ان الحمدلله احمده حمدا كثيرا طيبا ما تجددت الكائنات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له رب الارض والسماوات واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالكلمة الطيبة والاعمال الصالحات. صلى الله وسلم وعلى اله وصحبه ما توالت الحوادث الاتيات. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا ربكم فبالتقوى تفلحون. وبالتقوى تسعدون. يا ايها الذين امن اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعلموا رحمكم الله ان التقوى وصية الله اليكم والى الذين من قبلكم. فلجلالة قدرها من شأنها امرت كل جمعة بتكرارها. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبل واياكم ان اتقوا الله فعلى منبر الجمعة يتكرر كل اسبوع تذكير المؤمن بان يتقوا الله رب العالمين. فاتقوا ربكم ايها المؤمنون. واعلموا رحمكم الله ان من الفرح المأمور به الفرح بفضل الله ورحمته. قال الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فامرنا ان نفرح بمشاهد فضل الله سبحانه وتعالى. ورحمته التي ينعم بها على عباده المؤمنين ومن جملة تلك المشاهد ايام وليال اتيات هي موسم خيرات طاعات قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل فيهن احب الى الله من هذه الايام. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله يا رسول الله؟ قال الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الايام موسم خيرات وميقات طاعات يكون فيها الحال من احب المحبوبات الى الله سبحانه وتعالى. انها ايام عشر ذي الحجة فهي افضل ايام العام على الاطلاق. ولا يكون العمل قط احب الى الله من العمل فيهن لقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم عن زمن وعمل وجزاء فاما الزمن فهو ايام عشر ذي الحجة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ما قال كان قوله موافقا دخول عشر ذي الحجة عرف من سياق الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد قوله ما من ايام هذه الايام العشر الاولى من ذي الحجة. واما جزاؤهن فذلك ان العمل يكون فيهن احب الى الله سبحانه وتعالى من العمل في سائرهن. فلا يعمل احد في زمن من الازمان يكون عمله محبوبا لله سبحانه وتعالى. اعظم من هذه العشر. فالصلاة احب الى الله من الصلاة في غيرهم. والصدقة فيهم احب الى الله من الصدقة في غيرهم وقراءة القرآن فيهن احب الى الله سبحانه وتعالى من قراءة القرآن فيهن. واما العمل فقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما من ايام العمل فيهن احب الى الله ومراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا نوعان من العمل احدهما العمل المعتاد في اليوم والليلة كالصلوات الخمس ورواتبهن واذكار الصباح والمساء وقراءة وافشاء السلام وتشميت العاطس وغير ذلك من افراد العمل المتكرر كل يوم. فان العمل في ان حينئذ احب الى الله سبحانه وتعالى من العمل في غيرهن. فيكون المحافظة على العمل المعتاد الجاري منا صباح مساء ليلا ونهارا احب الى الله سبحانه وتعالى من العمل في غيرهن والصلوات الخمس كما تقدم ورواتبهن واذكارهن هن في عشر ذي الحجة احب الى الله سبحانه وتعالى على من العمل بمثلهن في غيرهن حتى في شهر رمضان. واما النوع الثاني فهو العمل الذي لا الا في هذه العشر كحج بيت الله الحرام وصيام يوم عرفة وذبح الاضحية وتكبير لله سبحانه وتعالى فيهن. فهؤلاء الاعمال اللاتي خصت بهن العشر تكون احب الى الله سبحانه وتعالى من العمل بمثلهن لو امكن في غيرهن. فالحج في عشر ذي الحجة اعظم من اداء نسك العمرة في وكذلك التقرب الى الله سبحانه وتعالى بسفك الدم بالاضحية احب الى الله سبحانه وتعالى من التقرب اليه بسفك الدم في غيرهم. فاذا وعى العبد معنى قوله صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل فيهن احب الى الله من هذه العشر. علم انه ينبغي الحرص عليهن. وان يغتنم العبد تنفيس اجله وفصحة عمره اذ بلغه الله سبحانه وتعالى اياهن بالاكثار لله من الاعمال الصالحة بيهن اللهم بلغنا عشر ذي الحجة ووفقنا فيها للاعمال الصالحات. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله حجته على خلقه ورحمته المهداة الى العالمين اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد ايها المؤمنون ان من سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل فيهن احب الى الله من هذه الاعمال تشوفت نفسه الى العمل بهن. واشتاق الحمل عليها ليجتهد فيهن. وان مما يقوي نفوسنا على العمل ملاحظة ثلاثة امور عظيمة. اولها ان يعلم العبد ان عمله لله سبحانه وتعالى هو من شكره. قال تعالى اعملوا ال داوود شكرا العاملون لله سبحانه وتعالى بما يحبه ويرضاه. هم شاكرون له. فاذا علم العبد انه اذا عمل كان شاكرا لله بعث ذلك نفسه على العمل وقواها وثانيها علم العبد بانها هذه الدنيا هي دار انتقال وارتحال. وان ما يأتي به من عمل فسيلقاه عند الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. فاذا علم العبد ان عمله محصن عند الله. وانه اذا رجع الى ربه بعد موته انه سيوفى جزاء عمله. حمله ذلك على الاجتهاد في الاعمال الصالحات. وقوى نفسه على العمل في عشر ذي الحجة وثالثها علم العبد ان عمله لله سبحانه وتعالى يكون جزاؤه اعظم اكبر قال الله تعالى وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله. وقال وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. فيعلم العبد ان ما يعمله من عمل صالح فسيجده عند الله سبحانه وتعالى على حال هي افضل واكمل. وسيكون له من الاجر والجزاء اعظم واعظم اعظم فاذا وعى العبد هذه الامور الثلاثة قويت نفسه على الاعمال الصالحات ولا سيما في مواسم الخيرات كعشر ذي الحجة فاعملوا هذه الامور في قلوبكم وحركوا بها نفوسكم وابعثوها على العمل يكن ذلك لكم من اعظم الذخر في الدنيا والاخرة. اللهم بلغنا عشر ذي الحجة. اللهم بلغنا عشر ذي الحجة اللهم بلغنا عشر ذي الحجة. اللهم وفقنا فيها لانواع الطاعات واعمال البر والحسنات اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعلنا من عبادك الراشدين اللهم بارك لنا في اتيان الخيرات وباعد بيننا وبين المعاصي والسيئات. اللهم احينا على خير حال وتوفنا على خير حال واقلبنا جميعا الى خير المآل