الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتطرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالدين المتين. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تكونوا من المفلحين. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعلموا رحمكم الله ان من من المراتب الجليلة والمقامات العظيمة مقام اليقين فبه تنال الامامة في الدين. قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وحقيقة اليقين هو العلم الجازم الذي لا يخالطه ادنى شك. ومن منافع اليقين انه تهون به المصائب فان من دعاء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا فمما ينتفع به العبد الموقن ان تهون عليه مصائب الدنيا بيقينه وجماع اليقين في طيب يرجع الى ثلاثة اصول. اولها يقين العبد ان هذه المصائب النازلة هي بتقدير سبحانه وتعالى. قال تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. فقال تعالى ما اوصاكم من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. فالمصائب كلها بتقدير سبحانه وتعالى وثانيها يقين العبد ان تلك المصائب تدفع بالصبر فاذا صبر العبد اندفعت تلك المصيبة وهانت عليه. كما قال الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اي ومن يصبر على اقدار الله سبحانه وتعالى مؤمنا به فان الله سبحانه وتعالى يهدي قلبه. وقال تعالى وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله اي وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون. وثالث يقين العبد بان المصائب النازلة منها ما يكون من جنس العقوبات التي يعاقب بها الناس على ما اجترح ايديهم كما قال تعالى وما اصاب من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وقال تعالى اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم فهذا الاصول الثلاثة يحصل بها اليقين الذي تهون به المصائب. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم واشهد وان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد ايها المؤمنون ان اصول اليقين الثلاثة اذا اعملها العبد هانت عليه في المصائب في علم اولا ان تلك المصيبة هي من عند الله سبحانه وتعالى. وهو الذي قدرها ويعلم ثانيا ان تلك المصيبة تندفع وتخف اذا صبر عليها وامن بربه سبحانه وتعالى. وثالثها علمه ان هذه المصائب يجريها الله سبحانه وتعالى على من يجريها من خلقه من باب العقوبات فقد تكون من باب الابتلاءات بحسب احوال العباد من الطاعة والمعصية. وكيفما كانت حال العبد فانه ينبغي ان يتخوف ان يؤاخذ على معصية وان يكون ما يقع عليه من بلاء هو عقوبة من العقوبات التي يجريها الله سبحانه وتعالى. فاعتبروا ايها هذه الاصول الثلاثة في هذا الوباء النازل بان توقنوا بانه من عند الله سبحانه وتعالى. وانه عز وجل هو الذي قدره ثم تخففوه ثانية بالصبر عليه والايمان بالله سبحانه وتعالى وتفويض الامر اليه الاعلان بانا لله وانا اليه سبحانه وتعالى راجعون. ثم يتخوف العبد على نفسه ان يكون هذا الوباء النازل عقوبة من الله سبحانه وتعالى فان العبد لا يجزم بكون هذا الذي نزل هو في حقه عقوبة او هو في حقه ابتلاء فيبقى متخوفا من هذا ومن هذا فان الله قد يجري هذه المصائب تارة من باب العقوبات وتارة من باب الابتلاءات تكون لقوم عذابا وتارة تكون لقوم رحمة فاعملوا ايها المؤمنون هذه الاصول يكن لكم حظ من قول الله سبحانه وتعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون ويتحقق لكم دعاء صلى الله عليه وسلم اذ قال ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم ارفع عنا هذا الوباء. اللهم ارفع عنا هذا الوباء اللهم ارفع عنا هذا الوباء. اللهم انا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من البرص والجذام وسيء الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الاسقام. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم احينا على خير حال وتوفنا على خير حال. وقلوبنا جميعا الى خير المآل