الله اليكم الغرة الثامنة والعشرون. عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه انه قال ساعة للدنيا وساعة للاخرة والله او اعلم اي ذلك يغلب علينا فقال له مطرف وهو الراوي عنه ذهبتم بالدنيا والاخرة. فقال لدرهم لدرهم يصيبه احدكم من جهد فيضعه في حق افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا فيضا من فيض. رواه احمد وابو داوود كلاهما في الزهد واللفظ احمد واسناده صحيح وعثمان ابن ابي العاص وعثمان ابن ابي العاص ابن بشر الثقفي يكنى ابا عبدالله توفي في خلافة معاوية رضي الله عنه فقيل سنة خمسين وقيل في التي بعدها بالبصرة ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثامنة والعشرون من الغرر الاربعين يعني الصحابة المجلين. وهو ما رواه احمد وابو ابو داود كلاهما في الزهد عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه انه قال ساعة للدنيا وساعة للاخرة الله اعلم اي ذلك يغلب علينا فقال له مطرف وهو الراوي عنه ذهبتم بالدنيا والاخرة فقال لدرهم يصيبه احدكم من جهل ويضعه في حق افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا فيضا من فيض. واللفظ لاحمد وفي الاثر بيان ان حياة العبد ساعات. بيان ان حياة العبد ساعات وفي المأثور عن الحسن البصري رضي الله عنه انه قال ابن ادم انما انت ايام فاذا ذهب منك ذهب بعضك حتى تذهب كلك. ومن شعر احمد شوقي قوله ومن شعر احمد شوقي قوله دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني. وفيه ايضا ان من ساعات العبد ما يكون للدنيا. في اصلاح المعاش ومنها ما يكون في الاخرة في اصلاح المعاد ان من ساعات العبد ما يكون للدنيا في اصلاح المعاش. ومنها ما يكون للاخرة في اصلاح المعادن فالعبد بين معاش هو فيه. وبين معاد يكون اليه. فيغتنم في اصلاح تلك الدارين فيصلح الدنيا بالمعاش ويصلح الاخرة بالمعاد. وفيه ايضا الحث على الاشتغال بما ينفع. ولو ترويحا للناس. الحث على الاشتغال بما ينفع ولو ترويحا عن النفس فان ساعات الدنيا النافعة منها ما يكون عبادة مقربة. ومنها ما يكون عادات مقوية. فيتقوى العبد بالساعات التي تكون في دنياه وفق العادات الجارية ومنها الترويح عن عن النفس ما يعينه على ما هو اقوى من ذلك من العبادات والطاعات فساعة الدنيا النافعة لا تنحصر في العبادات. بل يندرج فيها ما ينفع من العادات. ولو الترويح عن النفس بانواع الترويح المختلفة ومنها الرياضة. والاثار الواردة مرفوعة وموقوفة فيما يؤذن به من الساعات لا يراد منها الحرام. ومنها حديث ابي هريرة رضي الله في قصة حنظلة الاسيدي وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لو انكم تكونون على ما تكونون عليه لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن يا حنظلة ساعة وساعة فالمقصود بقوله ساعة وساعة اي ساعة يحمل فيها الانسان على نفسه فيقرب من ربه سبحانه وتعالى وساعة اخرى يطلب فيها معاشه وما يتقوت به او ما يروح عن نفسه من المباحة. واما من يفهم هذا بان تكون الساعة تارة لله والساعة الاخرى تكون لقلب العبد. ويزعمون ان ساعة القلب هي ما يتلذذ فيه بانواع المحرمات من الغنى او غيره فهذا فهم سقيم. لم ترده الشريعة فالعبد مسؤول عن ساعات عمره كلها بما افناها وابلاها. وفيه ايضا ان العبد ينسب الى ما غلب عليه. ان العبد ينسب الى ما غلب عليه. فمنهم من تغلب عليه ساعات الدنيا يكون من اهلها ومنهم من تغلب عليه ساعات الاخرة فيكون من اهلها وفيه ايضا الامر بالاعتدال فيما يطلب. الامر بالاعتدال فيما يطلب فلا يميل النفس فلا يميل العبد الى اصلاح المعاد بافساد المعاش. او اصلاح المعاش بافساد المعاد. لكن يصيب من هذا وهذا ودلائل الوحي في هذا كثيرة. وفيه ايضا مدح الرجل في وجهه مع الاستحقاق وامن الفتنة. مدح الرجل في وجهه مع الاستحقاق وامن الفتنة في قول مطرف ذهبتم بالدنيا والاخرة. اي فزتم بهما بقول مطرف ذهبتم بالدنيا والاخرة اي فزتم بهما وفيه ايضا تواضع العبد اذا مدح. تواضع العبد اذا مدح بتوجيه الانظار الى ما ينفع النفس. بتوجيه الانظار الى ما ينفع النفس. فان عثمان رضي الله عنه لما مدحه مطرف بما مدحه قال تلك الكلمة التي قد تؤول الى تفضيل غيره عليه. فانه قال لدرهم يصيبه احدكم من جهد فيضعه في حق ان افضل من عشرة الاف ينفقها احدنا. فيظا من فيظ فكانه يقول ان فيكم من يكون افظل منا من يكون ومنا اذا صار الى هذه الحال وهو السبيل التي ينبغي سلوكها اذا مدح الانسان الاصل غلقه باب المدح. فان فلتت كلمة من مادح. فذكره بمدح باذره هو الى صرفه الى ما ينفعه بان يذكر له كلاما يحمله على شيء يحتاجه هو واياه او يحتاجه ذلك المتكلم. وفيه ايضا فظل الصدقة مع القلة. فضل الصدقة مع القلة فمن افضل الصدقة جهد المقل. والانفاق من الاقتار اي مع الحاجة كما تقدم في قول عمار ابن ياسر رضي الله عنه وعن ابيه وامه. وفيه ايضا ان كثرة النفقة لا توجب فضلها. فكم من منفق قليلا يسبق منفقا وعند النسائي وغيره من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال درهم سبق مئة الف درهم. اي ان منفقا انفق درهما واحدا فحصل من السبق به ما تقدم على من انفق مئة الف درهم. فالشأن في ارادة العبد عند نفقته. وقهر نفسه من شهوة المال. ووضع الصدقة في يد مستحقيها فمن جمعت له هذه الامور عظمت صدقته. وان قل عدها وعثمان ابن ابي العاص رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عثمان ابن ابي العاصي ابن بشر التقري يكنى ابا عبد الله توفي في خلافة معاوية رضي الله عنه فقيل سنة خمسين وقيل في التي بعدها. وقوله ابن ابي العاصي باثبات الياء تقدم انه اللغة الافصح