السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم من شاء من خلقه الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة اما بعد فهذا المجلس الثاني لشرح الكتاب الخامس من برنامج تعليم الحجاج بسنة الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب نورين في شرف المصطفى وفضل المدينتين لمصنفي صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي وقد انتهى الى بيان الى قوله باب مدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وقلتم غفر الله لكم وعفا عنكم باب المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. مقصود الترجمة. بيان فضل في المدينة النبوية وما لها من الخصائص والمزايا ونسبة المدينة الى النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من نسبتها الى غيره فهو الدال على كمالها الاعظم. فهي المدينة النبوية. وهو الاسم المشهور عند الاوائل وبه ثم جماعة من المصنفين تآليفهم كتاب تاريخ المدينة النبوية للحافظ عمر بن شبة. وتاريخ المدينة النبوية لابن زبالة المدني رحمه الله. واضافتها الى واضافتها الى التنوير بتسميتها المدينة المنورة جائز لان فيها نور من دين المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي اختار المدينة دارا لها ففيها عاش مدة مديدة وفيها مات صلى الله عليه وسلم وفيها دفن عليه الصلاة والسلام نعم بقول الله تعالى فمسجد اسس على التقوى من اول يومنا اقوى فيه رجال ينفقون ان يتطهروا والله يحب المطهرين. وعن ابي سلمة تبن عبد الرحمن عبدالرحمن ابن عبد الرحمن ابن ابي سعيد الخدري قال قلت له كيف سمعت اباك يذكر في المسجد الذي اسس على التقوى قال قال ابي دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله اي المسجدين الذي ليوسف على التقوى قال فاخذ كفا من حصبا فضرب به الارض ثم قال هو مسجدكم هذا لمسجد قال فقلت اشهد اني سمعت اباك هكذا يذكره. رواه مسلم. وعن عبد الله ابن زيد رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة ودعا لاهلها واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة واني دعوت بصاعها ومثلها بمثلي بمثلي ما دعا به ابراهيم لاهل مكة متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان ليئرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها. متفق عليه. عن عبدالله ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة متفق عليه ايضا. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاض المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. متفق عليه عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا يريد احد اهل المدينة الا اذابه الله في النار ذوب الرصاص او ذوب الملح في الماء. رواه مسلم. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر احد على لوائها يعني المدينة فيموت الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة اذا كان مسلما رواه مسلم ايضا. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها فاني اشفع لمن يموت بها. رواه الترمذي وابن ماجة قال الترمذي حسن صحيح غريب من حديث ايوب السختياني. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مفصل الترجمة تسعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى لا مسجد اسس على التقوى الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لمسجد اسقط على التقوى. والمراد به مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في وكونه مؤسسا على التقوى جاد على رفعته وعلو شأنه. فمن فضل احتوائها على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم المؤسس على التقوى. والدليل الثاني حديث حديث ابي سلمة بن عبد الرحمن قال مر بي عبد الرحمن بن ابي سعيد الخدري الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصوده ترجمتي في قوله هو مسجدكم هذا. جوابا لسؤال قبله. هو قوله اي الذي اسس على التقوى. فاجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله هو مسجدكم هذا فمن فضل المدينة احتوائها على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم المؤسس على التقوى الدليل الثالث حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة. فمن فضل المدينة انها حرم حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم كما حرم ابوه ابراهيم عليه الصلاة والسلام مكة والاخر في قوله واني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به ابراهيم لاهل مكة. ففيه من فضل في المدينة ان البركة فيها تضعف. فالبركة في المدينة ضعف ما في مكة وذكر الكيل وذكر الصاع والمد خرج مخرج الغالب. لان اكثر انتفاع اهل المدينة في ذلك الزمن هو باكتمال والزروع من نخيل وغيرها. والا فالتضعيف عام في كل شيء وفي الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل في المدينة ضعف ما في مكة من البركة وهو دعاء عام يتناول جميع الافراد. فكل شيء له بركة في مكة فان البركة مضعفة في المدينة. والدليل الرابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الى المدينة. يعني لينضم ويرجع اليها. فمن فضل المدينة انها دار للاسلام. فبفضل انها دار للاسلام. منها امتد واليها امتد. فاذا شاع الاسلام وداع فاصل من المدينة واذا تقاصر وضعف فان منتهى تقاصره الى الحجاز مكة والمدينة فهي دار الاسلام حتى يرث الله الارض ومن عليها. والدليل الخامس وحديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما بين بيتي ومنبري متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله روضة من رياض الجنة فمن فضل المدينة اشتمالها على بقعة هي روضة من رياض الجنة. وهي بقعة كائنة بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره فما بينهما هو روضة من رياض الجنة. والحد الكائن بينهما اليوم هو تقريبي لا فان المنبر قدم واخر وحول عما كان عليه في العهد النبوي على اختلاف الدول وتوالي الملوك. والمنبر الموجود اليوم ليس هو المنبر النبوي فان المنبر النبوي كان من خشب فنياء عضو محله ومكانه اليوم هو على وجه التقريب لا على وجه التحقيق. وكذا بيته صلى الله عليه وسلم فان الجدار الذي يلينا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو منتهى حجرته. بل حجرته النبوية وراء ذلك وبين جدار الحجرة وهذا الجدار الذي نشاهده مسافة فالمقدار بين المنبر والبيت الذي دفن فيه النبي صلى الله عليه وسلم هو اليوم تقريبي لا تحقيقي. والدليل السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاض المدينة ملائكة الحديث متفق عليه وجدانته على مقصود الترجمة في قوله لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. فمن لله ان المدينة فمن فضل المدينة انها محفوظة من افتين افة تفسد الاديان. وهي الدجالة. والاخرى افة تفسد الابدان وهي الطاعون. وتشاركها مكة في الفضيلة الاولى. فان الدجال لا مكة ولا المدينة وتنفرد المدينة بكونها محفوظة من الطاعون. وقوله في على انقابها على انقاض المدينة. الانقاض جمع نقب. وهو الطريق الضيق وبين الجبلين والطريق المحدود بين جبلين يسمى نقبا والمدينة محاطة بجبال عظيمة وبين هذه الجبال طرق هي انقاض فتكون الملائكة على تلك الطرق. والدليل السامع حديث ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يريد احد اهل المدينة. الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة بقوله الا اذابه الله في النار لو بالمصاص او ذوب الملح في الماء وهو وعيد شديد لمن اراد المدينة بسوء. فمن فضل المدينة ان الله تكفل ارض اهلها فمن ارادهم بسوء فان امره يضمحل ويتلاشى. فمن اراده بسوء فان يطمحن ويتلاشى. شبه بالرصاص الصلب. اذا اكلت عليه النار فذاب وذهبت صلابته او بالملح اذا جعل في الماء فتلاشى وانغمر فيه والدليل التامن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا احد علىوائها الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا كنت له شفيعا او قال شهيدا يوم القيامة. فمن فضل المدينة ان من توطنها واتخذها دارا وصبغ على شدتها اللاهواء الشدة والبلاء فان النبي صلى الله عليه وسلم يكون له يوم القيامة شفيعا او شهيدا. فيشفع له صلى الله عليه وسلم او يشهد له بما يستحق عليه الانعام والاكرام من الله عز وجل. وشرطه ان يموت مسلما لقوله صلى الله عليه وسلم اذا كان مسلما. والدليل التاسع حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع ان يموت بالمدينة. الحديث رواه الترمذي وابن ماجة واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاني اشفع لمن يموت فيها فمن فضل المدينة حصول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن مات فيها. وتقدم كونه مقيدا للاسلام. فاهل المدينة هم ارجى الناس. اصابة لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته لا تختص بهم فله صلى الله عليه وسلم شفاعات عدة تشملهم هم وغيرهم لكن ذكر اهل المدينة للدلالة على انهم احق الناس بشفاعته صلى الله عليه لفوزهم بالجوار النبوي فهم جيران النبي صلى الله عليه وسلم حيا وميتا ذلك ان يموت الميت بها على الاسلام كما تقدم بالحديث السابق. والفرق بين الدليل وسابقه ان الدليل الاول فيمن توطنها وسكنها واتخذها دارا وقرارا. والدليل الثاني هو فيمن مات فيها. والاول اكمل من الداني. فان الاول يتخذها دارا اصبروا على شدتها فيكون له النبي صلى الله عليه وسلم شفيعا او شهيدا. واما في الحديث الثاني فانه متحقق لمن مات فيها ولو لم يتخذها سكنا فلو قدر ان احدا زار المدينة النبوية فمات فيها ولم يتخذها دارا رجي له استحقاق شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بتحقق شرطه المذكور في الحديث وهو الموت بها على الاسلام. بقي مما ينبه اليه ان حدثنا ليس متعلما بهذا الحديث. فلو قدر ان احدا مات بمكة ثم حمل جثمان الى المدينة النبوية فانه لا يتعلق به هذا الحديث. لان هذا الحديث فيه ذكر موته في المدينة لا ذكر دفنه في المدينة النبوية فاستحقاق شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموت في اداب الدفن فيها. نعم قلتم غفر الله لكم باب قول الله تعالى محمدا رسول الله والذين معه الاية مقصود الترجمة بيان فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. بيان فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام. ومن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام. فتحقوا الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم مداره على ثلاثة امور وتحقق الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم مداره على ثلاثة امور. احدها يقي النبي صلى الله عليه وسلم لقي النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة او حكما فالحقيقة للبصير والحكم للضريب. الحقيقة للبصير والحكمي للضرير فذاهب نور العينين مكفوفهما لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه لكنه مجزوم في لقي النبي صلى الله عليه وسلم. طيب لو رآه في المنام يكون لقيه لا يكون الجواب لماذا؟ لان اللقي لا يكون الا في اعادة الشهادة لو رآه في المنام فانه لا يكون صحابيا لان اللقي يختص بعالم الشهادة والمنامات ليست من عالم الشهادة. وثانيها ان يكون حال نقيه له مؤمنا ان يكون حال لقيه له مؤمنا به. فيؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم. ويتبعه وتعرفها ان يموت على الاسلام. ان يموت على الاسلام. ولا يضر وتخلل ردة في اصح القولين. فلو قدر انه اسلم فلقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ثم رجع عن الاسلام ثم عاد الى الاسلام فانه ترد اليه صحبته ويعد في ديوان الصحابة كالذي اتفق للاشعث ابن قيس رضي الله عنه فمن اجتمعت له هذه الامور الثلاثة فهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى والسابقون الاول ولا النصارى الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم. رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. وقوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعرف ما في قلوبهم. فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وقول ابليس لا يستوي منكم منع انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى الله بما تعملون خبير. وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم ايمانهم وايمانهم شهادتهم متفق عليه. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي زمان من الناس فيقال فيكم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم. فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال انكم من صحب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال فيكما صاحب صاحب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فيقال نعم فيفتح متفق عليه. ونقول البخاري ايضا وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي لا تسبوا والذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيحة. رواه مسلم وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الى السماء. قال رفع رسول صلى الله عليه وسلم ارسلوا الى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه الى السماء فقال النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد ما توعد. وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي واصحابه امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابية امتي ما يوعدون. رواه مسلم ايضا. وعن سعيد رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشرة في الجنة ابو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص. فعد يعني سعيدا. هؤلاء في سعادة وسكت عن العاشر. فقال القوم ننشدك الله يا من اعور من العاشر. قال بالله ابو في الجنة. رواه الاربعة لكنه عند النسائي في السنن. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق واصول الترجمة تسعة ادلة. والدليل الاول قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه الشتاء على الكفار الرحماء بينهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى والذين معه رحم اشداء على الكفار الى تمام الاية. فمن فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر عز وجل عنهم في هذه الاية من شدتهم على الكفار ورحمتهم بعضهم بعضا واخذهم بما امر الله به او امرهم به رسوله صلى الله عليه وسلم يبتغون من ربهم فضلا ورضوانا الثانية قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار اية. ونالته على مقصود الترجمة في قوله والسابقون الاولون مع قوله رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات الاية فمن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبهم الى الطاعات. فمن فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امهل الطعام فهم اسبق هذه الامة الى الطاعات. والسابق في الطاعات سابق في المآلات. والسابق في الطاعات سابق في المآلات. ولهذا كان جزاؤهم عن رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. والتابعون باحسان له والتابعون باحسان لقب له معنيان احدهما اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين اسلموا بعد فتح مكة. اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين اسلموا بعد وروي فيه حديث عند احمد وفي اسناده ضعف. والاخر انهم سائروا اتباعه ممن جاء بعده مقتديا به انه سائر اتباعه ممن جاء بعده مؤمنا به. وهذا معنى اصطلاحي. وهذا معنى اصطلاحي انه يذكر التابعون باحسان مرادا بهم من لزم جادة الاحسان متبعا النبي صلى الله عليه وسلم ولو تأخر زمانه والدليل قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين الاية وزيادته على مقصود الترجمة في قوله لقد رضي الله عن المؤمنين فان هؤلاء المؤمنين هم هم المبايعون من الصحابة هم المبايعون من الصحابة رضي الله عنهم في صلح الحديبية في بيعة الرضوان. لقوله اذ يبايعون تحت الشجرة والبيعة التي كانت تحت الشجرة هي بيعة الرضوان في صلح الحديبية والرضوان يكسر ويضاعف يقال بيعة الرضوان وبيعة الرضوان. ومن فضلهم ما اخبر الله عز وجل عنهم في هذه الاية من وجهين. احدهما في قوله عن المؤمنين اثبت الايمان باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فهو الاصل فيهم. فالاصل فيما صحب النبي صلى الله عليه وسلم انه مؤمن والاخر في قوله لقد رضي الله وهو خبر عن الله سبحانه وتعالى عنهم. فمن فضل الصحابة انهم نالوا رضا الله سبحانه وتعالى والدليل الرابع قوله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح الاية ودلالته على اصول الترجمة في قوله اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا وقاتلوا. مع قوله وكله وعد الله الحسنى فمن فضل الصحابة انهم جميعا موعودون بالحسنى. وهي فعلى من الحسن وهي تعلى من الحسن. واعلاها دخول الجنة. واعلاها دخول الجنة. واعلى نعيم الجنة هو النظر الى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى. فمن فضل الصحابة ان الله وعدهم الحسنى وقوله في الاية من قبل الفتح المراد به فتح مكة اي القولين المراد به فتح مكة في اصح القولين. لانه المعبود شرعا. لانه المعهود شرعا قسم الفتح اذا اطلق في الخطاب الشرعي اريد به فتح مكة ومنه قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح يعني فتحة مكة ومنه حديث ابن عباس في الصحيحين لا الهجرة بعد الفتح يعني فتح مكة المواد به في هذه الاية هو المعهود بالخطاب الشرعي فقوله من انفق من قبل الفتح وقاتل يعني من انفق قبل فتح مكة وقاتل حينئذ. والدليل الخامس وحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا خير الناس قرني. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله خير الناس اغني. فمن فضل الصحابة انهم خير الناس. والقرن اسم للناس المتقاربين في اعمالهم. والقلب اسم للناس المتقاربين في اعمالهم. فابناء الستين قرن وابناء السبعين قرن وابناء الثمانين قرن ولا يضر زيادة يسيرة او نقص يسير. اما تقدير القرن بمئة امن فانه اصطلاح للمؤرخين. اما تقدير القرن بانه مائة عام فاصطلاح للمؤرخين الخطاب الشرعي لا يفسر بالمصطلح الحادث. والخطاب الشرعي لا يفسر بمصطلح الحادث. فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث خير الناس قرني لا يراد به خير الناس القرن المئة. الاولى فان هذا اصطلاح حالي وانما يفسر بما يعرفه العرب من معنى القرن وانهم القوم المجتمعون في عمر متقارب المراد بهم هم الذين يطلبون من سنه صلى الله عليه وسلم ممن امن به واتبعه ولا تضر الزيادة حينئذ لجمعهم بوصف واحد وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا يقال فيما يليهم من القروض فليس المراد القرن الاول والقرن الثاني والقرن الثالث اي المئة الاولى والمئة الثانية والمئة الثالثة. والدليل الثالث حديث ابي رضي الله عنه مرفوعا يأتي زمان يغزو فئاب من الناس. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فيكم من صحب عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح يعني عليه فمن فضل النبي صلى الله عليه وسلم ان اسرع البلدان فتحا هي البلدان التي غزاها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فان الناس كانوا اليهم اسرع تسليما واشد حبا لما رأوا وسمعوا من خصالهم الكاملة وشمائلهم الفاضلة. والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله لا تسبوا اصحابي. وتكرار النهي لقوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي لا تسبوا اصحابي تأكيد للنهي عن سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو نهي دات على شدة التحريم تكراره. فمن فضل الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم وفر حرمتهم. ووفر جانبهم ونهى صلى الله عليه وسلم عن التعرض لهم بسب. والسب هو الانتقاص. فكل انتقاص لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهي عنه نهياه تحريم. لما يؤول اليه من انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم فانك اذا قدحت في اصحاب رجل عاقل قدحت فيه. اذ كيف يتخذ هذه الصحبة ويرضى بها. فمما يتجافاه المرء ويحفظ عنه لسانه تعوض لجناب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفيرا واعظاما لجنابه صلى الله عليه وسلم. والاخر في قوله لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما ادرك مد احدهم ولا نصيب. فمن فضل والصحابة ان احدا بعدهم لا يبلغ قدرهم. فمن فضل الصحابة ان احدا بعدهم لا يبلغ قدرهم فمهما قدر له من العمل الصالح كانفاقه مالا من الذهب مثل احد وهو جبل عظيم في المدينة فانه لا يبلغ قدر مد احدهم. او وهو شيء زهيد قليل لا يبلغ كيلا واحدا. فاذا كانت نفقة احدهم التي اقل من الكيل الواحد اعظم من نفقة احدنا لو بلغت مثل جبل احد ذهبا ذلك على فضلهم رضي الله عنهم. والدليل الكامل حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه الى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه الى السماء فقال النجوم امنة للسماء رواه مسلم ودلالته على الاصول الترجمة في قوله واصحاب امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون. فمن فضل الصحابة رضي الله عنهم ان وجودهم كان امنة لامة محمد صلى الله عليه وسلم من يأمنون به على اموالهم واعراضهم ودمائهم. فاذا ذهب ذلك القرن اتى الامة ما توعد وجرى بينها سف الدماء واغتصاب الاموال والتعدي على الاعراض فلهم من الحرمة الوافرة ما كان حصنا واقيا للامة من في سبك الدماء واغتصاب الاموال وانتهاك الاعراض. والدليل التاسع حديث سعيد ابن زيدان رضي الله عنه انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشرة في الجنة ابو بكر في الجنة. الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم عشرة في الجنة. فمن فضل الصحابة عدوا جماعة منهم في اعيانهم مبشرين بالجنة. كابي بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبدالله ابن عثمان التيمي وعمر ابن الخطاب العدوي وعثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب زبيد العوام وطلحة بن عبيد الله وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص واسم وابي وقاص ما لك فهو سعد ابن مالك وابو عبيدة ابن الجراح واسمه عامر في اصح الاقوال وسعيد بن زيد رضي الله عنه فهؤلاء العشرة ممن بشر بالجنة بعينه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا تختص البشارة بهم دون غيرهم. وانما سموا العشرة المبشرين بشارتهم في الجنة في حديث واحد. وانما سموا العشرة المبشرين للوقوع بشارتهم بالجنة في حديث واحد فانه ثبت بشارة غيرهم من اعيان الصحابة كبلال ابن وباح وقيس كتابة ابن شماس رضي الله عنهما بالجنة. الاختصاص باسم العشرة المبشرين لا يراد به حصر البشارة فيهم. ولكن المراد انهم جاؤوا مسمين كلهم في حديث واحد انه من اهل الجنة نعم. قلتم غفر الله لكم بيت النبي صلى الله عليه وسلم. مقصود الترجمة بيان فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واهل بيت الرجل هم المنسبون اليه. واهل بيت الرجل هم المنسوب اليه. فاهل النبي صلى الله عليه وسلم هم المنسوبون اليه من الخلق. وجماع ازواجه صلى الله عليه وسلم ومن نسل من ذرية هاشم وجماعهم ازواج صلى الله عليه وسلم ومن نزل من ذرية هاشم بن عبدي مناف من قريش فالهاشميون وازواج النبي صلى الله عليه وسلم هم ال النبي صلى الله عليه وسلم والى كذلك اشرت بقولي ال النبي هم الذين تحرموا عليهم الزكاة والحصر اعلموا. النبي هم الذين تحرم عليهم الزكاة والحصر اعلموا في هاشم ومن له من الولد في هاشم انه من الولد وكل زوج للنبي لم ترد. وكل زوج للنبي لم ترد اي لم يطلقها. النبي صلى الله عليه وسلم فمثلا عائشة رضي الله عنها من ال النبي صلى الله عليه وسلم لانها من ازواجه والحسن والحسين من ال النبي صلى الله عليه وسلم لانهما من ذرية هاشم فهما الحسن والحسين ابن علي ابن ابي طالب اسمه عبد العزى ابن عبدالمطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب الى تمام نزل بهم. فهم ينسلون من هاشم ابن عبد مناف. فيكونون من ال النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. وقول الله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه وعليه برق مرحل من شعائر اسود فجاء الحسن عليه فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. رواه مسلم. وعن سعيد ابن رضي الله عنه قال لما نزلت هذه وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية وقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم. قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة فقال اللهم هؤلاء اهلي رواه مسلم ايضا. وعن زيد ابن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بما يدعى طما. بما ان يدعى بين مكة والمدينة. فحمد الله واثنى عليه وظعف ودثر ثم قال اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشير يوشك ان يهدي رسول ربي لا اجيب فانما انا بشر يوشك فانما انا بشر يوشك ان يأتي يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب وانا تارك فيكم ثقالين اول اولهما كتاب الله. فيه الهدى والنور فخذه بالكتاب الله واستمسكوا به على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله من اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. رواه مسلم ايضا. وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي. رواه البيهقي وعن عبد المطلب ابن ربيعة ابن الحارث رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لا تنبغي لا لمحمد انما هي اوساخ الناس. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال فقال يا رسول الله هذه خديجة قد اتت معها اناء فيه نداء او طعام او شراب فاذا هي تذكى فاقرئها فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني. وبشرها ببيت في من قصر وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب متفق عليه كل مسلم وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال سمعته قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعائشة على النساء على سائر الطعام متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم وقال لفاطمة رضي الله عنها اما ترضين ان تكوني سيدة نسائية في الجنة؟ او نساء المؤمنين عليه وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا اهل الجنة رواه الترمذي. والنسائي في السنن وقال الترمذي حسن صحيح عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سري يقول الا انا لابي فلانا ليس لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين. متفق عليه مسلم ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة احد عشر دليلا. والدليل الاول قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت. الاية ودلالته على مرصد الترجمة لقوله ليذهب عنكم والرجس اهل البيت ويطهركم تقديرا. فمن فضل ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يريد بهم الخير ليذهب عنهم الرجس وهو كل نجس ويطهره ويطهرهم تطهيرا. والتأكيد بالمصدر لافادة ارادة الحقيقة والتأكيد بالمصدر لارادة افادة الحقيقة. والذين تتناولهم الاية هم ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. فان سياق الايات في سورة الاحزاب متعلق بازواج النبي صلى الله عليه وسلم. ومن موارد التفسير رعاية السياق وملاحظة والدليل الثاني حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في ادخاله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين علي رضي الله عنه مع امهما فاطمة وابيهما علي رضي الله عنهما بمرض مرحل وهو كساء معروف من اكشية العرب. ثم قراءته صلى الله عليه وسلم ايتان تحقيقا لدخولهم فيها. فان اية الاحزاب تتناول ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بلالة الصيام. ثم يندرج فيها ما تعلق بالبضعة النبوية ممن من ذريته صلى الله عليه وسلم من بنته فاطمة رضي الله عنها. وهي بنته التي والقيام نسلها ولم يرضى لبنات النبي صلى الله عليه وسلم احد له نسب سوى فاطمة رضي الله عنها من ابنيها الحسن والحسين فذرية الحسن هم الحسنيون وذرية الحسين هم الحسينيون. والدليل عن ذلك سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه انه قال لما نزلت هذه الاية الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم هؤلاء اهلي بعد دعوته عليا وفاطمة وحسنا وحسينا. فهؤلاء اهله صلى الله عليه وسلم قربا منه لانه من عمود نسبه. فالحسن والحسين هما ابن ابنته وفاطمة رضي الله عنها ابنته علي ابن عوف ابن عمه وصهره صلى الله عليه وسلم فهم احق الناس بكونهم من اهله صلى الله عليه وسلم. والدليل الرابع حديث زيد ابن رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا. الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله وانا ذلكم فيكم مع قوله واهل بيتي اعلاما بانهم الثقل الثاني بعد القرآن والمراد بالثقل الامر العظيم بالغ الحرمة. الامر العظيم بالغ الحرم البالغ الحرمة فلهم رضي الله عنهم حرمة وافرة. والاخر في قوله صلى الله عليه وسلم اذكركم الله في اهل بيتي ثلاثا قالها ثلاثا وكررها تأكيدا للطلب في حفظ حرمة اهل بيته صلى الله عليه وسلم بعده. الا يرفع تعرض لهم بسوء ولا ينالون بشر. والدليل الخامس وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا كل سبب الحديث رواه البيهقي وصححه ابن السكن. وفي تصحيحه نظر فان في اسناده قطاعات. لكن يروى في هذا الحديث يروى في هذا الباب احاديث عن جماعة من الصحابة لا يخلو شيء منها من ضعف يكسب الحديث قوة. فهو حديث حسن. وفيه من فضل اهل بيت النبي الله عليه وسلم ان كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سبب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه. فقرابته صلى الله عليه وسلم هم اكد الخلق وصلا لهذا السبب والنسب واشد الناس انتفاعا بالنبي صلى الله عليه وسلم. والدليل السادس وحديث عبدالمطلب ابن ابن حارث رضي الله عنهما مرفوعا ان الصدقة لا تنبغي لال محمد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تنبغي لال محمد انما هي اوساخ الناس. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله الله عليه وسلم انه نزهوا عن كل ما يليه. انهم نزهوا عن كل ما لا يليق. ومن تحريم الصدقة عليهم. ومن تنزيه تحريم الصدقة عليهم. والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم الحديث متفق عليه. ودلالته على اصول الترجمة من وجهين. احدهما قوله فاقرأ عليها يعني خديجة رضي الله عنها السلام من ربها عز وجل ومني. فسلم الله سبحانه وتعالى وسلم عليها امين اهل السماء وهو جبريل عليه الصلاة والسلام. والاخر في وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. والقصب نبات معروف له انابيب طويلة تبنى منها البيوت. ويسمى النيل يسمى النيء ومنه تسمية نيساغور. فان سابور ملك وني مدينة ابتناها من عيدان البصر وبشرت خديجة بهذا البيت في الجنة غنيا من قصب لا صخب فيه ولا نفر والصخب الضوضاء والضجة. والصخب الضوضاء والضجة. لرفع صوت والنصر ارواحه والتعدي. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في فضل منهم وهي زوج من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم هي خديجة رضي الله عنها. والدليل التامن حديث انس رضي الله عنه مرفوعا فضل عائشة على الحبيب متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في فضل عائشة على النساء كفضل الدليل على سائر الطعام. والدليل اسم للخبز اذا سري وبل بالمرض اسم للخبز اذا سري وكل بالمرض وهو من اطيب طعام العرب. فعائشة تبطل النساء كفضل الثريد سائر وضع نادي العربي ومأكولاتهم. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في فضل واحدة منهم وهي عائشة زوج النبي صلى الله الله عليه وسلم التاسع حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها اما ترضين الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تكوني سيدة نساء اهل الجنة او نساء المؤمنين. فمن فضل رضي الله عنها وهي من ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم فهي بنته الصغرى انها سيدة نساء المؤمنين او سيدة نساء اهل الجنة. والدليل العاشر حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين الحديث رواه الترمذي والنسائي واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله سيدا شباب اهل الجنة. سيد شباب اهلي الجنة. فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم اثنين منهم هما الحسن والحسين رضي الله عنهما يكونان سيدا شباب اهل التي في الاخرة. وها هنا اشكال. وهو هل في الجنة بل ليس شبابا هل في الجنة بل ليس شابا؟ يعني في في الجنة الجواب لا فاهل الجنة في سن الشباب كلهم في سن الشباب. اذا كيف النبي صلى الله عليه وسلم سيدا شباب اهل الجنة. ما الجواب؟ ايش هانتا شوف الشباب بالتأكيد والشباب وقوع الشباب في الجنة سيدة اهل الجنة. اذا كان اهل الجنة كلهم شباب لماذا؟ قال سيد يا شباب اهل الجنة. نعم. ايش؟ السن متى عشرين تقول كل اهل الجنة طيب ها ماتوا شبابا كلهم شباب هم الاحسن طيب فاين صلى الله عليه وسلم. دخلوا الجنة وهم شباب واللي غيرهم يدخلوا الجنة هو ايش؟ ماتوا وهم شباب الحسن كم عمره لما مات شباب من اتباع المياه في اخراج النساء فاطمة سيدة نساء. يقال دعي جعل سيدا شباب اهل الجنة باعتبار الحال في البشارة باعتبار الحالف البشارة فانهما لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان صغارا يافعين فاتت لهما البشارة في النبوة في حال الشهوبة اي في سن الشباب فعد سيد شباب اهل الجنة رضي الله عنهما والدليل الحادي عشر حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما مطبوعا الا ان ال ابي يعني فلانا باولياء هذا الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انما ولي الله وصالح فمن فضل اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم انهم مع الايمان اكمل الناس حالا واعظمهم خلقا انهم مع الايمان اكمل الناس حالا واعظمهم حقا فان خلوا من الايمان وصاروا كافرين لم تكن لهم فضيلة من نسب النبوي. فان خلوا من الايمان وصاروا كافرين لم تصل لهم فضيلة بالنسب النبوي. كالذي اتفق لعم النبي صلى الله عليه وسلم ابي لهب فانه ذكر سوء حاله في سورة مفردة في القرآن. فقال الله تعالى تبت يدا ابي لهب وتب الى تمام السورة التي تقدم بيان معانيها في معاني في درس معاني الفاتحة وقصار المفصل. نعم. قلتم غفر الله لكم باب قوله باب قول الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على دين الله. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على دين الله والحذر من كل ما يصد العبد عن الثبات عليه. والحذر من كل ما يصد العبد عن الثبات عليه فاننا ندعو في كل صلاة بقولنا اهدنا الصراط المستقيم والهداية المرجوة المطلوبة الى الصراط المستقيم نوعان. احدهما هداية وصول اليه. والاخر هداية ثبات عليه. فالعبد يسأل ربه في كل صلاة ان يبلغه الصراط المستقيم ويثبته عليه وقوله تعالى كونه ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. وقوله واصبر نفسك مع الله يدل نوقا بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا يريدون وجهه ولا ترجع عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه واتبع هواه وقوله من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوه تبديلا. وقوله ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم ان يمسسكم طرح فقد مس القوم مثله. وتلك الايام نداولها بين الناس يعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين. وقوله لا يضر فتقلب الذين كفروا في البلاد. وقوله ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيل الى وعن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من امتي قائمة بامر الله لا يضرهم من خذلهم او خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون على الناس متفق عليه اللفظ لمسلم وعن رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوفه فقال والذي نفسي بيدي لتصبن عليكم الدنيا صبا. حتى لا يزيغ قلب احدكم ازا حتى لا يزيغ قلب احدكم ازاغة الله ويمضي لقد تركتكم على ليلها ونهارها سواء. رواه ابن ماجة. وقال البزار بعد روايته باسناده واسناده حسن وعن الزبير ابن علي قال اتينا انس بن مالك رضي الله عنه فشقونا اليهما نلقا من الحجاج فقال اصبروا فانه عليكم زمان الا الذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم رواه البخاري وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه في عرض من الدنيا. رواه مسلم عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة ابن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فاذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما جالس في ظل والناس مجتمعون عليه فأتيتم فجلستم به فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلة فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسده اذ نادى منادي رسول الله ان هذا مناد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن من قوله الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وان امتكم هذه جعل قضيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجد فتنة وتجيء فتنة يرقق بعضها بعضا وتجيء فتنة يرفق بعضها بعضا. فيرقق بعضها بعضا. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنتسب وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه ومن احب ان يزحزح عن ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع فان جاء اخر ينازعه فاضرب عنق الاخر. رواه مسلم. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الخير وكنت اسأله عن الشر مخابته ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية من شر فجعل الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. فقلت هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم فيه قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي قال قومي يستنون بغير سنتي ويهدون بغير تعرف منهم وتنكره فقلت هل بعد ذلك الخير من شيطان؟ قال نعم. دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها خزفوا فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا. قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت يا رسول الله فما ترى نظرة لذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم فقلت فان لم تكن لهم جماعته ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق وكن لها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يدركك الموت. حتى يدركك الموت وانت على ذلك. متفق عليه المسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريب وسيعود وسيعود كما بدا غريبا فطوبى للغرباء. رواه مسلم. وعن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا دخله الله هذا بعز عزيز او بذل ذليل عز يعز الله به الاسلام وذلا يذل وذلا يذله وذلا يذل الله وبين الكفر رواه احمد وصححه ابن حبان والحاكم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى المقبرة فقال السلام عليكم. السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون. وددت انا قد رأينا اخواننا قالوا اول ان اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواننا الذين الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد منهم امتك يا رسول الله؟ فقال ارأيت لو ان رجلا فقال ارأيت لو ان رجلا له خير غر محجب بين ظهري خيل تهمل بهم الا يعرف خيل وقالوا بلى يا رسول الله. قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء افرطهم على الحوض؟ الا لي ذاتن رجال عن حوضي كما يزاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال انهم قد بعدك فاقول سحقا سحقا. متفق عليه واللفظ لمسلم. لما بحمد الله ضحوة الاحد الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة دولار في مدينة الرياض. حفظه الله دارا للاسلام والسنة. ذكر المصنف الله لتحقيق مقصود الترجمة سبع عشرة دليلا. فالدليل الاول قوله تعالى كما امرت الاية ودلالته على مقصود الترجمة بقوله فاستقم فهو امر للنبي صلى الله عليه وسلم بالاستقامة. والامر له امر لنا. فتقدير السياق ايها النبي واستقموا واستقيموا ايها المؤمنون به. والاستقامة المأمور المأمور بها المطلوبة شرعا هي ما جاء في دين الله سبحانه وتعالى. لقوله كما امر خير كما امرك الله عز وجل شرعا هي اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم. فالاستقامة شرعا هي اقامة قامة العبد نفسه على الصراط المستقيم وهو الاسلام. والدليل الثاني قوله تعالى فاستمسك الذي اوحي اليه ودلالته على اصول الترجمة في قوله فاستنزفه. فهو امر للنبي صلى الله عليه ان يستمسك بما اوحي اليه. والامر له هو امر لنا. فتقدير الامر استمسك ايها الرسول بما اوحي اليك واستمسكوا ايها المؤمنون بما اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم. والموحى الى النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والاخر صلى الله عليه وسلم فالقرآن وحي والسنة وحي. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي رحمه الله فسنة النبي وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان وسنة النبي وحي ثاني عليهما مخلصا الوحيان الثالث قوله تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به. فالاية ودلالته على مقصود ترجمة في قوله لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. فمما يعان به العبد على الثبات والاستقامة على دين الله فعله ما امر الله به. فعله ما امر الله به فاذا فعل العبد ما امره الله عز وجل به وامتثله اعانه ذلك على الثبات على الصراط المستقيم حتى يلقى الله عز وجل. والدليل الرابع قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. احدها في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون رباكم بالغادات والعشي يريدون وجهه. فانه امر للنبي صلى الله عليه وسلم بحبس نفسه فانه امر للنبي صلى الله عليه وسلم بحبس نفسه مع اولئك الذين يدعون ربهم راغبين اليه راهبين منه وترابا النهار في الغداة والعشي يريدون وجهه. والامر له امر لنا وتقديره الامر اصبر ايها واصبروا ايها المؤمنون انفسكم مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهها في قوله ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. وهو نهي له صلى الله عليه وسلم ان يحول عينيه عنهما بالنظر الى متاع الحياة الدنيا. لان مد النظر الى متاع الحياة الدنيا يعلق القلب بها. فان العينين بمنزلة الكلية الشام الذي اذا اطلق في شيء اجتنبه. فاذا اطلق العبد بصره في محمود ان جذبه الى قلبه. واذا اطلقه الى مذموم جذبه الى قلبه. ولهذا ذكر ان النظر عبادة في مواقع منها النظر الى المصحف. فان العينين اذا امتدتا الى المصحف علق بالقلب محبته واذا امتدت العينان الى الاعيان المذمومة من المحرمات او الاعيان الناقصة كمتاع الدنيا تعلقت بالقلب. فجذبت بكلاب النظر الى القلب فحلت فيه والنهي له صلى الله عليه وسلم هو نهي لنا. فنحن منهيون عن ان نمد اعيننا الى متاع الحياة الدنيا على وجهي الاعجاب به على وجه الاعجاب به فان ملأ القلب مد البصر الى متاع الدنيا يجعل القلب معلقا بتلك الاغراض والاعراض الزائلة من الحياة الدنيا. وثالثها في قوله ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا تبع هواه وكان عمره فرطا. وهو نهي له صلى الله عليه وسلم عن اطاعة من كانت هذه حاله من اهل في الغفلة المتبعين اهواءهم المضيعين امر الله. وهو نهي لنا. لان من تركن الى هؤلاء الغافل غفل لان من ركن الى هؤلاء الغافلين غفل. كما ان من صحب الايقاظ النبهاء المقبلين على عبادة الله عز وجل لاستقامة حاله وصلحه. ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. لان صحبة الصادق تحمل على الصدق. كما ان صحبة الكاذب تحمل على الكذب والدليل الخامس قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليها الاية ودلالته على مقصود الترجمة لقوله منهم من قضى نحبه ومنهم من ينفرج وما بدلوك بديلا. فمن المؤمنين رجال صادقون في عهدهم مع عز وجل قضوا نحبهم. اي ماتوا. ومنهم بقية باقية في القرون متمسكون بعهد الله واوفياء اوفياء له لا يبدلون ولا يغيرون. وهذا اغراء للعبد ان يكون من هؤلاء المؤمنين الذين لا يغيرون ولا يبدلون. فان الله عز وجل ذكرهم منحا له في قوله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. والدليل السادس قوله تعالى ولا تتهموا لا تحزنوا وانتم تعلمون. فالآية ادلته على اصول الترجمة بقوله وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين فعلو الانسان بحصول الايمان وعلو الانسان بحصول الايمان كان مؤمنا رفعه الله سبحانه وتعالى واعلاه. ومن كان كافرا اذله الله عز وجل وادناه والدليل الثالث في قوله تعالى لا يغرنك تقل المفسدين السابع. قوله تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يغرنك نهيا له صلى الله عليه وسلم عن الاغترار. بما اهل الكفر من حسن الحال واصابة حظوظهم في الدنيا فان الله عز وجل يمد له في الغيب ويوصل اليهم انواع الانعام استدراجا لهم ليذلهم ويكون جمعهم ويمحق سلطانهم. والدليل قوله تعالى ولن يجعل الله للمؤمن الكافرين عن المؤمنين سبيلا. ودلالته على اصول الترجمة في قوله ولن يجعل الله ان يمتنعوا ان يجعل الله عز وجل للكافرين على المؤمنين طريقا من العلو الغلبة فبالايمان تندفع غلبة اهل الكفران. فبالايمان تنتفع طلبة اهل الكفران وما وجد في الازمنة المتأخرة من تسلط الكفار على المسلمين فمنشأه من فقد الايمان فيهم الله قال وهو اصدق قيلا واصدق حديثا ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. فاذا ثبت ايمانك وصحة اديانهم واستقامت احوالهم فان الله عز وجل لا يدين الكافرين عليهم ولا يجعل لهم فوقهم شوكان. والدليل التاسع حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا لا تزال طائفة من طائفة من امتي قائمة بامر الله. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في خبره الصادق صلى الله عليه وسلم عن دقائق طائفة من امته لا تزال تقوم بامر الله مستمسكة به مقدمة له لا يضر من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون على الاسلام. فمن حفظ الاسلام حفظه الله سبحانه وتعالى بالاسلام. والدليل العاشر حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر. الحديث رواه ابن ماجة. وحسنه وهو كذلك فهو حديث حسن ودلالته على اصول الترجمة في قوله وامر الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ونهارها سواء. اي ان النبي اي ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك الناس على مثل المحجة البيضاء والطريق الواضح الجلي الذي لا يلتمس. فليله ونهاره سواء من جهة الوضوح وعدم الالتباس فالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلط بالباطل ولا يمتزج به. فاذا امتلأت القلوب بالحق لم يدخلها الباطل. وان خلت من الحق فتسلل اليها الباطل. والدليل الحادي عشر حديث الزبير ابن عدي قال اتينا انس ابن مالك رضي الله عنه الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود اذكار الترجمة في قوله اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمان الا الذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه عليه وسلم ففيه الامر بالصبر. وان العبد لا يثبت على دين الله حتى يكون صابرا ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فامرهم بالصبر والمصابرة والمرابطة تأكيدا ان بلوغ الفلاح لا يكون الا لشدة حبس النفس على السبيل الموصلة اليه وهي دين الاسلام فلا طريق الى نيل النجاة الا بالصبر على دين الله والثبات عليه. والدليل الثاني عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بادروا بالاعمال فتنا كبظع الليل المظلم الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن بعد بعثته صلى الله عليه وسلم وانها متكاثرة كافراد الليل المظلم. يعني كقطع الليل المظلم التي تتتابع اي كقطع الليل المظلم التي تتتابع بين ظلام الليل يدخل شيئا فشيئا على انحاء مختلفة. فيبتدأ بالتغشية حتى ينتهي فتلك الاحوال المتتابعة في درجات ذهاب النور هي كحال الفتن. فالفتن يكون منها شيء يزول به بعض النور ثم تكون فتنة يزول بها شيء اعظم من النوم. ثم تكون فتنة يزول بها شيء اعظم مما سبقه. ولذلك تكون حال الناس فيها كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان الرجل يصبح مؤمنا ويمسي كافرا يمسي مؤمنا ويصبح كافرا لما يرى من الفتن فمن شدة تقلبه بين احوال الفتن التي تعرض عليه لا نجاة للعبد من هذه الفتن الا بالاقبال على الله سبحانه وتعالى. فاعظم عروة يتعلق بها المرء وعند ورود الفتن هو الاقبال على الله. ولهذا عظمت العبادة في زمن الفتنة. ففي صحيح مسلم من حديث معاوية ابن قروة عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الهرج كالهجرة اليه كهجرة اليه اي العبادة في زمن الفتنة بمنزلة ثواب الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم. فاعظم سبب يستوثق به العبد عند وروده الفتن هو الاقبال على الحق سبحانه. لان الخلق محجوبون بالخلق. والمقبل على الله بالعبادة متخل مع الحق سبحانه وتعالى بعبادته فيحفظه الله عز وجل بها. وهذه حال الناس في الفتن. فان الناس في الفتن يترصدون الاخبار ويتتبعون احوالها ويبثونها وربما شاركوا فيها فتلطفون بنجاستها. اما المتحفظون منها الحاسرون ثيابهم عن نجاستها وهم المقبلون على الله سبحانه وتعالى المنشغلون بعبادته. فيضرب الله عز عز وجل عليهم حصنا منيعا يقيهم به الله سبحانه وتعالى شراء الفتن. والدليل الثالث عشر حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وفيه قوله صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبي قبلي. الحديث رواه مسلم ودلالته على وصول الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ناعتا زمانين وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها. ثم قال وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي. ثم تنكشف وتجيء الفتنة. فيقول المؤمن هذه هذه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يمينه. يعني ضربة يمينه فان اصل بيعة يكون بالصف باليد بان يمد المبايع بان يمد المبايع يده على السبل ثم يضرب فيها المبايع كالمصافح قابضا لها تأكيدا لثبوت البيعة له. وثمرة قلبه يعني صدق قلبه في الاقبال عليه من السمع والطاعة. فليطعه ان استطاع فان جاء اخر ينازعه اضرب نلقاه الاخر فهذا مما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم من سبل النجاة في الفتن ان يتمسك العبد بدين الله فتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وان يعامل الناس بما يحب ان يعاملوه في وان يلزم الجماعة والامامة وان يلزم الجماعة والامامة. فلا ينقض البيعة فرحا بوالد الذي يرجو منه شيئا يصيب به حطاما من الدنيا فيفسد اخرته وربما لا يصيب ما اراده من دنياه. والحديث الرابع عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيه ثم قالوا يا رسول الله صفهم لنا قال نعم هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قال يا رسول الله فما ترى ان ادركني؟ قال الزم جماعة المسلمين وامامهم. وجماعة المسلمين هم اهل الحل والعقد المجتمعون على الحق. اهل الحل والعقل المجتمعون هنا على الحق والامام هو المتولي ولاية الحكم فيهم والامام هو المتولي ولاية الحكم والسلطان فيهم. فقوله صلى الله عليه وسلم يلزم جماعة المسلمين وامامهم امر بلزوم شيئين احدهما لزوم الجماعة فلا تخرج عنها. والاخر لزوم الامامة فلا تنبض بيعتها لزوم الامامة فلا تنقض بيعتها. والموصي بهذا هو ارحم الناس بالناس وانصح الناس للناس للناس وخير الناس للناس محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال حذيفة فقلت فان لم لهم جماعة ولا امام. فاذا لم تكن لهم رؤوس مجتمعة يرجعون اليهم من اهل الحل والعقدة. وليس لهم امام يتولى ولاية الحكم بل هم في هرج ومرج. فقال صلى الله عليه وسلم فاعتزل تلك كلها لانه اذا لم تكن لهم جماعة ولا امام فانهم يكونون فرقا واحزابا والاحزاب لا تنصر الاسلام فهي لا تعين اهله على الخير ولا تمنعهم من الشر. فليس في الاسلام الا جماعة واحدة. ولا حزب فيه الا اسم واحد هم حزب الله المؤمنون به المصدقون رسوله صلى الله عليه وسلم المتبعون امره ولا يجوز ان فيه احزاب ولا جماعات. فان هذا من اسباب الشر في المسلمين. كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال لحذيفة لما ذكر له الحال لانهم يكونون على احزاب وجماعات مفترقة فاعتزل تلك الفرق كلها. فهذا هو والحل الناجح والدواء النافع الذي ارشد اليه ارحم الخلق بالخلق وخير الخلق للخلق صلى الله عليه وسلم ثم قال ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك. يعني ولو ان تأخذ جذع شجرة فتمسك عليه باسنانك. مبالغة في الاعتزال حتى يأتيك الموت وانت على تلك الحال هذه الجملة فيها ابطال ما يدعيه الناس من ابداء الرأي واتخاذ المواقف. فان ابداء الرأي واتخاذ المواقف شيء من الاهوال التي تجذب الناس ولكن الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم هو اعتزال تلك الشرور. والصدف عنها حفظا لدين المسلم فان المسلم اذا عرض نفسه للفتن ليس الخوف ان يذهب ان تذهب نفسه ولا ان يذهب ماله ولا عرضه ولكن الخوف ان يذهب دينه فيصبح مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الحياة الدنيا فهو يترك امر الله ارضاء لحزب. ويرتكب ما حرمه الله ارضاء لحزب. فيضيع دين الله عز وجل بين حزب وحزب والناجي هو الذي يجعل ملء قلبه ملاحظة امر الله سبحانه وتعالى وما ارشد اليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الذي يكون عليها الخلق ولو فات العبد باعتزالهم حظه من الدنيا فليس على ذلك اسف ولكن الاسف ان تطلب وحظك من الدنيا ثم يذهب حظك من الدنيا ومن الاخرة معا. والدليل الخامس عشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا السلام غريبا الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم وسيعود كما بدأ غريبا فهو خبر عن عود الاسلام في اخره الى الغربة في اوله. والغربة هي التفرد عن الناس واهل الزمان والغربة هي التبرج عن الناس واهل الزمان ولاهلها الحظ الاوفر لقوله صلى الله عليه وسلم فطوبى للغرباء وطوبى فعلى من الطين. فهي تشمل جميع الطيبات من الاعتقادات والاقوال والاعمال ومن افراد ذلك اشهد الرجل الذي في الجنة المسماة شجرة طوبا فانها واحد من افراد الامور الطيبة التي جعلت جزاء للغرباء. والغربة الممدوحة هي ما كان فيها العبد على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هذا هو الذي يمدح وليس المراد مجرد التفرد عن اهل الزمان بل المراد التفرد بالكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. والدليل السادس عشر حديث تميم الجاني رضي الله عنه عنه ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار. ولا يترك الله بيت مثل ولا وبر. الحديث رواه احمد وصححه ابن حبان والحاكم واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ليبلغن هذا الامر يعني الدين ما بلغ الليل والنهار اي ما انتهى اليه الليل والنهار فسيبلغ الاسلام الارض كلها ولا يترك الله مدني اي بيتا مبنيا من طين. بيت مدر اي بيتا مبنيا من طين ولا بيت وبرن. اي بيتا مبنيا من شعر الابل وغيرها الا ادخله الله هذا الدين. اي صار فيه من يدين بدين الاسلام. بعز فلا عز فوق عز الله سبحانه وتعالى ولا ذل اردى من اذلاله سبحانه وتعالى لاعدائه. فالله عز وجل متكفل بنصرة دينه واظهار عزته. والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا السلام عليكم دار قوم مؤمنين. الحديث رواه البخاري ومسلم ومن المتفق عليه على مقصود الترجمة في قوله في قوله صلى الله عليه وسلم وجدت ان قد رأينا اخواننا فقال اصحابه رضي الله عنهم اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي واخواني الذين لم يأتوا بعد فاخوان النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يكونون بعده. فاخوان النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يكونون بعد ممن يؤمن به ولم يلقه. ممن يؤمن به ولم يلقه. والناس بالنسبة الى النبي صلى الله عليه وسلم قسمان والناس بالنسبة الى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان احدهما اصحاب النبي الله عليه وسلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم من لقيه مؤمنا به ومات على الاسلام. وهم من لقيه مؤمن مؤمنا به ومات على الاسلام. والاخر اخوان النبي صلى الله عليه وسلم اخوان النبي صلى الله عليه وسلم وهم من لم يلقوا وكان مؤمنا به ومات عن الاسلام. وهم من لم يلقى وكان مؤمنا به ومات على الاسلام فاذا فاتتك صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفك اخوة النبي صلى الله عليه وسلم وتبات قدمك على جسر الاخوة للنبي صلى الله عليه وسلم على قدر ثبات قدمك على دين الاسلام فمن وسخت قدمه في معرفة دين الاسلام وامتثال شرع الله كان احق الناس باخوة النبي صلى الله عليه وسلم فالناس متفاضلون في حظهم من هذه الاخوة على حسب حظوظهم من امتثال الشرع. فمن كان الامتثال له صادق الاتباع كان اقرب الناس للاخوة للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن تقاعدت به نفسه عن كمال الامتثال وصحة الاتباع فقد نزل بنفسه منزلا حضيظا بالنسبة الى اخوة صلى الله عليه وسلم نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا له صلى الله عليه وسلم اخوانا مؤمنين وان يتولانا بالصالحين وان يحيينا عن الاسلام والدين وان يفجأنا برعايته. ويرعانا برعايته. اللهم حبب الينا الايمان وزينه قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا ثيابه وهذا اخر هذا الدرس وانوه بامور اولها سيكون بعد المغرب درس في شرع كتاب الباقيات الصالحات من الاذكار بعد الصلوات وبعد العشاء في منظومة الكبائر. وتانيها ان من اراد ان يحصل على المجموع الحاوي للكتب التي يتم شرحها فيمكنه الحصول عليه من ادارة التوجيه والارشاد عند باب اجيال وهو مطبوع باسم مقررات برنامج تعليم الحجاج وثالثها ان من اراد ان يسأل عن شيء مما ذكرناه او شيء يتعلق بالحج او غير ذلك فانه يكتبه في ورقة ثم نجيب عليه ان شاء الله تعالى بعد درس العشاء. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين سمع الي جميعا لمن سمع الجميع ومن عليه فوز يطلقه النورين في كتاب النورين بقراءة غيره صاحبنا فلان فلان او فلان اتم له ذلك في مجلس في مجلسين تم له ذلك في مجلسين في الميعاد المقبل في محله من نصرته واجزت له رواية خاصة بمعين معين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح من ذلك واوصاه ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوم الخميس غرة او الاول من شهر ذي الحجة سنة خمسة وثلاثين بعد اربع مئة والالف بالمسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة الحمد لله اولا واخرا