احسن الله اليكم قلتم الغرفة الثالثة والثلاثون عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما انه قال ان للشيطان وفخوخه وان مصارع الشيطان وفخوخه البطر بانعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباده واتباع الهوى في غير ذات الله. رواه البخاري في الادب المفرد واسناده حسن. وروي مرفوعا ولا يتوب والنعمان ابن بشير هو النعمان ابن بشير ابن سعد الانصاري الخزرجي يكنى ابا عبدالله توفي سنة خمس وستين بقرية بيلين من قرى حمص ذكر المصنف وفقه الله الغرة الثالثة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه البخاري في الادب المفرد باسناد حسن عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما انه قال ان للشيطان مصاري وفخوخا وانما صاني الشيطان وفخور البطر بانعم الله والفخر بعطاء الله والكبرياء على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله وفي الاثر بيان ان للشيطان مكائد. بيان ان للشيطان مكائد يكيد بها ابن ادم. فينصب حبائله. ليوقعه في الشر والمصانع جمع مصلاة وهي الشرك الذي ينصب لاصطياد شيء والفخوخ جمع فخ وهو الة تنصب ويصاد بها. فيجعل لما اريد صيده طعام او نحوه فيأتي اليه ثم يقع في الفخ الذي نصب له فما يجعله الناس من مصانع وفخوخ يصطادون بها ما يريدون فالشيطان قالوا قد جعل لهم هم مصالي وفخوخا نصبها يكيدهم بها وفيه ايضا التوجيه الى الاعتناء بمعرفة مكائد الشيطان وهو من علوم السلف. فان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا. ومما يقي الانسان شره ان يعرف العبد مكائده ومصائده وما ينصبه من الحبائل ويروجه على الناس فان من عرف تلك المصائب والمكائد امكنه ان يحذر منها ومن جهلها وقع فيها. وقد صنف في هذا منهم ابن ابي الدنيا وابو عبدالله ابن القيم صاحب اغاثة اللهفان. وابو الفرج ابن الجوزي صاحب تلبيس ابليس. وهذه الكتب الثلاثة من احسن المصنفات في بيان مكائد الشيطان ومصائبه. وكان هذان الكتابان الاخيران خاصة مما تعظم العناية به في قطرنا. فكان كتاب تلبيس ابليس واغاثة اللهفان يقرأان في جملة الكتب المقروءة في حلق العلم. ولم يكن كتاب ابن ابي الدنيا طبع حينئذ وهو حقيق جعله معهما فلا ينبغي ان يغفل المسلم عامة وطالب العلم خاصة عن معرفة بهذا العلم النافع الذي يقيه شر الشيطان. فان من جهل هذه المكائد وقع فيها ومن علمها امكنه ان يأمنها ويحذرها. وفيه ايضا ان من مكائد الشيطان البطر بانعم الله والمطر هو الطغيان. بان ينعم الله سبحانه وتعالى على العبد نعمة في بدنه او لسانه او ماله او ولده ثم يطغى الانسان فيكون بطرا بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه قاضيا فيها وفيه ايضا ان الفخر بعطاء الله من مكائد الشيطان بان يستطيل العبد على الناس بما اتاه الله بان يستطيل العبد على الناس بما اتاه الله ويرى له مكانا فوقهم وفيه ايضا ان الكبرياء على عباد الله من مكائد الشيطان والكبرياء هي رد الحق واحتقار الخلق. فيرد العبد الحق الذي يأتيه ويحتقر عباد الله عز وجل. وفيه ايضا ان اتباع الهوى في غير ذات الله من مكائد الشيطان. والمراد بذات الله هنا طاعة الله. فيميل العبد الى ما يميل اليه مما يجد في نفسه انسا به ومحبة له عاصيا الله سبحانه وتعالى فيه وفيه ايضا تقبيح هؤلاء الاربع وذمهن تقبيح هؤلاء الاربع وذمهن. وان انهن من مرذولي الاخلاق والخصال. وانهن من مرزول الاخلاق والخصال. فمن وجد في نفسه واحدة منهن فليعلم ان الشيطان قد غرس في قلبه منجنيقا مما ممنجنيقاته. فيوشك ان يجره بهذا المنجنب الى ابواب الهلكة. فمن انس من نفسه بطرا او فخرا او كبرا او اتباعا للهوى فعليه ان يسعى الى تخليص نفسه قبل ان يستفحل هذا المرض فيه ثم يعصر برؤه منه فان امراض القلوب كامراظ الابدان تبتدأ صغارا ثم تعود كبارا فيتسلل الى قلب العبد بطر او فخر او كبر او هوى يسير يؤنسه ويعرفه ثم يغفل عن مداواته ويهمل دفعه عن نفسه ثم يسقى بماء الايام والليالي حتى يصير ورما عظيما في قلبه. يجره الى الهلكات وربما خرج بهذا من دين الله سبحانه وتعالى. ففي قصص الاولين والاخرين ممن نصب لهم الشيطان واحدة من هذه الحبائل ما اخرجهم به من دين الله عز وجل فعادوا بعد الاسلام كفارا وفيه ايضا ان من وقع في شيء من هذه المصالي والفخوخ فسد دينه ودنياه. ان من وقع في شيء من هذه المصانع والفخوخ. فسد دينه ودنياه. فان الشيطان لا يريد به خيرا. وهو يدعوه الى الشر ويزين له الفحشاء والمنكر فيقع في فساد عريض اذا سقط في هوة واحد من هذه المصالي والفخوخ فكما ينأى العبد اذا رأى حفرا في طريقه ان غفل عنها وقع فيها وتردى يجب عليه ان يتحرزا من الوقوع في مصار الشيطان وفخوخه والنعمان بن بشير رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو النعمان بن بشير بن سعد الانصاري الخزرجي يكنى ابا عبدالله لا توفي سنة خمس وستين بقرية بيرينا من قرى حمصى. وقوله الانصاري الخزرجي تقدم نظيره. نعم