السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي شرع الحج وجعل فيه منافع فان منها انفع النافع. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما نفع الحجاج وعلى اله وصحبه اما بعد فهذا شوط الكتاب الخاص من برنامج منافع العلم الاولى ست وثلاثين واربعمائة والف. وهو كتاب الداعي الى خير المساجد. في مصلى صالح بن عبدالله بن حمد العصي. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللكافرين والمسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين قلتم وفقكم الله به في كتابكم الداعي الى خير المساعي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد الله وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم. اما بعد فاعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وقد امرنا بتعلم التوحيد فقال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لربك وللمؤمنين والمؤمنات. وهو اول ما هو اول واجب وهو اول واجب على العبد ويطور صحته وهو اول واجب على العبد ويبدأ به قبل غيره من المهارات حج الصلاة. فان النبي صلى الله عليه وسلم اما لما بعث معاذ بن جبر رضي الله عنه قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب فاليوم الاول ما تدعوه اليه فليكن اول ما تدعوه الى ان يوحد الله تعالى. فاذا عرفوا ذلك فاكثروا ان الله قد غفر عليهم خمس صلوات في يومه وليلة متفق عليه من اجل عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما. ويجب على العبد القوم الشرك فانه اقرب ما يخاف منه عند من تحاول سوء عاقبته واعتبر بدعاء وهو من هو ان يجنبه الله ومن عبادة الاصنام فكيف بغيره؟ قال ابراهيم ابن تيمية رحمه الله من يأمن البلاء من يأمن من البلاء بعد خليل الله ابراهيم حين يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام رواه ابن جرير ابتدى المصنف وفقه الله كتابه البسملة. ثم ان بحمد الله ثم ثلث بالصلاة على محمد وعلى اله وصحبه وسلم عليهم اجمعين ثم شرع يدعو الى مسعى من خير المزاعي. فقال فاعلم ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. فان المأمورات الشرعية مرتبة في درجات متفاوتة. تسمى درجات الحسنات. فان الحسنات التي امرنا بها ليست على سند واحد في رتبتها. بل هي متفاوتة تفاوتا كبيرة بين الفضل والنفل والفرض نفسه فيه رتب ودرجات والنفل ايضا فيه فيه رتب ودرجات. ومن اعظم واعظم ما امر الله به من الحسنات هو التوحيد واعظم ما نهى عنه من السيئات هو الشرك. والدليل قوله تعالى ولا تشركوا به شيئا. ودلالة الاية على اعظمية الامن بتوحيد واعظمية النهي عن الشرك من وجهين. احدهما في تقديم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعدهما من المأمورات والمنهيات تقديم الامن بالتوحيد والنهي عن الشرك على ما بعدهما من المأمورات والمنهيات بالاية ولا يقدم الا المقدم. فتقديمهما على ما بعدهما معلن بجلالة اعظميتهما امرا ونهيا والامر بالتوحيد هو في قوله واعبدوه. والنهي عن الشرك هو في قوله ولا تشركوا به وقيل في صدر الاية انه امر بالتوحيد بان اسم العبادة اذا اغلق في خطاب الشرع عامة والقرآن خاصة بالمراد به التوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل امر بالعبادة في القرآن فهو التوحيد. ذكره في تفسيره. والاخر في عطف ما بعدهما من المأمورات والمنهيات عليهما في عطف ما بعدهما من المأمورات والمنهيات عليهما وباب العطف باللسان العربي من جملة التوابع. فهو تابع مقدم قبله. وما جعل اصلا والحق به غيره فهو على رتبة مما تبعه. فالاوامر والنواهي كلها توابع للامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. ثم قال وقد امرنا بتعلم التوحيد فقال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله الاية وجلالة الاية عن الامر بتعلم التوحيد في قوله فاعلم انه لا اله الا الله والخطاب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم. ومباشرته به دون غيره برهان جلالته فان الامر والنهي المساق في القرآن خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم هو اعظم من غيره. ولهذا تجده في لماذا؟ قال الله تعالى يا ايها النبي اتق الله. وقال تعالى اصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. وقال تعالى فاقم الصلاة الشمس فاذا وجدت امرا او نهيا افتتح بخطاب صلى الله عليه وسلم حقيقة او حكما بذكره بوصفه في نحو يا ايها النبي او يا ايها الرسول او شيئا يدرى من الافراد في الامر والنهي بقوله فاصبر او قوله فاقم فان سياق الخطاب وفق ذلك شاهد على جلالته وعظمته والخطاب الذي يباشر به النبي صلى الله عليه وسلم من هو امر ونهي له اولا ثم امره نهي بامته بعده وخص بالخطاب في مواقع من القرآن افرادا لان القرآن يتنزل عليه وتنزله عليه وحده سورة مخاطبته وحده. وعلم من قاعدة الشرع ان الخطاب المفرد له لا يراد به ان يكون خاصا له. بل من وراءه من الخلق هم مخاطبون به. والى ذلك اشار الناظم بقوله لنا ما امر الرسول سوى ما خصه الدليل. فالاصل في خطاب الامر والنهي استواء الناس كافة فيهما وان وقعا في خطاب الشرع بلسان الواحد كالايات التي تقدمت. وقوله سبحانه في الاية فاعلم ام انه لا اله الا الله امر بالتوحيد. دل على فيه بكلمته. فان لا اله الا الله كلمة التوحيد. فتقدير الكلام فاعلم التوحيد وجعلت الكلمة دالة عليه وهذه الاية اية بدنية وفي امني فيها بتعلم التوحيد. بعد طول دعوته صلى الله عليه وسلم في مكة البلد الحرام الى توحيد الله تنويه بشدة الحاجة الى تعلم فاذا كان الذي انزل عليه القرآن وصدق داعي وقام بالدعوة الى توحيده مدة مديدة بمكة البلد الحرام. يباشر بعد العدو لما هاجر الى المدينة بالامن بتعلم التوحيد فغيره اشد حاجة واولى ان يعتني بتعلم التوحيد. والا ينفصم عنه من زمن لان قوام حياة القلوب هو توحيد الله عز وجل ودوام الصلة به تعلما وتعليما يمكنه في القلب عملا ودعوة. واذا اهملت بالتوحيد تعلما وتعليما وجد اثر ذلك للعمل والدعوة والاصلاح ثم قال وهو اي التوحيد اول واجب على العبد. اي اول شيء يتعلق بذمة العبد تعلقا يلزمه لزوما جازما ووجوب التوحيد وكون التوحيد اول واجب على العبد نوعان احدهما كون الاولية فيه حقيقية كون الاولية فيه حقيقية وذلك في حق من كان كافرا فدخل في الاسلام. فاول واجب عليه هو توحيد الله. والاخر كون الاولية في حكمية. كون الاولية في حكميته في حق من نشأ يدين بدين الاسلام. بحق من نشأ يدين بدين الاسلام فالناشئون على دين الاسلام تعلق بذممهم وجوبا حكميا في اول ما يخاطبون به من الامن والنهي توحيد الله عز وجل. لان سائر اعمالهم من صلاة او غيرها لا تصح الا بتوحيد الله عز وجل وكان السلف رحمهم الله يستحقون ان يصدق لسان الصبي والجارية اول ما يقدر على النطق بقول لا اله الا الله فكانوا يتحرون تلقينهم كلمة التوحيد لتعمر قلوبهم من النشأة الاولى لهم لمعرفة الله سبحانه وتعالى بتوحيده. فهي اولى من غيرها فحري بمن وهب الله له ذرية من ابناء او بنات ان يتعاهد تلقيه اولا اذا اطقت السنتهم بالكلام كلمة التوحيد لا اله الا الله ويؤخر ما بعدها. لجلالة موقعها من الدين. ثم قال ويبدأ به قبل غيره من المأمورات ويبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة. ان يقدم الامر بالتوحيد على الامر باي مأمور به. حتى الصلاة المعظمة شرعا في القرآن والسنة. لان التوحيد اعظم منه. وشاهده في قوله فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه الى نحو اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب. فليكن اول ما تدعوهم الى ان يوحدوا الله تعالى فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله فرض عليهم خمس صلوات الحديث متفق عليه من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما واللفظ للبخاري. فالحديث المذكور يدل على البداءة بالدعوة الى التوحيد والامن به قبل غيره من وجهين احدهما في قوله فليكن اول ما تدعوه الى ان يوحد الله تعالى فجعل اولية الدعوة تختص بالدعوة الى توحيد الله والاخر في تأخير امرهم بالصلاة وهي هي تعظيما في الشرع بعد دعوتهم الى التوحيد في قوله فاذا عرفوا ذلك فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم. ثم قال ويجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف قبحه وسوء عاقبته فسلامة دين العبد في دوام خوفه من الوقوع في الشرك لانه اشد شيء ينبغي ان يخاف من عند من عرف قبحه لما فيه من جعل حق الله لغيره. واذا كان الناس يستقبحون ان يعمد احدهم الى منع غيره منهم عن حقه وجعله لغيره من الناس فان استقباح هذا في حق الله اعظم. لان الله عز وجل هو الذي له الملك وبيده الامر واليه المصير. فاقبح من منع الخلق حقوقه منع الله سبحانه حقه في توحيده. بالوقوع في الشرك واذا انضم الى ذلك معرفة سوء عاقبته عظم في قلب العبد الخوف منه فان كل ذنب على رجاء مغفرة من الله. الا الشرك. قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فمنشأ من شدة الخوف من الشرك امران. فمنشأ شدة الخوف من الشرك امران احدهما قبحه في نفسه. قبحه في نفس لما فيه من الظلم بجعل حق الله لغيره. والاخر سوء عاقبته سوء عاقبته على العبد. فانه يحرم عليه الجنة ويخلده في النار ابد الاباد ودهر الدائنين. ثم قال مشفقا واعتبر بدعاء الخليل. يعني ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وهو من هو اي في مبلغه من تحقيق التوحيد. كما قال تعالى ان ابراهيم كان امة ان ابراهيم كان امة قانتا لا حنيفا ولم يكن من المشركين. في سورة النحل. فوصفه الله عز وجل المقامات العالية والمراتب السامية فقال ان ابراهيم كان امة لله امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا الى العمر اجتباه وهداه. الاية واللوادي بعدها في مدح ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فكان مع بلوغه هذه الرتبة العالية وقد دعا ربه سبحانه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام فالحال التي اعترت ابراهيم عليه الصلاة والسلام تقوي في قلب العبد الخوف من الشرك من جهتين. احداهما انه دعا ربه اي يجنبه وبنيه عبادة الاصنام. والدعاء بالتجنيب يكون لما يخاف ويحذر. والدعاء بالتجنيد يكون لما يخاف ويحذر والمجانبة المباعدة مع عدم المواقعة. والمجانبة المباعدة مع عدم المواقعة فهو لم يدعو ربه ان لا يقع في الشرك فقط. بل دعا ربه ان يباعد بينه وبين الشرك. فلا يقربه منه. في مقصده ولا بالوسائل المؤدية اليه. والاخرى في كون الداعي هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي حقق التوحيد لله عز وجل. واذا كان قد بلغ من تحقيق التوحيد ما بلغ حتى صار خليلا لله. فان غير ابراهيم اولى بالخوف من الشرك. قال ابراهيم الدين احد التابعين رحمه الله من يأمن من البلاء بعد خليل الله ابراهيم حين يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. رواه ابن الجليل اي لا احد يأمن من الابتلاء بالشرك ان يقع فيه بعد ما اعلنه خليل الله ابراهيم عليه الصلاة سلام من شدة الخوف منه. فاذا كان الخليل المؤيد بوحي الله المحقق توحيده يخاف الشرك على نفسه وبنيه. ويدعو ربه لقوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فنحن وغيرنا اولى بان تمتلئ قلوبنا طبعا من الوقوع في الشرك. ومن الناس قوم اذا سمعوا ذكر هذا الامر عدوه وسوسة او ازراء بالمسلمين في تحقيقهم التوحيد عن علم هؤلاء ان انقداح هذا الخاطر في نفوسهم برهان على شدة حاجتهم الى التوحيد ووجوب ملئ قلوبهم بالخوف من الشرك. لان التوحيد حق الله والخطأ في حق الله اعظم من الخطأ في حق غيره. والشيطان لا يزال قاعدا للخلق يستدرجهم الى ما لا يحبه الله ويرضاه. واعظمه الشرك ومن ذا الذي يأمن نفسه التي بين جنبيه؟ فان النفس تتغير وتتقلب تبعا لما يعلم لمصدر الحركة والارادة فيها وهو القلب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم القلوب بين الاصبعين من اصابع الرحمن فمن شاء اقامه ومن شاء ازاغه. وقد تلاهى به الزيغ الى ان يخرج من دين التوحيد الى دين الشيك. ثم ابواب الشرك كثيرة العدد مختلفة الالوان. واذا انمت على نفسك من ان تذبح لغير الله او تنذر لغير الله او تدعو لغير الله. افتح انك امن من الوقوع في الرياء والتسميع ورؤية النفس والاغترار بالقوة والزهو بالحال وغيرها من الامور التي تخدش في التوحيد وتضعفه. روى البزار باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال الشرك بضع وسبعون بابا. ومراده بذكر السبعين ابوابه فلا امنة للعبد من الولوج في تلك الابواب والتلطخ بقذارة الشرك ونجاسته الا في شدة الاحتراز منه. وملاحظة ما يعرض من افراده على العبد واعتبر هذا في الرياء. الذي لا يقوم العبد بعمل صالح الا تخوفه على نفسه. فانه اذا صلى خاف على نفسه الرياء. واذا تتصدق خاب على نفسه الرياء. واذا صام خاف على نفسه الرياء واذا احسن الى الخلق خاف على نفسه الرياء فالرياء باب من الشرك. يفتح عليك في اوقات كلمة من يومك وليلتك. فاذا لم تتحرز منه ومن الشرك كله. ربما دخلت في باب منه ثم تزايد معك هذا الباب وقوي او استحكم في نفسك حتى نقلك الى ما بعده من شر الشرك. نعم. احسن الله اليكم. قلت لهم وفقكم الله فصلا واعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضي اننا فلا يقبل منا حليما فلا يقبل من احد سوى والاديان كلها باطلة من الاسلام. قال الله تعالى اليوم من تركم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام وقال رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الله امرني ان اقرأ عليه فقرأ عليه لم يقل انني كفروا من اهل الكتاب فقرأ فيها ان باب الدين عند الله المسلمة. لا بل اليهودية النصرانية من يعمل خيرا فلن يكفر. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم. والدين هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وانها لصراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا سبل الاية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسوا محمد بيده الناس احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ويموت ولم يؤمن بالذي اوصيت به الا كان من اصحاب النار. رواه مسلم. وقال الاسلمي رضي الله عنه ان الله امر ان الله انقذ بني الاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم. الاهواء والبدع والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم. ومن زار عن النداء فهو شيطان يدعو الى ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا بيده ثم قال هذا سبيل صراط المستقيم ثم قطع يمينه وعن شماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عدي في قانون المحكمين ثم قرأ ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد في المسند واسناده حسن ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعقيد من الاهواء. قالوا المجاهدون المتين رحمه الله ما ادري اي نعمتين ما ادري اي رواه عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المسائل فقال واعلم ان دين الاسلام كامل اي لا نقص فيه وان الله رضي حولنا فدين الاسلام ماضي وغيره مسخوط عليه. فلا يقبل من احد دينا سواه فما تعبد به احد لله عز وجل من الاديان فان الله لا يقبله والاديان كلها باطلة الا الاسلام. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فاخبر سبحانه في الاية بكمال دين الاسلام وانه رضيه لنا دينا. وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في في الاخرة من الخاسرين. فالاديان التي يبتغيها الخلق ويقصدونها متعبدين فيها. لا يقبلها الله عز وجل منهم الا دين الاسلام. وهؤلاء ما هم فيه وباطن ما كانوا يعملون وهم في الاخرة من الخاسرين. فلا فوز عند الله عز وجل الا بدين الاسلام وفي حديث ابي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الله امرني ان اقرأ عليه فقرأ عليه سورة البينة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب فقرأ فيها اية كانت منها ثم نسخت. ان ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية. من يعمل خيرا فلن يكفاه. فالدين المعتد به عند الله هو دين الحنيفية. وهو الاسلام. وما عداه من الاديان اليهودية او نصرانية او غيرهما فان الله عز وجل لا يعتد به ولا يقبله من العبد فاوطن لي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم. ثم قال والدين الحق اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. فامرنا ان نتبع صراط المستقيم الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم داعيا اليه من ربه والصراط المستقيم الذي دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم هو دين الاسلام. فعند احمد بسند حسن من حديث نواس رضي الله عنه في حديث طويل انه صلى الله عليه وسلم قال فالصراط الاسلام ثم ذكر حديث ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه عند مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال والذي النفس محمد يدف لا يسمع بي احد من هذه الامة اي من امة الاجابة اي من امة الدعوة بعث النبي صلى الله عليه وسلم يدعوها الى الاسلام بمن فيها من يهود او نصارى او مشركين قال لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به. الا كان من اصحاب النار لان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الدين الذي اتبعه العبد به الى الجنة. وما عداه بعد بعثته من الاديان اذا اتبعه العبد كان منتهاءه الى النار وقوله في الحديث لا يسمع بي احد اي سماعا موافقا لما انا عليه من اي سماعا موافقا لما انا عليه من الدين. ثم ذكر ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه عند البخاري ان الله انقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم خبرا عما اتفق من الخير للعرب. فانهم انقذوا بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم من الشرك الى التوحيد ومن الضلالة الى الهدى ثم قال والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم. فان الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو ماء لنا في القرآن والسنة. فما احدث مما فيهما من البدع والاهواء فليست من دين الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن زار وعن الهدى فهو شيطان يدعى يدعو الى الردى اي الى الهلاك. فعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده اي في الارض. ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا صغارا. ثم قال السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه. فكل سبيل معدول عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم انتصب على بابه شيطان يدعو اليه وهؤلاء الشياطين منهم شياطين جنية ومنهم شياطين انسية يميلون بالخلق عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق. ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فلا تتبعوه ولا تتبعوا اي لا تتبعوا الطرق التي هي خالدة عن السبيل الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم رواه النسائي في السنن الكبرى واحمد ابن مسند والاسناد هو حسن. ثم قال ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان. احدهما نعم ظاهرة. وهي التي بها في خارجه. وهي التي يتجلل بها في خارجه. من صحة بدن وكثرة ماله وحسن الزوجة وانجاب ذرية وغيرها والاخر نعم باطنة. ومن الذي يتجلل بها في من اسلام وسنة واتباع وذكر لله وعلم به وبشرعه. وغير ذلك والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. لان النعم الظاهرة فيها الكافر المؤمن. ويزاحمه فيها. ويوجد في الكافرين من يتقدم عليهم في اعراضها واغراضها. واما النعم الباطنة فتختص باهل الايمان وهي لذة ارواحهم وانس نفوسهم وشرح صدورهم وطمأنينة قلوبهم. ومن تلك النعم الباطنة نعمة توفيق الله للعبد الى الاسلام والسنة بان يكون على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه فانه صلى الله عليه وسلم لما جاءنا بدين الحق اخبر ان امته لغاية بعده فرقا اشتاتا وطرائق قددا وسيبقى منهم من يبقى على الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. والباقون على ودينه هم متمسكون بسنته المتبعون اثره. واذا في الدرة اذ قال اعلمه لي كأنه جاء الخبر عن النبي المصطفى خير البشر بان للامة سوف تفترق بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى وصحبه بالغير زيد وليس هذا الوصف جزما يعتبر في شقة الا على اهل الاثر. اي على المتبعين اثر الرسول صلى الله عليه وسلم المتمسكين به. ولا يتهيأ للعبد ان يثبت على ما وفق اليه من الاسلام والسنة الا مع العافية من الاهواء. وهي اراء الخلق. وما تميل اليه نفوس فان الناس تتجدد لهم من الاراء وتبدو لهم من المقترحات وينبعث في نفوسهم من انواع الميل ما لا يجمعه ديوان حاصل وكل يوم تشرق فيه الشمس يجد انواع من الخلق ما يجدونه من اراء متجددة واقتراحات متعددة. تحملهم على ترك شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والعدول عنه الى غيره. في ابواب الدين والدنيا فاذا علق شيء منها بقلب العبد واستودع عليه وتمادى به من السنة. لان السنة اتباع فيها الا للنبي صلى الله عليه وسلم. واما الاهواء فالمتبعون فيها هم دعاتها المعظمون فيها العبد مني توحيد اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اتباع غيره من الخلق فيما يستحسنون من الاراء والاقوال التي لا ترجع الى الشرع. ولا تبنى عليه بل حقيقتها يجدونها في نفوسهم ثم تتعاظم حتى تستولي على قلوبهم ويقويها الشيطان بها ثم يغثونها بالخلق فيتلقفها من يتلقفها ولاة من هذه الاهواء الا بحسن الاتباع وتجريد النفس من حظها. فان من الناس من ينتسب الى السنة ويزعم انه من اهلها فاذا نظرت الى حظ نفسه منه وجدت نفسه تتلاعب به تلاعبا شديدا يكسوه هو ما شاء من الاسماء التي يزخرف بها انها من اتباع السنة. فالشيطان عظيم الكيل للناس بهذا الباب لانه لا يتمكن من تزويج الباطل بينهم الا بخالف حق. فيكفيل لهم من ذلك صنوفا مغويا اذا علق احدها بقلب احدهم وتعصب له جره شيئا فشيئا حتى اخرجه من السنة. فنعمة السلامة من الاهواء والعافية منها نعمة عظيمة. وحقيقتها ان لا يكون في قلب العبد منازعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وان يتلقى دينه عن اهله من العلماء افقين الذين لا يجهلهم جهلة الخلق فضلا عن ملتمس العلم فان عجائز الناس في بيوتهن يميزن من هو صاحب العلم من غيره. ونور العلم والهدى لا يحجبه الله عن الخلق بتعريفهم اهله. والنفس تجد قوة تميز بها هل هذا من اهل العلم الذين يؤخذ عنهم الدين ام ليس من اولئك؟ لان اهل العلم الذين هم اهله عليهم نور من نور رسالة ويمتازون بهذا النور عن غيرهم. فيسهل تمييزهم لمن تجرد من هواه. ولم يكن الا رضاك الله ثم ذكر المصنف قول المجاهد المكي وهو ابن جبر صاحب ابن عباس الذي رواه عنه الدائمي انه قال ما ادري اي نعمتين علي اعظم ان هداني للاسلام او من هذه الاهواء. وهاتان النعمتان نوعان. احدهم نعمة تحلية بالهداية الى الاسلام نعمة تحلية بالهداية الى الاسلام والاخرى نعمة تخذية بالعافية من الاهواء نعمة تخلية بالعافية من الاقواء احسن الله اليكم واصطبر على انه يجب على العبد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال به صلى الله عليه وسلم والحذر من مخالفة امره صلى الله عليه وسلم ان يصيب العبد من امره او عذاب اليم. قال الله وتعالى في رسول الله اسوة حسنة وقال ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار بقوله صلى الله عليه وسلم كل امتي قالوا يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. رواه البخاري ابي هريرة رضي الله عنه والبدعة مفقودة على اهلها فتجد مجانبة منها وينصبها. فعن عائشة رضي الله عن عائشة بنت ابي بكر رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا فليس متفق عليه. وسلامة دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر الاتباع. قال ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. رواه الترمذي واسناده صحيح. ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة لانهم صمدوا الرسول صلى الله عليه وسلم فهم اعلم بما جاء به من الدين. قال احمد محمد رحمه الله قال احمد رحمه الله في رسالته الى عبده الى عبوس السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة. عقد المصنف والخطأ الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي. فقال واعلم انه يجب وعن العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال فلا يزاحم اتباعه صلى الله عليه وسلم بغيره. بل يكون اتباعه مجردا خالصا مصفى للنبي صلى الله عليه وسلم. لان اتباعه صلى الله عليه وسلم يورث صدق المحبة لله. قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وكان الحسن البصري يسمي هذه الاية اية المحنة لان الله امتحن الخلق في دعواهم انهم يحبونه بصدق اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. فمن اتبعه فهو صادق في محبته ربه ومن لم يتبعه فهو كاذب في دعواه. وقد امرنا بالاقتداء به بجعله اسوة لنا قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اي قدوة حسنة. وحذرنا من مطالبة امره صلى الله عليه وسلم ان يصيب العبد فتنة او عذاب اليم. قال الله تعالى فليهد للذين يصادفون عن امرهم ان اصيبهم عدلة او يصيبهم عذاب اليم. فالمخالفون امر الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعدون بواحد من وعيدين. احدهما اصابة الفتنة لهم والفتنة الشرك. قال الامام احمد فليهتدي الذين يخالفون عن امره ان تصيبه فتنة اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ رواه ابن بطة في الابادة الكبرى. والاخر العذاب الاليم. اي الشديد فمن خالف امر الرسول صلى الله عليه وسلم فاما ان يقع في الشرك واما ان يقع في ما دونه مما يستحق به العذاب الاليم. ثم قال فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. لقوله صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى والابون طاعته صلى الله عليه وسلم لا يدخلون الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم في صدر الحديث كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى الحديث رواه البخاري. ثم قال والبدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب مجانبتها اي مباعدتها. والنفرة منها اي بغضها وكراهيتها. وان لقباحتها في نفسها. فالبدعة وان كانت صغيرة فهي قبيحة اشد القبح لما من الاحداث لما فيها من الاحداث ونسبة دين الرسول صلى الله عليه وسلم النقص وعدم اداء الامانة بالبلاغ. قال الامام ما لك من ابتدع فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة. لانه يستدرك بابتداعه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يعده هو من لم يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم. وحقيقة هذا ان يلزمه تخوين النبي صلى الله عليه في البلاغ قد برأه الله عز وجل من ذلك اعظم البراءة ثم ذكر حديث عائشة رضي الله الله عنها في الصحيحين من احدث في امرنا هذا اي في ديننا ما ليس منه فهو رد اي موجود محدثات في الدين هي التي سمتها الشريعة بدعة. فالبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس بقصد التقرب ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب. ثم قال دين العبد في تحقيق الاتباع وهدي الابتداع. لان الاتباع يكون للنبي صلى الله عليه وسلم والابتداع يكون لغيره. فما كان للنبي صلى الله عليه وسلم دينك في تحقيقه والحرص عليه وما كان من غيره من المحدثات وسلامة دينك في هديه وتركه والنفرة قال ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا. فقد كفيتم اي فيما بين لكم من دين فانه ليس شيء يفتقر اليه الناس بدينهم الا بين بيانا شافيا. رواه الدارمي واسناده صحيح. ثم قال ومن شعار هذه اتباع اثار الصحابة رضي الله عنهم اي ما جاء عنهم من اعتقاد او قول او فعل بقوله لانه صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم. فهم اعلم بما جاء به من الدين. فلا يشاركهم احد في هذه فضيلة وهي صحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم التي اوجبت لهم انهم بدينه اعرف وعلى هذه اوقف فمن بعدهم لا يبلغ قدرهم في معرفة الدين. ثم ذكر قول الامام احمد بن حنبل رحمه الله اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع كل ضلالة. احسن الله اليكم. والام وفقكم الله. فصل واعلم ان لان وهو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترك نعاماله البيضاء ليلة البيضاء الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل الله لقد تركت لكم عذابه بيضاء على مثل بيضاء رواه ابن ماجة واسناده الحسن. وعن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته وعلى فيه ما يعلمه لهم ويضرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم وبين ما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما ليستغنوه ببيانه عما عدا عن ابي بكر الالباني رضي قال تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طائر يطير بجناحه الا عندنا منه علم. رواه ابن حبان واسناد صحيح فلا نتكلف بعده ما لا يعنينا فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهينا عن التكلف. رواه البخاري وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فإنه وما امركم به فافعلوا منه ما استطعتم. فانما اهلكم من قبلكم كثرة نسائهم واختلافهم على انبيائهم متفق عليه. ولا نعمل ولا نعمل في امر الدين ولا نعمل في اهل الدين بالرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع. متبعين وصية سعد رضي الله عنه انه يا ايها الناس افهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم ابيك ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه متفق عليه عقد المصلي وفقه الله قصرا اخر يدعو فيه الى مسعد من خير المساعي. ان العبد مأمور بالاستمساك بالوحي اي شدة التعلق به ولزومه لقول الله تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك قال لان القرآن تبيان لكل شيء. وهو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. كما قال تعالى عليك الكتاب تبيان لكل شيء. الاية ورسوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد تركنا على مثل ليلها ونهارها سواء ودل امته على خير ما علمه لهم. وانذرهم شر ما علمه لهم. فالوحي دائر بين القرآن الكريم والسنة النبوية. فالعبد مأمور بان يستمسك بهما لانهما الوحي ثم ذكر ما يصدق ما قرره من ان النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على مثل بيضاء ودل امته على خير ما علمه لهم واندرهم شر ما علمه لهم. فذكر حديث ابي الدرداء الانصاري رضي الله عنه وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء رواه ابن ماجة واسناده حسن والبيضاء وصف لموصوف محذوف يقدر بما يناسبه كلب حجة وشهر هذا بكلام اهل العلم ولم يثبت ذكر هذه اللفظة في شيء من الاحاديث. لكن الصفة المذكورة مناسبة ثم ذكر حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاصي رضي الله عنهما عند مسلم وفي انه لم يكن نبي قبله الا كان عليه ان يدلهم متى وعلى خير ما يعلمه لهم انذره شر ما يعلمه لهم. ثم قال وبين ما يحتاج اليه الناس في دين من بيان تاما ليستغنوا ببيانه عما عاداه. فعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه انه قال تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طال يطير بجناحيه الا عندنا منه علم رواه ابن حبان واسناده صحيح. فليس شيء يحتاج الخلق الى بيانه من امر الدين او الدنيا مما به قوام مصالحهم الا وقد بينه النبي صلى الله وسلم بيانا شافيا قال فلا نتكلف بعده ما لا يعنينا فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة واختلافهم على انبيائهم. فان التقعر في بحث ما لا يعني العبد. والتشدد فيه من التخلف المنهي عنه. وعند البخاريين عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال نهينا عن التغلب ومثل هذا يعد من المرفوع حكما وانه مما يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من سنته قال العراقي في الفيته قول الصحابي من السنة او نحو امرنا حكم الرفع ولو بعد النبي قاله باعصري على الصحيح وهو قول الاكثري. فقوله قول الصحابية من السنة او نحن امرنا وكذا مثله نهينا يعد من السنة. ثم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. فالعبد فيما يكون من المنهيات يؤمر باجتناب كله وما يكون من المأمورات يؤمر بفعل ما يستطيعه منه اي استطاعه قل له وجب عليه الاتيان به وان عن جميعه وقدر على بعضه جاء بما قدر عليه. ثم قال صلى الله عليه وسلم فانما اهلك الذين من قبلكم فاجرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. متفق عليه. ثم قال ولا نعمل في امر الدين الرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع فان الرأي الذي لا يرجع الى اصول الشرع ومقاصده لا يبالي به. وهو الذي يسمى الرأي المذموم. فان الرأي له نوعان. احدهما الرأي المحمود الرأي المحمود. وهو ما قوي استنباطه ما قضي استنباطه من خطاب الشرع. والاخر الراعي المذموم وهو ما لا يرجع الى الاستنباط من دلالة شرعية وهو ما لا يرجع للاستنباط من دلالة شرعية فما كان من ابراء الملموم فلا يعمل به في الدين. متبعين وصية سالم حذيفة رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم. والرأي الذي يخالف الدين هو الرأي المذموم لقد رأيتني يوم ابي جندل اي لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وهو ابو جندل ابن ابن عمرو رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالح سهيلا ومن معه على ما صالحهم عليه من ان يرد النبي صلى الله عليه وسلم اليهم من يأتيه من قريش. فوافق صلح النبي صلى الله عليه وسلم معهم قدوم ابي جندل رضي الله عنه عليه فارا من مكان ابيه وقومه فلما رآه ابوه سهيل ابن عمري قال هذا اول من اصالحت عليه يا محمد صلى الله عليه وسلم فرغب اليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعه له. فابى صهيب ورده النبي صلى الله عليه وسلم ينصب في سلاسله فعظم هذا على المسلمين ان يرد مر بدينه الى النبي صلى الله عليه وسلم الى القوم المشركين الذين يسمونه سوء العذاب. فوقع في قلوبهم ما طبعا مما اخبر عنه سهيل لما قال اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه لرددت. اي لو طويت على ربي ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من ارجاع ابي جندل الى المشركين لفعلت. وهذا يبين لك شدة يبين لك فشدة ما يجده العبد من منازعة الاهواء. وانه لا يكاد يسلم منها احد ولا تذل النفس للعبد في التسليم لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم الا مع دوام المجاهدة. نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله حسن واعلم ان قبل العلم وامنه عظيم. قال الله تعالى شهد الله لو انه لا اله الا هو والملائكة اولو علي قائلون بالرزق. فقال ويرى الذين اوتوا العلم الذي هم في ايديك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط عزيز حميد. وعن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقه في الدين متفق عليه. وعن ابي الدرداء رضي الله عنه وانه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق وان الملائكة وان كل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الخواتم. وان العلماء وردة الانبياء وان الانبياء رواه اصحاب السنن الا النسائي وانه خير وانه يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع كل الصحبة. قال الله تعالى ان الذكر منهم كنتم لا تعلمون. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم. رواه ابو داوود واسلامه صحيح. ومن ليسوا من امره فلا يؤخذ عنهم. قال عن ابي طالب رضي الله عنه انظروا ممن تأخذون هذا العلم فانما هو دين فانما هو الدين رواه ابن علي وصح عنه وصف نحوه عن جماعة من السلف. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لا يزال الناس صادقين متماسكين ما والعلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن اكابرهم. فاذا اتاهم من اصابعهم هلكوا. رواه الطبراني وشر هؤلاء رؤوس الجهال والذين يتبعون المتشائمين. قال ابن عامر رضي الله عنه تعلموا فضائل قبل الظالمين. رواه في مسنده باسناد صحيح الشعر الرؤوس شر هؤلاء الرؤوس البهائم ما شاء الله وشر هؤلاء رؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابهين. قال عقبة ابن عامر رضي الله عنه تعلموا الفرائض قبل الظالمين. رواه في مسنده باسناد صحيح. وعلقه البخاري وقال يعني الذين يتكلمون وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها انها قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية هو الذي انزل تعليم الكتابة منه واياته بينهن ام الكتاب واخر متشابهة. فاما الذين في قلوبهم زيغ انفق الى قوله اولو الالباب. قالت قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منهم فاولئك الذين سمى الله اهلهم ويقبض العلم في قبض العلماء. ويقبض العلم بقبض العلماء فعن ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله لا يقبل العلم انتزاعا انتزعه من العباد. ولكن ينطق العلم العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسألوا فأتوا بغير علم فضلوا واضلوا متفق يسعى للمبادرة الى تلقيه عنهم عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي. مبينا ان فظل العلم واهله عظيم. داعيا بذكر وفضل اهله الى الحرص على طلبه. وذكر من الاية والاحاديث ما يبين فضيلته. قال الله وعلى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. ففي الاية شرف اهل العلم باستشهاد الله لهم على وحدانيتهم. وهذه الاية تدل على فضل العلم من وجوه عشرة يضيق المقام عن شردها. لكن عمودها الاعظم ان الله استشهد باهل العلم في اثبات وحدانيته سبحانه. ثم ذكر قوله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق. ويهدي الى الى صراط العزيز الحميد. فالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم هو الحق الثابت وبه تحسن الهداية الى صراطه سبحانه وتعالى. وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين. فمن علامة ارادة الله العبد بالخير ارادة الله العبد بالخير ان بالدين والفقه في الدين جامع بين العلم والعمل فانه لا يكون فقيها في الدين من يعلمه ولا يعمل به فقد نقل ابن القيم في مفتاح دار السعادة اجماع السلف على ان اسم الفقيه لا يكون الا لمن جمع العلم والعمل الفقه شرعا هو ادراك الخطاب الشرعي والعمل به. هو ادراك خطاب الشرع والعمل فيجمع فيه بين العلم والعمل. فالفطر شيء زائد عن العلم. ثم ذكر حديث ابي ابي الدرداء رضي الله عنه عند اصحاب السنن الا النسائي واسناده حسن وهو اعظم احاديث في شرف اهل العلم ففيه وجوه متعددة من بيان فضائلهم. فالذي يسلك طريقا يطلب فيه العلم يسلك الله به طريقا الى الجنة. والملائكة تضع اجنحتها رضا لطالب العلم. والعالم يستغفر له من السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوب الماء. وفضل العالم على العابد وفضل القمر ليلة البدء على سائر الكواكب والعلماء ورثة الانبياء وميراث الذي حازوه عنه هو العلم. ولابي الفرج ابن رجب رحمه الله كتاب الحافل بشرح هذا الحديث لا يستغني ملتمس العلم عن قراءته مرات لا مرة واحدة حتى لا يتغرغرا قلبه بحلاوة ما في هذا الحديث من الحقائق الدينية الايمانية المبينة فضل العلم وشرف اهله وان من تبوأ في ديوان العلم واهله لم ينظر الى غيره فان النفس به وتقوى وتستغني عن الخلق فلا تلتفت اليهم ولا ترجو منهم شيئا ولا تخافهم بشيء ثم قال وانه يعني العلم يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع اولي الصحبة. فما فمن رام العلم سلك تلك المسالك المنعوتة وذكر في السؤال قول الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فالسؤال الذي ينتفع في العلم هو سؤال اهله. لا سؤال غيرهم. وذكر حديث ابن عباس عند ابي داوود واسناده صحيح. مرفوعا يسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم. فالعلم يؤخذ بالسماع لا بالقراءة من صحف المصنفات والكتب ثم قال ومن ليسوا من اهلي فلا يؤخذ عنهم اي من لم يكن من اهل العلم فلا يؤخذ العلم عنهم فالعلم انما يدرك باخذه عن اهله. وذكر قول علي رضي الله عنه انظروا ممن تأخذون ان هذا العلم فانما هو الدين رواه ابن علي في كامل فصح نحوه عن جماعة من السلف رحمهم الله كلهم يقول ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فلا يقوم دين العبد قياما صحيحا الا بحسن اخذه العلم عن اهله فاذا عدل الى اخذ دينه عن غيرهم وقع في المهلكات. كالذي يأخذ دينه عن ميراث الاباء والاجداد او ما عليه اهل بلده اما وجده في كتاب فلان او ما تلقاه عمن ليس من اهله العلم فهذا يضر بدينه ويفسد عبوديته لله سبحانه وتعالى. ثم ذكر اثرا نافعا عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير فاطلاق العزم اليه يراد به كتابه المعجب الكبير. انه قال لا يزال الناس صالحين متماسكين ما اتاهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن اكابرهم فاذا اتاهم من اصابهم هلكوا واسناده صحيح. فسلامة الناس في اخذهم العلم تكون امرين فسلامة الناس في اخذهم العلم تكون بامرين. احدهما اخذهم العلم من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. اخذهم العلم عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. بتلقي عنه في حياته بتلقيه عنهم في حياتهم. وطلب اثارهم. بعد مماتهم وطلب اثامهم بعد مماته. والاخر اخذه عن اكابرهم. اخذه عن اكابرهم وهم المشار اليهم بالعلم على الحقيقة. وهم المشار اليهم للعلم على الحقيقة من اهل السنة ونصوف القدم في العلم. واكثر ما يكون ذلك فيمن تقادم سنه. فان وسوخ العلم وثبوته لا يكون في من نقص عمره عن حال الشيء بخلاف من تمادى به العمر مع طول ملازمته العلم فهو احرى بالرسوخ. ثم حذر رضي الله عنه من اخذ من الاصاغر لانه مهلكة للناس اي مهلكة. فقال فاذا اتاهم الى صغيرهم هلكوا والاصادر هنا نوعان. احدهما الاصاغر في الدين وهم اهل البدع الاصائغ في الدين وهم اهل البدع فاذا اخذ العلم عنهم هلك الناس وفسدت ديانتهم والاخر صغار السن من اهل السنة اذا دخلوا فيما ليس لهم صغار السن من اهل السنة اذا دخلوا فيما ليس لهم. فان العلم مراتب ودرجات وكل مرتبة لها ما يناسبها من عمر المتكلم فيها. فاذا تطاول المنسوب الى السنة ممن يكون صغير السن الى مرتبة ليست له. اضر بنفسه وبالناس. فالاخذ عن لا ينتفع فيما يكون من شأنهم من الارشاد العام وتبين مسائل العلم اعتقادي والحديث والتفسير وغيرها من ابواب الدين لكن ما يتعلق بالشأن العام وما تنازعت الافهام وزلت فيه الاقدام فهو موكول الى اهله منهم. ولا يزال بحمد في هذه السنة من كبار العلماء من يقوم بهذا الامر. فلا يحتاج الى مزاحمته الدولة ممن يلز جانبه نفسه ليستجلب للظهور بالنسبة الى التقدم في العلم والسنة. فان هذا مما يرضيه ويضله ويفسد دينه ويعرضه والناس الى فتن لا يخفى سررها على من يحيط علما بحال الناس واهل السنة هم خير الناس قياما بحق الاكابر. فلا يزاحمونهم ولا يدافعونه وهذا ادب من اداب الاسلام. واصلهما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كبر كبر ومن اكمل الصدق في التكبير واكن ما لا يليق بمن صغرت سنه الى اهله من العلماء الراسخين الذين انيط بهم الشأن العام. وهذا معلوم ظاهر لكل احد يعرف الدين واهله ما الذي يتلقى دينه من الاشرطة او من مواقع الانترنت او من مواقع التواصل فهذا يخبث خط عشوائي وان نسب نفسه الى السنة. فان السنة ليست دعوا ولكنها حقيقة وهي تؤخذ عن اهلها تلقيا لا بهذه الحجب الكثيبة التي تجعل العبد ضعيف التمييز بين الحق والباطل لا قدرة له على معرفة مراتب اهل الحق في رأسه ويرضع ويشار الى احاد من الناس بالامامة بالعلم والسنة وهم خلوا من ذلك على الحقيقة وليس العبد قاسي على احوال هؤلاء ممن يطلبون حظوظ انفسهم قدر اسفهم على ما يفسدون في دين الناشئة من المسلمين ويفرقونهم قددا ويختمون بعضهم ببعض فيحصل الشر بسبب فعلات هؤلاء وكثر ما تسمع من كل احد اتباع الاكابر. فاذا فحصته ورأيت هل هو صادق في اتباع الاكابر؟ وجدته يتكلم باشياء لا يتكلم بها الاكابر. ويدخل في اشياء هي للاكابر. فاين صدق الدعوة في اتباع الاكابر والدين دين الله والامر امر الله والحكم حكم الله فلا يظنن احد انه بلسانه وبيانه ومعاجلته الامور ومزاحمته العلماء انه سيفوز بعدهم بالرئاسة في الدين والامامة فيه حتى يشار اليه بالعلم فان هذا شيء الى الله عز وجل. والله عز وجل لا يضيع دينكم. وكان الناس فيما مضى ممن يعرف حالهم يتوقعون ان يكون فلان او فلانا او علانا هو الذي يشار اليه في العلم. فاجدرفته الدنيا فتحول الى وشغل عن العلم واهله. ومن رأى احوال الناس عظم خوفه على نفسه. وبكى عليها بكاء مخافة ان تجتنبه هذه الفتن وان تغويه وان تطغيه فان للعلم طغيانا لا يسلم منه الا من حرم نفسه وادبها بطول المحاسبة وانزلها منزلتها ورد الامر الى اهله واقعد نفسه عن مقامها حتى اذا بين الناس بحاجتهم اليه كان عنده من الالة والقدرة ما يقوم به هذا المقام. ومن صدق الله صدقه ومن توكل على الله جباه. ومن كان مع الله لم يعتدل الناس. ثم قال بعده وشر هؤلاء الرؤوس وشر هؤلاء الرؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابه فانهم شر الاصاغر الذين ينهى عن اخذ العلم عنهم. قال عقبة بن عامر الله عنه تعلم الفرائض اي الاحكام قبل الضالين. رواه ابن وهب في مسنده. باسناد صحيح وعلقه البخاري وقال يعني الذين يتكلمون بالظن واسم الفرائظ يقع اسما لبعظ الدين المتعلق بالمواليد ويقع اسما للدين وهذا الاثر علقه البخاري ولم يقف ابن حجر رحمه الله على من وصله. وهو عند رواه في مسنده وبه التبين قول البخاري عن قول عقبة ابن عامر فانه لا يتميز في الصحيح. لكن بالوقوف على اسناده عند ابن وهب علم ان قال تعلموا الفرائض قبل الضالين وان البخاري فسر الظانين بقوله الذين يعني الذين يتكلمون في الظن ثم حديث عائشة رضي الله عنها وعن ابيها في تحديد النبي صلى الله عليه وسلم من الذين يتبعون المتسابق فقال فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروه والمتشابه اسم لما خفيت دلالته يتبين معناه اسم بما خفيت دلالته ولم يتبين معناه. وسبق بيانه في مقام اخر عن وجه التفصيل فالذي لا يعمدون الى المتشابهات ويتركون المحكمات مما ينبغي ان يحذرهم حذرا عظيما والحذر منه نوعان. احدهما حذر منهم في اشخاص فلا يصحبهم منهم في اشخاصهم فلا يصحبهم. والاخر حذر منهم في اقوالهم فلا يتبعه. والاخر حذر منهم في اقوالهم فلا يتبعهم. ثم ذكر ان العلم يقبض بقبض العلماء. اي بموتهم. فذكر حديث ابن في الصحيحين ان الله لا يأخذ العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء اي بانقضاء اجال اذا كان العلم يطوى بقبضهم كان حقيقا بمريد النجاة ان يحرص على المبادرة الى تلقيه الى تلقيه عندهم ليبقى العلم حيا في النفوس منشورا بين المسلمين. احسن الله اليكم واعلم ان الله امر بلسوم الجماعة ونهى عن التفرق فقال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تغرقوا. لان التفرق من دين المشركين والاجتماع من دين المسلمين. كما قال منيبين اليه واتقوه الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لما لديهم فرحون وتوعد الله تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وخير الدنيا والاخرة في وجوه الجماعة. فعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم والفرقة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين من اراد من اراد مذبوحة الجنة فليلزم الجماعة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه وعن زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يقل عليهم لا يغيب عليهن قلب مسلم ابدا. اخلاص العمل لله ومناصرته ولاة الامر ورسوم الجماعة. فان فان رواه ابن ماجة وصححه ابن حبان. قال الترمذي تفسير الجماعة عند اهل العلم هم اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث. ومن قابض الجماعة فلا فهو من فارق الجماعة فمات ميتته جاهلية فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة الجاهلية ومن قاتلت الدراية العلمية يغضب لعصبة او يدعو الى عصبة او ينصب عصبة فقتل فقتل جاهلية ومن خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يكيل في عمد عنده مني ولست منه رواه مسلم. وقبلنا بلزوم الجماعة بحمد عاقبة لزومها معا. بحمد عاقبة لزومها مع فقد العبد محبوب محبوبه فيها. وسوء عاقبة الفرقة مع رسوله. قال ابن مسعود رضي الله عنه الزموا هذه الطاعة فانه امر الله الذي امر به وانما تكرهون للجماعة خير مما تحبون بالفرقة. رواه ابن وقال ابن عباس رضي الله عنهما اكل الملح في الجماعة احب الي من الاولياء عقد المصنف وفقه الله او فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي ان الله امرنا بلزوم الجماعة عن التضرع وقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ثم علله بقوله لان التفرق من دين المشركين والاجتماع من دين المسلمين. فالله قال في وصف المشركين ولا تكونوا من المشركين من الذين دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. ثم قال وقد توعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين بقوله ومن يشافي الرسول من بعد ما تبين له الهدى. ويتبع غير سبيل المؤمنين يوليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. فمن عدل عن سبيل المؤمنين وخرج عنه الى غيره فله هذا الوعيد الشديد ثم قال وخير الدنيا والاخرة في لزوم الجماعة اي ما يناله الخلق من الخيل في الدنيا والاخرة مرهون بلزومهم الجماعة. فعن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة. واياكم فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد. من اراد بفضوحة الجنة اي خيارها ووسطها وسعتها فليلزم الجماعة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه ابن حبان والحاكم. فخير الاخرة مصيري الى ساعة الجنة وخيارها يكون بلزوم الجماعة. وخير الدنيا يكون بذلك ايضا كما في حديث زيد ابن ثابت رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث خصال لا يضل عليهن قلب عبد الحديث ومعنى قوله لا يذل عليهن اي لا يبقى في قلب العبد غل مع وجودهن اي لا يبقى في قلب العبد غل مع وجودهن. وسلامة قلب العبد من من الغل وتوابعه من حسد او نفاق او غير ذلك تكون بامور من جملتها لزوم الجماعة. ثم ذكر تفسير الترمذي للجماعة نقلا عن اهل العلم فقال قال الترمذي تفسير الجماعة عند اهل العلم هم اهل الفقه والعلم والحديث اي المقتدى بهم في الدين من المشار اليهم بالامامة به. فهؤلاء هم الجماعة الذين يؤمر ملتمس الحق باتباعهم وهؤلاء هم احرى الخلق باسم اهل الحل والعقد فاهل الحل والعقد هم الذين لهم تدمير الامر في الناس فهم رؤوس الناس. والاصل في رئاسة الناس بالاسلام رئاستهم بالعلم. ويلتحق بهم من عوض عند الناس جاره من الكبراء والرؤساء مقدم الخلق في اسرهم او قبائلهم او بيوتهم. ثم قال ومن فارق الجماعة فمات فميتته جاهلية. اي ميتته توافق حال موت اهل الجاهلية. فان اهل الجاهلية كانوا يأنفون من الاجتماع. ومن دينهم التفرق كما تقدم في الاية فاذا مات العبد وهو مفارق للجماعة فقد وافق مددهم. لقوله صلى الله عليه من خرج من الطاعة اي من السمع لولي الامر وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية نسبتها الى الجاهلية يدل على اضحية وسوريا كرهة على العبد. ثم قال وامرنا بلزوم الجماعة لحمد عاقبة لزومها مع فقد العبد محبوبه فيها. وسوء عاقبة الفرقة مع حصوله. فالعبد مأمور بان يلزم الجماعة لان عاقبة بقائه فيها محمودة ولو فقد محبوبه فيها. واما الفرقة فعاقبتها سيئة ولو حصل محبوبه فيها فلو قدر عنا احدا له حق من الدنيا وحظ منها لم يقدر على اخذه مع لزوم الجماعة. فليعلم انه لو قدر انه يمكن من اخذه مع الفرقة فان اخذه من مع الفرقة لا يفرح به اذ يتولد من الشر في وجود الفرقة ما لا يهنأ به احد في مطلوبه. وتأمل هذا في حال ما صار عليه الناس في كثير من بلدان المسلمين. لما كانوا على امر جامع مع فاقدهم محبوباتهم مما منعوا اياه في دين او دنيا فلم ان فرط العقد وانقطع الحبل وظنوا انهم يتمكنون من مطلوباتهم جرت عليهم الفرقة شرا عظيما وبلاء وخيما لم يفرحوا معه بادراك ما نلومه. ثم قال قال ابن مسعود رضي الله عنه الزموا هذه الطاعة والجماعة فانه حبل الله الذي امر به وانما تكرهون في الجماعة. خير مما تحبون في الفرقة. لحسن حال لزوم الجماعة مع فقد المحبوب وشر حال الفرقة مع ادراكه من شيبة وصححه الحاكم ثم قال وقال ابن عباس رضي الله عنه قدر منه الذي يجد قادمه غصته منارته في الجماعة اي وانت مع الجماعة احب الي من اكل الفالودج وهو نوع من الحلوى يصنع من والسمني والعسل في الفرقة. لان الملح مع الجماعة تبقى لذته. واما الفانوذج مع الفرقة فلا تبقى فانه يتنغص على العبد بانواع من المكدرات التي تذهب بلذة التمتع باكل الفانوذج رواه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء. نعم. احسن الله اليكم. قلتم قلتم وفقكم الله. فصل لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منهم وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة حية. وفي الصحيحين عن عبادة رضي الله عنهم رضي الله عنه انه قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعنا وقال فيما اخذ علينا ان بايعنا على على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ويسرنا ويسرنا علينا والا ننازع الامر اهله. الا ان تروا حفرا بواحا عندكم من الظالمين زاد في لواء مسلم. وعلى ان نقول اينما كنا لا نخاف بالله لومة ابين. فمن تأمر وجب له السمع والطاعة لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عفا حبشي ان رأسه زبيلا رواه البخاري من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وهي فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله واذا رأى منهما يكره واذا رأى منهم ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من الطاعة. فعن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن صلى الله عليه وسلم انه قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية ولا سمع ولا طاعة متفق عليه. وعن عوف ابن مالك رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار احبتكم الذين تحبونكم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم قوة يلعنونه ويلعنونكم. قيل يا رسول الله افلا ننام بالسيف؟ فقال ما اقاموا فيكم الصلاة. واذا رأيتم من هنا شيئا تكرهونه تكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة. رواه مسلم. وقالوا ان صل على ما يكره منهم وان اليهم حقهم ونسأل الله حقنا. فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى قدرك واهل عندنا من الله عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اترون امورا تخبرونها قال فما تأمرنا يا رسول الله؟ قالوا فما تكون يا رسول الله؟ قال وسلوا الله حقكم متفق عليه واللفظ للفقراء. ونهينا عن ستر الامراء وعيدهم قال انس رضي الله عنه نهانا كبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تسب امراءكم ولا واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصفهاني في تاريخ الاصلها واللفظ له واسناده حسن. وقال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم ونعلن الهلاة فان لعنكم فان تعلم من هذا الامر وبغضهم العاقرة قيل يا ابا الدرداء فكيف نصنع اذا رأينا منكم مالا؟ قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبس عنكم. رواه ابي عاصم في السنة ورجاله. ومن ابى الا سلطان الله في واني اذله الله ثم قال حذيفة اليماني رضي الله عنهما ما مشى قوم الى سلطان الله في الارض ليضله الا اذله الله قبل ان يموت رواه معمر في الجامع. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي. مبينا ان من الواجب شرعا طاعة اولي الامر امتثالا قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وطاعة اولي الامر هي من الشرعية الدينية وليست من الاملاءات الواقعية السياسية. قال فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر منا بالمنشط والمكره والعسر واليسر والاثرة وان يكون بالحق اينما كان. لا يخاف بالله لومة فيسمع المسلم ويطيع لولي الامر منا. والسمع هو القبول هي الانقياد فيقبل منهم وينقاد لهم في المنشط اي في نشاطه وموافقته محبوبة اي فيما يكره والعسر اي السهولة واليسر اي الشدة. والاثرة اي ما اختصوا به دون فيسمع لهم ويطيع وان فعلوا ما فعلوا من اختصاصهم بشيء دون الناس. وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. فمن حقهم عليه ان يبذل النصح لهم. وان يقوم بالحق بين ايديهم لا يخاف لله نومة لائم لان الله الذي امره بطاعتهم امره بان يكون ناصحا لهم لا غاش ويسلكوا بذلك الطريقة الشرعية والسبيل المرعية فيجمع بين قيامه بحق الله وحق الناس وذكر حديث عبادة وفيه عما يعنى على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعزلنا الى مبادرة علينا ثم زاد في رواية واللفظ لمسلم وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف بالله لومة لائم والقول بالحق يكون بالحق لا بالباطل ومن اراد ان يقول حقا طلب البصيرة في الاحكام الشرعية في كيفية قول الحق حتى يقع في الموقع المليء. يحبه الله سبحانه وتعالى لا نخاف في الله لومة لائم فهو لا يتخوف صدور تعريف من الخلق ازاءه اذا سلك الطريقة الشرعية. قال فمن تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان. لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي فان رأسه زبيب. رواه البخاري من حديث انس بن مالك رضي الله عنه. اي ولو كان المتأمل من لمن يأنف الاحرار حال الاختيار في الانقياد له. ثم قال وهي اي طاعتهم فرض في المعروف فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. فاذا دعي العبد الى معصية الله منهم لم يطعهم لان طاعة الله مقدمة على اربعة خلقه واذا رأى منهم ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة. فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعتها متفق عليه اي لا سمع ولا طاعة في تلك المعصية مع بقاء اصل السمع والطاعة العام لهم ثم ذكر حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ثم فلما ذكر شرارهم قيل يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة اي ما بقي عليهم اسم ومن اعظم ما يبقى به اسم الاسلام الصلاة. قال واذا رأيتم من ولاة شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا يدا من طاعة رواه مسلم. قال وقد امرنا بالصبر على ما يكره منه وان نؤدي اليهم حقهم سأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. فالعبد مأمور ان يصبر على ما يكرهه من هؤلاء وان يؤدي اليهم حقهم وان يسأل الله سبحانه وتعالى حقه. فاذا عرفت عرفت انك في هذه الدنيا مسئول من هؤلاء فاعلم ان هؤلاء مسؤولون من الله سبحانه وتعالى ان سؤال الله عز وجل شديد. وقد ذكر ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى ان رجلا رأى عمر رضي الله عنه بعد موته بتسع سنين. فقال له ما فعل الله بك يا عمر؟ فقال رضي الله عنه الان فررت من الحساب. فاذا كانت هذه الحال التي عرضت حال عمر رضي الله عنه في وديانته وعدله فان حال غيره من المتولين على الناس اخوف واخوف عليهم فانهم يحاسبون حسابا شديدة وما احسن ما ذكره ابن تيمية الحديث في قوله ان ملوك المسلمين لهم حسنات كبيرة ولهم وسيئات كبيرة فمن عقل هذا علم ان حسابه شديد وهون عليه جعل حقوقهم لهم وسؤال الله عز وجل حقه فانما عند الله لا يضيع. قال فلا ننازع الامر اهله. اي لا ندخل معهم في منازعة ومشاحنة في تدبير امر السلطنة والحكم الا في حال نرى فيها كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان وذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها قالوا فما تأمرون يا رسول الله قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم متفق عليه واللفظ للبخاري ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم لسوء عاقبته قال انس رضي الله عنه نهانا خبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امراءكم ولا تعيبوهم واتقوا الله واصبروا فان الامر قريب رواه ابن ابي عاصم في السنة وابو نعيم الاصبهاني في تاريخ الاصبهاني واللفظ له واسناده حسن. فالعبد منهي عن سب الامراء وعيبهم. لان الامر قريب فاما ان تموت انت واما ان يموت هو وهذا الذي تفعله من سب الامراء وعيبهم لا يرجع عليك بخير لا في الدنيا في الاخرة قال ابو الدرداء رضي الله عنه اياكم ولعن الهداة فان لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة وقوله لعنوهم الحالق اي المهلكة. وبغضهم العاقر اي المستأصلة للناس. فالجور اشد اثرا من اللعن فرواج لعنهم ينشأ منهم فتنة وهلاك للخلق. واما كسو بغضهم ونشره بين الناس فهذا يستأصل المسلمين استئصالا شديدا بما يقع بينهم من القتال والخصومات. قيل يا ابا الدرداء فكيف نصنع اذا رأينا منهم ما لا نحب قال اصبروا فان الله اذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم للموت. رواه ابن ابي عاص في السنة ورجاله ثقات ثم قال ومنه دل سلطان الله في ارضه اذله الله. قال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما ما مشى قوم اي ناسع اناس الى سلطان الله في الارض ليضلوه اي الى المتولي للحكم من المسلمين. ليذلوه الا اذلهم الله قبل ان يموتوا رواه معمل في الجامع. لان الله عز وجل كساه حق السلطنة والحكم وامر له علينا بحق فمن قام بحقه اعزه الله عز وجل. ومن لم يكن بحقه ادله الله عز وجل لمخالفة امر الشرع. وسلطان الله اسم لمتولي الحكم في المسلمين منه. اسم تولي الحكم في المسلمين منهم لا من غيرهم. والاضافة هنا اضافة تشريف احسن الله اليكم. واعلم ان نجاة العبد في هذا امره الاستقامة ورد امري الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يذكر بدينه انها امان من الفتن. قال الله تعالى فاستقم كما امرت ومنت بمات ولا بما تعملون ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكوا من عيون الله الاولياء ثم لا تنسون. وقال واذا جاء امركم من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوهم الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستمعونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا وعن زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيب الدماء بماء يدعى والمدينة اما بعد الا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاتي. وانا وانا تارك فيكم فقري. اولهما كتاب الله اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور وكتبوا بكتاب الله واستمسكوا به. فادى على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي. رواه مسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يقال رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب وصححه الحاكم. وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في دائرية وشر فجاءنا وبهذا الخير فهل بعد هذا الخير بشرط؟ قال نعم. قلت وهل بعد ذلك؟ قال نعم ربي دخلت. قلت وما دخل قال قومي بغير هدي تعرف منهم قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابه اليها قلبه فيها. قلتم يا رسول الله صفهم لنا. فقال قم من جلدتنا ويتكلم قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال الزموا جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا اله قال بعد تلك الفرق كلها شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك متفق عليه واللفظ للمسلم ومن الممدوح شرعا في الدين كالفتن والاكثار من العلم والاكثار من العبادة فيها. فعند البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير ما للمسلم غنم يدفع بها شعث ومواقع بدينه من الفتن وعماقهم يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الارض في الهجرة فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع كمثل قوم استهموا على سفينة فاصابهم بعضهم اعداء وبعضهم السلام. فكان الذين فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على ما فوقهم فقالوا لو انا هربنا في نصيبنا خرقا ولم يهدي من فوقنا فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان فقدوا على ايديهم تجود روى البخاري وعن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من من يريد الا به خيرا يفقه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من داوهم الى يوم القيامة متفق عليه والاقوال المسلمين والدنيا. قال ابن جهاد رحمه الله كان من اضى من علمائنا يقولون بسنة هداكم والعلم يقبض قبضا سريعا. فنعش العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله. رواه الدارمي صحيح وحسن خاتمة الاسلام والسنة. وعن دافع وعن نافع انه سمع من عبدالله بن عمر رضي الله عنه وهو على صفا يدعو يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم. ادعوني استجب لكم عنا عن نافع انه عن نافع انه سمع عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وهو يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تقلم الميعاد اسألك كما هديت من ابليس كما هديتني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه مالك واسلامه صحيح ايضا وقال ابن عياض رحمه الله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة ثم بكى على زمان فيه البدعة قال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. رواه البيهقي في شعب الايمان وقال رحمه الله في كتابه قلت لانبياء الله يعني احمد ابن حنبل من مات على الاسلام والسنة مات على خير قال لي اسكت من بات على الاسلام والسنة مات على الخير كله. ونجدة المعراج لمن لمن نظر فيما سلف من وهي وصيته لنفسه واخوانه. يا ايها الرب الميمم سيره لله دونك نجدة بعواني في امورك واجدا متوثقا بالشرع وحده قيادة الشيطان واتبع كتاب الله والسنة نية صحت عن واتبع كتاب الله والسنة التي صحت عن البهتان من واقلع نداء الجهل وافرح لبس التعصب يقوم بها التوبة هجرتين هما هما في كف في كفة الميزان اتاني لله اقدس واتبعن اتبعنه. لله اخلص واتبعنا رسوله فهما سبيل الستر الاحسان واصنع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصمة الطغيان واحذر شرور النفس ان جاهدته فالنفس والله ناصر دينه فتيقن من وعده فالصدق للرحمن. تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل المجاني. تم بامر الله ليلة الاثنين من ليلة الاثنين الثاني عشر من جماد الاولى سنة ست وثلاثين واربعمائة ختم المصنف وفقه الله بفصل في جامع يدعو فيه الى مسعى من خير المساعي وهو بيان ما تكون به نجاة العبد. فذكر ان نجاة العبد في هذا الامر اي في حال الدنيا الدنيا هي بالاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن. فهؤلاء الخمس امان للعبد من الفتن. وذكر في ولاهن قوله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك. فانه امر بلزوم الاستقامة التي هي اقامة النفس على الصراط مستقيم. ثم ذكر في الثاني وهو رد الامر الى اهله من العلماء والامراء قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او اذاعوا به اي اشاعوه ونشروه. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منه. واولو الامر اصحابه الذين ازمتهم بيده. والامر في الاسلام نوعان احدهما امر العلم امر الفتيا والعلم الى العلماء والاخر امر السلطان والحكم وهذا للامراء. ومن سمي باسم يدل على هذا المعنى كالرئيسي او الملك او السلطان او الشيخ او غير ذلك. فيجب رد هذا وهذا الى اهله منهم. ثم ذكر في الثالث وهو الاعتصام بالكتاب والسنة حديث زيد ابن ارقى. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وانا تارك فيكم ثقلين والثقل الامر العظيم واولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله ثم ذكر في الرابع وهو لزوم وثم ذكر في الخامس وهو صحبة من يوثق بدينه حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله ان يكون على الذي يكون عليه تبنه الذي يصحبه. فلينظر احدكم من يخالل رواه ابو داوود الترمذي وقال حسن الغريب صححه الحاكم. ثم ذكر في الخامس وهو لزوم الجماعة حديث حذيفة رضي الله عنه في الفتن. وفيه قوله رضي الله عنه فما تأمرني ان تركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام. قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض باصل شجرة اي ولو ان تشد باسنانك على جذع شجرة حتى يذيقك الموت وانت ذلك ثم ذكر ان من الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها. فاذا توارثت الفتن فان مما يمدح شرعا ان تفر منها. قال صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعب الجبال اي رؤوس الجبال ومسالكها ومواقع القبر يعني المطر يفر بدينه من الفتن. وعن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهرج اي في الحال الذي تختلط فيها الامور. فالهرج اسم لاختلاط الامور وعدم تميزها اعظمه اختلاطها بالقتل. قال العبادة في الهرج كهجرة اليه. رواه مسلم. اي بمنزلة الهجرة اليه صلى الله عليه وسلم في ثم قال وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين. فحال السوء الذي تعرض للمسلمين في بعض ازمانهم وبلدانهم تنتفع بالاخذ بالاسباب باسباب النجاح. ومن جملتها الامر بالمعروف والنهي وعن المنكر والجهاد في سبيل الله. فعن النعمان ابن بسير رضي الله عنه مرفوعا انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ثم ذكر حال الناس في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فان يتركوهم وما ارادوا اي من فعل السوء هلكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم لا جو ونجوا جميعا فالذين يأخذون على ايدي الناس بامرهم بالمعروف ونهي عن المنكر هم ينجون اولئك ويحفظون نجاة انفسهم ثم ذكر حديث معاوية رضي الله عنه مرفوعا وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم الى يوم القيامة متفق عليه. فالجهاد من شعار المسلمين لكن الجهاد ممدوح المحمود هو الذي وصفه صلى الله عليه وسلم بقوله يقاتلون على الحق. اي على الامر البين الثابت في الكتاب والسنة والمتأهلون لمعرفته هم العالمون بالكتاب والسنة. وما ادعي غيره من شيء ينسب الى الجهاد. وليس كذلك فليس من ممدوح شرعا لاختصاص الممدوح شرعا منه بكونه على الحق. ثم قال وفي احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا فمما ما يبقى به الدين في الناس ان يبث العلم بينهم. فيبقى الدين وتبقى الدنيا قال ابن شهاب الزهري من كبار التابعين واسمه محمد مسلم قال كان من مضى من علمائنا يعني من من الصحابة وكبار التابعين يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم خبرا سريعا فنعش العلم يعني رفعه واحياؤه وبثه ثبات الدين والدنيا اي به بقاء الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك اي اذا قوي العلم بالله وبامره وشرعه ودينه ذهب امر الدين والدنيا معا. رواه الدارمي واسناده صحيح ثم قال وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة اي احسن حال يختم للعبد بها عند موته ان يميته الله عز وجل على الاسلام والسنة حماتنا الله واياكم عن الاسلام والسنة. ثم ذكر عن نافع انه سمع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فهو على الصفا وهو من هو يدعو يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تكلف الميعاد اسألك كما هديت الى الاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه ما لك واسناده صحيح ايضا. والاسلام الذي هدي اليه ابن عمر هو ما اخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو السنة المحضة. وقال الفضيل بن الرياظ طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. ثم بكى على زمان اي بعده تظهر فيه البدعة. قال فاذا كان كذلك فليكثروا من قول ما شاء الله ووعد يقين في شعب الايمان. فاذا البدع فليكثر العبد من قول ما شاء الله اي بالتسليم لامر الله عز وجل فتقدير الكلام فليكثر من قول ما شاء الله ما شاء الله بعد تسليما لامره واقرارا بقدره. ثم ذكر ان ابا بكر المروري صاحب كتاب الورع من اصحاب الامام احمد قال قلت لابي عبد الله يعني احمد ابن حنبل من مات عن الاسلام والسنة مات على خير فقال لي اسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله. لان من مات على الاسلام والسنة مات على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ومن مات على الدين الذي جاء بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو احق الناس بالجنة. قال ابو عمر الداني في الطويلة في السنة والقرآن قال هيا رب لك المنة على الاسلام والسنة هما برهانا لان ندخل الجنة. فالحمد عليهما لان النصير بهما يكون الى الجنة واياكم من اهلها. ثم قال ونجدة المعوان اي ما يوجد به مصنفه اخوانه معينا لهم لمن نظر فيما سلف من بيانه هي وهي وصيته لنفسه واخوانه هذه القصيدة التي قال فيها يا ايها الركب الميم لله دونك نجدة المعوال سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قعدة الشيطان اي رصد الشيطان فان الشيطان يرصد لاحدنا ليغويه ويخرجه من الاسلام الى الشرك ومن السنة الى البدعة ومن الطاعة الى المعصية واتبع كتاب الله والسنن التي واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المفتري من عدنان يعني محمدا صلى الله عليه فانه صفوة ولده عدنان. واخلع نداء الجهل واطرح سنوهم. لبس التعصب قبح الثوبان. اي احذر من ثوبان للناس احدهما ثوب الجهل والاخر ثوب التعصب. واكثر ما يكون الثوب الاول في من يسهب العلم. واكثر ما يكون الثوب التالي في من ينتسب الى العلم فمن الخلق من يلبس لباس الجهل ومنهم من يلبس لباس التعصب. قبح الثوباني ايهما بشر مكان من القبل؟ ثم قال واطلب لقلبك مقلة واطلب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان. وهاتان الهجرتان هما هجرة القلب. فان هجرة العبد نوعان احدهما هجرة الابدان والاخر هجرة الجلالة احدهما هجرة الابدان والاخر هجرة الجنان يعني القلب. وهجرة الجلال تكون الى الله بالاخلاص. والى محمد صلى الله عليه وسلم بالاتباع وهجرة الجنان تكون الى الله بالاخلاص الى محمد صلى الله عليه وسلم باتباع ذكره ابو عبد الله ابن القيم في نونيته وفي الرسالة التبوكية وغيرهما. ثم قال فهما سبيل السلم والاحسان اي التي يحرز بها العبد رتبة الاسلام والاحسان. في قوله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله اسلام الوجه لله يكون بالاخلاص. وقوله وهو محسن يكون بالاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال واصدع بامر الله كامل اي بين للناس امر الله عز وجل في الاحكام الشرعية خبرا وطلبا واصبر على هذا البيان واصبر وجاهد عصبة الطغيان اي جاهد كل من يبقى عن امر الشرع. واحذر شرور النفس ان جاهدته. فالنفس ان تطغى فالخذلان فاذا قمت مجاهدا في رد الناس من الشرك الى التوحيد وردهم الى البدعة الى السنة ومن الفرقة الى الجماعة ومن المعصية الى الطاعة فاحذر شرور النفس ان جاهدتهم. فان مما يتخوف به على القائمين بجهاد البيان وجهاد السنان انفسهم مما يزين لهم فينفعون في حبائل يصطادهم بها الشيطان حتى تبقى نفوسهم فيجورون هنا في احكام ويخرجون من العدل الى الظلم ومن الاستقامة الى الميل ويقعون فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ولا لان النفس كما قال فالنفس ان تبقى فللخذلان اي اذا جاوزت النفس ما قدر لها شرعا وقعت في الخلان وهو تيسير للعسرى والخذلان بجسد الخاء ولا تضم. ثم قال والله ناص دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن. اي ان الله عز وجل متكفل نصر دين. وهو سبحانه وتعالى صادق في وعده. قال الله تعالى ومن اصدق من الله قيلا وقال من الله حديثا. قال ابن القيم رحمه الله تعالى والحق منصور وممتحن فلا تجزع فهذه سنة الرحمن. ثم قال تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. ثم ختم بتقليد الوقت الذي كتب فيه تصحيب الكتاب وبه يكون قد فرغنا بحمد الله من املاء ما يناسب المقام من بيان معانيه. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا وجميع المسلمين الى ما يحبه ويرضاه وان يحيينا حياة سعيدة وان يتوفانا ومات من حميدا وان يرزقنا العلم بدينه والعمل به دعوة اليه وان يثبتنا واياكم على الاسلام والسنة ويميتنا على الاسلام والسنة. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب كثيرا ان حضر كثيرا ان سمع كثيرا وقليلا وبعض من سمع قليلا الداعي الى خير المساعي في قراءة غيره. والقاري مكتوب بقراءته صاحبنا فلان ابن فلان الفلاني فتم له ذلك في مجلس واحد من ميعاد مثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة معين لمعينة معينة والحمد لله رب العالمين ذلك ندبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم السبت الخامس من شهر ذي الحجة سنة ستة وثلاثين واربعمائة والف في مسجد العلامة ابن باز رحمه الله بمدينة مكة المكرمة وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من الكتاب الخامس ونبدأ بعد المغرب في الكتاب السادس وهو المنيرة في مهم علم وفق الله الجميع لما يحبه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين