ان الحمد لله نحمده جل في علاه. ونسأله توفيقه ورضاه. واشهد ان لا الا الله وحده لا شريك له شهادة عبد مؤمن به من الموحدين. واشهد ان محمد عبده ورسوله المبعوث الى الناس اجمعين. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه صلاة طيبة دائمة الى يوم الدين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى اه وتمسكوا من دينكم بعروته الوثقى والزموا جماعة المسلمين. فان يد الله مع معه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعلموا رحمكم الله ان الله سبحانه وتعالى بث في ملكوته ما يوقظ الغافلين ينبه النائمين ويعلم الجاهلين. فيرد الخلق اليه. قال الله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. ومن جملة ما يندرج في خلق والارض واختلاف الليل والنهار ما يجده الناس هذه الايام من مس الشتاء. فان اشتداد البرد وتغير الاحوال ينبه الناس الى حال جديدة لم يكونوا عليها من وقت قريب. وفي هذه الحال ايقاظ ايما ايقاظ لمن وعى مدرك الشريعة بها. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال النار الى ربها فقالت يا رب اكل بعضي بعضا. اي لشدة حرها وقوة لهبها فاذن الله لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف. فاشد ما تجدون في الشتاء الزمهريرها واشد ما تجدون في الصيف من سممها. فباشتداد الحر يتذكر العبد ما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان شدة الزمهرير هي نفس النار في الشتاء. تلك الدار التي ادها الله سبحانه وتعالى دارا للعذاب الاليم. واخبر سبحانه وتعالى بانها دار الخزي قال تعالى ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. واخبر سبحانه وتعالى ان مدار الفوز على الابعاد عنها فقال سبحانه فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وانما اذن للنار من نفسين ليتذكر الناس النار فيتقوها. فان الله عز وجل امرنا بان نتقيها. فقال تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. فباشتداد الحر تذكروا النار التي امرتم باتقاء وان الله سبحانه وتعالى اعدها دارا لمن عصاه. وان شدة الحر هو زمهرير جهنم الذي يذكرنا الله سبحانه وتعالى به لنتقي تلك النار. فان ذهابنا مع هذه الدنيا وانشغالنا باحوال يصيب قلوبنا بغفلة عن تلك الدار. فيذكرنا الله سبحانه وتعالى بشدة البرد. ان البرد الشديد الذي نجده هو من نفس النار التي هي دار العذاب. وكما يجتهد احدنا في اتقاء هذا البرد في دار الدنيا بتكثير لباسه وتحسين طعامه وطول الاقامة في داره. فينبغي له ان يجتهد في وقاية نفسه من دارك العذاب العظيم. والخزي الاليم الذي يكون يوم القيامة. فان برد الدنيا انقطع وان برد النار في الاخرة لا ينقطع وان الالم الذي نجده من الشتاء في الدنيا الى زوال. واما الم النار لمن يدخلها فانه باق لا يكون الى زوال. وان الدنيا دار فانية وان دار الجزاء ومنها النار دار باقية فاتقوا ايها المؤمنون النار اتقوا النار اتقوا النار اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد ايها المؤمنون ان الله سبحانه وتعالى لما اظهر لنا في الشتاء اية تذكرنا بالنار وامرنا باتقاء فقال فاتقوا النار وقال فاتقوا نارا وقودها الناس والحجارة فان الله سبحانه وتعالى يسر في سبل الشريعة الطرق المؤدية الى اتقاء النار. ومن جملة ذلك ما اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اتقوا النار ولو بشق تمرة اي ولو لم يقدر للمرء الا ان يتصدق بنصف تمرة يشقها شقين فيخرج احدهما صدقة لله فينبغي له ان يجتهد في وقاية نفسه من النار بذلك الشق الذي يتصدق به واخبرنا الله سبحانه وتعالى ان من دعاء المؤمنين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان من استجار من النار ثلاثا اجاره الله عز وجل منها بان يقول العبد داعيا اللهم اجرني من النار اللهم اجرني من النار اللهم اجرني من النار فينبغي لاحدنا الا عن تطلب السبل المؤدية الى وقايته من النار وخاصة في ايام تذكير الله عز وجل بها كاشتداد الحر في فيبذل من نفسه من تلك السفهد ما يكون له وقاية من نار من صدقة او دعاء او ذكر او غير ذلك مما جاء مبينا في ديوان الشريعة فاتقوا ايها المؤمنون النار واتخذوا من سبل الوقاية منها ما تقدرون. واعلموا ان الله عز وجل الا يذكركم بها لتتقوها وتحذروها. اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت ولي ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين قضي الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين واقم الصلاة