احسن الله اليكم الغرة الحادية والثلاث عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه انه قال اوصيكم بتقوى الله والقرآن فانه نور الليل المظلم وهدى النهار. فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقه. وان عرض بلاء فقدم ما لك دون نفسك فان تجاوز البلاء فقدم ما لك ونفسك دون دينك. فان المحروم من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه انه لا غنى بعد النار ولا فاقة بعد الجنة وان النار لا يفك اسيرها ولا يستغني فقيرها. رواه احمد بالزهد والبيهقيل في شعب الايمان واسناده صحيح ورؤيا مرفوعا ولا يثبت. وجنده من عبد الله هو جنده ابن عبدالله ابن سفيان وجلي على قي يكلى ابا عبدالله وينقب بجندب الخير وجندب الفاروق وجندب ابن ام جند. توفي توفي بعد ولم اجد ذكرا لموضع موته ذكر المصنف وفقه الله الغرة الحادية والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه احمد بالزهد والبيهقي في شعب الايمان باسناد صحيح عن جند بن عبدالله رضي الله عنه انه قال اوصيكم والله والقرآن فانه نور الليل المظلم وهدى النهار. فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقه الحديث وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه وفي الاثر الوصية بالتقوى وهي وصية الله الى الاولين والاخرين وفيه ايضا الوصية بالقرآن فانه كتاب الله وفيه ايضا الامر بالاهتداء بالقرآن الامر بالاهتداء بالقرآن فانه نور الليل المظلم. وهدى النهار. فانه نور الليل المظلم وهدى النهار اي ما كان من امر مدلهم مظلم فالاهتداء بالقرآن السبيل للعبد وما كان من امر واضح جلي فالقرآن يقوي نفس العبد على اتيانه والاهتداء بالقرآن من احسن المسالك المقوية للايمان النافعة في العلم والعمل ومما يؤسف عليه ان ابن رجب وهو من هو في هذا المقام صنف كتابا عظيما في الاهتداء بالقرآن اسمه الاستغناء بالقرآن لم يوجد بعد ويسلي العبد مع الم ان ابن عبد الهادي الصغير صنف مختصرا لكتاب ابن رجب. فحفظ لنا اصل الكتاب والالم ناشئ من ان مختصر ابن عبدالهادي حقق في رسالتين علميتين في احدى الجامعات من سنين طويلة ولم ينشر بعد. وفيه علم كثير ولا في بيان هذا الاصل وتقويته في قلوب الناس بالاستغناء بالقرآن الكريم. وعليه بوب امام الدعوة في كتاب فضل الاسلام وفيه ايضا الامر بالعمل بالقرآن الامر بالعمل بالقرآن على اي حال كانت من الانسان. على اي حال كانت من الانسان فان العمل به سفينة النجاة في الاولى والاخرة فمهما لحق الانسان من جهد وفاقة اي حاجة لم يترك العمل بالقرآن. وفيه ايضا ان الدنيا دار بلاء فيعرض للانسان انواع من البلاء. في دينه وماله ونفسه وفيه ايضا ان حفظ النفس مقدم على حفظ المال فمن عرظ له بلاء قدم ما له دون نفسه فجعل المال حصنا دون النفس ولو ذهب المال لتبقى النفس. فالنفس اعظم من المال وفيه ايضا ان حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والمال فاذا عظم البلاء وامكن دفعه بالنفس والمال لحفظ الدين وجب بذلهما حفظا للدين وفيه ايضا سوء الحال مع فقد الدين فان المحروم اي المصاب بالحرب الاعظم هو من حرب دينه والمسلوبة المأخوذ منه اشد شيء هو من سلب دينه فالحرب التي تكون متعلقة بالاموال او بالنفوس تهون امام الحرب التي تكون متعلقة بالدين فحرب الاديان اعظم من حرب الاموال والابدان واكثر الناس عن هذا غافلون. فان الناس اذا اريدوا في ارزاقهم فغضبوا وعظم مصابهم. فاذا اريدوا في اديانهم رأيت رقة الدين في نفوسهم. فلا تجد فيهم الغضب والحماسة التي كانوا عليها لما اريدوا على الدنيا. مع ان حقيقة الحرب المؤلمة التي على المال والنفس هي حرب الدين. فمن حرب في دينه فاستسلم لتلك الحرب سيذهب ماله وستذهب نفسه من بعده واما من عظم حرب الدين وخوف الناس منه وبين لهم الخطر اعانه ذلك على حفظ دين الناس وحفظ اموالهم ونفوسهم فالصريخ المنذر من حرب الدين اعظم منفعة للناس من الصريخ المنذر في حرب التي تذهب فيها الاموال والنفوس وهذا الامر كما تقدم غفل عنه اكثر الناس. وهان عليهم ما يحيكه المبطلون والمفسدون في حرب الدين. فلا يألمون ولا يغضبون ولا يقومون في نصرة دين الله سبحانه وتعالى. وكأن الكلب لم يأكل لهم عجينا فالدين الذي يدينون به لله لا يعلمون اذا رزق بمصاب في انتشار الشرور المتعلقة به فاذا نقص شيء من ارزاقهم الشهرية وجدت صيحاتهم وكل هذا من تقديم الدين على الدنيا ومما يحاذي هذا القول الذي ذكره جندب رضي الله جندب رضي الله عنه قول ابن تيمية رحمه الله لما القي به في سجن القلعة فقال الاسير من اسره هواه والمحبوس من حبس عن الله اي ان الاسير حقا هو من صار مقيدا باغلال الهوى. وان محبوسة حقا من حبس قلبه عن الله سبحانه وتعالى وتلك الكلمتين ترجعان الى تعظيم الامر الديني نظير ما ذكره جنده في قوله فان المحروم من حرب دينه والمسلوب من سلب دينه وفيه ايضا الترغيب الترهيب من النار والترغيب في الجنة. الترهيب من النار تغيب في الجنة في قوله انه لا غنى بعد النار. ولا فاقة بعد الجنة اي لا حاجة بعد الجنة. وان النار لا يفك اسيرها ولا فقيرها فمن صار مآله الى النار لم يستغني بشيء استكثر به في الدنيا ومن ادخل الجنة لم تضره فاقة تقدمت عليه في الدنيا ومن ادخل النار فكان لها اسيرة وفيها فقيرا فانه لا يفك اسره ولا يسد فقره فهو لا يزال في سفال. من سوء الحال التي انتهى اليها بالقرار في النار اعاذ الله واياكم من ذلك