احسن الله اليكم الغرة الثلاثون عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال لا حلم الا تجربة يعيدها ثلاثا رواه البخاري في الادب المفرد واسناده صحيح وهو عنده معلقا في صحيحه بلفظ لا حكيم الا ذو تجربة مرفوعا ولا يثبت ومعاوية ابن ابي سفيان ومعاوية ابن ابي سفيان واسم ابي سفيان صخر ابن حرب القرشي الاموي ابا عبدالرحمن ويلقب بخال المؤمنين توفي سنة ستين بدمشق الشام ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد صحيح عن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال لا حلم الا تجربة يعيدها ثلاثا. وهو عند البخاري معلقا في الصحيح بلفظ لا حكيم الا ذو تجربة. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ الثاني. ولا يثبت عنه من كلامه صلى الله عليه وسلم. بقي من القول ان هذا اللفظ المثبت معزوا الى الادب المفرد هو بحسب النسخ الموجودة في ايدينا والا فان الحافظ ابن حجر عزاه الى الادب المفرد للبخاري بلفظ لا حليم الا ذو تجربة. فاللفظ دائر بينهما فاما ان يكون لا حلم الا تجربة. واما ان يكون ان لا حليم الا ذو تجربة. فالنسخ المنشورة من الادب المفرد كالمثبت بايديكم والنقل الذي نقله ابن حجر عن الادب المفرد هو باللفظ الثاني لا حليم الا ذو تجربة ومما يذكر ان الادب المفرد للبخاري عزيز النسخ. فنسخ الخطية قليلة وما وجد منها نسخ متأخرة بخط صبط ابن حجر فمن بعده. وهذه من ادواء جملة من الكتب انه لا توجد لها نسخ عتيقة وثيقة. فتكون مظنة التصحيف والسقط والخلل واخذ بعظ من نشرها عند ابتداء الطباعة ما انتهى اليه من نسخ الكتاب ثم نشرها على ذاتها فكتاب الادب المفرد من الكتب الاصول الحقيقة بمعارضته على نسخ عتيقة وثيقة طلبا للامن من الغلط والتصحيف فيه كالواقع في الاختلاف هنا بين المنشور وما ذكره ابن حجر في فتح الباري فالله اعلم بحقيقة اللفظه. والامر كما سبق وفي الاثر مدح الحلم وهو السكينة والتؤدة. مدح الحلم وهو السكينة والتؤدة لان السكون جمع القلب والعقل لان السكون جمع القلب والعقل. والسفه والطيش ضياع والسفه والطيش ضياعه. فمن كان حليما وفق الى ما ينبغي قوله او فعله. ومن سلب الحلم فكان ذا طيش وسفه قال من الاقوال وفعل من الافعال ما يندم عليه او يرى سوء عاقبته وفيه ايضا ان الحلم يدرك بالتجارب. ان الحلم يدرك بالتجارب وعليه بوب البخاري في الادب المفرد باب التجارب وبوب صاحبه ابو عيسى الترمذي في جامعه على المرفوع الذي لا يصح فقال باب ما جاء في التجارب والتجارب بكسر الراء جمع تجربة. ومن اللحن قولهم تجارب والتجارب هي العادات المتكررة. من الاحوال التي عرف الناس حقائقها واورد البخاري اللفظ المعلق في باب لا يمدغ المؤمن من جحر مرتين لان مما يقيه من لدغه فقهه التجارب التي تعرض له في نفسه او تعرض للخلق فيدرك الحلم بالتجارب فاذا مرت بك تجربة فاعتبر ما فيها من المنافع. فانها تكرروا عليك وكذا اذا اطلعت على تجارب غيرك ليكن همك الانتفاع بها وبهذا امتاز مقام اهل العلم في معرفة التاريخ عن غيرهم. فالتاريخ تجارب وهم ينتفعون من تلك التجارب في تكثير عقولهم وتقوية دينهم وتمييز احوال الناس. وفيه ايضا انتفاع العبد بحاله لا لغيره. انتفاع العبد بحاله وحال غيره فالمرء اذا مر بحال وان ساءت امكنه الانتفاع منها فالعبد ان مر بحال وان ساءته امكنه الانتفاع منها. واقل انتفاعه ان ليعلم ان سلوك تلك الجادة يؤدي الى حال تسوء. فلا يسلكها مرة اخرى وهذا اقل الانتفاع. فاذا رزق بصيرة ثاقبة وجد في كل امر ساءه منافع عدة فمن دخل في شيء ساءه انتفع اولا بمعرفة ان السبيل التي سلكها تفظي به الى حال تسوء ثم عرف ثانيا ان مما يمنعه من الوقوع في هذه الحالة السيئة الصبر عن الولوج فيها فهو يحبس نفسه وان دعته مرة اخرى الى الدخول فيها بتذكيرها بان تلك الحال التي كانت عليه في وقت مما يسوءه ثم نفعته ثالثا بالاعلام بان الاحوال السيئة لا تدوم. فالحال التي ساءته لم تدم معهم وانتقل الى حال اخرى. وانتفع رابعا العلم بان من سأه زمن سره زمن اخر الى اخر وجوه الانتفاع. هذا في حاله. والانتفاع باحوال اكثر لانها اكثر. فهو ينتفع بهم في احوالهم. فهذا قد يمارس السياسة وذاك قد يمارس الاقتصاد وذاك قد يمارس التربية والتعليم. وانت تمارس شيئا غير ذلك لكن تنتفع من التجارب التي وقعوا فيها اشياء قد تتعلق بما انت فيه. فالذي اعتبروا باحوال النفس باحوال الناس على اختلاف ميادينهم فيما يعرض لهم من التجارب من التجارب يتسع فهمه ويعظم عقله وفيه ايضا ان الحلم مع الاكابر احرى. ان الحلم مع الاكابر احرى فطول اعمارهم يزخر بتجارب كثيرة. فطول اعمارهم يزخر بتجارب كثيرة ومما يعظم بها يعظم به عقلك. وان قصر عمرك انت ناعك بحلم هؤلاء الاكابر. فانك تضم عقولهم اذا عقلك فطول اعمارهم جعلهم يمرون بتجارب كثيرة في انفسهم وفي غيرهم فينتفعون بذلك انتفاعا عظيما في كمال عقولهم فاذا اويت اليهم ولزمتهم انتفعت بهم في حصول الحلم لك وان صغر سنك. واذكر مرة انني كنت في المرحلة الثانوية ونشأت حكومة في بلد من البلدان في انقلاب عسكري ولقيت بعد مدة على غير ميعاد في مجلس لفيفا من اناس الى تلك الدولة والتقوا بتلك العصبة التي قامت بالانقلاب ثم صاروا يحدثون عن صلاحهم. وان منهم من يحفظ القرآن واقلهم من يحفظ ثلاثة اجزاء وكثير منهم يصومون الاثنين والخميس ومنهم من عجز عن ذلك يصوم ايام البيظ الى اخر تلك الاحوال التي تبهج النفس اذا سمعت وصفا بمحكوم فضلا عن ان تكون وصفا لحاكم. فخرجت منطلق الاسارير منشرح الصدر قوي الروح مما سمعت قدر لي اجتماعي برجل كبير في السن من اهل العلم. فحدثته عما سمعت فتركني اتحدث حتى فرغت من كلامي. ثم قال ما ارتفع احد على كرسي حكم الا قال مثلما يقول هؤلاء والايام تبين كل شيء فكان القول كما قال فالانسان يضيف الى نفسه بتجارب هؤلاء وعقولهم ما يحمله على خير كثير في مستقبل عمره فهو لا يمثل له حدثا واحدا فقط لكنه يمثل اصلا راسخا يستعمله في جميع اوقاته واحواله ومعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما قائد هذا الاثر هو معاوية بن ابي سفيان واسم ابي سفيان صخر ابن حرب ابن حرب القرشي الاموي يكنى ابا عبدالرحمن يلقب بخال المؤمنين توفي سنة ستين بدمشق الشام. وقوله ابي سفيان صاحب تقدم نظيره قريبا في عائشة بنت ابي بكر ابي بكر عبد الله ابن عثمان. قوله القرشي الاموي تقدم ان انها نسبة اذا الاعلى فالادنى من القبيلة فبنو امية بطن من قريش. فقوله يلقب بخان المؤمن اي في الحرمة لا المحرمية. اي في الحرمة لا المحرمية فاخوة امهات المؤمنين يسمون اخوال المؤمنين. فاخوة امهات المؤمنين يسمون اخوال المؤمنين ولا يقتصر هذا ولا يختص هذا بمعاوية رضي الله عنه. لكنه اشهرهم واذكرهم بهذا اللقب