احسن الله اليكم الغرة الخامسة والعشرون عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قيل لها لا تدخل على عثمان فتكلمه قال اترون اني لا اكلمه الا اسمعكم والله لقد كلمتهم فيما بيني وبينهما دون ان افتتح امرا لا احب ان اكون اول من فتحه متفق عليه واللفظ لمسلم وعند البخاري اني اكلمه في السر واسامة ابن زيد هو اسامة ابن زيد ابن حارثة الكلبي يكنى ابا محمد وابا زيد ويلقب بذي البطين. توفي سنة اربع وخمسين بالجرح من نواحي المدينة ذكر المصنف ووفقه الله الغرة الخامسة والعشرون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري ومسلم عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قيل له الا تدخل على عثمان فتكلمه؟ قال اترون اني لا اكلم الا اسمعكم والله لقد كلمت فيما بيني وبينهم ما دون ان افتتح امرا لا احب ان اكون اول من مدح واللفظ لمسلم وعند البخاري اني اكلمه في السر وفي الاثر النصح لولي الامر. وفي الاثر النصح لولي الامر. والنصح في الاسلام ميثاق من مواثيق النبوة ومن ابوابه نصح من ولاه الله امرنا وفيه ايضا ان من قدر على نصحه نصحه ومن لم يقدر رفع الامر الى من يبلغه. ومن لم يقدر رفع الامر الى من يبلغه فان اسامة رضي الله عنه كان من بطانة عثمان رضي الله عنه الذين يدخلون عليه ويتصلون به. وهؤلاء الذين كلموا اسامة لا يقدرون على ذلك؟ فجعلوا اسامة رسولا يوصل ما في نفوسهم الى عثمان رضي الله عنه وهذا من احسن ما يقتضيه العقل في ترتيب النصح لولي الامر. فان جمهور الخلق ولا سيما مع كثرتهم واتساع البلدان وتباعدها لا يتمكنون من الوصول اليه عادة فمن قدر على الوصول الى احد ممن يتصل به ويقدر على ابلاغه كان براءة ذمته في رفع هذا الامر الى من يبلغه اياه. فاذا ادى العبد ما عليه برئت ذمته. ومن الناس من يتخذ طرائق خلاف هذا يظنها تبرئ ذمته فتجده عوض ان يرفع ما يريد الى احد يبلغه ولي الامر يعمد الى نشره. تارة في خطبتي جمعة وتارة في مقالة صحيفة. وتارة في لقاء قناة فضائية. وتارة في من في وسائل التواصل. فيحدث من الشر خلاف ما اراد هو من الخير. ولو انه جمع شتات ما يريد بذله من النصح فدفعه الى من يصل الى ولي الامر ليوصله اليه كان في ذلك براءة ذمته وسلامته هو وغيره من الوقوع في الشرور. وهو الامر الذي جرت به عادة الناس في هذا البلد. فانهم اذا رأوا شيئا ولم يقدروا على ايصاله رفعوه الى رؤوسهم وشرفائهم من العلماء واهل الحل والعقد الذين يقدرون على ايصاله الى ولي الامر مريدين النصح لهم حثا له على الخير وتحذيرا له من الشر لا يريدون ما يسمى اليوم بتسجيل الموقف. فتسجيل الموقف من زخارف الشيطان. التي تضيع بها الاديان ويتزاحم فيها فلان وعلان. ويسير هذا في تسجيل الموقف عبر مدرسة فكرية شرقية ويسير اخر عبر مدرسة فكرية غربية. ولا يقعون فيما يراد من النفع بل يقعون في انواع من الشر كانوا هم والمسلمون في غناء عنها لو انهم لزموا الجادة وساروا في طريق من مضى ومما ممن هدوا الى نفع الناس رعاة ورعية وحكاما ومحكومين. وفيه ايضا التحذير من سوء الظن. بمن عرف صلاحه من بطانة ولي الامر التحذير من سوء الظن بمن عرف صلاحه من بطانة ولي الامر. فهؤلاء تسارعوا الى اسامة يقولون له الا تدخلوا على عثمان؟ فتكلمه يظنون ان اسامة غير بادل للنصح له. فبين لهم اسامة رظي الله عنه ما بين وغاية ما ظن هؤلاء هو ان اسامة لم ينصح له واما اليوم فصار الناس يظنون في خيرة الناس من اهل العلم والفضل والحلم والعقل والحكمة انهم ابواق ينوبون عن الشيطان. في تزيين الشر وتليينه في الحكام والمحكومين وكانهم يعبدون طريق النار للناس وهذا من اعظم سوء الظن فان من حباه الله علما او عقلا يعلم ان تلك النعمة هي محض فضل الله عليك ان من حقها اداء النصح لولي الامر. فهو يبذل ما يقدر عليه فالوقوع فيما لا تحمد عاقبته ويتوقى غرور الشيطان وتزيينه الذي يحمله على الوقوع في شيء لا ينفعه ولا ينفع المسلمين فالواجب على العبد ان يحذر من سوء الظن بهؤلاء ممن عرف صلاحهم ممن هم من ولي الامر. وفيه ايضا حفظ الناصح ما يكون بينه وبين ولي الامر وعدم بثه. حفظ الناصح ما يكون بينه وبين ولي الامر وعدم بثه فان المجالس بالامانة هذا في الناس عامة فكيف مع رؤسائهم ومقدميهم فمن نصح لاحد من ولاة الامر وجب عليه ان يحفظ ما بينه وبينه من الكلام والمراجع على اي حال كان. فان كان مما يسر ابتهت وان كان مما لا يسر. صبر على حتى يجعل الله للمسلمين فرجا. وفيه ايضا ترك اقحام الناس فيما ليس من من شأنه ترك اقحام الناس فيما ليس من شأنهم. فان اسامة رضي الله عنه مع ما كان يبذله لم يكن يحدث به. لان هذا ليس من شأن الناس. ومن طريقة الشريعة قسمة وظائفها بين الخلق. قسمة وظائفها بين الخلق. والاعلام ان تلك الوظائف مما يسأل عنه العبد. وسؤاله عن ذلك يوجب عليه حفظه وفق ما امرت به الشريعة. فكل وظيفة لها اهلها. الذين يدخلون فيها ومما ينبغي في حقهم ان يراعوا عدم اقحام احد من الناس فيما ليس من شأنه فلا ريب ان كل عاقل مثلا يجد من قلة العقل ان تعمد الى صبي صغير في المرحلة الابتدائية ثم تحدثه عن امور عظيمة لا يعي منها شيء فانت تتحدث اليه بتاريخ الصراع البارد بين الشرق والغرب. ثم تحوله الى ما يسمى النجوم ثم التغيير الذي حصل في القوة الشرقية بانقسام الاتحاد السوفيتي الى سلسلة طويلة لا يعي منها شيئا ومضرتها في حقه اكبر من نفعها فاذا كان عند كل عاقل حالا تذم فنظيره اقحام المرء فيما ليس من شأنه وليس هذا مقصورا على هذا الباب. بل صار في امور كثيرة يدخل فيها الناس ليست من شأنه فالرجال صاروا يدخلون في امور النساء والنساء صرن يدخلن في امور الرجال والرعاة يدخلون في والرعية يدخلون في امور الرعاة والحكام وهلم جرة من الفساد الواقع لقلة العلم والعقل وضعف الدين. وفيه ايضا ان النصيحة لولي الامر تبذل سرا. ان النصيحة لولي الامر تبذل سرا. فان ان اسامة قال بلسان فصيح اني اكلمه في السر. اني اكلمه في السر. فالاصل في بنصح السلطان ان يكون بسر. وان كان مع شهوده ورأى ان المنفعة هو عدم السر فعل. كأن يكون الناصح في مجلس السلطان. ثم يقع منه قول او فعل فيرى ان المصلحة الشرعية تستدعي النصح له حينئذ فلا بأس ايضا. والممنوع منه شرعا هو النصيحة له في غير حضوره فاذا كان ولي الامر غائبا غير شاهد فانه لا يتكلم الانسان في شيء من شأن ولي الامر فمفسدة هذا اكثر من منفعته. واصل النصح بالاسلام جعل للنفع والخير لا للفضح فمن ادرك مقصود الشرع في النصح سار بهذه السيرة. ومن الغلب عدم التفريق بين النصح له وبيان المحرم. فان بيان المحرم بذكر كونه محرم هو من الدين الواجب نشره بين الناس كما لو قدر ان احدا من الحكام وقع في الربا او غير ذلك من المحرمات فان المرء يسعه ان يبين للناس حرمة الربا. فيقول ان الربا حرام ويذكر الايات والاحاديث ويبين ان الواجب على المسلمين ترك الربا وعدم التعامل به فلا يدخل في شيء منه من قليل ولا كثير ولا يغتر بتلك الدعاوى التي تروج منفعته في الاقتصاد. فمتى بين هذا المحرم بالبيان الشرعي لم يكن ذلك خلاف النصح لولي الامر سرا. لكن عيب في توصيف ذلك التحريم. مما يوغر نفوس الحكام والمحكومين فالحاكم يمتلئ قلبه غيظا على هذا الناصح. والمحكومون تمتلئ قلوبهم غيظا على ذلك الحاكم فعوض ما سبق من الكلام في بيان تحريم الربا يأتي من يأتي في بين حرمة الربا ثم لا يحسن القوم ويعمد الى توصيف هذا المحرم فيقول اليوم على سمع ومرأى من ولي الامر يوجد البنك الفلاني وهو ربوي والبنك الفلاني وهو ربوي الفلاني وهو ربوي. ثم يزيد من القول بما لا ينفع من عيب السلطان في وقوع ذلك وذمه على رضاه به مما لا يجدي منفعة للناس في تحريم الربا ولا منفعة لهم في منعه من ايديهم. فان السلطان له احكام واحوال من قرأ التاريخ عرفها ووعاها وادرك كيف يكون اصلاح الرعي والرعية ومن جهلها وقع في انواع من الشرور. وهذا الاصل مما وقع فيه خلل كثير. والواقعون فيه لا ان جمهورهم يريدون الشر. لكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لن يصيبه فهم يريدون خيرا لكنهم يخطئون طريقه. فمن اراد الخير وجب عليه ان يتعرف طريقه الذي اليه وان يحرص عليه ابتغاء براءة ذمته والفوز عند الله سبحانه وتعالى والنجاة من من عذابه. فمن صدق قصده في هذا هداه الله سبحانه وتعالى الى ذلك. وفيه ايضا التحذير من فتح ابواب الشر. التحذير من فتح ابواب الشر فان من فتح على الناس شرا عظم اثمه. فان من فتح على الناس شرا اثمه فان هذا الباب الذي يفتح يكون بابا تلج منه السيئات فمن ارتكب سيئة كان على فاتحه وزرها. فهذا الذي له قلب ولي الامر على الرعية او ذاك الذي يملأ قلب الرعية على ولي الامر يفتحان ابوابا من الشر. فهذا فيأتي الى ولي الامر فيخوفه حال الناس. وينصحه النار والشرار فينشأ بنا التشديد والشرع على الناس من كلام هذا الذي فتح باب الشر. ما يكون من السيئات في ترويع الامنين وهتك الحرمات والظلم. فيعظم امره في خزينة سيئاته. ويقابله اخر. يملأ قلوب الرعية على ولي الامر ويتكلم بما يتكلم به عيبا له وذما فيتسلط الناس بالسنتهم في غيبته ثم تجري ايديهم في الوقيعة فيه ثم يقعون في اشياء محرمة من سفك الدم حرام والاعتداء على حرمات الامنين من اموالهم وعوراتهم في اعراضهم وغيرهم لذلك فيكون عليه في خزينة سيئاته ما يكون. فمن خاف فتح باب الشر عظم دينه ومن لم يبالي رق دينه. وفي اخبار ابي عبدالله احمد بن حنبل رحمه الله لما دخل عليه جماعة من الفقهاء وشاوروه في الخروج على السلطان. فقال رحمه الله الا السيف اي ان سل السيف بين المسلمين يؤدي الى شرور لا تنتهي. فكان من دينه وعقله الامتناع عن فتح هذا الباب. مع ما مسه رحمه الله من الضر. في جسده من الحرس الشديد والعذاب الغليظ بالسياط الكثيرة التي جلد بها. لكنه صورة لمن كان يعبد الله ولا يعبد هواه. فهو كان يعبد الله ويجري في رضاه. ونزع نفسه من الهوى فلم يعن على ذلك بان يلتمس لنفسه النصرة ولو ذهب في من يذهب في ذلك نفوس كثيرة واموال وفيرة. ولذلك فالخائفون من الله المعظمون تكون هذه الاصول عندهم كالجبال التي لا تزعزعها الرياح. واما اولئك الذين يجعلون تلك الاصول مبادئ النفع والانتفاع فانهم يجعلونها تارة جبالا شاهقة ويجعلونها تارة اخرى عروقا من الرمل سرعان ما تزول مع الرياح التي تسفها اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الهداية الى الرشد والثبات على الدين وان يلهمنا رشدنا ويقيننا شر انفسنا