السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي شرع الحج وجعل فيه منافع. وجعل على العلم منها انفع النافع. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم منفع الحجاج. وعلى اله وصحبه وعلى آله وصحبه صفوة ركب الحاج. اما بعد فهذا شرح الختام الرابع من برنامج منافع العلم بسلفه الاولى ستين وثلاثين وهو كتاب المقالة في نصح من التمس العلم وابتغى نواله ظن به صالح بن عبدالله بن حمد العصي. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. سبحانك اللهم علمتنا. اللهم علمنا وانفعنا بما علمتنا قلت غفر الله لكم واحسن اليكم ونفى بكم في كتابكم و في نصح من التمس العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل خلق العلم من اجل القرفات وتعبدنا به دون الممات. واشهد ان لا اله الا الله وحده اشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان رسوله ورحمته المهدى. صلى عليه الله واله وصحبه ثم معلما بداية القيوم اما بعد فان فضيلة العلم مشهورة والحجج وحجاج شرف اهله وجنة العبد من شهور النشأة. به تحيا قلوب وتطمئن النفوس وتهدم. فمن وعى قلبك ووجد لك وطاعته والتماس رضاه وطلبه من القلوب وجميل اثاره اليها يرجع ويعود. قال الله تعالى الدنيا والدين وقد جعلها مع ما يناهض معها متعلما من التوفيق ويمد من المعونة الأولى العقل الذي به قدرة حقائق الأمور. الأول العقل الذي والثاني الذكاء الذي والرابع الشهوة التي يدوم بين الطلب والخامس الاكتفاء بمادة تغنيه عن كل ذي الطلب. والسادس الفراغ الذي يكون التوفير ويفصل به الاستمتاع والسابع عدم المواقع المذهلة من هموم واشغال وامراض طول العمر واتساع مدة ينتهي بالاستتراء لينتهي بالاستكتار بمراتب الكمال ابتدأ المصنف الله كتابه في بسملة ثم ازددنا بحمد الله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعددنا به دون الحياة الممات. والخروبات جمع قربة. وهي طاعة مفعولة لله تقربا اليه. وهي الطاعة المفعولة بالله. تقرب اليه ثم بالشهادة لله بالوحدانية صلى الله عليه وسلم بالرسالة. ثم رب الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه شعرا فقال صلى عليه الله ما القلم واله وصحبه ذوي الحكم. ثم الصلاة سموها المختار. اي ثم السلام سمو المختار اي يصاحبها البخار لها. معمما اما من ما مدت الابصار من ضارب في الارض للعلوم ملتبسا هداية القيوم ثم قال فان فضيلة العلم مشهورة وحجج شرف اهله متكاثرة موفورة. فالقرآن والسنة مملوءان. بالحجج والدلائل المبينة فضيلة العلم وشرف اهله. ومما تضمناه ان العلم منبع الخير في الدارين. اي في الدنيا والاخرة فكل خير في الدنيا والاخرة اصله العلم. فذكره القرافي في قال وجنة العبد من شرور النشأتين. اي وقاية العبد من الشر الجائل في النشأة الاولى في الدنيا. والنشأة الاخرة يوم القيامة والجنة اسم لما يلتقى ويستتر به ثم قال في بيان فضيلة العلم به تحيا القلوب وتسلم. وتطمئن النفوس وتهتم فان مما يطلب تحصيله من الاحوال القلبية سلامة القلب. لاختصاص القلب السليم. للنجاة يوم القيامة قال الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وسلامة القلب وسلم الوصول اليه هو بالعلم الوالد في الوحي. وبالعلم حياة القلوب. فان العلم من اعظم مشاهد ذكر الله. وفي الصحيحين واللفظ للبخاري من ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. واصل الذكر حضور الله في القلب واعظامه حضور الله واعظامه بالقلب واللسان او هما ومن اعظم سبله طلب العلم. قال عطاء بن ابي رباح رحمه الله مجلس تتعلم فيه الحلال والحرام من ذكر الله. ومن من فضله ما ذكره بقوله وتطمئن النفوس. وتحكم بما تقدم من زوج العلم من اعظم مشاهد ذكر الله. وقد قال الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. فالعلم النافع القلوب طمأنينة وسكينة. قال وتحكم اي حركاتها في مراداتها. فلا تتوجه القلوب التي استولى عليها العلم النافع الا اذا ما يحبه الله الله ويرضاه. فمتى صارت القلوب معمورة بالعلم فحالها كما قال فمن وعى قلبه العلم النافع ذاق حلاوة الانس بالله ووجد لذة طاعته والتماس رضاه ثم قال فمبتدأ طلبه من القلوب ان اصل الحركة والارادة هو القلب. قال وجميل اثره اليها يرجع ويؤوب. اي حسن عاقبة العلم وعظيم منفعته. يرجع الى القلب عودوا اليه. قال الله تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فالصدر من الانسان محل العلم. وموقعه منه في قلبه ومستقره من القلب الفؤاد. فان الفؤاد للقلب بمنزلة اللب للثمرة. قال وللعلم الة تقرب نواله. اي حصوله صعاب والناعسون تلك الالة مختلفون في الالفاظ التي يودونها بها عن معان مشتركة. اجمعها ما ساقه المارضي. من فقهاء الشافعية في كتابه ادب الدنيا والدين. وقد جعلها تسعة امور مع ما يلاحظ متعلما من التوفيق ويمد به من المعونة. فتلك الامور التسعة لا تنفع العبد الا مع احاطتها بامرين. احدهما توفيق الله للعبد والاخر استعاذة العبد بالله وحقيقة التوفيق تيسير العبد لليسرى. وحقيقة استعادة طلب العبد من الله الوصول الى المقصود فالعبد مفتقر الى توفيق الله في تحصيل مراداته. وتحقيق مطلوباته. ونيل واعظمها العلم. والعروة الوثقى في التمكين منها دواب الصيام استعادته بالله عز وجل. فالنفس تعجز عن درك ركوباتها مقصوداتها ونيل مراداتها الا بدوام الاستعانة بالله. فان من من اعانه الله انقلب ضعفه قوة. وعجزه قدرة فالنفس مطبوعة على النفس ولا تكميل لها الا بعون الله العبد في ذلك ثم سرد الامور التسعة التي ذكرها المواضيع فقال الاول العقد الذي تدرك به حقائق الامور. والذاني الفطرة اي النباهة التي يتصور بها روابط العلوم اي ما دق منها فان مراتب المعلومات متفاوتة. فمنها لا تدرك الا بتحقيق الفكر واجالة النظر. والالة الممكنة منها حصول الفطنة للعبد بان يكون يقظا نبيها قويا ان الى ابواب العلم والثالث الذكاء الذي يستقر به ما تصوره وفهم ما علمه. فان العقول تتفاوت في ضبط ما يلقى فيها من العلم فبقاء محفوظه وجودة فهمه بحسب ما يؤتيه الله عز وجل من الذكاء. ومدار العلم على الحفظ والفهم. ذكره ابن تيمية كالحديث وغيره. وهاتان القوتان يمدان ملتمس العلم بالنفع التام متى احسن اقتران احداهما بالاخرى باعطاء كل قوة حقها واعمالها في امدها. ثبت غلب احدى القوتين على الاخرى اضر بها. فمن افرغ وسعه شيف حفظي مع اكمال الفهم ضعفت قوة فهمنا. ومن اوسع ومن اعتدى بالفهم مع اهمال الحفظ اضر بحفظي. فالجادة الواقية من الضعف في القوتين حسن المقارنة بينهما باعمال كل في امدها ومجالسها ثم قال والرابع الشهوة التي يدوم بها الطلب ولا اليها الملل اي قوة المحبة للعلم فمن قوي فمن قضيت محبته العلم للعلم وتمكنت منه لم يزل من طلب العلم في ازدياد. ولم يقعد عنه الى توان وبمحبة العلم يقوى العلم في الفؤاد قيل لابن المبارك كيف تحفظ؟ فقال انما هو اذا اشتهيت شيئا اي انما الك الحفظ اني اذا اشتهيت شيئا ووجدت محبة له في قلبي توجه اليه قلبي فتمكن من وسأل ابو عبد البخاري عن دواء الحفظ فقال لا اجد انفع للرجل من نهمة الطلب وادمان النظر في الكتب. فقوله من نهمة اي محبته واستيلائه على القلب. فيغدو معه يصاحبه ويروح. لا ينفك منه في لحظة من لحظاته. ولا يزهد فيه في وقت من اوقاته ثم قال والخالص الاكتفاء بمادة تغريه الكلاب الطلب والمراد بالمادة المال. وكلف الطلب حوائجه التي تكلفوا فيه. ثم قال والسادس الفراغ الذي يكون معه التوقف اي يحصل معه الاستكثار اي يحصل معه جمع القلب عن ان يحصوا معه جمع القلب على العلم. فان المشغول قلبه بغير العلم يتعطل عن نيله. ويضعف من سيره. وبه يحصل الاستفسار يا رب فان العلم بحر لا غاية له ولا يتهيأ الازدياد منه الا بالفراغ وليس يلزم ان العلم لا يدرك الا به لكنه من اعظم الاية التي ييسر اخذه. فان اجتمع التفرغ للعلم فجد ملتمسه واجتهد امكنه ان ينال منه مقصوده والمراد بالفراغ حصول السعة في الزمان له. حصول السعة في الزمان لا البطالة فان البطالة التي هي تخلي العبد من القواطع ربما منعته من العلم. فكم من ملتمس للعلم يجد فراغا يقلبه بطالة بتأجيل اخذه العلم والتسويف فيه وطول الامل فتراه يحفل بسعة في وقته وقوة في صحته فيأخذ نفسه بالهون ويقول ما لم احفظه اليوم فاحفظوا غدا وما لم اقرأه اليوم اقرأه غدا. حتى تذهب به الايام فتزداد بطالته وتقوى عطالته. حتى ينقطع بسبب ذلك عن العلم ثم قال والتاسع عدم القواطع المذهلة من هموم واشغال تراب والقواطع اسم للحوادث الخارجية. اسم الخارجية التي تعرض للنفس فتمنعها مقصودها. وتحول بينها وبين مأموليها كالهموم والاشغال والامراض. ثم قال والثامن طول العمر واتساع المدة لينتهي بالاستكثار الى مراتب الكمال. فان العلم يحتاج الى زمن مديد وجهد جديد. ولا ينال في مدة يوم ويومين وشهر وشهرين وسنة وسنتين بل العلم الكامل الوافر الذي ينفع صاحبه وينتفع به يحتاج الى انفاق قدر كبير من عمره فيه. فاذا افرغ مدة طويلة من عمره ظهر نفعه نفسه بالعلم عليه وانتفع به الناس. ولما كان العلم كثيرا والعمر قصيرا عومت وصية اهله بتخير ما ينفع منه ان العلم اوسع من اعمالنا. ومما ييسر العبد حصول مقصوده منه ان يتخير انفعك ويحسن السير في في جادة ويترقى في درجاته ونقله وفق مانعته اهله العارفون واما الخط في ذلك فبه يضيع عمر كثير في شيء قليل. فتقل منفعته من العلم ثم قال والتاسع الظفر بعالم سمح بعلمه اي الفوز بالتوفيق الى الاخذ عن عالم سمح بعلمه. اي لله متفضل به على ملتمسيه. فينفق من وقته وقوته من تعليمهم ما يعينهم على تحصيل العلم قال متأنم في تعليمه. اي ملازم للالات في تعليم المتعلمين بتدريجهم شيئا فشيئا وحملهم على ما ينفعهم. وترقيتهم في العلم من صغاره الى كبار مع العلم بطرائق التعليم. ومسالك التفهيم والاحسان في تأديبهم ومعرفة طرائق رد نفوسهم الى الحق. وتعريفها بالهدى. ودلالتها على الرشد والصبر على ذلك فهذه الامور تسعة هي من اعظم الالة التي ينال بها العلم. فينبغي ان يتحرى ملتمس العلم وجود هذه امور في طلبه وان يبتغي الاخذ بها. ويجتهد في ضم اوفر نصيب منها اليه فانها متى كملت عنده قوي اخذه العلم وحسب وبقدر نقصها يحصل النقص عندهم فاذا سوف ذكاؤه او فطرته او عقله او مادته او فراغه او كثرت قواطعه او غير ذلك من الامور المذكورة في كلامه حصل له صوت العلم بقدر ذلك النقص وامتع شيء للمتعلمين استرشادهم ممن يهديهم الى اخذ العلم. فان العلم له جادة مأمونة مسلوكا. من كان سيره فيها ظلم وسلم. ومن اخذ بالسير دونها ها هنا وهناك فاته شيء كبير من عمره في شيء قليل من علمه وربما انقطع عن العلم. ومن الافات الى ضعف العلم والارتفاع عنه عدم حسن اخذه. كترك اعمار هذه الامور التسعة وضعف فهم مقاصدها والعمل بحقائقها. نعم قلت غفر الله لكم خاصة واعلموا ان العلم فيه راح وهي صفاء الى الله ليضلوا دينه وشرعه وصفوته في هذه الامة من الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم فقد ادى الامانة وبلغ الرسالة فهدي به الخلق للحق وعلموا ما لهم وما عليه ما اعد من الجزائر من امن ولمن كفر. وقد جاد الله لهم فراتا ومحمدة الدين من العلماء العلماء الإسلامية اخذوا عنهم دون غيري. وان وان عظم قدره في الخلق. فالملوك والكبراء وتؤخذ اصول الفنون حفظا وفهما عن جد متصف بوصفين احدهما في الفن بتمكنه في النفس. وحسن المعرفة بطرق التعليم. فمن فمن اجتمع فيه من الشيوخ فهو اولى. وان كان غيره اعلم منه. واحرص على من تقدم حرص على من تقدم واصطبر تجده في بلدك فارتاح. فان الرحلة في طلب العلم والدين سنن عباده لله المؤمنين. عقد المسلط فصلا اخر ينصح فيه من التمس العلم وابتغى نواله بان العلم ميراث النبوة فالنبوة طويت بختمها بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعد والعلم هو البقية الباقية منها العلم النافع مداره على الوحي النازل. من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنبوة اصطفاء من الله. اي اختيار منه لمن شاء رسله ليبلغوا دينه وشرعه. وصفوته في هذه الامة من الانبياء محمد الله عليه وسلم وهو المختار المجتبى نبيا من هذه الامة وفي مسند احمد من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا النبي المصطفى ثم قال وقد ادى الامانة وبلغ الرسالة فهدي به الخلق للحق وعلموا له ما لهم وما عليهم وما اعد من الجزاء لمن امن ولمن كفر. وقد مات صلى الله عليه وسلم ودينه باق. وقد جعل الله له غراثا لمن يقوم على ما بقي من الوحي بيننا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه عليه وسلم وهؤلاء القراء هم حملة الدين من العلماء وشيوخ العلم. فمن رام علم الرسالة والديانة الاسلامية اخذه عنهم دون غيرهم. فنيل العلم موكول الى تلقيه عن شيوخه وعند ابي داوود ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منه ويسمع ممن سمع منكم واسناده صحيح. والعبرة الخطاب لا بخصوص المخاطبة. فنيل العلم في هذه الامة يكون بتلقيه فيأخذه الخلق عن السلف. فلا ينال الا بحمله عن شيوخه وهي خصيصة من خصائص الامة فالعلم فيها موروث متلقى بسطه الشاطبي في احدى مقدماته بين يدي كتابه الموافق وما عدا شيوخ العلم فان العلم لا يؤخذ عنه. وان عظم قدره اولئك بالخلق كالملوك والكبراء والاغنياء. فان هؤلاء الاجناس عند الناس وليسوا محلا لاخذ العلم عندهم. واولى منهم من كان في قلوب الناس اقل قدرا كالادباء او الشعراء او خطباء او المثقفين او الصحفيين او غيرهم فان هؤلاء ليسوا محلا لاخذ العلم عنهم. ثم ثم ارشد المصنف الى صفة اخذ العلم فقال فتؤخذ اصول الفنون حفظا وفهما. فباب العلم هو اصوله. من المعتمدة في تلقيه في كل فن فان كل فن من قيود العلم ونوع من انواعه يقوم على اصول معتمدة منه ففتح باب علم الله هو في الاخذ باصوله المعتمدة من التصاريف حفظا وفهما. فيعمل فيها ملتمس العلم الة الحفظ والفهم نحتل فاذا اتى عليها حفظا وفهما استقر هذا العلم في قلبه ويعينه على اخذ اصول الفن اخذا صحيحا المذكور في قوله عن شيخ عارف متصل بوصفين. فسبيله حسن اخذك اصول العلم يكون بتلقيه عن شيخ من اهله لان العلم لا يؤخذ الا عن شيوخه ويتصل المأخوذ عنه من الشيوخ بوصفين احدهما اذية في الفن اي حصول ملكته عند المنتسب اليه بتمكنه في النفس. اي بحيث يكون طبعا ملازما نفسه لا يتكلم تعاطيه بالقعود عن تعليمه وتكذيبه الا مع حصول مشقة في تفهمه. فمن لم يكن العلم له طبع فلا اهلية له فيه وان كان من اهله فان الناس متفاوتون في حظوظهم من العلم. واكمل اهله هم الذين انطبعت فيهم سورة العلم فصارت لازمة لنفوسهم. راسخة فيها وهذا هو الذي يسمى ملكة فان الملكة اسم هيئة الراسخة في النفس. قال والاخر النصح وحسن المعرفة بطرق التعليم. فيكون الشيخ المعلم ناصحا المتعلمين. لا بما يضرهم. ولا يحملهم على ما يريد به منفعته نفسه. ولا يوافقهم فيما ما يبتغون ان كان غيره انفع لهم منه. بل يتحرى حمله على النافع له. وان كان نفعه له قليلا في الصورة الظاهرة واما في الحقيقة الباطلة فان من نصح للخلق فتح الله له ابواب العلم وهيأ اسباب الفهم. ومن لا يبالي في صفة تعليم الناس فيأخذهم كيفما شاء من رغبته او هواه فانه يحبس عنه بفضل الله في العلم بقدر ما حبسه منه عن الناس. فالذي يغريه في تعليم الناس ابتغاء الاطلاع على كتاب جديد. يضيق وقته عن قراءته فيأمر المتعلمين بان يقرؤوه عليه. ليعمر وقته معهم بقراءته فانه غير ناصح له. او من يتوب الى تجديد مقروءه معه من العلم ويألف من اعادة اصول العلم معهم بحجة انه تقدم تعليمها وقضي من تفكيمها. فلا نفع في اعادتها. فهذا يضر ايضا فان اعادة الاصول المعتمدة في ابواب العلم انفع له وله فان اصول العلم هي دواوينه الجامعة. وتلك الدواوين اذا اوعبت فيها اثرا وادمنت فيها نورا فتح لك من ابواب الفهم والادراك ما لم يكن لك منها من قبل. وهو انفع للمتعلمين لان اخذ العلم لا الا باصولهم. فالذي يقرئ تلك الاصول من زمرة من اصحابه. ويكتفي بها مرة واحدة ثم لا يزال يتنقل بين كتب العلم بحجة طلب جديد منه يوضع فهمه الاصول ويضر بمن تجدد من اصحابه. ولا يتخرج عليه احد فتجد امثال هؤلاء اذا اقرأ الاربعين النووية التمس من منه بعد اقرأها قال سبق منا اقرأها. لكن الاربعين المنذرية فاذا التمس منه بعد في مقام اخر اقراء الاربعين النووية قال قد سبق اقراءها فهاتوا الاربعين الطائية. فلا يزال يتنقل بين انواع الاربعينيات بما يظن هو انه يزداد به علما. وهو في الحقيقة يضيع معرفة اصول العلم في الحديث النبوي بتركه الاربعين النووية. وهؤلاء الذين يتجددون معه من طلبة فيما يقرع من هذه الكتب يضعف انتفاعه. ولم تكن هذه من عادة اهل العلم. بل كانت عادة اهل العلم في كل قطب لزوم اصول يكررونها للطلبة مرة بعد مراتي واذا تجدد طالب لم يجددوا معه ما ينفعهم هم من جعلوا لهم ما ينفع هو وفي اخبار شيخنا ابي باز رحمه الله انه اقرأ كتاب ثلاثة من اصول في مدينة وكانت هي قاعدته في نفع الناس اعظم من غيرها اقرأ هذا الكتاب اكثر من مئة مرة. وكانوا لا يألفون من لزوم هذه الاصول. وان اشير اليهم بالتقدم في العلم والامانة فيه. وفي ترجمة بنسودة المري. شارك البخاري من علماء المغرب انه لم ينقطع عن اقراء المقدمة الاجرامية حتى موته وكان يقرؤها للصغار من حفدته. فاهل العلم العارفون به يرون انتفاع الخلق باخذهم بهذه الاصول وحملهم عليها انصح لهم لا يزالون يفرغون وسعهم بما ينفع الناس نصحا لهم. ويقرنون هذا بسلوك طرق التعليم التي تنفع الناس. فان ملتمس العلم على درجة وما ينفع هذا قد يضر ذاك. ومخاطبة المنتهي فيه غير محرمة المتوسط ومخاطبة المتوسط غير مخاطبة المبتدئ. وقد ينفع خواص المتعلمين شيء يضره لعمومهم فالتغذية في العلم تحتاج الى ذهن وقاد وفهم جيد حتى يحمل صاحب العلم على دقائقه. ويكشف له عن فالا الامعان في الدقائق والاغراق في الغوامض يضر المبتدئين بخلاف اهل الانتهاء. ولم يكن من عادة اهل العلم التسوية في كل علم وكتاب بين المتعلمين. بل عندهم من العلم ما يكون لجميع المتعلمين. وعندهم من ما يخص به احدهم. ولا يخصون به مؤانستهم او حسن مفاكهتهم. او نسبتهم اليهم. في من بيت او قبيلة او كثرة مالهم او عظم رئاستهم وجاههم. وانما يخصون به لبلوغهم مرتبة سامية في العلم تجعلهم صالحين لاخذهم. وفي الشيخ حسن ابن مانع رحمه الله انه وفد على شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله والتمس منه القراءة. فارن له في قراءة ثلاثة اصول فقال الشيخ حسن قد قرأتها احسن الله اليك. ومعنى قولهم فيما في اصول العلم قد قرأتها اي حفظا وفهما. فقال له فتقرأ في كتاب التوحيد فقال له قد قرأت فقال له تقرأ في العقيدة الواسطية فقال له قد قرأتها فقال له تقرأ في زاد المستقرع فقال قد قرأته. فقال له تقرأ في بلوغ المرام. فقال له قد قرأته فقال له الشيخ محمد رحمه الله متعجبا اين قرأت هذه الكتب قال قرأتها عند ابن عمي الشيخ محمد ابن عبد العزيز ابن مانع رحمه الله فقال له الشيخ محمد بن ابراهيم مداعبا فانت يا ولدي اولى بالجلوس هنا يعني في كرسي التعليم مني ثم كان رحمه الله احد اربعة يختصون بمجلس مع الشيخ محمد ابن وخصه به لاكتمال قوته في العلم واجتماع نفسه عليه فلابد من ملاحظة هذا في المتعلمين لمن اراد نفعهم وتخريجهم. واما من اراد ان يريهم معلومات لهم مدركاته ويسرد عليهم محفوظاته ويبدي لهم ذكاءه فهذا يلزمهم اكثر من نفعهم. ولا يتفرج عليه كبير احد ثم قال بعده فمن اجتمع فيه من الشيوخ فمن اجتمع اي الاهلية والنصح. فيه من الشيوخ فهو اولى بالاخذ عنه. وان كان غيره اعلم منه. فكثرة العلم ليست سبيلا الى تخريج المتعلمين. لكن السبيل الى تخريجهم هو وجود ملكة العلم والنصح له ورب قليل العلم يتخرج به من ينفع الناس نفعا كثيرا ورب كثير العلم لا يتخرج به احد. لانه لا يحسن التعليم ولا يبطل التفهيم ولا يعرف التأديب فلا يخرج من بين يديه من يكون نافعا ومن عرف احوال الناس ومراتب اهله ادرك هذا ثم قال فاحرص على من تقدم وصفه فان لم تجده في بلدك فارتحل اي اذا فقدت الشيخ المعلم الموصوف بالوصفين السابقين فارتحل الى غير فان الرحلة في طلب العلم والدين من سنن عباد الله المؤمنين. ولابي بكر الخطيب الله كتاب مفرد في الرحلة في العلم ودلائله متكاثرة في الكتاب السنة ومما ينبغي ان يغتنمه ملتمس العلم وصول المعلمين من الشيوخ الى بلده. فلا يفدي نفسه من الاخذ عدل ويصدق في ذلك طرائق متنوعة فمن لم يجلس للتعليم اجتهدت في اجلاسه للتعليم. ومن عجز لضيق وقته عن اقراء كتاب مع الشرح والتوضيح قرئ عليه مع التنكيت والافادة. ومن لم يقدر على القراءة شيء معه بالتركيز والافادة قرأ معه الكتاب بالظبط والتصحيح. ومن لم معه على شيء من القراءة فلا اقل من القاء اسئلة في العلم عليه يضبطها المنكر فبهذه الطرائق وامثالها يمكن للمتعلم ان يقتبس حوار العلم من اهله واعيا احوالهم. فالشيخ الذي لا وقت عنده اذا ورد بلده بشغله بشيء يقرأ عليه الكتاب للتنكيل والافادة. فيسرد عليه في وقت قليل مع ابنته عما يعسر او يحتاج او يحتاج الى تنبيه فيه. فان كان لا يقدر على ذلك قرئ عليه الكتاب للتصحيح بضبط الفاظه. فان لم يقدر على شيء من ذلك القي عليه سؤالات في العلم تضبط عنه. اما ان يخدم اهل العلم الى بلد ثم لا تجدوا طلابه يحفلون بهم بدعوى انهم مشغولون حج او بغيره فهذا من العجز اللين وعدم حسن اخذ العلم. وقد قرأ على شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى مرة متن وهو يتناول الطعام. اذ كان مقصود القارئ تصحيح المتن عليه. لان وقته يضيق عن شرحه باي لون من الالوان المتقدمة في الشرح فلم يحرم ذلك المتعلم نفسه. من الانتفاع بالشيخ ولو بعرض المتن عليه ليصحح له مبانيه. فيفوز بالقراءة عليه شرفا. وبتصحيح المتهي عليه واذا لم يمكن مثل هذا القيت عليه اسئلة في ابواب العلم والسؤالات الحقيقة بالالقاء على هؤلاء هي غوامض العلم. لا ان تعمد الى عالم مشار اليه بالعلم اذا ورد الى بلدك فتسأله عن المسائل الواضحة. فالسؤال لهم عن المسائل الواضحات من الامور في حق طالب العلم. فلا يحسن بطالب العلم ان يأتي الى هؤلاء فيسأل احدهم عن انواع التوحيد مثلا او حكم الطهارة من الحدث لمريد الصلاة او غير ذلك من المسائل الواضحة في العلم لكن يجتهد في رصد ما يشكل عليه من المسائل فاذا لقيه سأله عن تلك المسائل فحفظ عنه جوابه الحاجة اليه فيحصل له هو به خير ويحصل للناس خير ويبقى علما نافعا للمعلم قد لا تجده في كتاب محفوظ عنه ومن عرف العلم واخذه وجد هذا بينا في مزيد النفع المتعلم. ومن مثل ذلك ان ومن مثل ذلك اني سألت شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في مجلسه في الطائف عن لفظة في قصة الخضر وموسى وفيها في حديث ابن عباس ثم بدا لله فقلت له هل يوصف الله بالبداءة؟ والمراد بها عند القائلين بها من اهل السنة ظهور العلم ام لا يوصف؟ فقال رحمه الله نصف الله بكل ما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. من غير تحريف ولا تعطيل ولا تنفيذ. وسكت رحمه الله عن تعيين القول في هذه الصفة. فمثل هذه المسألة قد لا تجدها في المقيدات عنه من التأليف او المحفوظات من المسموعات الصوتية. واعتبر هذا في تشكل عليك من العلم. لن تجد لها جوابا الا بسؤال هؤلاء. فاذا قيدت جوابهم ترى بعد سنين عددا انه لا يضبط من العلم عنه فيها الا ما سألته انت عنه في ظهر السقار فانت الى العلم ويظهر حسن نفعك للناس فيه بما نقلت لهم من العلوم عن هؤلاء البحور فينبغي ان يجتهد طالب العلم في هذا وان يسلك بنفسه السبيل التي نعتناها لانها جادة العلم التي توصل اليها. والعلم بحمد الله سهل ميسور. على من سلك ومن اخذ في غير طريقه فانه لا يزال يتقلب فيما شاقه حتى ينقطع عنه او يصيب منه قدرا قليلا نعم قلتم غفر الله لكم والوانه متنوعة وينبغي ان يكون اعظم تفصيل المقاصد والتفكر في الوحيين مجتهدا في اتجاه استكشاف مداركها والنحل من مواردها فيها الموصلة اليها كونوا بالعربية والاصول فلا يشتغل بها الا بقدر ما يقف به لا مقاصد العلم فان العلوم كثيرة العدد ثقيلة العدد بطولها وكثرة فروعها. وهي في العلم بمنزلتهم للطعام واعظم المصابين بها ان صارت حائلا دون العلوم الاصلية. ولا يتأتى للطالب الاخر بما يؤمنه المقاصد والوسائل حتى يكون مبتدأ للعلم من اوله آسيا له منصادق عن التشابه في طلب ما لا يضره جهله ملحا بالغاء ما استصعب عليه غيره عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر ناصحا ملتمس العلم. ان متعددة. والوانه متنوعة. وينبغي ان يكون هم الطالب الاعظم تحصيل علوم المقاصد. فان العلوم المقصودة المقصودة بلادها مقدمة على غيرها. وجدت العلوم تنتهي الى التفقد الوحيين فهو الذي ينبغي ان يفرغ به ملتمس العلم وسعه مجتهدا في استكشاف مداركه والنهي من مواردها وتوسعة الكلام وتحقيقه فيها. فبه يجود ملكة العلم في النفس اما مقابلها من العلوم الالية الموصلة اليها فيختص الاشتغال بها بقدر ما توقف على مقاصد العلم. دون ادانة نظر تبلغه اوراقه اي ولهذا فالاشتغال بعلوم الغاية من المقاصد قرآنا وسنة ينفق فيها اعظم الوقت ويجعل لها. ولا يتناهى الاشتغال بها الى حد يقف دونه الطالب. اما العلوم الالية فالاشتغال بما يؤخذ منها يكون على الحاجة بما يعين على فهم العلوم الاصلية. وعلله بقوله العلوم الالية كثيرة العدد. ثقيلة العدد بطولها وكثرة فروعها فانك لو اردت ان تصبر دور علم الاصول او علم النحو او علمي البلاغة او غيرها من العلوم الالية احتجت الى مدة مديدة. فمثلا العلل النحوية علم طويل الدرع لكن اكثره متكلف لا حاجة اليه. فاذا تمادى يلتبس اللحو في الغور في العلم. حتى اراد الامعان في علم علله ضاع اي عمر كبير فيما غيره اولى منه. فيتخذ من تلك العلوم ما يعين على فهم علوم الغاية. واما علوم الالة فالامر فيها كما قال وهي للعلم بمنزلة الملح بالطعام ان زاد ساء وان نقص ساء والاتباع به يكون بحال الاعتدال قال واعظم المصاب بها ان صارت حائلا دون العلوم الاصلية. بان يجعل فيها ملتمس العلم وافر قوته وزهرة عمره ونظارة شبابه. حتى اذا تناها الى العلوم الاصلية اقبل عليها كليلا ضعيف الهمة قد ذهبت عنه قوة الشباب وميعته فيكون اخذه للعلوم الاصلية اخذ الحائس للاسير العاجل الكثير. فيكون حظ من العلم الوافر النافع عن الحقيقة قليلا. واعتبر هذا في بلدان من بلدان الاسلام وعيناها ينفق فيها الم تعلم عشر سنوات طول يومه. اشتغالا كاملا في للهو والصرف والمنطق والفلسفة. فتجد احدهم اية في هذه لكن منتهى علمه اليها. وادراكه لعلوم المقاصد من الكتاب والسنة ضعيف جدا. ومنشأ غرض هؤلاء هو تجاريهم مع العلوم الالية ورغبتهم في بلوغ اهوالها حتى صار غورهم فيها حائلا دون اخذهم علوم المقاصد وتوسيع القول فيها واستكشاف مداركها. ثم قال ولا ادى للطالب الظفر بما يؤمنه من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون نهازا للفرص. اي مغتربا حسن الاخذ لما لاح له منها. فاذا لاحت له فرصة اخذ وتلقي اجتهد في اقتناصها. اكثر من اجتهاد مقتنص الصيد فان العلم افضل الصيد. واكمل الاخذ له يكون بالجهاز كل فرصة تلوح من الفرص التي تتهيأ للعبد. فاذا صار هذا اصلا عندك رأيت قدر ما يليق لك من الفرص. فان من القادمين الى السفر على الطائرات او الآذين الى بلدانهم. يحصل لهم فرص بوجود شيوخ من بلدانهم في تلك الطائرات ممن يعسوا عليه الاجتماع به لبعد جهات ويمكنه انتهاز الانتفاع منه بالجلوس اليه والقراءة عليه او القاء اسئلة في العلم وكذا اذا حضر احد من اهل العلم الى بلد لالقاء محاضرة مثلا فان العادة غالبا انه يتوفر عنده وقت اوسع من تلك لكن يبقى الشاب في كيفية انتهاز الفرص التي تلوه بالقراءة عليه او القاء اسئلة في العلم يؤخذ جوابه منها. واعرف من كان يعمد الى هؤلاء فيجد عندهم وقتا لا يعتذرون منه ابدا. وهو وقت خروجهم الى الصلاة ورجوعهم منها فان هذا وقت غير مشغول عهدة. ويمكن لمن كان نفاثا للفرص ان ينتفع اما بالقراءة حين او بالقاء اسئلة يقيد اجوبتها عنه. قال مبتدأ للعلم من اوله. اي اخذا للعلم من اوله وهي صغار مسائله فيترقى في مسائله شيئا فشيئا. اتيا له من مدخله وهي الاصول المعتمدة في علومه فان اصول العلوم فداخلها واذا رمت الدخول من غيرها لم تبكر منه. منصرفا عن التساؤل بطلب ما فلا يضر جهل. فان العلم كثير. ومن العقل فيه ان لا تشتغل بشيء لا يضرك الجهل به ملحا اي مدمن للطلب ابتغاء درس ما استصعب عليه غير مؤمن له. فان اخذ العلم يكون بمحاولة جميعهم. لا بمعاناة بعضهم وترك بعضهم. فاذا اسوء عليك فهم شيء من مسائله فكرر النظر فيه. واعد الفكر في تأمله. وقلب صنوف الادراك لوعيه وراجع من شدة من شيوخ العلم او كتبه لتفهم غير مؤمن له. فانه اذا كانت حالك حال من اذا عسر عليه شيء من العلم تركه لم يكن فيما ادركه منه كبير. فان الملكات تقوى بالمزاولات ذكره ابن القيم رحمه الله فملكتك بالعلم تقوى باعادتك النظر بعد مرة فيما يغضب من مسائله ويخفى من معانيه حتى يتفتق ذهنك عنه ويمتلئ قلبك بادراكها. وفي اخبار شيخ شيوخنا محمد الامين ابن محمد المفتاح الجاهل الشنقيطي رحمه الله انه اذ باد طلبه عسر عليه فهم مسألة شرحها له شيخ من شيوخه في الفرائض. فلما رجع رجع الى من البيوت وكان بعد العشاء او قد سراج ثم استحضر ما عنده من كتب الفرائض. فلم يزل ينظر فيها ويتفهمها حتى اذا اسفر الفجر واذا هو قد فهمها وادركها. ثم قال لمملوك له كان معه سانام بعد الفجر ولا توقظني. فقد نلت من البارحة ما يغنيني عن ذهاب اليوم للعلم. فتعطل ذلك اليوم عن الذهاب الى دروسه المعتادة عند شيوخه اكتفاء بما بدأه من الجهد في درس مسألة واحدة لم يزل يراجعها حتى فهمها نعم كنتم وطن الله لكم فصلا واعلموا واعلم ان وعلى رأسنا مما يعين الطالب على العلم جمع نفسه على تلقي الاصول تحفظا وتفهما فان وظهر في العمر وقوة النفس ضلالها احسن من جهاز وبنا فداء العيون في اوائلها واتيانها بالمداخلها فاقبل على حفظ الوصول المعتمدة في فنون العلم وتفهم مقاصدها بين رب المبنى ووعي المبنى. فاحبتي هي سنة الالتقاء الى الفت في العلم وتحصيل ملكة البني فان الحفظ يترك بثلاثة امور. اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده. ثانيها الوقوف بعلى مسائل ثالثها في استنباط فروعه من اصول للتحقق بهذه الثلاثة بالنفس مقاصدها فيصير فيصير وبصيرة بها. وانهى من موارد القلوب والمشاركة في كل فن قديمة وما احسن من طلاب المعاني قوم وفي رحمهم الله قومه. قولا اللهم ان تكون له قدرة وليس ومن خصائص علوم الديانة الى النورين القرآن والسنة واما وحي من الله اذا كان المنبع واحد اذا كان واضحا قال الزبيدي رحمه الله تعالى في مرتبط والتفريق بينها بالاغتصاب على الواحد دون تقصير وصول البقية البنون اهل الدنيا التي سابت في كثير من المشتغلين الشريعة وثبوت القدم على الصراط وثبوت القدم على الصراط وبتقصير اصولكم دون الدفاع فيها رغم التشاؤم بما شاء العبد منها مما وجد قوته فيه وقدرته عليه. اما قلوب الغاية في علوم الديانة جميعا. فليس متهيأ كل احد بل يختص فليختصه بل يختص به الله من يشاء من خلقه وملاحقة من قصاص وتجشم المؤسسين صابرين. عقد المصنف وفقه وفصلا اخر ناصحا ملتمس العلم ان مما يعين الطالب على الظفر بالعلم جمع نفسه على تلقي الاصول. تحفظا وتفهما. بان يفرغ زهرة عمره وقوة نفسه في تلك الاصول حفظا وفهما شغل في ابتداء طلبه ومعظم زهرة شبابه في تلقيه المتون المعتمدة في كل فن حفظا وفهما وبه يتحقق لملتمس العلم احسن الانتهاك لفرصة واكمله وبها اقتداء العلوم من اوائلها واتيانها من مداخلها. قال فاقبل على حفظ الاصول المعتمدة من فنون العلم وتفهم مقاصدها جامعا بين ضبط المبنى ووعي المعنى اي فهمه فهي سلم الالتقاء الى الحلق في العلم وتحصيل ملك الفن فلا يبان العلم الا باعمال قوة الحفظ والفهم معه. ومن ظن ان له ينال العلم بداء حفظ او يناله بلا تأمين. فانه لا يدرك بغيته منه وقد الت حال الناس الى تعظيم الفهم وتقديمه. اغترارا المنهج الغربية التعليم وعجب عن علم هؤلاء ان علم الشريعة له من الخصم ما لا يشاركه فيه علوم اهل الدنيا. من اهل الكفر او اهل الاسلام فالعلوم الدينية لها شأن والعلوم الدنيوية لها شأن اخر. والحفظ مقدمة الفهم فمن لم يكن له حفظ لم يكن له فهم كامل. وما يحوزه من الفهم هو عن الحقيقة فهم ناس فان الفهم الذي يمدح في العلم ليس هو ادراك ما بين ناظريه وجود فهم تتسع دائرته بين موارد مختلفة من محفوظاتك فتجمع هذا الا ذاك وذاك الى هذا فتكون صورة الفهم عندك اقوى من سورة الفهم من قصر عقله عن حفظ العلم وكان غاية فهمه وعي ما بين يديه من الكلام قال فان الحرق وهو اتقان العلم والقوة فيه يدرك بثلاثة امور اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده اي استيلاء النفس على مبادئ العلم وقواعده الجامعة استيلاء تكون به النفس محيطة بذلك العلم. ودعنيها الوقوف على مسائلي بحسن تتبعها تلقيت واحدة واحدة من اول العلم الى وتعريفها استنباط فروعه من اصوله برد مفرداته الى جوامعه فترد تلك الفروع الى الاصول رد استنباط بان تعلم مواقع تلك كالبروع من اصوله. فمتى اكتملت هذه الامور الثلاثة؟ صار المتصف بها بالعلم ثم قال وايسر سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة بقر الاصول اي شقها واستبطال منطوقها ومفهومها بان تكون في باطن المتعلم منطوقا مفهوما حتى يمتلئ القلب بحقائقها وتثبت في النفس مقاصدها فيصير الممارس لها ذا حدق وبصيرة بها. فجمع النفس على اصول العلم من متونه المعتمدة. وتفهم معانيها وشق من طوت عليه من نافع العلم والتحقق بثبوت تلك المعاني منطوقا ومفهوما في القلب ممتلئا بها هي التي تؤدي الى حصول الحق بالعلم. ومن طرائق بقر تلك الاصول واستبطالها دوام تعلمها وتعليمها. فان هذا هو الذي تكون به تلك الاصول ثابتة في نفسك. قوية في يزداد معك من العلم بها ما لم يكن معك من قبل. وانظر الى اصل العلم طيب وهو القرآن الكريم. فان صاحب العلم اذا جدد نظره فيه تجدد له ما لم معه قبل من معانيه. وهذا مضطرب بكل اصل من اصول العلم. من متونه واعلاها القرآن ودواوين الحديث. فان من ادمن النظر في تلك الاصول يحصل له من الباب من المعاني ما لم يتكلم به احد ممن تناول تلك التصاريف ممن تناول تلك التصاريف بالفهم والايضاح. فقوة الفهم ودقة النظر يتفاوت فيه الناس. ومما يقويه فيك لزومك هذه الاصول. وكثر تكرارك لها. فانه بالتكرار تفر فيك معانيها. وتقوى في نفسك مبانيه ويتجلى لك من حقائقها ما لم يكن معك من قبل. ولا تجد اصلا من اصول العلم من القرآن والسنة وما بينهما اذا اعملت فيه هذا الا وجدت من الفهم ما يقيس العقل ويذهل منه القلب. ويقع في النفس العجب من ترك هذه المعاني والاخلاء الى غيره والخبر عما يذاق ويوجد مما يحصل فيه ويقرع دونه بيان فما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في طريق الهجرتين وغيره. لكن اعتبر هذا باصل قصرا واحدا من اصول العلم. وليكن مما كذب قراءته وتفهمه ثم اعد التكرار مرة بعد مرة بعد تقدم حفظ واستشراحك له عند احد من شيوخ العلم. فستجد من معانيه ما لم يكن عندك من قبل وقد لا يوجد عند احد من شانئيه قبلكم. لان تدقيق النظر واجادة امر يضعف عند الناس ولا سيما في المتأخرين لقلة محبة العلم غالبا عندهم اذا وجدت تلك المحبة لم يكن مسلوكا بها ما ينبغي من افراغها فيما ينفع فاذا جربت ما ذكرت لك فستعلم منفعك تكرار تلك الاصول ولزوم وحسن عائلتها وعظيم فائدتها على النفس. فاذا داومت لزوم هذا في التعلم والتعليم وجدت من حلاوة العلم ولذته واسراره وغوابه ما يقوي محبتك للعلم. ويجعلك دائما النظر الى نفسك بالجهل. قال ابن عبد الله رحمه الله لا يعرف الجهل الا العلماء. فاذا كمل علمك وارتقى مرة بعد مرة وقر في قلبك قدر الجهل الذي كنت فيه من قبل ولا يزال غيرك ممن لا يرفع رأس البناء هذا غائرا في عنقه. قال والهم من موارد العلوم اصلا طبعا غاية والة فالتبخر في العلم الفضيلة والمشاركة في كل فن قريبا. وما احسن عند هذا الذوق والوجه من طلاب المعاني قولا بالوطي رحمه الله من كل فرد ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار. لان وهو يألف بطبعه ان يذكر عنده شيء ثم لا يفهمه. ومن جملة ثم ومن جملة ما يهدف منه الحكم عدم فهمه لكي من فنون العلم. فالحب حقيقة هو الذي تحمله الحمية لنفسه والغيرة عليها. والحماسة لها بتطلب فهم ما يلقى من العلم. حتى لا يكون مفهوما عنه محبوسا دون وقوله عند اهل الذوق والوجه الذوق هو الوجه اسمان لما يدرك بالقلوب اسمان بما يدرك بالقلوب. من طعم علم او عمل من طعم علم او عمل فيهما احاديث عدة منها حديث العباس ابن عبد المطلب في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاك طعم الايمان من رضي بالله ربا. الحديث وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلال الايمان وابن تيمية الحفيظ كلام نافع في بيان الذوق والوجد الايماني ذكره باقامة الدليل على ابطال التحريف. ولصاحبه ابي عبدالله ابن القيم وحفيده في العلم ابي الفرج ابن رجب كلام متفرق في هذا. ثم قال ويطبخ بالمرء ان تكون له قدرة وليست له همة. فيقعد عن استنباط علم مع القدرة عليه. ويتباعد مع قرب الطريق ووصوله اليه. فيكون له مكنة على تعاطيه. وقدرة على الفهم فيه لكنه يقعد بهمته عن الدخول فيه. ومن عيوب شعر المتنبي المتنبي قوله ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام. ولم ارى في عيوب الناس عيبا كلبص القادرين على التمام. فمن كانت له قدرة ينبغي ان ينشغل في قلبه همة يغار على نفسه من الجهل وان تقوى حميته لها في اخراجها من الجهل الى العلم وقوة هذا في النفس من الاسباب التي تمكن من العلم. وفي اخبار المختار ابنة الشنقيطي من مجدد العلم في بلاد الشنقيط صاحب الفية وغيره انه كان في ابتداء طفولته مبسوط القوة فكان في حال الطفولة يعدو على اقرانه من الصغار ويأخذ ما معهم من طعام او غيره فعمد يوما الى واحد منهم وهجم عليه واخذ ما بيده من طعام. فانقلب ابنه الى خيمة امه باكيا فخرجت امه لبكائه. فلما برزت من صدرها رأت المختار ابن بولا وكان رجلا قد اخذ الطعام ولدها فقالت له يا جاهل فحمي لنفسه والقى ما بيده من الطعام. ورجع الى خيام اهله فقال ما من اراد العلم فقالوا له مقدمة ابن مقدمة ابن ادوار فغاب عن اهله مدة حتى اتقنه ثم انفتح له باب العلم. فكانت خيرته على نفسه بالنسبة الى الجهل حاملة له على العلم والازدياد فيه. ثم قال ومن خصائص علوم الديانة ارتباط بعضها ببعض اي اتصال بعضها فمحلها اي منتهاها. والمحل بكسر الحال المنتهى. ومنه قوله تعالى ومحلها ايش؟ الى البيت العتيق اي انتهاها الى البيت العتيق قال فمحلها الى النورين القرآن والسنة وهما وحي من الله فالقرآن وحي سنة وحي قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا يعني القرآن. فقال تعالى وما ينطق عن الهوى من هو الا قال شيخ شيوخنا حافظ للحكمين رحمه الله وسنة النبي الوحي الثاني عليهما قد اطلق الوحيان ثم قال واذا كان المنبع واحدا كان الارتباط واضحا. فاجتماعهما في مبدأ واحد يقضي ارتباطهما ارتباطا جليا واضحا. قال الزبيدي رحمه الله في اكية السند بين انواع العلوم تختلف وبعضها بشرط بعض ملتبه اي باع عرضها اثم برقاب بعض لا ينفصل عنك ولا ينقطع دونك. ثم قال والتفريق بينها بالاقتصار على فن واحد. دون تحصيل اصول بقية الفنون من اثار الابتداء بعلوم اهل الدنيا التي سرت في كثير من المستغلين بعلوم الشريعة فان العلوم الدنيوية ذهب اهلها على افراغ في ذلك العلم في علم الطب او علم الفلك او غيره. حتى يتقنه ويدخل فيه. ثم استصحب هذا في علوم الديانة. فصار من شعار الناس اليوم الانتباب على علم واحد منها دون تحصيل بقية البنون وهذا محل عيبنا. فتجد احدهم ينسب نفسه الى التفسير وهو لا يعرف الحديث او الى الحديث وهو لا يعرف التفسير او الى الفقه وهو لا يعرف الحديث ولا التفسير. او الى هذه وهو لا يعرف العقيدة. ومثل هذا مما لا يتأتى في العلوم الشرعية. لكن المنكر في الشرعية هو المذكور في قوله وثبوت القدر على الصراط الاتم هو في تحصيل اصول الفنون دون اتساع فيها ثم التشاور بما شاء العبد منها مما وجد قوته فيه وقدرته عليه ملتمس العلم الاخذ في كل فن باصل منه. فاذا وعى تلك الاصول حفظا وفهما تشاغل بما شاء من العلوم. مما يجد قوته فيه وقدرته عليه. فان رغبة نفسه في شيء او قوتها عليه دون غيره اجدر بان يكون عن صاحبه له انفع له من غيره. فمتى وجد هذا؟ واسترشد متعلما بشيفه كان هذا ممدوحا غير ملموم بيتلقى عصرا نافعا في الاعتقاد واصلا نافعا في التفسير واصلا نافعا في الفقه واصل نابعا الحديث واصلا نافعا في النحو واصلا نافعا في الاصول الى اخر تلك العلوم. ثم ينظر الى نفسه بارشاد شيخه فيما تقوى عليه نفسه. ويرغب فيه من فن او في الليل او اكثر فيوعد فيها ويتمادى في طلبها ويصح في دليل ان يقال فيه انه متخصص اما دعوة التخصص مع الجهالة من اصول العلوم فهذه دعوة كاذبة. واخذ اصول علم ما لا يلزم منه ان يكون اخذا لكتاب واحد. او كتابين لكن يلزم منه الاخذ بقدر ينتهى اليه. ثم يتشاغل بغيره. فمثلا من اراد العربية كفى ان يتلقى بالاخذ الحسن مقدمة لاهل الله والفية فاذا واحسن استعمال قواعدهما بالتمرن في الاعراب انتقل الى من انتقل الى غير العربية من العلوم. فيستشرق هذا في العلم كله ثم بعد ذلك اذا اراد ان يكون متخصصا في علم التفسير مثلا جمع خيره ورجله عليه وتوسع في كتبه وعقله مسائله والبحث فيها. فبهذا ينقل في علم التفسير. اما ان يشتغل بعلم التفسير وهو لم يقرأ مقدمة ابن ادم والفية ابن مالك ولا قرأ مئة المعاني والبيان والجوهر المكنون في البلاغة ثم يقول انه متخصص في التفسير فهذه دعوا لا برهان عليه. والتخصص ليس بالشهادات. التخصص بحسن الاتقان للعلم الاتقان للعلم هو الذي ينال به التخصص. اما حصوله على درجة الدكتوراه في الفقه فلا يجعله فقيه. او تلك درجة في الحديث لا يجعله محدثا. او تلك الدرجة في التفسير لا يجعله مفسر تمكنه من ذلك العلم واتقانه له. وتأسيسه اصول العلم في نفسه مع الزيادة عليه. بالاغاثة علم ما حتى تكون له ملكة فيه هذا يصح به اسم التخصص. فالتخصص له مقامان التخصص له مطعمان احدهما الايذاء في علم بعد تأسيس الاصول الايغال في علم بعد تأسيس الاصول. وهذه طريقة الفحول وهذه طريقة الفحول بسم الله طريقتان ولا ايش؟ الاولى اقامن والاخر الايغال في فن مع عدم اخذ الاصول الايغال في فن مع عدم اخذ الاصول وهذه طريقة اهل الفضول. وهذه طريقة اهل الفضول لا تصح نسبتهم الى العلم حقيقة. كالذي مثلنا به من احوال بالتخصص الى علم ما فتجده متخصصا بدعواه بالتفسير ثم يقول هذا حديث رواه النووي برياض الصالحين. فمثل هذه الكلمة تدل على جهل بالغ بعلم الحديث. لا ممن اخذ طرفا حسنا من الحديث. لكن الحوادث التي اكتسحت طريق العلم وافسدته صارت الى حال بها يبكي اهل العلم عليه ويلعنون ذهاب اهله فقدان وهو نقي والبحار بهجته وتجدد دعاوى يستكثر بها المستكثرون الانتساب الى العلم لكن سلوتهم ان الله لا يضيع دينه. وان الدين دين الله والامر امر الله. فالله يهيأ يحفظ بهم دينه. لا يلزم ان تكون لهم الشارات والرايات والمناصب والرئاسات لكن الله يهديهم بحية العلم التي يجعل سبحانه الظهور لاهلها. فان الظهور بالعلم ليس بايدي الله ولكنه بيد الله عز وجل. ولو جمع احدا دعما لنفسه وترويجا لها قوالب متعددة من بث اسمه بين الناس او صنف قوما ينتسبون له ويصفونه او سلك الحصول على اعلى الشهادات مع خلوه من العلم على الحقيقة فوالله لا يظهره الله الله سبحانه وتعالى من عنده. وان كان المنتسب الى العلم من اهله على الحقيقة اظهره الله عز وجل. وان لم يكن له من الة الاعلام او نصرة الاقلام ما يكون للغير. واعتبر هذا في القرن الماضي في رجل نشر له تلاميذه الاف المؤلفة من المغرب الى الصين. وهو العلامة نذير حسين ابن جواد علي الدين رحمه الله فان هذا الرجل كان يقصد في الهند ولم يكن له في الاعلام شهرة ولا ذكر فكان الناس يتهابطون اليه لقراءة علم الحديث خاصة عليه. وتعجب كيف ان اناسا خرجوا اليه وكيف وصل علمهم؟ علمه اليه. لكن اذا وقر بقلبك ان العلم لله والله حافظه علمت ان الله يهيئ له من الاسباب مما يحفظه به. وكثير من اهل هذا القطر خرجوا اليه وانتفعوا به ولازموه مدة منهم من لازمه سنتين ومنهم من لازمه خمس سنوات ومنهم دون ذلك ومنهم اكثر من ذلك ولم يكن له من الدعاية والذكر والانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي ما لكثير ممن يسابون الى العلم اليوم وليسوا من اهله. لكن كان له رحمه الله من محبة العلم والقيام به وباهله ما جعل الله عز وجل له به النفع للخلف. ويكفي ان تعلم ان من الجوانب المشهورة في شرح الحديث وهما كفة الاحول لمبارك نور وعونهم المعبود في شمس الحق العظيم هما لرجلين من تلاميذه. فلو لم يكن له من النفع الا بروز هذين تلميذين الذين صنفا هذين كتابين لكفى ذلك له فخرا وذكرا. وانما هذه المرتبة كما سبق محبته رحمه الله العلم. وجلوسه له وحرصه على نفع اله وصبره على تعليم الناس ورفقه بالطلبة ومبالغته في نصحهم ومن اخباره رحمه الله انه مرة وفد عليه رجل من طلاب العلم صار من رؤسائه يقال له عبدالله الغزوي من بلاد غزنة من افغانستان. وكان الوصول الى به يتأتى في زمنه بالقطارات. فقدم عبدالله عليه وركب القطار في الوصول الى ذهنه فلما وصل الى محطة وكان كفيفا قصده رجل من المنتظرين في محطة القطار فسلم عليه وسأله عن مقصوده في دينه فان هيئته هيئة غريب فقال اطلب الدراسة عند نذير حسين فقال هذا الرجل الا اخذك الى مسجدي فاخذه الى مسجده وحمل له متاعه وقاده بيده حتى اتى المسجد فلما ادخله فيه وضع له متاعه فاراد ان يدفع اليه اجرته. فاعتذر اليه وقال اني احب خدمة طلاب العلم فلا اريد منك اجرا ثم خرج فلما صلى الغزوي رحمه الله ركعتين سمع صوت بعض الطلبة في المسجد. فقصده وسلم وعرفهم بنفسه. وقال لهم متى يأتي؟ الشيخ نبيل فقال له طلب ان الشيخ نبيل حسين هو الذي ادخلك واجلسك في مقابر ووضع لك متاعك. فاستعظم صدور هذا منه. ودخله من القلق شيء عجيب كيف ان يقع منه ذلك في حق من قصده بالعلم. فلما جاء موعد الدرس وانفض المجلس بعده قصده عبدالله الغزنوي واعتذر اليه بانه كلفه حفظه الى المسجد وحمله متاعه وانه لم يعرفه. فقال له رحمه الله ان النبي صلى الله عليه قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه وانت ضيف لي فانك لم تخرج من بلادك لاجل القراءة عليه فما فعلته لك هو من اكرام الضيف. وله رحمه الله في هذا احوال واحوال هي التي جعلت رجلا من بلاد الهند يقصده الناس من كل قطر بلا دعاية معدمة ولا اعلام وجعل الله عز وجل على يديه من النفع في طلابه وطلاب طلابه شيئا كثيرا الى يومنا هذا ثم قال اما بلوغ الغاية وحصول الكفاية في علوم الديانة جميعا. فليس فهيئا لكل احد بل يختص به الله من يشاء من خلقه. فالناس متفاوتون في النبل في العلم في انواع علومهم. فلا يتهيأ بلوغ الغاية وحصول الكفاية. في العلم كافة الا قادم من الخلق يهيئ الله عز وجل لهم ذلك ويختصهم به فرض منه ونعمة. قال وملاحظة الاختصاص اي ان بلوغ الغاية والكفاية في انواع العلوم نوع اختصاص تهون المغامرة فيه. ان يهون على في اختصاص الله له بالنعمة والفضل ان يغامر في طلب انواع العلوم. وان العناء والتعب والتعب حتى ينال المنى. ولسان حاله لا يستسهلن الصعب او ادرك المنى. فمن قادت الامال الا لصابرين. فمن صابر العلم وكابده وبذل فيه نفسه وماله وادمن الحرص عليه ينال منه مؤملة فان العلم منحة الكريم سبحانه. ومن الظ والح على الكريم. وسلك اخذه العلم وكمل عبوديته لله فيه هيأ الله عز وجل له من الاسباب ما لا لا يكون لغيره. وقد تجد في الناس قوي الحفظ حسن الذهب. لكنه يحال بينه وبين العلم ومتى رأيت هذا؟ وجب عليك ان تشهد نعمة الله عليك اذ يسر لك الاقبال العلم وان تزداد من دعاء الله عز وجل ان يعلمك ما لم تكن تعلم. وان ينفعك بعلم فانك مال بالعلم تضرعا وابتهالا ودعاء وسؤالا والحاحا يستجدى به العلم. فالمسألة التي يعشو عليك حفظها او فهمها اذا كررت معها الاستغفار ودعاء الله سبحانه وتعالى فتح الله عز وجل لك ابوابا في فهمها. قد لا تتهيأ لغيري وفي اخبار اهل العلم من ذلك حظ وافر حتى صار من فتوحات الله عليهم ان يروا في منامات ما تتضح به المسائل المشكلة. وهذا مذكور في احوال جماعة من اهل العلم وادي الفرج ابن رجب وغيرهما رحمهم الله. نعم قلت الوصول وقد يكون لكل مرتبة اصل واحد نقدم دوري منكم وقد دور المواصلين اثنين. تختص اصول موجز ثم تتزايد رسائله في الوصول المتوسطة والمطولة. ومن تأخر الدفاع بكل على سبيل الايمان ليتهيأ له بذلك فن وتفصيل وسائله وما بعدها الوصول المتوسطة مستوفاة الشرح والبيان ما يجري ما هناك من الخلاف ووجهه فتقوى بذلك ثم يتلقى بعدها الوصول المطول شرحها وبيانها ومعرفتها ويزداد له حل المشكلات وتوظيف المرحمات له حل حل المشكلات فيصل بهذه العدة الى ملكت الفن وهو شبيه باجتماع على تمثيل الدراسة النظامية لما الجامعة في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية عقد المصنف الله فصلا اخر. ناصحا ملتمس العلم ان الوصول الى الحرجة لا تهيأ يتهيأ باخذه دفعة واحدة بل لابد فيه من تدريج النفس شيئا شيئا بين النفس اذا درجت وصلت الى المقصود. فاذا هجمت عليه حيلة بينها وبينه لان القلوب عند مباشرتها العلم تضعف عن حده فان العلم ثقيل ولا يتهيأ حمله الا بتدريجه على النفس شيئا فشيئا. فتربى النفس في تحمل ثقله حتى تقوى على قال ويتحقق هذا اي التدريج بتكرار دراسة الفن في عدة اصول له تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط ثم الطول. فيتلقاه موجزا اولا ثم متوسطا ثم طويلا ثالثا. وقد يكون لكل مرتبة اصل واحد. وقد تضم اصلين اثنين معا. فقد يكون بالطول كتابان يفتقر اليهما في باب العلم. وقد يكون فيه كتاب واحد. وقد يستغني المتعلم مع قوته وحرف معلمه عن الاحتياج الى الايجاز والتوسل والطول في كل فرد. فالذكي مثلا في علم العربية اذا رزق المعلمة حسن التعليم امكنه الاقتداء بمقدمة ثم الفية الايمان. وان رآه معلمه. يحتاج الى ازيدي درس نقله بعد المقدمة الى قطر الندى ثم رقاه الى الفية ابن مالك لكن ليس من طريقة اهل العلم نقل المتعلمين مباشرة الى الممولة مهما بلغت قوته لان ذلك يضر بقلوبهم ويبعد اخذهم العلم. ومن محدثات العصيين زعمهم انه ينبغي الاكتفاء في اخذ العلوم حفظا وفهما بجمع النفس على اصولها المطولة. فيدعون الى حفظ وفهم الفية ابن مالك في النحو والفية العراق في المصطلح الصعود في الاصول الى غيرها ويأمرون بحفظ الصحيحين وينهون عن الاربعين والعمدة وبلوغ المرام ولا يرون كبير الدفاع بالاخذ بالعقائد من الكتب المرتبة فيها اقتداء بحفظ الطالب للقرآن الكريم مع السنة النبوية وان العقيدة سهلة لا يحتاج فيها الى ما رتبه من رتبه من اهل العلم. وهؤلاء اضر شيء على الطلبة. ولا يفعل هذا الا من لم يعرف العلم على الحقيقة والا فمن يعرف العلم على الحقيقة يدرك ان العلم يدخل في القلب باخذه شيئا فشيئا حتى يتمكن منه او يحملون الطلبة على حال المبتهين. فيكون احدهم قد رقي عند شيوخه حتى بلغ مبلغا منتهي. فلما في نفسه الانتهاء حمل الناس عليه فيكون ظرره عليهم عقب من نمعهم. وملتبس العلم يجري على الجادة التي رتبها اهل العلم في اخذه ولا يعدل عن طريقتهم. ثم قال وتختص الاصول بكونها جامعة للمسائل الكبار في كل باب. فالمتون المختصرة في انواع العلوم تكون جامعة لمسائل العلم الكبار في كل باب منه. ثم تتزايد مسائله في الاصول المتوسطة والمطولة قال ومفتاح الانتفاع بكل بكل هو ان يتلقى الطالب الاصول المجزسة على سبيل الاجمال. ليتهيأ له لذلك فهم الفن وتحصيل مسائله. فالموجزات من الاصول في فنون العلم لا ينتفع بها ايضا الا اذا اخذت على سبيل الاجمال. فاخذها على سبيل التفصيل وسيلة للتعطيل فالذي يأتي الى ملتمس العلم اذا جلس بين يديه ليقرأ عليه كتاب ما ككتاب ثلاثة اصول. ثم يبعد في تصديق الكلام علينا حتى تكثر تلك المعلومات الملقاة على الطالب يضر بالظالم ولا ينتفع بها. فايه بين يديه المتعلم ويبقى معه درسا واحدا بقوله اعلم. فيقول اعلم فعل امر والافعال ثلاثة فعل مضارع وفعل امر وفعل باطل ومنشأ هذه القسمة من اجمل الافعال. فان العمل وصلته الفعل. والفعل اما ان يكون في مضى او في زمن حاضر او في زمن المستقبل. فان كان في زمن مضى فهو الفعل الماضي. وان كان في في جمل حاضر فهو الفعل المضاد. وان كان في زمن المستقبل فيشترط فيه المضارع لا يفرق بينهما بعلامة كل كما سيخ فيشغل الطالب بقوله كما سيأتي. لان الطالب لا يتصوره ثم يبقى في بيان حقيقة العلم واقسام العلم حكما بين الفضل والكفاية. وانواع العلوم فيمكنها ان يبقى درسا كاملا في قوله لكن الطالب لا ينتفع ولا هو ايضا ينتمي فان الذي يدرس النفس على التفصيل يشتت قوته ويضعف مداركه وان توهم ان مداركه تقوى بهذا. لان الاجمال امكن في جمع القلب على العلم الملقى. فيكون انفع للمعلم والمتعلم ولم تكن هذه طريقة اهل العلم بكل قطب. حتى حدث ما حدث من احوال العلم التي تجددت. وهذا يرتفع به المنتهي اما ان يكون وسيلة لنفع المبتدئين فهذا يضرهم. وقد اشار الزركشي في قواعده الى ان العلم لا ينفع الا اذا اخذ اولا على سبيل على سبيل الاجمال ثم اخذ ثانيا على سبيل التوصيل. واشار مطولا ببيان مفصل ابن خلدون في مقدمته. ثم قال ويتلقى بعدها الاصول المتوسطة مستوفاة الشرح والبيان مع ذكر ما هنالك من الخلاف ووجهه. فتقوى بذلك ملكته في الفن فيزيدهم شرحا وبيانا ويذكر له الخلافة في تلك المسائل ويبين له وجهه فتكون هذه الزيادة محلا للعقل. لان اصولها متكررة في قلبه من قبل. قال ثم يتلقى بعد الوصول الممولة مستكملا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها ويزاد له حل المشكلات. اي ما يشتبه من مسائل العلم وتوضيح المبهمات اي ما يخفى منها وفتح اي ما ينغلق من مسائل العلم ويحتاج الى محاولة في ذرفه فيصل بهذه الى ملكة العلم ان يقوى فيه بهذه الجادة التي يسلكها ملكة العلم لانه يزاد له علمي شيئا فشيئا. فمثلا يذكر له في باب الاعتقاد او اولا اعتقاد اهل السنة مؤصلا مفصلا في كتاب او كتابين ثم بعد ذلك يزاد ذكر اقوال المخالفين ثم بعد ذلك يزاد الجواب عن اقواله. فاذا ابتدي الم تعلم بذكر قوله في اهل السنة واقوال المخالفين شبه اولئك او كيفية الرد عليها لم يتبع طالب العلم فالذي يتكلم مثلا عن كلام الله ثم يبين اعتقاد اهل السنة بالكلام الالهي ثم يقول وخالف فيه جماعة من هذه الفرق على سبعة مذاهب. فالمذهب الاول كذا والمذهب الثاني كذا حتى يتم السمع. ثم شبهات كل من ثم يبدل تلك الشبهات بما يبين من وجوه كشفها. فهذا يتخرج من عنده يخرج ولا يتخرج. يخرج من عنده الطالب وقد خلق اعتقاد اهل السنة باعتقاد اهل البدع ولذلك تجد مسائل من الاعتقاد اذا سألت عليها من اخذ مدة في دراسته لا يصيب فيها او لا السنة لانه خلق له قول اهل السنة بقولهم فلم يتميز عندهم ويظن انه ادرك علم الاعتقاد هو في الحقيقة لم يحق به علما. لما جرى له من الخلط فيه. فصار التخليط في تعليمه مجبرا التخليط في علمه وجرب هذا في الناس تجد صدق ما ذكرت له. قال وهو شبيهك. يعني تدريج المتعلمين اجتماع الخلق على ترتيب دراسة نظامية بما دون الجامعة في مراحل ثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية فهذه المراحل الثلاث هي سلم عندهم لبلوغ الدراسة الجامعية. والاصل لزومها فلا يمكن ان يأتي غظ ابن سبع سنين فيدخل الجامعة مباشرة. حتى نوابغ الخلق فان نوابغ الخلق هؤلاء هم حال استجداء والاستثناء لا يقاس عليه. ومع وجوب الاستثناء فانه فاسد لان النظر الى مجرد القوة الظاهرة دون قوة الباطنة يضعف الاخ. فهذا الذي يوجد منه قوة ظاهرة بتعاطي علم الماء لا ينكر الاطلاع على القوة الباطلة. وهي رسوخ تلك المعاني في قلبه وعدم تسوسها وهذا لا يحصل الا بمدة مديدة. ثم بعد ذلك تكون له النقلة في العلم. فاذا كان ممنوعا من سلوك هذا على طريقة اهل الدنيا فاولى ان يسلك بالناس ما ينفعه في طريقة اهل العلم والدين حتى يبلغ كمالات العلم. واما التخليط عليهم فانه يثمر خروج طلاب علمهم ينسبون اليه هم على التحقيق ليسوا من اهله المحققين له. فتجد الخوف بين انواع المسائل وعدم الفهم لشبابهم لكلام اهل العلم. مما نرى اثاره اليوم. فالذي اضعف العلم في الناس واذهب بهجته. وجعلهم يتهارشون فيه. بما لا يليق بالعلم ويحمل كل احد منهم مقالة الاخر ما لا يحتمل هو الجهل بالعلم. فانه لو سكت الجاهلون لقل الخلاف يؤثر عن علي رضي الله عنه انه قال العلم نقطة كثرها الجاهلون. فتجد المزايدات على مسائل من العلم لا يفسد احكامها فيمن تكلم فيها ارتداد ولا يحسم الحكم عليها فيمن تكلم في قوله فيكون لهذا مولدا معتد به ويكون للاخر مولد معتد به. ثم يخطئ هذا في هذا وذاك في هذا ثم يخطئ من بعدهم من يخطئ بتفريق اهل العلم بهذه المسائل مع بقول هذا بمولد وصح لذاك وصح لقول ذاك بمولد اخر لمن عقل العلم وحقيقته وغفر الله لكم الخاتمة واني اوصيك باربعين اولهن التحقق باخلاص النية فيه. فان العلم النية ومدار نيته المحققة للاخلاص فيه على اربعة اولها حجة عن النفس بتأليفها العبودية وثانيها رفع الجميع واخراهم. وذلك والعمل وبه بين العلم يراد بالعمل. ورابعها احياءه وحفظه من الضياع. وهذا المعنى متأكد متأكد المهيأ المهيأ له والقادم عليه القليل القادمة. القادم يعني لهن شرط في قوله ونية للعلم وغيره من النسب وبعده للعلوم من ضياعها وعمة به ذكر. فمن اجتمع له قصدها والثانيتهم بين العزائم اول صلي وثالثها والكسل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على يوم ثلاثا لما يحرك العزائم المنعم عليهم والصديقين والشهداء والصالحين والاحتضار بهذه وتعرفهم يدمر عزمة شكيمتك فلا تهلك نفسك من اثارهم. والله نعم ما استطعت من سيره. والثالث قليل سواء الدين المدروس ولازم ولازم تقرأ واحد المذاكرة هي والذاكرة ومن بدائع الالفاظ المستجدة رحمه الله بعد التحفظ والتفهم يضيع به زمن طويل في ابتغاء استرجاع ذهب والرابعة بالسكينة بالصبر فكيف بالتأني نيله ويتم تمنيه والثبات نبات وانما يجمع العلم بطول المدة وتجويد العدة فهم طلب العلم في ايام وليالي وليال فقد ظلم المحى ومن حشى قلبه ايها الراشدين ونهاية العجول تشتت وهذا من سبعين مدونة سابقة وجاء من فعل سابقا والخلاصة تدفع الخصاص وقصص خطبة الجميع من منيرات الاذهان سيره الله سيره الله بكل ملتمس نافعا منيرة من مقتبس ختم ادي الوادي. الموزونة ختمتها بالحمل. موزونة لكن الكتاب وختمها وختم وكتبوا صادقون عن بلاد حمده العصيمي يوم الثلاثاء الحادي عشر سنة ثلاث وثلاثين ختم المصلي وفقه الله مقالته بقوله اني موصيك باربع لا تدرك العلم الا وهن معك تصحبك حتى تموت. فمحض النصح العلم المبتغي نوالهم بتوجيه نظره الى امور عظيمة. فان الوصية الاسم لما يعظم شرعا او عرفا. اولاهن التحقق باخلاص النية فيه فان العلم صيد وشراكه النية. ولا ينبل في العلم النافع الا من اخلص نيته لله ومدار نيته المحققة للاخلاص على اربعة امور. اولها رفع الجهل عن النفس بان تبني يا رفع الجاري عن نفسك بتعريفها طريق العبودية ومرادك من العلم ان يدلك على عن طريق عبوديتك الله. وتليها رفع الجهل عن الخلق. فتنوي في ابتغاء العلم ان ترفع الجهد عن الخلق ورفعه عنه يكون بارشادهم الى مصالح دنياهم واخرتهم فلا يبتغي العبد عند بذله العلم من الناس شيئا من الدنيا لا مالا ولا منصبا ولا جاهل ولا رئاسة ولا شكرا ولا ذكرا ولا مدحا ولا ثناء ومنتهى امله فيهم ان يكون هاديا لهم يرشدهم الى مصالحهم في الدنيا والاخرة. واذا تبوأ رتبة الهداية والارشاد جعله جعله الله للمتقين اماما. واذا كان عمله في الخلق ان يذكروه او يشكروه او ينصبوه او يجعلوا له جاه فان هذا يفوت على نفسه الخير العظيم. ويوقعها بما يقربها من العذاب الوخيم. وثالثها العمل به فينوي ان يعمل بالعلم فان العلم يراد للعمل. ورابعها احياءه وحفظه من الضياع يعني في اخره علم ان يبقى العلم حيا نظرا قويا في المسلمين محفوظا من الذهاب والضياع. وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل. المهيأ اليه هيا له القادر عليه. فمن كانت له قدرة على العلم واهلية فيه بوجود اسباب العظيم من الحفظ والفهم والذكاء والنباهة والفطرة والفراغ والمال وغيرها قال اهل العلم في حقه هكذا. ولاجل هذا ذهب جماعة من الفقهاء ان العلوم التي قروض كفاية تكون في حق بعض الناس قروض عين. قياما بحق حفظ الشريعة ذكره مبسوطا القرافي في الفروق. وفي اخبار شيخ شيوخنا محمد الامين محمد المختار الجفري ان بعض اشياخه لما رأى فطرته وذكاءه قال يا بني ان من العلوم التي هي فرض غاية ما يستحيل في حق احد الى قبض العين. وانك من هؤلاء. ثم قال واليهن بقوله ولية للعلم رفع الجهل عنه عن نفسه فغيره من النسب اي النفوس. فالنسب جمع نسمة وهي النفس وبعده تحصين للعلوم منه ضياعها وعمل به زكن اي ثبت. فمن اجتمع له قصدها فملت نيته العلم والثانية اعزم ولا تتردد. فالعزم مركب الصادقين. والعزم هو الجازمة واذا فات العبد عزمه فاتته الغنائم. قال ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة. فان العزائم جلابة الغنائم. اي المستدعية لها. تعزم تغلب واياك واماني البطالين. لان الاماني رؤوس اموال المفاليس. قاله ابن القيم رحمه الله ثم ذكر ان قوة عزمه تمد بثلاثة موانئ اولها مولد الحرص على ما ينفع وثانيها مورد الاستعانة الله وثالثها مولد خلع ثوب العجز والكسل. وبرهانها قوله صلى الله عليه وسلم اجلس على ما ينفعك واستعذ بالله ولا تعجز قال فجمله الثلاث منابع الموالد اي تنبع منها تلك الموارد المذكورة الفا واحدا واحدا حذو القذة بالقدة والقدة اسم لريشة السهم التي تكون في اخره مما يشد في حبل القوس قال ومما يحرك العزائم ادمان مطالعة سير المنعم عليهم من النبيين والشهداء والصالحين. فالاعتذار بحالهم يعلق مصاعب ذممهم. وتعرف مصاعد هممهم يثوب عزيمتك ويقوي شكيمتك. فمن انفع ما يكون للطالب مطالعته صيغة مضى. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطب لا اجد لطالب العلم انفع من مطالعة سير السلف وذكر ابن مفلح رحمه الله ان العلم اذا ان الفقه والعلم اذا لم يقرنا بالنظر في السلف والقراءة في كتب الرقائق قلت منفعته وذهبت بهجته. قال فلا تحرم نفسك من اذانهم وطالع استطعت من سيرهم. ثم قال في الوصية الثالثة والثالثة تقلل الدروس واحكم المدروس. ولازم تكرارا واحرص على مذاكرة الاقران فمن المذاكرة احياء الذاكرة والعلم غرس القلب والغرس بلا سقيا يموت وسقيا مذاكرته والمذاكرة هي المراجعة مع الاقرار. بذكر كل واحد منهم ما وقر في قلبه من العلم عن شيخهم فيجتمعون بعد الدروس ويذكر كل واحد منهم في مسائله ما تلقوا عن شيخهم في كتاب ما اثنان رصيده فيحفظون العلم بذلك. واطلاق اسم على فعل الواحد لا يصح لغة بل يسمى مطالعة ولا يسمى مذاكرة الا اذا كانت فيه مفاعلة من الذكر مع غيره. ثم قال ومن بدائع الالفاظ المستجابة من قواعد الكفار اي من الاشعار المستجابة المنقولة عن من ينسب الى العلم قول ابي الحجاج ابن الزي الحافظ رحمه الله من حاز العلم ذكره حسن دنياه واخرته فاجد للعلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرة. ثم قال وترك الاستهجال بعد التحفظ رقم يضيع به زمن طويل في ابتغاء استرجاع مفهوم ذهبت معانيه اي او محفوظ نسيت مبانيه. فلا بد من المحفوظات والمفهومات مرة بعد مرة ويرتب من وقته في زمان تلقيه ما يكون باسترجاعها ثم الى اقوى الى العقبة جعل شغله في عطلته استرجاع ما تقدم منه من محفوظ او مرفوض. ثم ان بقي منها شيء بدأ بشيء جديد. ولا يجعلها محلا للبدن بشيء جديد فان هذا يضيع به العلم. فهو يحمل نفسه في اوقات الشغل بالدراسة او العمل على تلقي علم جديد ثم يجعل العقبة محلا لذلك ايضا. فلا يزال من جديد في جديد حتى لا يبقى معه شيء منه لكن من اغتنم فرص العطل المؤقتة العامة والخاصة بمراجعة العلم بقي معه العلم. ولا ينبغي ان يكل المرء من ذلك او يألف منه مع تقدمه في العلم. فان العاقل لا يرى بلال النقص ان يرى وهو ممن يشار اليه بالعلم ان يكون في يده ثلاثة اصول يعيد تحفظه وينظر فيما سبق منه في فان كمل اهل العلم لم تزل هذه عادتهم عنفة لهذا العلم من قلوبهم فان العلم اذا لم يقرر النظر فيه ذهب. ومن اخبار شيوخنا في ذلك ان شيخنا عليا ابن حمد الصالح رحمه الله وهو من كبار اصحاب العلامة الجنسي امسك يوما بيد تلميذه الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين وكان ابتدائي الطلب ممن قال عنه فالعقيدة الواسطية وقال له وددت لو جلست يا شيخ محمد في وقت فيه من قواتها يقول هذا وهو قد قارب السبعين رحمه الله تعالى. ثم قال والرابعة اصطحب السكينة والاناة. والفرق بين السفينة والاناة؟ ان السكينة سكون مطلق واما الاناة فسكون في مقابل ما يشير. فسكون في مقابل ما يثير اذا رجع صاحب العلم بما يغضبه ويعكر صفوه فسكن كان موصوفا بالالاف قال وتجمل بالصبر ففي التأني ليل رؤية المتمني والثبات نبات وانما يجمع العلم بقول المدة وتجويد العدة والعدة هي الة العلم وتجويدها تقويتها. فمن طلب العلم في ايام وليال وقد طلب ابن حارث ومن حشى قلبه به شيئا فشيئا سال واديه واروى قاصديه ونهاية العجوز تشتت ووفود. اي منتهى ما يصير اليه امر مستعجل ان يتشتت في العلم ثم يأبى نجمه منه ويزول اسمه عن ديوان اهله ثم قال وهذا منتهى المقالة في نصح من التمس العلم وابتغى اله استللتها من مدونة سابقة اي استخرجتها على وجه المستوصف من كتاب سابق وجاء من بعد سابقة اي عالية. فالخلاصة تدفع الخصاصة والخصاصة هي الحاجة فخلاصة ما يبقى من العلم تسد حاجة المتعلم. وقصر الخطبة من الكلام مع اي الايضاح من منيرات الابهام من منيرات الاذهان. فمما تستنير به الاذهان وتقوى ان ما يلقى اليها من العلم قليلا بينا واضحا جامعا مختصرا ليكون اوعى في القلوب حفظا ثم ختمها مصنفها بنظير وابتدأها به فانه ابتدأها بثلاثة ابيات نظما في والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ختمها بثلاثة ابيات فقال صيرها الله لكل ملجم نافعة منيرة للمبترس وختمها بالحمد في دراهم اي في اعلى مراتبها فدورة الشيء اعلى ما وذالها مضمومة. وتكسر فيقال ذروة وذرة. وذكر الفتح في لغة رديئة. وختمها يبلغ العبد الذي ابتغاه ومن فرى فليدعو بالتوفيق لكاتب وقارئ بطيقي لقارئ لكاتب وقارئ مطيقي. اي مستطيع فان الاستطاعة هنا اظهروا في المعنى من الشفقة. وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الثلاثاء الحادي عشر من جمادى الاولى وبهذا يكون قد اغلى بحمد الله من الكتاب الرابع اكتبوا طلاقة سماعه سمع علي جميع من سمع الجميع ومن عليه صوت يضبطه ويكتب كثيرا او بعضا. حسب ما سمع المقال في مسلم التبس العلم اولا بقراءة غيره في البيان الثاني. صاحبنا فلان فلان بن فلان يكتب اسمه تامة بما يتميز به عن غيره. فتم له ذلك بمجلس واحد بالميعاد المثبت في هل لي بنسخته؟ واجزت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين معين. والحمد لله رب العالمين. صحيح ذلك كتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم اليوم ايش؟ السبت. السبت الخامس من شهر ذي الحجة. ولا شهر اثنعش؟ سؤال ايه؟ الحجة ولا اثنعش؟ مو اثنعش؟ وش رايكم؟ اجيب جوابا مقنعا احسنت. ذكرنا فيما سبق ان من الخطأ الشائع تسمية شهور العرب بارقام. فالعرب تجعل للشهور اسماء ولا تجعل لها ارقاما فيقولون شهر المحرم لا شهر واحد وشهر صفر لا شهر اثنين. فيقولون شهر ذي الحجة للشهر الثانية عشر. واستفدت هذه الفائدة من العلامة محمد الصديق الضريب من علماء السودان وكان مشارا اليه بالعلم في الفقه خاصة وفي ابواب المعاملات اخص وهو مشهور بهذا وكان عضوا لمجمع الفقه في هذه البلاد مرة بزيارة له كتابا. فقال لي ما التاريخ اليوم؟ في التاريخ العربي. قال ان بلادنا يخفى فيها فالتاريخ فيها بتاريخ النصارى. فقلت له كذا وكذا وكذا بالارقام فقال العرب لا تؤرخ بالارقام. قال ولم ارى هذا الا عندكم في السعودية. يعني في التاريخ العربي بالتاريخ العربي اما غيرنا فليس عندهم التاريخ العربي وانما عندهم هذا التاريخ الاخر وهو تاريخ النصارى وهو بالارقام فانهم يستعملون. واما اهل من العرب وهو اصل لغة الاسلام على ما وصفه الشاطبي في الموافقات فانهم يؤرخون باسماء الشهور من شهر ذي الحجة سنة اربع مئة والف في مسجد العلامة ابن باز رحمه الله بمدينة مكة المكرمة. وهذا اخر هذا المجلس لقاءنا باذن الله تعالى بعد صلاة العصر بالكتاب الخامس. وفق الله الجميع لما يحبه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين