادة. وقد صرفنا لغير الله سيكون ذلك شدة العبادة. وكذلك دعاؤه من الله فان التقرب الى الله لا يكون الا بطاعته. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله واجتبوا اليه الوسيلة اي بطاعة قال المفسرون. وكذلك من يدعو الى الله في حكم العادة او التقييم لابائه واسلافه كحال المشركين اول اليوم فان الله تعالى اخبر عن جميع الامم الخليفة للرسل بقولهم انا وجدنا ابائنا على امة واخبر عنهم انه لما قال لهم قال من يسمعونكم اذ تدعون ان ينفعون هؤلاء بل قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون او انه شفيع له عند الله او انه الى الله او ان في حكم العادة والتقييد ولن يجد احد الى التفكير بين ذلك سبيل الاصنام. ومما يزيد بيتا نوحا ان نقول اسرائيل عند قيامه في وسائل حركاته يا الله استعانكم به وذلك عبادة بلا ريب ولا ينازع فيه احد فان قال ذلك في نخلة تاجرا تلك العبادة لغيره. وايضا فانه من المتكبر عند اهل العلم ان بالشهادتين حكم باسلامه وانتهى انه لم يقصد حقيقة الاسلام لم يرد الموت بل يلزم في حكم ما اقر به وكذلك اذا تكلم في الشرك مسيره بينهما ولا فرق بينهما لما قرر المصنف رحمه الله تعالى ما تقدم من شأن دعاء الله سبحانه وتعالى عبادة وتوحيد. هو دعاء غيره شرك فهي قولهم من يقول ان من يدعو النبي صلى الله عليه وسلم غيره من الاولياء لا يعتقد انه يملك النفع او الضر فهو يعتقد ان الامر كله بيد الله سبحانه تعالى وانما يدعو هؤلاء رجاء ان يكونوا شفعاء لهم او مقربين له الى الله عز وجل او يدعوهم بحكم العادة الجارية في بلدهم تقليدا للاباء والاجيال. وان هذا اذا كان كذلك شوكا بزعمه اختصاص الشرك بما يتوهمه باغترانه باعتقاد النفع والضر فاجاب المصنف رحمه الله تعالى عن تلك الشبهة بتقرير ان شرك المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هو في تعلقهم على الانبياء والصالحين بطلب القربة والشفاعة. فهم يعتقدون فيهم انهم لا وانما يملكون كما تقدم في الصحيح في تلبيتهم اذ يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو له تملكه وما ملك. فهم يعتقدون ان الملك التام لله سبحانه وتعالى. ولكنهم يقولون كما اخبر الله عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا. ويقولون ايضا هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم اتخذوا المعبودات من دون الله عز وجل لاجل امرين احدهما ان تكون مقربة لهم الى الله. والثاني ان يكون هؤلاء شفعاء لهم شفعاء لهم عند الله. فمدار مراد المشركين من الاوائل من معدوداتهم القوة والشفاعة. فاما القربة فاضاها الله سبحانه وتعالى بنفس الاولياء عنه. فان الله عز وجل لا ولي له من خلقه. والمراد بالولي هنا الولي ده الولي المنصور والولي الناصر هو الذي كان يزعمه المشركون وابطله الله عز وجل بقوله ولم يكن له من الذل ولم يكن له ولي من الذل. فالله عز وجل منزه عن الولي الذي يدعيه المشركون وهو الولي الناصر الذي ردوا اليه امر الغربة. واما الشفاعة فافضلها الله عز وجل بنفي ملك غيره الشفاعة. فان الشفعاء الذين يقولون انما ملكهم الله عز وجل الشفاعة ولن يملكون ولذلك قال المصنف رحمه الله تعالى فدل ان دعاءه لطلب الشفاعة بيد الله كما قال تعالى لله شفاعة قل لله الشفاعة جميعا. وقال تعالى ولا من ذا الذي يشفع الا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. فالشفاعة كلها لله عز وجل. فاذا كان هو مالكها سقطت دعوى اولئك الذين يدعون معبودات من دون الله يزعمون انهم شفعاء لهم يقربهم الى الله عز وجل. فكما الامران الاولان في حق المشركين الاولين فانهما يغفلان جميع وجه الحق فيما يتعلق المتأخرين ثم قال المصنف رحمه الله تعالى فاذا ثبت ان ملك الشفاعة بيده وانه لا يشفع احد الا فحينئذ تعين ان نطلبها منه سبحانه. فنقول اللهم لا تحرمنا شفاعة نبيك او شفعه ولا نقول يا رسول الله اشفع لنا. لان الاول دعاء لله عز وجل فيما يملكه الثاني دعاء للرسول صلى الله عليه وسلم فيما لا يملكه. فان الشفاعة محصور من قرآن الله عز وجل كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا وتقدير الجملة الشفاعة جميعا لله وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر الذي يسميه علماء المعاني بالقصر وهو المشار اليه بقول الاخباري في الجوهر المكنون تخصيص امر مطلق لامر هو الذي يدعونه بالقصر والشفاعة كلها ان حصل ملكها لله عز وجل وهو الذي تفضل فيملكها من شاء. فمحمد صلى الله عليه وسلم اعظم الشفاعة. والملائكة يشفعون والانبياء العلماء يسمعون والقرآن يشفع والافراط يعني الافراد الذين يموتون صغارا يشفعون لكن ليس احد منهم الشفاعة استغلالا وانما لتمليك الله عز وجل. ثم قال المصنف فاما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة منه فهو شرك تقدم لان الدعاء عبادة وقد صرفها لغير الله فيكون ذلك شركا في العبادة. قال وكذلك دعاؤه من الله بان يدعو الداعي رسول الله صلى الله عليه وسلم او غيره لا يريد منه شيئا وانما يريد ان يجعله واسطة يقربه ويدنيه من الله سبحانه وتعالى. والتقرب الى الله عز وجل ينحصر في طاعته كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. يعني ما يوصلكم اليه ويبلغكم اياه وذلك هو طاعته سبحانه وتعالى. ثم قال وكذلك من يدعو غير الله بحكم العادة او التقليد لابائه واسلافه المشركين الاولين فان المشركين الاولين كانوا يقولون انا وجدنا اباءنا على امة وانا بهم مقتدون فكذلك اضرابهم ونظرائهم من المتأخرين يزعمون هذا الدعم ويدعون هذه الدعوة ثم قال بعد انه لا فرق بين من يدعو غير الله معتقدا به النفع والظلم او انه شفيع له عند الله فهو لا يعتقد فيه نفعا ولا ضرا ولكنه يجعله شفيعا او انه يقربه الى الله فيجعله واسطة بينه وبينه او ان ذلك يقع في حكم العادة والتقليد ولن يجد احد من التفريق بين ذلك سبيلا اصلا. فما قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم المشرك الجونة الاول هو الذي عليه المشركون المتأخرون. ثم قال ومما يزيد ذلك وضوحا. ان قول القائل عند قيامه وقعوده وسائل يا الله استعانة به. فحقيقة الاستعانة شرعا. طلب العبد العون من الله في حصول المقصود طلب العبد العودة من الله بحصول المقصود. والعون هو المساعدة. ولا ينازع فيه احد اذا قال ذلك بمخلوق كاهنا من كان فقد صرف تلك العبادة لغيرها اي ان العبد اذا اراد حصول اصوله سائلا العودة من مخلوقه على وجه التعظيم واعتقاد المحبة الكاملة له وانه يقدمه الى ما يريد ويتبعه عما يريد فقد وقع في الاستعانة الشركية. ثم قال وايضا فان من المتخلى عند اهل العلم ان الكافرة اذا اقر بالشهادتين حكم باسلامه. وان ادعى انه لم يفسد حقيقة الاسلام لم يقبل منه بل يلزم بحكم ما امر به. فاذا نطق بالشهادتين فقد صار مسلما. وحصلت له عصمة قال ولم تحصل له عصمة المآل. لان العصمة المتعلقة بالدم والمال نوعان. احدهما عصمة الحاج هي الثابتة ابتداء من الاقرار بالشهادتين. وهي الثابتة ابتداء من اقرار الشهادتين. والثانية عصمة المآل وهي الثابتة انتهاء بالتزام ما تقتضيه الشهادتان. وهي الثابتة انتهاء بالتزام ما تقتضيه الشهادتان. فاذا قال العبد لا اله الا الله صار مسلما بها. لكن بقاء وقت الاسلام يلزمه ان يقر بما تتضمنه الشهادتين من لوازمها من قول او عمل. اما مجرد قولها دون التزام ذلك فبه تنفسخ عصمة الانحاء المآل الا يلتزم بما ثبت له في عصمة المآل. ثم ذكر المصنف رحمه الله والله تعالى قال بل يلزم بحكم ما اقر به يعني اذا نطق بالشهادتين فكذلك اذا تكلم بالشرك لزمه الحكم فاذا قال الشرك مختارا مريدا له لزمه حكمه وان دعا غير ذلك ولا فرق بينهما هذا واضح نعم وعبادة الله عبادة الصلاة ورزقها محرم. صلى الله عليه وسلم من النهي الصريح ولا دفاعه صلى الله عليه وسلم لعنة الله عليه كل من نصارى اتخذوا قبور انبياء في المساجد صلى الله عليه وسلم الشرعية من الناس على العبادة في المساجد. التي هي احب البقاع الى الله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة احاديث النوم عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد. والشكية هي التي تصل الى تعظيم الدموع ودعاؤها ذلك من العبادات التي لا تشهد الا لله. فهذا حقيقة الشرك. والادلة عليه كثيرة جدا. وقد تقدم بعض ولكن وغلبت العوائد كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فان من لم يعرف الشرك وقع فيه وهو لا يدري. ومثل ابن مسعود رضي الله عنه ان سألتم اذا لبستكم فتنة صغيرة وتتخذ سنة يجري الناس عليها. فاذا بلغ منها شيء لغيرة السنة المتدنية ذكر المصنف رحمه الله تعالى مما ينبه اليه متصلا بما سبق ان القبور بالبناء عليها وايقاظ السرور وغير ذلك مما احدث فيها من بناء المساجد والهبب عليها وعبادة الله عندها في الصلاة وغيرها محرم وهو محرم في المذاهب الاربعة. وما يوجد في كلام بعض الفقهاء الاربعة من كونه كراهة فانه لا يريد فانهم لا يريدون به الكراهة التنزيهية. وانما يريدون به الكراهة التحريمية الا ما خرجه بعض متأخري اصحاب المذاهب من وجوه نسبت الى مذهب من المذاهب متبوعة فهي ليست صريحة المذهب وانما هي اقوال نسبها بعض المتأخرين الى المذاهب وهذا مما ينبه ان كثيرا مما يخالف التوحيد والسنة مما ينسب الى المذاهب ليس مما توضأ عليه ائمة المذاهب فصار مذكورا وانما مما اخرجه بعض المتأخرين ونسبه الى تلك المذاهب كمن ينسب مثلا المولد النبوي الاحتفال به الى المذاهب الاربعة فان هذه نسبة باطلة اليه وانما وجد في كلام بعض فقهاء المذاهب الاربعة من قال بذلك ثم نسب الى المذهب غلطا عليه. والا فانه كما يوجد في فقهاء المذاهب لاربعة من سوغ تعظيم مولدي بقراءة وذكر للسيرة فيه فان من فقهاء كل مذهب من ذكر حرمة ذلك بل الاوائل المتقدمون المذاهب هم الذين صنفوا في بيان حرمتها واقدمهم ابن الفاكهاني المالكي الذي صنف رسالة المورد في عمل المولد والمقصود بابطاله والمقصود ان تعرف ان نسبة المخل بالتوحيد والايمان والسنة مما خرج على السنة بعض المتأخرين من نسبته الى المذاهب الاربعة انما هي نسبة الى بعض فقهائها لا انها المذهب المعتمد نعم يوجد شيء يسير. اما كونها المذهب المعتمد فلا. ومن امثلة ذلك مثلا من ينسب الى مذهب السادة المالكية جواز او استحباب الاستماع على القرآن وقراءته بصوت واحد فان هذا ليس مذهب المالكية بل مذهب المالكية المذكور في مختصر قليل وغيره انه يكره بل منهم من قال انه اذا اقترن باصابة الرياء او الصوت المبالغ فيه صار حراما فنسبته الى المذهب نسبة باطلة مكذوبة. فلابد من الاحترام من المقالات التي تنسج اشياء الى المذاهب الاربعة بناء على قول فقيه مما فقهائها ففرق بين قول الفقيه وبين المذهب المعتمد المذكور في كتب المصنفين في المذاهب. ومن جملة هذا ما ذكرنا من كون تعظيم القبور بما خالد الشريعة محرم على اصول المذاهب الاربعة وما فيه من الكراهة فانه في الراجح من قول اهل العلم انه للكراهية التحريمية لا للكراهة التنزيهية. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الادلة في ذلك متكاثرة في قوله صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا وكذلك ما في صحيح مسلم من حديث علي ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الا يدع تمثالا الا طمته ولا فورا مشرفا الا سواها. ثم ذكر ان يصنف انواع زيارة القبور وانها ثلاثة انواع فاولها الزيارة الشرعية وهي التي ينتفع فيها الحي والميت تأمل شفاع الحي فبالاستعاظ والابتكار واما اتباع الميت فبالدعاء له. والثاني العبادة البدعية وهي التي يقصد عبادة الله عند القبور كمن يقصد القبور فيدعو الله عز وجل او يصلي ركعتين لله عز وجل فانه يقع في بدعة ضلالة لاعتقاده ميزة لهذا الموضع لا تكون في غيره. واما النوع الثالث فان الزيارة الشركية وهي التي يقصد منها تعظيم القبور ودعاء اهلها والذبح لها والنذر لها وغير ذلك من العبادات التي لا تكون الا لله. فهذه عبادة شركية والادلة على ذلك كما قال كثيرة جدا. صححوها كثيرة جدا والادلة عليه كثيرة كن جدا وقد تقدم بعضها ثم قال قولا نافعا فقال ولكن لغلبة الجهل وخفاء العلم وبعد العهد بارشاد النبوة التبس الامر على اكثر الناس. وخفي عليهم ما هو في غاية الوضوح لضعف البصائر وغلبة فلما عظم الجهل في الناس ضيعت كثيرا من معالم التوحيد. ولم يقم ببيان هذه المعاني الا من وفقه الله عز وجل من العلماء الراسخين الذين قاموا لله عز وجل في حق توحيد العبادة. فان كلام الائمة الاوائل من الصدر الاول والاوسط من اهل السنة والجماعة عظم قولهم هو في توحيد الاسماء والصفات لقلة المخالف حينئذ من وفي هذه القبلة في توحيد العبادة وانما قرأ الخلو في توحيد العبادة وعظمة البلية به في القرن العاشر فما بعده فكان قائل بذلك افراد من علماء كل مذهب وبلد. فمن المالكية مثلا العلامة الروداني رحمه الله تعالى محمد بن محمد بن سليمان الروداني فانه قام قياما عظيما في توحيد العبادة. وانكر بناء القبل والقبور وتعظيمها بالعلم في البلد الحرام فاخرج من مكة طريدا رحمه الله حتى توفي في بلاد الشام. وكان في بلاد اليمن محمد ابن اسماعيل الصنعاني ومحمد ابن علي الشوكاني. فكانوا من العلماء الذين صرحوا بان ما عليه الناس حينئذ انه نار وتبار وشر وبين وانه فعل المشركين الاوائل. حتى هيأ الله عز وجل لمن قام به من علمائنا دولة تنصر ذلك فالمشارك بذلك علماء كثيرة. لكن كان اكثر من قام بتوحيد العبادة هم علماؤنا ووفق الله عز وجل دولة لنصرتهم قال ابو بكر ابن محمد عارف المكي الحجازي قال بعض السادات السادات يعني اهل البيت النبوي. قال بعض السادات من اهل حضرموت لولا العصبة من علماء نجد الذين قاموا في توحيد العبادة لانجرست معالمه وخفي عن الناس. انتهى كلامه. وهذا خبر ينقله عالم حجازي مكي عن بعض السادة من اهل بيت النبوة من حضرموت من ان امر العبادة خفي على الناس الخط والخص فيه حتى هيأ الله عز وجل من هيأ من العلماء. ولا يختص هذا بهم كما ذكرت ذلك. بل من علماء مصر والشام والمغرب وغير ذلك علماء كثير فان الدسوقي احد علماء المالكية في مصر في القرن الثاني عشر كان لهم ذكير على ذلك فذلك محمد بن محمود العنابي الجزائري من علماء الحنفية كان له نفير على ذلك من علماء المالكية له نفير ذلك في اخرين من علماء الامة في كل طبقة ولكن ذلك صار قليلا ازاء ما كان مشهورا منشورا عند الناس فعظم في توحيد العبادة حتى زاد الضلال وصار الناس يدعون من دون الله عز وجل اذكانا واصناما وصالحين جاءوا يصرفون لهم العبادات حتى صار من كلامهم ما لم يكن من كلام المشركين الاوائل. حتى قال بعضهم ممن في بعض النواحي انه لا تدخل كذا. وذكر بلدة معروفة الا نملة الا باذن الولي الفلاني حتى النملة ما تدخل الا باذن ولي الخلل فماذا بقي لله عز وجل ولذلك لا يعرف هذا الامر الا من قرأ فيما كتب في احوال الناس في كل بلد سواء نجد او الحجاز او مصر او الشام او المغرب او غيرها فقد عظم فيها الشرك بالله سبحانه وتعالى حتى نهض من نهض بذلك ووفق اللهم من وفق فعادت معالم التوحيد ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلي توحيده وان ينصر دينه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اثارا عن ثلاثين في اثار غلب في اثر غلبة العوائج على الناس حتى ينسى الاسلام بالكلية وابينها قول ابن مسعود رضي الله عنه عند باسناد صحيح كيف انتم اذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويفهم عليها الكبير؟ وتتخذ سنة يجري الناس عليها فاذا غير منها شيء قيل غيرت السنة. قيل متى ذلك يا ابا عبدالرحمن؟ قال اذا كثر قراؤكم اي اهل المعرفة بالقراءة والخطبة وقل فقهاءكم اي العلماء بدينكم. وكثرت اموالكم. وقل امنائكم وتعينوا لما لغير الدين فحينئذ تحصل مثل هذه الامور. نعم. اذا عرف ذلك تضع الامور ان كل واحد منا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به. ويطيعهم فيما يخبر به ومن ينهى عنه. عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينجب الله من ذلك على الامة الا ما فيه صلاح في معاشها ومعاشها وبايمان ذلك تتعطل مصائبنا وتفسد امورنا رب العالمين اسمعوا اسمعوا هذا الكلام العظيم الذي يكتب في المائدة من هنا نعم فما صراط العالمين الا بالجنة ولا عبارته الا بالعلم. واذا ظهر العلم في محلة او كنز ترك قل الشأن في اهلها واذا صحي العلم ظهر الشر والفساد. ومن لم يعرف ذلك فهو ممن لم يجعل الله له نورا. قال بعض العلماء وقال في كل وقت لان العلم في منزلة الروح بل سماه الله تعالى في كتابه الاولى. كما قال تعالى ينزل بالروح من امركم وقال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كلمت تدري ما الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. اسأل سبحانه وتعالى ان الوحي الذي انزله قال رسول الله ونور يحسن به الاضاءة ومن فقد هذا النور فليأتي ظلما. ولهذا لما صفي العلم كثير من الناس لم يفرقوا بينهما هو حق لله وما هو حق للمخلوق. فان حق الله هو العبادة واما المخلوق فليس له في عبادة واكمل المخلوقين واحسنهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. وقد وسمه سبحانه بالعبورية في اشرف مقاماته في القرآن في مقام التحكم وفي مقام الاسرائيلي وفي مقام الحكاية وفي مقام الدعوة. قال تعالى وان كنتم في غيب مما نزلنا على عبدنا وقال سبحان الذي اسرى بعبده وقال تبارك الذي نزل الحفاظ على عبده وقال الله بجار العقدة وقال وانه لما قام عبد الله يدعوه. وقال صلى الله عليه وسلم ما احب ان منزلتي التي انزلني الله. وقال لابنائي انما انا عبد الله ورسوله. فحق النبي صلى الله وتسبيحه وطاعته. ما يلزم من الاعتقاد رجع الى بيان الواجب على كل واحد منا وانه مأموم بان يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به ويطيق ويطيعه بما يأمر به وما ينهى عنه. ولا سبيل الى ذلك اي الى معرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الا بالعلم النافع الموروث عنه صلى الله عليه وسلم. ولم يوجه الله من ذلك على الامة الا ما فيه صلاح وفي معاشها ومعاشها وباهمال ذلك تتعطل مصالحها وتفسد امورها. فاذا اهمل العلم اللازم دخل الفساد على الناس في جميع حياتهم قليلها وكثيرها وصغيرها وكبيرها. ثم قال فما خراب العالم الا بالجهل؟ فما يحدث من الظلم والجور والفساد وسائر انواع الشروط هو بالجهل ولا عمارة للعالم الا بالعلم. واذا ظهر العلم في محلة او بلد قل الشر في اهلها لان العلم يعرفهم بما يدعو الى الله عز وجل. فيعظم ذلك بنفوسهم ويتوبون اليه ويتمسكون به واذا خفي العلم ظهر الشر والفساد. لانه يغيب عنهم المراد منه. فان الاصل في المسلمين طلبهم اجابة امر الله عز وجل والكون عليه. لكن اذا خفي عليهم وقعوا في الشر. ومن لم يعرف ذلك فهو مما ممن لم يجعل له نورا وما احسن قول ابن القيم رحمه الله تعالى اصل كل خير العلم والعدل. واصل كل الجهل والظلم انتهى كلامه. واحسن منه قول الفراغ في الغرور العلم اصل كل خير. لانه اذا يكن علم لم يكن عدل فالعدل متوقف على العلم. واذا وجد الجهل نشأ الجور. فرجع الامر الى العلم كله. فالعلم هو الجادة التي بها تصلح امور الناس. فالناس لن تصلح امورهم. بالقصائد الحماسية. ولا وبالنارية ولا القصر قصص التشويقية وان كانت مما ينتفع به في السير الى الله. اذا كانت موافقة امر الله وانما يتبعون ببيان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا قام العلم فيهم ذهب كل فساد فبالعلم يحارب الفساد السياسي. وبالعلم يحارب الفساد الاقتصادي. وللعلم يحارب الفساد الاجتماعي. وبالعلم يحارب الفساد الاعلامي. واما ما عدا ذلك فانه ينقل الامة من فساد الى فساد. ولا سبيل لها في قلب جميع انواع الفساد الا بالعلم. وما احسن ما رواه الدارمي بسند صحيح. عن ابن شهاب الزهري احد كبار التابعين انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون التمسك بالسنة نجاة كان من مضى من علمائنا يقولون التمسك بالسنة نجاة. والعلم يقبض قبضا سريعا. والعلم يقبض قبضا سريعا. ونعش العلم الدين والدنيا ونعش العلم بقاء الدين والدنيا. وذهاب العلم ذهاب ذلك وذهاب العلم ذهاب ذلك كله والمراد بنعش العلم يعني احياؤه وبثه ونشره بين الناس ثم نقل كلاما مثلا في فضيلة العلم هو ملخص من بعض كلام ابن القيم في مفتاح دار السعادة. ثم قال ولهذا لما خزي العلم على كثير من لم يفرقوا بينما هو حق لله وما هو حق للمخلوق. فحق الله العبادة. ومن جعلها لغيره الشرك كارنا من كان ولما خفي هذا عن الناس بالجهل جعلوا من العبادة شيئا لغير الله سبحانه وتعالى وكذلك ولا تنكر كرامات الاولياء الا من البدع. ولن ينكروا كرامات الاولياء الا اهل البدع. لكن اولياء الله وغيرهم. فان اولياء الله هم المتقون العاملون لله في طاعته. كما قال تعالى في وصفهم الا اولياء الله لا تدخل عليه ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. فمن كان مؤمنا فقيرا كان لله وليا ليس الا فان ما يفعله ويدعيه كثير من الناس الذين هم في الحقيقة من اولياء الشيطان لا من اولياء الرحمن. وما انه يفعل كذا وكذا. وانه ليس من اولياء الله كما هو مبينا وموضح في كتب اهل العلم للحب فيجب ان يشرعك بانبياء الرحمن واولياء الشيطان. لان ذلك ممن حدث فيه الامر على كثير من الناس الحمد لله اولا واخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. حكم المصنف رحمه الله تعالى لا من اصل عظيم من اصول الاعتقاد. وهو اثبات كرامات الاولياء وقدرهم. والولي شرعا هو كل مؤمن فقي. والولي شرعا هو كل مؤمن تقي كما قال تعالى الا ان او يا الله يا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. اما الولي اصطلاحا فهو كل مؤمن تقي غير نبي كل مؤمن تقي غير نبي. بقيت غير نبي زيد في اصطلاح العقدي بالتمييز بين الانبياء بما يجب له واحسن ما عرف به ولي الله شرعا قول ابن ابي علم قول ابن ابي العلم العقيدة الطحاوية وهو اكثر من مرة من والى الله بفعل طاعاته والتقرب اليه بمحبوباته. من والى الله بفعل طاعاته. والتقرب اليه بمحبوباته والكرامة هي ايش؟ كرامة ها امر خالق للعادة يجزيه الله على يده وليه امر خالص للعادة يجيه الله على يد وليه. والخرب بالكرامة المعجزة من اصطلاحات معتدلة. ولذلك ينبغي نفيه من حدهما وبيان هذا له مقام اخر لكن الصحيح ان الكرامة هي الاية العظيمة التي يجريها الله على يده صالح غير نبي. هي الاية العظيمة التي ينزلها الله على يد صالح غير نبي لانها اذا اجراها على يد نبي صارت معجزة صارت اية ودلالة من دلائل النبوة. واما المعجزات فهو مصطلح مصطلح متأخر مبني على اعتقاد المعتزلة في النبوة المقصود ان تعلم ان ما يتعلق بكرامات الاولياء فاننا نثبته فان للاولياء كرامات ينزلها الله سبحانه وتعالى اختصاص لهم ولكن الذي يستحق الانكار هو من يدعي الولاية وليس من اهلها فمثل ذلك هو من اولياء الشيطان لا من اولياء الرحمن. وفي نظم العلامة الاخظري رحمه الله تعالى قوله التحفة الونسية والروضة القدسية اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير ايش اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير ولم يكن وفق ايش؟ انا مش اللي شاعر يدخن ولا وفق الخطاب الشرعي لكن هي غير ولم يلتزم ولم يقف عند حدود الشرع فانه مستدرج وبدعي. ولم يقف عند حدود الشرع انه مستدرج وبدعي. اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير. ولم يقف عند حدود الشرع فانه مستدرج وبدعي وهذا اخر البيان على هذه الجمل من الكتاب واكتبوا صدقته سمع علي جميعا لمن حضر الجميع وكثيرا لمن حضر الكثير البيان المفيد لقراءة غيره والقائل يكتب بقراءته. صاحبنا فلان ابن فلان فلان كل واحد يكتب اسمه فثم له ذلك بمجلس واحد بالميعاد المثبت فيما احدهم المصلي وان يصل له روايته عن اجازة خاصة المعين بمعين مذكور في عقود اجتهاد اجازة دخول الحجاج الحمد لله رب العالمين يوم الاثنين السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين بعد اربع مئة والالف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة. وهذا اخر هذا المجلس. وبعد ان مر الله تعالى نقرأ في التي تقال بعد الذي تقال صباحا ومساء