السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله الذي شرع الحج وجعل فيه منافع. وجعل العلم منها انفع النافع. واشهد ان لا اله الا الله لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما نفع الحجاج وعلى اله وصحبه صفوة ركب الحاج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الاول. من برنامج منافع العلم في سنته الاولى ست وثلاثين واربع مئة والف. وهو كتاب المقدمة فيما على العبد ان يعلمه مصنفي صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وامتن علينا بتمام النعمة الدين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا وللحاضرين والمستمعين والمسلمين. قلتم وفقكم الله في مصنفكم المقدمة فيما على العبد ان يعلمه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وبه التوفيق. ومنه الاعانة على اتباع اقوم طريق. واشهد ان لا اله فان الله حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اما بعد فان الواجبات واهم المهمات معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لان الله سبحانه وتعالى خلق الجن والانس لعبادته وامرهم بها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم واقامة العبادة تكون بمعرفة ثلاثة اصول. الاول معرفة المعبود الثاني معرفة صفة عبادته. الثالث معرفة المبلغ عنه. فالمعبود هو الله وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به. والمبلغ عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المعارف الثلاث هي الاصول العظام التي بعث بها الرسول عليه الصلاة والسلام وعنها يكون السؤال في القبر وبتفاصيلها يتعلق الثواب والاجر. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم تن بحمد الله عز وجل. واسند الى الله عز وجل فعلين احدهما في قوله وبه التوفيق والاخر في قوله ومنه الاعانة وتوفيق الله عز وجل هو تيسيره عبده لليسرى. فان الوصول للامر الايسر في كل شيء يفتقر الى توفيق من الله سبحانه وتعالى. واما الاعانة فهي ايصال عبده الى مقصوده والفرق بينهما ان الاعانة الة الوصول للمقصود. والتوفيق غاية الوصول اليه. فالاعانة بمنزلة الوسيلة. والتوفيق بمنزلة المقصد ثم ثلث بالشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم عبودية والرسالة وقرن الشهادة لله بالوحدانية بقوله حقا. والشهادة اتى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقوله صدقا. لان اسم الحق متعلق في خطاب بالوحدانية. والصدق متعلق بالرسالة. قال الله في الاول ذلك بان ان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه الباطل. وقال في الثاني هذا ما وعد الرحمن وصدق مرسلون ثم ذكر ان اوجب الواجبات واهم المهمات معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فالمعارف الثلاث المذكورات موصوفات بامرين احدهما انهن الواجبات والاخر انهن اهم المهمات. والواجبات جمع واجب والواجب هو الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للامر اقتضاء لازم الخطاب الشرعي الطلبي المقتضي للامر اقتضاء لازما والمهمات جمع مهم. والمهم اسم لما جل وعظم فالمعارف الثلاث المذكورة هي من اوجب الواجبات على العبد. وهي من اهم المهمات وتلك المعارف مذكورة في قوله معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فاولى ما تبذل فيه الطاقات وتوجه نحوه الاوقات هو تلك المعارف الثلاثة. وعلل المصنف وجوب تلك المعارف واهميتها بقوله لان الله خلق الجن والانس لعبادته وامرهم بها الدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم واقامة العبادة تكون بمعرفة ثلاثة اصول. الاول معرفة المعبود. الثاني معرفة صفة عبادته الثالث معرفة المبلغ عنه. فالمعبود هو الله وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به والمبلغ عنه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمنشأ ايجاب تلك المعارف واهميتها هو ان الله عز وجل خلق الخلق لعبادته وامرهم بها فالعبادة تجللت بشيئين. احدهما انها الحكمة الالهية من خلق الجن والانس وهو المذكور في قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. والاخر ان الله امرنا بها في قوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم. فالاية الاولى دلوا على اننا مخلوقين لاجل العبادة. والاية الثانية تدل على اننا بالعبادة. ثم بين ان امتثال تلك الحكمة الالهية والامر الرباني متوقف على معرفة ثلاثة اصول الاول معرفة المعبود. وهو الذي تجعل له العبادة. والثاني معرفة صفة عبادته وهي الحال التي تقع بها العبادة. والامر الثالث معرفة المبلغ عنه اي عن المعبود. فان العقول لا تستقل بمعرفة مال الله من حق. وهي مفتقرة الى مرشد يرشدها. وذلكم المرشد هو المبلغ عن الله عز وجل. ثم فسر موارد هذه الاصول الثلاثة فقال فالمعبود هو الله اي الذي تجعل له العبادة التي خلقنا لاجلها وامرنا بها هو الله. قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدة وصفة عبادته هي الدين الذي يعبد به. قال تعالى قل ان صلاتي ونسكي وفي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. والمبلغ عنه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ما على الرسول الا البلاغ. فلا يتأتى لاحدنا ان تتمثل العبادة التي خلق لاجلها وامر بها الا بايقاف نفسه على هذه الاصول الثلاثة بان يعرف المعبود الذي اريد منه ان يجعل له العبادة. ثم يعرف صفة عبادته من هل التي يكون عليها في ابتغاء القرب اليه؟ ثم يعرف المبلغ عن ذلك المعبود ممن بعثه الله عز وجل يخبر عنه ويرشد اليه. فكل امر بالعبادة ينطوي على هذه الاصول الثلاثة. فقول الله مثلا فاعبد مخلصا له الدين يستكن فيه معرفتك المعبود الذي تجعل له العبادة العبادة التي تجعلها له. ومعرفتك المبلغ عنه تلك العبادة. فيتحقق من الامر بالعبادة الامر بهذه المعارف الثلاث. فالاصل الاول وهو معرفة يتعلق به معرفة الله عز وجل. والاصل الثاني وهو معرفة صفة عبادته يتعلق به معرفة العبد دينه. والاصل الثالث وهو معرفة المبلغ عنه يتعلق به فيه معرفة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف وفقه الله كلاما يخبر فيه عن جلالة هذه المعارف الثلاث. فقال وهذه المعارف الثلاث هي الاصول العظام التي بعث بها الرسول عليه الصلاة والسلام. وعنها يكون السؤال في القبر. وبتفاصيلها يتعلق والثواب والاجر فمدار جلالة هذه المعارف الثلاث على ثلاثة امور. اولها وانها الاصول العظام التي انتظمت في البعثة النبوية. فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث الى الخلق ليعرفهم بربهم الذي يعبدون. وصفة عبادته طول المبلغ عنه. وثانيها ان السؤال في القبر يكون عن هذه المعارف الثلاث فيسأل العبد في قبره من ربك وما دينك وما هذا الرجل الذي بعث فيكم قم فسؤالات القبر الثلاثة متعلقها هذه المعارف الثلاث. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي رحمه الله فيسلم الوصول وان كلا مقعد مسؤول والربما الدين ومن رسوله. وثالثها ان الثواب والاجر يتعلقان بتفاصيل تلك المعارف الثلاث فجميع عمل العبد يرجع الى هذه المعاني في الثلاث فاما ان يتعلق بمعرفة العبد ربه واما ان يتعلق بمعرفة العبد دينه واما ان يتعلق بمعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والفرق بين الثواب والاجر ان الثواب اسم لكل ما يجزى به العبد عمله ان الثواب اسم لكل ما يجزى به العبد على عمله. والاجر اسم للثواب الحسن منه اسم للثواب الحسن منه. فالعطف بينهما من عطف الخاص على العام ذلك ان الثواب نوعان احدهما الثواب الحسن والاخر الثواب السيء. ويختص اسم الاجر بالثواب الحسن. واذا كانت هذه المعارف ثلاث تبلغ في جلالتها هذا المبلغ فهي الاصول العظام التي بعث بها نبينا صلى الله عليه وسلم وعنها يكون سؤال احدنا في قبره وبتفاصيلها يتعلق ثوابه واجره وجب على كل احد من المسلمين معرفة هذه الاصول الثلاثة. فهي مقدمة الديانة وممهدة العبادة ولا سبيل الى كون العبد عابدا الله عز وجل يدين له بدين يرضاه حتى يعرف ان الله هو المعبود وان العبادة التي يتحقق بها الامر بعبادته هي دين الاسلام وان المبلغ عنه هو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. نعم سلام عليكم. قلتم غفر الله لكم الاصل الاول معرفة العبد ربه. والرب في الشرع اسم من اسماء الله بالحسنى ولا يسمى احد الرب الا هو. والواجب من معرفة الرب على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة وجود الله فيؤمن بان الله موجود لا عدم. الثاني معرفة ربوبيته فيؤمن به ربا متفردا بنفسه المقدسة وافعاله الكاملة. الثالث معرفة اسمائه الحسنى وصفاته العلى باسماء الله وصفاته التي اخبر الله بها عن نفسه او اخبر بها عنه رسوله صلى الله عليه وسلم رابع معرفة الوهيته فيؤمن بان الله وحده هو الاله المستحق جميع انواع العبادة لا شريك له ولا معبود سواه فهو المفرد بافعال العباد التي يتقربون بها. والرب هو المستحق للعبادة. والدليل قوله تعالى تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فامر بعبادته بقوله اعبدوا ربكم ثم ذكر موجب استحقاقها هو هو التفرد بالربوبية في قوله الذي خلقكم الايتين فان الاقرار بربوبيته يستلزم الاقرار بالوهيته وجميع عن العبادة التي امر الله بها كلها له وحده لا شريك له. والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فمن جعل منها شيئا لغيره فهو مشرك كافر. والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله اله اخر لا برهان له. لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. والشرك هو جعل شيء من حق الله لغيره. ومنه جعل شيء من لغير الله وحقوق الله اثنان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والطلب. والواجب الله على العبد لاداء الحقين السابقين توحيده في ثلاثة انواع. الاول توحيده في الربوبية. كما قال وهو رب كل شيء والثاني توحيده في الالوهية. كما قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين والثالث توحيده في الاسماء والصفات. كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال به المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في وصفه. والتوحيد هو افراد الله بحقه ومنه وافراد الله بالعبادة لما فرغ المصنف وفقه الله من تقرير وجوب تلك الاصول الثلاثة واهميتها. وبين جلالتها وعلو ركبتها شرع يبينها واحدا واحدا وابتدأ بمعرفة العبد ربه لجلالة موقعها من تلك المعارف فانها مفتاح بقيتها ومقدم ما ورائها. فقال الاصل الاول معرفة العبد ربه ثم شرع يبين ما يتعلق بتلك المعرفة فقال والرب في الشرع من اسماء الله الحسنى. ووقع في القرآن خاليا من الاقتران بال وجاء في احاديث عدة من السنة النبوية ذكر هذا الاسم مقترنا بال فمن اسماء الله عز وجل اسم الرب. وهو اسم وقع منه نوعين من الاسماء الحسنى. احدهما الاسم المفرد الرب. ومنه حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واما الركوع فعظموا فيه الرب. رواه ابو داوود وغيره والاخر الاسم المضاف ومنه رب العالمين. قال تعالى الحمد لله رب العالمين. ومنه رب هذا البيت قال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت ومنه قوله تعالى قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة. في مواقع اخرى من القرآن جاء فيها اسما مضافا. والاسماء الالهية باعتبار الافراد والاضافة نوعان احدهما الاسماء الالهية المفردة. مثل الله والرحمن رحيم. والاخر الاسماء الالهية المضافة. مثل ما لك الملك وعالم الغيب والشهادة. وذو القوة ذكر هذين النوعين ابن تيمية الحفيد في الفتاوى المصرية وشيخنا ابن باز في بعض اجوبته ثم قال ولا يسمى احد الرب الا هو. فاسم الرب من الاسماء الالهية المختصة وهي الاسماء التي لا يجوز جعلها لغيره. فان الاسماء الالهية باعتبار اختصاصها بالله وعدمه نوعان. احدهما الاسماء الالهية المختصة به سبحانه فلا تجعل لغيره. مثل الله. والرحمن والرب والاخر الاسماء الالهية التي لا تختص بالله فتجعل لغيره مثل الرؤوف والرحيم والعزيز الله تعالى في نبيه صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال عن متولي مصر في سورة يوسف يا ايها العزيز وكما ذكر المصنف فان اسم الرب حال كونه محلا بال لا يسمى به الا الله. فان جرد منها واضيف الى شيء جاز ان صحت الاضافة كقول رب البيت او رب المال فان امتنعت الاضافة لم يجز. كالقول عن مخلوق انه رب الكون او رب الدنيا فتلخص ان اسم الرب المحلى بان لا يكون الا لله واما المجرد منها المعرف بالاضافة فيجوز ان صحت الاظافة وعن كالذي مثلنا جوازا ومنعا. واصل الرب في كلام العرب السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه. السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه فالى هذه المعاني الثلاثة يرد اسم الرب في كلام العرب. ذكره ابن الانباري وغيره. ومطول المعاني المذكورة في كلام المتأخرين للرب. يرجع الى هذه الاصول الثلاثة فمعاني الرب المبلغة عند جماعة ثلاثين معنى نظمها احمد بن احمد الشجاعي الازهري في ارجوزة مفردة هي كلها ترجع الى تلك المعاني الثلاثة واليها اشرت بقول سيدهم ومالك والمصلح للرب معنى في اللسان افصح سيدهم ومالك والمصلح للرب معنى في اللسان افصح. ثم بين انا المصنف وفقه الله الواجب من معرفة الرب على كل احد. لانه مما يقطع به ان تلك المعارف الثلاث التي بين فيما سلف انها اوجب الواجبات واهم المهمات يكون منها ولابد قدر يتعلق بذمة كل احد لما سلف ان امتثال العبادة المأمور بها متوقف على تلك الاصول الثلاثة واعتنى المصنف وفقه الله ببيان تلك الاقدار الواجبة من كل اصل منها والمذكور هنا هو الواجب من معرفة الرب على كل احد. وقد بين انه يرجع الى اربعة اصول فقال الاول معرفة وجود الله. فيؤمن بان الله موجود لا عدم اذ ما يستقبل ذكره من الربوبية والاسماء والصفات والالوهية متعلق بموجود. اذ لو كان الرب عدما لما تعلقت به المذكورات. ومقدمة ما يعتقد في الله اعتقاد العبد ان الله موجود. قال تعالى افي الله شك وهو استفهام استنكاري يراد به ابطال اعتقاد عدمه سبحانه. وفيه اثبات وجود الله عز وجل. ثم ذكر الثاني فقال والثاني معرفة ربوبيته وحقيقة الربوبية شرعا افراد الله بذاته وافعاله افراد الله بذاته وافعاله. وتحقيق الايمان بها في قوله فيؤمن به ربا متفردا بنفسه المقدسة وافعاله الكاملة. فمدار توحيد الربوبية على امرين احدهما افراد الذات الالهية والاخر افراد الافعال الالهية ثم ذكر الثالثة فقال والثالث معرفة اسمائه الحسنى وصفاته العلى والاسماء الحسنى جمع اسم والاسم الالهي هو ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها ما دل على ذات الله مع كمال متعلق بها وصفات العلى جمع صفة. والصفة الالهية ما دل على كمال متعلق من بالذات ما دل على كمال متعلق بالذات. ووصفت الاسماء بالحسنى لقوله تعالى ولله الاسماء الحسنى. ووصفت الصفات بالعلا لقوله تعالى ولله المثل الاعلى. قال ابن عباس الوصف الاعلى واختاره ابو عبد الله ابن القيم وتحقيق الايمان بالاسماء الحسنى والصفات العلا هو المذكور في قوله فيؤمن باسماء الله وصفاته التي اخبر الله بها عن نفسه او اخبر بها عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم فيكون العبد مؤمنا بالاسماء الالهية الحسنى صفات ربنا العلا بتصديقه الجازم بما اخبر الله به او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم عن الله. فطريق معرفة الاسماء الالهية والصفات الربانية هو الوحي ليس غير لان علمنا بالله متعذر عنا الا بطريق الوحي من الله. ووحيه سبحانه فينا هو كتابه القرآن وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فلا يتجاوز العبد في معرفة الاسماء والصفات هذا الطريق. وهو معنى قول اهل العلم ان معرفة والصفات توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل من كلام الله او كلام صلى الله عليه وسلم والى ذلك اشار السفاريني بقوله في الدرة لكنها في الحق توقيف لنا بذا ادلة وفية. ثم ذكر الاصل الرابع فقال والرابع معرفة الوهيته وحقيقة الالوهية شرعا هي افراد الله بالعبادة وتحقيق الايمان بها في قوله فيؤمن بان الله وحده هو الاله المستحق جميع انواع العبادة لا شريك له ولا معبود سواه فهو المفرد بافعال العباد التي يتقربون بها فيكون العبد مؤمنا بالوهية الله باعتقاده استحقاق الله عز وجل جميع انواع العبادة وانه لا يكون شيء منها لغير الله. فهو سبحانه المفرد اي الموحد عن غيره. بافعال للعباد التي يتقربون بها اي المفعولة على وجه طلب القربة. فمدار ما يجب على العبد في معرفة الله سبحانه هو على هذه الاصول الاربعة. بان يعرف ان الله موجود لا عدم اولا. ثم يعرف ان الله هو الرب فله وحده الربوبية ثانيا ثم يعرف ان الله له الاسماء الحسنى والصفات العلى ثالثا ثم ليعرف ان العبادة كلها لله وحده فتحق معرفة العبد بربه سبحانه تكون باجتماع هذه الاصول الاربعة. ثم بين المصنف استحقاق الله العبادة فقال والرب هو المستحق للعبادة. اي هو الذي تثبت له العبادة وتلزمنا فان اسم الحق شعار لما لزم وثبت ومن جملة ما ثبت ولزم احدنا اعتقاده ان الرب هو الذي تكون له العبادة دون غيره. وذكر المصنف دليل استحقاق الله العبادة فقال والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. الاية والتي بعدها ثم بين وجه دلالة الاية على استحقاق الله العبادة. فقال فامر الله بعبادته في قوله اعبدوا ربكم. الدال على امره سبحانه ايانا بعبادته. قال ثم ذكر موجب استحقاقها اي مقتضي جعلها له سبحانه قال وهو التفرد بالربوبية في قوله الذي خلقكم. الايتين. فان الاقرار بربوبيته يستلزم الاقرار بالوهيته انتهى كلامه. فمن اقر بالله ربا لزمه ان يقر به معبودا وهو سبحانه المستحق للعبادة. لانه المنفرد بالربوبية. فهو سبحانه الذي خلق وهو سبحانه الذي رزق وهو سبحانه الذي ملك وهو سبحانه الذي بيده الامر كله. فلما اجتمعت ازمة الربوبية بيده سبحانه كان هو المستحق للعبادة دون غيره فان الذي لا يخلق ولا يرزق ولا يملك ولا يدبر الامر لا يستحق شيئا من العبادة واوسع طريق في نصب الادلة على استحقاق الله العبادة هو طريق وهو اظهر دليل جاء تقليبه في القرآن على وجوه متنوعة والقرآن مملوء من ايات الربوبية قال ابن الوزير اليماني رحمه الله في ترجيح اساليب القرآن على اساليب اليونان ذكر صاحب كتاب مذاهب السلف ولم يسمه ولم اعرفه. ان في القرآن خمس مئة اية تدل على الربوبية انتهى كلامه. فالقرآن مملوء بايات الربوبية تحمل العبد على الاقرار بالوهية الله عز وجل. وبث شواهد الربوبية في كون الفسيح هداية للعقل الرجيح على معرفة الله وجعل العبادة له. واعظم من تجنى من توحيد الربوبية ملء القلوب بتعظيم الله الموجب جعل العبادة له فان توحيد الربوبية لا يراد منه استرسال النفس في الوقوف على تفاصيل عظمة الله فقط لكن يراد منه ان تحمل تلك المعرفة على الازدياد من التأله لله فانه لا يمدح المرء في علمه بكذا وكذا من متعلقات الربوبية. لكن يمدح على كون تلك المعرفة حاملة له على جعل عبادته كلها لله. والا فاي شيء من المدح ليكونوا لمن ينسب الى معارف الربوبية من تفاصيل الخلق او الملك او الرزق او التدبير فينسب الى معرفة الفلك او الطب او غيرهما. ثم تراه جاحدا عبودية الله او متلطخا بجعل شيء من العبادة لغير الله. والعارفون بالتوحيد حقيقة يتوصلون بتوحيد الربوبية الى تعبيد قلوبهم لله عز وجل في وحدانيته فارسالهم البصر وتقليبهم الفكر وتعديدهم النظر في ايات الربوبية كونا وشرعا مرادهم فيه حمل نفوسهم على افراد لله بالعبادة والازدياد من التقرب له سبحانه بما يحبه ويرضاه. فذوق الربوبية عند الموحدين غير ذوق الربوبية عند غيرهم. ثم قال وجميع انواع العبادة التي امر الله بها كلها له وحده لا شريك له. فليس شيء من العبادة ولو قدر انملة كائن لغير الله لانه المستحق للعبادة كلها كما تقدم. وبين المصنف دليله فقال دليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فالاية المذكورة اصل بافراد الله بالعبادة. وهي تدل على ان جميع انواع العبادة المأمول بها كلها لله وحده ودلالتها على ذلك من وجهين. احدهما في قوله وان المساجد فمدار المنقول في تفسيرها هو ان انواع الاجلال والاعظام والاكبار لله وحده فتكون جميع العبادة لله. لاندراجها في اكباره واعظامه واجلاله. والاخر في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. نهيا عن دعوة غير الله معه. والدعاء دعاء يطلق ويراد به العبادة كلها. لحديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة. رواه اصحاب السنن واسناده صحيح. فتقدير الاية فلا تعبدوا مع الله احدا. والنهي عن عبادة غير الله يستلزم افراده سبحانه بالعبادة. وهذان الامران المذكوران في الاية خبرا في الاول ونهيا في الثاني تفظيان الى الاثبات والنفي في حقه سبحانه في استحقاق شيء من العبادة عن غير الله واثباتها لله وحده والجمع بين النفي والاثبات غاية التبيين للحق. فانك تنفي شيئا عن احد تثبته لغيره فتمحض احقيته فيه بلا منازع. فالجمع بين النفي والاثبات هو تخليص حق العبادة لله وحده. فلا ينازعه احد في شيء منه واذا كانت العبادة حقا لله وحده فان الله لا يقبل في حقه الشرك. ومن جعل من بحق الله شيئا لغيره وقع في السر. وهو الذي صرح به المصنف فقال فمن جعل منها اي من انواع العبادة شيئا لغيره فهو مشرك كافر. فتصير العبادة لغير الله يصير به العبد من اهل الشرك والكفر. والفرق بين الشرك والكفر ان الشرك تلك نوع من انواع الكفر. فالكفر عام والشرك خاص. فحق الكفر شرعا ستر الايمان ستر الايمان ومن ستر الايمان الشرك. لاختصاصه بجعل شريك لله. لاختصاصه بجعل شريك لله فليس كل كفر يشتمل على جعل الشريك لله. وما وجد فيه هذا المعنى سمي شركا وكان نوعا من انواع الكفر. وقول المصنف وغيره فهو كافر امعان في بيان عاقبته الوخيمة وتحقيق خروجه من دائرة الاسلام واهله. ثم ذكر المصنف الدليل فقال والدليل قوله تعالى ان يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرين ودلالة الاية المذكورة على الامر الذي اراده من وجهين. احدهما فعل متوعد عليه ذكر فعل متوعد عليه. وهو عبادة غير الله في قوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. والاخر تهديده مع بيان المآل تهديده بالحساب مع بيان المآل في قوله فانما حسابه ربه انه لا يفلح الكافرون. فذكر الحساب للتهديد ونفي الفلاح بيان المآل والفلاح لا ينفى الا عن الكافر فمن دعا مع الله الها اخر فقد وقع في الكفر وكفره من جنس الشرك كما دم وقوله في الاية لا برهان له به اي لا حجة له على الوهيته. وهي صفة كاشفة لا تفيد تقييدا ولا تخصيصا. فكل من دعا الها غير الله فلا حجة له به فقوله تعالى الها اخر لا برهان له به. لا يفيد ان من الالهة الها ان يكون لداعيه حجة على الوهيته. فالوصف المذكور هو وصف كاشف. والوصف الكاشف هو ما لا يفيد تخصيصا كقوله تعالى وقتلهم الانبياء بغير حق فقوله بغير حق صفة كاشفة لحقيقة قتلهم الانبياء. لا تفيد تخصيصا ان من قتل الانبياء نوع يكون بغير حق. ونوع يكون بحق. ثم بين مصنف حقيقة الشرك الذي حكم به على من جعل شيئا من العبادة لغير الله فقيل فيه هو مشرك كافر فقال مبينا حقيقة الشرك والشرك هو جعل شيء من حق الله لغيره منه جعل شيء من العبادة لغير الله. فالشرك له في الشرع معنيان. احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. ويندرج فيه كل نوع من انواع شرك والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. فيختص بشرك العبادة المتعلق بالالوهية. والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم الشرك في خطاب الشرع اريد به شرك العبادة ولما ذكر المصنف ان الشرك في معناه العام هو جعل شيء من حق الله لغيره بين ما لله من حق فقال وحقوق الله اثنان حق في المعرفة والاثبات وحق بالارادة والطلب. انتهى كلامه. فما ثبت لله متعلقا بتعظيمه من الحق نوعان احدهما حق في المعرفة والاثبات اي في معرفة الله واثبات ما له من الكمالات. والاخر حق في الارادة والطلب. اي حق في توجه القلوب وطلبها وخضوعها له سبحانه. ثم ذكر بعد ان الواجب لله على العبد لاداء الحقين السابقين توحيده في ثلاثة انواع. فسبيل وفاء العبد بالحقين المتقدمين يكون بتوحيد الله في ثلاثة انواع ثم ذكرها فقال الاول توحيده في الربوبية. وتقدم ان الربوبية افراد الله بذاته وافعاله والدليل هو المذكور في قوله كما قال تعالى وهو رب كل شيء. الدال على عموم الله عز وجل ثم قال والثاني توحيده في الالوهية. وهو افراد الله بالعبادة كما تقدم ودليله هو المذكور في قوله كما قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. وحقيقة الاخلاص ان لا يوجد في قلب العبد ارادة لسوى الله عز وجل. ثم قال والثالث توحيده في الاسماء والصفات وحقيقته افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى كما تقدم. ودليله المذكور في قوله كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. فنزه نفسه عما وصفه به المشركون وسلم فعلى المرسلين بسلامة ما قالوه في وصفه. واحتيج الى زيادة البيان في الاية الثانية وبطريق استفادة اثبات الصفات منها. فان الاية الاولى صريحة في اثبات الاسماء الحسنى في قوله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. واما الاية الثانية وهي قوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. فاخبر المصنف عن طريق استفادة الصفات الالهية منها قوله فنزه نفسه عما وصفه به المشركون وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في وصفه تبيين هذه الجملة تفصيلا ان طريق استفادة اثبات الصفات الالهية من هذه الاية هو من ثلاثة وجوه اولها في تنزيه الله نفسه عما يصفه به المشركون فالمشركون يتقدمون بوصف الله باشياء مختلفة. برأ الله نفسه منها بتنزهه عنها فلم يبطل الله اصل الوصف. لكن ابطل نوعه فليس وصف الله باطلا في نفسه بل المبطل الوصف الذي وصفه به المشركون. وثانيها في قوله وسلام على المرسلين بتسليمه سبحانه على المرسلين. الناشئ من سلامة ما قالوه في وصفه اذ لما سلم الله من السوء في وصفهم استحقوا السلام عليهم. وثالثها في قوله والحمد لله رب العالمين. ففيه اثبات جميع الكمالات لله. وحقيقة كمالاته هي انواع صفاته. وحقيقة كمالاته هي انواع صفاته. ثم بين المصنف حقيقة التوحيد شرعا فقال والتوحيد هو افراد الله بحقه ومنه افراد الله بالعبادة. فالتوحيد في الشرع له معنيان. احدهما معنى عام. وهو افراد الله بحقه. والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة. والمعنى الثاني هو المعهود شرعا. فاذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع فالمراد به توحيد نعم قلتم غفر الله لكم الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام والدين هو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عباده ومنه التوحيد والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اكمله الله ورضيه لنا دينا وما عداه مردود على صاحبه يقينا. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. وقد سمانا الله عباده المسلمين فقال هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا وحذر وانا من الخروج عن دعوى الاسلام الى دعوى الجاهلية. فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم فان انتسابه من دعوى الجاهلية ومراتب الدين ثلاث. الاولى الاسلام خمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم صوم رمضان وحج البيت والثانية الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه به ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره والثالثة الاحسان واركانه اثنان ان تعبد الله وان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والواجب من معرفة دين الاسلام على كل احد يرجع الى ثلاثة اصول. الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في بموافقة الشرع وجماعه اركان الايمان الستة المتقدمة وتوابعها من اصول الاعتقاد الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا وفعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له بالصلاة والصيام والزكاة والحج وثوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. والثالث الترك والواجب وفيهم موافقة الاجتناب مرظاة الله. وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها ديان والرسل جميعا وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك. والقول على الله بغير علم وما يرجع فيها ويتصل بها لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان اصل الثاني من الاصول الثلاثة المتعلقة بالمعارف الثلاث التي تقوم عليها العبادة فقال الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام. ثم بين حقيقة الدين فقال والدين هو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ومنه التوحيد. فالدين يطلق في الشرع على معنيين. احدهما معنى عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. والاخر معنى خاص. وهو التوحيد. والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم الدين في خطاب الشرع فالمراد به توحيد الله. ثم بين المصنف حقيقة الاسلام الذي هو الدين المراد منا. فقال والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اسلام العبد لله يرجع الى المعنى المذكور. وهو الاستسلام لله بالتوحيد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. والجملتان الاخيرتان بمنزلة التابع اللازم الاولى فمن استسلم لله بالتوحيد انقاد له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله فحقيقة الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. وله توابع متعددة من جملتها المذكور في قوله والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. وافصح عن المذكورتين مع اندراجهما في الاستسلام لله بالتوحيد. تنويها بشأنهما عنيفا بعلو مقامهما. وهذا المعنى للاسلام هو معنى عام. تندرج فيه جميع دعوات الانبياء والرسل. فان الانبياء جميعا جاءوا بدعوة الناس الى بالله بالتوحيد. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فمدار دعوة الانبياء والمرسلين على استسلام الخلق لله بالتوحيد. ومن جملة المعنى العامي للاسلام الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. فان الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا ويتلو علينا ايات الله وجعل الله اكمل استسلام له بالتوحيد في الدين الذي بعث به محمد الله عليه وسلم فلم يزل الدين يعلو كمالا بين الانبياء حتى انتهى كماله الى الدين الذي خص به محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول المصنف اكمله الله ورضيه لنا دين فانتهى تكميل الدين الى ما بعث به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ولما كان كاملا رضيه الله لنا دينا. وجعل ما عداه من الاديان مردودا على صاحبه يقين فلا يقبل منه. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فالاية اصل في ابطال غير دين الاسلام من جهتين احداهما عدم قبوله من العبد في قوله فلن يقبل منه. والاخر بطلان عمله وخسارته في الاخرة في قوله وهو في الاخرة من الخاسرين. فكل دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سوى دينه فهو دين باطل. واهله في الاخرة من الخاسرين. فدين اليهودية والنصراني والبوذية والوثنية والشيوعية وغيرها اجيال باطلة واهلها من الخاسرين في الاخرة فهم من اهل النار. ثم ذكر المصنف ان المنتسبين الى هذا دين جعل الله عز وجل لهم اسما فقال وقد سمانا الله عباده المسلمين فمن دان بالاسلام فهو مسلم. والدليل قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا. اي سماكم المسلمين من قبل فيما سبق من الكتب الالهية. وفي هذا اي في القرآن. ووقوع التسمية في الكتب السابقة وفي كتابنا هذا لنا بالمسلمين تأكيد لهذا الاسم وتحقيق صدقه على المنتسبين الى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال من الخروج عن دعوى الاسلام الى دعوى الجاهلية ودعوى الاسلام هي الاسماء التي جعلها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للاسلام واهله. وعند الترمذي من حديث الحادث الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام ادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. واسناده صحيح. ففيه الامر بالاسماء الشرعية للاسلام واهله. والنهي عن الخروج عنها الى غيرها قال المصنف فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان انتسابه من والجاهلية والجاهلية اسم لما كان عليه الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم وما اضيف اليها من قول او فعل او اعتقاد فهو محرم. ومن جملة الجاهلية الانتساب الى ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ومما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الاسماء التي تجعل للاسلام واهله مما لم يرد في القرآن ولا في السنة مع مخالفتها اصول ما فيهما من لزوم الجماعة والحذر من التفرق ثم بين المصنف مراتب الدين فقال ومراتب الدين اي بمعناه العام ثلاث فالمرتبة الاولى الاسلام والمرتبة الثانية الايمان والمرتبة الثالثة الاحسان. واعتنى المصنف فيما يتعلق بالبيان المعرب عنها بذكر اركانها فقال في المرتبة الاولى وهي الاسلام واركانه خمسة. فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والركن الثاني اقام الصلاة. والصلاة هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس في اليوم والليلة. والركن الثالث ايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال والركن الرابع صوم رمضان. وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة. والخامس حج البيت. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر. فالجمل طغاة تفصح عن المقادير المطلوبة في الاركان المتقدمة. فان اسم كل واحد منها اوسع مما ذكر وقد يوجد في افرادها ما يكون واجبا. لكنه لا يكون من جملة الركن كالشهادة في حق فهي واجبة او صلاة العيد والكسوف فهما واجبتان عند جماعة من الفقهاء او زكاة الفطر فهي واجبة او صوم وحجه فهما واجبان. فالواجبات المذكورة من حقائق هذه الخمس لا تكون مع مع وجوبها من جملة ما يندرج في ركنية ما ترجع اليه. ثم ذكر المرتبة الثانية وهي الايمان وبين اركانه فقال واركانه ستة. فالركن الاول هو الايمان بالله والايمان بالله الذي يكون ركنا من اركان الايمان هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى وصفات العلى والركن الثاني هو الايمان بالملائكة. والايمان بالملائكة الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بانهم خلق من خلق الله. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل على الانبياء بالوحي بامر الله والركن الثالث الايمان بالكتب والايمان بالكتب الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي من كلامه. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكل ما منسوخة بالقرآن والركن الرابع الايمان بالرسل والايمان بالرسل الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والركن الخامس الايمان باليوم الاخر هو الايمان باليوم الاخر الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بالبعث في يوم عظيم. هو يوم القيامة لمجازاة الخلق. فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والركن السادس الايمان بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر الذي هو ركن من اركان الايمان ان هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير او شر ازلا. والايمان بان الله قدر كل شيء من خير او شر ازلا. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. والمرتبة الثالثة الاحسان. وذكر المصنف اركانه فقال واركانه اثنان فالركن الاول ان تعبد الله. وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد والمعنى الخاص هو المعهود شرعا. فاذا اطلقت العبادة في خطاب الشرع كان المراد بها هو التوحيد والركن الثاني هو ان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والمشاهدة هي ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه. ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه واطلاعه عليه شهادة يصير بها كانه يرى الله. شهادة يصير بها كأنه يرى الله والمراقبة هي ان يستحضر العبد في قلبه قرب الله منه. ان يستحضر العبد في قلبه قرب الله منه واطلاعه عليه. فيتخايل انه لا يزال بين يديه فيتخايلوا انه لا يزال بين يديه وان الله يراقبه وان الله يراقبه ذكرهما ابو الفرج ابن رجب في جملة من كتبه. ثم لما فرغ المصنف من عد مراتب الدين الثلاث بين ما يجب من معرفة دين الاسلام على كل احد حذو ما تقدم ذكره في معرفة الله. فالمقطوع به وجوب تلك المعارف. واذا كانت واجبة لا تتناهى الى حد فانه لابد ان يكون منها قدر يعقل يكون واجبا على كل احد وسلف ان الواجب من معرفة الله يرجع الى اربعة اصول. واما الواجب من معرفة في دين الاسلام فانه يرجع الى ثلاثة اصول افاده ابو عبدالله ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وذكر المصنف تلك الاصول الثلاثة فالاول ضاد والثاني الفعل والثالث الترك فقال الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه بموافقة الشرع والاعتقاد افتعال من العقد. واصله في كلام العرب الشد والتوثقة. واصله في كلام العرب الشد والتوثقة والمراد به التصديق الجازم. والمراد به التصديق الجازم ويسمى قول القلب ويسمى قول القلب. والواجب فيه كما ذكر ان يكون اعتقاد العبد مطابقا للحق في نفسه. اي واقعا وفق ما في نفس الامر. مما هو عليه ويعرف ذلك بموافقة الشرع. فمثلا اعتقادنا بان الله هو رب العالمين هو اعتقاد مطابق للحق في نفسه. فالله رب العالمين اذ عرف ذلك بطريق الشرع لقوله تعالى الحمد لله رب العالمين. ثم بين ما يلم شتاته ويجمع اطرافه فقال وجماعه اركان الايمان الستة المتقدمة وتوابعها من اصول الاعتقاد وجماع الشيء هو الاصل الذي يضم اطرافه. وجماع الشيء هو الاصل الذي يضم اطرافه ويلم شتاته. فالاصل الجامع للايمان يرجع الى اركان الايمان ستة المتقدمة وما يتبعها من اصول الاعتقاد. ثم ذكر الاصل الثاني فقال والثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا. والفعل هو احداث الشيء فما يحدثه العبد يسمى فعلا. وبين الواجب فيه ان الواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية اي ما صدر منه عن ارادة واختيار اي ما صدر منه عن ارادة واختيار ظاهرا هو باطلا للشرع امرا وحلا. والامر هو الفرض والنفي. والحل هو الحلال المأذون فيه فالواجب على العبد في فعله ان توافق حركاته الاختيارية الصادرة عن ارادة وفعل الشرع في الامر والحلم. اي في الفرض والنفل والحلال. ثم بين المصنف ان فعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له العلم بالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات اخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. ثم بين الاصل الثالث فقال والثالث الترك. والواجب فيه موافقة الاجتناب مرضاة الله. وحقيقة الترك الشيء وحقيقة الترك تخرية الشيء. وبين الواجب فيه بقوله والواجب فيه موافقة لاجتناب الله اي ان يوافق اجتنابك شيئا ما وتخليك عنه مرضاة الله عز وجل ثم بين جماعه فقال وجماعه المحرمات الخمسة التي اتفقت عليها اديان الانبياء والرسل وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها. فالقدر الواجب من معرفة دين الاسلام يرجع الى هذه الاصول الثلاثة وهي مسألة عزيزة قل من يرشد اليها ويعتني بها. وعمدة القول فيها ما ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وملخصه المذكور هنا. نعم قلتم غفر الله لكم الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واسمه محمد بن عبد ابن عبد المطلب وهو من العرب وقبيلته قريش. والواجب من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل اربعة اصول الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اختاره الله واصطفاه من البشر وفضلهم بالرسالة وختم به الرسل والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق. والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله. بعثه الله الى الناس كافة يدعو الى التوحيد وينذرهم عن الشرك. وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والانس مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودفن بها ودينه باق وهو جامع للترغيب في خير والترهيب من كل شر تم بحمد الله ضحوة الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين سنة اثنتين. سنة اثنتين وثلاثين واربع مئة والف. لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الثاني المتعلق بمعرفة الاسلامي اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وابتدأه بقوله واسمه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب. ذاكرا اسمه ثلاثيا. والوارد في القرآن طاروا على اسمه الاول واتفق وقوعه كذلك في القرآن لامرين. احدهما ابطال ما كانت عليه عرب من الفخر بالاباء فجرد ذكره في القرآن منها لئلا يتوهم كسبه الفخر من ابائه والاخر تحقيقا لاختصاصه بهذا الاسم عند الاطلاق. فاذا اطلق اسم محمد فالمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم. وزاحمه من زاحمه من العرب الذين سموا اولاده مع ارهاصات النبوة باسم محمد ابتغاء ان تكون النبوة فيهم فحرموها واعطيها محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وصار اطلاق اسم محمد بين العرب يراد به محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم هو من جنس العرب وقبيلته منهم قريش كما قال المصنف وهو من العرب وقبيلته قريش. ثم بين المصنف الواجب من النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد. حذو المتقدم في الاصل الاول والثاني. فان من معرفة لله قدرا واجبا ينتهي الى اربعة اصول ومن معرفة الدين قدرا واجبا ينتهي الى ثلاثة اصول فكذلك من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم قدر واجب على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل شخصه وما بعث به. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه وما بعث به. فاذا لم العبد ان اسم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم هو محمد لم يعرف شخصه الذي يتميز به عن غيره من الناس ولا ما بعث به صلى الله عليه وسلم من الدين. وكان يقوم مقام اسمه في زمنه وصفه والاشارة اليه. فكان يتميز بحليته التي يوصف بها. او بالاشارة اليه في لجمع الناس فلما مات صلى الله عليه وسلم لم يبق ما يميزه عن غيره الا اسمه فيجب على العبد ان يعرف اسم هذا النبي الذي بعث فينا ليميز ما له من الحق فان الاسماء جعلت لتمييز حقوق الخلق. فانه لو قدر وجود افراد من الناس لا اسماء لهم لم تعرف حقوقهم التي لهم مما يختصون به دون غيرهم. ومن فان تسمية المولود واجبة عند الفقهاء. نقل الاجماع عليه ابو محمد ابن حزم ومنشأ ووجوبها توقف تمييز حقوق الخلق عليها والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وختم به الرسل. فهو عبد لا ورسول لا يكذب. اختاره الله اصطفاء فانتجبه من جنس البشر وفظله على غيره بوحي الرسالة. وجعله خاتم الانبياء والرسل. والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق. والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه ثبتت به رسالته هو كتاب الله. ثم ختم المصنف وفقه الله كتابه بسبع مسائل تتعلق بمعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فالمسألة الاولى في قوله بعثه الله الى الناس افة فهو مبعوث الى الناس جميعا. والمسألة الثانية في قوله يدعوهم الى التوحيد وينذرهم عن الشرك. واسم الدعوة يتضمن الترغيب فيها والحث عليها النذارة يتضمن النهي عنه يعني عن الشرك. النهي عنه والتحذير منه المسألة الثالثة المذكورة في قوله وافترض الله طاعته على جميع الثقلين. الجن والمسألة الرابعة المذكورة في قوله مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهي المعروفة بنسبتها اليه دون سائر المدن. فيقال فيها المدينة النبوية وهو من اكمل اسمائها. والمسألة الخامسة المذكورة في قوله ودفن بها. فدفن صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي مات فيه من بيت عائشة رضي الله عنها والمسألة السادسة المأثورة في قوله ودينه باق. اي ما بعثه الله عز وجل به من الدين باق الى قيام الساعة. والمسألة السابعة المذكورة في قوله وهو يعني دينه جامع بالترغيب في كل خير والترهيب من كل شر. فان ما يحيط بالخلق دائر بين الخيرية السرية ودين النبي صلى الله عليه وسلم جامع للترغيب في كل خير. وللترهيب من كل شر واسم الترغيب لما يؤمر به ويحث عليه. واسم الترهيب لما ينهى عنه ويحذر منه واسم الترهيب وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميعا لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب بعض ان كان قليلا وكثيرا ان كان كثيرا. المقدمة فيما على العبد ان يعلم بقراءة غيره. صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني يكتب ما يميز به نفسه فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك ادبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم اضرب على كلمة ليلة الجمعة الرابع من شهر ذي الحجة تنت ست وثلاثين واربع مئة والف في مسجد العلامة ابن باز بمدينة مكة المكرمة لقاؤنا باذن الله تعالى بعد العصر في كتابه الميسر من