الحمدلله العزيز الرحيم رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وميز الناس بالعقول والنهى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة الموحدين واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفوته من الخلق اجمعين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبعه مخلصا الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون. فان الله عز وجل امركم بتقواه. وجعلها سر نجاة والحصول على رضاه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعلموا رحمكم الله ان الله عز وجل لم يخلقنا ليستكثر بنا من قلة ولا ليستعز بنا من ذلة. وانما خلقنا لعبادته. قال الله تعالى وما ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ولم تزل طريقة الشريعة دوام التذكير بهذه الحقيقة صباح مساء في مسالك مختلفة توقظ القلوب وتنبهها ان المراد من وجودها في هذه الحياة هي عبادة الله عز وجل. ومن جملة ذلك ما كان من هديه صلى الله عليه وسلم سنة لمن بعده انه كان صلى الله عليه وسلم اذا اصبح قال اصبحنا على الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين. فلم تكن هؤلاء الكلمات الاربعة من هديه الدائم صلى الله عليه وسلم الا لايقاظ النفوس وتعريفها بانها في هذه الدنيا موجودة لعبادة الله عز وجل. وان مما يحيي ذلك في القلوب. تذكارها بهؤلاء الاربع التي يعلن العبد فيها انه اصبح مصبحا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام تأما فطرة الاسلام فهي قبول التوحيد وارادة الهداية والحق باعتقاد الاستسلام الله سبحانه وتعالى فهذه هي فطرة الله عز وجل التي فطر الخلق عليها بان تكون سليمة مريدة للحق راغبة فيه مذعنة بالاستسلام لله عز وجل. لانه خالقها رازقها ومدبرها ومتاوعة هذا لم يكن لها توجه الى غيره سبحانه. ولهذا ناسب ان ترد فطرة الاسلام بالتذكير بكلمة الاخلاص وهي لا اله الا الله التي يعلن فيها العبد انه لا معبود حق الا الله فان انواع المعبودات في الدنيا كثيرة وكلها معبودات باطلة وليس فيها معبود حق الا الله سبحانه وتعالى. فمن عبده كان مخلصا للدين له. اذ لا يشرك معه غيره سبحانه وتعالى. واذا قال العبد بعد ذلك وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فانه يعلن البراءة من سائر الاديان فان الدين الذي رضيه الله عز وجل لنا هو دين الاسلام. قال تعالى ان عند الله الاسلام. وقال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام فلا يقبل من العبد دين سوى الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا. فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فالدين المقبول من العبد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو دين الاسلام الذي جاء به ابو القاسم صلى الله عليه وسلم فكل دين بعد دينه منسوخ وكل شرع بعد شرعه ممسوح ولا يقبل الله عز وجل من الخلق كافة الا ان يدين له بالدين الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم ثم يقول العبد بعد ذلك وعلى ملة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حنيفا مسلما وما كان من المشركين وحقيقة حنيفيته عليه الصلاة والسلام اقباله على الله عز وجل وتعلقه به ووثوقه ونهيه فلا يكون في قلب العبد اقبال على غير الله. فتوكله وارادته وخضوعه ومحبته. كل هذا لله عز وجل واستعانته واستغاثته واستعانته كلها بالله سبحانه وتعالى. فهؤلاء الكلمات الاربعة التي كانت من هديه صلى الله عليه وسلم اذا اصبح وصارت من بعده ذكرا من اذكار الصباح اعلان بالعبودية الكاملة لله عز وجل. اذ يقول العبد اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص. وعلى ديننا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام. اقول ما تسمعون استغفروا الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له معبودا حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد على ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد المؤمنون ان قول احدنا اذا اصبح اصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو عقد بين العبد وربه. وقد قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود وقال تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم فجريان اللسان بذلك ينبغي ان يقارنه اعتقاد القلب مع عمل الجوارح والاركان بان يكون العبد ممتثلا لحقيقة هذا العهد الذي يردده بلسانه بان يكون على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى ملة ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فتكرارها كل صباح. تذكير بهذا العهد. واعانة على الوفاء به فينبغي للعبد ان يجتهد في الوفاء بهذا العهد وان يتفطن لمعانيه وان يعمل بما فيه وان يذكر نعمة الله الله سبحانه وتعالى عليه فانت قد اصبحت على فطرة الاسلام وغيرك قد اصبح وقد غيرت فطرته وبدلت وانت اصبحت على كلمة الاخلاص وغيرك قد اصبح على كلمة الشرك. وانت قد اصبحت على دين محمد صلى الله عليه وسلم وغيرك قد اصبح على غير دينه. وانت قد اصبحت على ملة ابيك ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وغير لم يصبح على تلك الملة فاعرفوا قدر ما وصل اليكم من النعمة. وقوموا بشكرها. قال سفيان بن عيينة ما انعم الله على خلقه نعمة اعظم من ان عرفهم لا اله الا الله. فاعرفوا نعمة الله عليكم اذ جعلكم مصبحين على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابيكم ابراهيم عليه الصلاة والسلام فان هؤلاء النعم لا يعدلها شيء من النعم. واذا فات غيرها لم يكن ذلك ضارا بالعبد وان فاتت هؤلاء الاربع كانت هي خسارة العبد في الدنيا والاخرة. اللهم اجعلنا ممن يصبح على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعل من عبادك الراشدين. اللهم حبب الينا اتيان الخيرات. واعنا على فعل الحسنات. وباعد بيننا وبين والسيئات اللهم احينا على خير حال وتوفنا على خير حال وقلوبنا جميعا الى خير المآل. اللهم احينا على الاسلام والسنة وتوفنا على الاسلام والسنة واحشرنا جميعا في حزب عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك وايده بتأييدك وارزقه البطانة الناصحة الصالحة وجنبه بطانة السوء