احسن الله اليكم الغرة السابعة والثلاثون. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال ان الوالد مسؤول عن الولد وان الولد مسئول عن الوالد. يعني في الادب والبر. رواه هنا دون السري في الزهد واسناده صحيح. وعبد ابن عمر هو عبدالله ابن عمر ابن الخطاب القرشي العدوي يكنى ابا عبد الرحمن توفي سنة ثلاث وسبعين في اخرها او اول التي تليها بمكة ذكر المصنف وفقه الله الغرة السابعة والثلاثون من الغرر الاربعين عن المجلين وهو ما رواه هناد بن سري في الزهد باسناد صحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال ان الوالد مسؤول عن الولد وان الولد مسئول عن الوالد يعني في الادب والدرب. وفي الاثر بيان اختلاف وظائف الخلق بيان اختلاف وظائف الخلق فالله سبحانه وتعالى جعل لكل احد وظيفة يقوم بها فالرجل له وظيفة والمرأة لها وظيفة. والوالد له وظيفة والولد له وظيفة. والامير له وظيفة والعالم له وظيفة. والمقصود خذوا بالوظيفة هنا ما يطالب به شرعا. ما يطالب به شرعا. وفيه ايضا ان صلاح الخلق في قيامهم بوظائفهم. ان صلاح الخلق في قيامهم بوظائفهم وفسادهم بترك القيام بها. في ترك القيام بها او تعدي العبد على وظيفة غيره. او تعدي العبد على وظيفة غيره. فاذا قام الخلق بوظائفهم صلح امرهم واذا تركوا تلك الوظائف فلم بها او تعدى احد على وظيفة غيره حصل الفساد بينهم. كالمذكور في هذا الاثر فان الوالد اذا قام بوظيفته صلح ولده وان الولد اذا قام بوظيفته بر والده. فاذا ترك احد منهما وظيفته حصل الشر واذا تعدى احدهما على وظيفة الاخر كان الشر وفيه ايضا ان القيام بتلك الوظائف المأمور بها شرعا مسؤولية. ان القيام بتلك الوظائف المأمور بها شرعا مسئولية فهو عبء ثقيل ملقى على كاهل العبد فهو عبء ثقيل ملقى على كاهل العبد وفيه ايضا ان العبد يسأل عما استرعي عليه ان العبد يسأل عما استرعي فيه. فالوالد يسأل عما استرعي فيه من تأديب ولده والولد يسأل عما استرعي فيه من بر والده. وفيه ايضا ان الوالد مسؤول عن ولده في ادبه. ان الوالد مسؤول عن ولده في ادبه وفيه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. قال قال علي رضي الله عنه علموهم وادبوهم. فالعبد مأمور بتأديب ولده وتعليمهم ليقيهم شر النار. ويصله الخير منهم بعد موته وفيه ايضا ان الولد مسؤول عن والده في بره. ان الولد مسئول عن والده في برهم فبر الوالدين امانة شرعية. موكلة الى الاولاد وسيسألون عنها. وفيه ايضا الامر ببر والدين وفيه ايضا الامر بتأديب الاولاد ومما بلي به الناس هجر هذا الاصل الذي ذكره عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما مما انتظما في هذه المعاني المذكورة في كلامه صار الوالد يقول المؤدب الله اذا سئل عن تأديب اولاده وصار الولد يقول كل واحد يخدم نفسه اذا سئل عن بر والده وهذا شر عظيم. فان هاتين الكلمتين ليستا من حكم الشرع ولا منطق العقل فالوالد مسؤول عن تأديب ولده. ومن تأديبه ولده ان يدعو الله ان يصلحه لا ان يلقي هذا الامر عن نفسه ويجعله على الله سبحانه وتعالى وحده فان هذا من جنس التواكل المذموم. وكذا في شأن الولد الذي يترك بر والديه ويقول ان كلا يخدم نفسه فهذا كلام الماديين الذين يجعلون صلاتهم الاجتماعية مربوطة بمنافعهم المادية فاذا فتعطلت تبرأ كل واحد من الاخر. واما اهل الاسلام فهم يعرفون لابائهم حقهم فهم سر وجودك ومنبت عودك رعوك صغيرا وادبوك فتى حتى ترعرعت وشببت عن الطو وصرت قويا تكتسب من حقهما ان ترد لهما فضلهما الذي ادياه اليه. ومهما دفعت اليهما من بر واحسان فانه لا يمكنك ان تؤدي شيئا مما دفعاه اليك فالمهما وحزنهما وسهرهما في امور اخرى من الاحوال التي تعتريهما لا يكاد البلاء الذي لحقهما لاجلك يكافئ بشيء من عملك. لكنك تعمل ما تعمل من الاحسان ثم تديم دعاء الله سبحانه وتعالى لهما بالمغفرة والرحمة والجنة. في حياتهما موتهما نعم