السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من خلقه الى الدين القويم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وقت الحاجة ما زال فهذا شرط الكتاب الثامن لبرنامج تعليم الحجاج في سنته الثانية اربع اذا بعده اربع مئة والف وهو كتابة الاسلام دين كامل للعلامة محمد الامين محمد المختار الشهيطي رحمه الله. المتوفى سنة ثلاث وتسعين. بعد ثلاثمائة هو القلب نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد. اللهم اغفر لنا مشايخه وللمسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وضعت هذه المحاضرة القيتها من مسجد النبوي بطلب من ملك المغرب فطلب مني بعض اخواني قال الله تعالى عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فمن اضطر في مخمصة غير متجانب الله الرحيم. ذلك اليوم يوم عرفة وهو يوم الجمعة في حجة الوداع عليه وسلم قد سمح الله تعالى ولذلك ختم الانبياء بنبينا صلى الله عليه وسلم عليهم صلوات الله وسلامه جميعا رضي لنا الاسلام دينا. فلا يسخطه ابدا الاسلام دين من فمن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال سبحانه وتعالى عند الله الاسلام وفي اكمال الدين وبيان جميع احكامه كلوا نعم الدارين. ولذا قال واتممت عليكم نعمتي وهذه اية كريمة نص صريح فيها الدين الاسلامي لم يترك شيئا يحتاج اليه الخلقا في الدنيا ولا في الاخرة كأنما كان. وسنضرب لذلك المثل في بيان عشر مسائل عظام عليها مدار الدنيا من المسائل التي يوم العالم بالدارين وبالدار تمنيع نظيف على الكل. الاولى التوحيد الثانية وبعض الثالثة الفرق بين الرابعة تحكيم غير الشرع الحكيم. الخامسة احوال الاجتماع بين المجتمع. الاقتصاد السابعة الثامنة مشكلة تسمية الغفران على المسلمين التاسعة مشكلة ضعف المسلمين ومقاومة الغربان بالعدد والعدد عشرة مشكلة اصطناد القلوب بين المجتمع ونوضح علاج تلك المشاكل من القرآن تنبيه به على غيره. ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه ببيان في خصمه وانه محاضرة القاها بين يدي ملك المغرب. محمد الخامس ابان زيارته المدينة. ثم طلب منه بعض اخوانه ان يقيد مضامين تلك المحاضرات تقيد هذه الرسالة المفصحة عن معاصي القول التي بينها بين يدي الملك في المسجد النبوي. وطبعت هذه الرسالة في حياة المصلي رحمه الله تعالى باسم الاسلام دين كامل. وابتدأ المصنف رحمه الله تعالى بيانه بذكر قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اذا ان الله صوح في هذه الاية بامرين. احدهما اكمال الدين في قوله اليوم اكملت لكم دينكم. قال المصنف فقد صرح الله تعالى في هذه الاية الكريمة انه اكمل لنا ديننا فلا ينقصه ابدا. فهو دين كامل واثم ثم قال ولا يحتاج الى زيادة ابدا. لان المحتاج الزيادة هو الناقص. اما جاملوا فانه مستغن بكماله عن الحاق غيره به. قال الامام ما لك من ابتدع بدعة في الدين فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة انتهى كلامه لما يقتضي احداث شيء ونسبته الى الدين من الطعن في جناب النبوي المتعلق بالبلاغ من انه صلى الله عليه وسلم ترك الدين ناقصا يكمله وهذا امر اثبه الله عز وجل بهذه الاية واتفق نزول هذه الاية في اخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فانها نزلت كما قال المصنف في يوم عرفة وهو يوم الجمعة في حجة الوداعة. وعاش صلى الله عليه وسلم بعد نزولها احدى وثمانين ليلة انتهى تناول اعلاما بان الاكمال وقع في اخر الاسلام. وان احكامه انتهت الى ما جاء فيه بانتظامها. فلو قدر ان هذه الاية نزلت في اوائل او اواسر ما نزل لتوهم بعد ذلك تكميل الدين باشياء تستدرك عليه لوقوع احكام بعد ذلك فبعد الله عز وجل هذا التوهم بتأخير انزال هذه الاية في اخر ما نزل النبي صلى الله عليه وسلم والاخر ان الله رضي لنا الاسلام دينا ان الامر كما قال المصنف وصرح فيها ايضا بانه قضي لنا الاسلام دينا فلا يتخطوا ابدا ولذا صرح بانه لا يقبل غيره من احد. قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه عبوة في الاخرة من الخاسرين. وقال ان الدين عند الله الاسلام. انتهى كلامهم ومن فوائد هذه الاية تصريحه بان الله عز وجل رضي لنا الاسلام دينا فهو دين اضيق الله ولن يرضه الخلق لانفسهم. فسائر الاديان بعده من مبتكرات الاديان. هي مما رضيه لانفسهم ولا اعتداد به وانما الاعتداد بما رضيه الله عز وجل لهم من الدين وهو دين الاسلام ثم قال المصنف وفي اكمال الدين وبيان جميع احكامه كل نعم الدارين ولذا قال واتممت عليه نعمتي فاكمل الله عز وجل على هذه الامة فاتم الله عز وجل على هذه الامة النعمة باجمالي الدين لهم. ثم قال المصنف وهذه الاية نص صريح بان دين الاسلام لم شيئا يحتاج اليه الخلق بالدنيا ولا في الاخرة الا اوضحه وبينه كانما كان. انتهى كلامه فما للخلق في حاجة من منافع الدنيا والاخرة قد جاء به دين الاسلام وحواه كتاب القرآن فان الله عز وجل جعل القرآن اديانا لكل شيء. فما من علم نافع ولا عمل صالح الا واصله في القرآن الكريم. ومما يعزى لابن عباس رضي الله عنهما انه كان ينشد العلم في القرآن لكن تقاصروا عنه افكار الرجال. جميع العلم في القرآن لكن اخروا عنه افهام الرجال وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الدارفي وغيره لانه قال من اراد العلم فليثور القرآن. من اراد العلم فليتول القرآن اي يحركه بالنظر فيه. فمن اجال نظره وادار فكره. في القرآن الكريم وقف على معالم جريدة مما يتعلق بصلاح الدنيا والاخرة. فقال مسروق ابن الاجدع من اراد علم الاولين والاخرين فعليهم بالقرآن. وقال ايضا ما من شيء نسأل عنه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا وهو في قرآن فجميع ما به نفع الخلق في الدنيا والاخرة قد جاء في دين الاسلام وهو مذكور اصله او بنصه في القرآن الكريم. علمه من علمه وجهله من جهله ابي الفرج ابن رجب كتاب عظيم اسمه الاستغناء بالقرآن الكريم. قصد فيه بيان هذا المعنى وتحقيقه في نفوس الخلق. لما ظهر من دلائل الهدى والنور فيه ثم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من تقرير هذا الاصل قال وسنمضي لذلك ببيان عشر مسائل عظام. لان ما يدعى من المقام يتبين جليا بالمثال. فلما ما فرظ المصنف كمال دين الاسلام ووفاءه بما يحتاج اليه الخلق في الدنيا والاخرة ظرب مثالا ذكر فيه عشر مسائل جاء بيانها في دين الاسلام ولا سيما في القرآن وفي ذكر البعض تلويح بقية الاحكام كما قال وفي البعض تبليغ نظيف على الكل فاذا اطلعت على جملة من الامثلة التي ترجع الى ابواب متعددة. جاء ببيان الجواب الكافي فيما يتعلق بحلها علمت بعد ذلك ان ما وراءها له حكمها. ثم ذكر هذه المسائل العشر اجمالا وسيعيد تفصيلها واحدة والجمع قبل التفصيل منفعته التشويق. والجمع قبل التفصيل التشويق فان المصلي فلما ذكر هذه العشر تتشوف النفوس شوقا الى تفاصيل جبل المتعلقة بها فسيذكر هذه المسائل مسألة مسألة ويوضح علاج تلك المشاكل من القرآن نعم. المسألة الاولى وهي التوحيد. فقد علم باستقراء القرآن انه منقسم النوع الاول توحيده جل وعلا بربوبيته وهذا النوع من التوحيد قال تعالى وقال افلا تتقون مجابرة وتجاوز. لقد علمت ما انزل الاية وقول وجحدوا بها استيقتها ولهذا كان القرآن ينزل بتقرير هذا النوع من التوحيد كقوله تعالى وهو رب كل شيء. وقوله قل من رب السماوات والارض ونحو ذلك بانهم وهذه النوع من التوحيد لن ينبه الكفار لانهم لم يوحدوه جل وعلا بالعبادة قال وقال الله وهو الذي ارسل فيه الرسل لتحقيقه وحاصره ومعناه لا اله الا الله فهو مبني على اصله والنفي والاسناد من لا اله الا الله. فمعنى النبي منا خلع جميع انواع المعبودات غير الله تعالى في جميع انواع العبادة. كان مهما كانت ومعنى الاثبات منها وافراده جل وعلا وحده بجميع انواع العبادة على الوجه الذي شرع ان يعتدى به القرآن فيها للنوع. وقال تعالى الا نوحي اليه انه لا اله الا نعبدون وقال فمن يكن بالصابوت بالله فقد استمسك وقال ثم قال قل انما يوحى ولاننا الهكم الهواء واحد كثيرة جدا النوع الثالث هو توحيده جل وعلا في اسمائه وصفاته وهذا النوع من التوحيد كما بينه جل وعلا الاول هو تنزيله تعالى مشادات صفات الحوادث. الثاني هو الايمان بكل على وجه اللائق انه لا يصف الله اعلم باللعب من الله ولا يصفها اعلم من رسول الله. والله يقول عن نفسه انتم اعمال يقضي بعدم التعطيل فيتضح من الاية ان الواجب اثبات الصفات حقيقة من غير تمثيل ما زالت من غير التعظيم وبين عبد الخلق عن الاحاطة عن الاحاطة به جل وعلا قال يعلم ما بين وما خلفهم ولا يحيطون به علما. ذكر المصنف رحمه الله المسألة اه الاولى من المسائل العشر الموعود بها مما بين في كتاب الله سبحانه وتعالى وهي مسألة التوحيد. وذكر في بيانه ان الاستقراء دل على اسوة توحيدي الى ثلاثة اقسام احدها توحيد الربوبية وثانيها توحيد الالوهية وتالكها توحيد الاسماء والصفات. والمراد بالاستقراء تتبع جزئيات الادلة وتصفحها تتبع جزئيات الادلة وتصفحها. فتتبع الايات القرآنية وتقديم النظر فيها افضى الى القول بهذه القسمة الثلاثية فانك اذا قلبت نظرك في القرآن فيما يتعلق بحق الله عز وجل وجدته مقسوما على هذه الانواع الثلاثة. وذكر هذه الاقسام الثلاثة موجود في جماعة من القدامى ابي حاتم بن حبان في مقدمة روضة العقلاء. وابي جعفر ابن جرير في جامع وابي عبدالله ابن منده في كتاب الايمان وكتاب التوحيد فيها خير في اخرين من الاوائل ثم خلفهم من خلفهم. من العلماء المحققين فهي مسألة قديمة مأخوذة عما دل عليه القرآن الكريم. وطي ذلك في كلام المصنف فان المصنف رحمه الله تعالى لما بسط القول في هذه الانواع الثلاثة ذكر مع كل اثم منها ما جاء من الايات القرآنية المتعلقة به ذاكرا طرفا من لارادة تقرير المعنى دون استفاضة. وشرع رحمه الله تعالى في بيان تلك الاقسام مبتدأ باول فقال النوع الاول توحيده جل وعلا في ربوبيته. والمراد به سبحانه في ذاته وافعاله. في اعتقاد وحدانية الله عز وجل في الذات والافعال يسمى توحيد الربوبية. ثم قال المصنف هذا النوع جبل عليه فطر فطر العقلاء. لانه مركوز فيها. فالله سبحانه على الخلق على الاقرار بربوبيته. ثم ذكر من الهاء ما يصدق هذا المعنى. فقال قال تعالى ولكن سألتهم من خلقهم؟ ليقولن الله. ثم قال وقال قل من يرزقكم من السماء والامر امن يملك السمع والابصار الى قوله افلا تستقون. ثم قال والايات بنحو ذلك وقد ذكر ابن الوزير في ترجيح اساليب القرآن على اساليب اليونان عن صاحب كتاب بمناهج السلف ولم يسم ان في القرآن خمسمائة اية تدل على الربوبية. فالقرآن مملوء بالايات المختصة ببيان توحيد الربوبية تقريرا له في النفوس وجعلا له مرصاة موصلة الى الاقرار بالالهية. فمن رضي بالله ربا ان يرضى به ملوها معبودا. فاذا اعتقدت ان الله هو الخالق الرازق المالك يدبروا ان نحيي المميت اقتضى ذلك ان تؤمن بانه سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة ثم ذكر رحمه الله ان انكار من انكره من الناس هو على وجه المخابرة والتجاهل لانه مرموز في الفطر. فمن وقع منه ما وقع في انكار توحيد الربوبية فهو مكابرة وتجاهل كما اتفق في فرعون مما ذكره الله عز وجل عنه. ثم قال المصنف ولهذا كان القرآن ينزل بتقرير هذا النوع من التوحيد بصيغة استفهام التقرير اي تأكيدا لثبوته في النفوس كقول الله تعالى افي الله شتم وقوله قل اغير الله ابغي وهو رب كل شيء. وقوله قل من رب السماوات والارض ونحو ذلك من الايات. فاتفق انزال هذه الاية بتوحيد الربوبية بصيغة الاستفهام تقريرا لها فانه امر فطرت عليه الناس وفي اخبار من مضى ان امرأة من عجائز بغداد رأت جمعا صفيرا من الخلق يتبعون رجلا فاخذت ببعض المالين معه وقالت من هذا؟ فقال الا تعرفين هذا؟ فقالت لا. فقال هذا يحفظ لله يحفظه على وجود الله عز وجل يعرف على وجود الله البدني. فقالت العجوز فرأت ان علمه علم بشيء قد اجتمعت الفطر على الاقران فيه وكان هذا الرجل محمد ابن عمر الرازي المعروف بالفخر ثم قال المصنف وهذا النوع من التوحيد لم يرتفع الكفار لانهم لم يوحدوه في عبادته. قال تعالى كما قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. فقال ما نعبدهم الاقربون الى الله وقال ويقولون هؤلاء شفعاء يا عباد الله الاية اي ان عقار المشركين بهذا التوحيد لم ينفعهم في عصمة دمائهم واموالهم بل قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لانه لم بافراد الله سبحانه وتعالى في العبادة. وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. ثم ذكر انه الدعاء الثاني وهو توحيد الله عز وجل في عبادته. ويسمى توحيد العبادة وتوحيد الالهية وتوحيد اذا الالوهية وحقيقته شرعا افراد الله بالعبادة. وحاصله هو معنى لا اله الا الى الله لان معناها لا معبود حق الا الله. فاذا ان المعبود الحق هو الله وحده ثم ذلك افراده سبحانه بالعبادة. ثم بين المصنف ان هذا التوحيد مبني على اصلين احدهما النفي والاخر الاثبات. والمراد بالنفي نفي. جميع ما يعبد والله سبحانه وتعالى المذكور في قول المصنف خلع جميع المعبودات غير الله تعالى. والمراد اثبات اثبات العبادة لله وحده. كما قال المصنف ومعنى الاثبات منها هو افراده جل وعلا وحده انواع العبادة ثم بين المصنف ان جل القرآن بهذا النوع واتفق ذلك تعظيما له. فان اكثر القرآن هو في توحيد الالوهية تعظيما واعلاما بعلو شأن قدره ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى النوع الثالث من انواع التوحيد وهو توحيد الاسماء والصفات وحقيقته شرعا افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلا افراد الله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان هذا التوحيد مبني على اصلين. الاول تنزيهه تعالى عن موسى صفات الحوادث اي اعتقاد علو سبحانه وتعالى عنه مشابهة المخلوقين. والثاني الايمان بكل ما وصف به نفسه. اي اثباته ما وصف الله عز وجل به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا النوع دائر ايظا على نفي واثبات. والنفي فيه هو نفي ما نزل الله عز وجل عنهم نفسه من النقائص والعيوب واثبات فيه هو اثبات ما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قرر المصنف رحمه الله تعالى ان ما وقع في القرآن والسنة من وصف عز وجل هو حقيقة لا مجاز فقال بعد ذكر ذلك حقيقة لا مجاز وقد نقل ابو عمر بن عبدالبر من علماء المالكية الاجماع على ان ما جاء من الايات القرآنية والاحاديث النبوية في صفة الله فهو على الحقيقة لا المجاز ذكره في كتاب التمهيد. وذلك على الوجه الذي يليق بربنا سبحانه وتعالى. ثم قال ومعلوم انه لا يصف الله اعلم بالله من الله ولا الله اعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله عز وجل اعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلم به من غيره من الخلق. فالمؤمن المصدق يتبع ما اقبل الله به عن نفسه. وما اخبر به صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى اانتم اعلم ام الله؟ فقال تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالله اعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم انما يخبر عنه بوحي ولا ينطق صلى الله عليه وسلم بالهوى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اية عظيمة هي معيار باب الاسماء والصفات الدنيا قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فان صدر الاية ليس كمثله شيء دال على نفي ما لا يليق بالله. واخرها وهو قوله وهو السميع البصير. دال على اثبات الكمالات لله. فكما تنزه الله عز وجل نفسه عما لا يليق. وجب عليك ان تنزهه سبحانه وتعالى عما يليق. وكما اثبت الله عز وجل لنفسه كمالاته وجب عليك ان تثبت له تلك الكمالات. فقال الله عز وجل في الاول مثلا لا تأخذه سنة ولا نوم. فيجب عليك ان تنزه الله لفي الصلة وهي النعاس والنوم عنه سبحانه وتعالى. وقال الله سبحانه وتعالى في مثلا وكان الله سميعا بصيرا. او قال وهو الغفور الرحيم. فوجب عليك ان تثبت ما اثبت الله عز وجل الا لنفسه من الكمالات. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى فيتضح من الاية ان الواجب اثبات الصفات حقيقة من غير تبديل ونفي المماثلة من غير التعطيل. واختصار المصنف رحمه الله تعالى في هذه الرسالة على هذين الاصلين اولى مما ذكره في رسالته المفردة في الاسماء والصفات من زيادة اصل تارك. وهو قطع الطمع عن ادراك الكيفية. قطع الطمع عن ادراك الكيدية. لان هذا الاصل الثالث يرجع الى الاسلام. لان هذا الاصل الثالث يرجع الى هذا الاثبات فان اثبات الصفات مشروط بان يكون من غير تحريف ولا تعظيم ولا ولا تكييف ولا تمهيد. لان اثبات الصفات مشروط بان يكون من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فرجع الاصل الثالث الى الثاني واستغني عن شرط نفي التكليف عن ايراد الشرط الثالث في الباب. عن ايراد الاصل الثالث في نعم. المسألة الثانية التي هي الوعظ. وقد يجمع العلماء على ان الله تعالى لم ينزل من الارض واعظا اكبر ولا تجر اعظم من موعظة المراقبة والعلم بكل ما يخفي وما يعلن. وطلب العلماء لهذا الوالد الاكبر مساجد الاعظم مثلا يصير المعقول المحسوس قالوا لو فرضنا ملكا سفاكا للدماء شديد المطش والنكال وسيئاته قائم على رأسه وحول ذلك لا ركل المثل الاعلى؟ خاضعة قلوبهم خاشعة عيونهم ساكنة جوارح غانت امانيهم السلامة ولا شك ولله المثل الاعلى ان الله جل وعلا اعظم اطلاع واوسع ولم يجعلك الملك ولا شك انه اعظم مكانا واشد بطشا وابقى عذابا ولو علم اهل البلد ان ابيرا عالما بكل ما فعلوه في الليل فباتوا خائفين وتركوا خوفا من عملا قال في اول سورة هود وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على ليبلوكم ايكم احسن عملا ولان قلت انكم مبعوتون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ولم يقل ايكم مهدا وعملا اقال في الملك الذي خلق الموت والحياة ليدنوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ولما كانت الحكمة في خمس خلائق اراد جبريل ان يبين للناس طريق النجاح في ذلك الاختبار. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن اي وهو الذي خلق الخلق لاجل الاختبار فيه فبين صلى الله عليه وسلم ان طريق الاحسان هي هذا ان طريق فقال هو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قلنا لا تقلب ورقة من المصحف الكريم الا وجدت فيها هذا وايضا اعظم. قال تعالى ولقد خلقنا واعلم ما توسوس به نفسه. ونحن اقرب اليه من حدن الوريد. وقال لا ينفذ من وقال ولا اكبرن بكتاب مبين. وقال الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور. ونحو هذا في كل موضع من القرآن. ذكر المصنف رحمه الله المسألة الثانية من المسائل العشر الموعود بها مما جاء بيانه بالقرآن الكريم. وهي مسألة الوعظ. والمراد بالوعظ احتفاء الامر والنهي بالترغيب والتنديد. احتساب الامر والنهي بالوعيد بالترغيب والترهيب فبين رحمه الله اجماع العلماء على ان الله لم ينزل من السماء الى الارض واعظا اكبر ولا زادرا اعظم من موعظة المراقبة والعلم. فاعظم ما يحمل العبد على امتثال الامر رغبة واعظم ما يحمله على ترك النهي رهبة هو علمه باطلاع الله عز وجل عليه ومراقبته له. قال المصنف وهي ان يلاحظ الانسان ان ربه جل وعلا رقيب عليه عالم بكل ما يخفي ويعلن فان المرء اذا اشهد قلبه وهذا المعنى فعلم ان الله عز وجل به عليم وانه عز وجل مطلع عليه محيط بحركاته وسكناته كان ذلك من اعظم ما يسوقه الى امتثال امر الله سبحانه وتعالى من انتهاك حرمته. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مثالا لذلك من الحس وهو انه لو فرض ان ملك الزكاة للدماء شديد البطش والنكال وسيابه قائم على رأسه. والنفع وهو شيء يقصد في الارض تضرب عليه الرقاب. والسيف يقطر دما وحول ذلك الملك. بناته وازواجه وهو عالم به ايخطر في البال ان يهم احد من الحاضرين بريبة او ليل حرام من بنات ذلك الملك وهو عالم به ناظر اليه لا وكلا. اي لا تجرؤ نفسه على طلب شيء من حبيبتي المكروهة من نساء هذا الملك او بناته خوفا وهيبة له ثم قال ولا شك ولله المثل. قال ولله المثل الاعلى. بل كل الحاضرين يكونون خائفين الخاضعين قلوبهم خاضعة قلوبهم خاشعة عيونهم ساكنة جوارحهم غاية امانيهم غاية امانيهم السلامة. فضرب المصنف رحمه الله تعالى مثلا ثم غاية هذا الامر فيما يكون لله سبحانه وتعالى الا ان بين ما يكون من الخلق للخلق وبين ما يكون من الخلق للخالق ظرب فان هذا الملك انما ترك الاضرار بجنابه في نسائه وبناته خوفا الله سبحانه وتعالى فان العبد يسوق نفسه الى امتثال امره وترك نهيه محبة وخوفا فكمال عبادة الله سبحانه وتعالى يرجع الى ملاحظة الرغبة والرهبة في امتداد امره وهذا اكمل في حصول العبادة التي حقيقتها الحب والخضوع. ثم ذكر المصنف رحمه ان الله بين الحكمة التي خلق الخلق من اجلها وهي ان يبتليهم ان يختبرهم ايهم احسن فالله عز وجل خلق الخلق لعبادته واراد باختبارهم وابتلائهم بذلك الامر ان ينظر وهو بهم اعلم ايهم احسن عملا. فليس المراد منهم ايهم اكثر عملا. وانما مراده واحسان العمل. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باحسنه مع الايمان العارفون مرادهم احسانه والجاهلون عموا عن الاحسان فالمراد الاعظم هو ان يكون عملك حسنا لا ان يكون كثيرا. وحسن العمل الذي اراده الله سبحانه وتعالى منا يدور على الاخلاص والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ثم قال المصنف ولما كانت الحكمة في خلق الخلائق هي اختبار المذكور. اراد جبريل ان يبين للناس طريق النجاح في ذلك الاختبار فقال للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الاحسان اي وهو الذي خلق الخلق لاجل الاحتمال فيه فبين ان طريق الاحسان هي هذا الزاجر الاكبر. والواعظ الاعظم المذكور. فقال هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تراه فانه يراك. فنجاح العبد في عبادة الله سبحانه وتعالى التي ابتلي بها ان يكون على هذه بان يوقع عبادته على احد المقامين. والمقام الاول مقام المشاهدة. والمقام المقام المراقبة. والمراد بمقام المشاهدة المشاهدة ان يشهد العبد قلبه اثار صفات الله عز وجل ان يشهد العبد قلبه النار صفات الله سبحانه وتعالى. فان الصفات لها اثار مشهودة تدل عليها. فانت ترى اثار الرحمة بما يجريه الله سبحانه وتعالى من الخير والبركة الذي والسعة والصحة وغير ذلك من الخلق. وترى اثار بطشه وقوته سبحانه وتعالى. ما يجريه من صوت العذاب على خلق من خلقه. فاجهاد القلب اثار الصفات يقوي قلب العبد على عبادة الله سبحانه وتعالى. فان لم يكن كذلك رجع الى مقام اخر وهو مقام المراقبة ركعات فان لم تكن تراه فانه يراك. اي اذا ضعف قلبك عن جهود هاتان الصفات فلا ينبغي ان يضع عدنان عن اجهاد نفسه بان الله سبحانه وتعالى مراقب له مطلع عليه ثم قال المصنف ولهذا لا تطلقوا او لا تقلبوا ورقة من المصحف الكريم الا وجدت فيها هذا الواعظ الاعظم وهو علم الله عز وجل بالعبد ومراقبته له ثم ذكر اية منها قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل وقوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديك رقيب عتيد فقوله تعالى وما كنا غائبين وقوله تعالى ما تكون في شأن وما تتلو منكم من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا شهودا عليكم اذ تفيضون اي اذ تشرعون وتعملون له الى تمام الاية وقوله تعالى الا انه يتلون صدورهم اي يردون صدورهم فان هذه هي حال المستخفي. ثم قال الا حين يستغشون ثيابهم ان يغطون رؤوسهم بثيابهم فان الله عز وجل يعلم منهم ما يسرون وما يعلنون المسألة الثالثة التي هي الفرق بين العمل الصالح وغيره. وقد بين القرآن العظيم ان وما استكمل ثلاثة امور ومتى اختل واحد منها فلا نفعل فيه لصاحبه يوم القيامة. الاول ان يكون مطالقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لان الله يقول وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاه ويقول من يطع الرسول فقد اطاع الله ويقول ان الله فاتبعوني اللعنة ونقول انهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يعلموا الثاني ان اكون خالصا لوجهه تعالى انه يقول وما امروا الا نعبد الله مخلصين له الدين. الاية ويقول الله مخلصا له الدين. وامرت بان اكون اولى المسلمين. قل لي اني اخاف ان عصيت وفي عذاب يوم عظيم كنا نعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه وان الخاسرين الا ذلك هو الخسران المبين. الثالث ان يكون على اساس العقيدة الصحيحة لان العامل كالسق والعقيدة قال تعالى عندك الموسى وهو مؤمن فقيد ذلك بقوله وهو مؤمن. في غير المؤمن وقدم وقال تعالى الذي نويت له بالاخرة الا النار وحدق ما صنعه فيها وباطل ما كانوا يعملون الى غير ذلك من الآيات. ذكر المصنف رحمه الله المسألة لتحمل المسائل العفو الموعود بها. وهي الفرق بين العمل الصالح وغيره. فان الله سبحانه وتعالى امرنا ان نعمل صالحا. فليس المراد شرعا من العبد مجرد العمل. فانما يراد منه عمل مخصوص وهو العمل الصالح. فعلم ان غيره غير مراد من العبد لماذا اعتنى المصنف رحمه الله تعالى ببيان ما يمتاز به العمل الصالح عن غيره حقيقة العمل ظهور صورة خطاب الشرع. فحقيقة العمل ظهور صورة خطاب الشرع فمثلا قول الله تعالى واقيموا الصلاة يكون العمل بها بايقاع الصلاة على صفتها المعروفة فيكون ابرازها واظهارها حينئذ عملا بامر الله عز وجل. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا امنوا بالله ورسوله. يكون العمل به بابراسه وامتثاله. فيبرز منه ما يبرز على بان يكون عملا من اعمالهم ويبرز ما يبرز منه على اللسان والجوارح بان يكون عملا من اعمالها ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان القرآن بين ان العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة امور جمع امورا ثلاثة على وجه الكمال. ومتى اختل واحد منها فلا تقع فيه لصاحبه فلا نفع فيه به يوم القيامة لفقده شرطا من شروط صلاح العمل فان الله عز وجل انما يقبل العمل الصالح فاذا لم يكن صالحا رده الله عز وجل على صاحبه ثم شرع يذكر هذه الشروط واحدا واحدا فقال الاول ان يكون مطابقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والمراد بالمطابقة الاتباع. وهي شفاء هدي الرسول صلى الله عليه وسلم. والمراد بالمخالقة الاتباع. وهو اقتفاء هدي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر ما يدل عليها فقال لان الله يقول وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه من له؟ فقال من يطع الرسول فقد اطاع الله في ان اخر. ثم ذكر الثاني فقال ان يكون خالصا لوجهه تعالى بان يقع العمل على وجه الاخلاص والاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. هو تصفية القلب من ارادة غير الله. والى ذلك اشرت اخلاصنا لله صفي القلب منه ارادة سواه بحذر يا فطن. اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن. فمتى افرغ العبد من قلبه جميع الارادات فلم تبقى فيه الا ارادة الله عز وجل كان مخلصا. ومتى داخل قلبه ارادة اخرى انتفى عنه الاخلاص. فالذي يؤدي عملا صالحا لاجل محبة الناس او منحهم او ثنائهم او اصابة حظ من الدنيا او غير ذلك لا يكون مخلصا. ثم ذكر الادلة على ذلك فقال بانه يقول وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فيقول قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين في اين؟ اخر تدل على طلب الاخلاص في العمل الصالح. ثم ذكر الشرط الثالث فقال ان يكون مبنيا على اساس العقيدة الصحيحة اي التي يثبت بها الاسلام. اي التي يثبت بها الاسلام فالمراد بالشرط الثالث الاسلام بان يكون عامله مسلما لان الكافر لا يقبل منه عمله ويرد عليه ثم قال المصنف لان العمل في السقف والعقيدة كالاساس ثم ذكر قوله تعالى ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن اي يدين بدين الاسلام. قال فقيد ذلك بقوله وهو مؤمن وقال في غير المؤمن وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء ثورا والهباء اسم لما يرى من اثر نفوذ ضوء الشمس في زجاج اسم لما يرى من اثر نفوذ ضوء الشمس في الزجاج. فالقطع المتناثرة التي تتراءى اذا نظر الى ضوء الشمس النافذ في الزجاج يسمى هباء. ثم ذكر قوله تعالى اولئك الذين ليس لهم لافتراضي الا النار وحبط ما صنعوا فيها. يعني اسقط ومنع من القبول. وباطل ما كانوا وانما اتفق لهم ذلك لكفرهم الى غير ذلك من الايات. فانتظم في شروط العمل الصالح فيما ذكره المصنف ثلاثة شروط احدها الاتباع وثانيها الاخلاص وتاركها الاسلام. والمصنف رحمه الله تعالى الا في ذكره هذه الشروط الثلاثة مزج بين شروط العبادة المتعلقة به ما علم وهو العبد وبين شروطها المتعلقة بالمتعبد به. فشروط العبادة نوعان فشروط العبادة نوعان احدهما شروط تتعلق بالعبد. احدهما شروط يتعلق بالعبد كالاسلام والعقل والتمييز وهي التي يعتني الفقهاء بذكرها والاخر شروط تتعلق بالمتعبد به. شروط تتعلق بالمتعبد به وهما شران. الاخلاص والمتابعة وهما شرطان الاخلاص والمتابعة وعلى هذين الشرطين يختصروا في ذكر شروط العمل الصالح غالبا. لان المراد به ما يصدر من المسلم من عمل فالمسلم هو محل الخطاب بالعبادة وامتثالها. فما يصدر منه من عمل يكون عملا صالحا باجتماع هذين الشرطين الاخلاص والمتابعة. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي في الوصول شرط قبول السعي ان يجتمعا. شرط قبول السعي ان يجتمعا فيه اصابة واخلاص مع فيه اصابة واخلاص مع شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابته واخلاص معه. والمراد بالاصابة اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. نعم المسألة الرابعة التي هي تحكي مغير الشرع الكريم فقد بين القرآن ان عاطفهم بواح وشرك بالله تعالى لما اوحى الشيطان الى الكفار نبينا صلى الله عليه وسلم عن الشاة تصبح ميتة فقتلها فقال اللهم اوحى اليه من يقول له ما ذبحتموه بايديكم حلال وما ذبحه الله بيده الكريمة حرام توليدنا احسن من الله انزل الله ولا تقتلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان وان اطعتموهم انكم لمشركون. وعدم دخول على جملة انكم لمشركون. قليلة ظاهرة على تقديرنا بتغطية القسم. فهو قسم من الله اقسم به جل وعلا وفي هذه الاية الكريمة على ان من اطاع الشيطان في تشريعه تحليل الميتة انه مشرك ومشرك اكبر مخرج وللملة الاسلامية باجماع المسلمين. وسيوفق الله يوم القيامة مرتكبه من قوله اعظم الا تعبد الشيطان انه لكم عدو مبين. وان اعبدوني. هذا صراط مستقيم فقال تعالى عن خليله اي باتباعه بتشريع الكفر والمعاصي اي ما الا شيطانا فذلك باتباع تشريعا. وقال تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين هذه الشركاء الاية وسماهم شركاء لطاعته انهم في معصية الله بقصر الاولاد رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله اجابه النبي بانه على اتخاذهم اربابا هو اتباعهم لكم في تحريم ما احل الله وتحريم ما حرمه يزعمون انهم اعظم دماء اليك. يريدون ان يضحك من الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا وقال قال والله ابتغي حكما. وهو الذي انزل اليكم الجزعة مفصلا. والذين الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق. فلا تكونن من الممترين لا مبدل للجريمات وهو السميع العليم وقوله صدقا اي بالاخبار وعدلا اي في الاحكام. افحكم الجاهلية يطغون ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون. ذكر المصنف رحمه الله المسألة الرائعة من المسائل العشر الموعود بها مما جاء بيانه في القرآن. وهي تحكيم غير الشرع الكريم وتقدم ذكرها في الاجمال بقوله غير الشرع الحكيم. والشرع يوصف بالكرم توصف بالحكمة فيوصف بالكرم لعلوه ومجده. ويوصف بالحكمة لوقوعه وفق ما فيه منفعة الخلق في الاجر والعاجل. ثم قرر المصنف رحمه الله تعالى ان القرآن بين ان غير الشرع كفر بواح وشرك بالله سبحانه وتعالى. وذكر قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم اسم الله عليه حتى قال انكم لمشركون. وبين ان اتفاق ذكر اخر الاية يدل على اقتضاء كون ذلك قسما تقصير الجملة. والله انكم لمشركون. قال فهو رسم من الله اقسم به جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان على ان من اطاع الشيطان في تشريعه تحليل الميتة انه مشرك فمن اطاع الشيطان في ذلك فقد جعله لله شريكا. ثم قال وهو شرك مخرج عن الملة الاسلامية باجماع المسلمين. متى اقترن باعتقاد كونه دينا وشريعة متى اقترن باعتقاد كونه دينا وشريعة فمن اطاع احدا من الخلق في شيء من احكام المخالفة للشرع معتقدا ان ذلك دين وشريعة يدين بها لله عز وجل فهو كافر باجماع المسلمين والموافقة على ذلك هي من طاعة الشيطان واتباعه التي ذكر الله عز وجل عنها توعد علينا في ال عدة منها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى. ثم ذكر المصنف رحمه الله قوله تعالى وكذلك تزين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاءهم. ثم قال فسماهم شركاء لطاعتهم لهم في معصية الله في معصية الله بقتل الاولاد. فلما اجابوهم الى ما دعوهم اليه هل هم شركاء لله سبحانه وتعالى؟ قال الله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن. ومن وجوه تشريكهم بطاعة هم فيما يدعونه اليه ثم قال ولما سأل عديل ابن حاتم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله اتخذوا ورهبانهم اربابا اجابه النبي صلى الله عليه وسلم بان معنى اتخاذهم اربابا هو اتباعه له في تكريم ما احل الله وتهليل ما عظمه. فمن اطاع احدا غير الله عز وجل في تحريم ما الله او تحليل ما حرم الله فقد اتخذه ربا. وهذه الطاعة لها حالات الحال الاولى ان يطيعهم مع اعتقاد صحة ما اطاعهم فيه. ان يطيعهم مع اعتقاد في صحة ما اطاعهم فيه. فيعتقد حل الحرام الذي حللوه. فيعتقد حل الحرام رامي الذي حللوه وحرمة الحلال الذي حرموه. وهذا شرك اكبر مخرج من الملة والحالة الثانية ان يطيعهم دون اعتقاد الصحة ما دعوه اليه. ان يطيعهم من غير اعتقاد بصحة ما دعوه اليه في تحليل الحرام وتحريم الحلال وهذا رزق ومعصية كبيرة وليس شركا. ذكر هذين الحالين او العباس ابن تيمية الحفيد في مواضع من كتبه ككتاب الايمان واقتضاء الصراط المستقيم. ثم ذكر المرسل رحمه الله تعالى اية في تعظيم شأن الحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى يدعون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وتقدم ان الطاغوت اسم لكل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. فمتى وجد ارادة التحاكم الى غير الله سبحانه وتعالى وقع العبد في الكفر والمراد بالارادة الرضا والمحبة الرضا والمحبة له. فمن رضي ان يتحاكم الى الطاغوت واحبه وهو ما سوى الله سبحانه جعلنا مما يتوضأ عليه الخلق من عظمائهم ويخالف امر الله سبحانه وتعالى فانه يخرج بذلك من الملة ثم ذكر المصلم رحمه الله تعالى اية اخرى في هذا المعنى كلها تدله على تعظيم بما انزل الله سبحانه وتعالى. واما الواجب على الخلق ان يحكموا ما انزله الله سبحانه وتعالى عليهم فاذا اعرضوا عن ذلك وقعوا في الكفر والشرك الذي يخرجهم تارة من الاسلام وتارة يكون في ومنكرا عظيما. وهذا وذاك يؤذن بتعظيم امر الحكم بما انزل الله عز وجل. وانه لا ينبغي ان يستفز به الخلق ولا يتهاون بما اراده الله سبحانه وتعالى منه. فكانت هذه البلية عند جملة من حكام المسلمين. ثم كرت فيه خسارة من عامة المسلمين من يغتروا بالديمقراطية او غيرها ويرضى بحكم بها وكل ذلك من الحكم بغير ما انزل الله سبحانه وتعالى. فالواجب على الخلق حكاما ومحدومين ان يعظموا امر الله سبحانه وتعالى وان يحكموا شرعه ويحرم عليه تحريما شديدا ان يعدلوا عن شرع الله سبحانه وتعالى الى غيره وموجب ذلك ما ذكره الله في قوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا فما شرعه الله عز وجل من الاحكام واف بما به صلاح الخلق في العاجل والاجل. ثم ختم بقول الله عز وجل استنكارا افحكم الجاهلية ومن احسن من الله حكما بقوم يوقنون. وحكم الجاهلية كل حكم سوى حكم الله. وحكم الجاهلية كل حكم سوى حكم الله. فكل حكم سوى حكم الله قديم او جديد فهو من حكم الجاهلية الذي استخشع الله عز وجل الاخذ به فقال مستنكرا افاحكم اليهود اي يريدون ثم قال ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون اي لا احد احسن من الله حكما من ايقن بالله سبحانه وتعالى وامن به وبرسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. المسائل الخامسة التي هي كثيرا يفعله مع المجتمع. واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فقال فاعف عنهم واستغفر لهم وشاعرهم في الارض. انظر الى ما يأمر المجتمع العام ان يفعله مع رؤسائه. يا ايها الذين امنوا واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر رواكم. وانظر الى ما يأمر الانسان ان يفعله مع مجتمعه الخاص اولاده وزوجته يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا نارا وقدوة الحجارة عليها ملائكة غلاظ مرشد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما انظر كيف ينبهه على الحذر والحزن ويأمره ان عدم على ما لا ينبغي ان يعفو ويصفح فيأمر اولا بالحزم والحذر وثانيا بلاغ وصرح يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم فاحذروا وانظر الى ما يأمره افراد المجتمع العامي ان تعاملوا به فيما بينهم ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء ايها المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اجتهدوا كثيرا من الظن ان بعض الظن ولا تنسوا وما يغتاب بعضكم بعضا. وقال تعالى يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهم. ولا تهمزوا انفسكم ولا تلعبوا بالالقاب. ان سلسوا بعد الايمان ومن لم يتوب هم الظالمون. وقال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. وقال انما المؤمنون اخوة وقال وامرهم شرع بينهم الى غير ذلك ولما كان المجتمع لا يسلم بعض من ابوابه كائنا من كان من مناوء يناوره ومعاهد يعاديه من مجتمعنا ليس المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل وكان كل فرد محتاجا الى علاج هذا الداء الذي عمت فيه ذلوة مواضع من كتابه ان علاجه هو الاعراض عن اساءته ومقابلتها الاحسان وان الاستعاذة خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. وفي نظيره من شياطين الجن الموضع الثاني في سورة المؤمنون قال تعالى في الاية اذا بعد اللتين احسنت الموضع الثالث في خصنا وقد زاد به تعالى التصريح بان ذلك العلاج السماوي لكل الناس ولا تستمع الحسنة من سيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة انه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا الا ذو حظ عظيم. وقال في نظيرهن ثم ينزغنك من الشيطان يدخله فاستعذ بالله. انه هو السميع العليم في مواضع اخواننا ذلك الرفق واللين لخصوص المسلمين دون الكافرين. قال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبهم ادلة على المؤمنين عزة على الكافرين. وقال تعالى محمد رسول الله والذين معه الكفار رحماء بينهم وقال يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين فالشدة في محل النيل حمق وخرق واللين في محل الشدة ضعف وخار. اذا قيل حلف قل بل للحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل ذكر المصنف رحمه الله تعالى المسألة الخامسة من المسائل بها وهي احوال الاجتماع. والمراد بها ما يجري بين المسلمين بعضهم مع بعض من المعاملات. ما يجري بين المسلمين بعضهم مع بعض من المعاملة مما يسميه الناس اليوم بلسان عصري العلاقات العامة. وذكر المصنف رحمه الله تعالى اية تشتمل على بيان نبذة مستكثرة مما به قوان صلة بعضهم ببعض مما امر الله عز وجل فيه المؤمنين بالرحمة وحفظ الجناح والتواضع على البر والتقوى وترك التعاون على الاثم والعدوان واقامة العدل والاحسان وايتاء كلاب الفحشاء والمنكر وحفظ اعراض المسلمين وصون اللسان عنها التعرض لهم بما يكثر الشحناء بينهم. والامر بما تحصل به المحبة بينهم فهؤلاء الايات المذكورة بصدر كلام المصنف من اجمع البيان المفصح عن مسلك القرآن في بيان ما يجب على الخلق من المسلمين في معاملة بعضهم بعضا ثم قرر المصنف رحمه الله تعالى بعد ان ما جاء في الشرع الحكيم من اصول تديم الوئام بين المسلمين لا يحصل به انتزاع وقوع العداوة بينهم كليا فان هذا قدر ماض. فقد قدر الله عز وجل بين الخلق ما قدره من الخصام والخلاف. لكن ان تلك الاصول العظيمة المتعلقة بتحقيق الوئام تقلل الخلاف بينهم. وتسرع في رفعه اذا وقع واما وجوده فانه قدر ماض من الله سبحانه وتعالى. قال في لاميته ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس جبل فلا يطلب الانسان من ضد المخالف له ولو كان معتدلا في رأسه ويا بني لا يقع للانسان ما يقع له من الابتلاء في عدو من اعدائه. والذي دل عليه القرآن والسنة ان اعداء المؤمن نوعان. والذي دل عليه القرآن والسنة ان اعداء المؤمن نوعان احدهما عدو الباطن عدو باق وهو الشيطان الجني عدو باطن وهو الشيطان الجني. والاخر عدو الظاهر وهو الشيطان الانسي. والاخر عدو الظاهر وهو الشيطان الانسي. فقد بين الله سبحانه تعالى في مواضع من القرآن ما يدفع به هذان العدوان. وقد صرح ببيان ودفع هذين العدوين بما جاء في القرآن قبل ان اصنف ابن الجدل في كتاب النشر. وبسط هذه الايات رفضا مليحا حسنا. وجماع ما في هؤلاء الايات ان العدو الجني يدفع بالاستعاذة منه والاعتصام والاعتصام بالله عز وجل. لانه عدو باطل. فلا يقدر على مراغمته الا سعادتي بالله عز وجل من شرعه. فيتبع المرء تسلط عدو الباطل عليه بالاستعاذة بالله من شر ذلك العدو واما العدو الانسي فانه يدفع بالاحسان اليه. فيعامله المرء بالحسنى فينتفعوا بذلك باذن الله سبحانه وتعالى. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان المذكور في من اصول الوئام مختص بالمؤمنين. فالمؤمنون يرفق بعضهم ببعض ويلين بعضهم لبعض جانبه قال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. ومقتضى انعقاد بينهم ان يسعى بعضهم في الرفق ببعض ويرين له جانبه. وقد قال الله عز وجل في وصف خواصهم الصحابة رحماء بينهم. فاكملوا الحاج ان يكون المؤمن مع اخوانه لينا. ورفيقا الامة فانهم يعاملون بحسب ما يصلح لهم. فتارة يعاملون بالبر والاحسان وتارة بالسيف والسنان بالنظر الى ما رتبته الشريعة من الاحكام. نعم المسألة السادسة التي هي مسألة الاقتصاد. فقد اوضح القرآن اصولها التي يرجع اليها جميع الفروع وذلك ان مسائل الاقتصاد راجعة الى اصلين الاول حسن النظر باحتساب المال الثاني حسن النظر في مصالبي تنظر كيف فتح الله في كتابه الطرق الى المال بالاسباب المناسبة بالاسباب المناسبة قال اخرون يضربون بالمضيدة وقال ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم لقال واحل الله البيع فقال كيف يأمر بالاقتصاد في الصرف؟ قال تعالى ولا تجعل يدك مغرورة الى عنقك ولا تبصقها كل البسط. وقال والذين اذا وكان بين ذلك قواما وقال ويسألونك ماذا ينفقون قل العبد الايات لا يحل الصوم بهم. قال تعالى فسينفقون ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون رحمه الله المسألة المسألة السادسة للمسائل العشر الموعود بها. وهي مسألة الاقتصاد والمراد بها ما يتعلق بترتيب المعيشة وتنظيمها. فان نسب الاقتصاد متعلقه المعيشة وذكر رحمه الله تعالى ان القرآن اوضح اصولها التي يرجع اليها جميع ومنشأ ذلك ان المال الذي به قوام الاقتصاد له بابان. ومنشأ ذلك ان المال الذي به قوام الاختصاص له بابان. احدهما باب يدخل منه الى العبد. احدهما باب يدخل منه الى العبد. والاخر باب يخرج منه الى غيره. والاخر باء يخرج منه الى غيره. وقد جاء ما يتعلق بتنظيم هذين البابين. وقد جاء ما يتعلق بتنظيم هذين البابين مما ذكره المصنف في قوله وذلك ان مسائل الاقتصاد راجعة الى اصلين الاول حسن النظر في كتاب المال والثاني حسن النظر في صرفه في مصارفه. انتهى كلامه. فالاصل الاول يرجع الى الاول وهو اصول المال على العبد. فينظر في طرق اكتساب المال نظرا حسنا والاصل الثاني يرجع الى الباب الثاني وهو الباب الذي يخرج منه المال من العبد الى غيره فينظر في وجوه مصالحه نظرا حسنة. ثم قال المصنف فانظر كيف فتح الله في كتابه الطرق الى اكتساب المال بالاسباب المناسبة للمروءة والدين. وانار السبيل في ذلك. ثم ذكر جملا من الاية التي تنظم مسالك جمع المال وتحصيله. مما يتفق مع الدين والمروة. ثم اتباع باين تبين مسالك الشرع في كيفية انفاق المال واخراجه. فالعبد مأمور بان يسلك في ادخال الماء عليه طريق الشرع ومأمور بان يسلك في اخراج المال عنهم طريق الشرع فاذا اتفق للخلق اخذهم بالشرع في دخول المال واخراجه انتظم حينئذ امر فاصابهم الرخاء. فاذا عدلوا عن ذلك اصابهم الله عز وجل في عذاب من عنده. وفساد اقتصاد العالم اليوم سببه مفارقة ما امر الله عز وجل به في دخول المال وخروجه فان عظم اقتصاد العالم اليوم على الربا. وهو مؤذن في هلاكهم. وعقابهم في فساد اموالهم مما يرى الانسان شواهده في اطراف من الارض. فينبغي ان يتوقى العبد في مكسبه اذا دخل عليه ثم اذا اراد ان يخرج المال اخرجه بطريق اذن به الشرع فان ذلك اقوم في حفظ ماله لربما فارق الطريقة الشرعية في اكتساب المال وبذله فان الله سبحانه وتعالى يعاقبه بما يعاقبه من ضيق امره في ماله. نعم. المسألة السابعة التي هي سياسة فقد وذلك ان السياسة التي هي مصدر اذا دبر الامور ما تنقسم الى قسم خارجية وداخلية. اما الخارجية فمدارها على اصل احدهما يزداد قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم. الثاني الوحدة الوحدة الصحيحة الشاملة حول تلك القوة. وقد قال تعالى في ذلك واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وقد اوضح القرآن ما يتبع ذلك من الصلح والهدنة ونبذ العمود اذا اقتضنا منه ذلك قال فاتموا اليهم عهدهم الى فقال فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم وقال واما تخافن من قوم على الزواج الاية وقال واذان من الله ورسوله واذان من الله ورسوله يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله وامر بالحذر والتحرز من مكائدهم وانتهازهم خذوا حذركم الاية وقال وليأخذوا حذرهم واسلحتهم الذين كفروا او تغفلون عن اسلحتكم الاية ونحو ذلك من الايات. واما السياسة الداخلية فمسائلها راجعة الى نشر والطمأنينة داخل المجتمع وكف وكف المظالم ورد الحقوق الى اهلها والجواهر العظام التي عليها مدار السياسة الداخلية الاول الدين وقد جاء الشرع بالمحافظة عليه واذا قال صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وفي ذلك رجع عن تبديل الدين دون طاعته اثنى للانفس. وقد شرع الله في القرآن قفاصة محافظة عليها. فقال تعالى الحياة وقد جاء القرآن بالمحافظة عليها قال تعالى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس. رجس من معدن الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. وفي حرام والمحافظة عليها شرع الله حد الزنا. الزانية والزاني فاجردوا كل واحد منهما ليتجنده. الاية ولاجل المحافظة عليها شرع الله جلد القاضي في زمانهم والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوا ثمانين جلدة. الاية السادس الاموال والاجل المحافظة عليها شرع الله قطع يد والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا لكان من الله والله عزيز حكيم. الآية تبين انه من الواضح ان اتباع القرآن كثير للمجتمع بجميع الداخلية والخارجية. ذكر المصنف رحمه الله المسألة السابعة من المسائل الموعود بها وهي مسألة السياسة. والمراد بالسياسة تدبير الامر والشأن. والمراد قالوا في السياسة تدبير الامر والشأن. فكل ما وجد فيه هذا المعنى سمي سياسة. فكل ما وجد فيه هذا المعنى سياسة فيسوب ان يقول المرء في كيفية معاملته سياسة الاصلاح الولد. المراد حينئذ كيفية تدبير ما به صلاحهم وخص في السياسة عرفا بما يتعلق بتدبير الشأن العام من ولي الامر. وخصت سياسة عرفا بما يتعلق بتدبير الشأن العامي من ولي الامر. والمراد بالشأن العام ما يتصل بالخلق كافة. والمراد بالشأن العام ما يتصل بالخلق كافة في بلد ما. واستفتح المصنف رحمه الله تعالى قوله في هذه المسألة في بيان حقيقتها والكلام الذي سابه اراد به السياسة الشرعية. اي الواقعة وفق الشرع لان السياسة تنقسم الى ثلاثة اقسام لان السياسة تنقسم الى ثلاثة اقسام السياسة الشركية السياسة الشركية وهي التي تقام نومها تدبر امورها على الكذب. وهي التي تقام نظموها وتدبر امورها على الشرك وتاريها سياسة البدعية وهي التي تقاوم نظمها وتدبر امورها على البدعة وثالثها السياسة الشرعية وهي التي تقام حظومها وتدبر امورها على الشرع مما تكفل الله عز وجل ببيانه في القرآن والسنة. وهذه السياسة هي السياسة النابعة الناس فانبع وجوه فانبع وجوه تدبير السياسة هو ما وافق الشرع واما ما خالفه فانه لا نفع للخلق فيه ومن الطواغيت التي تنازع بها حكم الله طاغوت السياسة ذكره ابو العباس ابن تيمية والتلميذ ابن القيم وابن ابي عز شرحاوية فان كثيرا من الخلق يتركون ما امر الله عز وجل ان دعما ان السياسة في تدبير امر ما تقتضي ذلك ولا يقتص بما يتعلق بولي الامر بل كل ما وجد به معنى التدبير فعدل عنه الانسان زاعما ان ذلك اوفق في التدبير فقد وقع في تقديم رأيه في سياسة ذلك الامر على ما اذن الله سبحانه وتعالى به. ثم ذكر المصنف ان السياسة الشرعية تنقسم الى قسمين القسم الاول السياسة الخارجية. والاسم الثاني السياسة الداخلية والمراد بالسياسة الخارجية ما يتعلق بتدبير امور المسلمين مع غيرهم. ما يتعلق المسلمين مع غيرهم. والمراد بالسياسة الداخلية ما يتعلق بتدبير امور المسلمين فيما بينهما ما يتعلق بتدبير امور المسلمين فيما بينهم. ثم ذكر ان سياسة الخارجية مدارها على اصلين عظيمين الاول اعداد المؤمنين القوة الكافية بلاد المؤمنين عن قوة كافية لقمع عدوهم ودفعه وحياطة دار المسلمين من شرورهم والثاني اقامة الوحدة الصحيحة بين حول تلك القوة اقامة الوحدة الصحيحة بين المؤمنين حول تلك القوة والمراد بها الوحدة هنا والبعض بالوحدة هنا الاجتماع عليها. والمراد بالوحدة الاجتماع عليها ولو عبر المصنف به لكان اولى. ولو عبر المصنف به لكان اولى. لان الخبر عنها بالاجتماع هو الوالد في القرآن والسنة. اما الوحدة فلم يأتي الخبر عنها في القرآن والسنة. فليس في خطاب الشرع لا يمكن ان يسمى لا وحدة لان وحدة المسلمين لا سبيل لها. فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن افتراقهم. فهم لا يؤمرون بان يتحدوا وانما يؤمرون بان يجتمعوا على الحق فيكون فيهم من يجيب فيجتمع على الحق ويكون فيهم من لا يجيب فيفارق الحق ثم ذكر المصنف ان السياسة الداخلية تقوم على ثلاثة اصول اولها ما امن الناس على دمائهم؟ وثانيها امن الناس على اعراضهم. وثالثها امن الناس على اموالهم اولها امن امن الناس على دمائهم. وثنيها امن الناس على اعراضهم وتالدها امن على اموالهم فعلى هذه الاصول الثلاثة فعلى هذه الاصول الثلاثة يدور امر سياسة الداخلية ترجع اليها فروعها. ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد الجوال التي عليها مدار السياسة الداخلية. وهي بمقاصد الشرع وقد حثها بعض اهل العلم بخمس. وحث بعض اهل العلم بجد كما جرى عليه المصنف وفي كلام ابي العباس ابن تيمية والشاطبي رحمهم الله بانها اكثر من ذلك بانها اكثر من ذلك اذا تصبحت دلائل القرآن والسنة. فان المأمور في حفظه فوق هذه الاصول الستة لكن هذه اعلى ما فيها مما ظهر في القرآن والسنة فيجب ان يحفظ الدين اولا ثم تحفظ الانفس ثانيا ثم تحفظ العقول ثالثا ثم تحفظ الانساب رابعا ثم تحفظ الاعراض خامسا ثم تحفظ الاموال سادسا. نعم. المسألة الثامنة التي تسرية الكفار على المسلمين. فقد استشكلها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موجود بين ظهورهم الله جل وعلا فيها بنفسه في كتابه فتوى سماوية ازال بها ذلك الاشكال وذلك انه لما اطاع بالمسلمين ما يوم احد استشكلوا ذلك فقالوا كيف يدان ان المشركون ويسلطوا علينا ونحن على الحق وهم على الباطل الله في ذلك بقوله اولما اصابتكم مصيبة او لما اصابتكم مصيبة قد اخذتم مثليها قلتم عن ماذا؟ قل هو من عند انفسكم. وقوله قل هو من عند انفسكم اوضحه التحقيق بقويه منكم من يريد الدنيا من يريد الاخرة ثم صرفكم عنها اليد ثم صرفكم عنهم يبتليكم. فبين في هذه السماوية ان سبب تسويق القرآن عليهم جاءوا من قبل انفسهم وانه هو بشر وتنازع في الارض وعصيان بعضهم ورغبة في الدنيا وذلك انه مات الذين كانوا بسفح الجبل يمنعون الكفار. وذلك ان الرماة الذين كانوا في الجبل يمنعون الكفار ان يأتوا المسلمين من جهة ظهورهم طمعوا في الغنيمة عند هزيمة المشركين في اول الامر الله عليه وسلم لاجل رغبتهم في عرض من الدنيا ينالونه. ذكر المصنف رحمه الله المسألة الثامنة من المسجد العبد الموعود بها وهي تسبيط الكفار على المسلمين اي غلبتهم لهم وعلوهم او وهم اي غلبتهم لهم وعلوهم فوقهم. وهذه مسألة قديمة فبذر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استشكالها بكيفية ازالة المشركين عليهم اي تغريب المشركين عليهم حين يتسلقوا عليهم بالقتل يوم احد فافتاهم الله عز وجل في ذلك بقوله اولما خانتكم مصيبة قد اصبتم اليها قلتم ان هذا قل هو من عند انفسكم وسمى رحمه الله تعالى فضل الله عز وجل عن ذلك فدوا سماوية ويسر ان يقال فتوى نية لان هذه الفتوى اضيفت الى الله عز وجل فيقال الهية والله سبحانه وتعالى في الزمان فيقال سماويا والله عز وجل يفتي الخلق ام لا يخفيهم ما الدليل؟ احسنت ويمتدونك بالدلالة قل الله يفتيكم فالله سبحانه وتعالى يبطل على الله بما يستشهدونه من الاحكام بما نزل في القرآن الكريم. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان ما يجري على المسلمين من تسليط الكفار عليهم جاءهم من قبل انفسهم وان منشأه من فشلهم وتنازعهم في الامر وعصيان بعضهم الرسول ورغبتهم في الدنيا بين هذه امور يعود منشأ تسليط الكفار على المسلمين. فاذا ضعف المسلمون في اخذ دينهم بينهم وعصوا الرسول صلى الله عليه وسلم بما جاءهم به من الدين كلف الله عز وجل عليهم الكافرين. واذا استكمل الايمان جعل الله عز وجل لهم الغلبة. قال الله تعالى ولن يجعل الله للجاهلين على المؤمنين سبيلا. فمن اذا وجد الايمان التام فيهم وظهر الدين واجتمعوا عليه فانه حينئذ ينتمون من تسلط الكفار عليهم فان ضعف الدين فيهم ورقة عاقبهم الله عز وجل بتسليط الكفار عليهم. نعم المسألة التاسعة التي هي مسألة ضعف المسلمين وقلة وقلة عدده وعدد بالنسبة للكفار فقد اوضح الله جل وعلا علاجها في كتابه فبين انه ان علم من قلوب عباده الاخلاص كما ينبغي كان من نتائج ذلك الاخلاص ان يقعوا ويغلبوا من هو اقوى منهم. ولذا لما علم جل وعلا من اهل بر الوالدين الاخلاص كما ينبغي ونموها باخلاص في قوله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت تعليم ما في قلوبهم بين ان من نتائج ذلك الاخلاص انه تعالى يجعلهم قادرين على ان لم يقدروا عليه قال وما لم تقتضي عليها قد احاط الله بها وصرح بانهم غير قادرين عليها وانه احاط بها فاقدرهم عليها على غنيمة لهم ما علم من اخلاصهم. ولذلك لما ضرب الكفار على المسلمين في غزوة في غزوة الاحزاب. ذلك الحصار ذلك الحصار العسكري العظيم المذكور قوله تعالى واذ غابت الاذى صاروا وباءت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي كان علاجا كان علاج هذا الضعف العسكري الاخلاص قال تعالى وما زادهم الا ايمانا وتسليما لكان من نتائج ذلك من اخلاص ما ذكره الله في رد الله الذين كفروا بغيضهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا كل شيء قدير وهذا الذي نصركم الله به ما كانوا يظنونه وهو الملائكة والريح وهذا الذي نصره وهم الملائكة والريح. يا ايها الذين امنوا اذكروا رحمة الله عليكم. اذ جاء جنود فارسلنا عليهم ريحا وجودا لم تروها. الاية ولاجل هذا كان من الادلة دين الاسلام ان الضعيفة القليلة الضعيفة المتمسكة به تغلب الكثير الكافرة كم من فئة والله مع الصابرين انك تسمع تعالى يوم بدر اية وبينة مذوقان لدلالته على صحته الاسلام قال الاية وذلك يوم بدر قال تعالى ذلك يوم بدر فقال ليهلك من هلك عن بدينة الاية وذلك يوم تدر على ما حققه بعضهم ولا شك ان تلبية قليلة الضعيفة المؤمنة الكثيرة القوية العابرة دليل انها على الحق وان الله هو الذي نصرها كما قال وفي بقعة بدر ولقد نصركم الله ببدر وانتم ذلة وقال الاية والمؤمنون الذين اعادهم الله بالنص على صفاتهم وميزهم بها نغيرهم. قال ان الله لقوي عزيز ثم ميزهم عن غيره بصفة اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر العلاج الذين علاج للحصال العسكري الاقتصادي وذلك في هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينقضوا. وهذا الذي اراد المنافقون ان يفعلوا بالمسلمين هو عايز حصار الاقتصاد. وقد اشار تعالى الى ان عباده قوة الايمان به. وصدق التوجه اليه جل وعلا ولكن المنافقين لا يفهمون لان من بيده خزائن سنوات والنوم لا يضيع ملتجئا اليه مطيعا له. فاذا بلغنا اجله فامسكوهن بمعروف او ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو واحد اسمه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا. وبين ذلك ايضا بغوره ذكر المصنف رحمه الله المسألة التاسعة اتى من المسائل العلم الموعود بها وهي مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم وعددهم بالنسبة الى الكفار فان من المشكلات المقلقة ما يؤنسه المرء ويراه من ضعف المسلمين وعذهم بقلة عددهم وعددهم عن مقارعة الكافرين. فذكر ان الله سبحانه وتعالى على بين ان هذه المشكلة تدفع بصدق الايمان والاخلاص لله وكمال التوجه اليه والتعلق به. فاذا وجد هذا المعنى في قلوب المسلمين فان الله عز وجل يجعل له من المكن والغلبة ما يرفعون به نقص العدد والعدد. فقلة عددهم وضعف عدتهم يرفعه قوة ايمانهم وصدق اخلاصهم. فمتى قوي ايمانهم؟ وصدق اخلاصهم احدث ذلك لهم من القوة ما يغلبون به عدو الله وعدوهم. وهذه الالة النافعة في كتاب مقارعة وليست شيئا بمقياس الخلق لكنها عند الله عز وجل الة عظيمة. فان كثيرا من الخلق يزهدون في هذا ويبقون محبوسين بصورة الظاهر فهم يطلبون كثرة العدد وقوة العدد. واما العارفون بالله وبأمره وهم يعلمون ان الإيمان إذا تمكن في القلوب واستمكن فيها الإخلاص والرسخ فإن الله سبحانه وتعالى الا يظهر اولئك على غيره وان كانوا اقل عددا واضعف عددا. وتجلى هذا في مشهد النبي صلى الله عليه سلم واصحابه في بدر فانهم كانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر وكان الكفار البا وهم اكثر منهم عددا واقوى عدادا وعدة. فغلبهم اولئك مع قلة عددهم لكمال ايمانهم فمدى وزن الايمان الكامل سد هذا العجز في العدد والعدد. فبناء الايمان في قلوب المسلمين اولى من بناء الجدران. وكثير من الناس اليوم شغلوا في اصلاح حال المسلمين بما يتعلق بالمظاهر الخارجية من بناء وشرق للطرق وايجاد للوظائف وغير ذلك. ويغفل اكثرهم عن المطالبة باصلاح في حال المسلمين في دينهم. ولو قدر ان المسلمين اصابوا ما يريدون في الرغد العيش وانتظام الحكم بينهم في اي طريق يليقون بها ذلك ثم صارت قلوبهم فارغة من الايمان فانهم لا يزالون في نقص وضعف فان وضعفهم لا تحصل الا لا يحصل جمعها الا بالاسلام. روى ابن عساف باسناد صحيح عن عمر الله عنه انه قال لابي عبيدة يا ابا عبيدة نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة في غير اذلنا الله فلا سبيل الى عزتنا الا في امتثال دين الاسلام. نعم مسألة معاشرة التي هي مشكلة اختلاف القلوب فقد بين تعالى في سورة الحشر ان نسببها عدم العفو بقوله لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر. بأسهم بينهم شديد. تحسبهم وقلوبهم شتات ذلك بانهم قوم لا يعقلون. ثم بين السبب لقوله ذلك بانهم لا يعقلون ودواء ضعف العقل هو امارته بارتداء نور الوحي لان الوحي يرشد الى المصالح التي تقصر عنها العقول قال تعالى مثله في الظلمات ليس بخارج منها تبين في هذه الاية ان نور الايمان يحيا به من كان ميتا ويضيء له الطريق التي يمشي فيها. وقال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور فقال على الصراط المستقيم الى غير ذلك من الايات. وبالجملة فالمصالح البشرية التي بها نظام الدنيا راجعة بعدما بانواع الاموال دم المفاسد المعروف عند اهل الاصول بالضروريات وحاصلهم دفع الضرر عن الستة التي ذكرنا قبل يعني الدين والنفس والعقل والنسد والعرض والمال الثاني جلب المصالح المعروف عند اهل الاصول بالحاجيات ومن فروعهم القول بذلك والايجارات عامة المصالح المتبادلة بين افراد المجتمع على الوجه الشرعي التحلي بمكارم الاخلاق والجري على معاصي المعادات المعروف عند المعروف المعروف عند اهل النصر بالتحسينات والتثمينات ومن فروعه خصال الفطرة وكل هذه المصالح لا يمكن شيء اشد محافظة عليها بالطرق الحكيمة السليمة كتاب محكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وصلى الله سلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ذكر المصنف رحمه الله المسألة العاشرة من المسائل العشر الموعود بها وهي اخرها وهي مشكلة اختلاف القلوب اي اقولها وتباعدها اي تلفوها وتباعدها مما يقع بين اهل الاسلام فان المراقبة بالقلوب بالاختلاف داء عضال يسري في اهل الايمان. وبين المصنف رحمه الله تعالى منشأ ذلك الداء وهو عدم العقل فان ضعف العقل ينشأ منه اختلاف القلوب. ثم ذكر رحمه الله الله تعالى دواء ضعف العقل فقال ودواء ضعف العقل هو انارته باتباع نور الوحي. انتهى كلامه فمتى اتبع نور الوحي اندفع ضعف العقل وصار العبد حينئذ عاقلا فاذا صار العبد عاقلا جرأ الخلاف ما استطاع فان عقلاء الخلق يجتهدون في الخلاف وسفهاؤهم هم الذين حصوله فمن علامة العقل الحرص على الاتفاق ومن علامة ضعف العقل الحرص على الشقاق وهذا احد الدوائين الذين جاء الخبر عنهما في الشرع فان تقوية العقل تكون بامرين احدهما اتباع الوحي والاخر رد الامور الى اهلها احدهما اتباع الوحي والاخر رد الامور الى اهلها. قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او بالخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فالعبد مأمون بتحصيل عقله بان يرد الامر الى اهله فان ذلك اعون له في اصابة الحق. فان المرء ينقص قدره عن الاحاطة ببعض خفايا الامور اذا لم يكن من امرها فمن عقله ان يردها الى اهلها طلبا لكمال عقله وسلامة دينه. فمتى وجد هذان المعنيان في النفوس ان قرأ الخلاف وتقارب القلوب فاذا كان الخلق مهتدون فاذا كان الخلق مهتدين بنور الوحي يردون الامور الى اهل قل خلافهم وانتظم انفاقهم. ثم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان هذه المسائل العشر ختم بكلام كالتمخيص لما مضى في بيان ان مصالح البشر التي تنتظم بها احوالهم في الدين والدنيا ارجعوا الى هذه الانواع الدلال واولها درء المفاسد اي القبائح التي تفسد دينهم ودنياهم جلب المصالح والمراد بها المنافع التي بها قوام دينهم ودنياهم وثالثها التحلي مكارم الاخلاق وبتمام ذلك نكون قد فرغنا بحمد الله عز من اقرار هذا الكتاب واكتبوا طبقة سماعه سمع جميع هذا الكتاب لمن سمع سمع علي جميعا الاسلام دين كامل بقراءة بغيره وصاحبنا فلان بن فلان بن فلان. فتم له ذلك في مجلس واحد لميعاد المثبت في محله من النسخة وجدت له روايته اجازة وجدت له رواية عني اجازة خاصة بمعين معين في معين باسناد مذكور. باسناد مذكور في عقود الاجتهاد الاجازة وجود الحجاج والحمد لله رب العالمين. وهذا الاسناد اخبرنا محمد باعشن الحظرم اجازة قال اخبرنا المصنف اجازة. اخبرنا محمد داعشا الحضرمي. اجازة قال اخبرنا المصنف اجازة الرواية عن محمد الامين رحمه الله عزيزتان. ولما لقيت هذا الرجل كيف اجازه؟ فقال اننا كنا صحبة شيخنا علي العميريني. وهو رجل له مصنفات كان ممن اقام في جدة ومن كتب تراجم علماء الحضارم في جدة قال فلما اردنا ان ننصرف منه سأله شيخنا ان يجيز له الحاضرين على طريقة اهل حضرموت فاجاز الشيخ لنا فبهذه الاجازة نروي مصنفات محمد الامين رحمه الله تعالى عن محمد بن عسل الحضرمي عنه. وهذا الشيخ ممن استجزته لاصحابي الاخذين عني. فانتم ايضا ترضون عنه مباشرة استدعاء الاجازة منه لمن اخذ عن