احسن الله اليكم الغرة السابعة والعشرون. عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى وجدنا او قال الجذع في عين نفسه. رواه احمد في الزهد والبخاري في الادب المفرد واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا وابو هريرة هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي مشهور بكنيته وينقب بحافظ الصحابة توفي سنة سبع ان وقينا سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين بقصره في العقيق من نواحي المدينة وحمل اليها ودفن بها. ذكر المصنف وفقه الله الغرة السابعة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد في الزهد والبخاري في الادب المفرد باسناد صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يبصر احدكم القذاة في عين اخيه وينسى الجذر او قال الجذع في نفسه وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه. وفي الاثر ان ابن ادم وعاء العيوب. ان ابن ادم وعاء العيوب فلا يظن انه يخلص احد منهم من عيب يلحقه. فلا يظن انه يخلص احد منهم من عيب يلحقه. فقد كتب الله على كل واحد منهم ما كتبه من اصابة الذنوب وفيه ايضا اختلاف مراتب العيوب ومقاديرها فمقادير العيوب التي يعاب بها الخلق متباينة متفاوتة. فمنها عيب عظيم ومنها عيب اقل اقل منه والاشارة الى ذلك في ذكر القذاة والجذر او قال الجذع. فالقذاة الوسخ فسيروا في العين القداة الوسخ اليسير في العين. والجذل او الجذع هو ساق النخلة جذر او الجذع هو ساق النخلة. وفيه ايضا الحث على الاقبال على معرفة العبد عيوب نفسه. الحث على الاقبال على العبد عيوب نفسه فمن طرائق اصلاح النفس معرفة عيوبها. فمن طرائق اصلاح النفس معرفة عيوب بها فمن فقه العبد معرفته عيوب النفس. فمن فقه العبد معرفته عيوب النفس وكان هذا من علوم السلف. فلهم كلام كثير في معرفة عيوب النفس وافاتها وقوائلها قوى ما مع ما معه من الكتاب والسنة اصل علم النفس على الحقيقة. فاصح العلوم في معرفة النفس العلوم الواردة في ذلك من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف صالح ولا سيما مقدموه من الصحابة وهذا العلم في معرفة عيوب النفس مما قصرت عنه معارف المتأخرين فصار القول فيه والاحاطة به والدلالة عليه من العلوم المهجورة التي يراها بعض الناس علوما عامة او طرفا من علوم المخالفين من الصوفية. وكل ذلك جهل بحقيقة هذا العلم الذي كان من اجل كلام الذي كان من اجل علم السلف فكلامه فيه كثير. وفيه ايضا النهي عن تتبع عيوب الخلق. النهي عن تتبع عيوب الخلق فالاثر المذكور في دمي. من بصر بعيب غيره فالاثر المذكور في ذم من بصر بعيب غيره. فلا يحمد للعبد ان يتتبع عيوب الخلق في ذواتهم. بان يعرف ان من عيب فلان كذا ومن عيب فلان من كذا الى غير ذلك. لكن مما ينفعه معرفته عيوب النفس. من حيث كونها نفسا من حيث كونها نفسا فيعرف ان من عيب النفس مثلا الغرور من عيبها محبة الثناء ومن عيبها الغفلة الى غير ذلك من عيوب النفس. وفيه ان من التمس عيوب الخلق جعلت له عيوب ان من التمس عيوب الخلق جعلت له عيوب. ويوجد هذا في كلام السلف. ان من الناس من كان تحت ستر الله فالتمس عيوب الناس فجعل الله له عيوبا فمن اقحم نفسه هذه السبيل متتبعا عيوب الناس جعل الله سبحانه وتعالى له عيوب يكشفها للناس فيرون عيبه وفيه ايضا ان الهوى يعمي القلب ويصمه عن معرفة ما ينبغي ان هوى يعمي القلب ويصمه عن معرفة ما ينبغي فهذا الذي يبصر قذاة اخيه وينسى الجذع العظيم وهو في عينه اعماه واه عن عيب نفسه. فلم يرى عيبا كبيرا بمنزلة الساق للنخلة العظيمة ورأى عيبا لغيره بمنزلة الوسخ اليسير في العين. وحامله على ذلك الهوى فانه ابتغى اطلاع نفسه على عيوب الناس واصمها عن معرفة عيب نفسه فصارت له هذه الحال. وفيه ايضا ان مما يحمي العبد من الولوغ في مستنقع العيوب ذكر الاخوة الدينية. ان مما يحمي العبد من بلوغ في مستنقع العيوب ذكر الاخوة الدينية فمن عرف ان من اراد عيبه هو اخ له في الاسلام تحفظ من ذكر عيبه واذا ضعفت الاخوة الدينية بين المسلمين ابتغى بعضهم عيوب بعض هذه الحال الواقعة اليوم. فان اصرة الاخوة الدينية. لما ضعفت في قلوب بالناس ومن جملتهم طلاب العلم صار بعضهم يبتغي كشف عيب اخواني ولو كان ولاؤه لهم بالاخوة الدينية قويا لعرف ان هذه العيوب عورات المسلمين وان العورات تستر ولا تفسر. فلا تفضح ويكشف انهى فاذا قويت الاخوة الدينية في القلب امتنع العبد. من التشهير بعيوب الناس والقيام على تتبعها. لانه يؤلمه ما يقعون فيه من عيب ولا يجد قلبه فرحا بصدور هذا العيب من فلان. يجعل له جسرا يرفع به نفسه ويخفض به غيره. وهذا داء عظيم استعرض في طلاب العلم منشأه ضعف الاخوة الدينية. لان الناس اليوم تحت ضغطي المادية صارت من روابطهم النفعية. فاذا صار بعضهم ينفع بعضا تقوم له بما يريد. واذا كان لا ينفعه صار يقوم له بما يضره فاذا وجدت هذه النفعية انقلبت العيوب مناقب والرذائل فضائل والنقائص كمالات. واذا لم يوجد نفع صار الكمال نقصا. والفضيلة رديدة وهذا شر عظيم. فشى في طلاب العلم وما اوسع ما تجده من مدح بعضهم بعضا. وثناء بعضهم على بعض كل ذلك برابطة نفعية واعظم شيء في القبح ان تكون تلك النفعية تحت ستار نصر الشرع والسنة. فان الشرع السنة لا ينصران الا بالشرع والسنة. ومن ظن ان هذه الروابط التي ينتفع بها هؤلاء وهؤلاء من نصر الشرع والسنة فهيهات هيهات. فان الناصرين السنة والشرع هم الاخفياء الاتقياء الذين يجعلون رابطتهم مع الخلق ما يحبه الله ويرضاه. فهم يحبون كل احد من المسلمين ولو لم يصل اليه نفع منهم. بل من صدقهم في دينهم انه لو ارادهم احد بسوء لم يريدوه هم بسوء لانهم عباد لله. فليسوا عبادا للمناصب ولا للرئاسات ولا للشارات ولا للشهادات فينبغي ان يحذر طالب العلم من هذا البلاء العظيم الذي فشى وان لا تحت حبائل شيطانية تزين له زخرفا من الباطل وان يسير بسيرة من مضى من اهل العلم والفظل والسنة والاقتداء. فالكمالات التي كانوا عليها هي التي وقت الشرور الكثيرة ومن اعظمها الاخوة الصادقة بينهم في الله. ولم يكن من شرط اخوتهم ان يعرف فلان فلانا او ان يزور فلان فلانا او ان يمدح فلان فلانا. لكن كان شرط اخوتهم ان من كان الاثر فهو على الطريق وان لم يروا فاذا لم يسمعوا عنه الا خيرا ولم يعرفوا عنه الا خيرا من اهل الخير. وفيه ايضا الامر بالورع. بان يلزمه الانسان فالورع خير للعبد في دنياه واخراه. وقلة الورع تذهب الدين فمن تورع عن تلمس عيوب الناس وكشفها استقام دينه. ومن قل ورعه فتطلب عيوب الناس رق دينه. وفيه ايضا التحذير من البغي. بالجور على الخلق ممن يتتبع عيوبهم ويعظمها فيقع في البغي عليهم الذي حرمه الله عز وجل اشد التحريم. ومن بغى على احد استعجل رسول الخسارة الى نفسه. فان مرتع البغي وخيم عاقبة الظلم سوداء. فمن اورد نفسه هذا المهيأ فانه سيرى في دنياه قبل اخرته سوء عاقبته بغيه على الخلق. وابو هريرة قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالرحمن بن صخن الدوسي مشهور بكنيته ويلقب بحافظ الصحابة توفي سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل تسع بقصره في العقيق من نواحي المدينة وحمل اليها ودفن بها. قوله مشهور بكنيته اي غلبت عليه. وتقدم نظيره. قوله يلقب بحافظ الصحابة ان يعرف بهذا فهو اقدم من شهر بلقب الحافظ. فقد كان احفظ والصحابة رضي الله عنهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم