احسن الله اليكم الغرة السادسة عشرة عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما انه قال ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه الا يدعو بدعاء كدعاء الغريق. رواه ابن ابي شيبة واسناده صحيح وروي مرفوعا ولا يثبت. وحذيفة بن اليمان هو ابن اليمان واسم اليماني حسين بن جابر العبسي حليف الانصار يكنى ابا عبدالله ويلقب بصاحب السر توفي سنة ست وثلاثين بالمدائن ذكر المصنف وفقه الله السادسة عشرة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه ابن ابي شيبة باسناد عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما انه قال ليأتين على الناس زمان لا ينجوا فيه الا الذي يدعو بدعاء كدعاء غريقا وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر بيان تغير الزمان وانقلاب الاحوال. بيان تغير الزمان لا بالاحوال فان الناس يقوى دينهم ويضعف. كما تقوى دنياهم وتضعف. فان الناس يقوى دينهم ويضعف كما تقوى دنياهم وتضعف. فالناس يكونون في زمن اغنياء اولي ساعة ثم تمر عليهم ازبان تنقص فيها اموالهم وتتغير في احواله ويكون مثل ذلك في دينهم. فتتغير اديانهم وينقصون عن حال الكمال. وتتبدل ما كانوا عليه من الطاعات وربما يتبع زمانهم هذا يتبع زمانهم هذا زمان اخر. يقوى فيه دينه بعد ضعف والمقصود الاعلام بان الزمان يتغير والاحوال تتقلب وفيه الاعلام بكثرة الفتن فانها تصب على هذه الامة صبا حتى تجتاح العبد كما يجتاح الموج الغريق فتكون الفتن امواجا متلاطمة تحيط بالعبد كما يحيط الماء الواسع بالغريق المتردي في البحر وهذا مشهور ذكره في الاحاديث النبوية وفيه ان الدعاء ينجي من الفتن. فمن اطواق النجاة من من امواج الفتن ان يتعلق العبد بالدعاء. لان الفتن قدر من لا لله فاذا دعاه العبد استعصم به. فينبغي ان يكثر العبد حال الفتن من دعاء الله سبحانه وتعالى بان يجنبه شرها. ويقيه وفيه شدة الحاجة الى الدعاء حال الفتن شدة الحاجة الى الدعاء حال الفتن. فالعبد مفتقر الى الدعاء في كل حال وتشتد تلك الحاجة عند وقوع الفتن. فان بصائر الخلق تطمس فيغضب عليهم معرفة الحق في تلك الفتن. فلا منجاة للعبد الا بالاعتصام بدعاء ربه سبحانه وتعالى ان يهديه الى الحق الهمه رشده والانصراف عن دعائه سبحانه الى التشاغل باحوال الخلق في الفتن لا يجدي على صاحبه شيئا. وهي حال عامة الخلق في الفتن. فان الناس في الفتن يدوشون الكلام ويجمعونه ويستكثرونه ويقلبونه ويغفلون عما به صلاحهم من الاقبال على الله ودعائه والاكثار من عبادته. فيكون الناجون منهم قديما اذا ويكون الهالكون منهم فيكون الناجون منهم قليل ويكون الهالكون منهم كثير. لان عامتهم اشتغل بما لا ينفعهم فلا يزال مترديا في حمأة الفتن والقليل منهم اشتغل بما ينفعه من دعاء الله والعقبال عليه فحمي من الفتن واعتبر هذا في حال الناس في وسائل التواصل اليوم. فما اكثر ذكرهم الفتن وجمعهم خيلهم ورجلهم فيها. وقلة دعائهم الله وذكرهم له فكم من انسان يحمل سيف نصرة الدين. وحماية الوطن والتشريد بالمتربصين بالدين واهله الشرور ولا ترى في جهاده الا ذكر العورات ونشر السوءات وبيان قبائح فلان وفضائح فلان اما عطف النفوس على الله وردهم الى الرب سبحانه وتعالى. والاعلام بالاصول الواقية من الشرور فهذا بل صار ممن ينتسب الى العلم من جعل ابوابا من ابواب الشر جسورا الى نصرة الدين وهذا من اعظم ما صار من انقلاب الاحوال حتى صار من ينتسب الى العلم يشتغل بالنقل عن تلك الوكالة اعلامية او تلك الجريدة السياسية او يحلل احداثا او غير ذلك من الاحوال التي لا تعرف من سمت اهل العلم وطريقتهم وربما انتصبوا للقدح في فلان والطعن في فلان يزعمون بذلك نصرة الدين وهم ان يكون للجادة الشرعية في نصرة الدين. ومنشأ هذا استقلال اكثرهم على اختلاف اهوائهم عن العلماء. فكم من انسان يزعم انه على طريقة العلماء؟ فاذا رأيت كحاله لم تجدها موافقة موافقة حال العلماء فالعلماء لم نسمع منهم من ينصب نفسه للقدح في امير الدولة الفلانية. ولا رئيس الدولة الفلانية. لانه على خلاف سياسي مع ولي امرنا. فهذا ليس من شأن اهل العلم ولا طريقتهم ولا جادتهم. وهذا من تدبير الولاية وليس لاحد الدخول فيه. وهو محصور باهله. وهذه الامور التي شاعت وصارت تنسب الى العلم والدين هي من وجوه فساد العلم والدين. واما اهل العلم العارفون بالعلم المقيمون على من مضى فهم يعرفون لكل احد حقه. ويعرفون ما ينصر به الدين. فمن اراد النجاة فليسلك سبيلهم وليحبس نفسه على ذلك فان الامر شديد ولا سيما في هذه الفتن. فالناس يلبس عليهم حتى يتخذوا طرائق اذا داء فيضلون ويضلون. واما من رضي بالطريقة الصائبة الصادقة من عرف امر الله سبحانه وتعالى وعظمه حق تعظيمه فان من اخذ بهذه الجادة فانه انجو وفي الاثر ايضا الامر بالصدق في الدعاء والالحاح عليه. فان من اصدق الدعاء واكثره الحاحا دعاء الغريق. فان الغريق الذي يملأ الماء فمه. ثم يدفعه صاحبه من جوفه يصدق في دعائه ربه ان ينجيه من الغرق. ولا يزال يكرر دعاءه فمن اراد ان ينجو من هذه الفتن المتلاطمة ينبغي له ان يكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى وعند احمد باسناد حسن من حديث ام سلمة رضي الله عنها ان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كان اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. واذا كان هذا اكثر دعاء المؤيد بالوحي صلى الله عليه وسلم المنصور من ربه المحفوظ دينه الموعود بالمقامات المحمودة في الدنيا والاخرة فان العاجزين القاصرين عن تلك الرتبة محتاجون اشد الاحتياجي الى دعاء الله سبحانه وتعالى بان يثبتهم على الدين ولا مفزع لهم. سوى الله سبحانه وتعالى فتأييد الملوك والعظماء والاغنياء والمقدمين من الخلق لا يحفظ على الانسان دينه قدر ما يحفظه اقبال العبد على ربه سبحانه وتعالى. فان من صدق الله في ابتغاء حفظ دينه حفظ الله سبحانه وتعالى عليه دينه. ويبلغ من انعام الله على الصادقين ان يحفظ بهم دينهم ودين ذرياتهم من خلفهم. قال بعض السلف ان الله ليحفظ بالرجل ولده وولد ولده. وولد ولده. والدويرة من حوله. يعني الناس من حوله. فان صلاحه يفيض حتى يبلغ من صلاحه ان يكون ولده وولد ولده الذي لم يراه بعده محفوظ الدين بصلاح ذلك الوارد. وقد جلس ابن سعيد بن المسيب عنده ينتظره في صلاة واطال فلما سلم سعيد قال انما ازيد في الصلاة لاجلك ومن معاني هذا القول ان فيظ الصلاح عند الوالد يكسب اولاده صلاحا ومن اعتبر هذا في احوال الخلق وجد صدقه. وحذيفة ابن اليماني قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف حذيفة بن اليماني واسم اليماني حسيل. ابن جابر العبسي حليف الانصاري يكنى ابا عبد ويلقب بصاحب السر توفي سنة ست وثلاثين بالمدائن. قوله واسم اليماني حسين اي ان اليمان لقب. واسمه حسيل قوله حليف الانصاري اي حلف معاهدة على النصرة فعبس قبيلة من قبائل العرب وقوله ويلقب بصاحب السر ايسر النبي صلى الله عليه اي وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوحي اليه من القول ما لا يوحي الى غيره ويستأمنه على ذلك فكان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم. نعم