الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من عباده الى الدين القويم. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى آله وصحبه خيرة وفد الحاج. اما بعد فهذا لشرح الكتاب الثاني عشر من برنامج تعليم الحجاج للسنة الثالثة خمس وثلاثين بعد والانف وهو كتاب تحقيق الله لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة للعلامة عبدالعزيز بن عبد ابن باز رحمه الله المتوفى سنة عشرين بعد الاربعمائة والالف. فقد انتهى بنا بيان معانيه الى قوله فصل في احكام الزيارة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى صلى الله عليه وسلم قبل الحج وبعد الصالحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الصلاة فيما المسجد الحرام رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تركت نفسي هذا افضل نشاط في المسجد الحرام. رواه مسلم. وعن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احمد ابن خزيمة ابن حبان وعن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة المسجد هذا افضل الصادق فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة المسجد الحرام بعضنا بصلاة فيما سواك اخرجه احمد ابن ماجة ولا حديث هذا معنى كثيرا. فاذا مسجد استحب له ان يقدم له الابناء عن النقود ويقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم والله القدر من الشيطان الرجيم. اللهم افتح لي ابواب رحمتك كما يقول ذلك يقول ثم يصلي ركعتين فيدعو الله لقوله صلى الله عليه وسلم ما بين بيته رياض الجنة ثم بعد الصلاة يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما فيقول تجاه قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم علي عليه الصلاة والسلام قائلا السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته بما في سنن ابي داوود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحاديث يسلموا علينا الا رد الله عليها روحي حتى ارد عليه السلام. وقال الزائر في سلامه السلام عليك يا نبي الله. السلام عليك يا خيرة الله خلقه. السلام عليك يا اشهد انك قد بلغت وجاهدت بالله حق جهاده ولا بأس بذلك صلى الله عليه وسلم عليه عليه الصلاة والسلام ادعوا له بما استقام في شريعة شرعية الجمع بين الصلاة والسلام عليه عمل بقوله تعالى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا ثم يسلم على ابي بكر وعمر رضي الله عنه ويدعو الاموات وكان ابن عمر رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم وصحبه لا يجد غيره السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه ثم انصرفوا هذه الزيارة خاصة اما النساء فهي من القبور كما عن النبي صلى الله عليه وسلم واما خفض المدينة للصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ويسن للزائر ان يصلي الصلوات الخمس في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ويستحب النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض واما صلاة الفريضة ينبغي للزائر وان كان بالزيادة القبلية عن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس الصف الاول ومن قوله صلى الله عليه وسلم لقد توجهت واخرجه النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الرجل صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم وقد صح النبي صلى الله عليه وسلم وقعوا على بيان القلوب قائد الروضة الصفوف مقدمة على الشريفة وان المحافظة عليهما اولى من المحافظة ولا يجوز لاحد ان الحجرة ان اقبلها لان ذلك ولا يجوز لاحد ان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم سبحانه طريق الاسلام الى احدهما الا يلعب بين الله وحده ربنا جل وعلا لله ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى شهادة ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله وهكذا لا يجوز لاحد ان يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة فانها ملك الله سبحانه وتعالى قل لله شفاعة فتقول اللهم شفع لي نبيك اللهم شفع لي ملائكتك وعباد المؤمنون اللهم شفنا فيه افراد ونحو ذلك. واما الاموات فلا سواء كانوا لان ذلك لا يشفع ولان البيت قد انقطع عمله الا وجدناه الشارع. وفي صحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجوز ذلك اذا كان ذلك وطلبه واما يوم القيامة ان يشفع الا بعد اذن الله عز وجل. كما قال الله تعالى من ذا الذي يشفع عناده الا باذنه. واما حالته ولا بحال فلا يجوز لهؤلاء لا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذاته حي حياة مرزقية لكن خير الشهداء. ولكن حياتي في الحياة لا محققتها وكيفية عند الله سبحانه. ولهذا تقدم في الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام ما من احد يصلي عليه الا رد الله يا روحي حتى ودل ذلك على انه ميت وعلى ان جسده لك الناس ترد عليه عند السلام. الدالة على موته صلى الله عليه وسلم من اقوال كما انه لقوله تعالى ويدعو الى الشرك وعبادة رسول الله فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين السلام من كل ما يخالف شرعه والله اعلم. واما ما يفعله بعض الزوار فربطوه في خطبتهم صلى الله وسلم في قوله تعالى لبعضنا ان تحفظ آمالكم وانتم لا تشعرون. ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين اتهم الله قل هو الله من التقوى ولان تعطي من عند قبره صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم ذلك يخالف ما شرعه الله المسلمين في هذه الايات المحكمات وهو صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي له ان يفعل عند قبره ما يخالف شرعه وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند قبره مستقبلا مستقبلا القبر رافعا اليه يدعو هذا كله الى ما ليس له صالح من اصحاب رسول الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم واياكم فان كل مهتدى بدعة وكل ضلالة وقال صلى الله عليه وسلم البخاري ومسلم رضي الله عنه لا تتخذوا قبل عيد ولا قوة وصلوا عليه انفسهم اخرجه الحاج محمد عنوان المقدسي رحمه الله وفي كتاب الاحاديث المختارة وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لانها هيئة هيئة ذل وخضوع وعباد لا تطمئن اليك محبذاك الحافظ خيرا من الله العلماء والامر في ذلك واما من غلب من غلب عليه التعصب والهوى واتقي الله سبحانه وكل عام وهو بهذا العمل على منهاج النبي صلى الله وشيئهم عليه وفقه الله المسلمين لما فيه نجاة وسعادة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهي مستحقة بها لك والمصمم رحمه الله فصلا اخر من اصول كتابه لا يتعلق باحكام الحج ترجم له بقوله فصل في احكام الزيارة وادابها. والمراد بالزيارة زيارة مسجد النبي صلى الله الله عليه وسلم الزيارة عهدية ولا تعلق الزيارة باحكام الحج. لكن لما كان المسلمين الذين يكيدون الى الحج يقصدون المسجد النبوي قبل الحج او بعده جرت عادة بالمناسك ان يلحقوا بها احكام الزيارة. وقال المصنف في هذا الفصل اذا وصل الزائر الى الى مسجده صلى الله عليه وسلم استحب له ان يقدم رجله اليمنى عند دخوله. كما تقدم ذكره فيما ويقول الاذكار التي تقال عند دخول كل مسجد وهما كما تقدم احدهما. اللهم افتح لي ابواب والاخر اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه الكريم من الشيطان الرجيم ولا يختص هذان الذكران المسجد الحرام او بمسجده صلى الله عليه وسلم بل هما ذكران يقالان عند كل مسجد اذا دفن ثم قال ثم يصلي ركعتين يعني تحية المسجد في حديث ابي قتادة الانصاري في الصحيحين اذا دخل احدكم المسجد فاجلس حتى يركع ركعتين وهاتان الركعتان كل المسجد النبوي محل لهما واداؤهما في الروضة الشريفة افضل باعتبار انها من المسجد العتيق. والا ليس بالادلة ما يدل على اختصاصها بفضله بالصلاة فيها لكن الذين تدل على ان المسجد العتيق قدم الطاعة فيه افضل. والبناء الموجود اليوم ما يسمى بالمسجد النبوي منه شيء كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنه شيء انشئ بعده في دول على اختلافها الى يومنا هذا. وافضل ما يتوجه الى الصلاة فيه نفلا هو ان يصليها من مسجد القديم المسجد العتيقي والمسجد العتيق محل للطاعة المتقدمة. ثم قال فاذا صلى ركعتين زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. والمراد من زيارة السلام كما قال فيقف تجاه قبر النبي حتى قال قائلا السلام عليك ولهذا فان جماعة من الفقهاء اذا ذكروا هذه المسألة قالوا فقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسلم عليه فيذكرون المسألة باسم السلام لا باسم الزيارة. وكان ممن يكره هذا الامام مالك رحمه الله تعالى. فيرى انه سلام على النبي صلى الله عليه لا زيارة له. وقال المصنف في بيان كيفية السلام فيقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم متأدب من خافضا صوته مسلما بقوله السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته لما ثبت من الامر بالتسليم عليه صلى الله عليه وسلم. ولا يختص التسليم بكون العبد عند النبي صلى الله عليه وسلم من النسائي من حديث عبدالله بن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام فحيثما سلم الانسان على النبي صلى الله عليه وسلم بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سلامه ولا يختص السلام بلفظ دون غيره. فاذا قال السلام عليك ايها النبي كان سائغا. واذا قال السلام عليك يا امام كان سائق الرويدا قال السلام عليك يا خاتم النبيين كان سائغا. فكل شيء يخبر به بحق عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره به صلى الله عليه وسلم في السلام جائز. ثم قال ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يعني بعد السلام عليه كان يقول اللهم صلي على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم الى تمام الصلاة في ابراهيمية واذا شاء اقتصر بقوله اللهم صلي على محمد على الصلاة ويدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بأكمل الأدعية وهي المقام والوسيلة لما في خطاب الشرع من الحظ على دعائه دعاء الله ان تكون للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم بعد ذلك على ابي بكر وعمر ويدعو لهما. والثابت في هذا ما صح عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه سلم على صاحبيه لا يزيد على قول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه يعني يا عمر فانه ابوه واما غير ابن عمر فانه يقول السلام عليك يا عمر. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان هذه الزيارة بالقصد السلام من المسجد بعد الصلاة ركعتين تشرع في حق الرجال لان النساء ليس لهن زيارة شيء من القبور لكن اذا مرت المرأة قريبة ان النبي صلى الله عليه وسلم فلها ان تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر بعد ذلك ان فصل المدينة في الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء فيه ونحو ذلك مشروع في حق المرأة كما هو مشروع في حق الرجل. ثم ذكر ان الزائر ينبغي له ان يحافظ على اداء الصلوات الخمس. في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيه من الفضل ولا يشترط ان تكون اربعين صلاة. الحديث المروي في فضل صلاة اربعين صلاة في المسجد نبوي لا يصح من يصلي ما قدر له. والافضل ان تكون صلاته في المسجد النبوي ما دام بالمدينة فان تضعيف الصلاة في المدينة يختص بالمسجد النبوي دون سائر الحرم بخلاف مكة فتضعيف الصلاة فيها يكون في المسجد ويكون خارجه مما هو داخل الحرم. ثم قال وان يكثر فيه من الذكر ودعاء وصلاة النافلة اغتناما للاجر وذكر انه يستحب ان يكثر من صلاة النافلة في الروضة الشريفة لانها من جملة المسجد العتيق. وكذا سائر ما كان من العتيقة ثم ذكر بعد ذلك ان صلاة الفريضة ينبغي للزائر ان يتقدم اليها. وان يحافظ على الصف الاول ولو خلف الروضة وراءه. فان البناء الحديث الصفوف المقدمة فيه متقدمة على البناء القديم وصلاتك في الصفوف الاولى مع تقدمك عن البناء القديم ومن جملته الروضة الشريفة افضل من تأخرك الى الصفوف المتأخرة او كانت في الروضة الشريفة ثم ذكر انه لا يجوز لاحد ان يتمسح بالحجرة او يقبلها او يطوف بها لان ذلك لم عن السلف الصالح من هو بدعة من كرة فلم يكونوا يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسح بقدرته او تقبيله او الطواف بها. ولا يجوز للانسان ان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة. او تفريج كربة او رد او شفاء مريض لان هذا لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى. ودين الاسلام مبني على اصلين. احدهما الا الا الله والاخر الا نعبده الا بما شرع لا بالاهواء ولا بالبدع وليس ذلك في دين الله سبحانه وتعالى ثم ذكر مما لا يجوز لاحد ان يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة. لكنه يسأل الله ان يشفع نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يقول يا رسول الله اشفع لي ولكن يقول اللهم شفع فيا محمدا صلى الله الله عليه وسلم لان الشفاعة ملك الله عز وجل. قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. والله سبحانه تعالى يملكها رسوله صلى الله عليه وسلم كما يملكها غيره من الشفعاء لكن الذي تفضل عليهم بالشفاعة نهاك عن ان ان تدعو غيره فانت تدعوه سبحانه وتعالى ان يشفع فيك نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر ان حتى لا يطلب منهم شيء فالشفاعة ولا غيرها سواء كانوا انبياء او غير انبياء وانه يجوز للمسلم ان يقول لاخيه الحي اشبع لي الى ربي اي ادعو لي الله سبحانه وتعالى لان السؤال الشفاعة من احد الحي معناه الدعاء فانت اذا قلت لاحد اشفع لي عند الله يعني ادع لي عند الله سبحانه وتعالى. هذا معنى الشفاعة وهذا حكمها في الدنيا. اما يزعم انها كفر فهذا غلط لم يذكره احد من العلماء فاذا جئت الى احد من الصالحين الاحياء فقلت وقلت اشفع لي عند الله معنى ماذا؟ ادعو لي الله سبحانه وتعالى. وهذا جائز والافضل ان يسأل العبد ربه سبحانه وتعالى. وكان حفاظ اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الله ولم يلتمسوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو لهم الله وان كان هذا جائزة ثم ذكر بعد ذلك ان يوم القيامة ليس لاحد ان يشفع لاحد الا باذن الله سبحانه وتعالى. ثم بين الموت التي عليها النبي صلى الله عليه وسلم وانها حال خاصة به صلى الله عليه وسلم فهو في حياة برزخية اكمل من حياة غيره لكنها ليست من جنس حياته قبل موته صلى الله عليه وسلم ولا من جنس حياته يوم القيامة بعد بعثه صلى الله عليه وسلم من قبره. وهذه الحياة لا تستدعي اذنا بسؤاله صلى الله عليه وسلم بل هذه الاستغاثات والتوسلات به صلى الله عليه وسلم محرمة لا تجوز واستغاثة به من دون الله عز وجل شرك اكبر. ثم ذكر ان ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم وطول القيام انه في المشروع فذلك خلاف الادب المأمول مع النبي صلى الله عليه وسلم. فمن جاء مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم كما استحب له ان يكون متأدبا خاضعا مترفقا متلقفا لانه يريد السلام عن النبي صلى الله عليه الذي هو خير الناس للناس واعظم الخلق عند الله سبحانه وتعالى مقاما فمن الادب معه خفض الصوت عند عليه فهو يفضي الى مفاسد كثيرة كالزدحام وكفى في الضجيج واتباع الاصوات. ثم ذكر المصنف خبر علي بن الحسين ابن علي ابن ابي طالب المعروف بزين العابدين لما رأى رجلا يدعو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك وحدثه في هذا الحديث عن ابيه عن جده وعزاه المصنف الى المقدسي في المختارة. وهو عند من هو قبله. فرواه ابو بكر بن ابي شيبة المصنف وابوه يعلن موصي في مسنده واسناده لا بأس به. وفيه انه لا يفصل تحري الدعاء عند قول النبي الله عليه وسلم. وذكر ايضا ان ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم من وضع يمينه على شماله توفر صدره او تحت صدره كهيئة المصلي فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم عند السلام على غيره لانها هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح الا لله ذكره ابو الفضل ابن حجر الشافعي المصري رحمه الله. ثم ذكر بعد ذلك ان ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف من بعيد وتحديد شفتيه بالسلام او بالدعاء كل هذا من جنس المحدث اي المبتدع الذي يمنع الانسان منه ومن اراد ان يسلم فانه يتقدم الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم عليه بادب تام ثم يسلم على صاحبيه وسلامة الحال في كمال اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه اصحابه رضي الله عنهم وما كان عليه السلف الصالح من التابعين واتباع التابعين فاننا لسنا اصدق منهم دينا ولا اكمل حالا في محبة النبي صلى الله عليه وسلم فما كانوا عليه هو الحقيقة وبنا ان نكون عليه فانهم كانوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم اعرف وبطريقته صلى الله عليه وسلم اعلم وهم على ذلك منا احرص فالخير في اتباعهم والشر في الابتداع بعدهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ولا شرقا ولا شرقا في الحج كما يظنه بعض العامة اشباههم هي مستحبة في عقدها الى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه. اما البعيد عن النبي فليس له شكل الظهر زيارة القول ولكن شد له شكل رحمته الشريف فاذا وصل الجار القبر الشديد عليه الصلاة والسلام وقال لصاحبه جمع لزيارة نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك لما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشكوا الرحاب الا ثلاث نساء ولو كان شد الريح لقوله عليه الصلاة والسلام عليه وقال لا تتخذوا قبلي عيد وقوله صلى الله عليه عند وقوع محمود الذي خاضه النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام. واما ما يروى في هذا الباب عليه الصلاة والسلام كما قدمنا واليك ايها القائل شيئا من الحال والطاعة في هذا خير الاول من حج ولم يزني فقد كفاءه في حياته النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح في هذا الباب شيء وجزاه الشيخ كلها موضوعة ولو كان شيئا لكان الصحابة رضي الله عنهم لانه ذلك على انه يرجع لصاحبنا شيئا واجب حملك على الجهة الشرعية. الذي اشد الرحال قد احتجاعا بين الرحال. والله سبحانه وتعالى اعلى لما بين المصنف رحمه الله تعالى في الاصل المتقدم ما يتعلق بزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والتقدم الى السلام عليه وعلى كما سلف عقد تنبيها بين فيه ان زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليست واجبة ولا شرطا في الحج كما يظنه بعض الناس. بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اذا زار احدنا مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم استحب له ان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه اما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحال بقصد الزيارة. ولكن يسن له شد الرحال لقصد المسجد الشريف. فاذا فالمسجد الشريف سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه كما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشدوا الريح الا الى ثلاثة مساجد. والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. اي لا بقعة في الارض في السفر اليها تعظيما لها. لا تقصد بقعة في الارض بالسفر اليها تعظيما لها الا هذه المساجد الثلاثة مسجد الكعبة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو مسجد الاقصى. واما شد الرحال لاجل مصلحة كطالب العلم او طلب التداوي او طلب التجارة او غير ذلك فليس هذا داخلا في هذا الحديث لان الحديث يتعلق السادة لاجل تعظيم بقعة من البقع. فليس ذلك لشيء من الارض الا لهذه الانحاء الثلاثة. وهو دال على حرمة الشر الرحال الى بقعة معظمة سوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. والقبر اصلا خارج عن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وانما به من ادخله من الملوك ابتغاء التوسعة في المسجد النبوي فاضطر تلك التوسعة الى ادخاله في المسجد والا فهو خارج عنه. ولذلك فلا يجوز شد الرحال اليه لاجل هذا الحديث. وهذه المسألة ما من مذهب من المذاهب المتبوعة الا وفيه من العلماء المحققين من حكم بحرمته. فمن يظن ان هذه المسألة انما تنذر عن ابن تيمية فان ممن قال بحرمتها القاضي عياض ان يحصوا من المالكية والعلامة النووي من الشافعية والعلامة ابو الوفاء ابن عقيم. من الحنابلة وكل هؤلاء وغيرهم ذهبوا الى حرمة شد الرحال لاجل زيارة القبر النبوي. واما المسجد النبوي فهو المأمور به. فاذا وصل الى المسجد النبوي سلم على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف انه لو كان شد الريحان قبره مشروعا لدل النبي صلى الله عليه وسلم الامة عليه. فانه صلى الله عليه وسلم اخبر انه يموت واخبر الله عز وجل عنه انه يموت. واخبر صلى الله عليه وسلم انه يؤمر حيث مات وقبره اصحابه رضي الله عنهم حيث مات ولم يأمرهم صلى الله عليه وسلم بان نشد الرحال لاجل زيارة قبره فلذلك مما حذر امته منه من اتخاذ قبره عيدا ثم ذكر المصنف ان ما يروى من الاحاديث في هذا الباب لا يصح منها شيء كما نبه على ذلك كبار الكفار كالدار الركن والبيهقي وابن حجر وهؤلاء الثلاثة من الشافعية فهؤلاء الحفاظ الثلاثة من الشافعية ذكروا انه لا يصح حديث في شد الرحال وزيارة القبر النبوي ثم ذكر قول احدهما ابن حجر طرق هذا الحديث كلها ضعيفة وقول الحافظ العقي لا يصلح في هذا الباب شيء وان شيخ الاسلام ابن تيمية جزم ان هذه الاحاديث كلها موضوعة. ومولد الحكم عنده على الوضع هو كون المذكور فيها مما يحتاج اليه ثم لا ينقل الا بالاسانيد الواهية. فان اسانيد هذه الاحاديث ليس كلها يبلغ الوضع بل منها زمرة رواتها ضعفاء. لكن ابن تيمية ذهب الى الحكم عليها بالوضع باعتبار تعلقها باصل عظيم. يحتاج اليه في الدين ثم لا يأتي هذا الاصل الا برواية الضعفاء المتكلم في روايتهم فمثل هذا يبعد معه ان يكون ذلك محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ولو كان شد الرحال الى قبره ثابتا فكان الصحابة اسبغ الناس يعني في هذه الامة هي شد الرحال لزيارته صلى الله عليه وسلم فدل على انه غير مشروع. نعم الله تعالى ويستحق لرجاء المدينة ان يزور مسجد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويدعو له لقوله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فانهم مسلمين. وكان النبي صلى الله وسلم يعني واصحابه اذا زاروا قبورا يقولوا السلام عليكم اهل الديار ان شاء الله نسأل الله لنا ولكم العافية. اخرجه مسلم من سليمان ومن هذه الاحاديث يعرضون الزيارة الشرعية القبور لهم والترحم عليهم فاما زيارة بفضل الدعاء عند قبورهم او العقود عند او تنادي من قضاء الحاجات او شفاه المرضى او سؤال الله فيهم او بجاه او نحو ذلك فهذه زيارة بدعية منكرة لما شرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على السلف الصالح رضي الله عنهم بل هي من الهدى الذين نهى عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه امور مذكورة تجتمع في الدنيا بدعة ولكنها خير الامارات فبعضها بدعة وليس دعاء الله سبحانه وتعالى القبور وسؤالي بحق البيت وجائرا فذلك بعضها من الشركات ونحو ذلك وقد سبق وفقا لما تقدم فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق سبحانه الموفق الذي لا اله غيره ولا رب سواه هذا اللهم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله واصحابه باحسان الى يوم الدين كتب المصنف رحمه الله كتابه بهذا الفصل الذي لا تعلق له باحكام الحج لكنه تابع لما تقدم من زيارة وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فان الانسان اذا ما زار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم استحب له ان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلمه على صاحبيه واذا كان في المدينة استحب له ان يزور مواضع معينة ومواضع معينة فيها منها مسجد قباء ومنها البقيع وهو مقبرة من قبر من الصحابة ومنها قبور الشهداء عند منها قبر حمزة والمقصوص من هذه المساجد في المدينة بالزيارة بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو مسجد قباء لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين كل سبت اي كل اسبوع وقع في رواية ابن حبان يوم السبت الى انها رواية شاذة فالمحفوظ انه كان يزوره كل سنة والعرب تسمي سبتا وثبت في بطنه حديث اسيد ابن وهي رضي الله عنه عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة ركعتين في مسجد قباء كعمرة. واسناده جيد وهو اصح ما روي فضل الصلاة في مسجد قباء ويسن له ان يزور غير المسجدين المتقدمين فيزور قبور البقيع وقبور قبور البقيع وقبور الشهداء حمزة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم وقد امر صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور وسن لنا ذلك ان نزور وان ندعو لاهلها. فالمقصود من زيارة القبور الانتفاع بتذكر الاخرة ونفع بالدعاء فاذا وجد هذان المعنيان كانت زيارة شرعية. فان زارهم كما ذكر المصنف لقصد الدعاء عند قبورهم او العكوف عندها او سؤالهم قضاء الحاجات او شفاء المرضى او سؤال الله بهم او بجاههم ونحو هذا فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعلها الصحابة ولا رضي الله عنهم ورحمهم فهي امور محدثة ومنها ما يكون شركا ومنها ما لا يكون شركا فالحكم عليها بان بدعة باعتبار الاعدام والا منها ما يكون شركا. فزيارة القبور ثلاثة انواع. فزيارة القبور ثلاثة انواع اولها الزيارة الشرعية. وهي التي يقصد فيها تدبر الاخرة والدعاء للموتى وهي التي يقصد فيها تدبر الاخرة. والدعاء للموتى. والثاني وثانيها الزيارة البدعية وهي المشتملة على بدعة كقصد القبور لدعاء الله عندها. كقصد القبور دعاء لدعاء الله عندها يعني تحري دعاء الله سبحانه وتعالى عندها لاعتقاد بركة تلك المواضع وثالثها زيارة الشركية. وهي الزيارة المشتملة على الاستغاثة بالموتى. ودعائهم وسؤالهم وطلبهم رد غائب او شفاء مريض او غير ذلك من المعاني. والى هنا انتهى ما اراده المصنف من ابداء احكام الحج والعمرة على وجه مختصر وهو من انفع المناسك المختصرة التي ظهر نفعها وبان خيرها وبتمام التعليق عليه بما يناسب المقام نكون قد فرضنا بحمد الله منه اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع التحقيق والايضاح لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب كثيرا وفي البياض الثاني بقراءة غيره. صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني فتم له ذلك ثلاثة مجالس بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة معين لمعين في معين باسناد مذكور في عقود الجهاز لاجازة عقود الحجاج الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك ادبه صالح لله بحمد العصيمي ليلتان الاحد الرابع. من شهر ذي الحجة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف بالمسجد الحرام. بمدينة مكة المكرمة