بسم الله الرحمن الرحيم. يسر الادارة العامة للتوجيه والارشاد بالمسجد الحرام. ان تقدم لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله ربنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد كهذا الدرس الاول من برنامج الدرس الواحد في الحرمين الشريفين في سنته الاولى سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف والكتاب المقروء فيه هو اصول السنة للحافظ الحميدي رحمه الله تعالى وينعقد هذا الدرس في المسجد الحرام ليلة السبت الثالث عشر من شهر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمتين اثنتين المقدمة الاولى التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد المقصد الاول جر نسبه هو الحافظ عبد الله بن الزبير ابن عيسى القرشي الاسدي الحميدي يكنى ابا بكر ويلقب بالحميدي فبه ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات وكأنه جعله له لقبا لانه اختص به بين بني عمه الحميدات ولقبه الذهبي ايضا بالحميدي الكبير تمييزا له عن غيره ممن عرف بهذا ومن اشهرهم في العلم محمد بن ابي نصر للحميدي صاحب ابن حزم ومصنف كتاب الجمع بين الصحيحين المقصد الثاني تاريخ مولده ولد رحمه الله بالنصف الثاني من القرن الثاني وفق ما يدل عليه خبر نشأته ومسرد شيوخه اذ لم يذكر مترجموه السنة التي ولد فيها لكن من تتبع مشيخته واخبار نشأته قطع بانه ولد بعد سنة خمسين ومئة المقصد الثالث تاريخ وفاته توفي رحمه الله سنة تسع عشرة ومائتين في شهر ربيع الاول منها هكذا ارخه بشهره وسنته ابن سعد والبخاري وابن عبدالبر وله من العمر عند وفاته نحو سبعين سنة اذ لا يمكن تعيين تاريخ اذ لا يمكن تعيين مدة عمره للجهل بتاريخ سنته والمقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ثلاثة مقاصد ايضا المقصد الاول تحقيق عنوانه اسم هذه الرسالة اصول السنة فهو الاسم المثبت على نسخ الكتاب الخطية وبه ذكره جماعة وهو خاتمة المسند فليس كتابا مستقلا برأسه وصرح بهذا ابو عبد الله الذهبي في كتاب الاربعين في صفات رب العالمين فانه قال قال الحميدي في مسنده اصول السنة عندنا الى اخر ما ذكره عنه والمقصد الثاني بيان موضوعه اشتمل هذا الكتاب على جملة مختصرة من عقيدة اهل السنة والجماعة اشتمل هذا الكتاب على جملة مختصرة من عقيدة اهل السنة والجماعة المقصد الثالث توضيح منهجه طرد المصنف رحمه الله طرفا من العقائد السنية السلفية مقرونة تارة بالدليل ودون ذكره تارة اخرى وربما نقل عن احد ممن تقدمه كنقله عن ما لك بن انس وسفيان ابن عيينة رحمهما الله نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال الحافظ عبدالله ابن الزبير الحميدي رحمه الله تعالى في رسالته في اصول السنة السنة عندنا ان يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره حلوه ومره وان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وانما اخطأه لم يكن ليصيبه. وان ذلك تكن له قضاء من الله عز وجل وقع مبتدأ هذه الرسالة غفلا من البسملة فاصولها الخطية لا تشتمل عليها اكتفاء ببسملة المصنف في اول المسند فان كلامه في اصول السنة تابع لمسنده فاغنت البسملة في اول كتابه عن اعادتها مع هذه الجملة ثم شرع المصنف يبين طرفا من اعتقاد اهل السنة والجماعة قائلا السنة عندنا واسم السنة في خطاب الشرع يراد به دين الاسلام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي رواه اصحاب السنن الا النسائي من حديث العرباض رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني متفق عليه من حديث انس بن مالك فالسنة في خطاب الشرع اسم للاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقع في عرف السلف اطلاق اسم السنة على مسائل الاعتقاد التي يخالف فيها اهل البدعة ثم وقع في عرف السلف اطلاق اسم السنة على مسائل الاعتقاد التي يخالف فيها اهل البدعة فالبدعة مقابلة بالسنة فالبدعة مقابلة بالسنة ثم صار اسم السنة في عرف المصنفين في الاعتقاد اسما للفن كله ثم صار اسم السنة بعروف المصنفين في الاعتقاد اسما للفن كله فتطلق السنة ويراد بها جميع مسائل الاعتقاد فتلخص من هذا ان اسم السنة اذا اطلق فالمراد به الدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ووقع الاقتصار على بعض افراده باسم السنة وهي مسائل الاعتقاد التي خالف فيها اهل البدع ثم جعل هذا اسما لجميع مسائل الاعتقاد وقوله رحمه الله عندنا اي عند اهل السنة والجماعة خبرا عما عليه ائمتها المتبوعين قبرا عما عليه ائمتها المتبوعون وقد ذكر رحمه الله في هذه الجملة من كلامه سبعة اصول من اصول السنة ابتدأها بالاصل الاول المتعلق بالكلام على القدر فبين ان السنة في باب القدر ان يؤمن الرجل وذكره خرج مخرج الغالب فالمرأة مثله ان يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره حلوه ومره والاطراف المتعلقة بالقدر متعددة ووقع في كلام حرب الكرمان باعتقاده وابن ابي يعلى في اعتقاده ذكر قدر اوسع مما اقتصر عليه المصنف فان المصنف ذكر منها طرفين احدهما الخير المقابل بالشر والاخر الحلاوة المقابلة بالمرارة فهذه اوصاف للقدر الواقع بالعبد فانه تارة يكون خيرا وتارة يكون شرا وتارة يكون حلوا وتارة يكون مرا ولابن القيم في شفاء العليل فصل نافع بين فيه مراد السلف في قولهم في القدر خيره وشره حلوه ومره والوصفان الاولان واقعان في خطاب الشرع بالسنة النبوية كثيرا واما وصف الحلاوة والمرارة فروي في احاديث فيها مقال لكنه ثابت عن جماعة من السلف رحمهم الله تعالى. ثم ذكر ان مما يندرج بالايمان بالقدر ان يعلم عبد ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه فالقدر الواقع في العبد نوعان فالقدر الواقع بالعبد نوعان احدهما قدر غائر والاخر قدر عائر احدهما قدر غائر وهو الذي يصيب من الغور والاخر قدر عائر وهو الذي يعير اي يخطئ وهذا وذاك يجب على العبد ان يؤمن بهما على النحو الذي ذكره. وهو وارد في حديث جماعة من الصحابة عند ابي داوود وغيره عن ابي ابن كعب وحذيفة ابن اليمان وزيد ابن ثابت وعبدالله ابن مسعود رضي الله عنه وهذه الجملة جعلها جماعة من اهل العلم صفة الايمان بالقدر. منهم البيهقي في كتاب القضاء والقدر فانه ترجم بقوله باب كيفية الايمان بالقدر باب كيفية الايمان بالقدر. ثم ذكر الاحاديث الواردة في هذا المعنى. ونص على هذا ايضا الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد في مسائل باب ما جاء في منكر القدر. فالعبد يجب عليه ان يعلم ان ما اصابه من القدر فانه لم يكن ليخطئه اذ قدره الله سبحانه وتعالى وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه فان الله لم يقدره ان يصاب به ثم ذكر المصنف رحمه الله فيما ينطوي على الايمان بالقدر ان يعلم العبد ان يعلم العبد ان ذلك اي ما وقع به من قدر مصيب او مخطئ كله من قضاء من الله عز وجل فالقضاء هو بامر الله والقضاء والقدر هما صفتان لله سبحانه وتعالى ترجعان الى قدرته. ومن هنا قال الامام احمد القدر قدرة الله. القدر قدرة الله واستحسنها ابو الوفاء ابن عقيل ثم اثنى عليها مطنبا في نشر معناها ابن تيمية وابن القيم في شفاء العليل وكذلك في الكافية الشافية. وهي عن اقدم من احمد فقد رواها ابن بطة او اللا نكائي الشك مني عن زيد بن اسلم او هما معا عن زيد بن اسلم باسناد صحيح انه قال القدر قدرة الله ومنها اخذه الامام احمد رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ولا ينفع قول الا بعمل ولا عمل وقول الا بنية ولا قول وعمل بنية الا بسنة ذكر المصنف رحمه الله الاصل الثاني من الاصول السبعة المعدودة في في اصول اهل السنة في اعتقادهم وهو ان اهل السنة يعتقدون ان الايمان قول وعمل بدلائل القرآن والسنة والاجماع وهذه الجملة خبر عن حقيقة الايمان بانه ينطوي على قول وعمل وطرفا الجملة القول والعمل لهما ثلاث متعلقات احدها القلب وثانيها اللسان وثالثها الجوارح فالقول والعمل مقسومان على هذه المتعلقات الثلاثة وانتجت هذه القسمة ان اصول الايمان عند اهل السنة تدور على خمسة ان اصول الايمان عند اهل السنة تدور على خمسة اولها قول القلب وهو اعتقاده في اعتقادنا ان الله في السماء وثانيها عمل القلب وهو حركته وارادته كالحب والخوف والرجاء وثالثها قول اللسان وهو الاقرار بالشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وثالثها عمل اللسان وهو ما لا يؤدى من العمل الا به ما لا يؤدى من العمل الا به كالتسبيح والتهليل وقراءة القرآن وخامسها عمل الجوارح وهو حركتها في الامر والنهي وهو حركتها بالامر والنهي والجوارح هي ايش كل جوارح الجواب هي اعضاء الانسان سميت جوارح باعتبار انها تجترح اي تكتسب سميت جوارح باعتبار انها تجترح اي تكتسب وتسمى ايضا الاركان وتسمى ايضا الاركان الا ان اسم الجوارح الصق بالوضع اللغوي واسم الاركان الصق بالوضع العقلي ان اسم الجوارح الصق بالوضع اللغوي واسم الاركان الصق بالوضع العقلي قسم الجوارح واقع في كلام العرب باعتبار ما ذكرناه من ان العبد يكتسب بجوارحه يده ورجله واما في العقليات فانهم يجعلون الانسان مركبا من اعضاء يسمونها اركانا فاذا قيل عمل الجوارح او عمل الاركان فهما بمعنى واحد الا ان نسبتها الى الجوارح اولى فاسم الجوارح هو المعروف في الوضع اللغوي الواقع في الخطاب الشرعي ثم ذكر ان مما يعتقده اهل السنة والجماعة في الايمان انه يزيد وينقص فايمان العبد يزيد تارة بالطاعة وينقص تارة اخرى بالمعصية فاذا اتى الطاعة زاد ايمانه بقوة ما يجد في قلبه من الاقبال على الله والرغبة فيما عنده. واذا وقع المعصية حصل له بوحشة القلب من الله فان العبد يعرف نقص ايمانه اذا انس في قلبه وحشة وفي صدره ضيقا وتكون هذه الحال ماسة الانسان اذا وقع الخطيئة واما اذا وقع السيئة فانها تثمر في ايمانه زيادة فالزيادة والنقصان اذ اثر الاساءة والاحسان. فالزيادة والنقصاء النقصان اثر الزيادة والاحسان ثم ذكر المصنف انه لا ينفع قول الا بعمل فالقول المجرد دعوة وتصديقه العمل قال تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ فلا تصدق دعوى العبد في قوله حتى يعمل ثم انما يأتي به العبد من قول وعمل لا ينفعه الا بالاخلاص لله عز وجل. وهذا معنى قول وغيره الا بنية اي بان يكون خالصا لله عز وجل ثم زينك القول والعمل الواقعان بنية لا ينفعان العبد ما لم يكونا وفق السنة اي باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فالجملة المذكورة وهي مأثورة عن سهل ابن عبد الله التستري وجماعة قبل المصنف يريدون بها بيان المطلوب شرعا يريدون بها بيان المطلوب شرعا من العبد بيان المطلوب شرعا من العبد بان يكون قوله مصدقا بعمله. وان يكون القول والعمل خالصين لله سبحانه وتعالى ولا يتم للعبد الانتفاع بقوله وعمله مع الاخلاص حتى يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم عاملا وفق هديه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى والترحم على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم فان الله عز وجل قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا الايمان فلن يؤمن الا بالاستغفار لهم فمن سبهم او تنقصهم او احدا منهم فليس على السنة. وليس له في الفيء حق اخبرنا بذلك غير واحد عن ما لك بن انس انه قال قسم الله تعالى الفيء فقال للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم ثم قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا فمن لم يقل هذا لهم فليس ممن جعل له الفيء ذكر المصنف رحمه الله الاصل الثالث من الاصول السبعة المعدودة في كلامه وهو ذكر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالثناء عليهم واعظامهم وفضلهم. والاقرار بمحاسنهم وفضائلهم. وما جعل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهم من الخصيصة والمزية دون سائر الخلق فقال والترحم على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم ووقعت هذه الجملة مجرورة لان العطف متعلق بقول المصنف ان يؤمن الرجل بالقدر فهو معطوف على قوله بالقدر فمما يؤمن به ايضا اعتقاد تعظيم الصحابة رضي الله عنهم بالترحم عليهم. فان الله سبحانه وتعالى امرنا بذلك لقوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان اي ان من تخلف عن الصحابة في الصدر الاول فانه مأمور بان يعتقد في اولئك الاخوة الايمانية عارفا بقدرهم قائما بحقهم. قال المصنف فلن يؤمن الا بالاستغفار لهم اي لن يكون مؤمنا الا باعتقاد فضلهم والتصديق بما لهم فمن تنقص الصحابة رضي الله عنهم او سبهم فهذا على الحقيقة لم يكن منقادا لامر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بجناب الصحابة. فمن سب الصحابة كلهم او تناقصهم او رماهم في دينهم فهو كافر باجماع المسلمين. ثم قال المصنف رحمه الله فمن او تنقصهم او احدا منهم فليس على السنة وليس له في الفيء حق. والسب هو والشتم والتنقص هو العيب والسب هو الشتم والتنقص هو العيب والفرق بينهما ان الاول من باب الانشاء والثاني من باب الخبر ان الاول من باب الانشاء والثاني من باب الخبر فمن شتم احدا فانه انشئ كلاما في الوقيعة فيه. واما التنقص فانه يكون عيبا. وقد يكون بحركة كحركة يده او وغمزة عينه او غير ذلك. ثم ذكر في اخر كلامه وليس له في الفئ حق اي ليس له نصيب فيما جعل المؤمنين من الفي وهو ما اخذ من عدوهم بلا قتال وهو ما اخذ من عدوهم بلا قتال. ثم ذكر تصديق ذلك من كلام الامام مالك رحمه الله انه قال قسم الله تعالى الفين. فقال للفقراء المهاجرين اي الذين جعل لهم ذلك. ثم قال والذين جاءوا من بعده يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا اي يقرونا باخوة الصحابة لهم ويدعون لهم بالمغفرة. فمن لم يقل هذا اي من لم يعتقد اخوة الصحابة ويدعو لهم بالمغفرة فليس له مما فليس مما جعل له وهذه الجملة ساقها المصنف عن الامام ما لك قائلا اخبرنا بذلك غير واحد اي جماعة من ومثل هذا لا يقدح فيه بانهم مجهولون بل هذا مما يقوي الخبر. فانه لو قدر ضعف في احدهم فانه يعبد بحال الاخر. فالجماعة المجتمعون اذا ابهموا قوى بعضهم بعضا فلا يقدح في صحة الخبر. بل انما يستعمل غالبا في الخبر المستفيض وقد اشار الى عدم قدحها في الاخبار العراقي والسخاوي ووقع هذا في صحيح البخاري في موضع واحد من رواية الحي عن عروة البارقي رضي الله عنه في حديث الخيل معقود في نواصيها الخير الى قيام الساعة فان الحي جماعة مبهمون هم على قواعد اهل الحديث يوصفون بالجهالة. لكن لما كانوا جمعا شد بعضهم بعضا فصار الخبر ثابتا نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله والقرآن كلام الله سمعت سفيان يقول القرآن كلام الله اه ومن قال مخلوق فهو مبتدع. لم نسمع احدا يقول هذا. وسمعت سفيان يقول الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. فقال له اخوه ابراهيم ابن عيينة يا ابا محمد لا تقل ينقص فغضب وقال اسكت يا صبي بل حتى لا يبقى منه شيء. ذكر المصنف رحمه الله الاصل الرابع من الاصول السبعة المعدودة في كلامه وهو الايمان بان القرآن كلام الله فيجب على العبد ان يعتقد ان القرآن هو كلام الله. قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى حتى يسمع كلام الله يعني القرآن. تكاثرت الاحاديث الواردة في السنة على هذا وانعقد عليه الاجماع فيؤمن اهل السنة بان القرآن كلام الله. ثم ذكر من كلام سفيان وهو ابن عيينة لان الحميدي لم يدرك سفيان الثوري فما وقع في كلام الحميدي من قوله حدثنا سفيان فهو ابن عيينة. وكان الحميدي به حفيا فانه لا الزمه عشرين سنة وحفظ عنه حديثا كثيرا حتى قال الشافعي عند الحميدي عشرة الاف حديث عن سفيان ابن عيينة ان سفيان قال القرآن كلام الله ومن قال مخلوق فهو مبتدع لم نسمع احدا يقول هذا اي لم نسمع احدا من اهل السنة ممن يتبع في دينه الرسول صلى الله الله عليه وسلم والصحابة والتابعين واتباع التابعين يقول ان القرآن مخلوق وانما هم يعتقدون ان القرآن كلام الله غير مخلوق. وانه منزل من الله سبحانه وتعالى فهو من كلامه وكلام الله صفته وما كان من صفته فلا يكون مخلوقا ثم اتبع هذه الجملة بجملة اخرى عن سفيان ابن عيينة تتعلق بما سبق في الاصل التاني وهو كون الايمان قول وعمل يزيد وينقص واخرها لمناسبة ذكر كلامه ايه بالقرآن كلام الله فاراد ان يجمع كلامه فيما تقدم كله في موضع واحد فاراد ان يجمع كلامه فيما تقدم كله في موضع واحد. بان يذكر الايمان ثم ما بعده ثم يذكر القرآن ثم يذكر ما يأثره من كلام عن سفيان ابن عيينة في هذا فذكر ان سفيان كان يقول الايمان قول وعمل ويزيد وينقص فقال له اخوه ابراهيم ابن عيينة وهو اصغر منه يا ابا محمد لا تقل ينقص فغضب لان جماعة من الاوائل امتنعوا عن لفظ النقص لا معناه امتنعوا عن لفظ النقص لا معناه فهم يؤمنون بالمعنى ان الايمان ينقص لكن اختيار اللفظ الذي يدل على هذا امتنعوا منه فكانوا يقولون الايمان يتفاضل الايمان يتفاضل. منهم ما لك بن انس في احد قوليه. ثم اطبق اهل السنة على قول الايمان يزيد فينقص فاولئك الذين وقع منهم الامتناع عن لفظ النقص في الايمان لا ينكرون حقيقة النقص وانما ينكرون اللفظ المعبر به عن تلك الحقيقة وفرق بين كون المتكلم ينكر اللفظ والحقيقة او ينكر اللفظ دون الحقيقة. وهذا يقع في كلام كلام جماعة من المتقدمين يتوهم منه من يتوهم انهم يخالفون طريقة غيرهم فينسب الى السلف قولين او ثلاثة في الاعتقاد واقوالهم اذا رد بعضها الى بعضهم في تلك المسألة صارت في مساق واحد وفهم كلام السلف في ابواب الاعتقاد خاصة والعلم عامة يحتاج الى الة كمال المعرفة بطرائقهم رحمهم الله تعالى. فهذه لا تتأتى في مبتدأ الطلب ولا توسطه ولا انتهائه ايضا بل مع حصول ملكة راسخة في العلم. فاذا حصلت تلك الملكة الراسخة قدر المتكلم في العلم ان يؤلف بين السلف ولم يمكنه حينئذ ان ينسب الى السلف انهم يقولون بهذا وهذا. فاذا قال متكلم ان اهل السنة لهم في القول بالزيادة والنقص قولان احدهما القول بانه يزيد وينقص والقول الثاني القول بانه يزيد ولا ينقص وذكر كلام مالك وغيره. صار كلامه صحيحا ام غير صحيح غير صحيح صار كلامه غير صحيح. لان مالكا لم يمنع حصول النقص وانما منع اللفظ ولذلك قال الايمان يتفاضل والتفاضل حصول التفاوت والتفاوت تكون حقيقته بالزيادة والنقص. لكن مالكا غيره امتنعوا من هذا لاجل عدم وروده في خطاب الشرع لاجل عدم وروده في خطاب الشرع والصحيح انه وارد في خطاب الشرع اين ورد ها يا محمد الاخ الاخ رافع يده يتكلم تفضل يا محمد من ذكر هذا طيب احسنت وهذا وارد في خطاب الشرع في قوله صلى الله عليه وسلم في النساء ما رأيت من ناقصات دين وعقل من ما رأيته من ناقصات عقل دين وعقل اذهب للب الرجل الحازم الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نقص الدين. وهذا هو حقيقة نقص الايمان واشار الى هذا مستنبطا من هذا الحديث جماعة منهم ابو داوود السجستاني في بعض نسخ سننه فانه ترجم عليه بذلك الترمذي في جامعه في جماعة اخرين رحمهم الله وقول سفيان بن عيينة في اخره اسكت يا صبي او يا صبي فصبي تصغير الصبي ويصح ارادة هذا وهذا لكن الفرق بينهما انه لما صغره باللفظ صغره ايضا بالمعنى. واما على صبي فالتصغير هنا في المعنى فقط انه عده صغيرا قال بل حتى لا يبقى منه شيء اي ان الايمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء وهذه الكلمة مأثورة عن غير سفيان بن عيينة واستشكلها بعض اهل العلم. وقد ذكر العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن ال الشيخ. اجماع اهل العلم على هذا ذكره في كتابه مصباح الظلام ان اهل السنة مجمعون على ان الايمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء وهذه الجملة لها ثلاثة معان احدها انه لا يبقى شيء من الايمان الكامل انه لا يبقى شيء من الايمان الكامل فيبقى له مطلق الايمان فيبقى له مطلق الايمان ويدل على هذا المعنى الاحاديث الواردة بان العبد اذا زنا خرج منه الايمان حتى يكون كالظلة يعني فوقه فاذا نزع رجع اليه ايمانه ولا وليس معنى هذه الاحاديث انه اذا زنا يكون كافرا لكن انه يكون ناقص الايمان غير كامل غير كامل الايمان والاخر ان المقصود من ذلك الوعيد والتهديد ان المقصود من ذلك الوعيد والتهديد فلا تراد حقيقته وانما يراد التهديد ومنه الحديث الوارد في الصحيحين لا يدخل الجنة قتات اي نمام. مع القطع بان مآل عصاة الموحدين دخول جنة رب العالمين لكن هذه الاحاديث للوعيد فيكون كلام سفيان من هذا الجنس وثالثها ان مقصود سفيان التحذير من المعاصي المنقصة للايمان لانها جسر الكفر. التحذير من المعاصي المنقصة للايمان لانها جسر الكفر. وهذا معنى قولهم معاصي بريد الكفر. وهذا معنى قولهم المعاصي بريد الكفر. اي اذا تكاثرت من العبد وغلبت عليه تخوف عليه الكفر فانه يقع فيه وهذا في احوال الخلق قديما وحديثا مشاهد محقق ان من اسرف على نفسه بالمعاصي ربما جرته تلك المعاصي حتى يقع في الكفر بالله سبحانه وتعالى. فارتفع الاشكال عن كلام سفيان بانه يحتمل هذه المعاني. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله والاقرار بالرؤية بعد الموت. ذكر المصنف رحمه الله الاصل الخامس من من الاصول السبعة المعدودة في هذه الرسالة وهو الاقرار بالرؤية بعد الموت اي اعتقاد العبد انه لن يرى الله سبحانه وتعالى الا بعد موته. ففي هذه الجملة امران وفي هذه الجملة امران احدهما ابطال رؤية الله في الدنيا ابطال رؤية الله في الدنيا والاخر الايمان برؤيته في الاخرة. الايمان برؤيته في الاخرة وفي هذا قوله صلى الله عليه وسلم اعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت قوله صلى الله عليه وسلم اعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. رواه مسلم. فلا سبيل لرؤيا الله الا بعد موت العبد ورؤية الله بعد الموت نوعان ورؤية الله بعد الموت في الاخرة نوعان احدهما رؤية اقرار وتعريف رؤية اقرار وتعريف وهذه تكون في الموقف للخلق كلهم وهذه تكون في الموقف للخلق كلهم. جاء هذا في حديث ابي سعيد الخدري وغيره في الصحيحين والاخر رؤية انعام وتشريف رؤية انعام وتشريف وهي التي ذكرها الله في مواضع من القرآن. وجاءت فيها احاديث كثيرة وهي تختص بالمؤمنين وهي تختص في المؤمنين وتكون في الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وما نطق به القرآن والحديث مثل. وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ومثل والسماوات مطويات بيمينه وما اشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره. نقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول الرحمن على العرش استوى. ومن زعم غير هذا فهو معطل فهمي ذكر المصنف رحمه الله الاصل السادس من الاصول السبعة المعدودة في هذه الرسالة بان يؤمن العبد بالصفات الالهية التي جاءت في القرآن والسنة النبوية فان الله سبحانه وتعالى سمى نفسه باسماء حسنى ووصفها بصفات علا فالواجب على العبد ان يؤمن بما لله من الاسماء الحسنى والصفات العلى ومدار الخبر عن تلك الاسماء والصفات هو الوحي. لانها غيب فلا سبيل للعلم بما لله من اسماء او صفات الا بخبن صادق عن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن هنا قال المصنف وما ضاق به القرآن والحديث اي دون غيرهما. فمرد الخبر عما يتعلق بالله من الاسماء والصفات هو الوحي من القرآن والسنة وفعل النطق مضافا الى القرآن والحديث واقع في خطاب الشرع قال الله سبحانه وتعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق وهذا الكتاب يراد به الكتاب القدري. وكذا جاء في اية اخرى وكلاهما في الكتاب القدري. واذا صح نسبة فعل النطق الى الكتاب الالهي القدري صح نسبته الى الكتاب الالهي الشرعي. لاشتراكهما في كونهما كتابا الله وحكما له كتابا لله وحكما له. واما الحديث ففي قوله تعالى في سورة النجم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فاخبر المصنف ان القرآن والسنة ناطقان باقرار الصفات والاسماء الالهية قال مثل قوله تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة. ففيها ذكر صفة اليد لله. ومثل والسماوات مطويات بيمينه ففيها اثبات صفة اليمين. قال وما اشبه هذا من القرآن والحديث اي ما جاء في هذا المعنى. ثم ذكر ما يجب على العبد فقال لا نزيد فيه اي لا نتجاوز ما ورد في القرآن والسنة. اي لا نتجاوز ما ورد في القرآن والسنة فننتهي حيث انتهى خطاب الشرع في القرآن والسنة. ثم قال ولا نفسر ونفي التفسير واقع في كلام جماعة منهم محمد بن الحسن الشيباني واحمد بن حنبل الحميدي في اخرين ومرادهم بالتفسير المنفي المعاني الباطلة التي تكلم بها من تأخر عن زمن السلف. المعاني الباطنة التي تكلم بها من تأخر عن زمن السلف فتقدير الكلام ولا نفسره بالكلام الباطل. الذي تكلم به المتأخرون. لا نفسره بالكلام البار الذي تكلمه به الذي تكلم به المتأخرون واضح واضح هذا ام غير واضح؟ طيب لو قال قائل بل قولهم لا نفسره اي لا نبين معاني الاسماء والصفات فنؤمن بها دون التعرض لمعانيها فما الجواب ارفع صوتي من ويجاب عنه بان الذين قالوا لا نفسره نقل عنهم التفسير نقل عنهم التفسير فمرادهم لا نفسره بالمعاني الباطلة. اما المعاني الصحيحة التي دل عليها الوضع اللغوي فاننا انفسرها به كما فسرها من تقدمنا فتفسير الاسماء والصفات فيه اشياء منقولة عن الصحابة والتابعين اتباع التابعين يريدون بذلك تفسير معانيها بما تعرفه تعرفه العرب بلسانها فان خطاب الشرع عربي والشريعة عربية قضية غرره الشاطبي في الموافقات. فمن خطب باللسان العربي يعرف معاني ما يلقى اليه من الكلام. فحينئذ قولهم ولا نفسره اي بالمعاني الباطلة اما المعاني الصحيحة فهم قد فسروها به فنقل عن هؤلاء الذين سمينا او غيرهم كلام في تفسير الاسماء والصفات الالهية. ثم قال نقف على ما وقف عليه القرآن والسنة اي يكون منتهى القول والنظر لفظا وفكرا ما دل عليه الكتاب والسنة دون مجاوزة ذلك. لان الكلام فيما يتعلق بالله في اسمائه وصفاته وافعاله غيب محجوب عنا فلا سبيل حينئذ ان نتكلم في تلك الامور الا بخبر صادق من الوحي من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فما حجب عنا منها من جنس ما حجب عنا في حقيقة ذاته فنحن نؤمن بالله سبحانه وتعالى واحدا احدا. لكننا لا ندرك حقيقة ذاته. وكذلك نعقل معاني باسمائه وصفاته لكننا لا ندرك حقائقها التي هي عليها وهي الكيفيات. ومن هنا قال اهل العلم الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ذكره حمد الخطاب وابو بكر الخطيب وقوام السنة الاصبهاني في جماعة اخرين. ثم ذكر مما يلتحق بهذا الاصل الذي تقدم اعتقادنا ما جاء في قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى وهذه الاية محنة المخالفين في صفات رب العالمين محنة المخالفين في صفات رب العالمين فان اكثر المخالفين في صفات رب العالمين خالفوا في صفة الاستواء ولاجل هذا اقتصر عليها جماعة بذكرها في عقائدهم ومنهم الحميدي رحمه الله فانه لم يطول القول في ايات الصفات ولما ذكر ايتين ابى ان يترك هذه الاية الثالثة بعد البيان الذي بينه لان هذه الاية صارت محنة وفرقانا بين اهل السنة المؤمنين بما عليه الصحابة بما عليه الصحابة والتابعون واتباعهم وباولئك الذين احدثوا ما احدثوا في صفات الله واسمائه. ثم قال ومن زعم غير هذا فهو معطل جهمي. اي من قال بغير اثبات الاسماء والصفات وقد وقع فقد وقع في التعطيل والتجهر واسم التعطيل المراد به النفي فاصل التعطيل التخلية. فاصل التعطيل التخلية. فاولئك الذين يخلون الله سبحانه وتعالى مما ثبت له من الاسماء والصفات هم يعطلونه عما له من الكمال. وهم منسوبون الى التجهم لان من اشهر القائلين لهذا المذهب الجهم ابن صفوان فنسب من قال بقوله اليه وقد كان ينكر صفات الله سبحانه وتعالى فهو من رؤوس اهل البدع والضلال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والا نقول كما قالت الخوارج من اصاب كبيرة فقد كفر ولا تكفير بشيء من الذنوب انما الكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فاما ثلاث منها فلا يناظر تاركه من لم يتشهد ولم يصلي ولم يصم لانه لا يؤخر شيء من هذا عن وقته. ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عنه وقته واما الزكاة فمتى ما اداها اجزأت عنه وكان اثما في الحبس. واما الحج فمن وجب عليه وجد السبيل اليه وجب عليه ولا يجب عليه في عامه ذلك حتى لا يكون له منه بد من من متى اداه كان مؤديا؟ ولم يكن اثما في تأخيره اذا اداه كما كان اثما في الزكاة لان الزكاة حق لمسلمين مساكين حبسه عليهم حبسه تاء المربوطة هذه هي هاء ليست تاء حبسه عليها نعم احسن الله اليكم لان الزكاة حق لمسلمين مساكين حبسه عليهم. فكان اثما حتى وصل اليهم. واما فكان فيما بينه وبين ربه اذا اداه فقد ادى وان هو مات وهو واجد مستطيع ان يحج سأل الرجعة. سأل الرجعة الى الدنيا ان يحج. ويجب ويجب لاهله ان يحجوا عنه ونرجو ان يكون ذلك مؤديا عنه. كما لو كان عليه دين فقضي عنه بعد موته ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الاصل السابع من الاصول السبعة المعدودة في هذه الرسالة وهو ترك التكفير بالذنوب ترك التكفير بالذنوب. وهجر طريقة الخوارج فانه قال والا نقول كما قالت الخوارج من اصاب كبيرة فقد كفر. وهم فرقة من الفرق الاسلامية زعموا ان العبد اذا وقع في في كبيرة من الكبائر يكون كافرا. فالزاني عندهم كافر شارب الخمر كافر واكل الربا كافر. واهل السنة والجماعة يقولون ان من وقع في شيء من هذه الكبائر فانه لا يخرج من دائرة الاسلام مع فقده كمال الايمان. فهم تارة يقولون مسلم ولا يقولون مؤمن وتارة يقولون مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته ويسمون هذه المسألة مسألة الفاسق الملي اي من وقع في كبيرة من الكبائر مع عدم خروجه من الملة فهو من اهل الاسلام. واما الخوارج فان انهم يخرجونه من دائرة الاسلام ثم قرر المصنف رحمه الله تعالى ما يحصل به الفرق بين طريقة اهل السنة وطريقة اولئك الخوارج فقال ولا تكفير وبشيء من الذنوب اي انه لا يكفر احد بشيء من الذنوب. واسم الذنوب في كلام الاوائل يريدون به الكبائر. يريدون به الكبائر. فما وقع في عقائدهم في قولهم لا نكفر احدا بذنب اي بكبيرة اي بكبيرة فهذا هو الذي نقله الاوزاعي وغيره عن السلف فلا يراد مطلق الذنب وانما يريدون عند النفي في قولهم لا نكفر احدا بذنب اي لا نكفر احدا بكبيرة اي لا احدا بكبيرة فهم خصوه في اصطلاحهم بما شهر عن الخوارج من التكفير بالكبائر. فاذا قال احدهم لا نكفر احدا بذنب لا يريد مطلق الذنوب وانما يريد الكبائر فانهم لا يكفرون بها. واذا كانوا لا يكفرون بالكبائر فمن باب اولى انهم لا يكفرون قصة غائرة فاهل السنة والجماعة لا يكفرون بمجرد الذنب اي من حيث هو ذنبا اما اذا اقترن به معنا اخر وهو استحلاله فهذا هو الذي قالوا فيه ولا نكفر احدا بذنب ما لم يستحل له فاذا شرب احد الخمر وقال هي حلال او اكل الربا وقال هو حلال او غير ذلك من الكبائر فانه يكفر لا للكبيرة وانما والمراد بالاستحلال اعتقاد الحل اعتقاد الحلم. فاذا اعتقد كونها حلالا فانه يكفر بذلك لتكذيبه بخطاب الشرع الوارد في القرآن والسنة فأخبر المصنف ان اهل السنة والجماعة لا يكفرون بالكبائر ثم قال انما الكفر في ترك الخمس اي في ترك مباني الاسلام وهذه المسألة غير المسألة المتقدمة وهي مسألة التكفير بمباني الاسلام. التكفير بمباني الاسلام فقال في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر ثم شرع يبين ما يكفر به وما لا يكفر به منها فقال فاما ثلاث منها فلا يناظر تاركه هكذا وقع بالتذكير لا التأنيث ومراده الفعل فلا يناظر تاركه يعني تارك الفعل بهن فلا يناظر فيما رآه من الترك. قال من لم يتشهد ولم يصل ولم يصم لانه لا يؤخر شيء من هذا عن وقته ولا يجزئ من قضاه بعد تفريطه فيه عامدا عن وقته. فهو يرى ان من ترك الشهادتين او ترك الصلاة او ترك الصيام فانه كافر. وعلله بقوله انه لا يؤخر شيء من هذا عن وقته اي له وقت محدود. وان من قضى بعد عامدا لا يجزئ عنه ثم شرع يبين ما لا يكفر به من هذه الخمس وهو ترك الزكاة والحج الحميدي لا يرى ان تارك الزكاة والحج يكون كافرا. وعلله بان تارك الزكاة قد امسك حقا لمساكين وحبس عنهم مدة فاذا اداه اليهم ارتفع عنه الاثم في ذلك فلا يكون به كافرا. واما الحج فانه اخبر ان من حج ان من ترك الحج انه متى من ترك الحج ثم اداه فانه لا يأثم حينئذ بتأخيره وان من مات ولم يحج وهو واجد يعني مستطيع فانه يسأل الرجعة الى الدنيا ان يحج وروي في هذا حديث لا يصح ان من مات ولم يحج سأل الله ان يرده الى الدنيا ليحج؟ قال ويجب لاهله ان يحجوا عنه ونرجوا ان يكون ذلك مؤديا عنه كما لو كان عليه دين فقضي عنه بعد موته. اي ان الحج دين لله كما انه لو كان لاحد عنده مال فرده كان دينا له رده فبرئت ذمته. وهذا احد الاقوال في التكفير بمباني الاسلام الخمس. والاظهر والله اعلم ان تارك الشهادة كافر. وهذا امر مجمع عليه لان من ترك الشهادتين فهو كافر. واما ما زاد على ذلك فاهل السنة قديما وحديثا مختلفون في ذلك. فمن من يرى التكفير بهذا دون التكفير بذاك. والارجح انه لا يكفر من الاركان العملية سوى الصلاة فانه يكفر تاركها. ونقل عليه الاجماع وفيه بحث. لكن الادلة على كون تارك الصلاة يكفر. واما باقي الاركان وهي الصيام والحج والزكاة فانه لا يكفر بتركها والله اعلم وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام ولقاؤنا ان شاء الله تعالى بعد صلاة العشاء في الدرس الذي يليه وهو كتاب عمل اليوم والليلة للحافظ ابن حجر المكي الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله لان المكيين منهم بن حجر منه ابن حجر المكي الهيثمي الهيثمي الفقيه ونحن في مكة ذكرنا المكيين جزاكم الله خير