وصحبه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي شرع الحنجر وجعل فيه وجعل العلم منها انفع النافع. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما نفع الحجاج وعلى اله وصحبه اما بعد فهذا شرح من برنامج منافع العلم في السنة الاولى ست وثلاثين ربعمئة والف وهو كتاب بابين في فضل المدينتين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من اما بعد كنتم نفع الله بكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي حرما للناس مخصوصتين بماء وخطوة الاجناس. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه الاكياس اما بعد فان قبل المدينة في مكة والمدينة عظيم. ومقامهما في الشرع الكريم. ومن عز بالعيد لمن قصدهما من المسلمين معرفة ما يتعلق بهما من الفضل من الفضل في الدين وهذه بصورة ملفقة فيه تعريف بالمقصود. والله المستعان عليها بالغيبة والشهود البسملة. ثم ثنى بحمد الله جاعل المدينتين حرما للناس واسم المدينتين لقب لمكة والمدينة. فان من سنن العربي في كلامهم ذل اثنين باسم احدهما. او وصفه كقولهم المدينتين في مكة والمدينة وقولهم الجديدين في الليل والنهار وقولهم الابوين في الاب والام والمحمود عليه مما يتعلق بالمدينتين ان جعل حرما للناس. فمكثوا فيها حرم والمدينة فيها حرم كما سيأتي بيان ثم حمده سبحانه على كونهما مخصوصتين بمأرز الايمان وصفوة الاجناس مجمع الشيء الذي ينضم اليه ومكة والمدينة مأرز الايمان. فمنهما واليهما ينضم فهما داران للاسلام وبسكناهما خص صفوة الاجناس. وهو النبي صلى الله عليه وسلم فان اجناس المخلوقات اصطفي منها محمد صلى الله عليه وسلم فعند احمد من حديث عوف في مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا النبي المصطفى واسناده صحيح ثم ثلث بالصلاة والسلام عليه وعلى اله والقياس جمع كيد. والكيس هو العاقل اللذيذ ثم ذكر المصنف ان فضل المدينتين مكة والمدينة عظيمة. ومقامهما في الشرع الكريم. لما هدي به من وحظي به الى المزايا. ثم قال ومن الزم العلم لمن من المسلمين معرفة ما يتعلق بهما من الفضل في الدين. فمن العلم اللازم مسلما القاصد مكة والمدينة معرفة ما لهما من الفضل من الاحكام الدينية. فمن العلم المفتقر اليه في هداية الحجاج والمعتمرين والزائرين معرفة فضل مكة والمدينة. وما يتعلق بهما من الاحكام ثم ذكر ان هذه تبصرة ملخصة فيه اي بالفضل تعريفا بالمقصود والتبصرة اسم لما ينتفع به حال الابتداع اسم لما ينتفع به على الابتداء. ومقابلها التذكرة وهي اسم لما ينتفع به حال الانتهاء. منه قول العراقي في صدر الفيته تبصرة للمبتدئ تذكرة للمنتهي والمسلم ومما يعين على الانتفاع بالمقدمات في الابتداء ركوعها ملخصة فان الترخيص ادعى الى التخليص فالكلام اذا خلصت المقصود وامكن حفظه وفهمه. فاذا نفر ولم تجمع اطرافه قل الانتفاع به. ثم قال والله المستعان عليها بالغيبة اي حال الخلوة بالنفس. والشهود اي حال تفسد في الخلوات فالعبد مع الناس بين غيبة وشهود. وكمال حال في دوام الاستعانة بالله على نفسه. في غيبته وشهوده. فان تنظر في كل مشهد منهما باعتبار ما يقوى فيها من الداعي بتارة تفسد في الخلوات وتارة تفسد في الجلوات ولا سبيل لنجاة العبد من دواعي الشر في الخلوة والجلوة الا باستعانة العبد بالله عز وجل فبدوام الاستعانة به يتهيأ للعبد المعونة من ربه على فعل محبوباته احسن الله اليكم بعد فرض مكة البلد الامين قول الله تعالى وهذا البلد الامين وقوله انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها وهدى للعالمين ابراهيم الاصل دائما نحن نقرأ الترجمة ثم نبين المقصود ثم نقرأ الادلة. مقصود الترجمة بيان فضل مكة البلد الامين. واصل الفضل زيادة والذي يزيد به الشيء على غيره هو محاسنه. واصل الفضل الزيادة والذي يزيد به الشيء على غيره هو محاسنه فمقصود الباب بيان تلك المحاسن. التي جعلت في التي جعلت لمكة وهي البلد المعروف في الحجاز ومن اسمائها البلد الامين. سميت بلد الامينا لان الخلق فيها فمن دخل مكة البلد الحرام رب هذه البلدة آمنا على دمه وماله وعرضه فقول الله تعالى وهذا البلد الامين وقوم انما امرت ان رب هذه البلدة التي حضنها وقوله ان اول بيت وضع للناس مباركة وهدى للعالمين. فيه ايات وبينات ابراهيم. وما دخله من كان امنا مذيقه من عذاب اليم. وعن ابي جهل رضي الله عنه انه قال بينهما قال اربعون سنة وبيت. واينما ادركت الصلاة فصلي فهو يذنب. متفق عليه وعن عبدالله بن علي بن حمراء رضي الله عنه انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه واقفا على الحزن. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحج ورد فقال والله انك لخير وارض الله واحب ارضي والله انني لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا اني رواه الترمذي والنسائي المسندة وابن ماجة حديث وقال الترمذي صحيح الطريق وعن ابن عباس رضي الله عنه وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال واحبتني الي ولولا ان قومي اخرجوني بما سكنت غيرك. رواه الترمذي والنسائي في السنن المهنده وابن ماجه وقال حسن صحيح قريب من هذا الويل. وعن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو بحرمة الله الى يوم القيامة. وانه لن يحل القتال فيه لاحد قبلي. وان يحلني الا ساعة من فهو حرام لامة الله الى يوم القيامة لا يلوث شوكه ولا لا يقبض شوكه ولا ينفر ولا يلتقط الا من عرفها. فقال العباس يا رسول الله فانه لقيم ولبيوتهم فقال الا متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام متفق عليه واللفظ للبخاري فعنه ايضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الاقصى. متفق عليه البخاري وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من بلد الا المدينة ثلاثة رجب يخرج اليه منها كل كافر ومنافق. متفق عليه. ذكر المصنف دخل المصنف رحمه الله بتحقيق مقصود الترجمة احد عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى وهذا البلد الامين. وهو دال على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله هذا فان الاشارة للتعظيم. فكان يمكن جعل والبلد الامين. فلما ادخل اسم الاشارة في نسخ الجلال علم ان ادخاله فيه يراد به معنى. وهو تعظيم مكة. والاخر في قوله الامين فمن فضل مكة امن الخلق فيها بعضهم من بعض امن الخلق فيها بعضهم من بعض. والدليل الثاني قوله تعالى انما امرت ان اعبد يا رب هذه البلدة الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله رب هذه البلدة فانها ربوبية خاصة العناية الله خلقه نوعان احدهما ربوبية عامة. والاخر خاصة فالربوبية العامة لكل خلق والربوبية الخاصة لصفوتهم. ومنه قوله في هذه الاية ربي هذه البلدة فهي صفوته من الارض والاخر في قوله الذي حرمها. فمن فضل مكة فيها حرما. حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو حرم بتحريم الله له. والدليل الثالث قوله تعالى على ان اول بيت وضع للناس الاية. ودلالته على منصة الترجمة من اربعة وجوه احدها في قوله ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة. فمن فضل مكة ان اول مسجد وضع للناس ويعبدونه هو مسجد الكعبة. وبكى اسم من اسماء مكة سميت دبكة لانها تبك اعناق الجبابرة. لان تبك اعناق الجبابرة. والبتر القصم والقطع والبدء القسم والقطع. فان قال قائل ثبت في الصحيح ان ذا السويقتين من الحبشة ينقض الكعبة حجرا حجرا فكيف يصح هذا ان عسل بكة؟ الجواب ايش وجوابه من وجوه احدها انه في حال خاصة عند بقاء شرار الخلق وعدم خيارهم في اخر الزمان والنادر الخاص لا يبطل العام. والنادر الخاص لا يبطل العام وثانيها ان المذكور في الحديث لا يلزم منه عدم وقوع عذاب عليه بعد. ان المذكور في الحديث لا يلزم منه عدم وقوع عذاب عليه بعد فيمكن من فعل السوء لماذا سقوية لعدالة تقوية لعدالة. وثالثها انه في الحديث بما يشعر بهوانه ودلته. انه وصف في ما يدل فيما يشعر بهوانه ودلته. في قوله ذو السويفتين ذو السويقتين فانه وصف نفس فانه وصلوا نقص ففيه نوع قصد ففيه نوع خصم له وثانيها في قوله مباركا فمن فضل مكة وجود البركة فيها وثالثها في قوله وهدى للعالمين. اي مشتملا على اعلام الهدى اي مشتمدا على اعلام الهدى. التي التي ترشد الخلق الى ما ينفعهم في الدارين. ومن جملتها المذكور في قوله فيه ايات بينات مقام ابراهيم. فان من علامات هداية الخلق في البيت الحرام اشتماله على مقام ابراهيم النبي الذي يقر بنبوته مشرك العرب واليهود والنصارى. ورابعها في قوله ومن دخله كان على ما تقدم بيانه من انه يأمن الخلق فيه بعض والدليل الرابع قوله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نذب من عذاب اليم جزاء لمن اراد فيه الالحاد. واصل الالحاد الميل يجب شرعا واصل الالحاد الميل عما يجب شرعا وهو نوعان احدهما مواقعة السيئات والاخر ترك الواجبات فمن وقع السيئات فقد وقع في الالحاد. وجزاء من اراد الالحاد بظلمه نفسه في البيت الحرام ان يذيقه الله العذاب الاليم والارادة اسم لجزم القلب وعزمه اسم لجزم القلب وعزمه. فاذا انطوى القلب على ارادة جازمة وعزيمة ماضية بالالحاد عوقب على ذلك تعظيما للبيت الحرام. واذا كان هذا في حق من اراد فكيف يكون من فكيف يكون وعيد من عمل بجوارحه. فمن بفضل مكة ان الله حماها من المحرمات اشد من غيرها ان الله حماها من المحرمات اشد من غيره. بتعظيم جزاءها. والذي عليه المحقق هنا ان تعظيم جزاء السيئة بمكة متعلقه كيفيتها لا والذي عليه المحققون ان تضعيف الجزاء في مكة في مكة محله كيفيتها لا تنميتها. فالاصل قوله تعالى فجزاء وجزاء سيئة مثلها. السيئة لا تجزى الا بسيئة فتكتب على العبد سيئة واحدة لكن يقترن بها ما يعظمها كيفا. فتكون اعظم وزنا كشرف المكان او شرف الزمان او شرف الفاعل. ومنه في مكة شرف المكان. فاذا قارنه شرف الزمان ككونه في العشر في الاول من ذي الحجة صار اشد واذا قارنه كون فاعل السيئة مما لا يتصور منه وقوعها لعلمه ودينه صار الامر اشد هو اشد ومن هنا كره بعض الصالحين نزول مكة وسكناها مخافة تعظيم سيئاتها والصحيح عدم الكراهة. لكن يشتد عليه التحرز فيها فيجتهد في التحرز من الوقوع في السيئات. والدليل الخامس حديث ابي ذر رضي الله عنه انه قال قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في الارض اول؟ الحديث متفق عليه اللفظ بمسلم ودلالته على مقصود الترجمة في مسجد وضع في الارض اول. قال المسجد الحرام. فمن فضل مكة اشتمالها على اول مسجد. جعله الله في الارض وهذا الحديث تفسير للاية ان اول بيت وضع للناس. والدليل السادس حديث عبدالله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الترمذي والنسائي في سننه الكبرى وابن ماجة حسن صحيح غريب واشهاده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله والله انك لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله فدلالته عليها من وجهين. احدهما في قوله والله انك غير ارض الله. اي افضلها. فالخير اصله من باب افعل التفضيل. فتقدير الكلام والله انك لاخير ارض الله ولما غلب استعماله اخير واشد خفف قال ابن مالك في الشافية وغالبا اغناه من خير وشر عن قوله اطيب منه واشر. والاخر في قوله واحب ارضه اله الى الله. فاعظم ما يحبه الله. من ارضه هي مكة فمن فضلها انها اعلى محبوب الله من الارض مقاما. فمحبوبات الله من الارض انواع واعلاها في حبه سبحانه اياها هي مكة المكرمة والدليل السابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ما اطيبك من بلد واحبك الي. الحديث رواه الترمذي والنسائي في السنن ابن ماجة وقال الترمذي اضفها وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله صلى الله عليه وسلم ما اطيب فيهم فمن فضل مكة انها بلغت غاية الدين. انها بلغت غاية الطيب من البلدان. فلا يقاربها في طيبها بلد. والاخر في قوله صلى الله عليه وسلم واحبك الي. فمن فضل شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها. شدة الرسول صلى الله عليه وسلم لها. والدليل حديث ابن عباس رضي الله عنهما ايضا ان رسول الله صلى الله عليه قال يوم الفتح فتح مكة يوم الفتح فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله. الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان هذا البلد حرمه الله فمن فضل مكة انه فمن فضل مكة انها حرام ووقع تأكيد هذه الحرمة في الحديث من وجهين. ووقع تأكيد هذه الحرمة بالحديث من وجهين احدهما حجرها ازلا اذا ما ازلت في قوله يوم خلق السماوات والارض اخر دوامها ابدا. في قوله فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة. والدليل هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة. في في قوله ان المسجد الحرام. فمن فضل المسجد الحرام ان الصلاة فيه خير من الصلاة في غيره فيه خير من الصلاة في غيره. فتبلغ الصلاة فيه مائة الف صلاة بما سواه. والتظعيف المذكور عام في الفرض في اصح قولي اهل العلم من اين في الحديث يستفاد صلاة كيف تدل على العموم واذا وقعت كذلك قال شيئا نعم؟ اجل لا تتكلم خطأ بدون اذنك. وبذلك الحديث على العموم في قوله صلاة في مسجدي هذا. فصلاة كثيرة والنكرة تعم في مواقع منها في سياق الامتنان. فان تضعيف الصلاة مشهد امتنان فيفيد وقوع النكرة في سياق الامتنان العموم وهذا اختيار جماعة من الحذاق الاذكياء منهم ابو عبدالله في بدائع الفوائد هو محمد بن اسماعيل الامير في شرح منظومته في اصول الفقه وشيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي وجمهور اهل العلم على ان النكرة في سياق الاثبات تفيد اطلاقا كما قال الاخ يرتفع افادتها الاطلاق اذا كان السياق الجاري اثباتا سياق امتنانه فالمختار ان التضعيف يشمل الفرض والنفي يقع فيه تضعيف الاجر للصلاة. في مكة اتفق. عليه في المسجد نفسه واصطدم فيما وراءه. فاهل العلم متفقون ان من صلى في مسجد الكعبة ضعفت له الصلاة. ثم اختلفوا فيما كان خارجا عن في المسجد داخلا في حدود الحرم على قولين اصحهما جريان التضعيف فيه فسائر الحرم تضعف فيه الصلاة هذا التضعيف فيما يشمله اسم مكة ولا يدخل في الحرم. وينقطع هذا التظعيف في ما يشمله مؤقتا ولا يدخل في الحرم. فلا تظعف فيه الصلاة. فاسم مكة يشمل ثلاثة مواقع. فاسم مكة يشمل ثلاثة مواقع احدها المسجد الحرام وهو ومسجد الكعبة فتضعف فيه الصلاة اتفاقا. وتانيها حدود الحرم. مما دون اعلامه لا تسد الريح تضعف فيها الصلاة في اصح القولين. وثالثها ما كان خارجا عن حدود الحرم. فلا تضعف في اتفاقا والدليل العاشر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. الحديث ودلالته على خذ الترجمة في قوله المسجد الحرام فمن فضل مكة الاذن بشد الرحال اليها. تعظيما للبقعة. تعظيما للبقعة لا تشد الرحال متعلق النهي فيه لبقعة تعظيمة. فاذا شدت الرحال بغير تعظيم البقعة. لم يدخل في هذا الحديث. فشد الرحال لاجل طلب العلم او للتجارة او للتطبيب غير داخل في الحديث. والمنهي عنه في ان تسد الرحال الى بقعة من الارض تعظيما. فلا يكون ذلك الا الى المساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الاقصى والدليل الحادي عشر حديث انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من بلد الا سيطأه الدجال. الحديث متفق عليه دلالته على مقصود الترجمة في قوله الا مكة والمدينة. فمن فضل مكة تحريمها على الدجال. فلا يدخلها. وتمتنع منه بحراسة الملائكة. فانه ليس نقب من القابها الا عليه البلاء انت تصاب فيها تحرسها. والنقد اسم للطريق بين جبلين والمدينتان المعظمتان مكة والمدينة محافزتان اليهما الا بطرق بينها. فتكون الملائكة واقفة على تلك واقفة على تلك الالفاظ مانعة الدجال منها طيب لماذا اختصت مكة والمدينة بمنع الدجال الا ان تكون مريضا فلا بأس. انهم الجريمة. انه محرمتان لان مكة والمدينة بلد الصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. والدجل لا يدخل بلده الصالح. والدجل وهو الكذب لا يدخل بلده الصادق فمن تعظيم الجناب المحمدي ان الله سبحانه وتعالى حرص البلدتين التي اتخذهما صلى الله عليه وسلم دارا من ان يتخلل اليهما اعظم الخلق دجلا وهو المسيح الدجال احسن الله اليكم باب فضل المدينة طيبة. مقصود الترجمة بيان فضل المديد. ووسم للبلدة التي توطنها النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته اليها من مكة المدينة النبوية وهو المشهور في عرف السلف. وبه يصنف المصنفات ككتاب اخبار المدينة النبوية للحافظ عمر ابن شدة وفضائل المدينة للاخباري محمد ابن الحسن ابن الزبالة في جماعة اخرين. ثم شهر عند المتأخرين وصفها بالمنورة لما فيها من بقية نور الوحي. اذ اختصت بسكنى النبي صلى الله عليه وسلم فيها حتى مات. فجمهور الاحكام الشرعية خبرا طلبا كانت في المدينة فنون الوحي منورها. وهو اسم جائز. والاكمل في عرف السلف رحمهم الله ومن اسمائها في الاحاديث طيبة لما فيها من الطين فهي طيبة مطيبة. نعم وقول الله تعالى اصحابه والله يحب المتطهرين. وعن ابي سلهف ابن عبد الرحمن انه قال الربيع عبد الرحمن بن ابي سعيد بن قال قال ابي دخلت على رسول الله عليه وسلم في بيت بعض النساء فقلت يا رسول الله اي مسجدين الذي اسس على الموضوع ده بمسجد المدينة قال فقلت اشهد اني سمعت اباك هكذا رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اذا وان حرم مكة وداعا لاهلها واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة واني دعوت في صنعها لاهل مكة متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله وصلى الله عليه وسلم قال ان الايمان لا يأتي من المدينة كما تأليف الحية الى متفق عليه متفق عليه متفق عليه وعن عبد الله ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي وان لي روضة من رياض الجنة متفق عليه ايضا وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على اوقات المدينة ملائكة ايها الطاعون والحجاج متفق عليه ايضا. وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا يريد احد اهل المدينة بسور الا اذابه الله الا دوابا خاص. او ذوبا اتق الله رواه مسلم. وعن ابي سعيد القطبي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه او شهيدا يوم القيامة اذا كان مسلما وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان يموت بالمدينة فليمت بها فاني لمن يموت بها. رواه الترمذي وابن ماجة. وقال الترمذي صحيح بمدينة الرياض حفظها الله دارا للاسلام والسنة. ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق الترجمة تسعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى كمسجد اسس على التقوى. الاية فمن فضل المدينة ان مسجدها وهو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مؤسس على التقوى وفي تأسيسه على التقوى اشارة الى علوه ورفعته والدليل الثاني حديث ابي سلمة ابن عبدالرحمن انه قال مر بي عبد الرحمن ابن ابي سعيد قال قلت له كيف سمعت اباك يعني ابا سعيد خذي يذكر في المسجد الذي اسس على التقوى رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله هو مسجدكم هذا المدينة هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة. فمن فضل مسجد ان مسجدها وهو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مؤسس على التقوى. وسبق ما في تأسيسه على التقوى من العلو والرفعة. فالحديث المذكور تفسير للاية المتقدمة والدليل الثالث حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة للوجهين احدهما في قوله واني حرمت المدينة. فمن فضل المدينة الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمنا فهي حرم صلى الله عليه وسلم والاخر في قوله واني دعوت في صاعها ومدها بمثل ما دعا به ابراهيم لاهل مكة. فمن فضل المدينة تضعيف البركة فيها وقوله في صاعها ومدها خرج مخرج الغالب لان اعظم خير المدينة في ثمر النخيل. لان اعظم خير مدينة في زمن والف كيده الصاع والمفتي. والة كيده الصاع والمد فالبركة فيها تجري في جميع الاعيان. ففي الصحيحين من حديث انس صلى الله عليه وسلم قال ان الله جعل في المدينة ضعف ما في مكة من البركة. ان الله الذين ضعف ما في مكة من البركة. وهو يعم جميع اعيانها والدليل الرابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الايمان ليأنز الى المدينة الحديث متفق عليه ومعنى يأنس ينضم ويرجع. فمن فضل انها مأرز الايمان. فهي دار باقية للاسلام. فهي دار باقية للاسلام والدليل الخامس حديث عبدالله ابن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في روضة من رياض الجنة. فمن فضل المدينة اشتمالها على روضة من رياض الجنة هي الكائنة بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره والدليل السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاب المدينة ملائكة متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا يدخلها الطاعون ولا الدجال انها محروصة من الطاعون والدجال. فهي ممنوعة من افتين. احداهما افة تفسد الابدان. احداهما ابة تفسد الابدان. وهي الطاعون. والاخرى افة تفسد الاديان. وهي الدجال والدليل السابع حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا احد اهل المدينة بالسوء. الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا ادابه الله في النار دوب الرصاص او دوب الملح في الماء. فمن فضل ان الله يقسم كل احد اراد اهلها بسوء. ان الله كل احد اراد اهلها بسوء. فتوعده بما توعد به في الحديث اعلام بانهزامه والعقوبة المركبة في الحديث نوعان احدهما في قوله الا اذابه الله في النار ثوب الرصاص. والاخرى في قوله او ذوبا منه في الماء. والفرق بينهما ان ذوبان يتفرق بانصهاره قطعا. يتفرق وذوب الملح في المال يتحلل بزواله ابدا. يتحلل بزواله ابدا العقوبة الثانية اشد من الاولى ففي العقوبة الاولى يبقى اثره بعد عين. واما في الثانية فلا يبقى له اجر والدليل الثامن حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر احد على لا وهي الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا كنت له شفيعا يوم القيامة فمن فضل المدينة ان من صبر على وهي شدتها ان من صبر على لهوائها وهي شدتها فمات كان له النبي صلى الله عليه وسلم شجيعا او شهيدا يوم القيامة. وشرط استحقاقه الشهادة او الشفاعة موته مسلمة وشرح استحقاقه الشفاعة او الشهادة موته مسلما. والدليل التاسع حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت. الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب. واسناده صحيح. ودلالته على اشفع لمن يموت بها. فمن فضل المدينة شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن مات بها من المسلمين. ووصل الاسلام وصف معلوم من المتقرر شرعا فان الشفاعة هي لاهل لا اله الا الله دون الكافرين. قال الله تعالى الا فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله فقال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. وشفاعته الله عليه وسلم لا تختص باهل المدينة. بل هي لهم ولغيرهم من المسلمين لكن ذكرهم بالافراد في هذا الحديث لبيان عظمة استحقاقهم الشفاعة دون غيرها لبيان عظمة استحقاقهم الشفاعة دون غيرهم من المسلمين. فالمسلمون اجمعون يستحقون شفاعته صلى الله عليه وسلم واولى الناس بشفاعته هم اهل المدينة. لان الجيران النبي صلى الله عليه وسلم حيا وميتا. والنبي صلى الله عليه وسلم خير الناس في الاحسان الى جيرانه. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من بيان معاني هذا الكتاب على ما مناسب المقام اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميعا بفضل المدينتين ما وجه البابين؟ لماذا لم نطرح البابان يقول الاخ كتاب البابين لكن ليس موجود كتاب البابين يعني مضاف اليه. نعم وحفز المضاف وابقاء عمله مذهب بعض الكوفيين وهو مذهب ضعيف عند المحققين. وجمهور الكوفيين فضل عن فضلا عن غيرهم يقولون لي بتقدير فعل وفاعل مناسب للمقام قدره بقوله اقرأ البابين في فضل المدينتين. ولك ان تقدم بما هو مثله او اعلى منه. كقولك احفظ البابين في فضل المدينتين احدهما حفظ مبناه باستحضاره في القلب. والاخر حفظ معناه في العمل به. بقراءة والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا فلان بن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين لم والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك. وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصي ليلة اضرب على يوم ليلة السبت الخامس من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين واربع مئة في مسجد العلامة ابن باز رحمه الله. بمدينة مكة المكرمة هذا الكتاب وانوه الى انه بعد العشاء سنجيب على اسئلتكم بالتقديم لمن بقيت اسئلتهم في الحرم. فان الاسئلة التي رفعت في المسجد الحرام باقية معي من شيء في الحج ومنها شيء فيما القيناه من الدروس للمسجد الحرام. ثم اذا فرغنا منها في يوم اخر فهي كبيرة يبدأ عظما بعده. ومن له عجلة في جواب سؤال يتعلق بالمناسك فهناك رقم عام للاستفتاء في الحج تجده في كل زاوية من هذه البلدة المباركة وان ضاق عليك فان دار الافتاء قريبة فما عليك الا ان تقصدها بالاستفتاء. وفق الله الجميع لما يحب باذن الله سلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين