الحمد لله الذي ضرب للناس الامثال وجعلها فرقانا بين الحق والباطل وبيانا للحق والحلال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد المتعال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق على تعاقب الاجيال. صلى الله سلم عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه محسنا من النساء والرجال. اما بعد لاتقوا الله ايها المؤمنون واحسنوا ان الله يحب المحسنين توبوا الى الله فانكم جميعا اليه راجعون. ايها المؤمنون ان الله سبحانه وتعالى ظرب للناس الامثال لينتبهوا في الغفلات انفسهم من الجهالات. ويخرجوا بها من الظلمات. قال الله تعالى ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل. لعلهم يتذكرون وان من تلك الامثال التي ضربها الله سبحانه وتعالى للناس في القرآن. قوله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا استنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. فاخبر الله عز وجل عن مثل وهو ان المعبودين من دون الله سبحانه وتعالى. لن يستطيعوا ان يخلقوا ذبابا الذي هو من احقر المخلوقات واخسها. ولو اجتمع بعضهم مع بعض فكانوا في ذلك انصارا وان سلبهم الذباب شيئا فاخذه منهم فانهم لا يستخرجونه منه عليهم ولا يستعيذونه فضعف الطالب الذي هو الصنم المعبود وضعف المطلوب الذي هو الذباب ويضعف بضعفهما ضعف العابد لغير الله سبحانه وتعالى. والمذكور مثلا في المعبودات من دون الله. يلحق به كل تلك المعظمات في نفوس الخلق. من الاموال والقوة والعزة والجمع. فكلها عاجزة دون قدرة الله سبحانه وتعالى القادر والمخلوق عاجز. والله قوي والمخلوق ضعيف. والله قاهر مخلوق مغلوبا. والله كبير والمخلوق صغير. فاحرى به ان يعظم الله عز وجل حق عظمته ولذلك قال الله عز وجل بعدها ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز. اي انهم لم يعظموا الله حق عظمته. فان الله قوي عزيز واذا كان هذا مذكورا في الذباب الذي يرى بالابصار. فانظروا الى حال الخلق. مع هذا الفيروس المسبب لهذا الوباء الذي لا يراه الناس بابصارهم وكيف تلاشت امام قوة الله قوة الخلق فبقيت قوة الله وذهبت قواهم. وبقيت قدرة الله وظهر عجزهم. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ورحمته المهداة للعالمين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون ان الله سبحانه وتعالى ذكر في ثلاث ايات متتابعات ما ينبغي ان يتخذه العباد سلاحا عند نزول المصائب الواقعات. فقال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. والله بكل شيء عليم واطيعوا الله واطيعوا الرسول. فان توليتم فانما على رسولنا البلاء المبين. الله لا اله الا هو. وعلى الله فليتوكل المؤمنون فاخبر الله سبحانه وتعالى ان المصائب النازلة ومن جملتها في زماننا هذا الوباء كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى وقضائك. والذي ينبغي ان يتخذه العبد سلاحا هو ثلاثة امور اولها الايمان بقدر الله عز وجل. وان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه. وبذلك تحل في القلب طمأنينته كما قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وتانيها طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فانهما الحصن الواقي للعبد. من اثار المصائب ومن جملة ما يندرج في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. المأمور بالمبادرة اليها عموما وعند نزول المصائب خصوصا طاعة اولي الامر فيما يرشدون اليه مما يتعلق بها ومن جملتها الاجراءات الوقائية والاحترازات المأمور بها. في حفظ النفوس كتغطية الوجوه بالكمامات او اصطحاب المصليات للسجود عليها في الصلاة او التباعد في اثناء القيام في الصلاة او غير ذلك مما يتعلق بالمساجد خاصة واماكن اجتماع الخلق عامة فطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مأمور بالمبادرة اليها ومؤكد على المحافظة عليها عند نزول المصائب. واعظمها التوبة الى الله بالاقلال عن الذنوب والندم عليها والعزم على عدم العودة اليها. ويلتحق بذلك كما تقدم امتثال الاوامر المتعلقة بالاجراءات الوقائية في هذا الوباء. وثالثها التوكل على الله عز وجل بالثقة به وتفويض الامر اليه. فبذلك تقوى العبودية في قلوب الناس كما قال الله الله لا اله الا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون حقيقة جاريهم الله عند نزول المصائب ان يندرج في قلوبهم التوكل على الله سبحانه وتعالى فيثقوا بربهم ويفوض الامر اليه ويعلموا ان ما قدره الله عز وجل من القدر النازل فهو لحكم عظيمة. قد يظهر لنا بعضها ويخفى علينا منها ولا ينبغي ان يكون للعبد هم في حفظ روحه من هذا الوباء الا اطالة بالتقرب الى الله عز وجل بما يحبه وامر به. استعدادا للاخرة. وحرص على ان ينهون احدنا عبدا لله حقا. فامتثلوا ايها المؤمنون. هذه الامور الثلاثة العظيمة المأمور بها عند نزول المصيبة. وادعوا ربكم ادعوا ربكم سبحانه وتعالى ان يحفظكم واحبابكم من هذا الوباء وان يمتعكم الى حين وان تكونوا به من المؤمنين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم انا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام. وسيء الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من والجنون والجذام وسيء الاسقام. اللهم ارفع هذا الوباء واكشف عنا البلاء. ومتعنا صحة وعافية الى حين. واجعلنا من عبادك المؤمنين. اقول قولي هذا فقوموا الى صلاتكم وادعوا ربكم مخلصين والحمد لله رب العالمين