احسن الله اليكم الغرة العشرون عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه انه قال يوم قتل عثمان والله لا تريقون محجما من دم الا به من الله بعدا. رواه سعيد ابن منصور واسناده صحيح. وعبدالله بن سلام هو عبدالله بن سلام بن الحارث حليف بني الخزرج يكنى ابا يوسف توفي سنة ثلاث واربعين بالمدينة ذكر المصنف وفقه الله الغرة من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه سعيد بن منصور باسناد صحيح عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه انه او قال يوم قتل عثمان رضي الله عنه والله لا تليقون محجما من دم الا ازددتم به من الله بعدا. وتقدم ان اطلاق العزو الى سعيد ابن منصور يراد به كتابه السنن وقولنا ذكر المصنف الغرة العشرون اي على الحكاية. ان محلها النصب لكن مع الحكاية تكون مرفوعا وهو المناسب في التراجم. فالتراجم تذكر حكاية كاسماء السور وغيرها وفي الاثر ان سفك الدم بغير حق من موجبات بعد العبد عن ربه ان سفك الدم بغير حق من موجبات بعد العبد عن ربه. فمن سفك دما حراما بعد عن ربه ومن بعد عن ربه قرب من غضبه وعذابه. وفيه ايضا ان العبد يبعد من الله بمعصيته. كما يقرب منه بطاعته. ان العبد يبعد عن الله بمعصيته كما انه يقرب منه بطاعته. فمن عصى الله كان من المبعدين. ومن اطاع الله كان من المقربين وفيه ايضا تحريم سفك الدم بغير حق ولو كان قليلا تحريم سفك الدم بغير حق ولو كان قليلا فلا تختص الحرمة والتعظيم بالقتل ويندرج فيه الشجاج وغيره مما ينز معه دم من احد من معصومين فمن عدى على معصوم الدم فشج رأسه فخرج منه دم او عدى عليه وطعنه في بدنه فخرج منه دم فقد اصاب دما حراما بالاعتداء عليه. فان المسلم على المسلم حرام الدني تلك الحرمة لا تختص بالقتل فقط. بل يندرج فيها كل ما يتضرر به فيما يتعلق بدمه وفيه ايضا تعظيم حرمة الدم. تعظيم حرمة الدم ولو كان قليلا فالمحجم الة الحجامة التي يستخرج بها الدم. الة الحجامة التي يستخرج بها الدم كالقوارير المعروفة عندنا اليوم فكل واحد منها محجم يخرج فيه قدر من الدم وفيه ايضا الحلف على الفتيا تعظيما لها الحلف على الفتيا تعظيما لها وفيه ايضا شرف الثبات عند ورود المزعزعات شرف الثبات عند ورود المزعزعات. فان عبدالله رضي الله عنه قال هذا القول لما قتل عثمان رضي الله عنه وظهر عليه المنازعون له فغلبوه على امره وهتكوا حرمة داره وقتلوه بين يديه زوجه عاتكة رضي الله عنها وكان يوما عصيبا والايام العصيبة يقل الثبات فيها. فمن ثبته الله عز وجل فتكلم بالحق. فهذا من اعظم ما حصل له من الشرف ان لا تتزعزع قدمه مع عظم الملمة وهذا عزيز في الناس فان المزعزعات تضج بالخلق حتى تفقد منهم الاحلام ويعود العاقل الحليم سفيها طائشا فطوفان الملمة يأخذ بقلوب الناس فتكون كالكرة يلعب بها الصبي. واعتبر هذا في العظائم التي تقع في في دينهم او دنياهم وكم يوفق راسخا من يثبت على الحق فيه بما ينفع كالكلام الذي ذكره عبدالله بن سلام رضي الله عنه لما قتل عثمان بن عفان. وكم من امرئ يلوم الثابتين فما هي الا ايام حتى يرجع الى قولهم فمن عرف هذا لم يلتفت الى لوم الخلق ونظر الى مراد الشرع وحبس نفسه عليه. فان ناس لا يرضيهم شيء ومن تتبع رضا الناس اسخط الله. ومن تتبع رضا الله معه رظي الله عنه وارظى عنه الناس ومما ينبه اليه لمناسبة المقام ان من العلوم المفتقر اليها علم التاريخ الذي ولد منه المتأخرون علوما كثيرة كعلم الاجتماع او طرف من علم النفس او علم الحضارات فان منفعة هذا العلم عظيمة. وقراءة اهل العلم له غير قراءة الاخباريين. الذين يجعلون تلك التواريخ احداثا عامة يسردونه بل عارفون بالعلم يقرأون في تلك التواريخ احوالا تجددت للخلق يناسبها ما يناسبها من الاحكام والتاريخ كما يقال يعيد نفسه. فمن وعى التاريخ وانتفع بما مر عليه من احواله وجد يوما من دهره حاجة الى واقعة من الوقائع نظير شيء سبقه فيعمل فيها بما حمد في الزمن السابق فينال بذلك الخير في هذا الزمن اللاحق وهو من العلوم التي قصر فيها المتشرعة وصارت دراستهم لها دراسة اخبارية ليس الا لا اما تلك الدراسة التي تستنطق الاحداث والاحوال فتهدي ويهدى بها فقل وجودها بين ظهرانيهم. فحقيق بطالب العلم ان يتأمل هذا الاصل وان يعتني بقراءة التاريخ قراءة يستنبط منها الفكر ويستلهم العبر هو يجعل ما مر من سابق الاحداث مانعا من لواحق الاحداث. فالسير من مضى خير من ان يبتدي المرء رأيا لا يعلم خيره من شره وعبدالله بن سلام رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبد الله ابن سلام ابن الحارث الاسرائيلي حليف بني الخزرج يكنى ابا يوسف توفي سنة واربعين بالمدينة وقوله ابن سلام هو بالتخفيف ولا يعرف من مشاهيد الاسلام من اسم ابيه سلام مخففا سوى هذا الرجل من الصحابة رضي الله عنهم. وما عداه في الاسماء واسماء الاباء فهو مشدد. سلام. ومنهم محمد بن سلام البيكندي شيخ بخاري في اصح القولين وقوله الاسرائيلي اي المنسوب الى بني اسرائيل فهو من ذرية اسرائيل وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام. فاسرائيل في كلام اليهود وهو لسان العبراني معناه عبد الله وقوله حنيف بني الخزرج اي حليفهم نصرة. نعم