احسن الله اليكم الغرة الحادية والعشرون عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال اذا كثر الاخلاء كثر الغرماء رواه البخاري في الادب المفرد واسناده حسن وفسر موسى ابن علي احد رجال اسناده الغرماء بالحقوق. وعمرو بن العاص وعمرو بن ابن وائل القرشي السهمي يكنى ابا عبدالله وابا محمد. ويلقب بداهية العرب ايضا. توفي سنتنيف واربعين وقيل بعد الخمسين والصحيح سنة ثلاث واربعين بفسطاط مصر الذي سمي بعد بالقاهرة الذي سمي بعده صحوها عندكم ذكر المصنف وفقه الله الغرة الحادية والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد حسن عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال اذا كثر الاخلاء كثر الغرماء وفي الاثر ان من العادة الجارية في الخلق اتخاذ الخليل. ان من العادة الجارية في الخلق اتخاذ فالناس مجهولون على اتخاذ اخدان لهم واصحاب واشدهم بهم صلة من بلغ في نفوسهم مرتبة الخلة. وهي شدة المحبة حتى كأنه يتخلل بمحبته قلبه ويحاذي نفسه وفيه ايضا الاعلام بان للخليل حقا. الاعلام بان للخليل حقا. فالصحبة المعقودة بين الخلق تدور على حقوق بينهم تلزم هذا لذاك وتلزم ذاك لهذا. وفيه ايضا الامر باداء تلك الحقوق الامر باداء تلك الحقوق. فبقاء تلك الخلة فبقاء تلك الخلة مرهون بالقيام بحقوقها. فمن ادى لخليله حقه دامت خلته وقويت الفة. ومن قصر في حقه تجافاه خليله ونزع ما كان بينه وبينه من الصلة وفيه ايضا حمد التقليل من الاخلاء لمشقة الوفاء بحقوقهم. حمد التقليل من الاخلاء لمشقة الوفاء بحقوقهم فمن كثر اخلاؤه كثرت عليه الحقوق. فمن كثر اخلاؤه كثرت عليه الحقوق وهو الذي فسره به موسى ابن عري احد رجال اسناده اذ قال الغرماء بالحقوق اي انه يكثر عليه من يطالبه من الغرماء المتخذين اخلاء بحقوقهم التي لهم فمن المحمود ان يكون الاصدقاء الذين يطوف بهم المرء ويعول عليهم قلة. فانه اذا قل اخلاؤه واصدقائه امكنه ان تبقى تلك الخلة وتقوى. واذا كثروا عجز عن حقوقهم فقصر فيها ثمان كثرة الاصدقاء على اختلاف احوالهم يضعف دين المرء. فانه يحمله على مداهنتهم ومجاراتهم وفي هذا يقول سفيان رحمه الله كثرة اصدقاء المرء من سخافة دينه. كثرة اصدقاء المرء من سخافة دينه اي من رقة دينه. فان الاستكثار منهم يحمله على مجاملتهم ومداهنتهم حتى يسكت عما يؤمر به من النصح لهم في دينهم فمن اراد ان يسلم له دينه قلل اصدقائه. ومن الشرور التي فتحت على الناس ما يسمى بالتعارف. وجعلوا الاودية المؤدية اليه انواعا مختلفة هم يتعارفون تارة عن طريق الهواتف ويتعارفون تارة عن طريق الايميلات ويتعارفون تارة عن طريق وسائل التواصل المتجددة وتجد احدهم يفخر بكثرة اولئك الاخلاء الذين تعرف بهم وهو يفتح على نفسه ابواب طاب من الشرور؟ وكم من امرئ رق دينه؟ وضعف ايمانه لما اخلد الى هذه من التعارف واستكثر من الاصدقاء فحصل له من معرفة اهل الشر والوقوع فيه ما كان محفوظا منه قبل لما كان محرزا نفسه من كثرة الاخلاء ممنوعا من ذلك بواقع الناس الذي هم عليه وفيه ايضا ان من كثر اخلاؤه عجز عن القيام بحقوقه ان من كثر اخلائه عجز عن القيام بحقوقهم وفيه ايضا ان اداء الحقوق موجب الوفاء ان اداء الحقوق موجب الوفاء فمن ادى للناس حقوقهم وفولهم. وان منعها يورث الخصومة وان منعها يورث الخصومة. فمن اتخذ اصدقاء ثم منعهم حقوقهم الامر بينه وبينهم الى الخصومة وعمرو بن العاصي قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عمرو بن العاصي ابن وائل القرشي السهمي يقنى ابا عبدالله وابا محمد ويلقب بداهية العرب وارطابون العرب ايضا. توفي سنتين واربعين وقيل بعد الخمسين. والصحيح سنة واربعين بالقسطاط مصر الذي سمي بعد بالقاهرة. وقوله العاصي هو بالياء في اللغة الابصر وقوله القرشي السامي تقدم انها نسبة الى القبيلة الاعلى والادنى فبنو سهم بطن من قريش وقوله يكنى ابا عبدالله وابا محمد تقدم انه يكون بهذا ممن كثرت كناه وقوله ويلقب بداهية العرب العرب ايضا ان يعرف بهذا وهذا فله اكثر من لقب. والارطبون هو في لغة الروم القائد الكبير والرئيس العظيم. وهو في لغة الروم القائد كبير والرئيس العظيم فلقب بذلك في مقابل ارطبون الروم. فلقب بذلك في مقابل الطابون الروم وقوله بفسطاط مصر الذي سمي بعد بالقاهرة اي انه توفي في ودفن في الموضع الذي اتخذه المسلمون اول ما دخلوا مصر وبنوه وسموه الفسطاط. ثم ما بنيت القاهرة قريبة من الفسطاط بناها الجوهر الصقلي في حكم العبيديين ثم عظمت القاهرة اليوم حتى دخل فيها الفسطاط وغيرها. فصار الفسطاط حيا من احياء القاهرة نعم