ان الحمد لله احمده حمدا حمدا واشكره معبودا واحدا فردا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. كلمة الدين واشهد ان محمدا عبده ورسوله. خاتم الانبياء وسيد المرسلين. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون تغنموا. واستسلموا له تسلموا وتمسكوا بدينكم والزموا جماعتكم واطيعوا من ولاه الله امركم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله. ان الله خبير بما تعملون ايها المؤمنون انقضى شهر رمضان ومضى فيهما مضى من البر والاحسان. وان من تقوى الله سبحانه وتعالى بعده ان يحضر العبد في نفسه مشهدين عظيمين احدهما مشهد الاستغفار والاخر مشهد دعاء الله سبحانه وتعالى بالتقبل. فاما مشهد الاستغفار فان العبد مأمور بالاستغفار لله عز وجل عامة. وبعد اعماله الصالحة خاصة. قال الله تعالى واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاستغفار بعد الصلوات المكتوبة وفي الحج وفي السحر وانما امر الناس بالاستغفار لان العبد في عمله الصالح بين ان احدهما ان يكون اداه كاملا. والاخرى ان يكون اداه مع نقص. فان كان اداه كاملا فانه مهما ادى لله عز وجل من عمل فلا يقابل ما يجب عليه من شكر الله عز وجل والقيام بحق عبادته فهو محتاج الاستغفار لله عز وجل. لتكميل ما يعرض في هذا العمل من عدم تمامه عن شكر الله عز وجل تاما. وان كان العمل في نفسه تاما. واما ان كان العمل ناقصا فان الاستغفار يأتي بعده سادا لنقصه ومكملا لما اعتراه من الخلل. فينبغي للعبد بعد فراغه من رمضان ان يلهج مستغفرا الله عز وجل مديما ذكر الله عز وجل بالاستغفار. واكمله استغفر الله واتوب اليه بعد عمله في رمضان لينظر الى عمله انه وان كان كاملا فان حق الله اعظم وان كان فان الاستغفار يرقعه ويكمله. واما مشهد سؤال الله عز وجل التقبل. فان العبد اذا عمل العمل ينبغي له ان يهتم خوف ان يرده الله سبحانه وتعالى. ومما يدفع عنه الخوف والهم. دعاء الله عز وجل ان يتقبل عمله بان يقول ربنا تقبل منا او ان يقول اللهم اني اسألك التقبل لان شرط تقبل عظيم فان الله قد قال انما يتقبل الله من المتقين. ودعاء الله سبحانه وتعالى تقبل من دعاء الابوين ابراهيم واسماعيل عليهما الصلاة والسلام. فانهما لما قاما ما قام به من عمل عظيم من رفع قواعد البيت الحرام الكعبة المشرفة دعوا ربهما عز وجل قائلين ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وهذه من سنة المؤمنين في اعمالهم الصالحة انهم يسألون الله سبحانه وتعالى ان يتقبلها منهم وكذا يدعو لهم غيرهم من اخوانهم اذا عملوا عملا صالحا ان يتقبل الله سبحانه تعالى منهم ولهذا كان شعار العيد في الاسلام الدعاء بهذا الدعاء تقبل الله منا ومنكم. فينبغي ان العبد في قلبه بعد رمضان مشهد الاستغفار مستغفرا الله سبحانه وتعالى بعد فراغه من رمضان وان ايضا مشهد دعاء الله عز وجل بالتقبل. داعيا الله ان يتقبل منه عمله. تقبل الله منا ومنكم اقول ما تسمعون استغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين. اما بعد ايها المؤمنون ان لفرائض الشرع نوافل تكملها وتتممها متقدمة او متأخرة عنها وان من جملة ما يندرج في ذلك النافلة من الصوم التي تكون بعد فرض رمضان وهي درجات مختلفة انواع متباينة ومن اجلها ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم من صيام الست من شوال في قوله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. فمما يحصل به قوله تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. المبادرة الى صيام هؤلاء الستة مقدما عليها الصائم تكميل شهره ان كان افضل شيئا منه لعذر. فيصومنا عليه من رمضان السابق ثم يشرع بعد ذلك في صيام هذه الايام الستة فانها من اعظم النوافل واقربها الى رمضان. فانها من اعظم النوافل واقربها الى رمضان التي ينبغي ان يحرص العبد عليها في نوافل الصيام. فتعاهدوا صيامكم مكملين له باستغفار لربكم سبحانه وتعالى وسؤاله التقبل وصيام هذه الايام الست من رمضان. اللهم اجعلنا ممن صام رمضان ايمانا واحتسابا واجعلنا ممن قامه ايمانا واحتسابا واجعلنا ممن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين اقم الصلاة