احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى الغرة السادسة عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه انه قال اقل نعيم للمرء ان يجلس في داره. رواه وكيع وابو داوود كلاهما في الزهد واسناده صحيح. وطلحة بن عبيد الله هو طلحة ابن عبيدالله ابن عثمان القرشي التيمي يكنى ابا محمد ويلقب بطلحة فياض وطلحة الجود وطلحة توفي سنة ست وثلاثين بشط كلاء من نواحي البصرة. ذكر المصنف وفقه الله الغرة السادسة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه وكيع وابو داود في الزهد باسناد صحيح عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه انه قال اقل لعيب المرء ان يجلس في داره. وقيد المصنف عزوه الى وكيع وابي داود بقوله في الزهد لان اطلاق العزو اليهما يخالف هذا. فاطلاق العزو الى وكيع يراد به كتابه ايش في كتاب التوحيد قال رواه وكيع احسنت في كتابه الجامع واما اطلاق العزو الى ابي داوود فيراد به كتابه السنة وفي الاثر بيان منفعة قلة الخلطة بالناس منفعة قلة الخلطة بالناس. والحث عليها بان من منافعها تقليل عيوب المرء. فان من عبس قدمه عن الاكثار من مخالطة الناس قل عيبه فيكون حبسه نفسه في داره بترك مخالطتهم محرزا لقلة العيوب. وذلك من جهتين احداهما تقليل العيوب الملازمة لذاته. تقليل العيوب الملازمة كالعجب والغرور والطغيان واحتقار الخلق فان العبد اذا برز الى الناس واكثر من علاقتهم هجمت عليه هذه الافات. فربما اعجب بما عنده وليس عندهم واغتر بذلك واستعلى عليهم واحتقرهم. والاخرى تقيلين العيوب المتعدية الى غيره. تقليل العيوب المتعدية الى غيره من الجور والعدوان والبطش. فمن لم يخالط الناس كان في مأمن من الوقوع في هذه الافات. اذ لا يعدو على احد ولا يجور عليه ولا يبطش به. فيتقلل العبد من فتقل عيوبهم. فاذا كثرت مخالطته الخلق كثرت عيوبه. وكان السلف رحمهم الله يكرهون كثرة الاختلاط بالناس ويرونها من اعظم ما يفسد القلب ولا ينبغي للمرء ان يخالط الناس الا فيما فيه نفع. وما احسن قول ابن ابي نصر الحميدي صاحب ابن حزم الجامع لما ينبغي من المخالطة اذ قال لقاء الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل وقال فاقلل من لقاء الناس الا لاخذ العلم او اصلاح حاله. لقاء الناس ليس يفيد شيئا سوى الاكثار من قيل وقال فاقلل من لقاء الناس الا لاخذ العلم او اصلاح حاله. فالخلطة ينبغي ان تكون بوسة على هذين الامرين. اما منفعة في الدين كاقتباس العلم او منفعة في الدنيا باصلاح الحال فيما يحتاجه العبد من الاكتساب او حاجاته وحاجات اهل بيته. وما عدا ذلك فانه ينبغي للعبد ان يتقلل من الخلطة ولقاء الناس. وهذا الحال تكاد تكون منسوخة اليوم. فان ما اعتاده الناس من اوضاع في تحصيل العلم او اكتساب المال او غير ذلك صارت تجر الى الاكثار من خلطته. فينبغي ان يتحرز العبد من تقلبات احوال الخلق في هذا الباب وان يجري بنفسه في المضمار الذي كان عليه السلف. وان يقرأ خاصة ان ما كتبه ابن القيم في فساد القلب بالخلطة. ولا سيما في كتابه اغاثة اللهفان فان كثرة الخلطة من مصائد الشيطان التي يصيد بها العبد فيضعف دينه ويوهنه. نعم. وطلحة بن عبيد الله قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي يكنى ابا محمد ويلقب بطلحة الفياض وطلحة الجود وطلحة الخيل توفي سنة ست وثلاثين بشرط كلائي من نواحي البصرة. وقوله القرشي التيمي نسبة للاعلى فالادنى فهو من تين بطن من بطون قريش وهو البطن الذي منه من ممن تقدم؟ ابو بكر الصديق رضي الله عنه. وقوله ويلقب بطلحة الفياض وطلحة الجود وطلحة الخير ان يعرفوا بهذه الالقاب التي تدور على البذل العطاء التي تدور على البذل والعطاء فالفيض هو العطاء. وهو المراد بالجود والخير نعم