احسن الله اليكم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قلتم وفقكم الله تعالى في كتابكم الغرر من موقوف الاثر الغرة الثامنة عشرة عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع واعجاب كل ذي رأي برأيه. رواه احمد ابو داود كلاهما في الزهد واللفظ لاحمد واسناده صحيح. وابو الدرداء هو عمير بن زيد بن قيس الانصاري الخزرجي مشهور ويلقب بحكيم هذه الامة وقيل اسمه عامر وعويمر لقب له. توفي في اواخر خلافة عثمان وقيل عاش بعد ذلك بدمشق الشام ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة عشرة من الغرر الاربعين الصحابة المجلين وهو ما رواه احمد وابو داود كلاهما في الزهد باسناد صحيح عن ابي الدرداء رضي الله وعنه انه قال لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع وهوى متبع واعجاب كل ذي رأي برأيه واللفظ لاحمد وتقدم ان العزو الى احمد وابي داود اذا كان في غير كتابيهما المشكورين وهما المسند للامام احمد. والسنن للحافظ ابي داود وجب تقييده كالاثر المذكور هنا فانه عندهما في كتاب الزهد. واللفظ لاحمد وفي الاثر الاعلام بان للفساد اسبابا. فانما صلح من شيء يعتريه الفساد تارة باسباب اوجبت فساده فكما يكون في الاشياء امور بها تصلح فيكون فيها امور بها تفسد. وفي ايضا ان معرفة اسباب الفساد تعين على الاصلاح. فمن عرف مواقف الخلل وموارده ومنابعه التي متى خلطت افسدت الشيء كانت تلك المعرفة معينة له على تحقيق الاصلاح. فلا يتمكن من اصلاح نفسه والناس العارف بعللهم. التي متى فشت فيهم واخذت بهم فسدوا بها وفيه ان من اعظم موجبات الفساد ما يفسد النفوس والقلوب ان من اعظم موجبات الفساد ما يفسد النفوس والقلوب. فان النفوس والقلوب اذا فسدت فسدت الاديان والاموال والاعراض والنسل فاعترى الفساد وجوها كثيرة مما امرنا بحفظه. فمن اراد ان يسلم لهما عظم من امره في دينه وماله وعرضه ونسله وجب عليه ان يعتني بحفظ نفسه مما يفسدها. وفيه ان من المفسدات الشح المطاع والشح هو شدة المنع التي تقوم في النفس. شدة المنع التي تقوم في النفس فان من اخلاق النفس شحها بما يجد المرء في نفسه من محبة منع ما اعظم عنده فهو تارة يمنع ماله. وتارة يمنع علمه. وتارة يمنع جاه ومتعلقات الشح متعددة وجماعها وجود هذه القوة النفسانية الشيطانية من شدة المنع في النفس. ويبلغ من عظم افساها العبد ان يكون مطيعا لها منقادا لامرها. فهي متحكمة فيه. حاكمة عليه وفيه ان من اسباب الفساد ايضا الهوى المتبع وهو النفس وهو النفس هو محبتها الشيء. وشهوتها له. محبتها الشيء وشهوتها له. فهي تحبه وتشتهيه. وتميل اليه فاذا دعا داعيها اجاب العبد وصار تابعا للهوى الذي يجول في نفسه وفيه ايضا ان من اسباب الفساد اعجاب كل ذي رأي برأيه. اي استحسانه وتقديمه على غيره. فيكون المرء مستحسنا ما تبديه نفسه من المقترحات وما يجول في خاطره من فهو يعظمها تعظيما لنفسه. ولو نزع ذلك الرأي بدلائل القرآن والسنة وما كان عليه السلف والاجلة. حتى يبلغ من حال بعض الخلق في اعجابه برأيه ان يرد السنن والشرائع فيقع في نفسه النفرة منها اعجابا بذي رأيه. ويطلب من مسالك التخلص من سلطانها شبها مفسدة. كأن يقول ان هذا الدليل في زمن ونحن في زمن اخر او يقول ان هذا الدليل مقيد بحال ونحن في حال اخرى الى غير ذلك من شبه الملبسة التي يدفع بها سلطان الشرع عليه. كل ذلك سيرا وراء واعجابا به وفيه ذم هؤلاء الثلاث. الشح والهوى واعجاب المرء برأيه ذم هؤلاء الثلاث الشح والهوى واعجاب المرء برأيه وفيه ايضا شدة حاجة الخلق الى تهذيب نفوسهم واصلاحها شدة حاجة الخلق الى تهذيب نفوسهم واصلاحها. وملاحظتها بالمحاسبة فان هذه المفسدات التي تتسلل الى النفس تخفى بالغفلة فالمرء اذا غفل عن نفسه جرت هذه المفسدات فيها كجريان عن النفس في البدن ولا ينجي العبد منها الا دوام المحاسبة. وكان من الساعات المحمودة عند السلفي رحمهم الله ساعة يحاسب فيها العبد نفسه عملا بقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله. فالعبد مأمون بدواب المحاسبة لما فيها من حفظ النفس واصلاحها وتهذيب اخلاقها ودفع العلل والواردات المسقمة عنها وابو الدرداء رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عويمر بن زيد بن قيس الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته ويلقب بحكيم هذه الامة وقيل اسمه عامر وعويمر لقب له. توفي في اواخر خلافة عثمان رضي الله عنه وقيل عاش بعد ذلك بدمشق الشام بدمشق الشام وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره غير مرة. وقوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه حتى لا يعرف الا حتى لا يعرف الا بها. وقوله ويلقب بحكيم هذه الامة تقدم ان هذا القيد يراد به المحاذى لمن سبق ابو خليل هذه الامة او ابراهيمها او امين هذه الامة او فقيهها او غير ذلك من الالقاب يقصد بها محاذاة المذكور بهذا اللقب لمن تقدمه في الامم السالفة وقيل اسمه عامر وعويمر لقب له اعلام بلقب ثان له وهو عويمر في قول جماعة من اهل العلم يذهبون الى ان اسمه عامر وانه يلقب عويمر وهو تصغير عامر. تمليحا لاسمه وبقي مما هو نظير له في الدرس السابق ما يتعلق قائم الاثر السابع عشر وهو عمار ابن ياسر. فان المصنف قال فيه هو عمار ابن ياسر ابن عامر العنسي مولى بني مخزوم يكنى ابا اليقظان ويلقب بالطيب المطيب توفي سنة سبع وثلاثين في صفين من نواحي الرقة بسوريا. وقوله مولى بني مخزوم هم بطن من قريش وولاؤه لهم ولاؤه حلف اي في النصرة. وتقدم نظيره. وقوله يكنى ابا ليقظن هو بسكون القاف. ولا يقال اليقظان وقوله بسوريا هي بتاء مربوطة في اللغة الفصيحة. نعم