الله اليكم الغرفة الخامسة والثلاثون عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما انه قال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فان ذلك لكي يوقعوا الشك في قلوبكم. رواه مسدد في مسنده وابو عبيد قاسم سلام في فضائل القرآن واسناده صحيح. وروي مرفوعا ولا يثبت منه سوى الجملة الاولى. وعبدالله بن عباس وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. يكنى ابا العباسي يلقب ببحر العرب وربما قيل البحر والحور. توفي سنة ثمان وستين بالطائف. ذكر المصنف وفقه الله وهو الغرة الخامسة والثلاثون من الغرر الاربعين عن الصحابة المجلين. وهو ما رواه مسدد في مسنده وابوه عبيد القاسم ابن سلام في فضائل القرآن باسناد صحيح عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا تضربوا كتاب الله بعضهم في بعض فان ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وروي مرفوعا اي مضافا الى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التمام ولا يثبت منه سوى الجملة الاولى. فالجملة الاولى وهي قوله لا تضربوا كتاب الله بعد بعضه ببعض ثبتت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. اما بالتمام المذكور فانه يصح موقوفا عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يثبت مرفوعا. وفي الاثر النهي عن ضرب كتاب الله بعضه ببعض. النهي عن ضرب كتاب الله بعضه ببعض اي رد بعضه على بعض ابتغاء الفتنة اي رد بعضه على بعض ابتغاء الفتنة بمعارضة اية باية بمعارضة اية باية والمنهي عنه وكما تقدم لابتغاء الفتنة. فان كان لرفع الاشكال وتحقيق الاحوال فهذا من العلم النافع. وكلام السلف فيه كثيرا كأن يذكر العبد اية ثم يذكر اية اخرى تشكل عليها في صحة الفهم. ثم يبين ما يرفع التعارض المتوهم بينهما باي قال هذه الاية وجهها كذا وتلك الاية وجهها كذا. فمثلا قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت. وقوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ايتان في حق النبي صلى الله عليه وسلم تدل الاولى على انه لا يملك هداية احد وتدل الثانية على انه يهدي الى صراط مستقيم ورفع ما يتوهم من تعارضهما ان يقال ان الاية الاولى هي في نفي هداية توفيق والالهام. واما الهداية الثانية فهي في هداية البيان والارشاد. فالنبي صلى الله عليه وسلم اثبتت له هداية البيان والارشاد والتعليم فهي له ونفيت عنه هداية التوفيق والالهام فليس بيده ان يجعل الكافر مسلما والمعرض متبعا والمكذب مصدقا. فاذا ذكرت ايات لرفع ما يتوهم من التعارض بينهم كان هذا من العلم النافع. وان اريد بذكر هذه الايات. ابتغاء الفتنة بجعل تلك الاية مانعة من معنى هذه الاية فهي حال الزائغين. كما قال تعالى في سورة ال عمران فاما الذين واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. فالزائغون هم الذين يضربون القرآن بعضه ببعض ابتغاء الفتنة وفيه ايضا ان ضرب القرآن اعضاه ببعض يورث الشك. يورث الشك. فجعل اية منه معارضة اية اخرى يوقع العبد في الشك الشك منشأه زيغ قلبه لا كلام ربه. وهذا الشك منشأه زيغ قلب لا كلام ربه. فان كلام الله حق لا ريب فيه ويهدي الله عز وجل به من شاء من عباده فالفساد يأتي العبد من جهة ما في قلبه من الزيغ اما القرآن الكريم فهو حق يورث حقا. وهذا معنى قول الله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه فهو في نفسه حق ولا ينشأ منه الا الحق وعبدالله بن عباس رضي الله عنهما قائل هذا الاثر هو كما قال المصنف عبدالله ابن عباس ابن عبد المطلب القرشي الهاشمي ركنة ابا العباس ويلقب ببحر العرب وربما قيل البحر والحبر توفي سنة ثمان وستين بالطائف. وقوله القرشي الهاشمي تقدم فنظيره وبنو هاشم بطن من قريش. وقوله ويلقب ببحر العرب وربما قيل البحر اي بالاضافة وعدم فهو البحر او هو بحر العرب. ويقال له ايضا الحبر. وهذه الارقام الثلاثة القاب لسعة علمه. وتبحره في المعارف الدينية واللغوية. فكان رحمه الله رأسا في علوم كثيرة