احسن الله اليك سائل يسأل ما هي الطبعة المعتمدة لتفسير السعدي الطبعة المعتمدة هي طبعة دار ابن الجوزي. وهي مطبوعة في مجلد واحد وفي اربع مجلدات فهي احسن طبعات الكتاب اجمالا وهي التي نقرأ منها هذا سائل يسأل عن الاستشفاء بالقرآن لماذا جعلت القرآن شفاء لما في الصدور؟ مع ان الاية موافقة للعموم وغاية ما فيها تنصيص على احد افراده يقول هذا كيف لم تكن الايات الواردة في كون القرآن شفاء شاملة لامراض الابدان والاشباح. فاننا نقطع ان القرآن مما تتداوى به علل الاشباح والابدان. لكن ليس بنص القرآن دليلا وانما بالسنة والنظر واما ما ذكره من قوله تعالى وشفاء لما في الصدور انه ذكر فرد من افراد العام فهذا فيه نظر من وجوه ثلاثة اولها ان سياق الايات يأبى اذ كل اية جاءت في ذلك اما وقع فيها تخصيص المؤمنين لقوله تعالى وشفاء لما في الصدور ورحمة وهدى ورحمة وهدى ورحمة للمؤمنين واما جاء فيها ذكر الكافرين في مقابل المؤمنين. فقال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء آآ ورحمة للمؤمنين ثم قال ولا يزيد الظالمين الا خسارا. وكذلك في الاية الثالثة قال والذين لا يؤمنون في اذانهم وكر وهو عليهم فالسياق الايات يأبى هذا المعنى ومن مآخذ الترجيح في التفسير رعاية الصيام وهو من المدارك التي يضعف اعمالها كثيرا فتجد من يتكلم في معنى اية لا يعتبر السياقة الخاصة فيها او السياق العام في القرآن لما يذكر عند ايراد تلك الكلمة او الجملة فيه وثانيها ان السلف لم يفسروا الايات بهذا فاذا جئت بواحد من السلف قال بذلك فانا معك من المصدقين فان الذي جاء عنهم هو قيام ذلك فقد ذكرت لكم فيما سبق ما رواه ابن ابي شيبة باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال القرآن انه قال العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور. وروى ابو الشيخ ابن حيان عن الحسن البصري انه قال جعل الله القرآن شفاء لما الصدور وانتم تجعلونه شفاء لامراض. وهذا ظاهر في مباينة هذا المعنى الذي ذكره لما ذكره السائل فتفسير السلف على هذا وما فسر به السلف لا يقدم عليه غيره. وهذا يدل على حسن فهمهم اذ عقلوا من السياق اختصاص الشفاء شفاء امراض القلوب والصدور والارواح وثالثها ما تقدم ذكره من دلالة النظر ان جعل القرآن كتابا تشفى به امراض الابدان والاشباح يصيره من جنس ما كان يداوي به الكهان والسحرة من السحر فان العرب فكانت تستعمل السحر اول امرها لاجل الطبابة والمداواة. ثم صاروا يستعملونه في الضرر وغيره فامتناع ذلك من تعظيم القرآن كما سبق بيانه فاريد الا يكون القرآن على خلاف ما جاء من الخبر في اياته السؤال الاخير اليك سائل يسأل عن معنى قوله تعالى ويجعل من يشاء عقيما. هل الاية تفيد ان العقم لا يمكن شفاؤه لا يمكن الشفاء ولا يمكن يمكن لا يمكن ها نحن ذكرنا العقم لكم مرض ايش هذا الظاهر انه باطن باطن وذكرنا قوله تعالى ويجعل من يشاء عقيما وقد دل القرآن على كون العقم مرضا وكونه شفاء فقال في زكريا فاستجبنا له ووهبنا له يحيى اصلحنا له زوجه فقوله اصلحنا له زوجة يدل على ان العقم علة ثم الخبر بالاصلاح اعلام بالشفاء وانه عرف وهذا واقع الى يومنا هذا. فمن الناس من يكون موصوفا بذلك ثم يكتب الله له الشفاء بعد عشر سنين او خمس عشرة سنة او عشرين سنة فهذا الامر لله سبحانه وتعالى ولذلك الله ان الامر له في الاية لما قال فاستجبنا له وقال ووهبنا له ايش؟ يحيى ثم قال واصلحنا له زوجه. مع انه كان ينبغي ان يقدم واصلحنا له زوجه لانه لا ولد الا بعد الاصلاح لكن للاعلام بان هذا محض فضل الله. فقال الله واستجبنا له. يعني حصلت الاجابة فضلا من الله ومنة ثم تجلت هذه الاجابة بهبة الولد الذي هو يحيى. ثم اخبر الله عما دون ذلك بقوله واصلحنا له زوجه لتتعلق القلوب بالله سبحانه وتعالى عند طلب الولد سواء ممن كان عقيما او غير عقيم فان العبد قد يمنع الولد ولو لم يكن عقيما. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة ان سليمان عليه السلام قال لاطوفن الليلة على سبعين امرأة وفي رواية على مئة امرأة ثم لتلدن كل امرأة فارسة يجاهد في سبيل الله فلم تلد امرأة منهن الا امرأة جاءت بشق موجودة يعني مخلوق لم يكتمل لماذا ها؟ لانه لم يذكر المشيئة فالله منعه مع كونه حصل له من قوة ما وطأ به مائة امرأة لكن الله مانع. لذلك الولد وغيره كله من هبات الوهاب. فمن تعلق بالوهاب وهبه ومن انقطع عن الوهاب ابعده. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يهبنا واياكم رحماته. اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدور وجلاء همومنا وذهاب احزاننا وغمومنا. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا. واجعله امامنا وقائدنا الى جناتك جنات النعيم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين