السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من من عباده الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى آله وصحبه اما بعد في هذا شرط في كتاب التاسع من برنامج تعليم الحجاج في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. كتاب مختصر في اصول العقائد الدينية. من علامة عبدالرحمن ناصر بن سعدي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين بعد الثلاثمائة والالف. نعم بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الامام عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى في كتابه مختصر في اصول العقائد الدينية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين. اما بعد فهذا مختصر جيد فهذا مستشار جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اختصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير لفصل الكلام ولا ذكر ادلتها. اقرب ما يكون لها انها نوع من البهريس. للمسائل لتربى اصول ومقامها ومحلها من الدين. ثم من له رغبة بالعلم يطلق بسطها وبراهينها. يطلب بسطها من اماكنها وان يسر الله وفسح في اجله. قصدت هذه المطالب ووضحتها بادلتها تبدأ المصنف رحمه الله كتابه بالبسملة. ثم اعجبها بحمد الله رب العالمين. ثم الصلاة على محمد وآله وصحبه واتباعه الى يوم الدين. مقتصرا عليها دون ذكر وهو جائز بلا كراهة في اصح قولي اهل العلم. والصلاة والسلام لهما لهما ثلاث مراتب. المرتبة الاولى الجمع بينهما. بان يقول العبد اللهم صلي وسلم على محمد والمرتبة الثانية على الصلاة بان يقول اللهم صلي على يا محمد المرتبة الثالثة الاقتصار على السلام بان يقول اللهم سلم على محمد والمرتبة الاولى هي الجملة بين هذه المراتب الثلاث. ولا اختلاف بين اهل العلم في جمعهما تقديما وتأخيرا. وانما اختلفوا من مرتبتين الثانية والثالثة. والصحيح انهما جائزتان بلا كراهة. الا انهما دون الاولى بالاجر فالاولى اوفر اجرا واكمل ذكرى ثم دفع المصنف رحمه الله ان هذه الاكذوبة هي مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة. والمختصر من الكلام ما قل مبناهم وجل معناه فهو جامع وصفين. احدهما قلة المباني الاخر جلالة المعاني. احدهما قلة المباني. والاخر جلة المعاني وهذا المختصر موضوع في اصول العقائد الدينية. والاصول الكبيرة المهمة اقتصر فيه مصنفه على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام. وذلك لادلتها فهو عنده بمنزلة ما ذكر في قوله اقرب ما يكون لها انها نوع من المسائل اي هي بمنزلة الكشاف الحاوي للمسائل. فان الفجلستا كلمة اعجمية عربت بحرف تائهات فيقال الفهرس والفهرس بفتح الفاء وكسرها ومعناه الكشاف واصله الديوان الذي يدون فيه اسماء التأليف ثم سمي كل ما يدل على افراد المسائل المذكورة في مصنف الماء فيه رسم ان يسمى بما هو عربي صل. وهو الكشاف. فيقال كشاف المسائل. فهو اكمل من قولهم فهرس المسائل. ومقصود المصنف رحمه الله من الاختصار. على هذه النبذة عن الوجه الذي ذكره هو ما قاله لجعل اصولها ومقامها ومحلها من الدين. فالحامل له على هذا الاختصار هو تعريف بوصول المسائل الدينية الاعتقادية ومقامها ومحلها في الدين ثم من له رغبة اي محبة وتشوف الى العلم فانه يطلب بسطها وبراهينها من يعني من مضانها المرجوة. وهي المطولات من التأليف بالاعتقاد. واوسع مصنفات في ذكر الادلة من القرآن والسنة على المسائل العقلية هو كتاب شيخ شيوخنا العلامة حافظ للحكم واسمه معارج القبول. شرح سلم الوصول. فان هذا الكتاب هو اوسع كتب الاعتقاد الاثري السني التي حوت دلائل مسائل الاعتقاد من الكتاب والسنة بما عز نظيره عند ظيره. ثم تمنى المصنف رحمه الله ان يفسح له في الاجل. ليضع كتابا يبين فيه هذه المسائل على وجه البسط فقال وان يسر الله وفسح في الاجل كسرت هذه المطالب ووضحتها بادلتها. واحترمته المنية رحمه الله فلم يضع كتابا شارحا بمفاصل هذا الكتاب مبينا ادلته وفراهينه. نعم. قال قال رحمه الله الاصل الاول التوحيد حد التوحيد الجامعي انواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة. فدخل في هذا التوحيد الذي هو اعتقاد في رابط الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير. الرزق والرازق توحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من باسمائه الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تهديد. ومن غير تحريف ولا تعطيل. وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده بانياس العبادة وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقادك ما مع اعتقاد كمال الوهيته. فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه شاء الله قالوا ما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير. وانه الغني الحميد وما سواه فقير اليه من كل وجه ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان فيها ثلاث درجات. ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته. فالعلم بانه عليم ذو علم ويعلم كل شيء قدير ذو قدرة ويقدر على كل شيء الى اخر الى اخر ما له من الاسماء المقدسة ودخل في افات علوه على خلقه واستوائه على عرشه. ودخل في ذلك علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على وجه الله بجلاله وعظمته ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها وصفات فعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته. كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش. والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان جميعها تثبت وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل انه فعال لما يريد. ويتكلم بما اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موثوقا وبالرحمة والاحسان معروفا ودخل ودخل في ذلك بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدا واليه يعود. وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ وان كلامه لا ينفذ ولا يبيت. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا هنا فات بين كمال علوه وكمال قربه. لانه ليس كمثله شيء لانه ليس كمثله شيء في جميع وصفاته ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به. حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب السنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامنا على وجه يليق بعظمة الباري. ويعلم انه كما انه ولا نماثله احد في ذاته ولا يماثله احد في صفاته. ومن ظن ان في بعض العقل وظن ان في بعض ما يوجب تأويل بعض الصفات من غيره على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مهينا. ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئته تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقع فيها افعالهم وهي متعلق الامر والنهي. وانه لا يتنافى الامران اثبات مشيئة الله العامة الشاملة للذوات والافعال والصفات واثبات قدرة العبد على افعاله واقواله. ولا يتم توحيد العبد حتى العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله. وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيد كل المنافاة وهم ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى. وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر. وهو كل وسيلة قريبة نتوصل بها الى الشرك اذا شرب كالحنيني بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك والناس في في التوحيد على درجات متفاوتة بحسم بحسب بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فاكملهم في هذا الباب لمن عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ومعانيه الثابتة ومعانيها الثابتة في الكتاب سنة وفهمها فهما صحيحا فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته اليه والجذاب بجميع دواعي قلبه الى الله تعالى متوجها اليه وحده لا شريك له ووقعت جميع حركاته وسكناته ووقع الجميع وحركاته وسكناته في كماد الايمان والاخلاص التام لا يشوبه شيء من الامراض الفاسدة. فاطمئن الى الله معرفة وانابة. وفعلا وتركا. وتكميلا وتكويلا لغيره بالدعوة بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فنسأل الله من فضله وكرمه تفضل عليها بذلك. بل المصنف رحمه الله كتابه على خمسة فصول ابتدأها بالاصل الاول وهو وهو التوحيد. تقديما له لجلالة قدره وعلو شأنه فان المعظم مقدم والتوحيد هو اجل هذه الاصول الخمسة المذكورة في هذا الكتاب وابتدأ بيانه هذا الاصل بقوله حد التوحيد الجامع انواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة مريدا بيان حقيقة التوحيد الشرعية. والذي دلت عليه دلائل الوحيين قرآنا وسنة ان التوحيد يجيب شرعا على معنيين. ان التوحيد يجيء شرعا على معنيين معنى عام. وهو افراد الله بحقه. احدهما معنى عام وهو الله بحقه فما ثبت كونه حقا لله عز وجل فافراده به توحيد والاخر معنى خاص. وهو افراد الله بالعبادة. معنى خاص. وهو افراد الله بالعبادة. والعبادة واحد من تلك الحقوق التي لله. لا انما خصت بهذا المعنى لجلالة قدرها فان اعظم حقوق الله التي طالبنا بها هو افراده سبحانه وتعالى بالعبادة. ثم ذكر المصنف رحمه الله انه يدخل القلوب في هذه الحقيقة الشرعية للتوحيد التي ذكرها في حده توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء وتوحيد وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الاهية والعبودية وموجب دخول هذه الانواع الثلاثة في توحيد الله ان اصل التوحيد هو افراد الله وتتبع دلائل الكتاب والسنة يبين ان حقوق الله التي له ثلاثة يبين ان حقوق الله التي له ثلاثة اولها حق الربوبية اولها حق الربوبية واياك وثانيها حق الالوهية. وثالثها حق الاسماء والصفات وثالثها حق الاسماء والصفات. والتوحيد كما عرفت هو افراد الله بحقه. فحين اذ يكون من توحيده سبحانه وتعالى افراده في حق الربوبية. ومن توحيده افراده في حق الالوهية ومن توحيده افراده في حفر الاسماء والصفات. فيتحصل من الاقامة الافراد في هذه الحقوق ان انواع التوحيد ثلاثة اولها توحيد الربوبية وثانيها توحيد الالوهية والعبادة. وثالثها توحيد الاسماء والصفات. ثم بين المصنف رحمه الله حقيقة كل نوع من انواع التوحيد. فقال في توحيد الربوبية هو اعتقاد في راديو الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير. وهذه الافراد مذكورة هي من اجل افعال الله سبحانه وتعالى. فان مدار افعال الربوبية التي دوران ذكرها في القرآن اربعا. احدها الخلق. وثنيها الملك وثالثها الرزق ورابعها الامر وهو التدبير والتصريف. فهؤلاء الاربع المذكورات هي اجل ما يكون من افعال رب الارض والسماوات. واقتصام المصنف على بعضها. لعظمته بينها الا انه يؤول ادراكا الى ان المراد بتوحيد الربوبية هو افراد الله بافعاله فانه لم يذكر سوى ذلك. وترك ركنا اصيلا من حقيقة توحيد الربوبية للفرع به وهو افراد الذات. فان هذه الافعال لا تكون الا عن ذاتي فحقيقة توحيد الربوبية شرعا هو افراد الله في ذاته وافعاله حقيقة توحيد الربوبية شرعا هو افراد الله في ذاته وافعاله. واغفال ذكر افراد الذات هو الاستغناء بثبوته. اذ لا تكون الافعال الا صادرة عن ذلك للاستغناء عن ذكره اذ لا تكون الافعال الا صادرة عن ذات. واما توحيد الاسماء والصفات اليه المصنف بقوله وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة. فتوحيد الاسماء والصفات شرعا هو افراد الله وفي اسمائه الحسنى وصفاته العلى وافراد الله في اسمائه الحسنى وصفاته العلى وله وطنان. او وقيامه على اصلين. وقيامه على احدهما اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات والاخر تنزيهه سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق تنزيهه سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق. فعلى هذين الاصلين يدور توحيد الاسماء والصفات. ثم المصنف توحيد الالوهية والعبادة قائلا هو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها وافرادها فحقيقة توحيد العبادة شرعا افراط الله بالعبادة. ويسمى توحيد الالوهية ايضا فله الفاظ منها توحيد العبادة ومنها توحيد الالوهية وهو سمي توحيد العبادة باعتبار ان المقصود فيه افراد الله بالعبادة. وسمي توحيدا الالهية لان مطلوبة من العبد فيه هو تأليف الله عز وجل من حب والخضوع. ثم بين المصنف رحمه الله طرفا مما يندرج في هذه الانواع الثلاثة من التوحيد. فذكر ان توحيد الربوبية فيه اثبات القضاء لان الامر كما ذكره احمد ابن حنبل رحمه الله اذ قال القدر قدرة الله القدر قدرة الله. فهو ناس عن فعل من افعاله. تبعا لصفة القدرة فالقدر فعل الله عز وجل فهو يعز من يشاء ويذل من يشاء ويحيي من يشاء ويميت من يشاء وكان ابو ابن عقيم وابن تيمية الحبيب يستحسنان قول احمد بالقدر انه قدرة الله لما فيه من بيان حقيقة وانه لكمال قدرة الله سبحانه وتعالى تجلت هذه القدرة فيما يقدره لعباده من الاجال والارزاق. ثم ذكر رحمه الله مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة. اي كما ثبت من اسم من اسماء الله او صفة من صفاته وجب علينا اسباب معانيه بما تعرفه العرب من كلامها. فان الله سبحانه وتعالى خاطبنا بالقرآن العربي وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عربيا. فما ابدوه من الكلام في باب الخبر او الطلب حمل على المعاني التي يعرفها العرب في كمالها وفي كلامها. ومن جملة ذلك ما ذكره الله او ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم اسماء الله وصفاته فان معانيها تكون على ما تعرفه العرب من كلامها. ثم ذكر المصنف ان الايمان من الاسماء والصفات له ثلاث درجات. وهذه الدرجات الثلاث تسمى اركان الايمان بالاسماء والصفات او كان الايمان بالاسماء والصفات. فاولها الايمان بالاسم الالهي وثانيها الايمان بالصفة المضمنة بذلك الاسم الايمان الالهية المضمنة ذلك الاسم. وثالثها الايمان بحكم الصفة. الايمان بحكم هو الاسم الالهي شرعا هو الاسم هو اسم موضوع للدلالة على ذات الله وكمال يتعلق به. الاسم الموضوع للدلالة على في الله وكمال يتعلق به. كاسم الرحمن والكريم والحليم. والصفة الالهية شرعا هي ما دل على كماله يتعلق بذات الله. ما دل على كمال بذات الله كعلم الله وكرم الله وحلم الله. وحكم الصفة يطلق على معنيين وحكم الصفة يطغى على معنيين. احدهما الاثار الناشئة عنها. فانها تسمى حكما اذا الاثار الناشئة عنها فانها تسمى حكما للصفة. كانزال المطر اثر من اثار ايش؟ رحمة الله سبحانه وتعالى. والاخر النسبة بين الصفة ومتعلقها. النسبة بين الصفة الالهية ومتعلقها. فانه يسمى ايضا حكم الصفات كالنسبة بين علم الله ومتعلق صفة العلم وهي المعلومات. بالنسبة بين صفة العلم ومتعلق بالصفة وهي المعلومات. بالنسبة بينهما هي الصلة بينهما تسمى حكم الاصطفاء افاد هذين المعنيين لحب الصلة ابو عبد الله ابن القيم في مدارج في الكبيرة الشافية وابن عيسى البضاعي في شرحها هو محمد خليل هراس الازهري في شرحها ايضا فهذه الاركان الثلاثة هي اركان الايمان بالاسماء والصفات فمثلا من اسماء ربنا سبحانه وتعالى العليم. فيكون الايمان اول اولا بان تؤمن بان العليم اسمه من اسماء الله. ثم تؤمن ثانيا بان من صفاته ايش؟ العلم. ثم تؤمن بان الله يعلم كل شيء. وتكون الاركان ثلاثة في الاسماء المتعدية. اما الاسماء اللازمة فلا يكون فيها الا كاسم الحي لله. كاسم الحي ليس فيه الا امران احدهما الايمان بالاسم وهو الحي انه من اسماء الله والاخر الايمان بالصفة وهي حياته سبحانه وتعالى. واما حكم الصفة فلا وجود له لان الاسم لازم ففعله حيا لا احيا. فلا يكون متعديا الى مفعول به فالتدريج للاركان محله اذا كان الاسم متعديا في اصل فعله. واما اذا كان لازما فليس له سواه ركنين ثم ذكر المصنف بعد ان مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا عن الوجه اللائق بجلاله وعظمته سبحانه تعالى ثم ذكر مما يدل في ذلك الصفات الذاتية والصفات الفعلية الصفات الذاتية والصفات الفعلية. والفرق بينهما ان الصفات الذاتية هي الصفات الملازمة ذات الله. هي الصفات الملازمة ذات الله. فلا تنفك عنها ابدا كالعلم والحياة والقدرة. واما الصفات الفعلية فهي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله واختياري. هي الصفات التي تتعلق بمشيئة الله واختياره فاذا شاء الله سبحانه وتعالى اتصف بها. واذا لم يشأ الله سبحانه وتعالى لم يتصف بها. ومن كما ذكره ابن الحاج المالكي ان الصفة الذاتية لا يجوز وصف الله بها مع وصفه بمقابلها كالعلم والجهل. واما الصفة الفعلية فيجوز وصف الله بها وبمفاضلها. كالرحمة والغضب. وهذا لطيف في التفريق بينهما. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان كل صفات الله قائمة بذاته. اي غير بائنة منه فليست منفصلة عن الله عز وجل بل هو متصف بها. ولذلك قال المصنف في تحقيق الصفات الفعلية وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل انه فعال لما يريد الى اخر ما ذكر ثم ذكر مما يدخل في الايمان بالاسماء والصفات الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وقوله بدأ يجوز فيه وجهان احدهما ان يكون بالهمز بدأ من الابتداء تكلم به حقيقة. والاخر ان يكون بدا بلا همز. من الغدو وهو والظهور ويكون ايضا معناه ان الله تكلم به حقيقة. واما قوله واليه يعود فاصح المعاني المذكورة فيها عند اهل السنة ان المراد بعود القرآن ان الله يرفعه في اخر الزمان من السطور والصدور فلا يبقى في كتاب في مصحف منه شيء ولا يبقى في صدر احد منه شيء. وافرز الحبل الضياء المقدسي كتابا في هذه المسألة. اسمه اختصاص القرآن الكريم بعوده الرحمن الرحيم ذاكرا دلائله الاثرية من السنة وما جاء عن الصحابة والتابعين. ثم ذكر بعد ذلك انه المتكلم به حقا اي بحروفه ومعانيه. فالقرآن حروفه ومعانيه من الله سبحانه تعالى ثم قال وان كلامه لا ينفذ ولا يبيت اي لا ينطوي ولا ينتهي اي لا ولا ينتهي. ومحل ذلك كلامه المتعلق بالامر الكوني. كلامه المتعلق بالامر الكوني. اما كلامه المتعلق بالامر الشرعي فان اخر ما انزله الله سبحانه وتعالى من كتبه على انبيائه هو القرآن الكريم الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم. فلا ينزل على احد من بعده شيء من كلام الله يتعلق بالامر الشرعي. واما الامر واما الكلام المتعلق بالامر الكون انه لا يزال لا ينقضي ولا يميل كما قال المصنف. فكل امر يأمر الله سبحانه وتعالى به يتعلق بالتقدير والكون هو من هذا الجنس. ثم ذكر انه دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب انه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. فهو سبحانه وتعالى علي في قريب في علوه فله سبحانه صفة العلو وله سبحانه صفة القرب ايضا. والقرب صفة تختص بالمؤمنين. في اصح اقوال اهل العلم. لانها تتضمن النصر والتأييد. وهذا المؤمنين دون غيرهم. واما معيته سبحانه خلقه فتكون للمؤمنين ولغيرهم. فمعيته للمؤمنين بالنصر حيث وعرفوا لغيرهم بالعلم والاحاطة وهو الذي دلت عليه دلائل القرآن والسنة واختاره جماعة من المحققين ابن تيمية ثم ذكر رحمه الله انه من ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها لقد ضل ضلالا مبينا. لان العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح. بل نقول الصريحة والسنة لا تأباها العقول الصحيحة. واما الخيالات والتوهمات التي تقع بأذهان الخلق فمثلها بضاعة كاسدة لا يعارض بها. الخطاب الشرعي والله سبحانه وتعالى لما بعث الانبياء جاءوا بهذا الدين الذي فيه محارات العقول. لا محالاتها ففيه ما يحير العقول لكن ليس فيها ما تحيله العقول فان العقول تنقطع دون كمال لما يكون في تلك الرسالات التي بعثها الانبياء. اما انها تحيل شيئا منها وتحكم باحالتها بدون ذلك خرط القتال لان الذي بعث هؤلاء الانبياء وانزل عليهم الكتب وامرهم بما امرهم هو الله سبحانه وتعالى الذي خلق عقول الخلق. ثم ذكر رحمه الله انه لا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد انها على العباد مخلوقة لله الى اخر ما ذكره في هذه المسألة التي تسمى افعال العبادة ما فيها لاهل السنة ان اهل السنة يعتقدون ان العهد له مشيئة واختيار تابع مشيئة الله واختياره. فلك في نفسك اختيار فيما تفعله وتذرت. لكن هذا الاختيار انت فيه هو تابع لاختيار الله سبحانه وتعالى ومشيئته. فلست انت بمنزلة الالة التي لا اختيار لها وانما هي بيد محركها. ولا انت ايضا متصرف في هذا الكون بما تشاء. دون حكم الله عز وجل عليك فهو مالك لكن لك مشيئة تختار بها هي تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى واختياره. ثم ذكر نصنف انه لا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في اراداته واقواله وافعاله. فالتوحيد الا بوجود الاخلاص. والاخلاص شرعا هو تصفية العبد قلبه من ارادة غير الله. تصفية العبد ظلمه من ارادة غير الله. ثم ذكر المصنف ما يترتب على توحيد العبادة والاخلاص من البراءة من الشرك والاصغر لان المخلص لله لا يبقى في قلبه ارادة لسواه. فيبرأ من فوائد الشرك الاكبر اصغر ولا يعاني مكافأة الرياء الا من طمع في الاخلاص. قال الشافعي وسام ابن عبد الله لا يعرف الرياء الا المخلصون. لا يعرف الرياء الا المخلصون. اي لا يجد هذا الوالد من الرياء الا من يعاني في طلب الاخلاص. ثم ذكر رحمه الله ما يفرق به بين الشرك الاكبر والاصغر وكلاهما وباين للاخلاص. فان الشرك ينقسم باعتبار قدره الى نوعين. احدهما شرك اكبر والاخر شرك اصغر. وهذه القسمة قسمة قديمة. وليست وليدة قرن او قرنين كما يزعمه الجاهلون فعند الحاكم باسناد حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر. وقوله من الشرك الاصغر فيه فائدتان احداهما اثبات معرفتهم الاصابع والاخر اثبات معرفتهم بالشرك الاكبر. فانه لا يسمى الشيء اصغر الا في مقابل ايش؟ الا في اكبر ثم ذكر رحمه الله ما ينضبط به الشرك الاكبر والاصغر فجعل الشرك فجعل الشرك الاكبر جعل نوع من انواع العبادة لغير الله وجعل الشرك الاصغر كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك وابين من هذا يقال ان الشرك الاكبر وجعل شيء من حق الله لغيره يزول به اصل الايمان. جعل شيء من لله لغيره يزول به اصل الايمان. وان الشرك الاصغر جعل شيء من حق الله لغيره يزول به كمال الايمان اي شيء من حق الله لغيره يزول به كمال الايمان. فمن تلبس بالشرك الاكبر زال ايمانه خرج من الاسلام الى الكفر ومن تلبس بالشرك الاصغر نقص ايمانه فلم يخرج من الاسلام الى الى ولكنه وقع في امر عظيم وهو شيء من الشرك الذي لا يخرج به من الاسلام. ثم بين رحمه الله ان الناس بالتوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته فالناس يتفاوتون في حظوظهم من التوحيد باعتبار ما يقوم في قلوبهم من حقيقته. وهي افراد الله سبحانه وتعالى وتعظيمه واجلاله. فان مدار ما يوجد في القلوب من التأليف هو على الحب والخضوع. فعلى قدر ما يكون في قلب العبد من حب الله والخضوع له يكون توحيده فمن الناس من يعظم حبه لله وخضوعه له فيكون توحيده عظيما ومن الناس من تكون محبته لله مدفونة وكذا خضوعه له. فيكون توحيده دون مرتبة الاول واحدنا يزيد توحيده وينقص باعتبار ما يوجد من هذه المعاني. فان الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته وامرنا بان نملأ قلوبنا بحبه والخضوع له. فاذا زوحم حبه والخضوع له في قلوب بغيره نقص قدر عبودية الله فيها بقدر ما يدخل فيها من الوارد. قال ابن القيم رحمه الله من الريح الذي خلقوا له فظلوا بذكر النفس والشيطان. اي ان من الناس من يهرب من عبوديته التي خلق لها العبودية لله سبحانه وتعالى فيبتلى بان يكون عبدا لغير الله كعبوديته لنفسه وللشيطان في طاعته في طاعته وطاعتها في شهواته التي يطمع فيها. ثم ذكر المصنف ان اكمل الناس حالا من امتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه الى ان قال واطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتهويلا لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم الذي هو توحيد الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله الاصل الثاني الايمان بالابوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله. وجعلهم مسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. وانهم اكثر الخلق علما وعملا اصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رزين. وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى. وانه لا يستقر في في خبرهم وتغييرهم الا الحق والصواب. وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوهم من الله. ومحبتهم تعظيمهم وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على مر الوجوه معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك والتزام طاعته في كل شيء بتصديق لامره واجتناب نهيه ومن ذلك انه خاتم النبيين قد نسخت شريعته قد نسخت شريعته جميعا الشرائع وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فلا نبي بعده ولا شريعة غير شريعته في اصول الدين وفروعه ويدخل بالايمان بالرسل الايمان بالكتب. فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاضلة ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك. وكل ما كان وكل من كان اعظم علما في ذلك وتصديقا وانحرافا وعملا كان اكمل ايمانا. والايمان بالملائكة القدر دافن في هذا الاصل العظيم. ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلاف كما يقوم دليل نقلي على خلافه. فالامور العقلية والحسية النافعة تجد تجد دلالة دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها. حادة على تعلمها وعملها. وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها. وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها قلوب الايمان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. بل وسائر بل وسائر الرسل. نشر المصنف رحمه الله والاصل الثاني من الاصول الخمسة المذكورة بهذا الكتاب. وهو الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. ومبنى هذا الاصل كما قال ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وإنسانه وجعلهم وسائل بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه الانبياء والرسل هم وثائق بين الله وبين خلقه. لكن هذه الوساطة تختص بشيء واحد وهو بلاغ الدين فالانبياء مأمورون بان يبلغوا امر الله عز وجل ودينه الى الخلق فليسوا وسارقة في النفع والظلم والخفض والرفع بل هم وسائل في امر مخصوص وهو تبليغ الدين. ثم ذكر المصنف ان الله ايد الانبياء جاء بالبراهين يعني الادلة الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. وهذه الادلة تسمى دلالة النبوة والمراد بدلائل النبوة الايات العظيمة الدالة على صدق الايات العظيمة الدالة على صدق الانبياء. وتسميتها معجزات تسمية حادثة فان الاعجاز لفظ اجنبي عن الكتاب والسنة. مبني على اصل من اصول المعتزلة يتعلق بالامر الخالق في النبوة والكرامة والشعوذة عند السحرة ليس هذا محل بيانه والموافق للوضع الشرعي والتصرف السلف رحمهم الله ان تسمى هذه البراهين بدلائل النبوة وفيها صنفوا كتبا كدلائل النبوة لابي معين الاصفهاني ودلائل النبوة ابي بكر البيهقي في اخرين من الاوائل. ثم ذكر رحمه الله ان الانبياء اكمل الخلق علما وعملا اصلحهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بخصائص وفضائل لا يلحقهم فيها احد. وان الله برأهم من كل خلق خليل. فالانبياء والرسل هم اكمل الخلق حالا. فاختصهم الله بذلك ومن عليهم به فلا نشاركهم فيما انتصروا به وتحلوا من كمال الخلال احد سواهم. ثم ذكر انه معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى. والمراد بعصمتهم حفظهم من الغلط في والمراد بعصمتهم حفظهم من الغلط في البلاغ فانه قال معصومون اي محفوظون بما يبلغون عن الله تعالى اي في البلاغ عن دين الله سبحانه وتعالى. وتسمية هذا الحفظ عصمة ليست الكتاب ولا بالسنة وانما الذي في الكتاب والسنة للسميات صدقا. فالانبياء صادقون. مصدوقون لهذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق المصدوق. ولم يكن في عرف الاوائل تسميته صلى الله عليه وسلم بالمعروف معصومة فالموافق للوضع الشرعي في الخطاب الديني من القرآن والسنة ان يسمى بذلك صدقا لا عصمة اشار الى هذا ابن تيمية في كتابه ثم ذكر المصنف رحمه الله انه يجب الايمان به الانبياء وبكل ما اوتوه من الله اي من دلائل صدقهم. ويجب على العبد محبتهم وتعظيمهم ان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. لانه اكمل الانبياء. فما ثبت له من الكمالات هو صلى الله عليه وسلم فيهم المقدم وهو صلى الله عليه وسلم بينه فيهم في المعظم. ثم ذكر رحمه الله انه يجب معرفة ما الجميع ما جاء به يعني محمدا صلى الله عليه وسلم من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك والتزام طاعته الى اخر ما ذكر. ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما المعرفة الاجمالية المعرفة الاجمالية وهي معرفة كليات الدين التي لا يصح اسلام العبد الا بها. معرفة كليات الدين التي لا يصح اسلام العبد الا بها. وهذا قدر واجب على كل احد من المسلمين. وهذا قدر على كل احد من المسلمين. والاخر المعرفة التفصيلية. المعرفة التفصيلية وهي معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي معرفة تفاصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والناس فيها متفاوتون. والواجب فيها على احدهم يختلف باختلاف احوالهم. والواجب فيها على احد يخترق فيها بحسب احوالهم. فالواجب على الفاظ على الواجب وعلى السلطان والقاضي المفتي والمعلم فوق فوق ما يجب على غيره ممن لا يشتغل بهذه الوظائف في دين الله سبحانه وتعالى يتعلق ذممهم ببراءتها في تبيين ما يحتاج اليه من تفاصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في الحكم او القضاء او الافتاء او التعليم. ثم ذكر رحمه الله ان من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الايمان بانه خاتم النبيين ان لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم فقد جعله لهم خاتما. وانه قد نسخ شريعته جميعا الشرائع اي ازالتها. وان نبوته وشريعته باقية الى قيام الساعة. فالشريعة والديانة الباقية هي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وما عدا ذلك فان الله عز وجل لا يرضاه من الخلق قال تعالى ومن ياب يزغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فكل نبوة بعد نبوته صلى الله عليه وسلم احفظ محل حكمها وتلاشى امرها وزال الايمان بها وصار اهلها بجحدهم قوة النبي صلى الله عليه وسلم كفارا من اهل النار. وقد خرجوا من دين الاسلام الذي بعث الله عز وجل به الانبياء ثم قال المصنف ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب. لان الكتب الالهية انزلها الله الله عز وجل على اولئك الرسل والانبياء ممن شاء منهم وجعل له كتابا ثم قال فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان بذلك اي لا يصير العبد مؤمنا حتى يؤمن بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة. فان السنة وحي كالقرآن فيجب على العبد ان يؤمن بوحي الله الكائن في القرآن والسنة. ثم ذكر ان كل من كان اعظم علما بذلك وتصديفا واعترافا وعملا كان اكمل ايمانا اي من كان اعظم علما بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقا به واعترافا وعملا فانه يكون اكمل ايمانا من غيره. ثم ذكر ان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل العظيم. لان نزول امر الله سبحانه وتعالى الشرع الى اولئك الانبياء يكونوا بالملائكة ورأسهم جبريل عليه الصلاة والسلام. فهؤلاء الملائكة ينزلون الانبياء بامر الله عز وجل فالايمان بالملائكة تبع للايمان بالانبياء والرسل. لانهم ينزلون بالكتب على اولئك الانبياء ينزلون بامر الله سبحانه وتعالى وهو كذلك متضمن الايمان بالقدر لان دين الانبياء الذي جاؤوا به فيه الخبر عن القدر. وفيه ان الناس معهم مؤمن صادق وكافر فاجر. فيكون في الناس من عثر عليه الايمان ويكون فيهم من قدر عليه الكفران. ثم ذكر ان من تمام الايمان به صلى الله عليه وسلم ان يعلم ان ما جاء به حقا لا يمكن ان يقوم دليل عقلي اي مرده الى العقد او حسي اي مرده للحس على خلاف اي على خلاف ما جاء به صلى الله عليه وسلم كما لا يقوم دليل نفري على خلافه فالامور العقلية والحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حادة على تعلمها وعملها. فكل ما يحتاج اليه الناس من امور دينهم ودنياهم هو في القرآن والسنة متضمن الامر به والحث عليه. ولا تجد شيئا ينتفع به الناس لا تجد له اصلا في الكتاب والسنة. علم من علمه وجهله من جهله والناس متفاوتون في حظوظهم من الاستغناء بالكتاب والسنة كتفاوتهم في حظوظهم توحيد الله عز وجل فمن الناس من يمتلئ قلبه بالتصديق بالكتاب والسنة فيجد فيهما الغنة عن كل شيء ولا يحتاج معهما الى شيء ومن الناس من ينقص حظ قلبه من الاستغناء بالكتاب والسنة. فيلتفت تارة الى اليمين ويلتفت تارة الى الشمال واستغناء العبد بالوحي على قدر اقباله عليه. فمن قوي اقباله على الوحي قوي استغناؤه به ولهذا يوجد في كلام المتكلمين في العلم ممن ينزع نزعا حسنا من الكتاب والسنة ما لا يوجد عن عند غيرهم لقوة استغنائهم بالقرآن والسنة عما سواهما. قال عبدالله بن وهبة كنا نعجب من نزع مالك من القرآن يعني كنا نعجب ان مالكا يأتي بايات من القرآن تدل على امور من العلم. فسألنا اخته عن شغله في بيته اذا دخل فقالت انه كان اذا دخل لم يكن له شغل الا القرآن. يعني اذا دخل بيته لا يشتغل الا بقراءة القرآن. فحينئذ يكون فهمه معانيه واجتذابه لحقائقه اقوى من فهم غيره واجتذاب غيره. نعم. قال رحمه الله الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر. فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان يوم اخر كاحوال البرزخ وافعال يوم القيامة وما فيها وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين والشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا. فكل ذلك داخل بالايمان باليوم الاخر. ذكر المصنف الله الاصل الثالث من الاصول الخمسة المذكورة في هذا الكتاب. وهو الايمان باليوم الاخر. ثم اشار الى ظبطه بقوله فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر. فاليوم الاخر هو لكل ما يكون بعد الموت. فاليوم الاخر هو اسم لكل ما يكون بعد الموت. والايمان باليوم من اخر اصل من اصول الايمان وركن من اركانه. ولا يتحقق الا بالايمان بما جاء به الكتاب والسنة لان اليوم الاخر غيب فلا سبيل الى معرفة ما فيه الا بخبر من الوحي وهو الخبر الوارد في الكتاب والسنة وذكر المصنف من افراد ما يندرج في الايمان باليوم الاخر قال كاحوال عن البرزخ والبرزخ للمدة التي تكون بين الدنيا والاخرة. فان المدة التي يكون فيها العبد في بطنه حتى يبعث تسمى برزخا. فاصل البرزخ هو الحائل. قال واحوال يوم القيامة وما فيها من الاحتساب والثواب والعقاب والثواب في اصل الوضع اللغوي والشرعي يعم العقاب. فان اسم الثواب يقرأ على معنيين احدهما الثواب الحسن. ويسمى اجرا. ثواب الحسن ويسمى اجرا. والاخر الثواب السيد الدواب السيء ويسمى عقابا. الثواب السيء ويسمى عقابا. فالثواب اعم من العقاب ينتهج فيه العقاب ومقابله. لكنه هنا يحمل على ارادة الثواب الحسن لعطفه على العقاب. لا يكون تقدير الكلام والثواب الحسن والعقاب. ثم قال الشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين شمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما اعد الله فيها اجمالا وتفصيلا فكل ذلك داخل في الايمان اليوم الاخر فيجب على العبد ان يؤمن به. وان يكون معوذه فيه على ما في خبر واحد من الكتاب والسنة دون غيرهما لان اليوم الاخر غيب والغيب لا سبيل اليه الا بوحي صادق والوحي الصادق في الكتاب والسنة. نعم قال رحمه الله الاصل الرابع مسألة الايمان فاهل السنة يعتقدون دون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمى المتضمن لاعمال الجوارح. فيقولون اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان. وان من وان ظاهرا وباطرا فقد اكمل الايمان ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مفرقون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب ما وما بهم من الدين والايمان وانه يزيد وينقص. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام. منهم من قام بحفظه ومنهم من قام في حقوقه كل هذا هو المؤمن حقا. ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنه ما فيه ايمان وكفر او ايمان ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من الايمان. وفيه من عداوة الله لعقوبة الله بحسب من ضيعه من الايمان. ويرتبون على هذا الاصل العظيم لانك ما يرى الذنوب وصغائرها تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد ولا يخلد فينا جهنم ولا ينطقون عليهم كفرك ولا يطلقون عليهم كفرا كما تقول الخوارج. او يمكون عنهم الايمان كما تقوله معتزلة بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفع عنه وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله وان متى تجر ما قبلها؟ وان من على ذلك فقد حفظ عمله. ومن تاب تاب الله عليه ويرتب على هذا الاصل صحة الاستثناء في الايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستدري ذلك ويستثني بذلك ويرجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض يصدره ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتهويلا ونقصا ثم يتبع ذلك تلك الولاية والعداوة ولهذا من الايمان ولهذا من الايمان الحب في الله والفضل لله. والولاية لله والعداوة والولاية لله والعداوة لله ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه ما يحب ولا يتم الايمان الا به. ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين. والحث على التآلف والتحابب وعدم التقارب ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض. ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان وغيره من الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتقرب. ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل والسوادق والمناقب ما فضلوا به عن سائر الامة ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم وانهم قول الامة بكل خصلة حميدة واسبابهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر. ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عادية المعتدين. ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى. ويرون انه الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد. والا والا باللسان والا فليقل على حسب مراتبه الشرعية وطرقه الوضعية وبالجملة فيوم القيامة بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين ومن تمام هذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاقصى الرابعة من اصول كتابه الخمسة مظمنا اياه مسألة الايمان تبين ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب لاعمال الجوارح فيقولون الايمان في اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وان كل هذا من الايمان حقيقة الايمان انهم مواكبة من تصديق جاسم وقول وعمل وهذه القاعدة يشير اليها اهل السنة من قولهم الايمان قول وعمل فيندرج فيه جميع الحقائق المتقدم ذكرها في كلام المصنف رحمه الله. ثم ذكر ان من ان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن التقى صحيا منها فقد انتقص من ايمانه. وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اي خصلة وشعب الايمان هي خصاله واجزاءه. مشروع الايمان هي خصاله واجزاؤه وعدها المصنف بضعا وسبعين تبعا لحديث ابي هريرة عند مسلم الامام بضع وسبعون شعبة وهو عنده ايضا بالشك بضع وستون او وسبعون. وعند البخاري دون شك بضع وستون والمحموض من الالفاظ الثلاثة هو لفظ المخاري ان الايمان بضع وستون شعبة وهذه الشعب ثلاثة انواع. اولها شعب قلبية. كالحياة وثانيها شعب قولية. كقول لا اله الا الله. وتاركها اظن عملية كاماطة الاذى عن الطريقة. فوقع في حديث ابي هريرة نفسه قسمة شعب الايمان بما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من افرادها فان الافراد المعدودة في وهي الحياء وقول لا اله الا الله. واماطة الاذى عن الطريق ترجع الى هذه الانواع الثلاثة. ثم ذكر المصنف رحمه الله السعودية والجماعة يرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب مقامتهم من والايمان فهم متفاوتون في ايمانهم. لان الايمان يزيد وينقص. واذا كان له زيادة ونقص فان حتى تتردد فؤاده بين هذه المقامات فتارة يكون مقربا وتارة ليكون مقتصدا من اصحاب اليمين وتارة يكون ظالما لنفسه بما يواقع من الذنوب والخطيئات. ثم ذكر هذا في قوله يزيد وينقص. فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه بواجب الى الله فزيادة الايمان تكون بالطاعات ونقصه يكون بالمعاصي ايماننا يزيد بالطاعات ونقصه يكون في الزلات اي بالخطيئات. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان الناس في هذا الاصل منقسمون ثلاثة اقسام. فالقسم الاول من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن الحق. من قام من حقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. والقسم الثاني من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. وقسم الثالث من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير مشقة. فبه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب فمعه من الامام وفيه من عداوة الله ولعقوبته لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان. ففيه موجب للمحبة والطاعة وفيه موجب للبغض الايماني وهي المعصية التي يقترب. وهذا القسم الثالث جعل له اهل السنة عبارتان تؤديان عن رتبته. فالعبارة الاولى انهم يقولون فيه مسلم ولا يقولون مؤمن. انهم يقولون فيه مسلم ولا يقولون فيه مؤمن لنزوله عن رتبة الايمان بمعصيته والعبارة الثانية انهم يقولون انه مؤمن بايمانه فاسق لكبيرته. انه مؤمن بايمانه فاسق كبيرته ذكر هذا ابو الفرج ابن رجب وسليمان ابن عبدالله في تيسير العزيز الحميد والكلمتان يصدق احداهما الاخرى فان قوله مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته ذكر لما نقص به عن رتبة الايمان المطلق وهي مواضعة المعصية. وقولهم انه مسلم خبر عن كونه في المراتب الايمانية فيكون مسلما ولا يكون مؤمنا. والمراد بعدم كونه مؤمنا انه لا يكون مؤمنا الايمانا المطلق وهو الايمان الكامل. ثم ذكر رحمه الله انها في السنة والجماعة يرتبون على هذا الاصل ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الكفر تنقص ايمان العبد بالغني ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخرج بنار جهنم. فاذا اصاب العبد ذنبا صغيرة او كبيرة فانه لا يخرج من دائرة الايمان بل يرضى مؤمنا. واذا كانت واذا كان ذنب الذي اصابه كبيرة من الكبائر فانه يتخوف عليه الشر لان الكبائر جسر الى الكفر بالله سبحانه وتعالى فان من تتايع فيها وزاد على نفسه منها يخشى عليه ان يتحول الى الاسلام ولذلك فان اهل السنة يرجون للمحسن الثواب ويخافون على المسيء العقاب. ومن خوفهم ان التهاون بالكبائر ربما جرى صاحبه الى الكفر بالله سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان اهل السنة والجماعة يقولون عن فاعل كبيرة ان هو مؤمن بايمان فاسق بكبيرته. فمعه مطلق الايمان. اي معه حقيقة الايمان الكلية. واما الايمان المطلق يعني الكامل فانه ينفى عنه. ثم ذكر انه بهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها والجهل هو الهدم والاسقاط هو الهدم والاسقاط. وان ما امتد ومات على ذلك فقد حبط عمله ايمن. رجع عن الاسلام الى الكفر فقد حفظ عمله من ذهب تاب الله سبحانه وتعالى عليه ثم قال ويرتبون ايضا على هذا الاصل اي في حقيقة الايمان صحة الاستثناء في الايمان اي قول ان شاء الله بعد ذكر الايمان بان يقول العبد انا مؤمن ان شاء الله والمشيئة دعاء تسمى استثناء ولها مواقع تكون فيها دعارة جائزة وتكون تارة اخرى ممنوعة. ومن جملة ما يجوز فيه ما ذكره المصنف ان من قالها يرجو من الله التكليل ايمانه بنقصانه ويرجوا الثواب على ذلك فذلك ذلك جائز في حقه اي اذا قال انا مؤمن ان شاء الله يعني ارجو من الله ان يكمل بالخير وان يذرأ عني النفس كان ذلك جائزا ثم ذكر انه يرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتجميدا وهم يحبون بحسب الحال الايمانية للعبد. ثم قال واكرمته عن الايمان ان يحب لاخيه ما يحب يحب لنفسه اي ان يحب العبد لاخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير. ومحله الامور الدينية. فالامور الدينية يجب على المسلم ان يحبها لاخيه كما يحبها لنفسه. كمحبته هي فيها اخوه للحج فهذا واجب عليه. واما الامور دنيوية فلا تجب عليه بكل حال ان يحبها لاخيه. بل ما يغلب على ظنه فان غلب على ظنه انه ينتفع به ولا يضر دينه كان ذلك مأمورا به. وان غلب على ظنه انه لا ينتفع به وانه يفسد ايمانه لم يكن واجبا عليه ان يحبه له كما يحبه لنفسه. ثم ذكر انه يترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف والتحابب وعدم التقاطع اهل السنة يدعون الى امة المؤمنين والتآلف بينهم. امتثالا لهديه صلى الله عليه وسلم فيما كان عليه. ثم قال بعد ذلك اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان لان اهل السنة والجماعة دعاة الى الالفة والمحبة والرحمة وتلك المحبة والالفة لا تتحقق الا بالاجتماع على دين الله عز وجل ونفي كل تعصب وتبرك وتباغض. لان فصيل المسلمين انفسهم احزابا وجماعات يوقع بينهم الدعوة وجه الله صح عن ابي العالية الرياحي انه قال ان هذه الابواب تلقي بين الناس العداوة والبغضاء اي تمتلئ قلوب بتلك الاهواء فيتعصب كل واحد منهم لهواه فيعادي اخوانه في الله لاجل هذا الهوى الذي ركبه ويصير في قلوبه في في قلبه بغظ لهم. ثم ذكر رحمه الله انه يترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل والثواب والمناقب ما فضلوا به على بقية الامة على سائر الامة بيانه في كتاب النورين ثم ذكر انهم يدينون بمحبتهم ان يجعلون من دينهم انهم يحبون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينشرون فضائلهم وينصفون عما شجر بينهم اي ما وقع بينهم من الخلاف ويعتقدون انهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر. ثم ذكر رحمه الله ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها يعني حاكما يحكمها ويدفع عنها عادية المعتدين ولا تتم الا بطاعته في غير معصية الله تعالى فهم يرون من اصولهم الجامعة وقواعدهم النافعة التي دل عليها الكتاب والسنة طاعة من ولاه الله سبحانه وتعالى امرهم استجابة لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة في المعروف في غير معصية الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقول على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية. لان ما يقتضيه الايمان من الخصال لا يقع في كلهم امتثالا فليكنوا بل يكون فيهم من يتكاسل عن المعروف ويكون فيهم من يجازف في فيحتاج هذا الى امره بمعروف ويحتاج ذاك الى نهيه عن المنكر بحسب ما اجريت به الشريعة كما قال على حسب الشرعية وطرقه المرعية وهذا معنى قوله ابن تيمية الحبيب على ما توجبه الشريعة فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثلاثة مع لابوائهم ورغباتهم وما يحبون في الناس وجودا وفضلا. ولكنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وفق ما الشريعة ثم قال وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين الايمان عندهم يضم الدين كله. فحقيقة اعتقاد ان الدين ان الايمان شامل الدين كله ان يمتثلوا هذا الدين في كل اموره صغيرها وكبيرها جليلها ودقيقها سنها وعلنها. نعم قال رحمه الله الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون يلتزمون الا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. والعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. في معرفة معانيها والتسبب في والتفقه والتفقه فيها رسولا وقوعا. ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها دلالة مطابقة كانت التضمن ودلالة الالتزام ويبذلون فيه ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. ويعتقدون ان العلوم النافعة وكذلك من عنها من عيسة صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك عايز اعرف اوترتب عليه فانه علم شرعي. وكما انما ضاده وما فوقه فهو علم باطل. فهذا طريقهم في واما طريقهم بالعمل فانهم يتفرقون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها ثم يتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من نوافل وبترك المحرمات والمنيات تعبدا لله تعالى. ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم. واستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفناء وسعادة عاجلة واجلة والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا قتل المصنف رحمه الله كتابه بذكر الاصل الخامس. من الاصول المذكورة فيه وهو طريقهم في العلم والعمل. اي بيان طريق اهل السنة والجماعة في العلم والعمل هو المذكور في قوله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. لان الله سبحانه وتعالى وضع لنا صراطا مستقيما وامرنا باتباعه. ونحن نسأله سبحانه وتعالى كل صلاة الهداية اليه يقول اهدنا الصراط المستقيم. ثم نقول صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. والمغضوب عليهم هم اليهود صاروا مرغوبا عليهم لانهم تركوا العمل بالعلم. والضالون هم النصارى صاروا لانهم عملوا بلا علم. فعلم حينئذ ان الصراط المستقيم هو الجامع للعلم النافع والعمل وهذا معنى قوله رحمه الله ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح. ثم قال فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالذي ينفع من العلوم هو ما قام عليه الدليل لان العلم النافع هو العلم المصحوب بالدليل فلا سبيل الى علم نافع الا واكمل الادلة ورأسها المعظم واسها المقدم هو دلائل الكتاب والسنة. فهم يجتهدون في معرفة والتفقه فيها اصولا وفروعا. فعندهم ان المقدم من العلوم هي علوم الكتاب والسنة وما عداها من العلوم فهي اما الة لفهمها وهي الضالة المطلوبة واما اجنبية عنها وهي الضارة بقى فالعلوم سوى الكتاب والسنة نوعان احدهما علو ينتفع بها في فهم الكتاب والسنة فهي التي وتنسى والاخر علوم لا ينتفع بها في الكتاب امام الكتاب ولا في السنة فهي الضارة التي لا لا تظلموا ولا تنشد ثم ذكر المصنف انهم يسبقون جميع طرق الى نائبيها. ومراده بطرق اللفظية طرق الدلالات اللفظية وهي ثلاثة انواع ذكرها المصنف اولها دلالة مطابقة. وهي دلالة اللفظ على جميع معناه. دلالة اللفظ على جميع معناه. وثانيها دلالة التضمن. وهي دلالة اللفظ على البعض معناه ديانة اللفظ على بعض معناه. وثالثها دلالة بالتزام. وهي اللفظ على امر خارج عنه لازم له. دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم فهذه الثلاث تسمى الدلالات اللفظية المطابقة والتضمن والالتزام وهم يسلكون جميعا هذه الطرق من الدلالات للاستنباط من الكتاب والسنة. ثم قال ويبذلون قواهم بادراك ذلك بحسب اعطاهم الله وهم يصرفون من قواهم البدنية والعقلية والمالية ما يرجون به ادراك العلم الكائن في كتابه والسنة ثم قال ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة. وكذلك ما تفرع عنها من قصة صحيحة ومناسبة حكيمة ما هي بمفرغة بمنزلة التابع لها. قال وكل علم اعان على ذلك او ازره. يعني عاضده او ترتب عليه فانه علم شرعي. كما ان ما ضاده ونقضه فهو علم باطل. فهذا طريقهم في العلم طريقهم في العلم الاقبال على العلم النافع في الكتاب والسنة بالاستمرار والاقتباس منه ثم قال واما طريقهم في العمل فانهم يتفرغون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل واساسها فمفتاح طريقهم في العمل انهم يطلبون القربى من الله سبحانه وتعالى محبة وخضوعا له فان حقيقة كونك عبدا لله انك تحب الله وتخضع له. واذا كنت صادقا في المحبة والخضوع كان بك ان تؤدي ما تتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ما يتقربون به فقال يتقربون له باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى فقربهم تدور على الامر والنهي فهم يمتثلون الامر ويجتنبون النهي. والامر الذي يمتثلونه يكون تارة من الفرائض فيقول تارة نافلة من النوافل. ثم قال ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الا كل عمل خالص لوجه كريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فشرط قبول العمل ان يكون خالصا لله. على سنة رسوله الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. فالدين الاحسن قائم على اصلين احدهما اسلام الوجه لله. وهذه حقيقة الاخلاص. احدهما اسلام الوجه لله. وهذه حقيقة الاخلاص مصر والاخر الاحسان فيه وهذه هي حقيقة الاتباع فان العبد لا يكون محسنا عمله حتى يكون ثانيا باحسن الخلق عملا لله وهو محمد صلى الله عليه وسلم. قال شيخ شيوخنا حافظ حكمي بسنة موصول شرط السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص معه. والمراد بالاصابة والمراد بالاصابة الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ويستعينون بالله تعالى في صدور هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح. وهم يعلمون انه ليس لهم من انفسهم شيء. فهم لا يملكون لانفسهم شيئا. وانما ان يقفوا لهم الخير هو الله سبحانه وتعالى. ولذا فانهم يستعينون بالله عز وجل في كل امر يطلبونه قول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد واياك نستعين فلا سبيل للعبد الى عبادة الله الا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى وجميع القرآن يرجع الى الفاتحة في اصوله. وجميع الفاتحة ترجع الى هذه الآية. اياك نعبد واياك نستعين. قال ابن تيمية الحبيب اياك ان نعبد تدفع داء الرياء. واياك نستعين تنفع داء الكبرياء اياك نعبد تدفع داء الكبر داء الرياء واياك نستعين تدفع داء الكبرياء انتهى نقله زميله ابن القيم في مدارس السارية فان العبد اذا اعتقد ان عبادته لله لم يبقى في قلبه رياء ينظر فيه الى غير الله. واذا علم انه لا سبيل له عبادة الله الا بعون الله اندفع عنه الكبرياء والغرور بنفسه. قال الشاعر اذا لم يكن من الله عون للفتح فاول ما يجني عليه اجتهاده. فحقيق بكل راغب في النجاة ان يعظم استعانته بالله. ويجعلها فهو يجعلها نصب عينيه ويجعلها نصب عينيه متفردا لله عز وجل مضغيا ضعفه وعجزه وافتقاره الى الله عز وجل. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله الله هو الغني الحميد. فنحن فقراء في اقوالنا وفقراء في افعالنا. وفقراء في اموالنا وفقراء في ابداننا وفقراء في صحتنا وفقراء في حولنا وفقراء في قوتنا. فلا سبيل لنا على ما نحبه ويرضاه الله منا الا بالاستعانة به سبحانه تعالى وهذا اخر هذا البيان المناسب للمقام لما تضمنه الكتاب من المعاني. اكتبوا طبقة السماع. سمع علي جميعا مختصر في اصول العقائد الدينية. بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك بمجلس واحد ووجدت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين في معين بالاسناد المذكور في عقود الابتهاج لاجازة وفود الحجاج بحول الله رب العالمين. صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبدالله. والصحيح ذلك كتبه صالح بن عبدالله يوم الجمعة الثاني من شهر ذي الحجة سنة الف واربع مئة خمسة وثلاثين في المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة. وانوه هنا الى امرين احدهما يكون وعلى نفسي ويقول بعد صلاة المغرب درس في اذكار الصباح والمساء ويكون بعد العشاء درس في كتاب الحث على اجتماع المسلمين للعلامة ابن سعدي وثانيهما من كان له سؤال يتعلق بهذه المسائل او بمسائل الحج او غيرها فانه يتفضل بكتابته في ورقة ثم نجيب عليه بعد صلاة العشاء بعد درس العشاء باذن الله تعالى وفق الله الجميع احبابه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين