فهذا شرح الكتاب الاول من برنامج اصول العلم في سنته الاولى في مدينة عرعر وهي سنة ثمان وثلاثين واربعمائة والف وتسع وثلاثين واربعمائة والف وهو كتاب خلاصة تعظيم العلم لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف غفر الله له ونفع به الاسلام والمسلمين. خلاصة تعظيم العلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله المعظم بالتوحيد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد المخصوص باجل المزيد. وعلى اله وصحبه اولي الفضل والرأي السديد اما بعد فهذا من كتاب تعظيم العلم خلاصة اللفظ اعدت بالتقاطها لمقصد الحفظ فاستخرج منه للمنفعة المذكورة اللباب وجعل فيه الانموذج من كل باب ليكون في نفوس الطلبة شمس النهار ويترشحوا بعده الى العمل والابتكار. فاسأل الله لي ولهم معاقد التعظيم والفوز بجوامع فضله العظيم. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم تنى بالحمدلة ثم تلة بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وهؤلاء الثلاث من اداب التصنيف اتفاقا فمن صنف كتابا استحب له ان يستفتحه بهن ثم ذكر ان هذه الضميمة الجامعة لما ذكره في هذا التأليف هي مجتذبة من كتاب اخر له. هو تعظيم العلم منه بمنزلة خلاصة اللفظ وجعلت كذلك ابتغاء تيسيرها على الحافظين فانما اريد حفظه قلل لفظه. فالقلوب اوعى لما قل من الالفاظ ان يحفظ فدعاه ذلك الى استخراج ذباب كتابه تعظيم العلم وجعل انموذج من كل دأب. اي مثالا يحتذى والانموذج بالهمز ويقال ايضا النموذج وهو معرب ولا اصل له في العربية والمقصود منه المثال الذي يحتذى ودعاه الى ذلك ان يكون في نفوس الطلبة شمس النهار اي واضحا بينا فان شمس النهار مثل يضرب للشيء الواضح البين فيقال ظهر الامر كشمس النهار اي بينا واضحة قال ويترشح بعده الى العمل والادكار ان يتهيأ بعده الى الالتقاء الى رتبة العمل والتذكر بالمعاني المذكورة فيه ثم ختم مقدمته بسؤال الله سبحانه وتعالى لزوم معاقد التعظيم والفوز بجوامع فضله العظيم ومعاقد التعظيم هي الاصول الجامعة المحققة لعظمة شيء ما. الاصول الجامعة المحققة لعظمة شيء ما. فاذا قيل معاقد تعظيم العلم اريد بها الاصول الجامعة المحققة عظمة العلم في قلوب الخلق اه احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه عدد من تعلم وعلم. اما بعد فإن حظ العبد من العلم وقوف على حظ قلبه من تعظيمه واجلاله. فمن امتلأ قلبه بتعظيم العلم واجلاله صلح ان يكون محلا له. وبقدر نقصان هيبة العلم في القلب ينقص حظ العبد منه حتى يكون من القلوب قلب ليس فيه شيء من العلم. فمن عظم العلم لاحت انواره عليه ووفدته رسل فنونه اليه ولم يكن لهمته غاية الا تلقيه ولا لنفسه لذة الا الفكر فيه. وكأن ابا محمد الدالمي الحافظ الله تعالى لمح هذا المعنى فختم كتاب العلم من سننه المسماه بالمسند الجامع بباب عظيم في اعظام العلم واعون شيء على الوصول الى اعظام العلم واجلاله معرفة معاقد تعظيمه. وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب من اخذ بها كان معظما للعلم مجلا له. ومن ضيعها فلنفسه اضاع ولهواه اطاع. فلا يلومن ان فتر عنه نفسه يداك اوكتا وفوك نفخ ومن لا يكرم العلم لا يكرمه العلم. هذه مقدمة اخرى بعد المقدمة الاولى والمقدمة بعد المقدمة يشتركان في اصل التقديم ويفترقان في موجبه فتارة تكون المقدمة الاولى مقدمة كتاب والمقدمة الثانية مقدمة فن وتارة تكون الاولى مقدمة مختصر والثانية مقدمة اصله ومنه الواقع هنا وتارة تكون المقدمة الاولى مقدمة نشرة جديدة للكتاب والمقدمة الثانية مقدمة نشرة سابقة. فالتقديم بعد التقديم تائه جرى به تصرف اهل العلم في المواضع التي ذكرت وموجبه امر يستدعي ذكر مقدمة بعد مقدمة لاختلاف داعيهما فهما وان اشتركا في التقديم لكن يفترقان في الموجب فالواقع هنا ان المقدمة الثانية مقدمة الاصل والمقدمة الاولى هي مقدمة هذا المختصر وقد ذكر المصنف في جملة كلامه المذكور في مقدمة الاصل ان حظ العبد من العلم على قدر تعظيمه فانما يجذب العلم الى القلب على قدر ما يكون في القلب من تعظيم العلم فمن قوي تعظيمه للعلم قوي جذب قلبه له ومن ضعف تعظيمه للعلم ضعف جذب قلبه له فاصول تعظيم العلم التي تنمو في القلب تستدعي حصوله في نفس صاحبه. واذا ضعفت ضعف وصول العلم الى القلب وهذا الاصل بين في دلائل الشرع ويظهر ذلك ان ابا محمد الدالمي رحمه الله صاحب كتاب السنن المعروف بالمسند الجامع ختم كتاب العلم من سننه بباب ترجم له بقوله باب في اعظام العلم للاشارة الى ان من الاصول الاصيلة والقواعد الجليلة في اخذ العلم العناية بتعظيمه ومما يعين العبد على تعظيم العلم درايته بمعاقد التعظيم وبين معاقد التعظيم بقوله وهي الاصول الجامعة المحققة لعظمة العلم في القلب اي هي الركائز التي متى وجدت في نفس الانسان واستوت في قلبه صار معظما للعلم. فاذا صار معظما للعلم صار مؤهلا لان يكتسب العلم وان ينتفع به. وليس المراد بجذب العلم مجرد جمع المعلومات بل المراد ما هو اعظم من ذلك وهو ان تستوي هذه المعلومات في القلب على سوقها وان تظهر اثارها على العبد في بصلاح نفسه وطهارة قلبه وزكاة روحه وصلاح عمله وعنايته بهداية الناس ودعوتهم والرفق بهم فان هذه الاصول اذا صارت بينة قوية ثابتة في القلب ظهرت المنفعة المرجوة منه في اعلى مراتبها. واذا خلا القلب منها او من شيء منها ضعف وجود فيها فانت قد تجد معلومات عند احد لا يظهر منه تعظيم العلم. لكن غاية تلك المعلومات انها اشياء تجري على اللسان مع فقدها من القلب فيقال فلان عنده علم لسان وليس عنده علم جنان يعني عنده علم يجري على اللسان لكن لا يوجد هذا العلم في القلب فتفتقد اثاره في زكاة نفسه وطهارة قلبه وصلاح روحه وحرصه على هداية الخلق ونفعهم والرفق بهم فحينئذ لا يكون حظه من العلم الا فتات يسير فان غاية العلم ان توصلك الى الله سبحانه وتعالى واذا وصل قلب العبد الى الله انس به واستغنى عن الخلق قال سفيان الثوري رحمه الله العالم مستغن عن الناس والناس محتاجون اليه وليس المراد باستغنائه عن الناس عزوفه عن دنياهم فان من متزهدة العباد من يكون في قلبه هذا المعنى ولكن مقصود هو حصول استغناء قلبه بالانس بالله سبحانه وتعالى ولذة مناجاته. وهذه الحال هي من اعظم الاحوال التي ينتفع بها العبد في وصول العلم الى قلبه. ثم ذكر ان هذه الرسالة جمعت جملة من الاصول التي اذا استقرت في قلب العبد صار معظما للعلم. فاذا عظم العلم انتفع به وحصلت له منفعته. ولذلك طي الاعمار في طلب العلم لا يكون بمجرد الحرص على حلق الشيوخ والحفظ والقراءة هذه وسائل لكن اعظم ما يطوي عمرك في تحصيل العلم هو عنايتك بتعظيم العلم ولزومك هذه الاصول. فهذه الاصول هي من عبادة الله سبحانه وتعالى. واذا وجدت في قلبك حصل لك من الخير الكثير. العاجل والاجل ما لا يوجد عند غيرك ومن جرب عرف. نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الاول تطهير وعاء العلم وهو القلب. وبحسب طهارة القلب يدخله العلم. واذا ازدادت طهارته ازدادت قابليته للعلم فمن اراد حيازة العلم فليزين باطنه ويطهر قلبه من نجاسته. فالعلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف وطهارة القلب ترجع الى اصلين عظيمين. احدهما طهارته من نجاسة الشبهات. والاخر طهارته من نجاسة الشهوات واذا كنت تستحي من نظر مخلوق مثلك الى وسخ ثوبك فاستحي من نظر الله الى قلبك. وفيه احن وبلايا وذنوب خطايا. ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم. من طهر قلبه فيه العلم حل. ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم ارتحل قال سهل ابن عبد الله رحمه الله حرام على قلب ان يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل ذكر المصنف وفقه الله المعقد الاول من معاقد تعظيم العلم وهو تطهير وعائه ووعاء العلم القلب وبحسب طهارة القلب يكون دخول العلم فيه. فمن اراد حيازة العلم اي جمعه فليزين باطنه ويطهر قلبه من نجاسته فالعلم جوهر لطيف لا يصلح الا للقلب النظيف. اي لا يحفظ في خزانة تصلح له الا اذا كان القلب نظيفا فالجواهل لا توضع في المزابل والعلم ميراث النبوة. والله لا يضع ميراث نبيه صلى الله عليه وسلم في قلوب فاسدة وليس المقصود من العلم كما ذكرت انفا وجود المعلومات ولكن الاثار الناشئة عنها. ثم ذكر ان طهارة القلب ترجع الى اصلين. احدهما طهارته من نجاسة الشبهات والاخر طهارته من نجاسة الشهوات ثم حث العبد على تطهير قلبه لانه محل نظر الله من العبد كما في الحديث المذكور ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم فينبغي ان يجتهد العبد ان يكون محل نظر الله منه طاهرا فاذا احببت ان يكون نظر الناس منك في بدنك وثوبك في طهر فاحرص ان يكون نظر الله اليك في قلبك في طهر ثم قال من طهر قلبه فيه العلم حل اي نزل واستوى ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل اي تركه العلم وفارقه. ثم ترى قول سهل ابن عبد الله وهو رحمه الله انه قال حرام على قلب ان يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله عز وجل اي مما قضاه الله سبحانه وتعالى في قدره امتناع دخول النور النافع على القلب مع وجود شيء يكرهه الله كالخيلاء او الحسد او الغش او الدغل او غير ذلك من الامور سيداتي للقلب فاذا وجدت هذه الامور صارت بمنزلة الحائل الذي يمنع دخول النور في القلب اذا ارتفعت هذه الحوائل دخلت دخل النور الى القلب فاحسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثاني اخلاص النية فيه. ان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم وصولها قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. وفي الصحيحين عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى. وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السلف الصالحين الا بالاخلاص لله رب العالمين قال ابو بكر المروذي رحمه الله تعالى سمعت رجلا يقول لابي عبد الله يعني احمد بن حنبل وذكر له الصدق والاخلاص قال ابو عبدالله بهذا ارتفع القوم وانما ينال المرء العلم على قدر اخلاصه والاخلاص في العلم يقوم على اربعة اصول تتحقق نية العلم للمتعلم اذا قصدها. الاول رفع الجهل عن نفسه بتعريفها ما عليها من العبوديات وايقافها وايقافها على مقاصد الامر والنهي. الثاني رفع الجهل عن الخلق بتعليمهم وارشادهم لما فيه صلاح دنياهم واخرتهم. الثالث احياء العلم وحفظه من الضياع. الرابع العمل العمل بالعلم. ولقد كان السلف رحمهم الله يخافون فوات الاخلاص في طلبهم العلم فيتورعون عن ادعائه لا انهم لم يحققوا في قلوبهم. سئل الامام احمد هل طلبت العلم لله؟ فقال لله عزيز ولكنه شيء حبب الي فطلبته. ومن ضيع الاخلاص فاته علم كثير وخير وفير. وينبغي لقاصد السلامة ان يتفقد هذا الاصل وهو الاخلاص في اموره كلها دقيقها وجليلها. سرها وعلنها. ويحمل على هذا التفقد شدة عالجت النية؟ قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لانها تتقلب علي قال سليمان الهاشمي رحمه الله ربما احدث بحديث واحد ولي نية فاذا اتيت على بعضه تغيرت نيتي. فاذا حديث الواحد يحتاج الى نيات. ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثاني من معاقد تعظيم العلم وهو اخلاص النية فيه فان اخلاص الاعمال اساس قبولها وسلم اصولها ودلائل الشرع في ذلك متكاترة. ومما سبق به من سبق من السلف الاولين اخلاص اعمالهم لله رب العالمين وكل عمل من الاعمال له صفة في نيته يحصل بها الاخلاص. ومن جملة تلك الاعمال العلم وقد ذكر المصنف ان نية العلم ترجع الى اربعة امور احدها رفع الجهل عن نفسه بان ينوي الم تعلم عند اكتسابه العلم ان يرفع الجهل عن نفسه تعريفها بطريق العبودية الموصل الى الله سبحانه وتعالى وثانيها رفع الجهل عن الخلق بان ينوي عند اكتسابه العلم انه يتعلم العلم ليرفع الجهل عن الخلق بعد رفعه عن نفسه فيكون في قلبه نية تعليمهم وارشادهم وهدايتهم. والثالث احياء العلم وحفظه من الضياع فان العلم اذا نعش في بلد او زمن وبقي حيا كان من تقوية الشريعة وحفظ الدين. فينوي المتعلم انه يطلب العلم ليحيى العلم في بلده ويقوى بين اهله فلا يضيع بينهم والرابع العمل بالعلم فينوي ان يعمل بالعلم الذي يتعلمه ثم ذكر حرص السلف على طلب الاخلاص في العلم وانهم كانوا يتخوفون من فواته ويتورعون عن ادعائه لشدة امر الاخلاص فامر الاخلاص شديد قال بعض السلف متى شهدوا في اخلاصهم الاخلاص احتاج اخلاصهم الى اخلاص اي متى وقع في قلب العبد انه مخلص احتاج شهوده هذا المعنى في قلبه الى اخلاص جديد ولذلك فان امر النية يحتاج الى مكابدة ومشقة كما قال سهل ابن عبد الله التستري والشافعي لا يعرف رياء الا المخلصون اي لا يتحرى معرفة دقائق الرياء ليفر منها الا المخلص الذي يطلب تحصيل الاخلاص في عمله فكان السلف يتفقدون هذا الامر وهو الاخلاص في جميع امورهم. دقيقها وجليلها ويحملهم على شدة التفقد شدة معالجة النية لان النية محلها القلب والقلب يتقلب فتتقلب هذه النية فتارة تكون الى جهة وتارة تكون الى جهة فينبغي ان يتفطن طالب العلم الى حضور هذه المعاني الاربعة للنية في طلب العلم بان تكون في قلبه. وان ينظر الى قلبه بتعاهد هذه النية بين الفينة والفينة فاذا حضر مجلسا من العلم وانفصل عنه ثم جاء الى مجلس اخر يتحرى هذه النية في نفسه او عزم على قراءة كتاب ينبغي له ان يعتبر هذه النية بين يدي قراءته هذا الكتاب. فاذا شق عباب هذا الكتاب اخذ منه قدرا حسنا ينبغي له ان يعيد استحضار هذه النية في قلبه. لان انتعاش هذه النية وقوتها في القلب يعينك الازدياد من الخير والانتفاع من العلم. واذا فقدت النية ضعف انتفاع القلب بالعلم قال ابن عباس رضي الله عنهما انما يحفظ المرء على قدر نيته. رواه الخطيب وابن عساكر. والحفظ اصل علم والعلم كله لا يكون الا بالنية. فانما يدرك المرء العلم على قدر نيته. فاذا قويت هذه النية وعظمت حصل للانسان توفيق في العلم وخير وبركة لا يزال يقارنه ما دام حيا فيحصل له من انواع الفهم والفتح والادراك ما ليس لغيره وذلك لحسن نيته في العلم فهو يستحضر في نيته في العلم نفع نفسه ونفع الخلق فتقوي هذه النية ادراكه العلم ويكون له بركة على نفسه وعلى غيره ومن شواهد ذلك ان شيخ شيوخنا عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله كان يجري على لسانه في مجالس الدرس او في كتبه لمن قرأها انواع من الفهم والادراك لا توجد عند غيره حتى هو لا يعرفها من نفسه قبل ان يتكلم بها. وقد ذكر لي شيخنا عبدالله بن عقيل رحمه الله انه كان يجتهد في التحضير لدرس شيخ ابن سعدي ويقرأ شرحا على المتن الذي يريد ان يقرر عليه الشيخ ابن سعدي ثم يسمع منه في مجلس الدرس كلاما عجيبا في فهم مسائله وافهامها. فسأله مرة من اي كتاب تطالع قبل الدرس كي اطالع واستفيد فقال له يا ولدي ان اشياء من الكلام الذي تسمعه لا يجري على لساني الا في الدرس يعني ما يحظر في قلبي ولا يجري على لساني الا ان الله سبحانه وتعالى يهديني اليه في الدرس وهذا وقع منه رحمه الله لحسن نيته في في العلم وكان عازف عن المناصب والرئاسات وكان مقصوده من العلم هداية الناس وارشاده وتوجيههم فحصل له بركة وانتم اليوم تجدون كتب ابن سعدي في كل مكان حتى تفسيره يمكن طبع منه اكثر من مليون نسخة لمزيد الانتفاع منه والله سبحانه وتعالى اذا علم من المرء حسن نيته اظهره ولو بعد زمن هناك كتاب مطبوع لاحدهم وما زال هذا الرجل حيا يقول فيه يذكر يذكر مراحل من مراحل حياته وذكر منها وروده على القصيم وذكر الشيخ ابن سعدي وقال ومع ان كتبه توزع بالمجان لكن لا رغبة للناس فيها ويريد الحط على الشيخ ابن سعدي لاجل امر بين الناس يجري فما هي الا سنوات وهذا الرجل حي بين كتابته كتابة وبين الان نحو ثلاثين سنة. والان من اكثر الكتب انتشارا لمشايخ هذه البلاد هي كتب من سعدي ثم تلميذه ابن عثيمين الذي هو فرع فرع عنه حتى ان كتاب المواهب الربانية ابن سعدي وهو كتاب كتب فيه شيء من فتوحات فهم القرآن انتهى منه ليلة ولادة الشيخ ابن عثيمين فكان هذا مواهب ربانية في الفهم الايات ووهب الله له تلميذا نفع الناس بعده ولد في تلك الليلة. حتى يعلم الانسان ان امر العلم والدين ليس للناس هذا لله سبحانه وتعالى. ومن صدق الله صدقه الله. فطالب العلم اذا كان صادق يقول انا ما عندي حفظتي ضعيفة انا لا يوجد قرين يساعدني لا يوجد في بلدنا شيخ اقرأ عليه يجتهد واذا اجتهد وصدق وصلحت نيته كتب الله له خيرا كثيرا نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثالث جمع همة النفس عليه. تجمع الهمة على المطلوب بتفقد ثلاثة امور او اولها الحرص على ما ينفع فمتى وفق العبد الى ما ينفعه حرص عليه. ثانيها الاستعانة بالله عز وجل في تحصيله. ثالثها عدم العجز عن بلوغ البغية منه. وقد جمعت هذه الامور الثلاثة في الحديث الذي رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. قال الجنيد رحمه الله ما طلب احد شيئا بجد وصدق الا ناله فان لم يناله كله نال بعضه. وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل وردفه قمر العزيمة اشرقت ارض القلب بنور ربها. وان مما يعلي الهمة ويسمو بالنفس اعتبار حال سبق وتعرف همم القوم الماضين. فابو عبدالله احمد فابو عبد الله احمد بن حنبل كان وهو في الصبا ربما اراد الخروج قبل الفجر الى حلق الشيوخ فتأخذ امه بثيابه وتقول رحمة به حتى يؤذن الناس او يصبحوا. وقرأ الخطيب البغدادي رحمه الله صحيح البخاري كله على اسماعيل الحيري في ثلاثة مجالس. اثنان منها في ليلتين من وقت صلاة الى صلاة الفجر واليوم الثالث من من ضحوة النهار الى صلاة المغرب ومن المغرب الى طلوع الفجر. وكان ابو محمد تبان اول ابتدائه يدرس الليل كله. فكانت امه ترحمه وتنهاه عن القراءة بالليل. فكان يأخذ المصباح ويجعله تحت الجفنة شيء من الانية العظيمة. ويتظاهر بالنوم فاذا رقدت اخرج المصباح واقبل على الدرس. فكان رجلا فكان رجلا رجله على الثرى ثابتة وهامته. وهامة همته فوق الثريا سامقة. ولا تكن شابا البدن اشيب الهمة فان همة الصادق لا تشيب. كان ابو كان ابو الوفاء ابن عقيل احد اذكياء العالم من فقهاء الحنابلة ينشد وهو في الثمانين ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي وانما ما اعتاد شيئا وانما اعتاد شعري غير صبغته. والشيب في الشعر غير الشيب في الهمم. ذكر المصنف وفقه الله المعقدة الثالثة من معاقد تعظيم العلم وهو جمع همة النفس عليه بان تتعلق النفس به وتقبل عليه وذكر ان جمع الهمة على المطلوب يكون بتفقد امور ثلاثة احدها الحرص على ما ينفع وثانيها الاستعانة بالله وثالثها عدم العجز عن بلوغ البغية منه وهي مذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك بالله ولا تعجز بكسر الجيم وتفتح ايضا فيقال تعجز وتعجز ثم ذكر كلاما حسنا الجنيد ولابن القيم في احياء الهمة في النفس واذكائها وان ابدأ يعظم انتفاعه بما يطلبه على قدر همته قال ابن تيمية الحفيد رحمه الله الناس يقولون قيمة كل امرئ ما يحسنه والعارفون يقولون قيمة كل امرئ ما يطلبه اي ان العبد تكون رتبته ومنزلته بقدر مطلوبه الذي يطلبه. فمن عظم مطلوبه ارتفع قدره. ومن دنا مطلوبه دنا قدره قال ابن القيم رحمه الله ان همة الكساح نزلت به حتى صار يجمع مزابل الناس والكساح هو الذي يجمع القمامة في الطرق وغيرها. فهذا نزلت همته حتى صار بهذه المنزلة. والمرء اذا رق همته بلغ ما يؤمله ولذلك فان من اعظم ما يعظم به العلم ان تجمع الهمة عليه بان تقبل عليه اقبالا كليا وتصدق في طلبه. ثم ذكر ان مما يعلي الهمة ويقويها في النفس اعتبار سير الماضين من السلف فان الامر كما قال مالك بن دينار الناس كاسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض الناس كاسراب القطا مجبولون على تشبه لبعضهم ببعض. رواه ابن بطة في الابانة كبرى وغيرهم هو في كلام ابن تيمية الحفيد ايضا واصله كلام مالك ابن دينار من الاولين فالناس يقتدي بعضهم ببعض فاذا رأى المرء احوال ما كان عليه الخلق من عظم الهمة قويت نفسه على محاذاتهم وطلب ان يكون حاله كحالهم وذكر من احوال من مضى ما جرى للامام احمد في صغره ثم للخطيب ثم لابي محمد ابن التبان وغير ذلك من الاحوال النافعة في تقوية الهمة في النفس والاعتبار بالسير من اعظم ما ينتفع به طالب العلم قال ابن الجوزي رحمه الله لا اجد لطالب العلم شيئا انفع من النظر في سير السلف يعني مما يقوي طالب العلم ويحرك همته ويعينه على تحصيله ان ينظر في سير الماضيين ويقتدي بهم. فاذا رأى همم هؤلاء قويت نفسه على محاذاتهم. ثم حث طالب العلم على علو همته وقوة نفسه. وقال ولا تكن شاب البدن اشيب الهمة فان همة الصادق لا تشيب وشاب البدن هو الرجل القوي في بدنه لانه في ثورة شبابه وثورة قوته. ولكن عيبه ان تكون همته ضعيفة. فهو لا يعزم على شيء ولا يقوى على شيء ولا يصبر على شيء. فعند ذلك حقيقته صورته الباطنة صورته الظاهرة شاب وحقيقته الباطنة ايش؟ اشيب فحقيقته الباطنة اشيب يعني لا نشاط فيه ويقال اشيب ولا يقال شائب في اصح قولي اهل اللغة فاللغة الفصحى ان يقال عن كبير السن الاشيب ولا يقال عنه الشائب. قال فان همة الصادق لا يعني الصادق في طلب شيء لا تشيب همته ولذلك في اخبار ابن جرير الطبري ان رجلا دخل عليه في مرض موته فذاكره بمسألة في الفرائض فاخذ ابن جرير ورقة وكتبها فقال له الرجل في هذه الحال يا ابا جعفر قال انت الان مريض وكبير سن ويا الله حسن الختام فقال لان القى الله عالما بها خير من ان القاه جاهلا بها شوف هذا الصادق انه يريد بهذا انه يرفع الجهل عن نفسه وينتفع بهذه المسألة التي كتبها. فحينئذ صدق العبد وقوة همته من اعظم الاسباب الاسباب التي يجمع بها العلم. نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة. ان كل علم نافع مرده الى كلام وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة او اجنبي عنهما فلا يضر الجهل به وما احسن قول عياض وما احسن قول عياض اليحصدي اليحصو بي في كتاب الالماء العلم في اصل لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب. علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبي. وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام في من بعدهم اكثر. قال حماد ابن زيد قلت لايوب السختيان العلم اليوم اكثر او فيما تقدم؟ فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم اكثر ذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابع من معاقد تعظيم العلم وهو صرف الهمة فيه لعلم القرآن والسنة اي توجيه العبد همته الى طلب الاعلى من العلم وهو علم القرآن والسنة. فان النافع من العلم مرده اليهما وباقي العلوم اما خادم لهما فهي بمنزلة الالات التي تهيئ الوصول الى معانيهما. واما اجنبية عنهما فلا يضر الجهل بها ثم ذكر بيتين للقاضي عياض الي في كتابه المعنى انه قال العلم في اصلين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاعبين يعني الواضح فالضال عن الطريق الواضح يترك هذين الاصلين. قال علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. اي علم القرآن وعلم المروية برواية اهلها فلان عن فلان عن فلان عن تابعين عن صحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر ان هذا هو علم السلف ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام في من بعدهم اكثر فعلم السلف كان هو علم الكتاب والسنة. ثم توسع الناس في الكلام في مسائل العلم حتى صار كثير منهم حجابا حائلا عن فهم الكتاب والسنة. ثم ذكر كلام لايوب السختياني في فضيلة علم السلف ان حمادا قال له العلم اليوم اكثر او في من او فيما تقدم قال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما ما تقدم اكثر فتوسع الناس في الكلام واقع في المتأخرين. واما السلف المتقدمون فكان كلامهم قليلا لكن فائدته عظيمة والامر كما ذكر ابن القيم في مدارج السالكين وابن ابي العز في شرح الطحاوية ان اما المتقدمين قليل كثير البركة وكلام المتأخرين كثير قليل البركة وانما يطلب من علوم المتأخرين ما يكون سلما يوصل الى فهم الكتاب والسنة. فاذا قوي ادراك المرء لالات فهم خطاب الشرع كعلوم النحو واللغة والاصول والقواعد الفقهية ومقاصد الشرع ومصطلح الحديث وغيرها افرغ وسعه في فهم الكتاب والسنة فانه يحصل العلم الذي ينشرح به صدره ويأنس به قلبه ويظهر به بركة العلم عليه وعلى الناس. نعم احسن الله اليكم المعقد الخامس سلوك الجادة الموصلة اليه. لكل مطلوب طريق يوصل اليه فمن سلك جادة مطلوبه اوقفت عليه ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه وان للعلم طريقا من اخطأها ضل ولم ينل المقصود. وربما اصاب فائدة قليلة مع تعب كثير. وقد ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد مرتضى ابن محمد الزبيدي صاحب تاج العروس في منظومة له تسمى الفية السند. يقول فيها فما حوى الغاية في الف سنة شخص فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع تأخذه على مفيد ناصح. فطريق العلم وجادته مبنية على امرين. من اخذ بهما كان معظما للعلم لانه ويطلبه من حيث يمكن الوصول اليه. فاما الامر الاول فحفظ متن جامع للراجح فلا بد من حفظ ومن ظن انه اهل العلم ينال العلم بلا حفظ فانه يطلب محالا. والمحفوظ المعول عليه هو المتن الجامع للراجح اي المعتمد عند اهل الفن واما الامر الثاني فاخذه على مفيد ناصح. فتفزع الى شيء فتفزع الى شيخ تتفهم عنه معانيه يتصف بهذين الوصفين واولهما الافادة وهي الاهلية في العلم. فيكون ممن عرف بطلب العلم حتى ادرك فصارت له ملكة قوية فيه. والاصل في هذا ما اخرجه ابو داوود في سننه باسناد قوي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم. والعبرة من خطابنا بخصوص المخاطب فلا يزال من معالم العلم في هذه الامة ان يأخذه الخالف عن السالف. اما الوصف الثاني فهو والنصيحة وتجمع معنيين اثنين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاهتداء بهديه ودله وسمته. والاخر مع وظيفته بطرائق التعليم بحيث يحسن تعليم المتعلم ويعرف ما يصلح له وما يضره وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في الموافقات ذكر المصنف وفقه الله المعقد الخامس من معاقد تعظيم العلم. وهو سلوك الجادة الموصلة اليه اي السير في الطريق الذي يوصل الى العلم. فكل مطلوب له طريق. ومن المطلوبات العلم فله طريق يوصل اليه ويجمع هذا الطريق انه حفظ متونه وفهمها بالاخذ عن مفيد ناصح وذكر من كلام اهل اهل العلم ما يبين ذلك. فطريق العلم وجادته مبنية على امرين احدهما حفظ المتون المعتمدة ده والمقصود بكونها جامعة للراجح يعني المعتمدة عند اهل الفن. وتانيهما اخذ تلك المتون فهما عن مفيد ناصح اي متصف بصفتين احداهما الافادة وهي الاهلية في العلم بان تكون له معرفة في العلم فيتلقاه عن شيخ عارف به والاخر وهو النصيحة يجمع امرين احدهما صلاحية الشيخ للاقتداء به والاهتداء بهديه وسمته اي يأخذه عمن يصلح حمل العلم عنه في دله وهديه وسمته فاذا رآه موقرا العلم معظما له حريصا على العمل به فهو صالح لاخذه عنه واذا رآه غير مبال بالعلم مسفا في لسانه داخلا فيما لا يعنيه فحين اذ لا يكون صالحا لاخذ العلم عنه ولابد ايضا من كونه عالفا بطرق التعليم. اي قادرا على ايصال العلم للمتعلمين بما فهو لا يعاني في تعليم العلم ملاحظة نفسه وانما ملاحظة المتعلمين في مقادير قواهم واوقاتهم وازمانهم فهو يلاحظ هذا فاذا رزق المرء بانسان يعرف طرائق التعليم اختصر له اخذه العلم. واذا بلي بجاه طلاق التعليم اضر به. فمن الناس من من يكون له علم كثير لكن ليست له اهلية في ايصال العلم فتجده يوعر العلم على المتلقين. ولا يلاحظ احوالهم وما يقدرون عليه فحين اذ لا ينتفع به الا قليل ومن القراء من لم يقرأ عليه الا واحد طول حياته. وذلك لشدة اخذه الناس ومن القراء من انتفع به الناس طبقة بعد طبقة حتى العامة وقد ذكر في تراجم احد القراء في كتاب طبقات القراء لابن الجزري انه كان يقرئ الطلبة كل يوم ما عدا الجمعة فكان يجلس في المسجد الجامع بعد صلاة الجمعة حتى العشاء يلقن عوام المسلمين الفاتحة انظر هذا انسان ناصح للناس عارف بطريقة التعليم العامي لن يأتي الى مقرئ ويقرأ عليه يقول انا احسن الله اليكم بقرأ عليك قراءة ورش هو عامي لكن كل عامي من المسلمين يحتاج الى صورة فاتحة فهذا لاحظ ان عامة المسلمين يحتاجون منه هو الذي له اهلية في علم القراءات ان يلقنهم الفاتحة تلقينا صحيحة. فكان يوقف نفسه على هذا كل جمعة فهكذا الانسان الذي يعرف طرائق التعليم ينفع الناس. والذي لا يعرف طرائق التعليم يضر الناس ولا يتخرج به الا قليل. وربما يموت ولم ينتفع الناس بعلمه بجهله بطرائق التعليم. فطالب العلم ينبغي له ان يحرص على ان يتفطن الى معرفة طرائق التعليم وتنوعها. وما يصلح للناس وما يسمحون به. فعند ذلك يحرص على سلوكه. في نفسه هو باخذه للعلم او في ايصاله للعلم للناس فمثلا لو اراد احدكم ان يدرس الفرائض فقالوا فيه الشيخين يوجد شيخان احدهما متقن للفرائض ولكنه كل مسألة للفرائض منذ تبدأ معه يقسمها والاخر لا يحسن الفرائض احسانا محكما ولكنه يستفيد منها الطالب في الفرائض ولا يدخل الطالب في مسائل لم تصل لم يصل اليها بعد فحينئذ انتفاعه بالثاني اكثر من الاول تجد الان بعض الناس يعني في تدريس الفرائض جاء الطالب الان ويدرس عنده اصحاب الفروض يعينهم فقط فتجده يضرب مسائل يقول يلا هذه مسألة هلك هالك عن عن زوجة ابن ابن وعم اقسموها الطلبة مبتدئون لا يعرفون بعضهم ربما عنده معلومات يقسمها واحد اثنين وربما يدخلهم في مسائل عويصة من مسائل الفرائض لم يصلوا اليها بعد. فحينئذ لا ينتفعون به انتفاعا قويا لانه لا يحسن اخذهم وترقيتهم. والاخر يدرسهم الفرائض فاذا جاء باب الفروض قال لهم في هذه المسألة هلك هالك عن زوجة وابن ابن وعم استخرج الوارثين في هذه المسألة وفق ما درسته في في هذا الباب حينئذ ينتفعون لانه جعل مقصودهم في الفهم هو ما درسوه دون غيره. ولذلك ابواب علوم من العلوم التي صعبت على الناس بسبب الغلط في طريقة تدريسها. واعظمها الفرائض والنحو لذلك علم النحو يقولون علم صعب والصحيح ان علم النحو ليس صعبا ولكن الطريق الان المسلوكة في تدريس علم النحو هي طريقة خاطئة يأتي الطالب يدرس الان اول باب في النحو باب الكلام فيأتي معلمه ويقول قام محمد في البيت فيقول له في هذا الباب هذه قام كلمة وهذه كذا كلمة وهذه كلمة ثم يقول الاعراب قام فعل مضارع فعل ماضي مبني على الفتح. الطالب ما يعرف الى الان وش هو الفعل الماضي ما يعرف وش هو الفعل اصلا وش هو الماضي وش معنى مبني وش معنى مبني على الفتح فكان ينبغي له حينئذ ان يعطيه هذه الجملة ويقول استخرج انواع الكلمات في هذه الجملة. يعني قام ما نوعها اسم او فعل او حرف فقط لان هذا هو الذي درسه الان. ثم في ما نوعها؟ فلا يخلط عليه بباب اخر فطرائق التعليم باب مهم في ايصال العلم للناس وهي من اسباب ضعف العلم في الناس. ان يأتي المتلقي الى معلم لا يحسن التعليم ويدخله في امور لا قبل له بها. فعند ذلك ينفر طالب العلم من العلم ويتركه. لكن لو اخذه شيئا فشيئا رقاب وكان بهجة البيطار ينقل عن شيخه طاهر الجزائري انه كان يقول من اتاكم ليتعلم النحو في ثلاثة ايام فقولوا يمكنك وعلموه منه في هذه الايام الثلاثة ما يحمله على حبه ليستكمله يعني احسنوا ترغيبه في علم النحو لعل في ثلاثة ايام يتعلم شيء منه يحب على بقيته. يعني علم النحو لا يدرك في ثلاثة ايام. لكن هو جاك وقال انا عندي ثلاثة ايام لا تقول ما ينفع علمه من النحو ما قد يوجد في قلبه محبة للنحو ثم يتعلمها. الان لو جاء واحد منا وواحد وقال انا اريد ان اتعلم النحو في ثلاثة ايام قال ما ينفع نحو ثلاثة ايام ما يصلح. تبي النحو في ثلاث سنين يمكن يمكن في ثلاث سنين تفلح عند ذلك ماذا يقول هذا الرجل يقول ما عاد نبي النحو هذا هذا النحو ثلاث سنين والله مانا فاضيين للنحو. خلاص هو يريد له مخرج لكن لو انه قال ان شاء الله يمكنك وعلمه ابوابا قليلة من النحو بعد ربما هذه الابواب التي تعلمها تحببه في النحو ثم بعد ذلك يستكمله. اما الجهل بطرائق التعليم هو الذي يجعل انسان ينفر من العلم ولذلك القراء فيما سبق في وقت قريب كان يأتي الطالب يقرأ اولا قراءة تصحيح نظر تصحيح نظر فقط ثم بعد ذلك يقرأ قراءة ثانية يأخذونه بادنى الاحكام وهي تحفة الاطفال ثم يقرأ مرة ثالثة ياخذونه الجزرية لما يقرأ نظر ويختم القرآن نظر ويصحح النظر كل شي يصير لنفسه قوة ترغب في حفظ في حفظ القرآن وحتى لو لم يحفظه تصير قراءته ايش؟ صحيحة ما يقول الف لام ميم بعدين في سورة الشرح يقول الف لام ميم نشرح لك صدرك. لا لانه قرأ صحيح. لكن الان يأتي الانسان وهو يريد ان يحفظ القرآن يأتي للشيخ ويقول اريد ان اقرأ عليك قال يلاه تقرأ الفاتحة نبدأ بالفاتحة يا هذا يبدأ يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قل لا ا اه حقت اعوذ هذي يقعدون فيها ساعة وربع بس الاستعاذة يقعدون فيها اسبوع هل سيكمل اللي قعد اسبوع في اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يكون الفاتحة عنده الجواب لن يكمل الفاتحة عنده صح ولا لا لكن لو اخذه بادنى ما يمكن ورقاه شيئا يسيرا كما كانوا عليه من قبل احب القرآن والتذ بقراءته وقوية نفسه على حفظه ولو انقطع عن حفظه قرأه قراءة تصحيحية لكن ان يأتي الانسان ويوعر له طريق الطلب في القرآن او في غيره هذا من الجناية على العلم والدين. ولا سيما في القرآن الكريم يبعد الناس عن تعلم القرآن وحفظه والعناية به بسبب الاخذ بطرائق خاطئة في تعليم الناس. ولم يكن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي الصحابة والسلف في تعليم العلم لذلك كان علم السلف سمحا سهلا واما علوم المتأخرين وعرة خشنة تجد خشونتها على القلب لذلك اذا رزق الانسان بمن كان سهلا سمحا يحمله على طرائق تعليم الناس النافعة لهم ينبغي له ان ينتفع به وان يحرص على اعتبار هذا الامر في نفسه وفي نفع المسلمين وان يتحرى هذا فيهم فمن رفق بالناس رفق به. ومن شق على الناس شق عليه نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد السادس رعاية فنونه في الاخذ وتقديم الاهم فالمهم. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد خاطره جمع العلوم ممدوح من كل فن خذ ولا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار. ويقول شيخ شيوخنا محمد ابن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب ولا ينبغي للفاضل ان يترك علما من العلوم النافعة التي تعين على فهم الكتاب والسنة اذا كان يعلم من نفسه قوة على تعلمه. ولا يسوغ له ان يعيب العلم الذي يجهله ويزري بعالمه. فان الا نقص ورذيلة. فالعاقل ينبغي له ان يتكلم بعلم او يسكت بحلم. والا دخل تحت قول القائل اتاني ان ذم جهلا علوما ليس يعرفهن سهل. علوما لو قرأها ما قلاها ولكن الرضا بالجهل سهل. انتهى كلامه. وانما تنفع اية فنون علم باعتماد اصلين احدهما تقديم الاهم فالمهم مما يفتقر اليه المتعلم في القيام بوظائف العبودية لله والاخر ان يكون قصده في اول طلبه تحصيل مختصر في كل فن. حتى اذا استكمل انواع العلوم النافعة نظر الى ما وافق منها وانس من نفسه قدرة عليه فتبحر فيه. سواء كان فنا واحدا ام اكثر. ومن طيار ومن طيار شعر الشناقطة قول احدهم وان ترد تحصيل فنن تممه وعن سواه قبل الانتهاء منه. وفي ترادف العلوم المنعوجة ان توأمان استبقا لن يخرج ومن عرف من نفسه قدرة على الجمع جمع. وكانت حاله استثناء من العموم. ذكر المصنف وفقه الله المعقل السادس من معاقد تعظيم العلم وهو رعاية فنونه في الاخذ اي بان تكون فنونه من طلبة نفسه فيحرص على تحري جمع فنون العلم التي يحتاج اليها. مقدما الاهم فالمهم قدموا ما تشتد اليه الحاجة ثم يتبعه ما بعده وذكر ضابط التقديم في قوله مما يفتقر اليه الم تعلم في القيام بوظائف العبودية لله. فالذي يحمل على تقديم شيء على شيء حاجة العبد اليه في عبادته لله سبحانه وتعالى فلو قدر ان احدا انتبه الى حاجته للعلم فصار بين درسين احدهما في علم العربية والاخر في علم الفقه مما يشرح فيه الوضوء والغسل والصلاة فالذي هو اولى به اي العلمين ايهما الثاني لحاجته اليه في قيام عبودية لله سبحانه وتعالى فيقدم العبد في من العلوم ما يحتاج اليه في عبادة الله سبحانه وتعالى. ولما ضعف هذا الاصل في الناس صرت ترى طالب علم طلب العلم مدة طويلة فاذا سألته ماذا قرأت ودرست من كتب الاذكار على المشايخ قال ما قرأت على المشايخ قال لماذا؟ قال الاذكار الحمد لله الاذكار سهلة. ما تحتاج مشايخ فاذا سألته مسألة في مسائل الاذكار مسألة من مسائل الاذكار قلت له انا سافرت الان وجمعت بين صلاة المغرب والعشاء فالان اذكار صلاة المغرب اتي بها بعد المغرب ولا اتي بها بعد العشاء فاتي باذكار المغرب والعشاء هل افصل بين الصلاتين في الجمع باني اتي باذكار المغرب ثم بعد ذلك اتي باذكار العشاء او لا افصل بينهما واجمع واتي باذكار المغرب ثم بعد اذكار العشاء قال والله هذي ما ادري عنها بس الظاهر والله اعلم انك ان شاء الله الامر سهل هذا مسهل من كيسه هذا ولانه ما تفقه في الاذكار ما عرف مسائل الاذكار يقول الامر سهل كلها اذكار وصحيح كلها اذكار لكن هذه عبادة لله سبحانه وتعالى. فتجد طالب العلم يطلب العلم مدة ولم يدرس العلم الاذكار. ويطلب العلم مدة ولم يدرس علم الاداب علم الاداب ما درس فيه اي متن هذا ما هو بطلب علم لان الاذكار والاداب من اعظم ما تحقق وظائف العبودية لله بعد توحيد الله وما يتعلق باحكام الطهارة والصلاة من اشد ما يلزم العبد ادبه وذكره ربه فاذا كان ما درسها ولا تعلمها ولا رفع اليه راسا اين تقديم الاهم فالمهم بل غفلة عن المهمات وهذا هو الذي وقع تجد طالب العلم يغفل عن المهمات اللازمة له وينشغل بامور لا ينتفع بها كثيرا تجد طالب العلم يدرس العقيدة الواسطية لاول مرة يدرس المعتقد ثم في المسائل يتكلم له معلمه عن قول الخوارج وقول المعتزلة ويحفظ هذه الاقوال وهو ما حفظ ماذا يقول اذا اكل وماذا يقول اذا شرب واذا بدأ الطعام واذا ختم الطعام لا يعرف هذه المسائل. هذا كله من تضييع المهم بغير المهم. فطالب العلم ينبغي له ان يعرف ان المقصود من العلم هو قيامك بوظائف العبودية لله سبحانه وتعالى عندما تقول عند الطعام بسم الله هذي عبودية. عندما تقول الحمد لله هذي عبودية عندما تعرف الالفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحمد بعد نهاية الطعام هذه عبودية. انت اشرف مقاما واعلى من انسان لا يعرف ما يقال بعد الطعام. او لا يعرف انه يقول الحمد لله ولا يعرف هل هذا يقال عند كل اكلة يأكلها ولا عند اختتام الطعام؟ فطالب العلم ينبغي له ان يحرص على المهمات ويقدم المهم ثم الامر الاخر كما قال ان يكون قصده في اول طلبه تحصين مختصر في كل فن. يعني طالب العلم في اول الطلب يأخذ من كل بستان زهرة كما يقال. وذلك بدراسة مختصر في هذا الفن ثم بعد ذلك اذا استكمل دراسة المختصرات في العلوم النافعة نظر الى ما وافق نفسه ووجد نشاطه فيها او ارشده اليه معلمه فاستفرغ فيه وسعه. بعد ان درس مختصرات وجد عنده رغبة بعلم الحديث او رغبة في علم التفسير او رغبة في علم النحو او رغبة في علم القراءات وقوة عليه. فعند ذلك يجعل قوته فيه. لكن لا يحسن ان يأتي انسان تسأله في القراءات يقول لك فازلهما ولا فازالهما فيها قراءتان فازلهما هذي الجمهور فازالهما هذا حمزة احسن الله اليك انا توظأت وبعد ما توظأت تذكرت انني عندما غسلت يدي الى المرفق انني ما غسلت الكف يصح وضوئي ولا ما يصح وضوئي فيقول انا ما ادري كيف ما تدري هذي من مهمات الدين التي تلزمك ما فائدة علم القراءات وانت لا تعرف وضوءك وصلاتك طالب العلم لابد ان يحرص على ان يأخذ مختصر من كل فن. هذه طريقة من مضى ثم بعد ذلك اذا افرغ وسعه في فن او هذي قسمة الله بين الناس. لكن العيب ان تجد طالب علم يشار اليه ثم ما يلزمه من الدين خاصة ما يلزمه من الدين لا يعرف فيه شيء. يقول والله لا انا ليس هذا تخصصي. انا يا اخي ليس تخصصي فقه. تسألني عنك فيه وكذا. انا تخصصي قراءات او هذا تسأله عنه يقول انا تخصصي عقيدة والله ما ادري تغسل كفك ولا ما تغسل شف احد من المشايخ تخصص الفقه هذي ما فيها تخصص هذه ليست من التخصص هذه من المسائل العامة للمسلمين التي ينبغي ان يعرفها طالب العلم والخطأ الموجود عند الناس اليوم بسبب تركهم ما يلزمهم من العلم وعدم رعايتهم لاخذ المختصرات. ثم ذكر بعد ذلك ان من عرف من نفسه قدرة على الجمع جمع يعني الاصل ان الناس بعد دراستهم مختصرات يكون تشوه نفسه الى فن او فنين لكن من الناس من يفتح الله عليه وتكون له قدرة على الجمع فعند ذلك الذي يجد عنده قدرة وتهيؤ على تهيؤ لذلك فانه يفرغ وسعه في ذلك تقربا الى الله سبحانه وتعالى. وفي اخبار شيخ شيوخنا محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله ان بعض اشياخه لمح فطنته وذكاءه فقال له يا بني ان العلوم التي هي فرض كفاية تكون في حق بعض الناس فرض عين علوم فرض كفاية مثل اصول الفقه النحو هذي فرض كفاية يقول تكون في بعض الناس فرض عين لماذا فرض عين حتى تحفظ على الامة وما تضيع هذه العلوم قال وانت من اولئك يعني لما نظر الى ذكائه وفطنته قال انت عندك قدرة على جمع العلوم فانت ممن تجب عليك فرض عين علوم الكفاية فالانسان اذا وجد من نفسه قدرة ورغبة وتهيأ له الحال والزمان والمكان هذا ينبغي له ان يجتهد لكن من عجز عن ذلك وهم جمهور الخلق هذا يأخذ من العلوم ما يقدر عليها ويفرغ وسعه. لذلك لا يقول الانسان لماذا هذا تخصص القراءات؟ لماذا هذا تخصصه نحو؟ لماذا هذا لا يعاب التخصص انما يعاب التخصص اذا جر العبد الى تضييع ما يلزمه من دينه. هذا يعاب التخصص. اما اذا حصل ما يلزمه ومن دينه ثم تخصص في العلوم فهذه من احوال الناس ومقادير عقولهم لا تكلف نفس الا ما تستطيع فلا يعاب حينئذ لكن يعاب اذا اهمل ما يلزمه. والناس بين طرفين ووسط في هذه المسائل. فالوسط ان يحصل الانسان المختصرات اللازمة في فنون العلم. ثم بعد ذلك يوعب قدر وسعه فيما يحبه من الفنون او فيما يشير عليه اشياخه به نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد السابع المبادرة الى تحصيله واغتنام سن الصبا والشباب. قال احمد رحمه الله تعالى ما شبهت الشباب الا بشيء كان فيكمي فسقط. والعلم في سن الشباب اسرع الى النفس واقوى تعلقا ولصوقا. قال الحسن البصري رحمه الله العلم في الصغر كالنقش في الحجر. فقوة بقاء العلم في الصغر كقوة بقاء النقش في الحجر. فمن اغتنم شباب هنا وحمد عند مشيبه سراة. اغتنم سن الشباب يا فتى عند المشيب يحمد القوم السرى. ولا يتوهم مما سبق ان الكبير لا يتعلم بل هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا كبارا. ذكره البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه وانما يعصر التعلم في الكبر كما بينه كما بينه الماوردي في ادب الدنيا والدين لكثرة الشواغل وغلبة قاطع وتكاثر العلائق. فمن قدر على دفعها عن فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم. ذكر المصنف وفقه الله المعقد السابع من معاقد تعظيم العلم وهو المبادرة الى تحصيله اي لزوم الفور وعدم التراخي في تحصيله بان يسارع اليه المرء ويعتني واخذه مغتنما قوته في سن الصبا والشباب. فان العبد في شبابه وصباه وصباه اقوى بدنا وافرغ قلبا فانه اذا كبر ضعف عظمه واشتغلت نفسه باشياء من الزوج والولد وحوائج الدنيا فينبغي ان يغتنم الشباب بالمبادرة في اخذ العلم. ثم ذكر في خاتمة هذا المعقد ان العلم في الكبر غير متعذر. فلا يتعذر ان يتعلم الكبير لكنه يعسر فيعسر تعلمه لكثرة الشواغل وغلبة القواطع وتكاثر العلائق قال فمن قدر على دفعها عن نفسه ادرك العلم. يعني اذا قصد كبير السن الى العلم وخلص نفسه من القواطع والعلائق والعوائق فعند ذلك يمكنه تحصيله قال البخاري في صحيحه وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا. يعني ان اخذهما العلم والدين كان مع كونهم كبارا في السن قد شابوا كثير منهم قد شاب وجاوز الخمسين ومع ذلك ادركوا ما ادركوا من العلم. فالكبر ليس مانعا وانما تقترن به اشياء قد تصعب اخذ العلم. فاذا استطاع الانسان ان يخلص نفسه مما يعرض من القواطع والعلائق في كبره فهذا يمكنه ان يأخذ العلم بل يمكنه ان يكون رأسا فيه. ومن تعلم العلم في كبره وصار رأسا فيه جماعة من اهل العلم منهم الغفال الشاشي وغيره والمرء لا يعجز عن العلم لكبره. فالانسان ما دام معه عقله يمكنه طلب العلم فالذي لا يستطيع ان يطلب العلم هو الذي لا عقل له. واما ما دام لك عقل فانت تستطيع ان تطلب العلم وفي اخبار ابي الفرج ابن الجوزي رحمه الله انه لما شاخ وكبر وانقطع عن الجلوس للناس عمد بعد الثمانين الى اخذ علم القراءات بعد الثمانين الى اخذ علم القراءات علم القراءات يحتاج الى ذاكرة قوية ومع ذلك ما تعاجز ولا توانى وانما فرغ نفسه وكان يذهب به ابنه الى احد شيوخ القراء يأخذ عنه علم القراءات. فالانسان اذا كانت عنده همة ورغبة وخلص نفسه من القواطع يمكنه ان يدرك العلم ولذلك تجد قديما وحديثا اناس كبار في السن طلب العلم كبارا وصاروا فيه رؤوسا. نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثامن لزوم التأني في طلبه وترك العجلة. ان تحصيل العلم لا يكون جملة واحدة اذ القلب يضعف عن ذلك وان للعلم فيه ثقلا كثقل الحجر في يد حامله. قال تعالى انا سنلقي عليك قولا ثقيلا اي القرآن واذا كان هذا وصف القرآن الميسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فما الظن بغيره من علوم وقد وقع تنزيل القرآن رعاية لهذا الامر منجما مفرقا. باعتبار الحوادث والنوازل. قال تعالى وقال الذين لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا هذه الاية حجة في لزوم التأني في طلب العلم والتدرج فيه وترك العجلة. كما ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه الراغب الاصفهاني في في مقدمة جامع التفسير ومن شعر ابن النحاس الحلبي قوله رحمه الله اليوم شيء وغدا مثله بالنخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السيل وانما السيل اجتماع النقط. ومقتضى لزوم ومقتضى ولزوم التأني والتدرج البداءة بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم. حفظا واستشراحا والميل عن مطالعة المطولات التي لم يرتفع الطالب التي لم يرتفع الطالب بعد اليها. ومن تعرض للنظر في المطولات فقد يجني على دينه وتجاوز الاعتدال في العلم ربما ادى الى تضييعه. ومن بدائع الحكم قول عبدالكريم الرفاعي احد شيوخ العلم بدمشق هشام في القرن الماضي طعام الكبار سم الصغار. ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثامن من معاقد تعظيم العلم وهو لزوم التأني بطلبه اي باخذه شيئا فشيئا وترك العجلة بان لا يستعجل في تحصيله. فمن رامه جملة ذهب عنه جملة. لكنه يأخذ منه شيئا فشيئا مع الايام والليالي حتى يربو هو في قلبه ويعظم في نفسه وذكر من مقتضى لزوم التأني والتدرج البداءة بالمتون القصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا فمفتاح اخذك العلم ان تقبل على مختصرات العلوم فهي وان كانت قصيرة المباني الا انها جليلة المعاني ومن الناس من يكون في نفسه كبر فاذا اريد له ان يبتدأ في العلم فقيل له تبدأ بمتن كذا وكذا واعطي متنا قصيرا وهو يدرس في الجامعة او ما فوق ذلك استكبر عن ذلك وقال هذا شيء يسير لا انتفع به وهذا غلط لان العلم انما يرسخ في القلب باخذه باخذا يسيرا حتى يثبت فيه ثم يربو بعد ذلك فالمختصرات مفاتيح العلم ومن ترك هذه المفاتيح لا يمكن ان يدخل ابواب العلم ومن لزم هذه المفاتيح انتفع بالعلم انتفاعا كثيرا حتى لو اقتصر على هذه المفاتيح صار له في العلم فهم كبير وقد يوجد اناس يطالعون المطولات لكنهم لم يأخذوا هذه المفاتيح فلا تجد عندهم من العلم ما يوجد عند اولئك الذين اخذوا مفاتيح العلم واقتصروا عليها. فمثلا من مضى في بلادنا هذه كانوا يقتصرون غالبا على المتون المشهورة ثلاثة اصول كتاب التوحيد ثم اعلى ما يصلون زاد المستقنع وبلوغ المرام ربما مدار دراستهم على اثني عشر متنا او نحوها ولكن تجدهم يحفظون المباني ويفهمون المعاني. فعند ذلك تجد انسان لا يحفظ ولا من المعاني الا هذه المتون لكن عنده علم جليل تسأله في اي مسألة يجيبك وتجد انسان متخصص كما يقال معه الدكتوراة في فن من هذه الفنون في فن الفقه مثلا ثم تريد ان تسأل عن مسألة من المسائل تقول احسن الله اليك عندي مسألة رظاع فيقول لا انا تخصصي جنايات ما ما يجاوبك على ذا. طيب انت دكتور فقه يقول لا والله انا الجنايات فقط عندي. ما عندي اه الرظاع شف غيري لكن هذا الذي عنده مفاتيح العلم وربما الناس يقولون والله فلان الدكتور فلان دكتور في الفقه لكن هذا عنده مفاتيح العلم وظبطها وحفظها وبقي عليها فعند ذلك يكون عنده علم راسخ سواء في بلدنا هذا او غيره من البلدان الاسلامية كان الناس كذلك كما قال لي احدهم في البلاد الافريقية وهو يذكر انهم الان عندهم مجلس للافتاء فيه ثمانية يقول لا يجرؤ واحد منا ان يفتي فتوى لوحده قل حتى نجتمع الثمانية ونكتب جوابا على هذه الفتية ثم نوقع. يقول وقد ادركنا مشايخا يسألون وهم في الطريق عن مسألة فيجيب ثم يقول هم مالكية يقول قال خليل ويذكر الشاهد من متن خليل وهو متن من اوعر المتون الفقهية قال خليل ويذكر عبارته يقول كنا نحن نسوف يقول نقول بعدين ندرس على هؤلاء المشايخ نخلص دراستنا في الماجستير والدكتوراة كانوا يدرسون خارج البلد ويرجعون ثم بعد ذلك يقول فمن لم نزل نسوف حتى مات المشايخ ووجدنا ان دراستنا في الماجستير والدكتوراة لم تخرجنا فقهاء وانما وجد عندنا معلومات اذا تعاونا يمكن ان نحصل فتوى ننفع بها الناس. فطالب العلم ينبغي ان يحرص على المتون المعتمدة حفظا وفهما وان يتجافى حال ابتدائه مطالعة المطولات لانها تضره ولا تنفعه. ففيها من المعاني الغامضة والاشكالات الدقيقة ما لم تتهيأ له قوة في فهمه وليس المقصود كما يظن بعض الناس قوة الفهم انك تفهم الكلام لا المقصود ان تعرف موقع هذا الكلام ليس مجرد الفهم الظاهر وان موقع هذا الكلام في سياقه وسباقه ولحاقه وتطبيقات العلمية بعض الناس يأتي يقول الحمد لله انا الان انا جاي الان معي دكتوراة في الطب مهوب طبيب دكتوراة في الطب لو اخذت فتح الباري وقرأته بفهم يقول كذا هو لكن هو في الحقيقة لا يفهم لانه هو انما يفهم المعنى الظاهر. لكن المعنى الباطن لا يفهمه. ولذلك من اللطائف ان واحد من هالنوعية يا هادي جاء لفتح الباري ويقرأ في فتح الباري ويقرأ وفي رواية ابي ذر كذا وكذا وفي رواية ابي ذر كذا وكذا رواية ابي ذر كذا وكذا فهو عنده ابو ذر من الصحابي الغفاري ابو ذر الغفاري قال ما شا الله ما دام الفتح الباري كله في رواية ابي ذر معناها هذي خطأ الخطأ المشهور في ان ابا هريرة اكثر الصحابة رواية كالصواب ان ابا ذر هو اكثرهم رواية والدليل شف فتح الباري كل صفحتين تلقاه في رواية ابي ذر. ابو هريرة كل عشر صفحات خمسطعش صفحة تلقاه. وابو ذر هذا ليس الغفاري هذا ابو ذر الهروي احد رواة البخاري. فهو لانه يقول افهم من المعنى. ظن ظن ان ابا ذر هذا هو ابو ذر الغفاري وبنى عليه المعلومة هذي اللي يقول تصحيح خطأ ان ابا هريرة ليس اكثر الصحابة انما الصواب ابو ذر. النوعية هذه هي التي يقع منها الغلط في العلم لذلك واحد صنف كتاب من هالنوعية هذي الله يغفر له ويرحمه الف كتاب اسمه تصحيح اكبر اكبر خطأ في التاريخ العلمي في الاسلام. كتاب الرسالة ليس للشافعي الف رسالة يقول هذا تصحيح اكبر خطأ ان كتاب الرسالة اللي منسوب للشافعي يقول هذا ليس للشافعي هذا انما هو للربيع بن سليمان عنه وهو لم يفهم ان راوي الكتاب قد يعبر بعبارات يظن انه هو المصنف لكن المصنف هو شيخه الذي املى عليه هذا عليه هذا الكتاب فطالب العلم اذا دخل في المطولات على غير هدى اضر بنفسه واذا استكبر الانسان عن العلم وقال انا اخذ العلم من المطولات وترك المختصرات يظر بنفسه العلم للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي العلم يجعل الانسان في ذلة اذا عكس طريقه وهذا نراه كثيرا تجد بعض الناس يتكلم في مسائل يضحك منه اهل المعرفة لانه ظن انه عنده شيء ولا شيء عنده لانه لا يدري ولا يدري انه لا يدري ولذلك احدهم نشر مرة مقال في احدى الصحف عندنا كاتب مقال تنبيهات على الاخطاء الموجودة في مصحف الملك فهد ان شاء الله اخطاء في مصحف الملك فهد والكاتب صحفي يعني مثقف عنده علم تاريخ وعنده نحو ذلك كاتب كتب المقال قريت المقال انا تأتي بالاخطاء صفحة كذا كذا صفحة كذا وكذا صح؟ كذا كذا هو هذا الله يهديه وقع في يده طبعة رواية ورش عن نافع اللي طفحها المجمع وهو متعلم القراءة على رواية حفص فيشوف كتابة الحروف غير الرواية المشهورة عندنا اللي تعلمها فكاتب مقال في بيان الاخطاء الواقعة في مصحف مجمع الملك فهد هذا الانسان لا يدري ولا يدري انه لا يدري وهذا كثير لانه تكبر عن العلم ما اخذ العلم كما ينبغي فالذي يتكبر عن العلم يحصل له مثل هذا فطالب العلم ينبغي له ان ان يعود نفسه على الحرص على المقتصرات. وان لا يترقى من طوله حتى يتهيأ له. اذا صارت له اهلية وفهم وادراك ومضى في العلم بعد ذلك يقرأ في المطولات نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد التاسع الصبر في العلم تحملا واداء. اذ كل جليل من الامور لا يدرك الا بالصبر واعظم شيء تتحمل به النفس طلب المعالي تصبيرها عليه. ولهذا كان الصبر والمصادرة مأمورا بهما لتحصيل اصل الايمان تارة لتحصيل كماله تارة اخرى. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا. وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. قال يحيى ابن ابي كثير في تفسير هذه الاية هي مجالس الفقه. ولن يحصل احد العلم الا بالصبر. قال يحيى ابن ابي كثير ايضا لا يستطاع العلم براحة الجسم. فبالصبر يخرج من معرة الجهل وبه لذة العلم وصبر العلم نوعان احدهما صبر في تحمله واخذه فالحفظ يحتاج الى صبر. والفهم يحتاج الى صبر وحضور العلم يحتاج الى صبر ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر. والنوع الثاني صبر في ادائه وبثه وتبليغه الى اهله. فالجلوس متعلمين يحتاج الى صبر وافهامهم يحتاج الى صبر واحتمال زلاتهم يحتاج الى صبر. وفوق هذين النوعين من صبر علمي الصبر على الصبر فيهما والثبات عليهما لكل الى شؤو العلا وثبات ولكن عزيز في الرجال ثبات ذكر المصنف وفقه الله المعقد التاسع من معقد تعظيم العلم وهو الصبر في العلم تحملا واداء والمقصود بالتحمل التلقي ففي حال التلقي يحتاج طالب العلم الى صبر والمقصود بالاداء حال البث والنشر فحال بث العلم ونشره تحتاج الى صبر فصبر العلم كما قال نوعان احدهما صبر في تحمله واخذه. فالحفظ يحتاج الى صبر والفهم يحتاج الى صبر وحضور مجالس العلم يحتاج الى صبر ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر لا يمكن ان يحفظ الانسان بلا صبر ولا ان يفهم بلا صبر ولا ان يحضر مجالس العلم بلا صبر الان واحدنا يجلس في هذا المجلس ونفسه تنازعه الى شهوات ومجالس واستراحات وغيرها لكن يصبر نفسه في الجلوس في هذه المجالس. ورعاية حق الشيخ تحتاج الى صبر فالله سبحانه وتعالى جعل لاهل العلم حقا يحتاج الانسان الى ان يصبر نفسه على رعايته لهذا النوع صنم وهو الصبر في نشره وبثه وتبليغه ذلك. فالجلوس للمتعلمين يحتاج الى صبر من اراد ان يجلس للناس لابد ان يعود نفسه الصبر على ذلك. وكذلك افهامهم يحتاج الى صبر فقد تبين المعنى ولا يفهم ثم تحتاج الى اعادة مرة او مرتين فينبغي ان يصبر الانسان على ذلك وكذلك احتمال زلاتهم يحتاج الى صبر. الذي يعامل الناس ويريد هدايتهم لا بد ان يعلم انه يصل اليه منهم اذى وتقع منهم زلات فلابد ان يصبر وان يقوم مقام الانبياء. فدعوة الانبياء كان من اعظم اصولها الصبر على المدعوين. فيصبر الانسان الزلة ويحسن الظن بالناس. ولا يسيء الظن بالناس. ومهما اساء احد به الظن فانه لا يعامله بهذا. وانما يعامله بما يصلحه ويرفع عنه هذا المرض الذي اعتلاه في قلبه ثم قال بعد هذه الجملة وفوق هذين النوعين من صبر العلم الصبر على الصبر فيهما والثبات عليهما يعني ان تصبر على صبرك ان تصبر على صبرك ولذلك في اخر سورة ال عمران قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابر وايش؟ ورابطوا. ورابطوا. يعني يحتاج الانسان الى ان يصبر وان يصابر. يعني المصابرة منفعلة من الصبر في ملاقاة غيره. وكذلك يحتاج الى الرباط الثبات على هذا. ولذلك كان من خصائص المشايخ الذين نفع الله بهم انهم كانوا يصبرون ولا يتغيرون لاي شيء من الامور التي ترد يبقى على ما هو عليه من بث العلم ونشره تجد احدهم يذكر انه عشرين سنة تلاتين سنة وهذا مجلسه وفي صحيح البخاري ان ابا عبد الرحمن السلمي لما حدث بحديث عثمان رضي الله عنه خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال ابو عبدالرحمن السلمي لرواية حفص عن عاصم عن ابي عبد الرحمن السلمي نقرأ بها قال فهذا الذي اجلسني هذا المجلس ثلاثين سنة هذا المجلس مكانه في المسجد ثلاثين سنة يعلم القرآن هذا صبر عظيم جدا لا يستطيعه الانسان الا ان يلزم نفسه بالمرابطة وان يعلم ان هذا ثغر من ثغور حفظ الدين عليه ولذلك كان المشايخ رحمهم الله تعالى يستحظرون هذا المعنى بالصبر على الصبر والثبات عليه فتجد احدهم يبقى كما هو يتغير الناس ولا يتغير ويتحير الناس ولا يتحير لان ما امن به حق لا يقبل التغيير واما الناس فيؤمنون بشيء اليوم ويكفرون به غدا لكن من عرف الحق والهدى لم يتغير عن عن شيء ولذلك من اللطائف ان رجلا قال للشيخ عبد الله بن حميد يا شيخ عبد الله انتم للحين تدرسون الروض المربع والناس وصلوا القمر يعني انتم للحين يا شيخ عبد الله عندك حلقة في الروض المربع والناس وصلوا القمر كان ذاك في زمن اول ما ان الولايات المتحدة الامريكية قعدت احد احد رواد الفضاء وصلوا الى القمر روسيا فقال له هذا فقالها الشيخ عبد الله بن حميد انت لا قريت معنا الروض المربع ولا وصلت القمر هذا الحق تجده هذه النوعية لا هو وصل القمر كما يقول ولا هو قرار روضة فالانسان ما ينشغل بهذا وهذي ازمنته الفترات ونحن في واحدة منها طالب العلم ما يتغير عن الحق الذي عرفه ولو لم يبقى عنده احد من الناس الحق كما هو لا تغيره الأديان فيثبت الإنسان عليه يهدي الناس وينصحهم يحثهم على الخير يزجرهم عن المنكرات ويوصيهم بالتمسك بدينهم لكن هو لا يتغير لا يتغير ابدا مهوب اغلق الناس قالوا والله ما عاد فيه احد يبي ما عاد احد يبيك تدرس الروض المربع ولا التوحيد ولا جايك احد قال خلاص حنا نحول لشيء ثاني نفتح لهم فن اخر البرمجة العصبية افتح لهم فن اخر من مهارات التواصل نفتح لهم فن اخر العلاقات الزوجية فيترك العلم الذي كان يعلمه ويتحول الى هذه الاشياء التي فيها خير لكن ليست كنفع العلم وليست حاجة الناس اليها كحاجة العلم فطالب العلم ينبغي له ان اقبل على الخير الذي هو فيه. متعلما او معلما احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد العاشر ملازمة اداب العلم. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره. فما استجلب خير الدنيا والاخرة بمثل الادب ولاستجلب حرمانهما بمثل قلة الادب. والمرء لا يسمو بغير الادب وان يكن ذا حسب ونسب. وانما يصلح للعلم من ادب بادابه في نفسه ودرسه ومع شيخه وقرينه. قال يوسف بن الحسين في الادب تفهم العلم. لان المتأدب يرى اهلا للعلم فيبذل له وقليل الادب يعز العلم ان يضيع عنده. ومن هنا كان السلف رحمهم الله يعتنون بتعلم الادب كما بتعلم العلم. قال ابن سيرين رحمه الله كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. بل ان طائفة منهم يقدمون على تعلم العلم. قال ما لك بن انس لفتم من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم. وكانوا يظهرون حاجتهم اليه. قال مخلد ابن قال مخلد ابن الحسين لابن المبارك يوما نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من العلم وكانوا يوصون به ويرشدون اليه. قال مالك كانت امي تعممني وتقول لي. اذهب الى ربيعة تعني ابن ابي عبدالرحمن فقيه اهل المدينة في زمنه فتعلم من ادبه قبل علمه. وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم بتضييع اشرف الليث ابن سعد رحمه الله على اصحاب الحديث فرأى منهم شيئا فرأى منهم شيئا كأنه كرهه فقال ما هذا انتم الى يسير من الادب احوج منكم الى كثير من العلم. فماذا يقول الليث لو رأى حال كثير من طلاب باب العلم في هذا العصر. ذكر المصنف وفقه الله المعقد العاشر من معاقد تعظيم العلم. وهو ملازمة اداب ابي العلم فان للعلم ادابا في النفس والدرس والشيخ والصاحب ومجلس العلم ينبغي ان يتحراها طالب العلم وان يعتني بها اعتناء عظيما لشدة اثر الادب في الحفظ كما ذكره في الاثار التي ساقها حتى قال وانما حرم كثير من طلبة العصر العلم بتضييع ادب فمن اسباب ضعف العلم في المتأخرين عدم عنايتهم ادبه. وتضيع ذلك الادب في نفوسهم. فلما ضيعوا اداب العلم لم تعد تعد نفوسهم صالحة لحمل العلم فلم يجعل الله سبحانه وتعالى العلم فيهم. لكن اذا تأدبت النفس بادب علم حصل له حصل لها من بركة الادب الشيء الكثير وهذا الباب غفل عنه الناس وصاروا لا يعنون به وغاية ما ينظر الانسان في شيخه وفي مجلسه وفي نفسه هو ان يحصل المعلومات اما ان يتأدب باداب وان يعرف طالب العلم له ادب في مجلسه له ادب في وقته بل الشيخ نفسه وبعد ايضا عليه اداب لما ظيعت ايظا اضرت بالعلم فمثلا من اعظم ما ندرسه من الادب في الاسلام الوفاء بالوعد ومواعيد الدروس من الوعد الذي يتعلق به الوفاء فيأتي الانسان عنده درس بعد العشاء وبعد العشاء الاصل في عرف الناس انه بعد راتبته فاذا فرغوا من الراتبة بدأ الدرس فتجد بعض الناس من الطلبة او من المدرسين. يأتي بعد بدء الدرس بنصف ساعة او ساعة الا ربع ويبدأ بالدرس ان كان معلما فقد اخل بأدبه وان كان متعلما فقد اخل بأدبه. واللائق بمن عرظ له ذلك ان يبين عذره فيه ليعرف الناس ان للعلم ادبا ينبغي ان يلتزموا به حتى ينتفعوا. فلما غاب هذا الاصل وهو الادب في نفوس الناس ضعف العلم تجد طالب العلم يحضر المجلس وهو لا يبالي بالعلم لا يبالي بادبه. انا اذكر مرة في مجلس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله احدهم يكاد ان يكون يعني قد اضطجع على الارض يعني متكئ وماد رجليه حتى يكاد ان يعني ينسدح فزجرتها انا عن هذا وقلت له اعتدل في مجلسك فقال لي الشيخ ما قال لي الشيخ ما يشوفك لكن هذا مو بادب انك تجي في مجلس عالم وتجلس بهذه الصفة يعني لو كان هذا العالم عندك في البيت تجلس بهذه الصفة؟ كيف اذا كان في مسجد؟ كيف اذا كان هذا يتكلم؟ يذكر الايات والاحاديث اين تعظيم القرآن ان في نفس الانسان وبعد ذلك هذا بيصير عالم والله لا يصير عالم الله لا يرضى ان يكون هذا عالم مثل احدنا اذا جا واحد يزوج بنته يطلب بنته وهو ما يصلي ولا يبر والديه بزوجه زوجه ولا لا مو مزوجة كذلك الله عز وجل ما يجعل العلم عند قليل الادب ما يجعله ابدا ولذلك من اسباب ضعف العلم في نفوس الناس عدم العناية بالادب فطالب العلم ينبغي له ان يعتني بالادب والامر كما قال ابن القيم رحمه الله ادب المرء عنوان سعادته وفلاحه وقلة ادبه عنوان شقاوته وبواره هذا اصل جامع في الاداب ولذلك باب الاداب باب عظيم من الدين باب عظيم من الدين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق العبد ينبغي ان يكون على الاخلاق الكريمة وليس على الاخلاق الذميمة اللين والتواضع واللطف والقيام بحق الخلق والتواصي معهم على الحق والصبر عليهم هذي اخلاق فاضلة لكن اذا رأيت الناس تموت بينهم هذه الاخلاق فاعلم انه قد ظعف فيهم الدين والناس قبله كان عندهم من الاعراف ما يقوي هذا الامر. فالان ضعفت الاعراف وضعف الدين. فعند ذلك الاداب ستضعف. فطالب العلم ينبغي له ان هذا الادب في نفسه وفي الناس حتى يحصل له خير في علمه ويحصل للناس حفظ لدينهم. نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الحادي عشر صيانة العلم عما يشين مما يخالف المروءة ويخرمها. من لم يؤمن لم يصن العلم لم يصنه العلم كما قال الشافعي ومن اخل بالمروءة بالوقوع فيما يشين فقد استخف بالعلم. فلم عظمه ووقع في البطالة فتفضي به الحال الى زوال اسم العلم عنه. قال وهب ابن منبه رحمه الله لا يكون البطال من الحكماء وجماع المروة كما قاله ابن تيمية الجد في المحرر وتبعه حفيده في بعض فتاويه. استعمال ما يجمله ويزينه ما يدنسه ويشينه. قيل لي ابي محمد سفيان ابن عيينة قد استنبطت من القرآن كل شيء فاين المغواة فيه فقال في قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. ففيه المروءة وحسن الادب ومكارم الاخلاق ومن ومن الزم ادب النفس للطالب تحلي بالمروءة وما يحمل عليها وتنقبه خوارمها التي تخل بها. كحلق او كثرة الالتفات في الطريق او مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا ضرورة داعية او صحبة الارادب والفساق والمجان والبطالين او مصارعة الاحداث والصغار. ذكر المصنف وفقه الله المعقد الحادي عشر من معاقد تعظيم العلم وهو وصيانة العلم عما يشين اي حفظ العلم عما يقبحه ويشينه وذلك مما يرجع الى المذكور في قوله مما يخالف المروءة ويخرمها واصل الخرم هو الشر وخوارم المروءة هي الامور التي تشق المروءة وتفسدها وتضعفها في نفوس الخلق وذكر المصنف ان احسن ما قيل في المروءة هو ما ذكره المجد ابن تيمية وحفيده احمد بن عبد الحليم انها استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه. فطالب العلم ينبغي له ان المروءة وان يحذر من خوارمها كالذي ذكره المصنف هنا او ما تعارف عليه الناس فما تعارف عليه الناس ينبغي ان يجري عليه طالب العلم سئل الامام احمد عن مخالفة العوام. فقال لا الا في حرام قال لا الا في حرام. يعني الامر الذي تتابع عليه العوام وصار ظاهر في البلد ان هذه طريقة الناس فلا ينبغي للانسان ان يخالفه الا في حرام اي اذا كان هذا الشيء محرما فالانسان لا يوافقهم عليه لكن اذا كان غير ومحرم فالانسان يجري على ما عليه اهل بلده لكن في النشأة المتأخرة الان صار الناس ينشأون على ما يخالف اهل بلدهم هذا وبعضهم يعده من الدين فتجدون مثلا الان وش اسمك؟ يقول انا فلان بن فلان الفلاني وشكونياتك كان ابو جليبيب ابو جليبيب جليبيب هذا جدك احد من ربعك قل لا لكن صحابي ابوذا كان صحابي هل من عادة الناس عندنا التسمية بالصحابة المستغربة اسماؤهم ما الجواب الجواب لا لا فالانسان لا ينبغي ان ان يخرج عما عليه الناس ومن صوره هذا المثل الذي ذكرته صار الناس لهم غرام في الخروج عنه وينسبون ذلك الى الدين. يقولون من التسمي بالصحابة لو رأى الانسان ما كان عليه علماء الدعوة رحمهم الله وجد اسماؤهم التي سموا بها هي الاسماء المعروفة علي ومحمد عبدالله صالح الاسماء الدارجة عند اهل البلد دون غيرها. وليس من الدين ان يأتي الانسان باسماء مستغربة لا تعرف فالمقصود ان يبقى على ما هو عليه الناس لا ان يغرب عليهم وهذا مما يحفظ به الدين. والاغراب على الناس ينفرهم من الحق. انت لو الان سميت ولدك جليبيب وجاك واحد من كبار السن وقال وش اسم الولد قال قلت له جليبيب قال والله ما نعرف يا ولدي الا الجلبة هذي تعرفون الجلبة انتم هذي الحديد؟ قال وش جليبيب هذا؟ استنكره فطالب العلم ينبغي له ان يحفظ مروءته بموافقة عادات الناس ما لم تكن حراما. فان هذا من استعمال ما يزينه ويجمله ومما يحفظه عما يستقبح ويستردل هذا مثال وغيره شيء كثير. طالب العلم ينبغي له ان يتحلى بالمروءة ويحفظ نفسه مما يشين. وقد يسعه في اوقات الفسحة والسعة ما لا يسعه من عموم الناس فيكون له حال اذا صار مع الناس ويعاملهم بالمروءة واذا كان في في فسحة له حال اخر لذلك قال بعض السلف ليس ليس من المروءة الادب في البستان اش معنى ليس من المروءة؟ يعني الواحد اذا طلع مع زملائه للتنزه في بستان استراحة مزرعة البر ليس من الادب حينئذ ان يبقى على ما هو عليه في حالة مثل واحد امام جامع ويلبس البشت ويصلي بالناس وهو عليه بشت طلع للبر ليس من الادب والمروءة وانت ذاهب تتنزه ان تلبس البشت لان هذا ليس ليس محله. فطالب العلم ينبغي له ان يحرص على معرفة المروءة ويتحلى بها. ويجري على طريقة اهل بلده. ما يغرب عن اهل بلده قدر الوسع ما لم يكن حراما كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم وقلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثاني عشر انتخاب الصحبة الصالحة له. اتخاذ اتخاذ الزميل ضرورة لازمة في نفوس الخلق. فيحتاج طالب العلم الى معاشرة غيره من الطلاب. لتعينوا هذه المعاشرة على تحصيل والاجتهاد في طلبه والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود. ولا يحسن بقاصد العلا الا انتخاب الا انتخاب صحبة صالحة تعينه. فان للخليل في خليله اثرا. روى ابو داوود والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. قال الراغب الاصفهاني اعداء الجليس لجليسه بمقاله وفعاله فقط بل بالنظر اليه. وانما يختار للصحبة من يعاشر للفضيلة لا المنفعة ولا للذة فان عقد المعاشرة يبرم على هذه المطالب الثلاثة الفضيلة والمنفعة واللذة. ذكره شيوخنا محمد الخضري ابن ابن حسين في رسائل الاصلاح فانتخب صديق الفضيلة زميلا فانك تعرف به. وقال ابن مانع رحمه الله في ارشاد الطلاب وهو يوصي طالب العلم ويحذر كل الحذر ويحذر كل الحذر من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء. فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان سكر المصنف وفقه الله المعقد الثاني عشر من معاقد تعظيم العلم وهو انتخاب الصحبة الصالحة له. اي اختيار صحبة صالحة تعين عليه فان الانسان مدني بطبعه مفتقر الى من يعاشره من ابناء جنسه ومن اعظم ما تعقد عليه المعاشرة ان تعقد على قاصرة الفضيلة بحرص الانسان على ان يواخي احدا من الخلق للاجتماع على فضيلة من الفضائل فينتخب اصدقاء الفضيلة ويحرص على صحبتهم. ويحذر كل الحذر كما قال ابن مانع رحمه الله من مخالطة السفهاء واهل المجون والوقاحة وسيء السمعة والاغبياء والبلداء قال فان مخالطتهم سبب الحرمان وشقاوة الانسان اي تعود على المرء بالحرمان والشقاء. قال راغب الاصبهاني ليس اعداء الجليس للجليس ليس اعداء الجليس الجليس بمعاشرته فقط بل بالنظر اليه يعني يؤثر الانسان في غيره بالنظر. الانسان اذا صار نظره الى بطالين تربط طاء لكن اذا حفظ نظره من ذلك لم يقوى هذا المعنى في قلبه لذلك اذا تأملت عبادة حفظ النظر التي كانت عند السلف تجد فيها هذا المعنى ان اشغال النظر بغير ما ينفع افساد للقلب ومن جملة اشغاله ان ينظر الانسان الى اهل الوقاحة وسيء السمعة والسفهاء والبلداء فهذا يطبع او في قلبه صورتهم وهذا مما بلي به الناس ومنهم طلاب العلم بوسائل التواصل الاجتماعي الموجودة اليوم. فكثير منها يتناقل اشياء من احوال اهل الوقاحة وسيء السمعة والسفه والبلداء والاغبياء فاذا استحكم النظر فيها مرة بعد مرة انجرت هذه العلة الى الانسان حتى صار يستسيغ مثل هذه الاحوال ثم ربما صار يقع فيها كما وقع فيه غيره. لكن من حفظ نفسه من النظر اليها حفظ قلبه فلم يجد النظر مدخلا الى القلب في مثل هذه الاشياء. ومن فتح هذا الباب على قلبه تسلل اليه هذا الداء حتى يقوى فيه ولذلك ما يسمى اليوم بتشهير الحمقى الذي ساعد فيه ان العقلاء فتحوا ابصارهم عليهم صاروا يتابعون هؤلاء الحمقى فصاروا حمقى مشاهير وهؤلاء الذين يتابعونهم هم اتباع الحمقى والا فالذي يحفظ نفسه لا يتابع مثل هؤلاء ولا يكثر سوادهم بل يحفظ نفسه وقلبه وعقله وولده واهل بيته من متابعة هؤلاء. لئلا يخرج السفهاء الذين تابعهم عبر شاشة جواله من الجوال فيجدهم في نفسه او في اهل بيته. وهو الذي جنى على نفسه اولا لكن لو حفظهم وتابعهم وبين ان هؤلاء يفعلون افعالا مشينة وان ضحك ضحك منها الناس لكن لا ينبغي متابعتها. لئلا تورث بالنظر اليها فساد القلب بانطباع هذه الصورة واستساغتها فيه احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الثالث عشر بذل الجهد في تحفظ العلم والمذاكرة به والسؤال عنه تلقيه عن الشيوخ لا ينفع بلا حفظ له ومذاكرة به وسؤال عنه. فهؤلاء تحقق في قلب طالب العلم تعظيمه بكمال الالتفات اليه والاشتغال فالحفظ خلوة بالنفس والمذاكرة جلوس الى القرين. والسؤال اقبال على العالم. ولم يزل العلماء الاعلام يحضون على ويأمرون به سمعت شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى يقول حفظنا قليلا وقرأنا كثيرا فانتفعنا بما حفظنا اكثر من انتفاعنا قرأنا وبالمذاكرة تدوم حياة العلم في النفس ويقوى تعلقه بها تعلقه بها. والمراد بالمذاكرة مدارسة الاقرار وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو ايسر العلوم. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت. قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد عند هذا الحديث. واذا كان هذا القرآن ميسر للذكر كالابل المعقلة. من تعاهدها امسكها بسائر العلوم. وبالسؤال عن العلم تفتتح خزائنه فحسن المسألة نصف العلم. والسؤالات المصنفة كمسائل احمد المروية عنه برهان جلي على عظيم منفعة السؤال. وهذه المعاني الثلاثة للعلم. بمنزلة الغرس للشجر سقي وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته. فالحفظ غرس العلم والمذاكرة سقيه والسؤال عنه تنمياته ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثالث عشر من معاقد تعظيم العلم وهو بذل الجهد بفتح الجيم وظمها يعني الوسع والطاقة في تحفظ العلم اي حفظه والمذاكرة به اي مدارسته مع الاقران. والسؤال عنه اي الاستفهام عنه من اهله الذين هم اهله. فطالب العلم لابد له من رعاية هذا الامر في نفسه بان يجتهد في حفظ العلم ان يصبر عليك فان انتفاعه بالمحفوظ عظيم وليتحرى مذاكرة العلم بمدارسته مع غيرهم مع اقرانه في المذاكرة هي المدارسة مع الاقران وهي اصل من اصول حفظ العلم في الشرع للحديث المذكور وغيره ويضيف الى هذين الامرين الحرص على سؤال اهل العلم لان حسن السؤال نصف العلم فمما يقع للانسان فتح باب من العلم فيه هو حسن سؤاله عما ينفعه. فيقع الجواب من المجيب بما يكون باب خير له. ثم قال في اخر هذا المعقد قال وهذه المعاني الثلاثة للعلم بمنزلة الغرس للشجر وسقيه وتنميته بما يحفظ قوته ويدفع افته فالحفظ غرس العلم والمذاكرة سقيه والسؤال عنه تنمية يعني تقويته نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى المعقد الرابع عشر اكرام اهل العلم وتوقيرهم. ان فضل العلماء عظيم ومنصبهم منصب جليل لانهم اباء الروح فالشيخ اب للروح كما ان الوالد اب للجسد. فالاعتراف بفضل المعلمين حق واجب قال شعبة ابن حجاج كل من سمعت كل من سمعت منه حديثا فانا لها فانا له عبد. واستنبط هذا المعنى من القرآن ابن علي الاودفوي فقال رحمه الله اذا تعلم الانسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد. قال الله تعالى واذ قال موسى لفتاه وهو يوشع ابن نور ولم يكن مملوكا له وانما كان متلمذا له متبعا له فجعله الله فتاه لذلك وقد امر الشرع برعاية حق العلماء اكراما لهم وتوقيرا واعزازا. فروى احمد في المسند عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من امتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ونقل ابن حزم الاجماع على توقير العلماء واكرامهم. فمن الادب اللازم فمن الادب اللازم للشيخ على متعلم مما يدخل تحت هذا الاصل. التواضع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه. ومراعاة ادب الحديث معه. واذا تحدث عنه وعظمه من غير غلو بل ينزله منزلته لان لا يشينه من حيث اراد ان يمدحه. وليشكر تعليمه ويدعو ولا يظهر الاستغناء عنه ولا يؤذيه بقول او فعل وليتلطف في تنبيهه على خطأه اذا وقعت منه زلة. ومما الاشارة اليه هنا باختصار وجيز معرفة الواجب ازاء زلة العالم. وهو ستة امور. الاول التثبت في صدور الزلة من الثاني التثبت في كونها خطأ وهذه وظيفة العلماء الراسخين فيسألون عنها. والثالث ترك اتباعه فيها والرابع التماس العذر له بتأويل سائغ. والخامس بذل النصح له بلطف وسر لا بعنف وتشهير. والسادس حفظ جنابه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين. ومما يحذر منه مما يتصل بتوقير العلماء. ما صورته ما صورته التوقير ومآله الاهانة والتحقير كالازدحام على العالم والتضييق عليه والجائه الى اعسر السبل ذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابع عشر وهو اكرام اهل العلم وتوقيرهم اي اجلالهم وتعظيمهم لعلو قدرهم في الشرع وما جعل الله لهم من المكانة الرفيعة بين المسلمين فالعلماء جعل لهم شرعا رتبة رفيعة توجب اكرامهم وتوقيرهم وذكر رحمه الله من دلائل الشرع ما يبين ذلك ثم ذكر صنوفا من الادب اللازم للشيخ على المتعلم مما يدخل تحت هذا الاصل كالتواظع له والاقبال عليه وعدم الالتفات عنه. ومراعاة ادب الحديث معه الى اخر ما ذكر ثم ذكر ان مما يناسب المقام التعريف بالواجب ازاء زلة العالم فان من وجوه ابداء الله كماله للخلق ان يقع كملهم في الزلة فاذا وقع كامل الخلق في الزلة علم الخلق ان كل مخلوق فيه نقص وان الكمال المطلق هو لله سبحانه وتعالى. فلا يرفعون احدا من الخلق فوق مقامه فاذا صدرت زلة من احد من اهل العلم وجب على المرء ان يتحرى فيها هذه الامور الستة بان يتثبت ولن في صدور الزلة منه. فيتحقق انها ثابتة عنه. ثم يتثبت في كونها خطأ. فان من الناس من يعد شيئا من الاشياء خطأ وهو ليس كذلك ووظيفة ذلك للعلماء الراسخين الذين يميزون زلات غيرهم. واما احاد الناس وطلاب العلم فهؤلاء ليس لهم امنا الالة ما يكون مستدعيا حكمهم على كون شيء من الامور انه زلة. قال والثالث ترك اتباعه فيها اي لا يتبع فيها. اذا تحقق انها زلة ببيان عالم من راسخ لا يتبع ذلك العالم الذي زل في زلته. والرابع التماس العذر له بتأويل سائر اي يطلب له عذر بانه امله عليه كذا وكذا فيطلب له عذر لان علماء المسلمين لا يقصدون الوقوع في الزلات التي تفسد دين الناس لكن تقع منهم باعتبار كونهم بشرا. والخامس بذل النصح له بلطف وسر لا بعنف وتشهير. لان هذا ادعى لقبوله ورجوعه عن خطأه بخلاف معاملته بالغلظة والفظاظة فهذه ينشأ منها شر فيحرص على الانسان فيحرص الانسان على ان يبذل له النصح بقدر ما يستطيع بلطف وسر ولا يمنع احد من بيان خطأ احد جهرا ما دام الامر كما ذكر ابن رجب رحمه الله جامعا ادراك الصواب وحسن الخطاب. فاذا بين خطأ غيره مع اصابته الجواب وحسن الخطاب فهذا لم يزل عليه الناس قال الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض فهذا امر سائغ لكن لابد من الامرين الذين ذكرهما ابن رجب بان يكون مشتملا على الصواب في الجواب وان يكون مع حسن الادب لان المعاملة بين اهل العلم ينبغي ان تكون على الوجه الاكمل في الشرع. فلا ينبغي ان يكون اهل العلم يذم بعضهم بعضا ويسب بعضهم بعضا ويتعدى بعضهم على نيات بعض بلا بينة ولا برهان فليتحفظ المرء من ذلك ويبين خطأ المخطي باعتبار ما ظهر له من الادلة. قال والسادس حفظ جنابه يعني قدره ومقامه فلا تهدر كرامته في قلوب المسلمين يعني ما يؤذى الناس على تركه والاعراض عنه يجد انه اخطأ في هذه المسألة من هذه من مسائل فالمرء قد يخطي في مسألة وفي عشر وفي مئة كما قال ابن تيمية ولا يخرجه ذلك عن كونه عالم من علماء المسلمين نعم احسن الله اليكم المعقد الخامس عشر رد مشكله الى اهله. فالمعظم للعلم فالمعظم للعلم يعول على دهاقنته والجهابذة من اهله لحل مشكلاته. ولا يعرض نفسه لما لا تطيق. خوفا من القول على الله بلا علم والافتراء على الدين. فهو يخاف سخطة الرحمن قبل ان يخاف سخط السلطان. فان العلماء بعلم تكلموا وببصر نافذ سكتوا. فان تكلموا في فتكلم بكلامهم وان سكتوا عنه فليسع كما وسعهم. ومن اشق المشكلات الفتن الواقعة والنوازل والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع امتداد الزمن والناجون من نار الفتن السالمون من وهج المحن هم من فزع الى العلماء ولزم قولهم وان اشتبه عليهم شيء من قولهم احسن الظن بهم فطرح قوله واخذ بقولهم. فالتجربة والخبرة هم كانوا احق بها واهلها واذا اختلفت اقوالهم لزم قول جمهورهم وسوادهم ايثارا للسلامة فالسلامة لا يعدلها شيء. وما قول ابن عاصم في مرتقى الوصول وواجب في مشكلات الفهم تحسيننا الظن باهل العلم. ومن جملة المشكلات رد زلة العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين. فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون. بينه الشاطبي في موافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. فالجادة السالمة عرضها على العلماء الراسخين والاستمساك بقولهم فيها ذكر المصنف وفقه الله المعقد الخامس عشر من معاقد تعظيم العلم وهو رد مشكله الى اهله اي ما غموض منه ولم يتبين فيرده ملتمس العلم الى اهل العلم الذين هم اهله من العلماء الراسخين ويلزم ما هم عليه. ومن اشق المشكلات كما ذكر الفتن الواقعة والنوازل الحادثة التي تتكاثر مع اشتداد مع امتداد الزمن فيلزم العبد فيها طريقة اهل العلم فيتكلم بكلامهم فاذا تكلموا تكلم به واذا سكتوا سكت كما سكتوا فانهم يسكتون ملاحظة لاحكام الرحمن لا هيبة من السلطان كما يظنه بعض الناس. وبعض الناس لا يفهم من سكوت العالم انه يقول خائف نعم هو خايف خايف من الله سبحانه وتعالى. فالكلام ببيان الشرع ليس امرا سهلا ليس امرا هينا ان يتكلم الانسان بشيء لابد ان يراعي حكم الله وامر الله وما يستقيم به دين الناس ويحفظ جماعتهم فهو اذا تكلم تكلم بما دعاه اليه الشرع. واذا سكت سكت بما دعاه اليه الشرع وهو يسكت تبعا للشرع ويدور مع الشرع. وحسن الظن بالعالم هذا هو الواجب. وقد صرنا الى زمن يسوء فيه ظن الناس بالعلماء ومنهم طلاب العلم فتجده يسيء ظنه بالعالم يقول هو سكت لاجل كذا او تكلم لاجل كذا وهذا كله من الشيطان بهم ومن تفريق جماعتهم والتشريد بهم ايقاع الفتنة بين العلماء وطلاب العلم وبينهم وبين الناس والمسلمين. فينبغي طالب العلم ان لا يدخل نفسه في بما ليس له به شأن وان يرد الامر الى اهله ثم قال ومن جملة المشكلات رد زلات العلماء والمقالات الباطلة لاهل البدع والمخالفين. فانما يتكلم فيها العلماء الراسخون بينه في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. ووجه ذلك ان المقالات الباطلة لاهل البدع والزلات الواقعة من اهل العلم هي من جنس المشتبه والمشتبه لا يتمكن من فصل الحق فيه عن الباطل الا العالم الراسخ. ففيه نوع حق وفيه نوع باطل. وهذا لا يتهيأ الا للعالم الراسخ. وغيره اذا دخل فيه فربما رد حقا او رد باطلا بباطل لكن العالم الراسخ يميز فيفرق بين الحق الموجود هنا والباطل الموجود هنا فعنده من الاهلية والقدرة على التمييز ما ليس لغيره. فطالب علم ينبغي ان يكون من طريقته في تعظيم العلم ان يرد مشكله الى اهله فالعلم في الاسلام ليس تصدرا وتنمرا واطلاق اللسان لان يسجل الانسان له موقفا وان يكتب في ديوان المتكلمين في مسألة. بل العلم في الاسلام ان اعرف المرء ان العلم لبيان احكام الله سبحانه وتعالى. فهو يجري فيه وفق ما يريده الله سبحانه وتعالى. والله وتعالى قال لنا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فامرنا بان نرده الى اهله. فكيف يكون المرء منتسبا الى طلب العلم؟ فهو لا يعمل بهذه الاية بل في كل ساقطة ولاقطة يطلب له رأيا وقرارا واختيارا حتى يسجل نفسه في ديوان المبينين للعلم وبيان العلم ليس كله بالكلام بل بيان العلم منه ما يكون بالكلام ومنه ما يكون بالسكوت يسكت الانسان فمثلا قد تكفى بغيرك اذا صار في البلد اناس من رؤوس العلم الذين يثقون بهم الناس ولهم تجربة كبر سن وهم يغنون عنك في ذلك فهم يكفون. ليس العلم في الاسلام مزاحمة العلم في الاسلام النظر الى مواقع الاحكام في الشرع. ووكلها الى اهلها. فاذا الانسان لم يبتلى بتوجه الناس بانظارهم اليه وقد كفي بغيره. فحين اذ يرد الامر الى اولئك. وان كان يرى في نفسه او يرى الناس انه اعلم منهم فليس عبرة بكونك اعلم العبرة بكون تعلق هذا بذمتك اعظم. فما دام ذمتك محفوظة بان غيرك يتولى هذا فذلك مما خفف والله سبحانه وتعالى عنه. ومن ترك سعة الله الى ضيق نظره وقع فيما لا تحمد عاقبته احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى المعقد السادس عشر توقير مجالس العلم واجلال اوعيته. فمجالس العلماء كمجالس الانبياء قال سعد ابن عبد الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء. يجيء الرجل فيقول يا فلان اي شيء تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته. ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على واتي بكذا وكذا فيقول ليس يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبي او لعالم فاعرفوا لهم ذلك. فعلى طالب بعلم ان يعرف لمجالس العلم حقها فيجلس فيها جلسة الادب ويصغي الى الشيخ ويصغي الى الشيخ ناظرا اليه فلا يلتفت عنه من غير ولا يضطرب لضجة يسمعها. ولا يعبث بيديه او رجليه ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثر التنحنح والحركة ولا يتكلم مع جاره. واذا عطس خفض خفض صوته واذا تثاءب ستر فمه بعد رده وينضم الى توقيد مجالس العلم اجلال اوعيته التي يحفظ فيها. وعمادها الكتب فاللائق بطالب العلم صونه كتابه وحفظه واجلاله والاعتناء به فلا يجعله صندوقا يحشوه بودائعه ولا يجعله بوقا اذا واذا وضعه وضعه بلطف وعناية رمى اسحاق ابن راهويه يوما بكتاب كان في يده فرآه ابو عبدالله احمد بن حنبل احمد بن حنبل فغضب وقال اهكذا يفعل بكلام الابرار؟ ولا يتكئ على الكتاب او يضعه عند قدميه. واذا كان يقرأ فيه على شيخ رفعه عن الارض وحمله بيديه. ذكر المصنف وفقه الله المعقد السادس عشر من معاقد تعظيم العلم وهو توقير مجالس العلم اي اكبارها واكرامها كون العبد فيها على الحال التي تليق مما ذكره في صفة جلوس العبد في مجلس العلم. قال واجلال اوعيته اي تعظيم الادوات التي يحفظ فيها العلم وعمادها الكتب بان يكرمها الانسان وان يصونها عما لا يليق ان يعتني بها فطالب العلم ينبغي له ان يصون تلك الاوعية ومنها الكتب عما لا يليق بها فلا يجعلها قناديل يضع فيها الكلاب تجده ممتلئ هنا اوراق وهنا قلم وهنا مال تجد الكتاب مواضع كثيرة قد انتفخ لانه جعله صندوق او يجعله بوق تجده يطوي الكتاب حتى يكون مدورا كهيئة البوق الذي ينفخ فيه ومثل هذا سائر الاحوال التي يتعامل بها الناس مما لا يليق الكتب فطالب العلم ينبغي له ان يعظم كتابه. اذا عظم الكتاب عظم العلم. واذا لم يعظم الكتاب هذا لا يعظم العلم. نعم احسن الله اليكم المعقد السابع عشر الذب عن العلم والذود والحياض. ان ان للعلم حرمة وافرة توجب الانتصار وله اذا تعرض لجلابه بما لا يصلح. وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المخالف. فمن استبانت مخالفة للشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. ومنها هجر المبتدع ذكره ابو يعلى يا جماعة فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في الرواية عنهم لدى المحدثين. ومنها زجر المتعلم اذا تعدى في بحثه او ظهر منه لدد او سوء ادب. وان احتاج المعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا قل له فليفعل كما كان يفعله شعبة رحمه الله كما كان يفعله شعبة رحمه الله مع عفان ابن مسلم في درسه وقد يزجر علموا بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب قاله الاعمش. ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم علامة ابن باز رحمه الله تعالى فربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته وامر القارئ ان يوصل وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده ذكر المصنف ووفقه الله المعقد السابع عشر من معاقد تعظيم العلم وهو الذب عن العلم والذود عن حياضه صيانته وحفظه والدفاع عنه رعاية لحرمته من التعدي عليها. وذكر جملة من المشاهد التي درج اهل العلم على القيام بها ذبا عن العلم وحفظا له كهجر المبتدع وزجر المتعلم وعدم الاقبال عليه فكل هذا مما يستدعيه حفظ العلم وقد يزجر المتعلم كما ذكر بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب. قاله الاعمش قال ابن مسعود من اجاب الناس في كل ما يسألونه فهو مجنون يعني الذي يجيب الناس بكل ما يسألونه هذا مجنون لان من اسئلة الناس اسئلة ايش مجنونة لا عقل لها فاذا كان الانسان يجيبهم على هذه الاسئلة صار مثلهم وطالب العلم وحامله يتحفظ مما يسأل عنه فيكون من اجوبته احيانا ان يسكت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث يسأل فيسكت حتى يقال لم يسمع السائل لما سأل ولم يزل السلف على هذا الامر الى زماننا هذا. فالسائل ربما يسأل عن شيء لا ينفعه. فعند ذلك يعرض عنه ولا يجاب سؤاله. فليس ان كل سؤال تكون له اجابة فقد يكون السكوت هو الجواب الصالح له. حفظا للدين الانسان يحفظ الدين مو كل واحد يسأله عن مسألة يجيبه عنها قد تكون هذه المسألة لا تعلق له بها ولم تقع اصلا فعند ذلك اشغال النفس بما لم يقع قلة في العقل وكذلك يسأل الانسان عن شيء قد فرغ منه وقضي. والعامة يقولون السؤال عما فات نقص في العقل. يعني شيء قظي وانتهى منه فعند ذلك ما فائدة السؤال عنه؟ فطالب العلم ينبغي له ان يعرف ادب العلم في بثه في السؤال والجواب في سؤال هو او جوابه لو صار معلما. كيف يجيب؟ نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى المعقد الثامن عشر التحفظ في مسألة العالم. فرارا من مسائل الشغب وحفظ لهيبة العالم فان من السؤال ما يراد به التشغيب وايقاظ الفتنة واشاعة السوء. ومن انس منه العلماء هذه المسائل لقي ما لا يعجبه كما مر معك في زجر المتعلم فلابد من التحفظ في مسألة العالم ولا يفلح في تحفظه فيها الا من اعمل اربعة اصول اولها الفكر في سؤاله لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم لا والتهكم فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. الاصل الثاني التفطن الى ما التفطن الى ما يسأل عنه. لا فلا تسأل عما لا نفع فيه اما بالنظر الى حالك او بالنظر الى المسألة نفسها ومثله السؤال عما لم يقع او ما لا او ما لا يحدث به كل احد. وانما يخص به قوم دون قوم. الاصل الانتباه الى صلاحية حال الشيخ للاجابة عن سؤاله. فلا يسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا. او ما في طريقنا او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه. الاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله. باخراجه في سورة حسنة متعددة فيقدم الدعاء للشيخ ويبجله في خطابه ولا تكون مخاطبته له كمخاطبته اهل السوق واخلاقه العوام ذكر المصنف وفقه الله المعقد الثامن عشر مما عقد تعظيم العلم وهو التحفظ في مسألة العالم. اي بان يحفظ المرء نفسه من الغلط عند الصدور السؤال منه معروضا عن العالم لئلا يقع فيما يكون سببا للفتنة او مزيلا لهيبة العلم واهله او مولدا لاشاعة السوء بين بين الناس ثم ذكر اربعة اصول ينبغي اعمالها لتحصيل التحفظ في مسألة العالم. فاولها الفكر في سؤاله. لماذا يسأل؟ فيكون قصده من السؤال التفقه والتعلم يسأل ليتعلم ويتفقه لا ليتعنت او يتهكم التعنت هو طلبوا الشدة والمشقة بالمسئول والتهكم هو طلب السخرية. فان من ساء قصده في سؤاله يحرم بركة العلم ويمنع منفعته. تجد بعض الطلبة يأتي يسأل لاجل ان يشق على المسؤول يقول انا اسألكم سؤال تعرفون به هذا الشيخ هل هو من اهل العلم او لا؟ ويأتي بسؤال يريد به المشقة على على الشيخ فمثل هذا لا يبارك له في قصده. او بعض الناس يسأل ليتهكم. وهذا كثير الان في الاسئلة التي يسمونها الاسئلة على الهاتف هذه ليتهكموا ويتندروا ويتفكهوا والعالم يتحفظ من مثل هذه السؤالات ولا يفتح لها بابا ويعامل اهلها بما يستحقون. والاصل الثاني التفطن الى ما يسأل عنه. فلا تسأل عما لا نفعه فيه وهذا العدم للنفع تارة يكون بالنظر الى حالك اي بالنظر الى حالك انت انك لا تنتفع بهذه المسألة لا تنتفع في هذه المسألة ولا خير لك فيها. يأتيك مثلا طالب في المتوسط فيقول احسن الله اليك اذا الانسان تزوج ثلاث حريم يريد يتزوج الرابعة هل عليه عدة ام ليس عليه عدة هو سامع مسألة وكذا ومشتبه بين الاربع وبين الثلاث. فهذا الان في المتوسط وما تزوج واحدة حتى فهذا لا نفع ليس من العلم حينئذ ان تقول لا كذا وكذا وكذا وتفصل له لا العلم حينئذ ان قول هذه المسألة لا نفعل لك فيها الان. اشتغل بما يلزمك. عندك سؤال في الوضوء. عندك سؤال في الصلاة تجيبه عنه. اما المسألة هذه ليست مما فحينئذ لا تجيبه عليها. ما يقول الانسان هذا بث العلم. بث العلم بطريق اهله. مو بطريق نفسك انك تستدعي تقول انا نبين للناس العلم. بيان العلم يكون بطريقة اهله. والذي يسأل عن شيء لا تعلق له به لا يجاب عليه. هذي طريقة اهل العلم. لا تعلق له به لا يجاب عليه قال او بالنظر الى المسألة نفسها. بعض الناس يسأل المسائل لا خير فيها ولا نفع. فحين اذ لا يجاب عليها وقد ذكر السيوطي في معترك الاقران ان الناس كانوا يسألونه كثيرا عن ماء طوفان نوح هل كان عذب ام كان مالح يعني شف هذا السؤال ما الفائدة منه؟ هل الماء عذب او الماء مالح لا خير في هذه المسائل. فما كان من هذا الجنس لا يجيب عليه الانسان ولا يعتني به. ويزجر السائل ويأمره ان يشتغل بما ينفعه ويلزمه ويترك هذه المسائل التي لا خير له فيها. قال الاصل الثالث الانتباه الى الى صلاحية حال الشيخ للاجابة على سؤاله. فلا اسأله في حال تمنعه ككونه مهموما او متفكرا او ماشيا في طريق او راكبا سيارته بل يتحين طيب نفسه. فمن حسن ادب وحفظ السؤال ان يكون الانسان حال صدوره سؤاله يلاحظ حال الشيخ المسؤول هل تصلح او لا تصلح؟ الاصل الرابع تيقظ السائل الى كيفية سؤاله باخراجه في صورة حسنة متأدبة فيتأدب عند عرظ سؤاله. ويعرض سؤاله في ثوب حسن جميل ولا يخاطب اهل العلم كمخاطبة اهل السوق واخلاط العوام. فتجده يسأل الشيخ كأنه يكلم احد من ممن يعامله هم من اهل الدنيا من اهل السوق وعوامهم بل يتحفظ ويتأدب ويعرض السؤال على الشيخ عرظا حسنا احسن الله اليكم وقلتم وفقكم الله تعالى المعقد التاسع عشر شغف القلب بالعلم وغلبته عليه فصدق الطلب له يوجب محبته وتعلق القلب به ولا ينال العبد درجة العلم حتى تكون لذته الكبرى فيه. وانما تنال لذة العلم ثلاثة امور ذكرها ابو عبدالله ابن ابو عبدالله ابن القيم رحمه الله احدها بذل الوسع والجهد وثانيها صدق الطلب وثالثها صحة النية والاخلاص ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. ان لذة العلم فوق لذة السلطان والحكم التي التي تتطلع اليها نفوس كثيرة. وتبذل لاجلها اموال وفيرة وتسفك دماء غزيرة. ولهذا كانت تتوق الى لذة العلم وتحس فقدها وتطلب تحصيلها. قيل لابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور الذي كانت ممالي تملأ الشرق والغرب. هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله؟ فقال وهو مستو على كرسيه وسرير ملكه. بقيت خصلة ان بقيت خصلة ان اقعد على مصطبة وحول اصحاب الحديث اي طلاب العلم. فيقول المستملي من ذكرت رحمك الله يعني فيقول حدثنا فلان قال حدثنا فلان ويسوق الاحاديث المسندة. ومتى عمر القلب بلذة العلم سقطت لذات العادات وذهلت النفس عنها بل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة. ذكر المصنف وفقه الله المعقد التاسع عشر من معاقل تعظيم العلم فهو شغف القلب بالعلم وغلبته عليه. اي شدة محبة العلم بان تغلب على قلب الانسان ويقوى تعلقه به حتى يكون العلم لذته الكبرى قال وانما تنال لذة العلم بثلاثة امور ذكرها ابن القيم احدها بذل الوسع والجهد اي قدر الطاقة وثانيها صدق الطلب بان يصدق في طلبه للعلم. وثالثها صحة النية والاخلاص ولا تتم هذه الامور الثلاثة الا مع دفع كل ما يشغل عن القلب. فاذا وجدت هذه الاصول الثلاثة ودفعت الصلاة عن القلب كملت لذة العلم في القلب. ثم ذكر مرتبة هذه اللذة وان لذة العلم هي اللذات لانها لذة قلبية فعامة لذات الخلق هي لذات حسية واللذات القلبية هي التي يعظم قدرها. ومن اعظم هذه اللذات لذة العلم. ولذلك من عرف العلم وانيس به واستولى على قلبه وجد من السكينة والانشراح بالعلم والصبر عليه مدة طويلة ما لا يجده غيره لانه يجد من اللذة بهما يفقده هؤلاء. وذكر قصة لابي جعفر المنصور الخليفة العباسي المشهور انه قيل له هل من لذات الدنيا شيء لم تنله. فقال بقيت خصلة يعني في لذة ما ذاقها قال ان اقعد على مصطبة مصطبة يعني مكان مرتفع وحولي اصحاب الحديث يعني طلاب العلم. فيقول المستملي من ذكرت رحمك الله فيذكر من حدثه يقول حدثنا فلان حدثنا فلان هذا المستملي يعني الذي يستخرج حديث المحدث ويبلغه للناس المجتمعين فهذه اللذة في العلم لم يذقه فكان يتمنى هذه اللذة. قال ومتى عمر القلب بلذات العلم سقطت لذات العادات. وذهلت النفس عنها هل تستحيل الالام لذة بهذه اللذة؟ يعني اذا عظمت لذة العلم في في القلب صارت لذات العادات ساقطة. لا يعتني بها الانسان. فمثلا من لذات العادات الاجتماع بالخلق وسماع كلامي هذه لذة يحب تحبه الناس لكن اذا عظم اذا عظمت لذة العلم في القلب لم يطلبها الانسان ولذلك قال رجل لعبدالله المبارك يا ابا عبد الرحمن الا تجلس معنا يقول ما تجلس تسولف معنا فقال انا اجلس في بيتي مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فقال الرجل اتسخر بي يقول انت تتهزى بي قال لا ولكني انظر في كتبي فكأني جالس مع القوم. يعني انظر في الكتب واقرأ فكأني جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم فهذا لذة العادة بالاجتماع بالناس سقطت عنده. صارت عنده لذة العلم اعظم وحدثني رجل لقيته مرة انه كان يخدم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله مدة وكان يقول ان اهله يأتون بالطعام ويحضرونه واخبر الشيخ بانه شيخ الطعام جاء يقول فكان يقول لي خلني شوي بس اخلص الكتاب اللي معي يقول وانا كنت ارجو ان يأكل الشيخ فاكل. وكان الطعام قليلا يقول فيجلس الشيخ يقرا ويقرا ويقرا ويقرا ويقول حتى يبرد الطعام بعدين اقول له يا شيخ الاكل يعني يقول يقول لي انا ما اشتهي ان كان تبي تاكله انت ولا انا ما اشتهي يقول ارجع له اكل منه شوي لانه بارد ما له طعام. فهذا الرجل غلبت لذة العلم على قلبه حتى الاكل لا يحتاجه صار يزهد فيه فتجده يتقود بشيء قليل. فصاحب العلم اذا وجدت لذة العلم في قلبه اللذات التي اعتادوها الناس لا ينظر اليها ولا بها وليست عنده بشيء ولذلك قد تجده يشتري كتاب مجلد واحد بعشرة الاف والناس يشترون ساعة بعشرة الاف واذا قلت لهم كتاب عشرة الاف قالوا ليش تضيع للمال والساعة ما هي بتضيع للمال لان الناس يحبون هذه اللذة لذة الزينة الظاهرة لكن صاحب العلم يرى ان العلم يستحق في هذا المجلد عشرة الاف فهو ادفعها لاجل تحصيل هذا الكتاب النافع وربما تتحول الالام لذة تتحول الالام لذة وفي صحيح البخاري معلقا عن عكرمة ان ابن عباس كان يضع في رجليه القيد والكبل يعلمه القرآن والفرائض يعني كان يجد منفعته بتقييده لانه يلتذ بهذا في طلب العلم. فحدث بهذا ولم يره عيبا لان شيخه ابن عباس وهو مولاه الذي كان يملكه ولما كان قنا قبل عتقه كان يحمله على العلم حتى ربما وصلته هذه الحال. فكان يرى ان هذه الحال حلق خير وحال لذة. وفي اخبارهم كثير كانوا يرون الضرب والرفس والغضب من من الشيخ يرون ان هذا مما يزيدهم لذة بالعلم لانهم يتحققون به في العلم فلا يبالي لو وبخ شيخه او ضربه يعرف ان هذا لاجل منفعته في العلم فيراها لذة ويرجع مرة اخرى الى طلب العلم عليه. واحدنا الان لو ان شيخه قال له اعتدل اعتدل اه يعني آآ على على آآ جلستك اعتذر في جلستك فقال الشيخ هذا شديد ليش يخلينا نجلس ما نجلس هكذا نظر الناس لما قصرت معارفهم بما ينفعهم من الحق نعم احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى المعقد العشرون حفظ الوقت في العلم. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد خاطره ينبغي للانسان ان يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة. ويقدم فيه الافضل فالافضل من القول والعمل. ومن هنا عظمت رعاية العلماء للوقت حتى قال محمد بن عبدالباقي البزاق البزاز ما ضيعت ساعة من عمري في لهو او لعب قال ابو الوفاء ابن عقيل الذي صنف كتاب الفنون في ثمانمائة مجلد. اني لا يحل لي ان اضيع ساعة من عمري. وبلغت به الحال ان ان يقرأ عليهم حال الاكل بل كان يقرأ عليهم وهم في دار الخلاء. فاحفظ ايها الطالب وقتك فلقد ابلغ الوزير الصالح بن هبيرة في نصحك بقوله والوقت انفس ما عنيت بحفظه واراه اسهل ما عليك يضيع تمت الخلاصة ختم المصنف وفقه الله هذه المعاقد العشرين بمعقد في حفظ الوقت في العلم وان من تعظيم العلم ان يحرص طالب العلم على حفظ الوقت فيه والا يضيع وقته فيما لا ينفعه وذكر من احوال من مضى ما يشهد بحفظهم اوقاتهم في طلبهم العلم تعظيما له وهذا اخر البيان على هذا الكتاب النافع اكتبوا طبقة السماع