ان الحمدلله ان الحمدلله حمدا يزيد به ما اعطاه وهب فاجزل وانعم فافضل واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يغفر الخطيئات ويكفر السيئات اشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة من رب الارض والسماوات صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعه بالاحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله فان قوام حياتكم وحسن احوالكم في عاجلكم واجلكم ان تتقوا الله. قال الله تعالى ولقد ان الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله رسوله فقد فاز فوزا عظيما. واعلموا رحمكم الله ان الله سبحانه وتعالى لما خلقنا جعل من جبلتنا الادمية وطبيعتنا البشرية اننا نقع في الذنوب والخطيئات. فلسنا ملائكة منزهين لا تقع منا الا الحسنات. وبالحديث الالهي ان الله سبحانه وتعالى قال يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار. فاخبر عن احوالنا ان ذنوبنا كثيرة وسيئاتنا عظيمة. وان الله سبحانه وتعالى لما اخلف جنس بني ادم قرنا بعد قرن كان من انواع الخطاب في اصلاحهم مناجاتهم بهذا الاصل. ووقع هذا النداء في ابواب عظيمة من جملتها اخبارنا عما تحصل به المغفرة. فاخبرنا الله عز وجل بثلاثة ابواب عظيمة منها في خطاب مسوق الينا بنسبتنا الى اصلنا الادمي وهو يا ابن ادم واختير هذا الخطاب اعلم بان هذا الجنس ملازم للخطيئات. مقارف لها فهو يقع فيها المرة بعد المرة. فقد قال الله سبحانه وتعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء. ثم استغفرتني لك ولا ابالي يا ابن ادم، انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا. ثم لقيتني بلاد الشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. ففي هذا الحديث العظيم بيان امرين عظيمين احدهما ان هذا الجنس البشري الذي ينسل من ادم منسوب الى الخطيئة. ولذلك تناسبه ان يكون الخطاب له بقوله تعالى في الحديث الالهي يا ابن ادم وهو بهذا يستغرق كل فرد منا فقد نادانا الله سبحانه وتعالى جميعا بقوله يا ابن ادم ثم ارشدنا سبحانه الا الى امر عظيم اخر وهو ذكر ثلاثة امور تحصل بها مغفرة السيئات. فتلك الذنوب التي نقع والخطايا التي نرتكس في حمأتها تحصل مغفرتها بثلاثة اسباب عظيمة. اولها دعاء الله ورجاؤه في قوله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا ابالي. واقتران الدعاء بالرجاء يراد به الاعلام بان دعاء الداعي يكون من قلب حاضر متطلع الى مغفرة الله سبحانه وتعالى. فهو يدعو ربه عز وجل مشاهدا حاله عارفا ذنبه مقرا بخطيئته ملتمسا من الله فضله ورحمته فقلب متجه الى ربه متوسلا ومترحما وملتمسا من ربه عز وجل ان يغفر له خطيئته فتلك الخطيئة التي وقع فيها اوجعت قلبه حتى جعلت مفزعه الى الله سبحانه وتعالى هو يدعو الله سبحانه وتعالى دعاء الراجي صادق القلب حاضر النفس. فاذا كانت تلك حاله فان الله سبحانه وتعالى يغفر له على ما كان من حال العبد وكيف ما اتى من سيئاته ولو كثرت. والثاني استغفار الله عز وجل بسؤاله المغفرة في قوله تعالى يا ابن ادم لو ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي. اي لو بلغت كثرتها لا ترتفع فتصل الى عنان السماء وهو السحاب العالي ثم استغفر العبد ربه فان الله سبحانه الا يغفر له سيئاتهم؟ فلو قدر انك رأيت ذنوبك متراكمة طبقة فوق طبقة حتى تصل الى كقدر عال من السماء وهو القدر الذي نرى فيه السحاب مرتفعا ثم استغفرت الله عز وجل سائلا المغفرة فان الله سبحانه وتعالى يغفر لك ذنبك. وثالثها توحيد الله عز وجل من الشرك في قوله تعالى يا ابن ادم يا ابن ادم انك لو اتيت بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. اي لو قدر ان العبد جاء بذل من الذنوب والخطيئات وهو قرابها ثم لقي الله عز وجل موحدا لا يشرك به فان الله عز وجل يلقاه بمقدار تلك الخطيئات مغفرة منه سبحانه وتعالى. وحقيقة الا تشرك بالله عز وجل ان تكون اعمالك كلها لله قليلها وكثيرها سرها وعلنها فتوكلك على الله واستعانتك بالله واستغاثتك بالله وذبحك لله ونذرك لله فكل اعمالك دائرة مع الله عز وجل فانك لو اكثرت من الخطايا حينئذ ثم لقيت ربك عز وجل موحدا فان الله يغفر لك ما كان منك من الذنوب والخطايا. وانظروا رحمكم الله الى هذه الاصول العظيمة. التي تستجلى بها مغفرة الله من دعاء الله مع رجائه واستغفاره وتوحيده وخذوا منها بالحظ الاوفر تنال الاعظم اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم واستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحجته على الخلق اجمعين. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان من اسماء ربنا سبحانه وتعالى انه الغفور الغفار وغافر الذنب قابل التوبة فاذا وقا العبد في خطيئة فانه مأمور بان يفزع الى ربه والهه المتسمي بهذه الاسماء العظيمة فان وقوع الذنب من الانسان جبلة ادمية وطبيعة بشرية يلام عليها باصرارها على الذنب وعدم معاجلته بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى. فاذا وقع من العبد ذنب فانه ينبغي ان يتوب الى الله عز وجل وان الله لما اخبرنا عن جبلتنا امرنا بسؤاله المغفرة في قوله تعالى في الحديث الالهي يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فاستغفروني اغفر لكم. وقد قال الله عز وجل واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. فينبغي للعبد اذا وقع في شيء من الخطايا ان يفزع الى اسباب ومن جملتها الثلاث المذكورات في الحديث المتقدم. يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة اللهم اغفر لنا خطيئاتنا وكفر عنا سيئاتنا. اللهم اغفر لنا خطيئتنا. وكفر عنا سيئاتنا. اللهم اغفر لنا خطيئتنا وكفر عنا سيئاتنا. اللهم اتي نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين وقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين