السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي شرع الحج وجعل فيه منافع وجعل العلم منها انفعا نافع. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما نفع الحجاج. وعلى اله وصحبه صفوة ركب الحاج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثاني من برنامج منافع العلم في سنة اولى ست وثلاثين واربعمائة والف وهو كتاب المفسر من القرآن الميسر لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الله في كتابه ونفسه في القرآن الميسر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم جل وعلا صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد نبيا. وعلى اله وصحبه ومن ومن اما بعد فهذه تحوي جملة من سورة القرآن واياته واياته المفسرة وهذه تحمي جملة من سورة القرآن من سور القرآن واياته المفسرة هي من اكثر هي من اكثره على الالسنة بالعناية ايضا ففيها من جوامع القرآن سورة الفاتحة واية سورة الفاتحة واله اية الكرسي والاية من اخر سورة البقرة وسورة الكافرون وسورة الاخلاص والمعوذتان ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. ثم اردفها الحنضلة ثم تلة بالصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه ومن من الهداة بينه والهدى جمع هادئ والهادي من قال هو المبين المرشد. وذكر البيان وصفا للهداة اعلام بانحصار هدايتهم. في بانحصار هدايتهم بالتبيين والارشاد. فان الهداية نوعان احدهما هداية توفيق وسداد وهذه لله وحده. والاخر هداية بيان وهذه لنبينا صلى الله عليه وسلم ولكل من هيأ الله له اسباب ارشاد الخلق وتعليمهم. ثم ذكر المصنف ان المذكور في الكتاب نبذة ميسرة والنبذة اسم لما قل وهي موصوفة بالتيسير اي السهولة لما فيه من كمال النفع. فان الشيء اذا يسر عظم نفعه. واذا عسر وقل مفعوله. والشرع مبني على اليسر. قال الله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. وقال صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين يسر. رواه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ثم بين ان هذه النبذة تهوي جملة من سور القرآن واياته المفسرة. واختصت هذه النبذة بامرين ادهما انها من اكثر القرآن على الالسنة دورانا. فان ان السور والايات المذكورة في هذا الكتاب مما يتكرر العمل به في اليوم والليلة والاخر ان تلك السور والايات هي اجدر القرآن بالعناية ايضاحا وتبيانا لان ما كثر على اللسان جريانه احتاجت النفوس الى الاعتناء ببيان فاولى ما يتفهمه الانسان ويدرك معانيه وحقائقه ويدرك معانيه وحقائقه هو ما يجزي به لسانه مرة بعد مرة ثم افصح عن مضمون الكتاب فقال ففيها من جوامع القرآن تواليا سورة فاتحتي واية الكرسي والايتان من اخر سورة البقرة وسورة الكافرون وسورة الاخلاص والمعوذتان فمضامين هذه النقلة الميسرة نوعان. احد سور تامة. وهي خمس سور الفاتحة والكافرون والاخلاص والفلك والناس. وشهرت الاخيرتين وشهرت الاخيرتان باسم المعوذتان لما فيهما من التعوذ بالله سبحانه وتعالى. فكل سورة منهما عودة يتعوذ بها. والاخر ايات مختارة من سوء سورة البقرة. لجلالة قدر تلك الايات وعظمة شأنها وهي ثلاث ايات هي اية الكرسي والايتان من اخر سورة البقرة. نعم. احسن الله اليكم تسيير سورة الفاتحة عن ابي سعيد ابن المعلا رضي الله عنه قال كنت اصلي فدعانا النبي صلى الله وسلم قلت يا رسول الله اني كنت اصلي قال الم يقل الله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاه ثم قال الا اعينك اعظم اعظم سورة في القرآن قبل ان تقول من المسجد فاخذ بيدي فلما اردنا ان نخرج قلت يا رسول الله انك قلت لاعلمنك اعظم سورة في القرآن. قال الحمد لله رب العالمين هي المسئولية السبع والقرآن العظيم الذي اوتيتم. رواه البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي من سأل فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمده عبده واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي وقال مرة فوضني عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي من سأل. فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال عابيدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم من في يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين الذين انعمت عليهم قيد المغضوب عليهم ولا الضالين. بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ القرآن في فاتحة القرآن وبسم الله الرحمن الرحيم اقرأ والاسم الاحسن الله علم على ربنا عز وجل ومعناه المألوف المستحق لافراده بالعبادة. والرحمن الرحيم اسمان من اسماء الله تعالى دالان على رحمته. فاولهما دال على حاء دال عليها حال تعلقها به في والاخر دال عليها حالة تعذب الخلق في وقف هذه السورة الحمد لله رب للعالمين فالحمد والإخلاص عن محاسن المحمود مع حبه وتعبيه. والحمد لله رب العالمين. اسم رب العالمين. ورب العالمين. يضرب على اول الاية رب العالمين. ورب العالمين اسم اضافي فالرب في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء والعافية للشيء والعالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات فكل جنس منا يطلق عليه عمل وعالم الجن وعالم الملائكة. عز وجل العبادة بالخلق ورحمته ولهذا وصف نفسه بالرحمن الرحيم. فهو رحمن واسع فهو رحمن واسع. فهو رحمن وسعت جميعا الخلق رحيم ينصب رحمته اليهم. ثم اكد ثم اكد الروبيته بقوله ما لك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال. الذي قال الله تعالى فيه وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهو يوم القيامة وخص بالذكر لانه يظهر فيه للخلق كما كما نبني طاعة نافع من انقطاع الانقطاع املاك الخلائق. والا سمو ذلك يوم الدين وغيره من الايام وغيره من الايام. وقوله اياك نعبد واياك نستعين. اي نخصك وحدك بالعباد. ونستعين بك وحدك في جميع امورنا وعبادة الله كأن القلب له بالحب والخضوع والمأمور والمأمور به فيها امتثال والاستعانة به في طلب العجز العليم. والاستعانة به هي طلب العبد العون منه في الوصول الى ثم قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم اي قل لنا وارشدنا اليك وثبتنا عليه حتى نلقاك وهو الاسلام صراط الذين انعمت عليهم المتبعين للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. غير صراط الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود. ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه منه ولا شواطئ ولا صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهل فلم يهتدوا وضلوا الطريق. وهم النصارى ومن عدل عن ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن جهل ففيه شبه مني. ذكر المصنف وفقه الله هذه الجملة تفسير سورة الفاتحة وابتدأ تفسير السورة بذكر فضلها لانك قديم فضل الشيء يحمل النفوس عن عن التشوف اليه وذكر في فضلها حديثين فالحديث الاول حديث ابي سعيد ابن المعلا رضي الله عنه انه قال كنت اصلي فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم الحديث ودلالته على فضل الفاتحة من ثلاثة وجوه. اولها في قوله الا اعلمنك اعظم سورة من القرآن. ثم قال الحمد لله رب فسورة الفاتحة هي اعظم سور القرآن. وثانيها في قوله هي السبع المثاني. فمن فضل الفاتحة اتصافها كونها السبعة المثاني والتسبيح مرده الى عدد اياتها فان الفاتحة سبع لم يختلف العادون فيها لكن اختلفوا في موضع العد من اياتها ومعنى المثاني التي تثنى مرة بعد مرة الفاتحة نوعان احدهما تدنية تتعلق بالمباني تتلية تتعلق بالمباني. اي بكلماتها اذ تتوالى بعضها بعد بعض مقروءة في الصلاة اذ تتوالى بعضها بعد بعض مقروءة في الصلاة. والاخر تتنية تتعلق بالمعاني لما فيها من رد انواع مختلفة من المعاني بعضها على بعض فقوله رب العالمين ومالك يوم الدين من صفات الجلال لله. وقوله الرحمن الرحيم من صفات الجمال لله. وصدر السورة الى قوله اياك نعبد هو لله. واخرها من قوله واياك نستعين. الى فمها هو للعبد. وثالثها في قوله والقرآن العظيم الذي اوتيت واختلف في تفسير هذه الجملة على قولين احدهما ان القرآن العظيم للفاتحة معناه المقروء العظيم فاعظم مقروء في القرآن هو سورة الفاتحة. والاخر ان القرآن عظيم وصف للكتاب كله الذي اوتيه النبي الله عليه وسلم فعلى الاول كونوا وصفا للفاتحة بعد وصف فعلى الاول يكون وصفا للفاتحة بعد وصف وعلى الثاني يكون من عطف العام على الخاص والحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى الحديث ودلالته على فضل الفاتحة في قول الله تعالى الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. من وجهين احدهما في تسمية الفاتحة صلاة بجعل الجزء اسما لجميع الاقوال والافعال في الصلاة. بجعل الجزء اسما لجميع الاقوال والافعال في الصلاة تعظيما له. فتقدير الحديث قسمت بيني وبين عبدي نصفين. والاخر في قوله بيني وبين عبدي نصفين. فمن فضل الفاتحة ان الله جمع فيها بين الحق والفضل ربه سبحانه في قوله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد وفضله سبحانه في قوله في قوله واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. ثم شرع المصنف يفسر معاني الفاتحة على ما يناسب المقامات. فقال بسم الله الرحيم اقرأ القرآن فمقصود المبسم في فاتحة القرآن هو بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ اي اشرع في القراءة متلبسا بسم الله الرحمن الرحيم. والفعل المقدر في متعلق الجاد في قوله بسم الله هو اقرب لمناسبة المقام فان المبسمل بين يديه الفاتحة يريد ملامسته ذكر اسم الله لاستفتاح القراءة ثم ذكر المصنف ان رزقا احسن الله علم على ربنا عز وجل فلا يسمى به غيره. والاسماء الالهية وقع وصفها الشرعي بثلاثة اوصاف. احدها الاحسن. في قول تعالى ولله الاسماء الحسنى. فالحسنى تعلى من الحسنى والتأنيث مناسب للجمع. والواحد منها يقال له الاسم الاحسن وثانيها الاسم الاجل وثالثها الاسم الاكرم. وهذان في قول تعالى تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام. في ابن عامر الشامي فالجلال والاكرام في قراءته صفة للاسم الالهي وهذه الاوصاف الثلاثة هي الواردة في خطاب فاسعد الناس بالخبر عن الله هم من اخبر عنه ما اخبر به عن نفسه او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم. وما عدا هذا فلا يخلو من شرعية او لغوية ولبسطه موضع اخر. ثم بين معنى الله فقال ومعناه المألوف المستحق لافراده بالعبادة. اي من تأله القلوب بالحب والخضوع. وتوجه القلوب اليه لاستحقاقه وحده له العبادة قال الله تعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل. وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق. وانما يدعون من دونه الباطل هو وقال تعالى ذلك بان الله هو الحق وانه يحيي الموتى ثم بين معنى الرحمن الرحيم فقال اسمان من اسمائه تعالى دالان على رحمته الى اخر ما ذكر فالاسمان الرحمن والرحيم يشتركان في الدلالة على صفة الرحمة في كيفية الدلالة عليها. فاسم الرحمن يدل على عليها حال تعلقها به اي بذاته في سعتها واسم الرحيم يدل عليها حال تعلقها بالخلق في اليهم. قال الله في الاول الرحمن على العرش استوى وقال في الثاني ان الله بالناس لرؤوف رحيم. وهذا احسن ما قيل في الفضل بينهما وهو اختيار ابي عبد الله ابن القيم في بدائع الفوائد. واشرت اليه بقولي ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت. ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم الرحمن ثبت. او علقت بخلقه الذين فسمه الرحيم فاز من سلم او علقت بخلقه الذي رحم فسمه فيما فاز من سلم ثم ذكر ان اول هذه الحمد لله رب العالمين. وهو مصير منه الى مخالفة العد المشهور في رواية حفص وهو عد الكوفيين الذين يعدون باسم الرحمن الرحيم اية من الفاتحة. وعلى القول الثاني كونوا مبتدأ العدل من قوله تعالى الحمد لله رب العالمين. ثم تجعل الاية السادسة ايتين منتهى الاولى صراط الذين انعمت عليهم فتكون السادسة ثم تكون السابعة غير المغضوب عليهم ولا ولا الضالين. وبين معنى الحمد فقال هو الاخبار عن محاسن محمود مع حبه وتعظيمه. فمدار الحمد على امرين. احدهما الاخبار عن محاسن المحمود والاخر اقترانه الاخبار بالحب والتعظيم. ثم بين ان قوله رب العالمين اسم اضافي. فالاسماء الالهية باعتبار الافراد والاضافة نوعان. احدهم وما اسماه الاهية مفردة. مثل الله والرحمن والرحيم والاخر اسماء الهية مضافة مثل رب العالمين ومالك الملك وعالم الغيب والشهادة. ذكره ابن تيمية المصرية وشيخنا ابن باز في بعض اجوبته. فاسم رب العالمين من الاسماء وبه يدعى وقد نقل ابن تيمية الحديث اجماع المسلمين على دعاء الله اسماء مضافة ثم ذكر ان الرب في كلام العرب المالك والسيد والمصلح للشيء مداره على هذه المعاني الثلاثة. ذكره ابن الانباري وغيره. وما يوجد في كلام جماعة من المتأخرين من الزيارة التي عليها حتى بلغها احمد بن احمد الشجاعي الازهري ثلاثين معنى كله مما الى هذه المعاني الثلاثة واليها اشرت بقول سيدهم ومالك والمصلح للربط معنى اللسان افصح سيدهم ومالك والمصلح للرب معنى في اللسان افصح. ثم ذكر وان العالمين جمع عالم وهو اسم للافراد المتجانسة من المخلوقات. والافراد المتجانسة هي الافراد المشتركة في جنس واحد قال فكل جنس منها يطلق عليه عالم قالوا عالم الانس وعالم الجن وعالم الملائكة. واذا لم تنتظم تلك افرادوا في جنس لم تسمى عالما. ومن مخلوقات الله افراد لا علم لها كالعرش والكرسي الالهيين والجنة والنار. فمخلوقات الله نوعان احدهما مخلوقات متجانسة يسمى كل واحد منها جنس يسمى كل واحد منها عالما. كالانس والجن والملائكة. والاخر مخلوقات افراد كالعرش والكرسي والجنة والنار الحكم على مخلوقات ما بالاشتراك في الجنس او الانفراد هو اللسان العربي لا المواضعات الاصطلاحية المتأخرة فمن يقول ان تلك الافراد ان تلك الافراد المذكورة افرادا وهي الكرسي والعرش والجنة والنار يجمعها مع غيرها عالم الجمال لا يوافق الوضع النووي. وانما يجري على المواضعات الاصطلاحية المتأخرة وصفات الحياة وعدمها تجري في خطاب الشرع على غير ما علماء المعرفة الحديثة. فان هؤلاء يزعمون ان الاحجار والاشجار مسلوبة الارادة فلا يصدر منها فعل. وهذا خلاف ما في القرآن. فان الله اضاف الى اشياء مما يسميها هؤلاء بالجمادات اضاف اليها صفات للحياة. فقال جدار موسى والفضل جدارا يريد ان ينقض. في نظائر اخرى في القرآن الكريم. ومن الغرض الجاري تفسير الحقائق الشرعية. بالمواظبة الاصطلاحية المتأخرة والعدول عن وضع الشرع واللسان العربي. كالذي يفسر القرآن فاذا اتى الى ذكر الكوكب والنجم قال والفرق بينهما ان الكوكب جرم معتم والنجم جرم مضيء. فان هذا الفرح لا يهزي وفق لسان العرب. ولا خطاب الشرع وانما هو مواضعة مصطلاحية متأخرة لاهل الهيئة الحديثة في علم الفلك. ومن قواعد بيان الخطاب الشرعي ان الخطاب الشرعي لا يفسر بالمصطلح الحادث. ذكره ابن تيمية الحبيب وغيره. ثم بين المصنف ان ربوبية الله لم تنتج ظلما بل مضمونها العناية بالخلق ورحمته. ولهذا وصف نفسه بقوله الرحمن الرحيم فهو رحمن وسعت رحمته جميع الخلق رحيم يوصل رحمته اليهم. فان الله لما ذكر في صدر السورة عموم رحمته للعالمين لقوله الحمد لله رب العالمين المتضمنة كمال قدرته. وشدة بأسه. وتماما ملكه اردفها بقوله الرحمن الرحيم. ليعلم ان ربوبيته التامة لم تنتج ظلما بل حقيقتها العناية بالخلق ورحمتهم فانه سمي ربا لما يغدو به الخلق من النعم ويحيطهم من العناية ويجعلهم فيه من الصيانة. قال ثم اكد ربوبيته كونه ما لك يوم الدين وهو يوم الحساب والجزاء على الاعمال. وتفسيره في قوله تعالى ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. وهو يوم ايام والدين مركب من امرين. احدهما الحساب وهو مقدمته. والاخر الجزاء وهو خاتمته. احدهما وهو مؤذنة والاخر الجزاء وهو خاتمته. ثم ذكر المصنف ان الله نص يوم القيامة بالذكر لانه يظهر فيه للخلق كمال ملك الله تمام الظهور فان الدنيا دار ادعاء لانواع من الاملاك. فاذا صار الناس الى الاخرة انقطعت تلك الاملاك فلا ملك الا لله. الملك يومئذ لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. في اية اخرى تدل على انفراده سبحانه بالملك يوم القيامة. وهو سبحانه ما لك يوم الدين. وغيره من الايام لكن يختص يوم الدين بتجلي انفراده سبحانه بالملك. ثم معنى قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فقال اين خصك وحدك بالعبادة نستعين بك وحدك في جميع امورنا. وافراده سبحانه بهذين مستفاد من تقديم ما حقه التأخير. فتقدير الكلام نعبد اياك ونستعين بك فلما قيل في الاية اياك نعبد واياك نستعين استفيد من هذا الطريق تخصيصه سبحانه بالعبادة والاستعانة. ثم بين المصنف معنى العبادة فقال وعبادة الله تأله القلب له بالحب والخضوع. فتوجه القلب الى الله محبة وخضوعا ما عبادة؟ والمأمور بها الموافق للشرع الذي تصدق به الدعوة في عبادة الله وقوعها وفق امتثال خطاب الشرع. فالعبادة شرعا هي امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهذا هو المعنى العام للعبادة. فالعبادة تطلق في الشرع على معنيين. احدهما معنى عام وهو امتثال الخطاب الشرعي المقترن بالحب والخضوع. والاخر معنى وهو التوحيد. والمعنى الخاص هو المراد بخطاب الشرع عند الاطلاق فاذا اطلق اسم العبادة في الشرع فالمراد به توحيد الله قال ابن عباس رضي الله عنهما كل امر في العبادة في القرآن فهو التوحيد. ذكره البغوي في تفسيره. ثم ذكر المصنف معنى الاستعانة فقال والاستعانة بالله هي طلب العبد العون منه في الوصول الى المقصود. والطلب مدن مدلول عليه بالالف والسين والتاء. والعون مستفاد من اقتران الالف والسين والتاء باسم الاستعانة. والعبد يطلب العون في الوصول الى مقصوده ثم بين تفسير قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال ثم قال تعالى اهدنا صراط المستقيم اي دلنا وارشدنا اليه. وثبتنا عليه حتى نلقاك. فالهداية المسؤولة من والله الى الصراط المستقيم نوعان. فالهداية المسؤولة من الله الى صراط مستقيم نوعان احدهما هداية وصول اليه. هداية وصول اليه والاخرى هداية بثبات عليه احداهما هداية وصول اليه. والاخرى هداية ثبات عليه فالعبد يسأل ربه سبحانه ان يهديه الصراط المستقيم بدلالته وارشاده اليه. ويسأله ايضا في قوله اهدنا الصراط المستقيم ان يثبته الله وعليه حتى يلقاه. ثم فسر الصراط المستقيم فقال وهو الاسلام. لحديث سمعان رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حديث طويل فالصراط الاسلام رواه احمد واسناده حسن وهو عند الترمذي وابن ماجة باسناد اخر ضعيف ثم قال صراط الذين انعمت عليهم المتبعين للاسلام الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم واضيف الصراط اليهم لانهم ان سالكوه فهم الذين شرعوا فيه ونبطلوا قلوبهم بين منازلهم واستحقوا الانعام من الله لانه هو صراطه الذي رضي. قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه اضافة الصراط في القرآن نوعان. احدهما اضافته الى الله كقوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما اضافته الى الخلق في قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم والاضافتان تصدق احداهما الاخرى فاضافته الى الله باعتبار كونه واضعه الذي شرعه باعتبار كونه واضعه الذي شرعه. واضافته الى احد من الخلق باعتبار انه سالكه الذي اخذ فيه. انه سالكه الذي الذي اخذ فيه ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين. ثم قال غير الصراط المغضوب عليهم اضيفوا كلمة المغضوب عليهم عليهم. الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود ومن عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم ففيه شبه منهم ولا صراط الضالين الذين تركوا الحق عن جهل. الى اخر كلامه فالخارجون عن الصراط المستقيم نوعان احدهما العارفون بالحق التاركون العمل به. العارفون بالحق التاركون العمل به. والاخر الجاهلون بالحق العاملون دون علم. الجاهلون بالحق العاملون دون علم وكل نوع فيه طائفتان. فالنوع الاول وهم العالمون التاركون العلم فيه طائفتان الطائفة الاولى طائفة اصلية وهم اليهود والطائفة الثانية طائفة تابعة. وهم من عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم. وهم من عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن علم والنوع الثاني فيه طائفتان والنوع الثاني وهم الجاهلون العاملون دون علم فيه طائفتان. فالطائفة الاولى طائفة اصلية وهم النصارى. والطائفة الثانية طائفة تابعة وهم من عدل عن الصراط المستقيم من هذه الامة عن جهل ففيه شبه منهم واستحق اهل النوع الاول الغضب. فسموا المغضوب عليهم واستحق اهل النوع الثاني الضلال وسم الضالين وكل طائفة لها حوض من وصف الاخرى. لكن ما شهرت اظهروا فيها. فاليهود مغضوب عليهم وهم ضالون. لكن الغضب فيهم اظهر والنصارى ضالون وهم مغضوب عليهم. لكن الضلال فيهم او هرب. ومن كان مثلهم من هذه الامة فهو ملحق بهم قال سفيان ابن عيينة رحمه الله من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن ضل بالعبادنا ففيه شبه من النصارى. انتهى كلامه فالعالم الذي لا يعمل بالحق شبيه باليهود الذين يعرفون الحق ولا يعملون به والعابد الذي يعمل بلا علم فيه شبه من النصارى. الذين يجهلون ويعملون دون علم. نعم تفسير اية الكرسي عن غير ابن كعب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا اتدري اي اية من كتاب الله معك اعظم؟ قال قلت الله ورسوله واعلم. قال يا ابا المنذر اتدري اية من كتاب الله قال قلت الله لا اله الا هو الحي القيوم. قال فضرب في صدري والله العلم ابا المسلم رواه مسلم. وعن ابيه وعن وعن وعنده امامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي في دبر كل ونأتي بمكتوبة لن ينفع من دخول الجنة الا ان يكن. رواه النسائي في السنن واسناده حسن. اللهم لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من الذي يشفع الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يضركم حفظهما العليم العظيم هذه اية بينة تسمى اية الكرسي اختصاصها بذكر وهي اعظم اية في كتابه الله لا اله الا هو مبينا ان مبينا مبين ان الله وحده هو الذي يستحق الالوهية وحده. فلا اله فلا اله حق الا هو. وهو عز وجل الحي القيوم لنفسه وعلى كل شيء ومن تمام حياته وطيب نيته ان ولا تأخذه سنة ولا نوم والسنة وله ما في السماوات وما في الارض. فجميع ما فيهما فجميع ما فيهما له كلا. ولكمال ملكه والكمال عنده قبلينه فقوله من ذا الذي استفهام استفهام استنكار استبعادا لوقوعهما دون استبعادا لركوعها الشافع. لان الشفاعة لان الشفاعة كلها لله. احوط لان الشفاعة لان الشفاعة كلها لله احاط بكل شيء علما وعلم غيره لا يكون الا يعلمون ما بين ايديهم وما خلفهم ولا ايديتون بشيء من عنده الا بما شاء. فيعلم ما بين هذه الخلائق من الامور المستقبلة من الامور الماضية. ولكن بشيء من علمه الا بما شاء فيطلع عليه خلقه. ومن عظمته انه وسع كرسيه السماوات وعظمته. ومن عظمته السماوات والارض والكرسي موضع قدم الله. يا ولا ولا يطلبه حزبهما اي لا يشغله حزبهما وهو العلي وهو العلي. لذاته وصفاته على ومن عموم ومن عموم صفاته انه العظيم بالعضلة الكاملة. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير اية الكرسي. وابتدأه بذكر حديثين يتعلقان بفضلها لما تقدم ان النفوس تشتاق الى الشيء وتتشوف اليه اذا ذكر فابلغوا فالحديث الاول حديث ابي بن كعب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا المنذر رواه مسلم ودلالته على فضل اية الكرسي في قوله اتدري اي اية من كتاب الله معك اعظم؟ قال قلت الله قلت الله لا اله الا هو الحي القيوم فمن فضل اية الكرسي انها افضل اية من ايات القرآن الكريم. وبضم هذا الحديث الى ما تقدم من حديث ابي سعيد بن المعلى يعلم ان افضل سورة كاملة في القرآن هي الفاتحة وان يعلم ان اعظم سورة كاملة في القرآن هي الفاتحة. وان اعظم اية منتجبة في القرآن هي اية الكرسي والحديث الثاني حديث ابي امامة الباهلي رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي الحديث رواه النسائي في السنن الكبرى واسناده حسن. ودلالته على فضل اية الكرسي في قوله لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت. فمن فضل اية الكرسي ان الملازم قراءتها بدور كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت. وملازمة اية الكرسي عن النحو المذكور من موجبات الجنة. ثم ذكر تفسير هذه الاية وابتدأه بقوله هذه الاية البينة. اتباعا لوصف خطاب الشرعي للاية فان الاية وصبت بخطاب الشرع بثلاثة اوصاف احدها بينة وثانيها مبينة وثالثها مبينا. ولم ياتي قط. في خطاب الشرع الاية بالكريم. لكن جاء وصف الكرم وصفا لايش للقرآن كله وصفا للقرآن كله. لان الكرم هو السمو والعلو والرفعة. والبيان هو الوضوء والجلاء المعنى الاول يكون بالقرآن كله. وتحقق المعنى الثاني يكون في كل اية منه فكل اية من القرآن هي بينة جلية واضحة. واما علو القرآن على غيره وسموه في نظم الكلام. قولا ومعنى فهو فالموافق للخطاب الشرعي وفيه المعنى المتقدم ان يكون وصف الاية المفردة منه البينة ووصفها بالكلمة جائز. لكن العلوم الكاملة والاعمال فضيلة هي الموافقة الخبر الشرعي فانه اصح من خبر غيره. ثم ذكر ان هذه الاية البينة تسمى اية الكرسي. لاختصاصها بذكره اي لاختصاصها بذكر كرسي الهيين. قال وهي اعظم اية في كتاب الله لما حوته من خبر عن عظمة الله وعلو وقادرين فخبرها عن عظمة الله كساها عظمة فصارت بذكر العظيم عظيمة ثم قال فمطلعها الله لا اله الا هو مبين ان الله هو الذي يستحق الالوهية وحده فلا اله حق الا هو على ما تقدم من بيان في قوله اياك نعبد ثم قال وهو عز وجل الحي القيوم وفسر القيوم بقوله القائل بنفسه وعلى كل شيء. فهو الذي قام بنفسه فلم يحتج الى غيره وهو الذي لكمال قيوميته قام على كل شيء فمصالح الخلق كافة فمصالح الخلق كافة موكولة اليه. ثم قال ومن تمام حياته وطيب بنته قيوميته انه لا تأخذه سنة ولا نوم. والسنة النعاس وكان ذكر احدهما مغريا عن الاخر. فلو قيل لا تأخذه سنة. وهي عاش ولم يذكر ولا نوم علم نفي النوم لان السنة مقدمة النوم فاذا نفي المقدمة نفي منتهاها. ولو قال لا يأخذه نوم لكان كافيا في هذه الصلة لان الزنا فرض من افراد النوم. لكن قيلت الاية لا تأخذه سنة ولا ولا نوم تفصيلا في النفي. خلاف قاعدة خطاب الشرع قرآنا وسنة في نفي النقائص عن الله. فان طريقة الخطاب الشرعي في الكمالات اثبات تم تفصيلها وفي النقائص نفيا اجمالها. ووقع في القرآن في مواضع قليلة تفصيل النفي على خلاف القاعدة. والنفي المفصل واقع خلاف قاعدة الشرع له احد ثلاثة دواعي اولها نفس توهم متوقع. نفي توهم وقع بان توقع ورود وهمي في الافهام فيفصل في النفي. وتانيها نفي مقالة مدعاة فيدعي الكافرون شيئا فيفصل في نفيه تبعا لدعواهم وثالثها تأكيد اثبات الكمال المقابل للنقص المنفي تأكيد اثبات الكمال المقابل للنقص المنفي ومنه هذه الاية فقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم فصل في النفي لتأكيد اثبات كما الحياة والقيومية. وقاعدة المقصود في النفي هو اثبات الكمال المقابل. ذكره ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم. في اخرين فالنفي المتعلق بربنا سبحانه في القرآن الكريم لا يراد لذاته لان النفي المحض اعدام ولا كمال فيه. لكن يراد مقابله. من الكمال ان يثبت لله فاذا قيل وما ربك بظلال للعبيد فالمراد اثبات الكمال المقابل وهو ايش؟ العدل. واذا فصل في نفي يكون تارة من دواعيه تأكيد الكمال المقابل. فقوله لا تأخذه سنة ولا نوم لا يدل فقط على اثبات الكمال المقابل. كالاية السالفة وما ربك بظلام ذي لكن يدل على تأكيد اثبات الكمال المقابل وهو حياة الله وقيوميته ثم قال وله ما في السماوات وما في الارض فجميع ما فيهما ملك لله. ولكمال لملكه امتنع ان يشفع احد عنده قبل اذنه فقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه باستفهام استنكاري اي على وجه انكار تلك المقالة. ان يكون احد يشفع عند الله دون اذنه قال استبعادا لوقوعها دون اذنه للشافع. فلا تقع شفاعة عند الله دون اذنه. وعلله بقوله بان الشفاعة كلها لله. قال الله تعالى لله الشفاعة جميعا. واذا كانت الشفاعة كلها لله فانه لا احد بين يديه فيها الا باذنه سبحانه. ثم قال احاط بكل شيء علما وعلمه وعلم غيره لا يكون الا بفضله. فعلم الخلق اجمعين هو من علم برب العالمين. فالمعلومات المستكنة في قلب هذا او قلب ذات هي من علم الله سبحانه فاذا اخذ الناس بعلم احد من الخلق وجب في حق العارفين بالله وامره ان يكون عجبهم من علمه مرقاة تعجبهم من علم الله الذي علمه واياه فان العلم الذي يصيبه الناس لا ينالونه بقوة اذهانهم ولا جودة اذهانهم ولا سلالة انسابهم. ولا شرف احسابهم ولا كثرة ولا مناصبهم ولا رئاساتهم. بل هو محض فضل الله عز وجل وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيم. فالمعارف والعلوم التي تكون عند الناس هي مرشدة الى علم الله عز وجل ثم قال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فيعلم ما بين ايدي الخلائق من الامور المستقبلة. اي ما يكون بين ايديهم في في مستقبل الايام وما خلفهم من الامور الماضية. التي قووها فيما ثلاثة من جهلهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وحده. فيطلع عليه من ارتضى من خلقه ثم قال ومن عظمته ان يوزع الكرسي في السماوات والارض فسعة كرسي الله تبلغ السماوات والارض. والكرسي موضع قدمي الله صح هذا عن ابن عباس وابي سعيد الخدري رضي الله عنهما عقد عليه الاجماع ثم قال ولا يقوده حفظهما اي لا يثقله حفظهما فلا يلقى الله ثقلا ولا اكتراثا بحفظ السماوات والارض وتفسير قوله ولا يؤده حفظهما بقوله اي لا يثقله حفظهما ثبت هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وصاحبه مجاهد انهما قالا لا يثقله ولا يفرزه اي لا يشغله اهتماما. ثم قال وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته العلي من اسمائه والعلو من صفاته. وعلو الله سبحانه نوعان. احدهما علو الذات علو الذات وهو انه سبحانه فوق خلقه دائن منهم. والاخر علو الصفات له سبحانه المثل الاعلى قال ابن عباس الوصف الاعلى واختاره ابو عبدالله ابن القيم فاذا قيل فاين علو الذي يذكره بعض اهل العلم ما الجواب تذكر البيتين واما علو القهر الذي يذكره بعض اهل العلم فانه يرجع الى علو الصفات. فلاهل السنة في قسمة العلو طريقتان. احداهما ان العلو ثلاثة انواع هي علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والاخرى ان العدو نوعان. هما علو الذات. وعلو الصفات والطريقة الثانية اصح مأخذا واقوى مدركا. فان القهر فرض من لافراد الصفات فقولنا علو الصفات يندرج فيه علو القهر والى هذا ذهب جماعة من المحققين منهم العلامة اسحاق بن عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله متوفى سنة تسعة عشر تسعة عشرة وثلاثمائة الف والى ذلك اشرت بقول علو ربنا لنا الثقات علو ذاته مع الصفات علو ربنا لدى اتخاذ علو ذاته مع الصفات. اما علو اما علو قهره فردوا هكذا يا عبد العزيز اما علو قهره لسابق اذ منه مستمد. لسابق اذ منه يستمد والسابق هو علو الصفات فهو مستمد منه. نعم. الله تفسير ايتين من اخر سورة البقرة. عن ابي مسعود البدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه متفق عليه لفظ امن الرسول بما انزل اليه من ربه وللمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير يكلف الله نفسا الا وسعها لنا ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ربنا لا تؤاخذنا انا اذا اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اسرائيل كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا على القوم الكافرين. ختم الله سورة البقرة في الخبر عن الايمان والمؤمنين. فقال من الوحي والمؤمنون. هم ايضا به مؤمنون. كل امن الله وملائكته وكتبه ورسله معلنين ثم قالوا معلنين ايمانكم بالرسل كافة فنفرق بين احد من رسله فمنبراء من الايمان ببعض والكفر ببعض وقالوا سمعنا واطعنا وقالوا سمعنا واطعنا قبول قبولا وانقيادا وقالوا غفرانك يا رب فسألوا الله مغفرته في طاعة ضيعوها ومعصية فعلوها واقروا ان وان مجرد جميع الخلائق الى الله ليجزيهم بما عملوا من الخير والشر. ثم اخبر ليجزيهم بما عملوا من خير وشر ثم اخبر الله عما يعامل به الخلق ملء الخلق فقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي لا يعلق بها الا ما في قدر الا ما في الا ما في قدرتها ثم بين ان كل نفس لها ما كسبت وعليه ان لها ادت. ثم بين ان كل ان لها ما كسبت من الخير وعليها ما اكتسبت من الشر. وكان وكان عظم على المسلمين قوله تعالى وظنوا ان العبد مؤاخذ بكل ما يقع في فاخبروا في هذه الاية ان الله لا يكرم. فاخبروا في هذه الاية ان لا يكلف نفسا الا وسعها وهو طاقتها فلا يعلق بذلة فلا يعلق بذمة العبد خير فلا لذمة العبد صبرا او طلبا الا ما يستطيع. وجعل اخرها دعاء المؤمنين. ربنا لا تؤاخذنا نسيناها او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ربنا ولكم الا ما لا طاقة لنا به. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا صرنا على القوم الكافرين لانه اخبر عن ايمان الرسول والمؤمنين ثم اخبر انكم ثم كل عامل سيجازى بعملك واخبر انه لا يكلف الا ما فيه انه لا يكلفهم الا ما في وسعهم بقدرته والوحي للنسيان والخطر فلا سبب دعاء المؤمنين لما ذكر الله عنهم. وقد تفضل الله فاجاب دعاءه فيما سألوه فاجابوا دعائهم فيما سألوه في في قولهم ربنا لا تؤاخذنا فقال قد فقال قد فعلت واجاب دعاءه فيما سألوه في قولهم ربنا ولا تحمل علينا كما حملته على الذين من قبلنا فقال قد فعلت واجاب دعاءه اذا سألتم فيما سألتم في قولهم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. فقال فلا تستطيعوا فلا نستطيع وعفو عنا واغفر لنا وارحمنا فقال قد فعلت فلا يؤاخذن دولة النسيان والخطأ والنسيان بغرور القلب عن شيء يعلمه. والخطأ وقوع الامر على وجه الذي ينقص المفاعل ولا اي مشقة وحرج. كما كما حملته على الامم المتقدمة عليه وسينفق وسيرفع عنه وسيرفع عنه وسيرفع عنه ثقل اوزاني وسيرفع عنهم للعفو والمغفرة ويسبق عليهم واسع فضله بالمرحلة. ثم تملأوه دعاءكم بقولهم انتم اي المتصدق فيها بما يدفعنا في الدنيا والاخرة. خلصوا ما عن القوم الكافرين. عن ابن عباس رضي الله انه قال لما نزل الفساد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لما نزلت هذه الاية يحاسبكم قال دخلكم قال دخل قلوبكم من شيء لم يدخل كم من شيء قال دخل قال دخل قلوبهم منه شيء لم يدخل من شيء فقال للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال امه سمعنا واطعنا فالقى الايمان في قلوبهم فانزل الله امن الرسول بما انزل اليهم من ربه والمؤمنون. الاية لا يكلف لها ما كسبت عليها ما اكتسبت. ربنا لا تغفلنا وان نسينا ربنا ولا تحمل علينا ما حملته على الذين من قبلنا قال قد فعلت ربنا ولا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. الاية قال قد فعلت رواه مسلم ثم الترمذي واللفظ له. ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير الايتين من اخر سورة البقرة واستفتح بيانه بذكر حديث في فضلهما. وهو حديث ابي مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايتان من اخر سورة البقرة. من قرأهما في ليلة كفتاه متفق عليه ودلالته على فضل الايتين من اخر سورة البقرة في قوله من قرأهما في ليلة شفتاه. فكفاية الليل تكون بقراءة ايتين من اخر سورة البقرة. وحذف متعلق الكفاية ليعم. فلم يأت حديث كفتاه قيام الليل. او كفتاه ذكر الله. او كفتاه الشر. ليعم كل مولد للكفاية. وهذا اصح الاقوال في متعلق الكفاية في الحديث هل كان الايتان يحصل الفضل المذكور لهما بقراءتهما دون غير ذلك من وجوه الاعتناء بهما. فلو قدر ان كتبهما او انه فسرهما دون قراءة الايتين فلا يحصل لهم فشرط الفضل القراءة. ووقته ان يكون في الليلة الليلة اسم لما يكون بعد غروب الشمس حتى طلوع الفجر الثاني فاذا الشمس تستحب المبادرة بقراءتهما. فان اخرهما الى اي وقت من الليل فهو محل لكن الاكمل هو تقديم طلب الكفاية. بالمبادرة الى قراءتهما بعد غروب الشمس ثم ذكر تفسير الايتين فقال ختم الله سورة البقرة بالخبر عن ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه. والمنزل الى صلى الله عليه وسلم هو الوحي من القرآن والسنة. قال تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة. وسنة النبي صلى الله عليه وسلم تسمى حكمة والقرآن وحي قال الله تعالى في القرآن وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وقال في وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ثم قال والمؤمنون هم ايضا به مؤمنون اي مؤمنون بما انزل الله من الوحي كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقالوا معلنين ايمانهم بالرسل كافة لا نفرق بين احد من رسله. وهم براء من الايمان ببعض والكفر ببعض. فانها طريقة اهل الكتاب الذين يؤمنون بمن يؤمنون به من الرسل ويكذبون غيرهم. واما اهل الاسلام فانهم يؤمنون بالرسل جميعا ثم قال وقالوا سمعنا واطعنا قبولا وانقيادا. فالسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد. والفرق بين القبول والانقياد من ثلاثة وجوه والفرق بين القبول والامتياز لثلاثة وجوه. اولها ان القبول يتعلق ان القبول يتعلق بالظاهر والانقياد يتعلق بالباطل وتانيها ان القبول يطلب عند مباشرة الخطاب الامر ان القبول يطلب عنده مباشرة الخطاب بالامر. والانقياد بعدهم جدالا والانقياد يكون بعده امتثالا. وثالثها ان القبول قد يبقى مع منازعة في القلب. قد يبقى معه منازعة في القلب. اما فلا يبقى في القلب شيء من المنازعة للامر. اما الانتياء فلا يبقى في في القلب منازعة للامر. ثم قال وقالوا غفرانك ربنا واليك المصير. فسألوا الله مغفرته هي طاعة ضيعوها ومعصية فعلوها. فالمغفرة التي تطلب من الله لها موردان احدهما الطاعات والاخر فعل المعاصي والسيئات فتضييع الطاعة ذنب ومواقعة المعاصي والسيئات ذنب وسؤال الله المغفرة يكون في هذا وهذا. ثم قال واقروا ان مرد جميع خلائقي الى الله لقوله واليك المصير. فالمصير هو المرجع والمآل. وردهم الى الله علله بقوله ليجزيهم بما عملوا من خير وشر. قال ثم اخبر الله عما يعامل به الخلق قال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. اي لا يعلق بها الا ما في قدرتها فالتكليف هو التعليق بالذمة. هو التعليق في الذمة. ومنه سمي ما يكون على الوجه كلفا لتعلقه. وتفسير هذه الاية لان التكليف الزام وفيه مشقة من تفسير القرآن بمصطلح حادث. ولا تعرف العرب هذا المعنى بلسانه. ولا خطاب الشرع ابدا فان الاوامر الالهية ليست تكاليف بل هي نور وهداية وانشراح ذكره ابو عبد الله ابو العباس ابن تيمية وصاحبه ابو عبدالله ابن القيم ولبسطه مقام اخر. والمقصود ان تعلم ان ذكر التكليف الوارد في خطاب الشرع يراد به ما يعلق بالذمة. فلا يعلق الله بذمة احد الا ما في قدرته. ثم بين ان كل نفس لها ما كسبت من الخير اينما اكتسبت من الشر. فجماع عمل العبد نوعان. احدهم الخير والاخر الشر. واشير الى الخير بالكسب. والى الشر واصل مادتهما واحدة. وفرق بينهما في المصدر لماذا؟ كسب واكتساب هي فعل لكن جعل في الخير كسب وفي الشر ابتسام يعني قريب. وفرق بينهما في المصدر مع اتحاد مادتهما لان خير ميسر للعبد. يعان عليه لان الخير ميسر للعبد يعان عليه واما الشر فهو مفتقر الى معاطاة وصناعة. واما الشرع فمفتقر الى معاطاة وصناعة. فتتحمل فيه النفس خلاف ما فطرت عليه فتتحمل فيه النفس خلاف ما فطرت عليه فيكون توجهها اليه مع منافرة في الاصل لما فطرت عليه. ثم قال وكان عظم على المسلمين قوله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم او تخوه يحاسبكم به الله وظنوا ان العبد مؤاخذ بكل كل ما يقع في قلبه لان ما يبديه العبد من الامر المعلن له فيه اختيار واما ما يخفيه وهو ما يجده في قلبه فتارة يكون له فيه اختيار وتارة عليه وجوبا كانواع الواردات القلبية من الريب او الشك او غيرها. قال فاخبروا في هذا الاية ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها وهو طاقتها فلا يعلق بذمة العبد خبرا او طلبا الا ما يستطيعه ثم قال وجعل اخرها دعاء المؤمنين ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. الاية وعلله بقوله انه اخبر عن ايمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ثم اخبر ان كل عامل ازى بعمله واخبر انه لا يكلفهم الا ما في وسعهم وقدرتهم والواحد منهم عرظة للنسيان والخطأ فناسبه دعاء المؤمنين بما ذكر الله عنهم اي تخوفوا ما تخوفوه مما يلحقهم لغائلته فدعوا الله سبحانه وتعالى العفو عما لا قدرة لهم فيه فعفى الله سبحانه وتعالى عنهم. كما قال وقد تفضل الله عليهم فاجاب دعاءهم بما سألوه في قولهم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. فقال قد فعلت واجاب دعاءه بما سألوه قولهم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا فقال قد فعلت واجاب دعاءهم بما سألوه في قولهم ربنا ولا تحمل العمل ربنا ولا تعاملنا ما لا طاقة لنا به فلا نستطيعه واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فقال قد فعلت. ورفع مؤاخذتهم بالمذكورات واجابة دعائهم فيها شاهده حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره المصنف في اخر تفسير هذه الاية وهو عند مسلم والترمذي واللفظ ثم قال فلا يؤاخذون في النسيان والخطأ وبين حقيقة كل فقال والنسيان ذهول القلب عن شيء يعلمه اي عن شيء كان متقررا في القلب. ثم قرأ عليهما ذهل به عنه فصار ناسيا له. وفسر الخطأ بقوله وقوع الامن على وجه لم يقصدوا فاعلوه. قال ولا الله عليهم اصرا اي مشقة وحرجا كما حمله على الامم المتقدمة عليهم وسيرفع عنهم ثقل اوزارهم بالعفو والمغفرة ويصبغ واسع فضله بالمرحمة ثم تمموا دعاءهم بقولهم انت مولانا اي المتصرف فينا بما ينفعنا في والاخرة. والله سبحانه وتعالى هو المولى وهو الولي. وولاية الله خلق نوعان وولاية الله الخلق وتوليهم نوعان. وولاية الله الخلق ودواليهم نوعان. احدهما ولاية عامة. بالتصرف فيهم. بالتصرف فيهم وهي للمؤمن والكافر. والاخر ولاية خاصة. بالتصرف بما ينفع في الدنيا والاخرة. بالتصرف بما ينفع في الدنيا والاخرة. وهي خاصة بالمؤمنين. نعم. قلتم غفر الله لكم تفسير سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا ايها الكافرون لا تعبد ولا تعبد ولا لكم دين وليه انا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذه السورة اي بلغ الكافرين امرا عظيما فقال قل يا ايها لا اعبد ما تعبدون من الالهة في المستقبل كما اني لا اعدوها الان ثم اخبر عن حاله فقال ولا انتم عابدون ما اعبد. والله المستحق وعده للعبادة. فعبادتكم اياه وانتم فيه لا تسمى عبادة ثم كبر ثم كبر براءته من الهة فقال ولا انا عاهد ما عزلتم للدلالة الثبات من عبادته لها. واخبر عن تقوا واخبر عنك حق. واخبر عن تحقق تكذيبهم ولا انتم عابدون ولا انتم عابدون ما اعبد للدلالة على ان الدلالة على ان ذلك لازما له وانهم لابدون فلكل فلكل الدين فلكل دين الذي رضيت. وقال تعالى لكم دينكم ولي دين اي لكم دينكم الذي رضيتموه وهو الشرك ولي دينه الذي يرضيهم لي ربي وهو الاسلام ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير سورة الكافرون وابتدأ بقوله امر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه السورة ان يبلغ الكافرين امرا عظيما فقال قل يا ايها الكافرون الباقون على كفركم محاضرتهم باسم الكافرين دال على ثبوت الكفر فيهم. حتى صار وصفا لازما لهم وامر ان يقول لا اعبد ما تعبدون. من الالهة في المستقبل كما اني لا اعبد الان وبراءته صلى الله عليه وسلم من معبوداتهم وقعت من جهتين احداهما الجهة الحاضرة فهو لا يوافقهم في عبادة معبوداتهم الان والاخرى الجهة المستقبلة. فهو لن يوافقهم في عبادتهم الهتهم في عبادتهم الهتهم فيما يستقبل من الايام. قال ثم اخبر عن حالهم قال ولا انتم عابدون ما اعبد وهو الله المستحق وحده للعبادة. فعبادتكم وانتم تشركون به لا تسمى عبادة فما هم عليه من دعواهم عبادة الله مع ما يجعلون لغيره من ذبح او نذر او دعاء او استغاثة دعوا كاذبا فان لا يصدق في كونه عابدا لله حتى يخلص العبادة له وحده. قال ثم كرر براءته من الهتهم فقال ولا انا عالج ما عبدتم للدلالة على الثبات وتأييسهم من عبادتها من عبادته لها فهو ثابت على توحيد معبوده لن يعبد معه غيره. وهذا يورث نفوس اولئك ان يأس من موافقته صلى الله عليه وسلم اياهم. قال اخبر عن تحقق تكذيبهم فقال ولا انتم عابدون ما اعبد للدلالة على ان ذلك صار وصفا لازما لهم انهم لا يؤمنون. فقوله تعالى ولا انتم عابدون ما اعبد خبر عن حالهم انهم لن يعبدوا الله عز وجل فهم باقون في حمأة الكفر. قال فلكل دينه الذي رضيه. قال الا لكم دينكم ولي دين. اي لكم دينكم الذي رضيتموه وهو الشرك. ولي دين الذي رضيه لي ربي الاسلام فدين المشركين ودين الرسول صلى الله عليه وسلم يفترقان وفق المذكور في هذه الاية من ان دين المشركين رضيه اولئك المشركون لانفسهم فلم يرضه الله لهم. واما دين الرسول صلى الله عليه وسلم فهو دين رضيه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ووقع التصريح بياء الاضافة في قراءة يعقوب وليده. نعم عن ابي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايعجز احدكم ان يقرأ في ليلة في ليلته ثلث القرآن قالوا فكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال قل اعوذ قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. رواه مسلم. وعن ابنه كعب رضي الله عنه ان المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسوا الهدى ربك فانزل الله قل هو الله احد الله الصمد وغيره وهو حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قل هو الله احد الله الصمد. لم ولم يكن له كفوا احد. لما كان الدين مبني على الاخلاص اخلص الله هذه السورة لنفسه قال يا رسوله صلى الله عليه وسلم ان يبلغ فيبلغ عنه فقال له قل هو الله احد اي قل ايها مبلغا ان الله هو الاحد منفردا منفرد بالجبال. المنفرد بالالوهية والالوهية والاسماء والصفات انا اشاركه في ولا يشاركه احد فيها. وانه هو الله الصمد اي السيد الكاهنون المقصود في قضاء الحوائج فالفرق فالخلق مفتقرون اليه وهو مستغن عنهم. ومن كماله لم يلد ولم يولد فليس له ولد ولا والد ولم يكن له كفوا احد فلا يكافئه احد في ذلك. فليس له ولم يكن له ولم يكن له كفوا احد كفوا لم يكن له كفوا احد كفوا احد فلا يكافئه احد في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في اي افعاله تبارك وتعالى ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة تفسير سورة الاخلاص. وابتدأ تفسيره بذكر ما يتعلق بفضلها وفق ما تقدم بيانه فذكر حديثين فالحديث الاول عن ابي الدرداء رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ايعجز احدكم الحديث ودلالته على فضل سورة الاخلاص في قوله قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. واحسن ما قيل في بيان التثليث ان القرآن ثلاثة اتلاف احدها الخبر عن الله وثانيها الخبر عما يجب على العبد من الامر والنهي وثالثها الخبر عن الجزاء. اجرا وعقابا. وهذه السورة في القسم الاول فهي في الخبر عن الله عز وجل. والحديث الثاني عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن. ودلالته على فضل سورة الاخلاص ما فيها من بيان وحدانية الله. ما فيها جاءت للبيان وحدانية الله. التي تدل على كماله التي تدل على كماله. الذي يباين به الخلق في النسبة الى الاباء الذي يباين به الخلق بالنسبة الى الاباء. ثم ذكر تفسير هذه السورة فقال لما كانت مبنيا على الاخلاص اخلص الله هذه السورة لنفسه. فتخليصه السورة في نفسه تنويه بالاخلاص الذي امر به. قال امرا رسوله صلى الله عليه وسلم ان يبلغ عنه فقال له قل هو الله احد اي قل ايها الرسول مبلغا. ان الله هو الاحد المنفرد بالكمال المتفرد بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات فلا يشاركه احد فيها خبر عن الاوامر الالهية للرسول صلى الله عليه وسلم بقولنا ايها الرسول في نحو قوله قل هو الله احد اي قل ايها الرسول. وفي نحو قوله فاقم الصلاة. فاقم ايها الرسول الصلاة او ايها النبي احسن من الشائع في كتب المفسرين من قولهم قل يا محمد لان المأمور به هو الخبر عنه صلى الله عليه وسلم بالوصف بالكامل من العبودية والرسالة. واشار الى هذه النكتة العلامة عبدالحميد بن باديس. في واعتذر عما بذر منه في اول التفسير من جريانه وفق المشهور عند المفسرين فالاكمل والادب ان يؤتى بمثل هذه المواضع بقول يا ايها الرسول او يا ايها النبي لا بقول يا محمد فاننا نخبر عنه صلى الله عليه وسلم تفسيرا لامر الله له بالاكمل ثم قال وانه هو الله الصمد اي السيد الكامل المقصود في قضاء الحوائج فصمدانية الله تجمع امرين. احدهما كماله في نفسه. فهو السيد الكامل. والاخر افتقار الخلق اليه. فهو مقصودهم الذي يتوجهون اليه في قضاء الحوائج. فهو مقصودهم الذي يتوجهون اليه في قضاء الحوائج. ثم قال لم يلد ولم يولد. فليس له ولد ولا والد. ولم يكن له كفوا احد فلا يكافئه احد في ذاته ولا باسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله تبارك وتعالى. لان حقيقة الوحدانية ان سبحانه واحدا في ذاته واحدا في اسمائه واحدا في صفاته واحدا في افعاله. نعم السلام عليكم قلتم غفر الله لكم تذكير سورة الفلق عن عقبة النعال رضي الله عنه قال قال رسول الله قال صلى الله عليه وسلم الم ترا ايات في منزلة الليلة قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس رواه مسلم ومع ذلك في الاستعاذة به من كان رسول الله وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اوى كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما منه. ثم نفث فيهما بالاخلاص والمعوذتين. ثم مسح بهما نسأل الله من جسد يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات رواه البخاري وكان يصوم وكان صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى اذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده اذا مرض احد من اهله نفث عليه بها متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قل اعوذ برب الفلق من شر اذا خلق ومن شر غاسق اذا وقب. ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد اذا حسد امر الله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الاخلاص ان يقولوا بالرضا وامرهم في سورة الفلق والناس ان يكون متعودا فقال له هنا قل اعوذ اي الجأ واعتصم برب الفلق وهو الصلح من شر ما خلق من لما خلق الله من المخلوقات واريد به بعضها وهو كل مخلوق فيه شر. ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المشتركة فقال ومن شر غاسق اذا وقب ومن الليل اذا استحكم الظلام لمن فيه من انتشار الارواح الشريرة طول الحيوانات المؤذية وعند الترمذي بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى القدر فقال يا عائش يا عائشة يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغازق اذا ومن شر النفحات في العقد معايير لطيفة في العقد المشدودة عليه. ومن شر حاسد اذا حسد. وهو وهو من يطوفون النعمة الى المقصود استعاذ منه حسده وبرد. قتل الام قد تضمنت هذه وقد تضمنت هذه الصورة استعاذة من انواع الشهور عموما ومن اصولها خصوصا ذكر المصنف وفقه الله في هذه الجملة مسيرة سورة الفلق. وابتدأه بذكر فضل هذه السورة. وقرنه بفضل وهي سورة الناس في اجتماعهما باسم المعوذتين. فذكر حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الم تر ايات انزلت الليلة؟ ودلالة الحديث على فضل معوذتين في قوله لم يرى مثلهن قط. ثم فسر هذا فقال ومعنى لم يرى مثلهن قط في الاستعاذة بهن فاكمل ما يستعاذ به هو قراءة سورة الفلق والناس. قال وكان الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا هوى الى فراشه اي جاء الى موضع نومه بالليل كل ليلة. فقراءة الاخلاص مع المعوذتين مختصة بنوم الليل. قال جمع كفيه اي جعل احداهما ازاء الاخرى ولا يجعل احداهما باطن الاخرى فان وضع احداهما في اخرى يسمى ضما. قال جمع كفيه ثم نفث فيهما بالاخلاص والمعوذتين. والنفث اخراج هواء مع ريق لطيفة. فان جرد من الضيق اللطيفة سمي نفخا. فلا بد من ضيق تخرج وهذا النفس يكون بعد قراءة السور. لان المقصود اصول بركة الريق بعد ملامسة قراءة الايات. قال ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما اقبل من جسدي يفعل ذلك ثلاث مرات فيقرأ سورة الاخلاص ثم الفلق ثم الناس ثم منذ ثلاثا ثم يعيد القراءة ثم ينبت ثلاثة ثم يعيد القراءة ثم ينفث ثلاثا. قال وكان صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى اي مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ويمسح بيده. واذا مرض احد من اهله نفث عليه بها متفق عليه ففي هذه الجملة ثلاث فضائل لسورة الفلق والناس. فالفضيلة اولى انهما اكمل التعوذات. والفظيلة الثانية استعماله للحفظ عند النوم بالليل. والفضيلة الثالثة استعمالهما في دفع المرء. وهاتان السورتان تسميان المعوذتين ويقال لهما ايضا المعوذات. والفرق بين التثنية والجمع ان التثنية باعتبار الحقيقة فهذه صورة وهذه السورة وموضوع كل ومقصود كل سورة التعوذ فهما معوذتان. واما الجمع فمأخذه امران. واما الجمع فمأخذه امران احدهما باعتبار عدد اياته. عدد اياتهم باعتبار عدد اياتهما والاخر باعتبار ما فيهما من التعود من انواع الشرور. ما فيهما من التعوذ من ان انواع الشروق ثم قال في تفسير سورة الفلق امر الله الرسول صلى الله عليه وسلم في سورة الاخلاص ان يقول مبلغا اي بقوله قل هو الله احد فهو امر للبلاء وامره في سورة الفلق والناس ان يقول متعودا فقال له هنا قل اعوذ اي الجأ واعتصم. فالاستعاذة هي الاتجاه والاعتصام. برب الفلق وهو الصبح من شر ما خلق من شر ما خلق الله من المخلوقات. واريد به بعضها وهو كل مخلوق فيه شر اذ ليس كل مخلوقات الله فيها شر. كالملائكة والجنة. فيكون قوله تعالى من شر ما خلق من العام الذي اريد به الخصوص. فتقديره من شر كل مخلوق فيه شر من شر كل مخلوق فيه شر. ثم ذكر بعض افراد المخلوقات المشتملة على شأن فقال ومن شر غاسق اذا وقب. وهو الليل اذا استحكم ظلامهم لما فيه من انتشار ارواح الشجيرة والحيوانات المؤذية. فالغاصف هو الذي وشاهده في حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى القمر ثم قال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فان هذا هو الغاشق اذا وقف. فجعل القمر علامة له. لان ظهور القمر يختص بالليل. فليس مراده صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من القمر لكن مراده الاستعاذة من شر ما يكون في الليل لانه محل الشرور على ما سبق ثم قال ومن شر النفاثات في العقد وهي الانفس السواحر من الرجال والنساء. فالتأنيث في قوله النفاثات باعتبار الانفس لا باعتبار اختصاصه بالنساء. قال اللواتي يستعين على سحرهن اي الانفس اللواتي يستعين على سحرهن بالنبض مع ريق لطيفة في العقد المشدودة عليه. فان السواحل من والانسان يعمدون الى نوع من انواع الشهي يقال له سحر العقد وهو اشده. فيعمدون الى عقد عقد يستعينون بالشياطين في شدها وينفثون اثناء شدها قال ومن شر حاسد اذا حسد هو من يكره وصول النعمة على محسوده. استعاذ منه اذا ثار حسده وغرسه. فقوله اذا حسد اي اذا ظهر حسده وبرز والحسد هو كراهية وصول النعمة. ولو لم يتمنى زوالها. فمجرد الكراهية يسمى حسدا ذكره ابن تيمية الحبيب وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم لغوي يدل عليه. قال وقد تضمنت هذه السورة الاستعاذة من انواع الشرور عموما. في قوله من شر ما خلق. قال ومن اصولها خصوصا لما تلا ذلك من الايات. نعم حفظكم الله تفسير صورة الناس. بسم الله الرحمن الرحيم. قل اعوذ برب الناس. ملك للناس. اله الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة وللناس لصوتك سابقتها فان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون متعوذا فقال له قل اعوذ اي الجأ هو سيدهم المالك المصلح لهم ملك الناس وملكهم من قلوبهم من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الذي يوسوس فيكسي لهم الشر ويقوي ارادتهم له. ويقبح لهم الخير ويثبتهم عنه. فاذا استعاذ منه تأخر وارتفع والمتأخر مندفع اذا ذكر العبد ربه واستعاذ به في دفعه ومحل وسوسته خيرا من الجنة وللناس. تم بحمد الله ثم بحمد الله فهو في السادس سنة اثنتين وثلاثين بعد اربعمائة والف. ما عندنا معنى اثنتين وثلاثين واربع مئة ختم المصنف وفقه الله هذه النبذة الميسرة لتفسير سورة الناس قال مستهل هذه السورة كسابقتها اي الفلق. فان الله امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول متعوذا. فقال له قل اعود الجأ واعتصم على ما تقدم من ان الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام برب الناس وهو سيدهم المالك المصلح لهم وفق وما ذكرناه من معاني الرب في لسان العرب ملك الناس وملكه من ربوبيته. فقوله برب الناس يندرج فيه ملك الله لكن افرد الملك كما قال لكن افرد لجلالة موقعه فان الملك من اعظم مشاهد الربوبية واعظم مشاهد الربوبية في القرآن اربعة. اولها الملك. وثانيها خلق وثالثها الرزق ورابعها الامر وهو تدبير الشؤون وتصريفها. قال اله الناس معبودهم بحق. من شر الوسواس باسم خناز وهو الشيطان. فانه المختص بالوسوسة. والمراد به هنا الشيطان الجن فان الشيطان الانس لا يوسوس. فالوسوسة في الباطل والشيطان الانسي يكون في الظاهر فالقاؤه يسمى وشوشة. فالقاء الشياطين نوعان. فالقاء الشياطين نوعان. احدهم ماء القاء الشيطان الجني. وهو باطن يسمى وسوسة والاخر القاء الشيطان الانسي وهو ظاهر ويسمى وشم وشتم قال الذي يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر الشر ويقوي ارادتهم له ويقبح لهم الخير ويثبتهم عنه. فالوسوسة هي تحسين الشر وتقوية ارادته الوسوسة هي تحسين الشر وتقوية ارادته. وتقبيح الخير والتثبيت عنه وتقبيح الخير والتثبيت عنه. والتثبيط هو التخريب. قال فاذا استعاذ منه العبد تأخر اي رجع واندفع عنه. والخناس هو المتأخر المندفع اذا ذكر العبد ربه واستعاذ به في دفعه. ثم قال ومحل وسوسته صدور الخلق من الجنة والناس الجن يوسوس في صدور الخلق من الجنة والناس. والناس اسم يشمل الانس والجن. والناس اسم يشمل الانس والجن في اصح قولين اهل العربية لانه من النوس وهو الحافظ لانه من النوم وهو الحركة والاضطراب. وهما وصف موجود في الانس والجن وهو وصف موجود في الانس والجن. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من الكتاب الثاني طبقة سماعه سمع علي جميع لمن سمع الجميع ومن عليه صوت يكتب كثيرا كان كثيرا وان كان قليلا كذب بعض. سمع علي جميع المفسر من القرآن الميسر بقراءة غيره في قراءته في قراءة غيره. صاحبنا فلان بن فلان بن فلان ويكتب اسمه تاما. ليتميز به عن غيره له ذلك في مجلس واحد. بالميعاد المثبت في محله بنسخته. ومحله ان تكتب عند ابتداء الدرس بداية المجلس الاول عصر يوم الجمعة رابع ذي الحجة شهر ستة وثلاثين واربع مئة والف وتكتب ساعتها. فاذا انتهى الدرس تكتب اخر مجلس في الميعاد المذكور اولا انه لم يختلف ثم تكتب ساعته هكذا ينبغي ان يضبط طالب العلم علومه. واذا في المجالس كتب كل مجلس على حدة. ومن اهل العلم من قرأ بعض الكتب في ثلاث مئة مجلس وزيادة ويربط كل مجلس في اي يوم. قال واجزت له رواية عني اجازة خاصة لمعين لمعين معين والحمد لله رب صحيح ذلك وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوم تضرب على كلمة ليلى يوم الجمعة الرابع من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين واربع مئة والف في مسجد ابن باز رحمه الله في مدينة مكة المكرمة. لقاء اما بعد المغرب باذن الله تعالى في الكتاب الثالث وهو كتاب البابين في فضل المدينتين. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين صالح الحسين الجديدة جزاك الله خير