السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الحج مقاما للتعليم. وهدى فيه من شاء من خلقه الى القويم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله عليه وسلم ما علم الحجاج وعلى اله وصحبه خيرة وقت الحاجة. اما بعد انا شرح الكتاب الحادي عشر من برنامج تعليم الحجاج في سنته الثانية واربعين الاربع مئة والالف وهو كتاب الحث على اجتماع كلمة المسلمين وذم التفرق والاختلاف للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن السعدية رحمه الله تعالى. المتوفى سنة ست وسبعين بعد الثلاثمائة والالف. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصلب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه اجمعين. اما بعد فان الله تعالى خلق خلقه من واوجدهم بعد ان لم يكونوا شيئا مبثورا على اداء حقوقه وحقوق عباده اللازمة والمستحبة التي شرعها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وهي شعب كثيرة فمنها ما هو اصول ومنها ما هو احكام ومنها ما هو قواعد كل نية وتحتها كثير من الاحكام الجزئية ومنها المقاصد والمطالب ومنها ما هو موصل اليها وتدميرها وتعطيل المفاسد وتقليلها. الاعتصام والحث على هذا بكل طريق موصل اليه من الاعمال والتعاون على ذلك قوما وفعلا والنهي عن التفرق والاختلاف وتشتيت شمل المسلمين والزجر عن جميع الطرق وصلت اليه بحسب القدرة والانكار. وقد دل على هذا الاصل العظيم الكتاب والسنة واجماع الانبياء والمرسلين. واتباعهم الى قال تعالى ان لنا عبادي بتوفيقنا وبذلك يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم انك بين قلوبكم لاصبحتم بنعمة اخوانا كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. الاية وقال تعالى نهيا عن مخبرا انهم سبقوا انه سبب للفشل وعدم النصر على الاعداء الاية وقال مذكر عباده ليلته التي لا يقدر عليها انه عزيز حكيم والف بين قلوبهم لو انفقت ولكن الله الف بينهم وقال داما المنافقين غموضهم وتبرك قلوبهم ولو اجتمعت اجسامهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى على رسول جبريل للمخالطين الثاني لتأليف المجتمع وعدم تفرقهم ولو كنت فظا غليظ القلب من حولك. الاية ووصف الله المؤمنين بانهم رحماء بينهم رسوله بانه رؤوف رحيم. وقال لقد كان له في رسول الله اسوة حسنة. وقال تعالى على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. كما ان السعي تبيظ كلمة المسلمين من اعمال التعاون على الاثم والعدوان. وقد قص الله علينا في كتابه سيرة الرسل الذين بعثهم لتبليغ رسالاته وذكر نصحهم لامهم وحرصهم على اجتماعهم على الاسلام ونهيهم عن التفرق والاختلاف مما هو كثير في القرآن. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد ابدع في هذا العصر وقال النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه لا تحاسدوا ولا تناتشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا المسلم واخو المسلم لا ولا يخذله ولا يكذبه. وفي صحيح مسلم عن قال سمعتم عن يقول الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامدين ومن اعظم النصيحة للمسلمين ونهيهم عن التفرق. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من الانصار منبها لهم منة الله عليهم بهداية واجتماعهم وغنى وبسببه يا معشر الانصار الم اجدكم الله رسوله ومن وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغني احد عن لا يبلغني لا يبلغني احد عن احد شيئا فاني احب ان اخرج اليكم وانا سيد الصدر. وقال لما شهر رمضان واصحابه بفضل بعض المنافقين لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه صلى الله عليه وسلم يوصي من يبعثه من الدعاية لدين الاسلام وتعليل الشرعية فيقول بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعفروا وتقاوعوا لا تقتربون وقال ولا تقتنعوا فتختلف قلوبكم لاخبر ان الاختلاف الظاهر سبب لاختلاف الباطن. وقال صلى الله عليه ان ذلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم والتواتر عنه صلى الله عليه النهي عن الخروج عن ولاة الامور والسمع والطاعة وهم ان ظلموا وعصوا وما ذاك الا لما بالخروج عليه من الشر العظيم وقد امر الله ورسوله اجتماع المسلمين بذكر من العبادات كالحج والعياد والجمعة والجماعة من التواجد والتواصل وعدم التقاطع ونهى الله عن الغيبة والنميمة والسعاية والتقاطع والخيانة والحسد والحقد ونحوها. ونحوها لما فيها من الفساد وتشتت العباد وامر بين الناس في كل طالب حتى انه وللجملة عليه وسلم في معاملاته الخلق. مسلمين وكافرين قريبين وبهين. من لين الجانب والسماحة التامة مفهوم عظيم العفو عنا للجرائم للعفو عن اهل الجرائم وتأنيث الخلق للدخول في دين الاسلام واعطاء المؤلفة قلوبهم يسلم ويقوى ايمانهم يترك وكان هل نبي بني آل الكعبة على قائد إبراهيم فقال يا عائشة لولا ان قومك حديث عبد الجاهلية فمن تأملها انه صلى الله عليه وسلم من دينه وجل شعائر المرسلين. النصيحة لكافة الامة والسعي في الجنة كلمة المسلمين وحصون التعارف بينهم تابع لهم من التباغض والتجاهل والاحن وان هذا الاصل وان هذا الاصل من اعظم من اعظم معروف يؤمر به ولطاعة امور اعظم يكررها وان هذا من فروض الاعيان اللازمة للامة وعملائها وهناك عن عوامها بل هي قاعدة لا يتم الايمان الا بها ستجد مراعاتها علما وعملا. وانما كان الارض كذلك. لما في ذلك من المصالح الدينية الدنيوية التي لا يمكن حصرها والدنيوية ما لا يمكن عدها فلذلك المصنف رحمه الله في هذه الجملة اصلا عظيما من اصول الديانة وهو مدح الاجتماع وذم الاحتراف. وابتدأ بيانه بذكر ان الله عز وجل لما خلق الفرق لعبادته وخاطبه بشرعه جعل ما امره الله سبحانه وتعالى به على درجات فان شرائع الاسلام وهي خصاله واعماله متفاوتة الرتب الامر كما ذكر المصنف رحمه الله ان من تلك الشرائع ما هو اصول ضرورية ومنها ما هو احكام تخص ببعض الاحوال ومنها ما هو قواعد كلية تجمع متفرقة تلك الاحكام ومنها ما هو وسائل توصل الى تلك المقاصد؟ وهي تجتمع جميعا بان مطلب الشريعة منها هو تحصيل المصالح وتثمينها وتعطيل المفاسد وتقليلها. فان مقصد الشريعة من الامن والنهي شيئان فان مقصد الشريعة من الامر هو الذي شيئان احدهما تحصيل المصالح احدهما تحصيل المصالح وتكوينها. والاخر تعطيل المفاسد وتقليلها والاخر تعطيل المساجد وتقليلها. فالشرع موضوع لتحصيل المنافع التي بها امر الناس في الدنيا والاخرة مما يسمى مصالحه. وهو موضوع ايضا لتجنيبهم. كل ما يجر عليهم ما يفسد دنياهم واخرتهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله على ان من اعظم الاوامر الجناهية وشرائع الاسلامية السماوية والوصايا النبوية الاعتصام بحبل الله جميعا واتفاق كلمة المسلمين. فقد ابدى الشرع في هذا واعاد بطرائق متنوعة في الكتاب والسنة. منها ما ذكره المصنف رحمه الله من قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فامرهم للاعتصام بحبل الله. وحبل الله له معنيان. احدهما عام وهو دين الله احدهما عام وهو دين الله. والاخر خاص وهو القرآن خاص وهو القرآن. واصل الحبل السبب الموصل الى الشيء. واصل الحبل يوصل الى الشيء والدين والقرآن يوصلان العبد الى ربه سبحانه وتعالى فيرضى عنه وهذه الاية وهي قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تقرير هذا المقصد العظيم. فقوله واعتصموا بحبل الله جميعا امر بالاجتماع ومدح له. وقوله ولا تفرقوا نهي عن الاستماع وذم له. والمدح يؤخذ من الامر. فكل مأمور به فهو ممدود والدم يؤخذ من النهي. فكل منهي عنه فهو مذموم. واكد الله سبحانه تعالى تعظيم طلب الاجتماع في قوله جميعا. فان تقدير الكلام يصح. واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا وجعلت الكلمة جميعا صلة لتأكيد المقصود من الاجتماع. ومثل هذه المواضع من القرآن لا يسوغ ان يقال فيها زائد. لان القرآن ليس فيه شيء زائد فلا يقال ذلك ادبا مع القرآن. وانما يقال صلة فيكون المقصود منها تأكيد المعنى اشار الى هذا البرهان اشار الى هذا الزركشي في كتاب القرآن في علوم القرآن وابن هشام الاعرابي عن قواعد الاعراب. ثم ذكر المصنف نهي الله سبحانه وتعالى عن التنازع وانه ينشأ منه الفشل. فذكر قوله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم يعني قوتكم. ثم ذكر امتنان الله عز وجل على المؤمنين بتأليف قلوبهم. في قوله والا بين قلوبهم وقوله لعبده محمد صلى الله عليه وسلم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. وهاتان الايتان تؤكدان المعنى الذي سبق تقريره من ان الشرعي التأليف بين القلوب. اي دعوتها الى الاجتماع. مع بذل العذر لا يمكن العذر فيه ولا يمكن ان يكون شرعا ولا عقلا اتحاد ولذلك ليس بالقرآن والسنة الدعوة الى الاتحاد وانما فيهما الدعوة الى الاحتلاف. لذلك فان الالفة الاسلامية شرعي بخلاف الوحدة الاسلامية فانها سراب لا حقيقة له لا شرعا ولا عقلا. فالشرع ليس فيه شيء مما يدل على ذلك بل يدل على خلافه من حصول الفرقة بهذه الامة وكذا بالنظر الى العقل. فانما ذلك الخلق وقواهم مختلفة متباينة وذلك يقتضي عدم الاجتهاد ولكن يمكن الرسول الالفة في بقاء اصل المحبة. بعضهم بعضا وان وقع الاختلاف بينهم. فيكون الاختلاف سائغا اذا كان له دليل ومعتد به في الشرع كما المصنف فيما يستقبل. ثم ذكر رحمه الله ما بينه الله من حال المنافقين من انهم متفرقون قال الله تعالى يحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ثم ذكر من سن به على النبي صلى الله عليه اننا من لين قلبه الذي اورد اجتماع الناس عليه. فقال تعالى فبما ورحمة من الله منك لهم فبدينه الله عليه وسلم برحمة الله عز وجل اختلف الناس عليه واجتمعوا. واصل الكلام واصل الكلام فبرحمة من الله. وجعلت ما صلة لتأكيد المعنى في ثبوته. ثم ذكر في تمام الاية ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. تأكيدا ان اجتماع الخلق على احد بما يكون في قلبه من اللين بما فيه من اصل اصلاحه فان احتوى على فان الغلظة يقارنها التعدي على الخلق. فينفر الخلق عنه. ثم ذكر المصنف رحمه الله ان من اوصاف المؤمنين انهم رحماء بينهم فكل واحد منهم يرحم اخاه لان اهل الايمان اعتمدت بينهم الاخوة الدينية. قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة. وصدق الاخوة يتجلى بمن عدة منها مشهد الرحمة. فمن كان مؤمنا باخوة المؤمنين. فمن كان ها؟ مؤمنا باخوة المؤمنين له وجب عليه ان يرحمهم. ثم ذكر وصف النبي صلى الله عليه وسلم باخر سورة التوبة لانهم بانهم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ثم امر بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم بذكر اية الاسوة وهي قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي قدوة حسنة وهذه الاية من اعظم الايات باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقع في كلام جماعة من الصحابة في عمر ابن عباس وابي هريرة رضي الله عنهم ذكر هذه الاية لحمل الخلق على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فهي من اعظم الايات اتباع ثم ذكر المصنف ما جاء في الكتاب من الامر بالتعاون على البر والتقوى والحذر من التعاون على الاثم والعدوان. فان الله امرنا ان نتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الاثم والعدوان. ثم قرر المصنف ان من اعظم البر هو السعي في جمع كلمة المسلمين واتفاقهم بكل طريق واتفاقهم بكل طريق. كما ان السعي في كلمة المسلمين من اعظم التعاون على الاثم والعدوان. فمن الناس من هو ساع في جمع كلمتهم سيكون كونوا ساعيا في البر والتقوى. ومنهم من يكون داعيا في تفريق كلمتهم يكون داعيا بالاثم العدوان ثم اتبع المصنف ذلك بحال سيرة الرسل التي ذكرها الله سبحانه وتعالى عنهم وما اتفق لهم من نصحهم امرهم بالاجتماع وتحذيرهم من الاختلاف والتفرق. وللمصنف رحمه الله تعالى بيان نافع بما يتعلق باحوال الانبياء مع اممهم ذكره في تفكيره الصغير. وافرج باسم قصص الانبياء فمن احكم احسن الكتب التي صنفت في قصص الانبياء الرسالة المحتلة من التفسير الصغير المصنف المطبوعة باسم قصص الانبياء. العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي لانه اكتنى ببيان وجوه الحكم والاحكام في سيرة الرسل واحوالهم مع اممهم. ثم ذكر المصنف احاديث مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم الامر بالاستماع والنهي عن الانفراط كنهيه صلى الله عليه وسلم عن التحاسد والتنافس والتباغت وامره صلى الله عليه وسلم بالنصيحة لائمة المسلمين وعامتهم الى اخر الاحاديث التي اوردها. ثم اورد في تقرير ذلك الاصل الكلية الذي واثر عنه صلى الله عليه وسلم من النهي عن الخروج عن على ولاة الامر والسمع والطاعة لهم وان ظلموا وعصوا وهذا اصل من رجل قررته الشريعة حتى صار من اصولها القطعية. لمزيد احتياج الناس اليه فان الناس لا ينتظر امرهم الا بامامة في الحكم تتولى تدبير شؤونهم واقامة مصالح الدنيا والاخرة بينهم. فامر الشرع بطاعته ونهى عن معصيتهم بما في الخروج عنهم من الشر العظيم فان الامر كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين قل من خرج على امامه ليزيل شرا الا تولد من قروده شر اعظم. قل من خرج على امامه ليزيل شر الا تولد من خروجه شر اعظم من الشر الذي اراد ابطاله شر اعظم من الشمل الذي اراد افضاله انتهى كلامه ولشيخه ابي العباس ابن تيمية كلام نحو ذلك في كتاب منهاج السنة النبوية ثم ذكر المصنف ان من مقاصد الشريعة في الاجتماع حثها عليه في العبادات العدة في الاجتماع الحج والاعياد والجمعة والجماعة. فالمقصود من اشهاد المؤمنين هذه الاجتماعات هو حظهم على لزوم الاجتماع وتحذيرهم من التفرق. فلا ينتظم امر المسلمين الا باجتماعهم. وان واختلافهم فاذا تفرغوا فانه يضعف امرهم ويفل جمعهم ويتكلف عليهم عدوهم فمن اعظم مقاصد الشرع لزوم الجماعة والحذر من الافتراء. وهذا مقصد شرعي غررته الشريعة لما فيه من حفظ مصالح القلب للدنيا والاخرة. نعم. فصل في بعض المفاسد لا يسترد ان الله تبارك وتعالى لم ينهنا عن امر من الامور الا من المفاسد العامة والخاصة مع الغبت والحكمة ورحمته. اول رمضان التشاؤم والاختلاف اضاعة هذا الاصل العظيم. ومعصية قال ورسوله الموجب للقاضي وحرمان الثواب. اهمال ما دلت عليه الايات القرآنية احاديث نبوية ومنا ما يترتب عليها من الاقتتال والاختصام والموالاة والمعاداة التي تجعل المسلمين فرضا يريد نصرة قوله بحق او باطل من ارتكاب الخطأ والضلال والهوى من المفاسد العامة نصرة للهوى فيجيبونه وما معه من الحق ويحصل بسبب ذلك من الغيبة والنميمة والسعاية ما هو من اكبر المعاصي نريد ويجد سيء القصد المتبع من هواه مجالا يجور اعواض العلماء والصالحين وهناك لامور المسلمين فيلتزم بقوله لطائفة ويتنفس بعبادها على قلب محافظ مكة للمخادع فيتوصل بذلك يا مقاتل الخبيثة ونبذل في قلوب من انتسب اليهم ما يقدر عليه. اذا البذور التي تنتج الخزي والفضيحة. وليس من وعلى هلاكي من هذا شأنه وهذا غاية قصده هذا بعض ما ومنا انه يستدرج بالمفترقين. ومنها انه يستدرج بالمفترد للمفترقين الى المباعدة والمغادرة يتعلم بعض من بعض ولا ينصحهم. حتى لا يتعلق بعضهم من بعض. ولا يفرح بعضهم بعضا فيضيع من المصالح التي هم من اهم الواجبات واكبر القربات رجاء ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل بعض مكاتب الاختلاف والتنازع والتباغض والتهادف فانه لما قبض ان الشريعة جاءت بالامر بالاجتماع ومنحه والنهي عن التبرك وذمه فلا بد ان يكون فيما نهت عنه الشريعة مفاسد عظيمة. فان مأمورات الشريعة تشتمل على مصالح عظيمة. فتكون كذلك الملاهي الشرعية مشتملة على مفاسد عظيمة. فلاجل اشتمال تلك المأمورات على المصالح امر بها. ولاجل اشتمال في التمنيات على المفاسد نهي عنها. وذكر المصنف من مفاسد الاختلاف والتنازع ومظاهر التشاعر والتباغض اضاعة هذا الاصل العظيم وهو اصل فيؤول الامر بهؤلاء المتنازعين المتشاحنين الى حفظ المسلمين واختلاسهم واذا افترق الخلق فقد برئ منهم النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله على ان الذين فرضوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. ثم ذكر رحمه الله تعالى مما على الاشتراك من خصومة واختلاف واقتتال وموالاة ومعاداة تجعل المسلمين احزابا وفرق كل حزب بما لديهم فرحون فيترتب على ذلك ان يسعى كل حزب الى نصرة القول الذي انتحله ولو كان باطلا لان حب الشيء يعمي ويصم. فاذا غلب على قلبه محبة قول وانتحله تعالى اذا بكل ما يستطيع من قوة ولو دعاه ذلك الى قول الباطل. ثم ذكر رحمه الله تعالى من تلك ان وقوع الخصومة يؤول باهله الى المباعدة والمهاجرة. فهم يفترقون ثم يتهاجرون ويتباعدون فيقاطع بعضهم بعضا فلا يتعلم احد من احد ولا ينصح احدا احدا فتضيع بذلك مصالح عظيمة كانت في اجتماعهم كما قال المصنف فيتفرق الخير بينهم فيكون عند هؤلاء ما عندهم من الخير فيكون عند هؤلاء ما عنده من الخير ويضعف دين الاسلام بينهم فان قوة الاسلام فيهم باجتماعية فاذا ضعف الدين فيهم. ثم ذكر المصنف ان على الانسان ان يحذر من هذه المهلكات التي يتضمنها امر الافتراء وان ينأى بنفسه عنها والا يكون نائبا عن جبر عيسى في بثها ونشرها بين المسلمين. والانثى يعتصم قلبه ممن يصغي بقلبه وسمعه الى اولئك المبطلين. فالانسان هم دعوته ويقول بقولهم فيكون من المفرقين بين المسلمين نعم المطلوب المقصود الذي جرى الكلام لاجله وهو المقصد الذي به يرغب المصلحون واليه شمر المشمرون وبه ثلاثة العظيمة والمهمات الجسيمة وبالجملة المفاسد التي ذكرت والذي لم تذكر في مفاسد التهاجر والتباغض والتدابر بهذا الامر تزول وتصل بصاحبها بخير وتوفي تحشر الخيرات وتنزل البركات وتستجاب الدعوات وتبدل السيئات بالحسنات ومثل بعض كلمة المسلمين يجتمع شمل الدين ويحصل لهم بذلك العز والتمكين وبه يدين الاسلام والايمان لان الايمان للسنة والجماعة قوم وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والسعي في هذا من اكبر الطاعات فيزيد به العلماء درجات وبالاجتماع يحصل التعاون على جميع انفصال البر والتقوى والخير. قال تعالى لا خير في كثير مما نجمعهم صدقة او معروف او اصلاح بين الناس. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجة قال الشعر ولكن حارقة اعظم من هذه الدرجة التي زاد بها على امهات الفضائل الصلاة صدقة وقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا اخبركم بشيء اذا فعلتم وتحاببتم امشوا السماء بينكم ربنا صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على وجود الايمان ورتب وجود الايمان على حقول التحاب الذي هو سبب لان دين الكلام الذي من اجل الذي من اجله افشاء السلام لما ذكر رحمه الله تعالى المفاسد الناشئة من الافتراء اتبع ذلك الفصل في فصل في اتفاق المسلمين. وذكر ان الفوائد الناشئة عن اتفاق المسلمين تغرور كل سيئة نشأت وامتدت تولدت من فاتفاق المسلمين يوصل الى تحصيل الخيرات ونزول البركات. فيجتمع ويقوى دينهم ويزيد ايمانهم. فكل خير في اجتماعهم وكل شر في افتراقهم. وذكر رحمه الله تعالى هذا ونموذجا مما يقوي المحبة بينهم ويحملهم على الاجتماع وهو الحرص على اصلاح ذات وانشاء السلام كما جاءت بذلك الاحاديث النبوية. والمراد باصلاح ذات البين رفض الصدع والاصلاح بين المختلفين. وذكر ذات البين للدلالة على ما يكون بين الناس من مبتكرات القرآن وذكر ذات البين مما يكون للصلة بين الناس من مبتكرات القرآن اي من المعاني التي لم تعرفها العرب لهذا اللفظ. ذكر هذا الصاهر بن عاشور في تفسير سورة الانفال من التحرير والتنوير فاذا سعي ولم الشعث ولم الشيعة وتقوية الصف بين كان ذلك من اعظم الاعمال. وكذا بذل السلام لهم ونشره بينهم. فان السلام كما قال ابن عيينة فيما رواه البخاري في بر الوالدين قال السلام انت امن مني وانا امن منك. فحقيقة السلام وسلامة المؤمنين بعضهم من بعض. وهذه السلامة تحمل على اصول المحبة بينهم. فاذا امن كل احد من المسلمين اخاه فان ذلك يورثهم المحبة بينهم والالفة بين قلوبهم. نعم اذا علم هذا فالواجب على المسلمين عموما وجودهم وطاقتهم لحصول التواجد وعدم التقاطع والتاجر. ويرغبوا غيرهم في انفجار لامر الله وسعي في محبوبه مع انها ستنقلب ان شاء الله راحة ويقابلون المسك ويقابلون المسيء اليهم الصفح وسلامة النفس. ولا نعامله بما عاملهم به بل اذا عاملهم من بغض بالمحبة وان عاملهم بالاذى عاملوه بالاحسان وان عاملهم بالهجر وترك السلام عمله ببذل السلام والبشاشة الكلام والدعاء لهم بظهر الغيب ولا يطيعوا انفسهم به فليست هذه حالة الانبياء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال النبي عن النبي الذي ضربه قومه حين دعاه من الله حتى يمسح الدم عن نفسه عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون هذا والله الفخر الكامل الذي يبني لصاحبه في الدنيا الجميل وفي الاخرة تعالى المسجد الحرام ان تعتدوا ونحث على مقاتلة وفي قوله فاذا وفق المسلمون لهذه الحالة واخرجهم من ظلمات الجهل الظلام الى نور ينذر الايمان. ويجب عليه اذا رأى صاحبها ويريد ان يشق عصا المسلمين. ولا تستحقها في الضاد وليس الله ويجب عليهم من الراضية الفاسدة ان يطمعوا وينصحوا ولا يلتفتوا لقوله فان من فان من هدى حاله اكبر الاعداء وان يحرصوا غاية الحرص على على تسع اعوام للمسلمين وعدم تتبعها خصوصا ما يصدر من رؤساء الديناء وطلبة العلم الذين لهم الحق على جميع المسلمين بما قاموا به من علم شهر وتعليمه الذين لولاهم ما عرف الناس امر دينهم ومعاملاتهم فلولاهم يصلون ويزكون ويصومون ويحجون بل لا يعرفون يبيعون ويشترون بل لولاهن كان الناس كالبهائم فالواجب من يريدهم يدا وتغاضي مما يصدر منه من ستره وعدم نشره. لان نشره فساد عليه واعلم ان للخير والشر علامات فعلامة سعادة اليس احسن الله اليكم واعلم ان للخير والشر علامات يعرف بها حريص على هدايتهم من انواع النصح مؤثرة وعدم اشاعتها قاصدا بذلك وجه الله والدار الاخرة وعلامة شقاوة العبد ان تراه يسعى بين الناس بالغيبة والنميمة ويتتبع عثراتهم ويتخلى عن هواتهم فاذا سمع بشيء صدر منه يشاء ودع بل ربما بل ربما بل ربما نشر معه صرحا من فهذا العبد بشر المنازل عند والله لقيت عنده متعلق بمساقطه يوشك ان يفضحه في دنياه وقبل اخراه ان لم يتدارك نفسه بالتوبة ان يرضى بها عن هذه الخصلة الذميمة وان تأمل معنى صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. وقوله صلى الله عليه وسلم يا معشر ولم يدخل الايمان في قلبه لا يجوز المسلمين ولا تتدبر اوراقهم فانه من يتبع عورة اخيه يتبع الله ومن يجمع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته. هذا الوعيد الشديد في عموم المسلمين لان الله قال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من عادى لوليا فقد اذنته بالحرب. وقد قال بعض السلف ان لم يقوموا العلماء ان لم يكونوا العلماء يا الله فان ولاية الله انما تنال بحسب قيام العبد باوامر الله ولاهل العلم من هذا اكبر رصيد يمضي عليه زمن طويل وهو متجدد لطلب العلم تاركا لما عليه هم الدنيا مستغرفا لاكثر اوقاته واشغى في ساعاته الذي هو بنفسه اجل الطاعات وهم احوى بولاية الله من غيرهم. فكيف يمكن بالقدح فيهم من غلب واثنى زمانه بالقيل وقال ولم يضرب مع الصالحين بسهم من نفعت الاعمال فلا تراه باحثا عن خمر كيدايرين؟ فلا تراه باعثا عن امر دينه ولا مجالسا للعلماء على وجه الاستفادة منه بل لو سئل عن ادنى المسألة من اجل دينه لم ينطق ببنت شفته ومع هذا فقد اطلق لسانه بذل العلماء واهل الدين. زاعما فيما قاله وانه مصيب نعم قد اصاب طريق اهل الشر والتحق بالحيوانات الخسيسة التي تقنط الاطعمة الطيبة اذهبوا الى الجيبة ونحوها من الاطعمة الخسيسة. لترك المحاسن واقباله على ما ظنه المساوي. وانحرف عن طريق عن الخلق فليس بكفئ ان يذكر معهم وانما وانما يذكر لان لا يغتر به المضطر ويقع بشبكة جاهلون ولعله يرتدع ويتوب ويقنع الى ربه ويريد فليس على طريق التوبة حجاب ولا ذنب الا ومعه مغفرة الملك الوهاب لمن تعب واناب. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من المقدمة الثالثة في الفصول المتقدمة شرع يبين المقصود من كتابه بالايضاح والطرائق التي يتحقق بها اجتماع المسلمين ويبرأون من التفرق والاختلاف. فذكر في هذا الفصل اربع طرائق عظيمة بالمؤمنين الى الاجتماع وتحرزهم من الافتراء. فاولها ان يسعى المصلحون هنا من العلماء واهل العلم الى تحقيق هذا الاصل وهو نجوم ان يسعى المصلحون من العلماء واهل العلم الى تحقيق هذا الاصل وهو لزوم الجماعة. وان يجتهدوا في الحث عليه. ويتحملوا المشاقة. ويبذلوا جهدهم وطاقتهم في تحصيل التواس بين المسلمين. وثانيها ان يجتهدوا في مقابلة الاساءة ان في مقابلة الاساءة التي تصل اليهم بالاحسان الى من اساء لهم. بالاحسان الى من اساء لهم فما عملهم به من سوء فانهم يعاملونه بالاحسان. فان هذا الدواء انفع الشرعية في دفع العدو الانسي. وتقدم بيان هذا الدواء وانه وقع تقريره في ثلاثة مواضع من القرآن في شرط كتاب الاسلام دين ختام للعلامة محمد الامين الشنقيطي. فانه بين هذا المعنى وافضله وهو مسبوق بما ذكره ابن الجزري في كتاب النشر فان في الجزري في كتاب من قراءاته العشر في الجزء الاول منهم اقرأ هذا المعنى تقريرا طويلا في كيفية دفع العدو الجنسي بالاحسان اليه وذكر الايات في ذلك وثالثها انه يجب عليهم يعني المصلحين من العلماء واهل العلم اذا رأوا صاحب هوى يريد ان يشق عصا المسلمين ويفرق بينهم لنيل غرض من اغراض من اغراض فاسدة ان يطمعوه ولا يلتفتوا الى قوله رفعا من شره ومنعا له من غيره. ورابعها ان يحرصوا الحرص على ستر عورات المسلمين وعدم تتبعها ان يحرصوا غاية غاية الحرص على فكر عورات المسلمين وعدم تتبعنا خصوصا ما يصدر من رؤساء الدين والعلماء وطلبة العلم. فان لهم عورات هي زلاتهم والمرء لا يخلو من زلة يواقعها واحق الناس بستر عورته واقالة جلته هم المصلحون هنا من اهل العلم والعلماء ثم استطرد المصنف رحمه الله تعالى في ذكر علامات الخير والشر التي يعرض بها العبد يتميز بها المتكلم في المسائل. لان الخلق قد يتكلم اصناف متنوعة منهم بكلمة بدعة لكن لكل واحد منهم غاية منها. والامر كما ذكر ابن القيم في مجال سالكين ان الرجلين يتكلم بكلمة واحدة يريد بها احدهما الحق ويريد الاخر محض الباطل. ويدل على كل سيرته وما يدعو اليه فيفرق بين هذا وهذا باعتبار حاله فان الكلمة لا فيها الخلق ويدل على كلماتهم باحوالهم في سيرهم وما يدعون اليه. وليست الجنة من عالم مشتغل العلم معروف بالسنة في الزلة التي تبذل من دعي ينتحل العلم والسنة ولا يلزمها كما امر الشرع ثم ذكر رحمه الله تعالى ما جاء في الوعيد الشديد في التعرض لعورات المسلمين وهذا عام فيهم جميعا وهو اعظم واشنع وابشع برؤساء الدين من العلماء واهل العلم فالوقوع فيهم اقبح وابشع وربما دوى صاحبه الى اولياء الله التي تنصب بينه وبين الله سبحانه وتعالى العداوة. ففي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه انه قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب والعلماء هم من احق الناس بولاية الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى كلاما عظيما في كيفية ولاية الله عز وجل ورده الى حسب قيام العبد باوامر الله عز وجل. فمن رغب في حصول الولاية الكاملة من الله له اجتهد في امتثال اوامر الله عز وجل فان العبد اذا امتثل ما امره الله عز وجل به واطاعه حصل له من ولايته من ولاية الله له قدر عظيم بحسب تلك الطاعة. وكلما زاد المرء من ذلك زاد الله من ولايته له. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى كفاية الله للعبد على قدر ايمانه. كفاية للعبد على قدر ايمانه انتهى كلامه. فاذا كان ايمان العبد عظيما كانت كفاية الله عز وجل عظيمة. واذا كان ايمانه دون ذلك كانت كفاية الله كذلك. ولذلك فان اهل العلم بالله وبامره لا يشغلون انفسهم بطلب الكرامات وانما يشغلون انفسهم بطلب الاستقامة على امر الله. لانهم اذا استقاموا على امر الله عز وجل صاروا له فاظهر الله عز وجل لهم الكرامات. واما المشغول بطلب الكرامة فانه ربما حجبه طلب الكرامة عن امر الله ومن هنا قال بعض السلف اعظم الكرامة لزوم الاستقامة. اعظم الكرامة لزوم الاستقامة لان الانسان اذا لزم الاستقامة فقد بلغ غاية الكرامة فان الله عز وجل يبلغه بلزوم الاستقامة المقامات العالية في والاخرة. فالشأن في تحصيل الولاية والكرامة من الله سبحانه وتعالى. مرظته الى امتثالك امر وعبادة الله سبحانه وتعالى. قال ابو العباس ابن تيمية من اراد السعادة الابدية فليلزم عتبة العبودية من اراد السعادة الابدية فليلزم عتبة العبودية. انتهى كلامه. نقله عنه تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين فاذا اردت الولاية والكرامة والمحبة والنصرة والتأييد من الله سبحانه وتعالى فكن مع الله يكن الله سبحانه وتعالى معه. والكون مع الله عز وجل لا يدرك بمجرد الدعوة باللسان. بل يدرك بامرار المرء امر الله سبحانه وتعالى عليه. فمهما صار للعبد من احوال يظن انها غرامات مع مخالفة امر الله عز وجل فانه لا عبرة بها. قال الاخبري في درته اذا رأيت رجل لن يطيروا وقاموا فوق ماء البحر قد يسيروا ولم يقف عند حدود الشرع فانه مستدرج وبدعي فمهما حصل له من هذه الاحوال مع اقامته على خلاف الشرع فان دعواه تلك الكرامة زيد. والعارف بدين الله عز وجل يعلم ان فهذا من الاحوال الشيطانية التي تستدرج بها الشياطين من تستدرج حتى تخرجه من ملازمة امر الله الى طاعة هواه وفي اخبار الرجل الصالح من علماء الحنابلة عبدالقادر الجيلاني رحمه الله انه كان يخرج احيانا بالفلاس ينظر في ملكوت الله ويحاسب نفسه فبينما هو مرة في تلك الخلوة بنفسه اذا بالسحابة قد عرظت له وتبدت له فيها سورة عظيمة. ثم ناداه من في الصورة فقال يا عبد القادر فاجابه فقال اني انا ربك واني قد احللت لك ما حرمت على الناس. فقال العالم الله وبامره الواقف مع امر الله لا مع هواه اخسى يا عدو الله. اخسى يا عدو الله. فقال المتبدي في السحابة باي شيء عرفت ان للشيطان فقد اضللت قبلك سبعين عابدا قال لاني علمت ان الله لم يكن ليحل لعبد قادر ما حرم على محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا معامل الله سبحانه وتعالى كما اراده الله فان الله عز وجل يكرمه وتكون له ولايته مثل ما فمن اراد ولاية الله سبحانه تعالى فليلزم امره. ومن اعظم ما يجب الا يجعل الاختلاف بينهم بالمسائل الدينية التي لا يخرج المخالف فيها الى البدع او الشرك سببا ودعايا الى التفرق القلوب وموجبا للقدح والطعن بسببها والموالاة والمعاداة عليها فان هذا ظلم وتعدي لا يحل باجمع المسلمين كما زالت السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم يختلفون في مسائل الدين ولا ينكرون وبعضهم على بعض ولا يوجب بعضهم على بعض ان يتبعه والا ظن له ان هذه مرتبة لا تصلح الا للرسل الذين يضلل مخالفوهم واما من عاداهم فلن تضمن لهم العصمة. ومن رحمة الله بعباده ان جعل اختلاف هذه الامة رحمة ليثيب المصيبة ويعفو عن المخطئ واتفاقهم حجة ونجاتهم واتفاقهم حجة ونجاة وعصمة انت على اختلاف هذه الامة رحمة مصيبة ويعفو عن المخطئ. اعلم اذا هذه الامة رحمة عظيمة فالواجب على اهل العلم ان يبذلوا جهدهم بتحري الحق والصواب. دينهم او جهدهم. بالوجهين وان لا يضلل المخالف لهم مثلهم بحسب ما اداهم اليه اجتهادهم وذلك اذن من يرى ان الماء لا ينجز لا ينجس الا للتغير بالمجازة لا يذوبونه القذح في من يرى اننا لم يبلغ كلتين ينجس بمجرد ملاقاة وبالعكس من يرى انك المستعملة في رفع الحدث يصير طاهرا غير مطهر لا يضلل من يراه طاهرا مطهرا وبالعكس ولا من نوى ان الصلاة في ثوب النجس نسيا الدعاء ولا من يرى وجوب صوم ليلة ثلاثين من اعماله الغيظ على من يرى استحباب الفطر او اباحته ولا العكس ولا من يبيح فعل النوافل ذوات الاسباب في اوقات النهي على من ابن عمر رضي الله عنه وامثال هذه المسائل التي لم يزل الخلاف فيها بين السلف عن المنكر على غيره على وجه القدح فان هذا ظلم لا يجوز. بل وظيفة هذه المسائل الخلافية ان يبننوا ما يرون انه صحيح بحسب قدرتهم بالدليل الشرعي الذي هو الكتاب والسنة والحكم بضعف القول الاخر والحكم بضعف القول الاخر بالدليل الشرعي وان يرضعوا من جعل هذا الخلاف سلما لانه بعيد عن الانصاف. نعم ان ظهر من احد من اهل العلم مخالفة بينة لدليل شرعي صريح فانه الدليل الشرعي باقرب الطرق. ويبين له الدليل الشرعي باقرب الطرق. ولا يجعل تعذيب واغضبته في المجالس بدلا من نصحه فليست هذه طريقة اهل الانصاف بل طريقتهم النصيحة سرا وعدم واشاعة فاحشة وبالجملة فالواجب على اهل العلم وغيرهم السعي في معرفة الحق والاجتهاد في تنفيذه العمل به والتعاون على ذلك وان يحب احدهم لاخيه ما يحرق لنفسه سواء وافقه او مخالفة مع انه اذا وقع منه خطأ وزلل لن يحب اطلاع احد عليه فليحرصوا على ستر نفسه فكذلك ينبغي ان بهذه المنزلة وان يحقن ما يصدر منه على احسن المحمل. فمن كان عمله هكذا ستر الله عليه باسباب يعلمها واسباب لا يعلمها. سترا لا يحصل لمن لم يكن هذه المذاهب فكما تدين تدان جزاء وفاقا فنسأل الله ان يوفقنا واخواننا المسلمين لما يحب ويؤلف بين قلوبهم ويهديهم سبل السلام والحمد لله رب رب العالمين وصلى الله على محمد وسلم. ختم المصنف رحمه الله تعالى ببيان اصل يجب الاعتناء به وهو انه على اهل العلم ان لا يجعلوا الاختلاف بينهم في المسائل الدينية. داعيا الى التفوق وتشتيت القلوب وموجبا للقدح والطعن. ما لم ترضي تلك المسائل من مخالفيها الى الوقوع في البدعة و فان المعنى الذي قام المصنف تقريره هو ما يكون في المسائل الاجتهادية التي يقوم الجليل عند كل واحد من المجتهدين بما يراه مما مسنا به المصنف رحمه الله تعالى فما جرى هذا المجرى وجب على كل هذي عذرا لغيره واحسان الظن به ومن قواعد اهل العلم قولهم لا انكار في مسائل الجهاد وهذا هو الموافق للاثر والنظر. اما قول غيرهم لا انكار في مسائل الخلاف فهذا لا يصح لان مسائل الخلاف ليست على بابة واحدة وجادة مستوية فان فيها ما يقوى والدليل فيه ومنها ما يضعف فيه الدليل وانما يتلاشى الانكار في المسائل الاجتهادية فالمسائل الخلافية نوعان احدهما مسائل اجتهادية والاخر مسائل غير اجتهادية. فمثلا من الاول الخلاف في هل هو واجب امس؟ فان هذه المسألة مسألة اجتهادية. ولكل دليله بين الحنفية والجمهور. ومن المسألة الثانية في عدة الصلوات فانه لا يمكن القول ان من يرى ان الصلوات في اليوم والليلة اربعا يكون متكلما في مسألة اجتهادية هل هذه المسألة ليست اعتيادية فهي مسألة مرفوع بها الله عز وجل فرض علينا في اليوم والليلة خمس فخمس صلوات هذا تحرير المسألة في تحقيق العبارة معناها لائم كأن حقيقتها لا انكار في مسائل الاجتهاد. فسقه عبداللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى في اهتمام النعمة اتمام المنة. بقي الانبه الى معنى ذكره ابو العباس ابن تيمية فيه ضاحي هذه الكلمة وهي لا انكار في مسائل الاجتهاد وهو ان الانكار الممنوع فيما يتعلق بالعمل دون العلم ان الانكار الممنوع فيما يتعلق بالعمل دون العلم. فالمسألة المجتهد فيها لا يمنع المجتهد من العمل بما جاءوا اليه اجتهاده ولا واما بالنظر الى العلم فانه يرد عليه في من يخالفه القول في هذه المسألة ويكون ذلك انكارا عليه فمن جهة العلم يكون ذلك ممكنا مأجونا به واما من جهة العمل فان للمجتهد اختياره الذي اليه ومحله من كانت له الاهلية بالاجتهاد. والاهلية بالاجتهاد تكون باجتماع شروط اجتهاده وقدرته عليه. لا كل من يدعي انه مجتهد فانه يسامح في ذلك فالاجتهاد اهله وهم المالكون لاهليته فما كان من جنس هذه المسائل الاجتهادية فانه ينبغي ان يسعى اهل العلم في اعداد بعضهم بعضا وفي رحمة بعضهم بعضا وفي دلال في بعضهم بعضا على ما يظهر لهم من الادلة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يؤلف بين المؤمنين وان يرحم عباده المسلمين وان يتولانا في الصالحين وان يحيينا على السنة والدين. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين وهذا اخر بيان معاني هذا الكتاب بحسب ما يدعو اليه المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع الجميع وبعض من سمع البعض كتاب الحث على اجتماع الكلمة على اجتماع كلمة المسلمين بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان وجدت له لواء فيه بقراءة غيره وتم له ذلك في مجلس واحد من ميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عنه جالسة خاصة بمعين لمعينه في معين باسناد المذكور في عقود الابتهاج وهو ما به زهير ابن مصطفى الشاويش عن المصنف وهو ما اخبرنا به زهير المصطفى الشاويش اجازة عن المصنف رحمه الله صحيح ذلك وصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الاربعاء الرابع من ذي الحجة سنة اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة لقاؤنا غدا ان شاء الله تعالى بعد صلاة الفجر والعصر والمغرب في شرح مناسك الحج وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين. حياك الله