احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله تعالى الغرة الثالثة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال والله قتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميعا. رواه سعيد بن منصور عن ابي هريرة رضي الله عنه وفيه قصة واسناده صحيح وعثمان بن عفان وعثمان بن عفان بن ابي العاص القرشي الاموي يكنى ابا عبدالله وابا ويلقب بذي النورين وشهيد الدار وجامع القرآن توفي سنة خمس وثلاثين بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه سعيد بن منصور رضي الله عنه رحمه الله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال والله لان قتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميع وهو عند سعيد مسندا عن ابي هريرة وفيه غصة انه قال دخلت على عثمان يوم الدار. فقلت يا امير المؤمنين الا ضراب؟ فقال يا ابا هريرة ايسرك ان الناس جميعا واياي معهم؟ قال فقلت لا. فقال عثمان رضي الله عنه والله والله لئن قتلت رجلا واحدا لكأنما قتلت الناس جميعا. واسناده صحيح واطلاق العزو الى سعيد ابن منصور يراد به كتابه السنن وفي الاثر تعظيم حرمة المسلم. بتعظيم سفك دمه بغير حق حتى يعدل قتل رجل واحد قتل الناس جميعا. حتى يعدل قتل رجل واحد قتل الناس جميعا واصله في كتاب الله في قوله تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الامر فكأنما قتل الناس جميعا. واحسن ما قيل الى في وجه التشبيه ان من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل الناس جميعا انه يرجع الى امرين احدهما ان قتل النفس الواحدة هتك لحرمة الدماء. ان قتل النفس هتك لحرمة الدماء. فمن قتلها هتك حرمة دماء الناس جميعا. هتك حرمة متى دماء الناس جميعا؟ والاخر انه يقع بقتل نفس واحدة ما يقع بقتل الناس جميعا انه يقع بقتل نفس واحدة ما يقع بقتل الناس جميعا وهو استجلاب العبد غضب الله ولعنته. وهو استجلاب العبد غضب الله ولعنته فمن عدى على نفس معصومة فقتلها فقد استحق لعنة الله وغضبه. وكذلك يكون لو قتل الناس جميعا وجعل قتل النفس الواحدة بمنزلة قتل الناس جميعا ابلاغ في تعظيم حرمة بالدماء كما تقدم. واتفق صدور هذا عن عثمان رضي الله عنه لما كان محصورا يوم الدار اي محبوسا في بيته. قد احاط به الخارجون عليه منازعون له في السمع والطاعة. فدخل عليه ابو هريرة رضي الله عنه وقال له يا امير المؤمنين اما ضراب اي الا قتال. داعيا عثمان رضي الله عنه الى مقاتلة هؤلاء خارجين عليه فانه امام المسلمين حينئذ. فعظم عليه عثمان رضي الله عنه القتلى ولو كان فيه دفع لشر هؤلاء عنهم. فان عثمان رضي الله عنه رضي ان يلقى الله صابرا شهيدا. ولو انه دفع هؤلاء بقتالهم فكان مأذونا له فيهم لخروجهم عليه ومنازعتهم اياه الطاعة عظم عثمان رضي الله عنه الامر وزكى نفسه عن مقابلة هؤلاء بما يريدون الإنسان كي الدماء وزجر ابا هريرة لما دعاه الى قتالهم بما ذكر له من تعظيم حرمة دماء المسلمين. وان ابا هريرة ينبغي ان يربى لنفسه ان يكون سببا لقتل الناس جميعا وعثمان معهم. ولو لم يقتل الا نفسا واحدة كما قال له والله لان قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت الناس جميعا. وهذه حال المؤمنين الذين يعظمون امر رب العالمين. فينزهون انفسهم عن هتك ما حرمه الله سبحانه وتعالى من دماء المسلمين. واعظمهم قدرا من جعل له الشرع وسيلة امتنع منها صابرا مقدما للامر الاعظم في منفعة المؤمنين فيما يقدره كالحال الذي وقعت لعثمان رضي الله عنه وقائل هذا الاثر وهو عثمان هو كما قال المصنف عثمان بن عفان بن ابي العاصي القرشي الاموي يكنى ابا عبدالله وابا عمرو ويلقب به نورين وشهيد الدار وجامع القرآن توفي سنة خمس وثلاثين بالمدينة. وقوله العاصي باثبات الياء هو الافصح فيه. هو الافصح فيه. وقوله القرشي الاموي نسبة للاعلى فالادنى كما تقدم. فهو من بني امية. احد بطون قبيلة قريش. وقوله يكنى ابا عبدالله وابا عمرو. اي له كنيتان. اي له كنية تاني فمن الرجال والنساء من يعرف باكثر من كنية فتكون له كنيتان او ثلاث او اربع. وقوله ويلقب بذي النورين وشهيد الدار وجامع ان يسمى بها. سمي ذا النورين. لان النبي صلى الله عليه وسلم انكحه ابنته رقية ثم لما ماتت رضي الله عنها انكحه ابنته ام كلثوم. فسمي بذي النورين هو شهيد الدار اي المقتول في داره لما دخل عليه الخارجون عليه فقتلوه. وثبت عند ابن ابي حاتم ان الدم نز منه فوقع على قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وجامع القرآن لانه جمع المصحف وكتبه الجمع الثاني بعد الجمع الاول ثم فرقه في انصار المسلمين. فصارت كتابة المصحف تنسب اليه فيقال بالرسم من عثمان اي نسبة الى عثمان رضي الله عنه. نعم