احسن الله اليكم الغرة الثالثة والعشرون عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال مثل هذا القليب مثل ريشة بفلاه الرياح ظهرها لبطنها. رواه احمد في الزهد واسناده صحيح وروي مرفوع ولا يثبت. وابو موسى الاشعري هو عبد الله بن قيس بن سليم الاشعري مشهور بكنيته ويلقب بسيد الفوارس توفي سنة خمسين وقيل بعدها واختلف في موضع موته فقيل بمكة وقيل بالكوفة. ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين وهو ما رواه احمد في الزهد باسناد صحيح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال مثل هذا القليب مثل ريشة بفلاة تقلبها الرياح ظهرها لبطنها. وروي مرفوع وعن اي مضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت من كلامه. وفي الاثر بيان ضعف ابن ادم بيان ضعف ابن ادم. انه لا يملك من نفسه شيئا. انه او لا يملك من نفسه شيئا. فقلبه الذي بين جنبيه يتقلب كصخرة تتدحرج فهو يعجز عن احكام نظام قلبه وفيه ايضا ان القلب يتقلب ولم يسمى القلب قلبا الا من تقلبه فالقلب كثير الجولان والانقلاب. فلكون تلك الحال تعتري هذا عضو سمي قلبا. وفيه ايضا شدة تقلب القلب حتى كانه ريشة خفيفة في فلاة اي صحراء تقلبها الرياح انظر حال ريشة خفيفة من ريش طير اذا انقطعت وسقطت في صحراء واسعة وجالت بها ريح عاصفة كيف يقلبها تقليبا شديدا. فتلك صورة قلب احدنا انه تقلبوا تقلبا شديدا. وفيه ايضا ان الواردات على القلب تقلبه تغيره وتحوله. وفيه ايضا ان الواردات على القلب تقلبه اي تغيره وتحوله الواردات رياح القلب الواردات رياح القلب والرياح مختلفة القوة. فمنها ريح عاصف قاصف. ومنها ريح خفيفة وكذلك الواردات فمن الواردات ما يلج على القلب فيقلبه شديدا ومنها ما يقلبه تقليبا خفيفا لطيفا والمرء يحرج نفسه والمرء يحرز نفسه عادة في الريح العاصف القاصف باللجوء الى مغارة او مدخر يقيه شر هذه الريح. وحقيق بالعبد ان يحفظ قلبه من تلك الواردات بان يجعله في مدخل محكم وغار متين وهو التسليم لامر الشرع. فاذا سلم العبد لامر الشرع ونازع به الواردات ظعفت تلك الواردات عن تغييره وتحويله. وفيه ايضا ان تقلب القلب يؤدي الى تغير الحال ان تقلب القلب يؤدي الى تغير الحال فالعبد يقلب من الاسلام الى الكفر او من السنة الى البدعة. او من الطاعة الى المعصية. فيكون في الم تنافي الحالة التي كان عليها وهذا مصداق قوله ظهرها لبطنها. بان تكون تلك الريشة على حال ثم ينقلب الى حال مباينة لها بالكلية. فهي لا ترتفع فتقف جانبا. وانما برا لظهره وهذه حال من يتقلب قلبه من الخلق فانه ربما عظم انقلاب قلبه حتى تتحول حاله. ولا امان للعبد من تغير قلبه وتحول بحاله الا بتثبيت الله سبحانه وتعالى له ومن هنا عظم دعاء الداعي بقوله اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. فان المرء اعجز عن تثبيت نفسه. ولا يقدر على امر قلبه. فلا سبيل الى اقامته وتثبيته الا بدعاء الله عز وجل ان يثبته على ما يحبه سبحانه وتعالى ويرضاه. فمن من عرف حال الانسان عرف انه اعجز شيء عن نفسي واحوج شيء الى عون الله ومدده. فاذا اعانه الله وثبته ثبت. واذا خذل العبد زاغ قلبه فخرج من حال حسنة الى حال سيئة. وابو موسى الاشعري رضي الله عنه قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله بن قيس بن سليم الاشعري مشهور بكنيته ويلقب بسيد الفوارس توفي سنة خمسين وقيل بعدها واختلف في موضع موته. فقيل لمكة وقيل بالكوفة. وقوله سليم هو بضم السين مصغرا. وقوله مشهور بكنيته تقدم نظيره. وقوله يلقب بسيد تقدم ان السيدة هو المقدم على غيره. فاذا قيل القراء فهو مقدمهم المعظم فيهم. ومثله سيد الفارس الفوارس. فهو مقدمهم المعظم والفوارس جمع فارس. وهو المقاتل الذي يقاتل على فرسه