احسن الله اليكم الغرة الخامسة عشرة عن ابي طلحة الانصاري رضي الله عنه انه قال لا اؤم رجلين ولا اتأمر عليهما. رواه احمد في الزهد واسناده صحيح. وابو طلحة الانصاري هو زيد ابن سهل ابن الاسود الانصاري الخزرجي بكنيته توفي سنة اربع وثلاثين غازيا في بحر الروم المعروف اليوم بالبحر الابيض المتوسط ودفن في جزيرة منه وقيل بالمدينة وهو اشهر والاول اصح ذكر المصنف وفقه الله الغرة الخامسة عشرة من القرن الاربعين عن الائمة عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد في الزهد صحيح عن ابي طلحة الانصاري رضي الله عنه انه قال لا اؤم لا اؤم رجلين ولا اتأمر عليهما. وروي عن ابن عمر قريبا منه انه كان يقول لا اقضي بين اثنين ولا ام رجلين لا اقضي بين اثنين ولا اؤم رجلين رواه احمد في مسنده باسناد فيه ضعف. وفي الاثر التحذير من طلب الرئاسة. التحذير من طلب الرئاسة. والحث على تجافيها والبعد عنها. والحث على تجافيها والبعد عنها لما يورده طلبها من انواع الشرور العاجلة والآجلة. لما يورثه طلبها من انواع الشرور العاجلة والاجلة. وفيه تعظيم قدر الايمان في الصلاة تعظيم قدر الامامة في الصلاة فهي مما يبتغى عادة. فمن خاف الله سبحانه وتعالى لم يهن عليه ان يتقدم فيها مع فقد التها فان الامام يحمل صلاة الناس ويكفلها. فعند ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال الامام ضامن. فمن صلى بقوم ضمن عليه اما في صلاتهم من النقص. فان كان عاجزا عن الضمان فانى له الامان وكان كثير من اهل العلم والزهد والصلاح يهابون امر الامامة في الصلاة ويتخوفون لثقل ما يتحمله العبد من ضمان صلاة الناس عليهم وفيه تعظيم قدر الامارة وفيه تعظيم قدر الامارة والتشديد فيها وان من احتملها فقد احتمل امرا عظيما. وان من احتملها فقد احتمل امرا عظيما يثقل على العبد عند الله وعند خلقه. يثقل على العبد عند الله وعند خلقه. فان الله سائله عما استرعاه. وان الخلق مخاصمون له. فعادة الناس انهم يراغمون امرائهم. وينافسونهم ويزاحمونهم. ولا يكادون هنا يقبلون منهم الا بمشقة وشدة. فلا يفرح بالامارة عاقل وفيه بيان ثقل امانة الاقتداء بيان ثقل امانة الاقتداء. وان من صار رأسا يقتدى به وجب عليه ملاحظة ذلك وان من صار رأسا يقتدى به وجب عليه ملاحظة ذلك. فانه يسع العبد في حال لم يكن فيها قدوة ما لا يسعه لما اقتدى به الناس. وهذا في كلام سلفي كثير. فانهم كانوا يتوسعون في اشياء. فلما صاروا قدوة يتبعون من الناس تحفظوا منها وامتنعوا عنها. لئلا يخدش دين الخلق او تفسد دنياهم. وفيه ان هظم النفس وخافوا الله من علامات الايمان والعقل. ان خفض النفس وهظمها من مآت الايمان والعقل. فان المؤمن بالله سبحانه وتعالى يعظمه ما عظمه الله من التواضع ويبغض ما ابغضه الله من الكبر. والعقل يدعو الى ذلك. فان العاقل يعرف انه مهما بلغ كمالا فان فيه نقصا. وان على الناس فهو به ادرى. فمن عرف انه ناقص قبح به ان يجعل نفسه ومن انزل نفسه منزلة الكمال استحق الاهمال. فاولئك المترفعون عن الخلق المتكبرون عليهم الظانون انهم يتبوأون مقامات لا يدركها غيرهم هم من احقر الناس واضعفهم عقلا. ولا يزال الامر يزداد بهم في الحقارة والدلة حتى يجعلهم الله سبحانه وتعالى في موطأ اقدام الخلق يوم القيامة. ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون في سورة الذر يطأهم الناس باقدامهم يوم القيامة ومن جميل ما في تتمة كلام عتبة المتقدم في صحيح مسلم انه كان يقول واني اعوذ بالله ان اكون عند الناس عظيما وعند الله صغيرا لان من جعل نفسه معظما عند الخلق بما يحليها من زينة يزخرفها وهو عند الله صغير او ذلك الهلكة في العاجل والاجل. فالمؤمن العاقل يهضم نفسه ويحطمها ولا ارفعها فوق قدرها ولا يزاحم الناس فيما يزدحمون عليه مما يلتمسونه ويبتغونه من الرئاسات والزعامة الشهرة فانه يرى ان هذه الدنيا خيال زائل وان ما عند الله باق فمن قلة الايمان والعقل ان يشتغل العبد بالزائل. ويغفل عن الباقي. فمن جعل فكره في الباقي عظم نفسه بحطمها والازراء عليها وخفضها فان من خفض نفسه رفعه الله ومن رفع نفسه خفضه الله وابو طلحة الانصاري اه قائد هذا الاثر هو كما قال المصنف زيد بن سهل بن الاسود الانصاري الخزرجي مشهور بكنيته توفي سنة اربع وثلاثين غازيا في بحر الروم المعروف اليوم بالبحر الابيض المتوسط ودفن في جزيرة منه وقيل بالمدينة وهو اشهر والاول اصح. فقوله الانصاري الخزرجي تقدم بيانه غير مرة وقوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه حتى لا يعرف الا بها. اي غلبت عليه حتى لا يعرف الا بها. فهو مشهور بكنيته وقوله وقيل بالمدينة ودفن في جزيرة منه وقيل بالمدينة وهو اشهر والاول اصح لان المشتهر عند اهل السير والتاريخ انه مدفون بالمدينة. والاصح انه دفن جزيرة من جزر البحر الابيض المتوسط. وقد يكون القول مشهورا غير صحيح لان للقول اسبابا تجعله مشهورا. توجد في قول وتفقد في اخر وان كان هو القول الصحيح. وكم من مسألة شائعة عند الناس في ابواب الطلب او الخبر يكون قول المشهور فيها هو خلاف الصحيح الذي يحكم به اهل المعرفة والتحقيق فلا ينبغي ان يتقاعد العبد عن الفرح بقول صح ابتغاء الاخلاد الى قول مشهور فان هذا من علامات الضعف فان من الناس من يرى قولا تلوح عليه امارات الصحة بما يذكر معه من الادلة وكلام الاجلة ثم يتخاذل عن الاخذ به اخلادا الى المشهور بدعوى ان القول الاخر هو هو المشهور. وهذه مقالة ضعيفة. فاذا صح القول بادلته عن الاجلة المعظمين كان الاخذ به هو منتهى التحقيق وان كان غيره اشهر منه. لكن مما ينبغي ان يعلم ان مخالفة المشهور تحتاج الى الة عظيمة من العلم. فمن ابتغى قولا يرجحه غير القول المشهور وجب له ان يجمع من خير الادلة ورجلها وكلام الاجلة ما يبين ان ذلك المشهورة غير صحيح. واما المسارعة الى الاقوال المهجورة وابتغاء او تصحيحها والاكثار من ذلك دون ظهور ذلك ظهورا بينا فانه قلب صاحبه قسوة لما فيه من محبة العلو على الخلق والظهور عليه. حتى يفشو في كلامه غرائب العلم. والمراد بغرائب العلم الاقوال المهجورة التي لا تنتهض الادلة ولا كلام الاجلة الى نصرتها. واما ان كان معه الادلة وكلام الاجلة فلا يضره حينئذ ان يكون اهل عصره جاهلين بذلك. نعم